الجماعات التكفيرية تستهدف قلب التشيع في سوريا

اغتيال امام وخطيب مسجد السيدة زينب في دمشق

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في سياق الحملة الخليجية التركية التي تواجهة سوريا، والتي لم تستثني اجنداتها عمليات القتل والتخريب والعنف بكافة اشكاله دون تمييز، سيما الارهاب الذي طال العديد من المجتمعات السورية الآمنة، والاقليات الدينية على وجه الخصوص، سقط نهاية الاسبوع الماضي امام وخطيب حوزة السيدة زينب في العاصمة دمشق السيد ناصر العلوي ضحية تضاف الى ضحايا الارهاب الموجه، مستهدفين من خلال اغتياله توجيه ضربة الى قلب التواجد الشيعي في تلك الدولة، غير آبهين بالتداعيات الاجتماعية والسياسية المترتبة على مثل هذه الجريمة الشنعاء.

ويأتي استشهاد العلوي في سياق حملة مروعة ترتكبها الجماعات التكفيرية المتطرفة، التي تتخذ من المسلمين الشيعة هدفها مشروع لها بغير وجه حق، حيث شهدت العديد من القرى والبلدات الشيعية في سوريا عمليات قتل واغتصاب وتهجير قسري على يد ما يسمونهم الجيش الحر، الامر الذي يكشف زيف ادعاءاتهم الوطنية وحقيقة مآربهم في تلك الدولة العربية.

تفاصيل عملية الاغتيال

وقالت أسرته إن شخصا أطلق رصاصة واحدة في تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت دمشق على وجه الضحية أمام منزله في منطقة السيدة زينب في دمشق.

وأضافوا أن المعتدي كان برفقة مجموعة من الأشخاص وأنه أطلق النار من مسافة قريبة من المجني عليه، واصفين العملية بـالإعدام. ونقل العلوي إلى مستشفى المجتهد في دمشق حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

يذكر أن الضحية أفغاني الأصل وسوري المولد وكان ناشطاً في تأمين المساعدات للعائلات المتضررة المهاجرة إلى منطقة الزينبية بسبب الأحداث الأخيرة وعمليات التهجير التي نفذتها جماعات مسلحة متطرفة في مناطق عدة من سوريا. وأصيب السيد العلوي بثلاث رصاصات في الرأس وذكرت المعلومات.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية "إرنا" عن شهود عيان تأكيدهم أن "شخصین یستقلان دراجة ناریة أطلاقا النار علي السید العلوی أثناء خروجه من منزله عند الساعة الثامنة من مساء الجمعة'.

ویأتی استشهاد السید العلوي في إطار استهداف المجموعات الإرهابیة المسلحة للخبرات والكوادر العلمیة في سوریا، حیث تم منذ بدء الاحداث القائمة في البلد اغتیال العدید من اساتذة الجامعات وضباط الجیش.

حوزة كربلاء

من جهته قال استاذ حوزة كربلاء الدينية قال الشيخ ناصر الاسدي، "تم اغتيال العالم الديني السيد ناصر العلوي امام جماعة وخطيب الحوزة العلمية الزينبية على عناصر التكفير الجهل والغدر مساء يوم الجمعة امام منزله في مدينة السيدة زينب سلام الله عليها بسوريا".

وأضاف، "اغتيال الشهيد يأتي في سياق الحملة التكفيرية التي تقودها بعض الجماعات المتطرفة المحرضة على العنف في سوريا والتي باتت تمول ماديا معنويا من قبل بعض الدول الخليجية".

وأشار الاسدي الى، "سبق وان تم استهداف عدد من العراقيين في سوريا سيما ابناء الطائفة الشيعية المقيمين هناك على يد جماعات العنف التكفيرية منذ انطلاق حركة الاحتجاج هناك".

كما جاء في بيان لحوزة كربلاء الدينية نشر عقب الجريمة، "بمزيد من الأسى، ونفس ملؤها الصبر والعزم ننعى إلى العالم الإسلامي وأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام نبأ استشهاد سليل البيت النبوي الشريف العالم الرباني الجليل السيد ناصر السيد محمد علي العلوي قدس سره الذي سقط ليلة السبت برصاص الإرهاب الحاقد في مدينة الحوراء زينب عليها السلام في ريف دمشق، وسقى بدمه الطاهر تلك التربة التي احتضنت مراقد كوكبة من الأنبياء والأولياء والعلماء والمجاهدين الأبرار".

وأضاف البيان، "نحن في الحوزة العلمية والمؤسسات الدينية ندين الجرائم البشعة التي ارتكبها أعداء الإسلام في سوريا وغيرها لاسيما هذه الجريمة التي طوت حياة عالم بذل حياته في التربية والتعليم وإمامة الجماعة وخدمة الدين والمجتمع".

وطالب البيان الحكومة بعدة نقاط:

1ـ تشكيل لجنة تقصي الحقائق في ملابسات هذه الجريمة النكراء واطلاع الرأي العالم بها.

2ـ ملاحقة الجناة والكشف عنهم لتقديمهم إلى العدالة.

3ـ بذل المزيد من الجهد الأمني، وتشديد الحراسة على المؤسسات العلمية والدينية، لاسيما في ريف دمشق/ حي السيدة زينب عليها السلام.

مؤسسة الرسول الاكرم الثقافية

من جانبها نددت مؤسسة الرسول الاعظم التي تتخذ من كربلاء مقرا لها بعملية الاغتيال، وجاء في بيان لها: "ببالغ الحزن والأسى ننعى استشهاد حجّة الإسلام والمسلمين السيد ناصر العلوي رضوان الله تعالى عليه، من أساتذة الحوزة العلمية وإمام الجمعة والجماعة في الحوزة العلمية والحسينية الزينبية في سوريا ومن المبلّغين والخطباء الحسينيين، الذي اغتالته زمر الشرّ والظلام والتكفير والإرهاب، خوارج العصر، أعداء الدين والإنسانية، الوهابية الضالة المضلّة، صنيعة الكفّار".

وتابع البيان، "بهذه المناسبة الأليمة نرفع تعازينا لمولانا المفدّى بقية الله الأعظم الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وللعلماء الأعلام، والحوزة العلمية".

العمل الإسلامي بالبحرين

فيما اعرب أمين عام منظمة العمل الاسلامي في دولة البحرين عن تعازيها في رسالة بعثتها الى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، جاء فيها:

سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله الوارف، أصحاب السماحة علماء ومدرّسي الحوزة الزينبية في سوريا حفظهم الله... أتقدّم باسمي وباسم تيار العمل الإسلامي في البحرين ببالغ المواساة والتعازي من جانب، وبالغ الفخر والتعظيم من جانب آخر، بقربان الحوزة الزينبية وشهيد العلم والعمل سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيد ناصر العلوي رضوان الله عليه.

إنّ يد القتل الغادرة التي قتلت السيد الجليل هذا هي ذاتها التي تقتل شبابنا ونسائنا وأطفالنا وشيوخنا في البحرين، وهي ذاتها التي تقتل أتباع أهل البيت عليهم السلام في العراق وباكستان واليمن.

إن التكفيرين الوهابيين ومن يقف ورائهم من أنظمة الجور والاستبداد هم خوارج وأمويو هذه الأمة وأن خطرهم لمستطير ومواجهتهم لواجب.

نسأل الله العزّة والخلود لشهداء الإسلام ولهذا الشهيد العزيز والسيد المظلوم الذي يذكّرنا مقتله بالشهيد الكبير أسد العراق آية الله السيد حسن الشيرازي مؤسس الحوزة الزينبية قدّس الله نفسه الزكية.

كما حمل بيان صادر عن المنظمة مسؤولية الحادث على الجهات المسلحة والدول الداعمة التي تهدف الى نشر الفوضى وايجاد حالة الرعب بين المواطنين في سوريا.

وجاء في البيان، "ان حادث الاغتيال الذي جاء في الفترة التي تم الاتفاق فيها على الهدنة في سوريا، يدل على ان الارهاب لغة واحدة لايفهم منطق العقل والدين والانسانية، حيث تحاول الجماعات المتطرفة الخلط بين الجانب الاعتقادي والجانب السياسي في سبيل نشر الفوضى وايجاد حالة الرعب بين المواطنين في سوريا عبر اغتيال الابرياء والعزل من الرجال والنساء".

وتابع البيان، "في الوقت الذي تستنكر المنظمة هذا العمل الجبان، تحمل مسؤولية الحادث على الجهات المسلحة والدول الداعمة التي لاتريد للشعب السوري الا الدمار والخراب".

مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام

الى ذلك تعرب مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام عن بالغ اسفها الشديد لاستشهاد السيد العلوي، مستنكرة في الوقت ذاته الاعمال البربرية التي ترتكبها جماعات العنف والتكفير في سوريا ومن يقف خلفها من دول الخليج الطائفية سيما السعودية وقطر، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حيادي ونزيه مما يجري في تلك الدولة من ويلات على يد الخارجين على القانون من القتلة والمجرمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/نيسان/2012 - 24/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م