كل شخص يواجه صعوبات في اتخاذ القرارات في بعض الأحيان، إذا كان رد
فعلك المثالي عندما تواجه قرار رئيسي (أو حتى فرعي) هو ببساطة أن تقول
" أنا لا أستطيع أن أقرر ". تطوير مهاراتك لاتخاذ القرارات يمكن أن
يساعدك في أن تتخذ قراراتك بثقة. تطوير قدراتك في اتخاذ القرارات تمنحك
حرية أكثر وسيطرة على حياتك وتعطيك الفرصة لتكون راضيا عن قراراتك.
متخذ القرارات الماهر يطور بدائل أكثر للاختيار منها و فرصة أفضل
لتحقيق البدائل المختارة.
ما هو اتخاذ القرار؟
اتخاذ القرار هو عملية الاختيار من عدة بدائل. تتضمن استخدام ما
تعرف (أو ما تستطيع أن تتعلم) لتصل إلى ما تريد. لتطوير مهارات اتخاذ
القرار، تحتاج إلى معرفة نفسك، قيمك وقدراتك. قيمك هي آرائك حول ما هو
" صحيح" أو " جيد " أو " ثمين". قيمك تعكس ما ترى أنه مهم لحياتك. وهي
تتطور عن طريق تجاربك مع العائلة، الأصدقاء، من خلال المسجد، الكنيسة،
المدرسة، والمنظمات المجتمعية، ومع المجتمع بشكل عام. القيم تعطي معنى
لحياتك بتزويدها بقواعد لتنظيم الأولويات في حياتك، لتقرر أي الأهداف
أو الأعمال نافع وقيم وأيها أقل أهمية.
معرفة قيم العائلة تساعد أفرادها في وضع الأهداف، اتخاذ القرارات
الضرورية، والقيام بما هو مطلوب لتحقيق أهدافهم. قيم أفراد العائلة
تكون الأساسيات لقيم العائلة، بالرغم من الاختلافات الفردية والنزاعات
التي يجب أن تحل. متخذ القرارات يجب أن يعرف أيضا عن البيئة المحيطة-
فرصها، تقييداتها وإمكانية تغييرها.
إذا كنت تملك خيارا واحدا فقط (أو لا تدرك غير طريقة واحدة للعمل)،
أنت إذا لا تصنع قرارا. على أية حال، حتى في هذا الوضع ذو الخيار
المحدود إذا كان لك خيار أن تقوم بالعمل أو لا تقوم به، اتخاذ القرار
موجود. بالرغم من أن العديد من القرارات تتخذ بشكل كبير بالعادة،
والآخرون يضمّنون خيارا أو اثنين.
قرارات الأفراد والمجموعات
إحدى طرق استكشاف اتخاذ القرارات هي بالنظر إلى قرارات الأفراد
والمجموعات.... اختلافاتهم وتشابههم.
بينما العديد من القرارات هي شخصية أو فردية الاهتمام، آخرون يشركون
العائلة، النادي أو المجموعة، الجالية و المجتمع. أفراد المجموعة
يقبلون القرارات بسهولة ويطبقونها بكفاءة عندما يشركون في عملية اتخاذ
القرار. قرارات المجموعة من الممكن أن تصبح أفضل إذا كان هناك بدائل
أكثر مقترحة وخيارات غير منتجة ذكرت مسبقا.
العائلات أو المجموعات الأخرى تصل إلى القرارات بطرق عدة، مثل:
1- الهيمنة\الاستسلام (فوز\خسارة)- شخص واحد يسيطر على الموقف،
والآخرون يستسلمون للقرار.
2- المحادثة (بعض الأحيان فوز\ فوز، وبعضها خسارة\خسارة)- حقائق
أخرى تعرض لذا شخص واحد يقنع الآخرين بوجهة نظره، أو يتخلى عن شيء
مقابل شيء.
3- التكامل (فوز\فوز)- الإجماع أو التأليف بين الأفكار يسبب أن كل
شخص سيوافق وبدعم القرار.
أنواع القرارات
طريقة أخرى لاستكشاف اتخاذ القرار هي باعتبار محتوى القرار.
1- اجتماعي أو إنساني القرارات تتضمن وضع الأهداف والأولويات التي
تقرر الأدوار العامة للأفراد والعلاقات للأفراد ضمن المجموعة.
2- اقتصادي أو متخصص القرارات تتضمن توفر الموارد والطرق لتحديد أو
توزيع هذه الموارد على أهداف مختلفة.
3- تقني أو "ماذا، متى، من، كيف، ولماذا" القرارات تتضمن تحديد كمية
محددة من الموارد المتاحة لتحديد الهدف بكفاءة، إنجاز مهمة محددة أو
شراء منتج محدد.
4- تعاون أو تفاعل القرارات تتعلق بالمجتمع، الاقتصاد، والقرارات
التقنية. تتعامل مع الاتصال في العائلة والجالية، نوع المعلومات
المطلوبة لصنع قرارات أخرى، معايير لتقييم القرارات وطرق لتشجيع أفراد
العائلة لتنفيذ أدوارهم.
عملية اتخاذ القرار
الخطوات في عملية اتخاذ القرارات متشابهة، بغض النظر عما إذا كان
القرار يتضمن إدارة موارد العائلة أو الأفراد، شراء منتج، أو أي حالة
أخرى تحتاج إلى الاختيارات. هذه الخطوات تتضمن:
1- الاعتراف بالمشكلة أو الفرصة. عملة اتخاذ القرار تبدأ بالاعتراف
بالحاجة إلى التغيير.
2- تحليل الموقف. عندما تعترف ان هناك فرق بين "ما هو" و" ما يمكن
أن يكون "، تدرس الوضع بحرص لتقرر بالضبط ما يسبب الفرق. كن محددا على
قدر استطاعتك. حاول أن تجد السبب الحقيقي، ليس فقط الأعراض. ادرس الفرص
المحتملة بنفس الطريقة.
3- ادرس أهدافك. ادرس الهدف أو الأهداف التي يمكنك أن تحققها.
الأهداف التي تختارها تتأثر بقيمك- ما تؤمن به مهم جدا. أن تصبح أكثر
إدراكا لقيمك وأولوياتك التي تبنيهم عليها يساعدك لترى بوضوح ما هو
مطلوب. ثم الحقائق يمكن أن تربط بالقيم والعواطف للوصول إلى القرار.
الشخص الذي يصنع القرار يجب أن يتعلم كيف يختار ما هو مهم من المعلومات
المتاحة.
4- ابحث عن البدائل. ابحث عن اكبر قدر ممكن من البدائل لحل مشكلتك-
ليس فقط الواضح منها والمألوف. التفكير المبدع، القراءة والتحدث إلى
الآخرين يمكن أن تغطي احتمالات أكثر. إذا كان القرار مهما جدا- بشكل
إنساني أو اقتصادي- سوف يكون نافعا أن تقضي وقتا وجهود اكبر لتحديد
البدائل.
5- راعي النتائج. احد مفاتيح عملية اتخاذا لقرار هي النظر للامام
لرؤية" ماذا يمكن أن يحدث إذا فعلت هذا" في بعض الأحيان من الممكن ان
تجمع المعلومات لتساعدك على التوقع.. في أوقات أخرى، يجب أن تتوقع بما
تعرفه فقط. مع ذك الحذر والتدريب سيساعدونك على أن تتعلم كيف تتوقع
بشكل أفضل. راعي أيضا استخدام الموارد. أي الموارد تحتاج لتنفيذ كل
بديل. كم من الوقت، الطاقة، المهارات، المال، المعرفة أو الموارد
الأخرى مطلوب؟ أي الخيارات تتلاءم بشكل أفضل مع قيمك وأهدافك؟ كتابتك
لإجابات هذه الأسئلة ستساعدك في تركيز تفكيرك.
6- اختر البديل الأنسب. أنظر بواقعية إلى كل البدائل المتاحة واختر
الذي يبدو مناسبا لك تبعا لقيمك، أهدافك التي تعمل على تحقيقها
والموارد التي تملكها. من الممكن أن لا يجذبك أي من هذه البدائل. إذا
لم يكن هناك بديل" مناسب " أو لا يبدو احدهم مقنعا، ربما من الممكن أن
تخرج ببديل جديد عن طريق التسوية والربط بين بعض الاحتمالات.
7- تصرف بناء على قرارك. اتخاذ القرار لا ينتهي باختيار البديل
الأنسب. يجب عليك أن تضع خيارك قيد التنفيذ.
8- تقبل المسؤولية. عندما تقوم باتخاذ قرار قل لنفسك" الدولار يقف
هنا". تقبل كلا من المسؤولية عن القرار و النتائج بدون أعذار. خطط
للالتزام بخيارك حتى تستطيع تغييره أو تطويره. قدراتك ورغباتك للقيام
بهذا سوف تساعدك في عمل تقييم واقعي لقراراتك وتزودك بأساسيات لتطويرهم.
معظم القرارات تتخذ في ظروف من الحيرة، معرفة ناقصة، وموارد محدودة.
أنت تعمل على "أن تقوم بأفضل ما تستطيع بما هو متوفر لديك" وحاول أن لا
تتوقع المستحيل.
9- قيّم النتائج. مخرجات أو نتائج القرار- خاصة الرئيسي منها- يجب
أن تقيّم لتقرر تأثيرها. حتى القرارات المألوفة يجب ان تفحص بشكل دوري
للتأكد من إنها سليمة وأنها لا تزال مناسبة للوضع الحالي.
العلاقات بين القرارات
اتخاذ القرار هو عملية دينامية لأن القرارات في أغلب الأحيان
مترابطة و تعتمد على بعضها. القرار المتخذ سابقا يؤثر في (ويتأثر بـ)
القرارت الأخرى. اعتبر هذه الثلاث نماذج على انك تدرس العلاقات بين
القرارات:
- قرارات مركزية وفرعية تتضمن قرارا رئيسيا والخيارات الأخرى مطلوبة
كنتائج. القرارات المركزية هي قرارات رئيسية تملك تأثيرا هاما في الوضع
أو حتى أسلوب الحياة كله. كل القرارات الاجتماعية، بالإضافة إلى بعض
القرارات الاقتصادية، تقع في هذا الصنف.

القرارات المركزية والقرارات الفرعية
القرارات الفرعية ترتبط بالقرارات المركزية. قرارات المتابعة تبين
كم من الجيد هذه القرارات المركزية تنفذ وكم أن النتائج مرضية.إذا كانت
القرار الرئيسي هو بشراء بيت أو عدم شراءه، الكثير من القرارات الفرعية
يجب أن توضع. الخيارات تتضمن الموقع، البيت بذاته، طرق الدفع، كيف ومتى
تنتقل، التغييرات في الوظائف، المدارس ووسائل النقل، مراجعة التأمين،
وأكثر من ذلك بكثير. كل قرار فرعي ممكن أن يتطلب قرارا فرعيا مماثلا.
إذا كان الانتقال يتطلب من العائلة أن تشتري سيارة أخرى، حينها هناك
عدد من القرارات عن نوع السيارة، جديدة أم مستعملة، من أين ستشتريها،
كيف ستدفع، تأمينها، الخ. يجب أن تتخذ.
القرارات المتسلسلة. هي نوع آخر من الترابط. بعض القرارات يمكن أن
تتصوّر كتفاعل متسلسل- قرار يتأثر بقرار سابق، ويؤثر في قرار لاحق. حجم
منزلك وحالة مفروشاتك تؤثر في اختيارك للأثاث الجديد. هذه القرارات من
الممكن أن تؤثر في نشاطات العائلة وتغير من استخدامات الأثاث
القديم."شيء يقود إلى آخر" هي عبارة تصور الطبيعة المستمرة لعملية
اتخاذ القرار. القرارات المتسلسلة من الممكن أن تحدث بنفسها أو كجزء من
تعقيدات القرارات المركزية-الفرعية.

القرارات المتسلسلة
-القرارت المتشجرة هي مجموعة من الخيارات تشبه الشجرة باثنين (أو
أكثر) من الفروع المنفصلة. بعض القرارات تضع طريقا من الصعب (بالرغم من
انه ليس مستحيلا) تغييره. بعض الأمثلة هي اختيار وظيفة، شراء منزل أو
التقاعد. بعد اتخاذ هذه الخيارات الرئيسية، الخيارات والقرارات اللاحقة
تتفرع كأغصان الشجرة. إذا كان الخيار الرئيسي " أ " هو مجموعة من
الخيارات التي يجب أن يتم تقريرها. إذا كان الخيار "ب"، مجموعة متنوعة
من الخيارات ستطور. كثير من الناس خائف من اتخاذ هذه القرارات الرئيسية
لأنهم يظنون أن هناك فقط قرار واحد " صحيح " أو " مناسب" وان النتائج
الوخيمة ستحدث إذا كان الخيار خاطئا. كل القرارات ممكن أن تكون "صحيحة"
أو قرارات فائزة، بالرغم من أن الفوائد ستختلف مع كل خيار. مخرجات كل
قرار توفر فرصة التعلم والنمو. كمثال، إذا قررت قبول وظيفة جديدة،
ستحصل على فرصة تعلم مهارات جديدة. مقابلة أناس جدد وتوسيع خبراتك. إذا
قررت البقاء في وظيفتك الحالية، ستحصل على فرص لتطوير" مهاراتك الحالية"
والحصول على فرصة للترقية ضمن الشركة.
تقنية الخط الزمني
تقنية الخط الزمني تتضمن وضع جدول زمني لتنفيذ عملية اتخاذ القرار.
فكر بمشروع أو قرار تواجه مشكلة به. لترتقي بسرعة وتضع قرارات فعالة،
ثلاث أو أربع خيارات بالعادة تكون كافية. ضع خطك الزمني وقم بتعبئة
الأيام:

تطوير اتخاذك للقرار
بعض الأفراد يتخذ قرارات كأنها " مهام". يفضلون تأسيس هدف وإطار
زمني، جمع الحقائق، تحليل المعلومات ووضع الخيارات. آخرون يعتبرون
اتخاذ القرار كنشاط اجتماعي، بدلا من مهمة يجب تنفيذها. الأشخاص ذوو
الإنتاج العالي لديهم أسلوب متوازن، لذا تكون قراراتهم شاملة للعلاقات
والمهام.
مهارة اتخاذ القرار يمكن أن تطور بالدراسة والتدريب. تجنب هذه
الأخطاء التي ترتكب في أغلب الأحيان من متخذي القرارات الذين ليس لديهم
مهارة:
-عدم اختيار أي إجراء لأن الاحتمالات غير متوازنة.
-اختيار إجراء بالرغم من أن النتائج غير معروفة.
-التقليل أو التضخيم من أهمية بعض المعلومات.
-جمع معلومات لا يمكن أن تستخدم أو غير ضرورية.
-اختيار إجراء باندفاع، من دون اعتبار للنتائج.
-إهمال القيام بالإختيار لان ليس كل شيء يمكن أن يتوقع بدون أدنى شك.
لتحسين إمكانياتك كمتخذ قرارات:
-كن محيطا بقيمك وقيم عائلتك. راجع ما تريد تحقيقه قبل أن تبدأ
بمقارنة البدائل.
-احصل على الوقائع. انظر إلى الوضع بشكل غير متحيز. راجع معلوماتك
بوضوح وقيّمها بموضوعية.
-راع الحقائق والمشاعر.
-تجنب وضع الأعذار أو المبررات.
-حاول أن لا تضع القرارات وأنت متعب أو متوتر.
-اعلم أن بعض القرارات لا يمكن تغييرها. ليس كما المهارات، بالتدريب
والتفكير الايجابي يمكن ان تنجح.
كما البيئة التي نقوم باتخاذ قراراتنا فيها تصبح معقدة أكثر، كلا
من الفرص والمسؤوليات الناجمة من اتخاذ القرارات تزداد. العامل الأساسي
في " جعل الأشياء تحدث" بدلا من " السماح للأشياء بالحدوث" هو مهارة
اتخاذ القرار. احد الصفات الحيوية للمدير الجيد هي القدرة على اتخاذ
القرارات التي تقود العمل والموارد في اتجاه مخطط له. الأفراد،
العائلات والجماعات الأخرى يمكن أن تختار مستقبلها بوضع قرارات سليمة
وتنفيذها.
Hany_haggag@hotmail.com |