اهلا بكم في فلسطين... لفتت نظر للمجتمع الدولي

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: استنكرت الكثير من المنظمات الانسانية والحقوقية التصرفات الاخيرة التي اقدمت عليها السلطات الاسرائيلية التي عمدت الى منع تظاهرة لنشطاء في مجال حقوق الانسان فيما يخص انتهاكاتها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ويرى بعض المراقبين ان قرار المنع الاخير الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية هو مؤشر واضح على عدوانية هذا الكيان الدخيل ودليل لا يقبل الشك على ممارساته القمعية التي يحاول اخفائها من خلال تضليل الرأي العام الدولي وأشغاله بقضايا اخرى، وفيما يخص هذا الملف فقد احتجزت اسرائيل عشرات الناشطين لدى وصولهم الى مطار تل ابيب في اطار حملة لدعم الفلسطينيين. ومنعت اسرائيل دخول الناشطين وسارعت باتخاذ اجراءات لمنع نشطاء اخرين من السفر اليها على متن طائرات من أوروبا. واظهر قرار اسرائيل بتوزيع قوائم بأسماء الممنوعين من السفر على شركات الطيران الاوروبية ونشر مئات من قوات الشرطة في مطار بن جوريون لاحتجاز النشطاء الذين نجحوا في الوصول الى تل ابيب جوا.

وقالت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة انه تم احتجاز 78 شخصا اغلبهم من الفرنسيين. واوضحت السمري ان 51 من المحتجزين فرنسيون بينما هناك 11 بريطانيا وستة ايطاليين واسبانيان وخمسة كنديين والثلاثة الاخرون هم من سويسرا والبرتغال والولايات المتحدة. واضافت انه تم ارسال 18 شخصا الى الاماكن التي قدموا منها بينما رفض ستون اخرون المغادرة طوعا ونقلوا الى مركزين للاحتجاز في تل ابيب. ومن اصل 1500 مشارك منتظرين من بينهم بين 500 و600 فرنسي، وحدهم بضع عشرات تمكنوا من الوصول الى مطار بن غوريون في تل ابيب، اذ منع غالبيتهم من الصعود على متن الطائرات.

كما القي القبض على تسعة مؤيدين اسرائيليين كانوا يحملون لافتات كتب عليها "مرحبا بكم في فلسطين" في انتظار النشطاء القادمين. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية ان اسرائيل كانت قد وزعت على شركات الطيران قوائم باسماء نحو 1200 ناشط سيمنعون من دخول اسرائيل. وأوضحت اسرائيل أن شركات الطيران سيكون عليها تحمل تكاليف اعادة اي نشطاء يتم ترحيلهم الى المطارات التي سافروا منها.

وقال ليهي روثتشايلد وهو ناشط من حملة "مرحبا بكم في فلسطين" ان شركات الطيران أخطرت عشرات النشطاء منذ ذلك الحين بالغاء تذاكرهم الى تل ابيب. وقال منظمون ان نحو 1200 مؤيد للفلسطينيين في اوروبا كانوا قد اشتروا تذاكر طيران الى اسرائيل ويعتزمون السفر الى الضفة الغربية المحتلة التي تبعد ساعة بالسيارة عن تل ابيب في اطار الحملة. ويقول منظمون ان الهدف من الحملة هو المساعدة في فتح مدرسة دولية ومتحف في بيت لحم.

لكن اسرائيل نددت بالنشطاء باعتبارهم محرضين وقالت انها ستمنع من يهدد النظام العام من الدخول. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين "ماذا يفعلون هنا..... اذا كانوا يريدون النظر في مشكلة حقوق الانسان فليذهبوا الى سوريا.. ربما يتمكنون من المساعدة في وقف المجزرة ضد الوف الابرياء. يتعين ان يذهبوا الى ايران ليمنعوا رجم النساء حتى الموت."

وفي حادث منفصل بالضفة الغربية أظهرت لقطات فيديو بثت متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في مواجهة جنود اسرائيليين ولفتنانت كولونيل اسرائيليا يضرب ناشطا على وجهه ببندقيته. ووصف الجيش الاسرائيلي ذلك بانه "حادث خطير" وقالت متحدثة ان تحقيقا يجري وسيتم اتخاذ الاجراءات الملائمة.

وفي مطار زافينتيم ببروكسل لم يسمح لنحو 100 ناشط بلجيكي وفرنسي من المؤيدين للفلسطينيين بركوب طائرات متجهة الى اسرائيل. ومنع 13 شخصا من ركوب طائرة في مانشستر. ورفع النشطاء الذين قال بعضهم انهم يريدون بناء مدرسة جديدة خطابات سلمت اليهم في المطار تقول انهم مدرجون على قائمة الممنوعين من السفر لانهم يعتزمون "تعطيل النظام ومواجهة قوات الامن عند نقاط الاحتكاك." بحسب رويترز.

واظهر تسجيل مصور بالهاتف المحمول حمله ناشط على الانترنت نحو 20 ناشطا من المؤيدين للفلسطينيين في مطار شارل ديجول بباريس وقد طوقتهم الشرطة. وقال بعض المعلقين الاسرائيليين ان السلطات الاسرائيلية بالغت في رد فعلها على هذه الحملة الامر الذي افاد النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الباحثين عن الدعاية. وأدت حملة مماثلة في العام الماضي الى منع سفر مئات النشطاء من المطارات الاوروبية وتم ترحيل اكثر من 100 اخرين بعد أن منعتهم اسرائيل من الدخول.

وقال روثتشايلد "رغبة اسرائيل في اعتقال من لم يرتكبوا اي جرم ولم يفعلوا شيئا سوى أنهم جاءوا لزيارة فلسطين رد فعل هستيري." ويأمل الفلسطينيون اقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي مناطق احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. وأصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة لتسليمها للنشطاء لدى وصولهم. وجاء في الرسالة "نقدر لكم اختياركم أن تكون اسرائيل وجهة اهتماماتكم الانسانية." ووصفت الرسالة حملة النشطاء بانها تعرضت للتضليل وقالت انه كان من الممكن أن يختاروا بدلا من ذلك "الاحتجاج على الوحشية التي يمارسها النظام السوري يوميا ضد شعبه". وانتقدت صحيفة ها ارتس اليسارية قرار الحكومة منع النشطاء. وقالت انه كان ينبغي لإسرائيل "أن تدعو نشطاء السلام لزيارة اي مكان وتستقبلهم بالورود."

شركة جوية تلغي تذاكر السفر

في السياق ذاته اعلنت شركة جيت2دوت كوم الجوية البريطانية انها الغت، بسبب معارضة السلطات الاسرائيلية، تذاكر سفر العديد من الركاب المتوجهين الى تجمع في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ولم توضح الشركة عدد الركاب المعنيين لكن صحيفة الغارديان البريطانية افادت ان ثلاث نساء تلقين رسالة الكترونية من الشركة الجوية تبلغهن ان تذكرة الاقلاع من مانشستر (شمال غرب انكلترا) في اتجاه تل ابيب قد الغيت ولن تعوض. واوضحت الشركة الرخيصة الاسعار في بيان ان "القانون ينص على ضرورة ان توفر جيت2دوت كوم مسبقا الى اجهزة الهجرة المعنية معلومات حول كافة الركاب الذين يغادرون المملكة المتحدة".

واضافت انه "بعد تقديم تلك المعلومات ابلغت السلطات الاسرائيلية جيت2دوت كوم انها لن تسمح لبعض الركاب المسجلين على الرحلة رقم ال.اس907 بدخول اسرائيل". وتابعت "اذا سمحنا لهم بالسفر فاننا سنكون مسؤولين عن عودتهم فورا الى المملكة المتحدة ونظرا لموقف السلطات الاسرائيلية لم نقبل ان يسافروا على تلك الرحلة" المقررة.

وقد الغت شركة لوفتهانزا الجوية الالمانية ايضا تذاكر سفر عشرات الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين المتوجهين الى تل ابيب للمشاركة في فعاليات "مرحبا بكم في فلسطين" وفق المنظمين. واعلن المنظمون في بيان ان "عشرات الركاب الذين اشتروا تذكرة سفر الى تل ابيب ، تبلغوا من شركة لوفتهانزا الجوية ان حجزهم قد الغي بامر من اسرائيل". بحسب فرنس برس.

 في السياق ذاته اعلنت شركة اير فرانس انها الغت تذاكر لناشطين يؤيدون القضية الفلسطينية كان يفترض ان يتوجهوا الاحد الى اسرائيل من مطاري رواسيشارل ديغول قرب باريس، ونيس (جنوب غرب) للمشاركة في حدث "اهلا بكم في فلسطين". وقالت متحدثة باسم الشركة " في اطار معاهدة شيكاغو ترفض اير فرانس نقل اي راكب غير مرحب به في اسرائيل" موضحة ان اسرائيل قدمت لها قائمة باسماء الركاب. لكن الشركة رفضت كشف عدد الركاب المعنيين.

فضيحة في اسرائيل

من جانب اخر اثار مقطع فيديو بثته القناة التلفزيونية الاسرائيلية العاشرة ويظهر فيه ضابط كبير يضرب ناشطا اجنبيا بسلاحه في الضفة الغربية استنكارا شديدا طغى على ما وصفته وسائل الاعلام الاسرائيلية ب"نجاح" اسرائيل في منع قدوم ناشطين مؤيدين للفلسطينيين الى اراضيها ضمن حملة "اهلا بكم في فلسطين". واعلن الجيش الاسرائيلي انه اوقف الضابط الذي يحمل رتبة لفتنانت كولونيل عقب الحادث عندما ضرب متظاهرا اجنبيا على وجهه باستخدام سلاحه في الضفة الغربية خلال جولة على الدراجات في غور الاردن.

وقال متحدث باسم الجيش "تم ايقاف اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر عن العمل في انتظار نتائج التحقيق الذي تم فتحه". ووفقا لمشاهد بثتها القناة التلفزيونية العاشرة الاسرائيلية الخاصة يظهر اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر وهو يضرب ناشطا دنماركي في وجهه باستخدام سلاحه الرشاش بالقرب من حاجز على الطريق بالقرب من قرية العوجا شمال اريحا في الضفة الغربية.

وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان الناشط المؤيد للفلسطينيين هو دنماركي يدعى اندرياس يبلغ من العمر 20 عاما. ويظهر الفيديو الذي يستمر لدقيقتين مواجهة بين الجنود الاسرائيليين على حاجز على الطريق شمال اريحا في غور الاردن ومجموعة من راكبي الدراجات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب. وفجاة يقوم اللفتانت كولونيل شالوم ايزنر وقد وضح انه فقد اعصابه بالاقتراب من الشاب ويضربه ببندقيته على وجهه. بحسب فرنس برس.

ونقلت القناة العاشرة عن مصدر عسكري قوله ان الحادث وقع عندما فقد الضابط المتعب اعصابه بعدما حاول الجنود ابعاد هؤلاء النشطاء الذين رددوا شعارات معادية لاسرائيل وحملوا الاعلام الفلسطينية في منطقة "عسكرية" محظورة. والقى الفيديو الذي بث في وقت ذروة المشاهدة على التلفزيون الاسرائيلي بظلاله على وسائل الاعلام الاسرائيلية واحرج السلطات الاسرائيلية.

ومن جهته كتب المحلل العسكري في صحيفة هارتس عاموس هاريل ان "الفيديو الذي يظهر ايزنر يمسك فيها البندقية بوجه ناشط يساري على الانترنت جاء في وقت محرج بالنسبة لاسرائيل". واضاف "ظهر (الفيديو) في اللحظة التي كانت فيها حملة النشطاء الاجانب المؤيدين للفلسطينيين والتي بالغ وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش في تقديرها تموت". وياتي شريط الفيديو عقب سلسلة فيديوهات وصور نشرت عام 2010 تظهر سوء معاملة الجنود الاسرائيليين للفلسطينيين في الضفة الغربية الامر الذي اثار فضيحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/نيسان/2012 - 27/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م