الامور في الخليج تتفاقم والاصلاح لا بد منه

علي ال غراش

يرى المراقبون ان الاصلاح والتغيير في دول الخليج قادم بشكل حتمي لا محالة، بعدما كسر الشعب جدار الخوف وأصبحت مظاهر الغضب الشعبي في دول الخليج حقيقة واضحة، ولكن السؤال المطروح متى وكيف سيتم التغيير، وهل ستتجاوب الانظمة الخليجية مع مطالب الشارع بالتغيير السلمي، ام ان هذه الأنظمة قادرة على امتصاص الغضب الشعبي ومقاومة الثورات وحماية نفسها؟

في الحقيقة ان جميع الاسباب التي ادت الى اندلاع ربيع الثورات العربية متوفرة في دول الخليج، اي هناك احتقان وغضب شعبي وتراكم للمعاناة من فقر وبطالة وفساد - اي غياب للعدالة الاجتماعية -، وهناك مطالب شعبية للإصلاح السياسي الشامل والعدالة والمساواة وتحسين مستوى المعيشة ومحاسبة الفاسدين، وهذه المطالب ينادي بها الشعب، بل هناك اصوات من اوساط العائلات الحاكمة تدعو لضرورة الاصلاح؛ ولقد تحدث الكثير من المراقبين والمهتمين والشخصيات السياسية في الخليج والوطن العربي والعالم، بان دول الخليج ليست بعيدة عن رياح الثورة والتغيير، وان التغيير قادم لا محالة للمنطقة وهذه سنة الله في الكون.

وبلا شك ان قطار الاصلاح والتغيير الشامل أو الثورة يسير نحو دول المنطقة، وليس هناك عاصم منه الا المبادرة السريعة بتلبية ارادة الشارع وتحقيق مطالبه، فالاوضاع في الخليج تتفاقم فها هي البحرين تشهد ثورة شعبية سلمية منذ اكثر من عام ومازالت مستمرة لغاية اليوم، والتي كادت تنتصر وتحقق امال شعوب مواطنيها ومواطني المنطقة بانتخاب الحكومة من قبل الشعب في ظل دستور جديد يمثل ارادة المواطنين، لولا تدخل قوات درع الجزيرة لحماية النظام هناك والضغط عليه بعدم تقديم تنازلات لمواطنيه، وشن حرب اعلامية طائفية بغيضة من قبل الاعلام الرسمي لدول الخليج ضد الشعب البحريني الغاضب الثائر والنيل من الحراك الشعبي، وتهميش وتغييب ما يحدث من انتهاكات ضد الثوار الغاضبين المسالمين في هناك اي البحرين!!.

 وكل ذلك كي لا تنتقل الفكرة الى بقية شعوب الدول الخليجية الاخرى!. وما يزال العالم يتابع فصول الثورة في دولة اليمن المجاورة للدول الخليجية..، ولقد شهدت بقية دول الخليج مظاهرات ومطالبات شعبية وحراكا كالكويت وعمان والامارات وان كان بصور وطرق مختلفة، وكذلك في العديد من مناطق ومدن وقرى السعودية، منها في عسير والرياض وحائل وتبوك وفي الشرقية كالقطيف والاحساء، والقطيف هي الاكثر حراكا للمظاهرات المتواصلة منذ بداية ربيع الثورات العربية 2011م. في ظل عدم نجاح الاساليب الحكومية وبالخصوص الامنية لغاية الان من امتصاص الغضب الشعبي هناك.

تفاقم الاوضاع بحاجة الى حكمة سياسية وجهود وطنية ومبادرة بتحقيق المطالب الشعبية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد الاداري بعيدا على الحلول الامنية. قيادة دول الخليج المخلصة متفقة مع شعوبها بان الامور في بلدانهم بحاجة الى اصلاح وتغيير وتطوير الانظمة واعطاء الشعب حقه بالشراكة في ادارة الوطن؛ المبادرة بالاصلاح الوطني الشامل - والبعد عن العنف والفوضى والاساليب القمعية - هي الحل؛ حمى الله وطننا الغالي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/نيسان/2012 - 26/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م