البحرين... انتفاضة الايام الطويلة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: مع كل يوم يمر على شعب البحرين تبدو الازمة الخانقة اكثر تأزما، سيما بعد الاصرار السلطة الديكتاتورية على التصعيد وتجاهل مطالب الاصلاح المشروعة والتحول الديمقراطي الذي يتطلع له المجتمع.

فأزيز الرصاص واصوات مدافع قنابل مسيلة الدموع وما يرافقها من صيحات ألم وتحدي في شوارع تلك الدولة بات منظرا معتادا بشكل كبير، ولا يجد له تأثيرا لدى القابضين على السلطة بالرغم من سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.

فيما لم تفلح حتى الان المطالبات الدولية بوقف اعمال العنف الحكومي في ردع النظام البحريني عما يرتكبه، خصوصا ان المجتمع الدولي لا يزال يغض الطرف عما يحدث هناك، في ظاهرة مثير للاستياء والاشمئزاز على حد سواء.

منظمة العفو

فقد دعت منظمة العفو الدولية الجمعة البحرين الى الافراج فورا عن المعتقلين السياسيين بمن فيهم الناشط الشيعي عبدالهادي الخواجة المحكوم بالسجن المؤبد في البحرين والمضرب عن الطعام منه اكثر من شهرين.

وفي تقرير تمهيدي حول قمع حركة الاحتجاج في البحرين، اعربت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان عن الاسف "لانه لم يتغير شيء في البلاد منذ قمع الاحتجاجات ضد الحكومة بشدة في شباط/فبراير واذار/مارس 2011" في سياق الربيع العربي.

ودعت المنظمة الحكومة الى ابداء "ارادة سياسية حقيقية لانجاز اصلاحات" يطالب بها الشيعة الذين يشكلون اغلبية سكان المملكة السنية. كما طالبت بالافراج "فورا وبدون شروط على كل المعتقلين المحاكمين والمدانين (...) لمجرد انهم مارسوا سلميا حقهم في حرية التعبير والتجمع بمن فيهم 14 من قياديي المعارضة" بينهم سبعة ادينوا بالسجن مدى الحياة.

ومن بين هؤلاء السبعة المحكومين الناشط عبد الهادي الخواجة الذي قالت المنظمة ان "حياته قد تكون في خطر لانه مضرب عن الطعام (منذ اكثر من شهرين) احتجاجا على اعتقاله".

واعربت المنظمة عن الاسف لانه رغم التقرير الذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر عن لجنة تحقيق مستقلة ينتقد "الافراط في اللجوء الى القوة" ضد المحتجين "لم يحصل تغير كبير في البحرين حيث تفاقمت حصيلة التظاهرات وبلغت "ما لا يقل عن ستين قتيلا".

وقد اسفر القمع في اذار/مارس 2011 عن سقوط 35 قتيلا بينهم خمسة من عناصر قوات الامن وخمسة معتقلين قضوا تحت التعذيب، حسب اللجنة المستقلة. وتحاول سلطات المنامة الترويج لصورة البحرين باعتباره "بلدا مستقرا وآمنا" وخصوصا مع اقتراب سباق الفورمولا واحد المقرر في 22 نيسان/ابريل قرب المنامة رغم استمرار احتجاجات تقمعها شرطة مكافحة الشغب.

وقالت منظمة العفو ان الشرطة ما زالت "تستعمل القوة بشكل مفرط وغير مفيد مستخدمة خصوصا الغازات المسيلة للدموع التي ادت الى وفاة العديد من المتظاهرين خلال الاشهر الاخيرة" مؤكدة انها حصلت مؤخرا على "تقارير تفيد عن ممارسة التعذيب وسوء المعاملة" في البلاد.

البيت الابيض يعرب عن القلق البالغ

في السياق ذاته اعرب البيت الابيض عن "قلقه البالغ" بسبب تصاعد العنف في البحرين، ودان الهجمات على الشرطة، كما دعا قوات الامن الى ممارسة ضبط النفس. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في بيان ان "الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق البالغ بشان الوضع في البحرين، ونحث جميع الاطراف على نبذ العنف بكافة أشكاله".

وترتبط الولايات المتحدة بعلاقات امنية وثيقة وطويلة مع المملكة الخليجية التي تستضيف مقر الاسطول الاميركي الخامس، ولكنها اعربت مرارا عن قلقها بسبب الوضع الامني في المملكة خلال العام الماضي.

وقال كارني "ندين العنف الموجه ضد الشرطة والمؤسسات الحكومية بما في ذلك الحوادث التي وقعت مؤخرا واصيب بسببها رجال شرطة بجروح خطيرة". واضاف "كما ندعو الشرطة الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس، وندين الاستخدام المفرط للقوة والاستخدام العشوائي للغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، والذي اسفر عنه ضحايا مدنيون".

واعرب كارني عن "القلق المتواصل" على سلامة الناشط الشيعي المسجون مدى الحياة والمضرب عن الطعام عبد الهادي الخواجة، ودعا الحكومة الى التفكير في جميع الخيارات المتوفرة لحل قضيته.

ودعا كارني الحكومة البحرينية الى "مضاعفة جهودها لتطبيق توصيات" لجنة تقصي الحقائق حول وضع حقوق الانسان وكانت لجنة التحقيق المستقلة اصدرت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر تقريرها واكدت فيه ان السلطات الامنية استخدمت "القوة المفرطة وغير المبررة" ضد المحتجين مشيرة الى انه تمت ممارسة التعذيب بشكل متعمد بحق معتقلين ما تسبب بحالات وفاة.

مبيعات الأسلحة

في حين نشرت صحيفة "الاندبندت اون صنداي" في تقريرا من اعداد أليستر دوبر عن اتهامات وجهت لبريطانيا "بازدواجية المعايير" فيما يتعلق بمبيعات الاسلحة إلى البحرين. ويقول التقرير إن منظمة حقوقية بحرينية وجهت انتقادات لاذعة للحكومات الغربية في شأن ما تقول إنه وضع المصالح الاقتصادية والتجارية في المقام الاول قبل حقوق الانسان.

ووفقا لمركز البحرين لحقوق الانسان فإن الاوضاع الحقوقية في الدولة الخليجية يجري تجاهلها لمصلحة مبيعات الاسلحة والارباح التي تدرها. وقالت مريم الخواجة رئيس العمليات الدولية في مركز البحرين لحقوق الانسان "ان الامر يدور في المقام الاول حول مبيعات الاسلحة. الغرب متهم بازدواجية المعايير. تنتقد الولايات المتحدة وبريطانيا روسيا لامداد الحكومة السورية بالسلاح، ولكن هذا بالضبط ما تقوم به في البحرين، حيث تمد الحكومة البحرينية بالسلاح".

واضافت "كيف تتحدث منظمات مثل الامم المتحدة عن التدخل في ليبيا وعن دعم المطالبين بالحرية في سوريا، وتتدخل لمصلحة من يقمعون المتظاهرين في البحرين".

وفي فبراير / شباط 2011، في أوج الازمة في البحرين، قالت بريطانيا إنها ستراجع صادرات الاسلحة للبحرين التي كانت تشمل وسائل مكافحة الشغب مثل القنابل اليدوية التي تحوي غاز "سي إس"، وعبوات الغاز المسيل للدموع.

ووفقا لابحاث أعدتها "الحملة ضد بيع السلاح" فان بريطانيا اصدرت عددا من تصاريح بيع السلاح الى البحرين في فبراير / شباط ومارس / اذار 2011 ، وهي ذروة احداث العنف ضد المتظاهرين في البحرين. وفي ابريل / نيسان 2011 اصدر تصريح تصدير قيمته 70 الف جنيه استرليني "لقنابل يدوية للتدريب" واعقب هذا تصريحات ببيع أردية واقية من الرصاص وكواتم للصوت للبنادق.

تدعو الى عدم التدخل

من جانبها دعت البحرين الى عدم التدخل في شؤونها وخصوصا في ما يتعلق بالحالة الصحية لناشط شيعي معتقل مضرب عن الطعام ويحمل ايضا الجنسية الدنماركية بعد ان واعربت كوبنهاغن وواشنطن عن قلقهما لوضع الناشط عبد الهادي الخواجة.

وفي بيان اعلنت الخارجية البحرينية "ان مملكة البحرين اذ تؤكد احترامها لمبادئ حقوق الانسان وحرياته في اطار من القانون والنظام والعدالة الصحيحة تعبر عن الاسف الشديد للتصريحات الصادرة من عدد من الدول تحت تأثير معلومات وادعاءات غير صحيحة وغير دقيقة تشجع على اثارة الفوضى ونشر الارهاب وعدم الاستقرار الذي لا تسمح به اية دولة متحضرة على اراضيها".

واضاف البيان "وبناء على ذلك تدعو مملكة البحرين كافة الدول لاحترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". وتابع "ان سيادة القانون والعدالة هي المبدأ الاسمى للتعامل مع اي مواطن وانه لا يمكن لاي دولة مستقلة ان تسمح لدول اخرى ان تتدخل في شؤون العدالة والاختصاص القضائي للسلطة القضائية المستقلة ومملكة البحرين تفخر بقضائها النزيه والمستقل وتدعو الجميع لاحترامه".

واكدت المنامة ان لا داعي للقلق للحالة الصحية للناشط تعقيبا على تصريحات ادلى بها محاميه اوحت بانه قد توفي. وكان محمد الجيشي محامي الخواجة صرح انه يخشى من ان يكون موكله قد فارق الحياة. ورفضت سلطات البحرين طلباته المتكررة بزيارته او الاتصال به. بحسب فرانس برس.

واكدت رئيسة الوزراء الدنماركية هيلي ثورنينغ-شميت ان الناشط البحريني الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بات في حال "حرجة جدا" وطالبت بان "يفرج عنه". واعلنت الولايات المتحدة انها على اتصال بالمنامة "لايجاد حل انساني" لقضية الخواجة. واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في واشنطن "اننا قلقون جدا لوضع الخواجة خصوصا حالته الصحية".

وحكم على الخواجة بالتآمر على الحكم في البحرين من خلال المشاركة في تظاهرات دعت اليها الجمعيات الشيعية المعارضة، قبل ان يبدأ اضرابا عن الطعام في 9 شباط/فبراير. واعلنت وكالة الانباء البحرينية ان المنامة رفضت طلب السلطات الدنماركية نقل الخواجة الى الدنمارك.

مجموعات بلباس مدني تهاجم قرى شيعية

ميدانيا، ذكرت المعارضة البحرينية وشهود عيان ان مجموعات بلباس مدني هاجمت بالسلاح الابيض سكان قرى شيعية في البحرين حيث يتصاعد التوتر غداة هجوم على الشرطة اسفر عن اصابة سبعة من عناصرها.

وقالت جمعية الوفاق اكبر حركات المعارضة الشيعية في البحرين ان "مجموعات تحمل الاسلحة البيضاء بلباس مدني قامت بمهاجمة المواطنين بعد ايقاف عدد من السيارات واستجوابهم عن محل سكناهم واعتدت بالضرب على مواطنين". واضافت ان "قوات الامن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين".

وذكر شهود عيان ان مجموعات محسوبة على جماعات سنية متشددة هاجمت سكان قرى شيعية اثر دعوات تم تناقلها على شبكة الانترنت، احتجاجا على التفجير الذي وقع في قرية العكر (شرق المنامة) وتسبب في اصابة سبعة من عناصر الشرطة. بحسب فرانس برس.

وقالت الوفاق ان "قوات الامن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين في صورة تؤكد التواطىء". واشارت الى ان "هذه المجاميع اعلنت عن تحركاتها عبر بيان اصدرته الامر الذي يكشف عن غياب او تواطؤ المؤسسة الامنية التي سمحت بهذا التحرك المنظم". وحذرت من ان "اهالي المناطق في النويدرات والعكر والمعامير يتعرضون لخطر التعدي عليهم من هذه المليشيات في أي لحظة".

لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت في بيان ان "مجموعات قامت بالخروج في تجمعات غير قانونية بالقرب من دوار البا بالرفاع". واضافت ان "البعض منهم قام باتلاف سيارتين والاعتداء على اسواق 24 ساعة مما قامت مجموعة أخرى بالتوجه الى النويدرات وتم منعهم من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة".

واكد مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى في بيان الوزارة ان "الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة امر يعاقب عليه القانون"، داعيا الى "الالتزام بالنظام العام والحفاظ على العلاقات الأخوية بما يعزز السلم الأهلي".

وطالبت جمعية الوفاق "المجتمع الدولي بمتابعة هذا الوضع الذي تعمل فيه السلطة على التحريض وتشترك عبر التغاضي في اثارة التوترات المجتمعية (...) والى الوقوف على حقيقة ما يجري لاتخاذ ما يناسب لحماية المدنيين".

وكان سبعة شرطيين اصيبوا بجروح في انفجار قنبلة يدوية الصنع عند مدخل قرية شيعية تشهد اضطرابات، بحسبما افاد رئيس الامن العام في بيان نقلته وكالة انباء البحرين.

اصابة طفل بجروح خطيرة

كما ذكرت المعارضة البحرينية في بيان ان طفلا بحرينيا اصيب بجروح خطيرة برصاص اطلقته قوات مكافحة الشغب التي كانت تفرق تظاهرة بعد تشييع صحافي في ضاحية شيعية في المنامة.

وقالت جمعية الوفاق البحرينية اكبر مجموعات المعارضة البحرينية ان "الطفل البحريني محمد أحمد عبد العزيز (15 عاما) اصيب بطلق مباشر من قوات الامن بالرصاص الانشطاري (الشوزن)". واضافت ان هذا الرصاص "اخترق مناطق مختلفة من جسد الطفل محمد"، موضحة انه "في خطر شديد" ونقل الى المستشفى للعلاج حيث وضع في العناية المركزة.

وتابع المصدر نفسه ان متظاهرين آخرين اصيبوا برصاص قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الغاز المسيل للدموع واطلقت النار على الجموع في سلماباد. وقد بدأت الصدامات عندما حاولت قوات مكافحة الشغب منع الوصول الى مكان تشييع احمد اسماعيل (22 عاما) الذي قتل بالرصاص في 31 اذار/مارس في هذه القرية حيث كان يصور تظاهرة مناوئة للحكومة، كما ذكر شهود. وردد المتظاهرون شعارات معادية للحكومة من بينها "يسقط حمد" في اشارة الى ملك البحرين حمدي بن عيسى آل خليفة، كما ذكر شهود عيان.

جائزة البحرين الكبرى

من جهته أعرب الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية سلمان بن عيسى آل خليفة عن سعادته باعلان الاتحاد الدولي للسيارات تأكيد موعد اقامة سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد المقرر في 22 نيسان/أبريل.

وكان الاتحاد الدولي أعلن في بيان الجمعة أن سباق بطولة العالم للفورومولا واحد في المنامة سيقام في موعده 22 نيسان/أبريل. وتعلق السلطات في البحرين أهمية كبرى على السباق الذي ألغي في العام الماضي، وذلك ضمن سعيها للتأكيد على استقرار الأوضاع بعد أشهر من الاضطرابات.

واضاف بيان الاتحاد انه "واستنادا الى المعلومات المتوفرة حاليا فان الاتحاد الدولي للسيارات على قناعة بان كل الاجراءات الامنية الضرورية اتخذت مما يتيح تنظيم سباق بطولة العالم للفورمولا واحد".

وقال سلمان بن عيسى "اننا كحلبة البحرين الدولية سعداء جدا بهذا الاعلان الذي يؤكد الصورة الحقيقية للبحرين وعدم وجود أي أمور أو أسباب تدعو لالغاء السباق"، مضيفا "كنا على اتصال دائم مع الاتحاد الدولي ومسؤولي الفورمولا واحد خلال الأسابيع الماضية وقمنا بتأكيد كل التطمينات الأمنية وعدم وجود ما يستدعي الالغاء، لقد اتخذوا القرار الصحيح".

وتابع "الاتحاد الدولي اتخذ القرار الصحيح، ونحن في انتظار السباق مباشرة بعد انتهاء سباق الصين، ونتمنى نجاح سباق الصين ومن ثم تواجد الجميع هنا في البحرين لمتابعة السباق المرتقب".

واردف قائلا: "بهذا البيان الأخير ننهي كل الكلام الذي كان يدور حول الغاء السباق البحريني، وهذا يؤكد عدم مصداقية كل ما تم تناقله في الأسبوع الماضي". وأوضح أن "اقامة السباق في البحرين سيكون له المردود الايجابي الكبير على البحرين من عدة نواح، خاصة الجانب الاقتصادي والتجاري والاستثماري، فالجميع سيستفيد من هذا السباق سواء كان سائق التاكسي أو صاحب مطعم". بحسب فرانس برس.

تحفظات من جانب الفرق

فيما ذكرت الصحف الانكليزية ان لدى الفرق المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد تحفظات على اقامة جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الرابعة من البطولة، في 22 نيسان/ابريل، بينما دعم مدير حلبة الصخير زايد الزياني اقامة السباق وعدم ربطه بالوضع السياسي.

واكدت صحيفة "التايمز" ان مئات من المهندسين والميكانيكيين والمستخدمين الاخرين حصل كل منهم على بطاقتي سفر لمغادرة الصين بعد مشاركتهم في شنغهاي، الاولى الى البحرين، والثانية الى اوروبا في حال الغاء السباق.

من جانبها، اكدت "الغارديان" استنادا الى "عضو مهم" لم تكشف هويته ان الفرق دعت الاتحاد الدولي للسيارات الى التراجع عن اقامة السباق. وقال المسؤول في اشارة الى التظاهرات اليومية في البحرين "نأمل جميعا بان يقوم الاتحاد الدولي بالغاء السباق. من وجهة نظر مشروعة، واستنادا الى ضمانات واوامر الحكومات، حصلنا على الضوء الاخضر بالذهاب الى البحرين، لكننا نرى ان الامر مقلق بسبب المشاكل اليومية في هذا البلد".

وتظاهر الالاف من البحرينيين الجمعة مطالبين باطلاق سراج المناضل عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام في السجن منذ نحو شهرين، في وقت صرح فيه الاتحاد الدولي انه "يراقب ويقيم باستمرار الوضع في البحرين ويطمئن من السلطات البحرينية العليا على ان الامور الامنية تحت السيطرة".

من جانبه، ابدى رئيس حلبة الصخير زايد الزياني رأيه في الموضوع عبر اثير اذاعة "بي بي سي" الرابعة، وقال "البلد عانى والاقتصاد عانى وكل ما حصل مؤسف ومحزن، لكننا لا نستطيع العودة الى الوراء من اجل اعادة صياغة التاريخ. يجب اتخاذ العبر مما حدث والانطلاق الى الامام من جديد".

واضاف "اقامة السباق ليست من اجل اسعاد السلطات وانما لان البحرين هي بلد رياضة السيارات في الشرق الاوسط. لقد نظمنا 7 سباقات حتى الان وغالبية الجمهور ليست من اعضاء العائلة المالكة وانما من المشجعين العاشقين للفورمولا واحد ورياضة السيارات بشكل عام".

وتابع "انه حدث اقليمي والعديد من المتفرجين يأتون من الدول المجاورة، وليس من الانصاف ان نحرمهم منه. لا ادري لماذا يتجاذبنا السياق السياسي، انه حدث اجتماعي ورياضي ونريد الابقاء عليه".

وكان البريطاني دايمون هيل بطل العالم السابق لسباقات فورمولا واحد عام 1996 والذي يعمل حاليا مستشارا متخصصا لاذاعة بي بي سي البريطانية، تساءل قبل ايام عن "الكلفة الانسانية" لاقامة جائزة البحرين الكبرى في 22 نيسان/ابريل.

وقال هيل الذي زار البحرين نهاية عام 2011، في مقابلة مطولة اجرتها معه الغارديان "يجب الاخذ بعين الاعتبار وقبل كل شيء الكلفة الانسانية في حال اقامة هذا السباق"، معتبرا ان الامر "سيكون سيئا لسمعة الفورمولا اذا كان عليها ان تطبق قانون الطوارىء من اجل اقامة السباق".

لا يوجد رجال ببرلمان البحرين

من جانب آخر اتهمت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة نوابا سلفيين في البرلمان "باستغلال الأطفال المرتزقة عبر حشدهم في الأزقة من أجل تكدير صفو فعالية ثقافية ضمن ربيع الثقافة الذي بدأ مطلع مارس الماضي.

وشنت الوزيرة هجوما حادا على مجلس النواب في بلادها، مخاطبة نواب البرلمان باللهجة المحلية بالقول "الشره مب عليكم، ما في رياييل في المجلس،" أي "لا عتب عليكم لأنه لا يوجد رجال في هذا المجلس.

وفي المقابل، طالب النواب بإقالة الوزيرة التي تنحدر من العائلة المالكة في البلاد، والتي أكدت أن "البحرينيين يحبون الثقافة والموسيقى والفن." بحسب السي ان ان.

وقدم 22 نائبا بحرينيا رسالة إلى رئيس مجس النواب خليفة الظهراني ومن ثم إلى عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة يطالبون فيها بإقالة وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة.

وقال النائب محمد العمادي إن الوزيرة "أهانت مجلس الشعب وأعضاءه وهي ليست المرة الأولى.. هي تريد أن تكون فوق المحاسبة والنقد، والنقاش لم يكن حول الثقافة أو الموسيقى أو ربيع الثقافة بل تصرف الوزيرة اللا مسؤول."

من جهته، رأى النائب أحمد الساعاتي أن "الموضوع خلاف سياسي وليس شخصيا وهناك أدوات دستورية كالمسائلة والاستجواب وطرح الثقة بالوزير ولا يتم ذلك من خلال الخطابات أو الشتم وقلة الأدب."

ولم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة التي تواجه معارضة شرسة من التيار الشيعي، قبل أن تخل في مواجهة جديدة مع التيار السني بسبب البرامج الثقافية "المنفتحة" التي تنظمها وزارة الثقافة في الربيع.

غير أن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قال في مشاركة على صفحته على الموقع الاجتماعي تويتر: "التمسوا لأختكم الشيخة مي العذر فهي غاضبة كما انتم."

ويضم مهرجان ربيع الثقافة في دورته السابعة هذا العام برنامجا متنوعا لأكثر من 35 فعالية يوجه أكثر من ثلثها للعائلات، وهو يسعى عبر شعاره "الثقافة عامنا" إلى تلبية الأذواق المتنوعة عبر تقديم الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية والغناء والموسيقى والرقص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/نيسان/2012 - 25/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م