السجن... عقوبة قاسية للبعض

شبكة النبأ: تراقب العديد من المنظمات التي تهتم بقضايا حقوق الانسان كمنظمة "هيومن رايتس ووش" سير عمل السجون ومدى تطبيق مبدئ احترام حقوق الانسان فيها خصوصاً وان الانتهاكات والتعدي وسلب الحريات سمة لازمت اغلب سجون العالم حيث الملايين من البشر وهم يقبعون خلف القضبان الفولاذية بتهم شتى لعل اغلبها التهم الجنائية، فيما يعاني العديد من السجناء –وبالأخص المعارضين للسلطة- من ظروف اعتقال وتعذيب ومحاكمات شكلية وحبس انفرادي قاسية للغاية في محاولة لكم الافواه وتشتيت الاصوات.

الا ان بعض الدول لا تنضر الى السجون من منطلق توفير الحرية ورعاية حقوقهم فحسب، بل طورت الامر في محاولة منها لتحقيق بعض المكاسب الاقتصادية والدعائية الى جانب توفير الخدمات الاساسية الاخرى، اذا تجد ان بعض ادارات السجون قد حولت سجونها الى فنادق من الدرجة الاولى يعيش فيها النزلاء –السجناء- حياة مترفة قد تختلف عن الحياة التقليدية للسجناء او على الاقل تنسيهم قساوة الايام التي يقضونها خلف الاسوار وبعيداً عن الحياة العامة شريطة ان يتمكنوا من دفع الفاتورة.

فيما يستمر الاخرين من المظلومين في الاستمرار بالاحتجاج والاضراب عن الطعام على امل تحقيق مطالبهم في نيل الحرية او العفو او حصولهم على محاكمة عادلة تحدد مصيرهم بدلاً من البقاء في السجن لفترات غير محدودة وبلا امل.       

اضراب عن الطعام

فقد قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن 20 سجينا جزائريا دخلوا في إضراب عن الطعام في سجن المرناقية بضواحي العاصمة تونس للمطالبة بإدراجهم في قائمة قرار العفو الذي سيصدره الرئيس التونسي منصف المرزوقي، وذكرت الصحيفة أن عائلات السجناء استنجدت بوزارة الخارجية الجزائرية ودعتها إلى التحرك باتجاه السلطات التونسية لتمكين المساجين الجزائريين من الإستفادة من قرار العفو في تونس بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم عائلات السجناء ثريا الخلفاوي قولها إنها عادت مؤخراً من تونس بعدما زارت شقيقها السجين محمد بن عبد الله الخلفاوي، والذي دخل برفقة المساجين الجزائريين في إضراب عن الطعام منذ مدة، للمطالبة باستفادتهم من قرار العفو الرئاسي الذي سيصدره الرئيس التونسي بمناسبة استقلال تونس، وأوضحت الخلفاوي أنه تم تجميع المساجين الجزائريين في سجن المرناقية في الضاحية الغربية للعاصمة تونس، من دون تمكينهم من قرار العفو الرئاسي الذي سيستفيد منه سجناء من المغرب وليبيا، حيث سيتم الإفراج عنهم وترحيلهم إلى بلدانهم. بحسب يونايتد برس.

وأكدت أن إدارة السجن أبلغتها أن السجناء الجزائريين غير معنيين بقرار العفو، وقالت إنها تقدمت بطلب لقاء مع وزير العدل التونسي نور الدين لبحيري الذي استقبلها في وقت سابق، حيث وعدها بالنظر في قضيتهم لكنه طلب تقديم طلب إلى القنصلية الجزائرية في تونس من أجل التنسيق مع السلطات التونسية المختصة لهذا الغرض، وأشارت الخلفاوي إلى أنها اتصلت بالقنصل المكلف بالشؤون الإجتماعية في السفارة الجزائرية بتونس وأبلغها أن القنصلية بعثت رسالة إلى الخارجية لإبلاغها بالموقف وهي تنتظر الرد، وطالبت الخلفاوي وزير العدل التونسي بالإفراج عنهم تماشيا مع التطور الكبير للعلاقات بين الجزائر وتونس "خاصة وأن هؤلاء المساجين تم الحكم عليهم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث كان القضاء موجهاً ويصدر أحكاما عشوائية، كما أن بعض القضايا والتهم الموجهة إليهم ملفقة".

اقتحام سجن مجدو

فيما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن 10 سجناء على الأقل أصيبوا بجراح بعد اقتحام قوات إسرائيلية لسجن مجدو قرب مدينة حيف، وقالت الوكالة "أصيب 10 أسرى في سجن مجدو، إثر اقتحام قوة إسرائيلية، الجمعة، عددا من أقسام السجن واعتدائها على عدد من الأسرى"، ونسبت الوكالة إلى وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع قوله إن "قوة إسرائيلية من خارج سجن مجدو اقتحمت أقسام 2و5 و9، لإجراء فحوصات DNA على الأسرى الذين رفضوا ذلك، لتعتدي على 10 منهم بالضرب"، وأوضح قراقع أن "القوة قامت بعد الاعتداء على الأسرى، بفتح ملف مدني لكل واحد منهم وتوقيعهم على حكم مدته 6 شهور تسري بعد إنهاء كل واحد منهم مدة محكوميته"، وفي سياق منفصل، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن 21 معتقلا فلسطينيا "يضربون حاليا عن الطعام تضامنا مع المعتقلة الادارية هناء شلبي التي تعالج في مستشفى مئير في كفار سابا"، وأضافت الإذاعة أن "مصلحة السجون أشارت إلى أن جميع هؤلاء المعتقلين يخضعون للمراقبة الطبية، وانه لا يوجد في هذه المرحلة خطر على حياة شلبي التي تضرب عن الطعام منذ اعتقالها قبل حوالي شهر للاشتباه فيها بالمس بأمن الدولة." بحسب سي ان ان.

السنة السجنية في لبنان

من جهته أقرّ مجلس النواب اللبناني، مؤخراً، إقتراح قاون يقضي بخفض السنة السجنية الى 9 أشهر، وبموجب القانون الذي أقرّه مجلس النواب، سيتم تخفيض السنة السجنية من 12 شهراً الى 9 أشهر، واستثنى القانون السجناء الذين تكررت أحكامهم إضافة الى المحكومين بأحكام الإعدام والسجن المؤبد، وفي السياق، أبلغ وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل مسؤول السجون، أن مجلس النواب وافق على تحفيض السنة السجنية الى 9 أشهر، وأبلغ مصدر أمني، أن السجناء الذين كانوا ينفّذون حركة إحتجاجية داخل سجن رومية المركزي شمال شرق بيروت، قد أنهوا إحتجاجهم، وأطلقوا مجموعة من حرّاس السجن كانوا قد احتجزوهم، وكان السجناء في سجن رومية المركزي، إحتجزوا داخل زنزانتهم في وقت سابق اليوم، عناصر من قوى الأمن بينهم ضابط للمطالبة بخفض السنة السجنية. بحسب يونايتد برس.

سجن درجة اولى  

من جهة اخرى تعكف بريطانيا حالياً على بناء سجن بكلفة 200 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 318 مليون دولار، يتيح لنزلائه طلب الطعام واستخدام الهاتف في زنزاناتهم بأجر، وقالت صحيفة "ديلي ميل" إن المجرمين في سجن أوكوورد بمدينة فيذرستون في مقاطعة ستافوردشاير ستتم مكافأتهم بهذه المزايا إذا ما ابدوا سلوكاً حسناً شريطة أن يدفعوا الفواتير، وأضافت أن السجن الجديد سيستوعب 2000 سجين وسيمنح كل واحد منهم خطاً هاتفياً عند افتتاحه، ووصفه غيفين ويليامسون نائب المنطقة عن حزب المحافظين الحاكم بأنه "شبيه بفندق من الدرجة الأولى"، ونسبت الصحيفة إلى النائب ويليامسون قوله "نتوقع أن تجري معاملة الناس في السجن بصورة إنسانية، غير أن وجودهم فيه هو عقاب ولذلك لا يجب تحويله إلى فندق"، وأضاف النائب المحافظ "أن توفير خدمات الهواتف وطلب وجبات الطعام للمساجين يحول السجن إلى نزل ضيافة من الدرجة الأولى، فهم في الأساس لم يوضعوا فيه تقديراً لخدماتهم بل كعقاب"، وسيستقبل سجن أوكوود أول دفعة من النزلاء في الرابع والعشرين من نيسان/ابريل المقبل على أن يستوعب بقية المساجين في الخريف المقبل. بحسب يونايتد برس.

40 سنة في الحبس الانفرادي

الى ذلك أتمّ سجينان أمريكيان في ولاية لويزيانا 40 سنة من الحبس الانفرادي، فما تأثير سياسة العزل الكامل على حالة السجين العقلية؟، ولمدة 29 سنة شغل روبرت كنغ زنزانة 9 أقدام في ستة أقدام ، أي ما يقل قليلا عن ثلاثة أمتار في مترين، لمدة لا تقل عن 23 ساعة في اليوم، أمضى كنغ معظم وقته في أحد أقسى سجون الولايات المتحدة ، السجن الحكومي في ولاية لويزيان، والسجن، هو الأكبر في الولايات المتحدة، ويُلقب باسم أنغولا وتم تشييده بواسطة العبيد الذين تم شحنهم من افريقي، وتم الإفراج عن كنغ في عام 2001، ولا يزال يسمي نفسه واحد من أنغولا الثلاثة، وهم ثلاثة رجال كانوا محور حملة استمرت فترة طويلة للعدالة الدولية، ومجموع السنوات التي قضاها السجناء الثلاثة مجتمعين مئة سنة ، ويدفع هؤلاء ببرائتهم من الجرائم التي اتُهموا فيه، ولايزال كنغ يتمتع ببنية نحيلة وحالة صحية جيدة خاصة وهو على وشك الاحتفال بعيد ميلاده الـ70، وقال إنه لا يرغب في الخوض كثيراً في سنوات حبسه الانفرادي ، مكتفياً بالقول إنه "من المستحيل الوقوع في الوحل وعدم الخروج منه كريه الرائحة". بحسب بي بي سي.

ويضيف كنغ إن للعزلة خسائر مادية جسيمة على السجناء مضيفاً "إنهم يشيخون قبل وقتهم"، لكن أكثر من ذلك، هناك تأثير نفسي، كما يقول ولكنه "مخيف" ألا وهو عدم وجود الاتصال البشري، وكان أنغولا مشهوراً في حقبة الستينات والسبعينات بعنف العمل فيه وبالعبودية الجنسية، لكن وكما يقول كنغ فإن الحبس الانفرادي كان أسوأ من ذلك بكثير، وبالعودة إلى أوائل السبعينات كان هيرمان والاس وألبرت وود فوكس بالفعل في أنغولا، يقضيان فترة العقوبة بتهمة السطو المسلح، وشاركا في مجموعة "الفهود السود" كما يقولون في محاولة لتحسين ظروف السجناء، ثم في عام 1972 قُتل أحد حراس السجن ويدعى برنت ميلر، وأدين والاس وود فوكس وأودعا في الحبس الانفرادي، وتقيم شقيقة والاس في الجانب الفقير من مدينة نيو أورليانز، وقالت إن صحتها تدهورت بسبب قلقها المستمر على شقيقه، وأضافت "أذنيه ليست على ما يرام على الإطلاق" "لأنه يبدو أنهم ضربوه كثيراً"، وحاولنا الاتصال دون جدوى بمكتب المدعي العام وإدارة السجون في الولايات المتحدة للحديث عن قضية أنغولا ثلاثة أو جدوى استخدام الحبس الانفرادي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/نيسان/2012 - 26/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م