من يحكم الارض البشر ام الهواتف الذكية!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: كتب الانسان التاريخ وصنع الحضارات وابى ان يعيش حياة البدائية، بعد ان اودع الله "عز وجل" فيه من الكنوز العقلية والطاقات العلمية والابداع ما لا يحصى ولا يعد، ولو قارن الانسان الذي يعيش حياة التطور والحداثة في عصرنا الحالي مع ما عاشه نفس الانسان قبل قرون قليلة لشهد بمدى البون الشاسع بين تلك الاجيال والتي تبين ان حدود الابداع والرغبة في المزيد قد لا تقف عند حدود ثابته.

ومنذ ان صنع الانسان الاله ودارت معها عجلة التغيير والتطور نحو الامام، اصبح هناك قفزات نوعية غيرت حياة الانسان والى الابد، فالكهرباء ووسائل النقل الحديثة والتقنيات العلمية التي دخلت في مختلف المجالات كلها شواهد حية على هذا التغير الكمي والنوعي.

وفي سياق الحديث فان للتطور التقني في وسائل الاتصالات ونقل البيانات والمعلومات عبر الاثير فضلاً كبير في احداث التفوق البشري على سائر المخلوقات فوق سطح المعمورة سيما وان التطبيقات التي استخدمت في هذا المجال ذات طيف واسع من تعدد المجالات والابعاد.

ولعل استخدام الهواتف الذكية كأحد الامثلة الواضحة في هذا المجال يبرز مدى التفاعل البشري مع هواتف المستقبل الذكية بعد ان اشارت الدراسات التي تناولت جوانب مختلفة من تأثيرات الهواتف الذكية على مختلف النواحي الاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيره، الى احتلال تلك الهواتف وما تحويه من تطبيقات وامكانات تقنية جانب مهم من حياة الانسان، اضافة الى اعتماده الكبير عليها في تمشية الكثير من متطلبات حياته اليومية.   

عدد الهواتف يفوق البشر

اذ سيفوق عدد أجهزة الهاتف المحمول عدد البشر هذا العام، وذلك وفقا لتقرير أخير لتداول البيانات على الشبكة العالمية صدر عن شركة سيسكو العملاقة المتخصصة في مجال الشبكات الإلكترونية، وتتوقع الشركة أنه بحلول عام 2016 سيكون هناك 10 مليارات هاتف محمول متصل بالإنترنت في العالم، وفي ذلك التاريخ، ستقوم شبكات الإنترنت باستيعاب نحو (130 إكسابايت) من البيانات كل عام، وهو ما يعادل سعة 33 مليار أسطوانة DVD، وقد بلغ حجم البيانات التي تم تداولها عبر أجهزة الهاتف المحمول في 2011 ثمانية أضعاف حجم بيانات الإنترنت العالمي عام 2000، وفقا لما جاء في تقرير شركة سيسكو، ومن المتوقع أن يحدث الاستهلاك المتزايد للبيانات مزيدا من المشكلات لشركات تشغيل الهواتف المحمولة التي تبذل جهدا كبيرا لمواكبة الطلب الزائد على الخدمات، وفي المتوسط، يستخدم "الهاتف الذكي" حاليا نحو 150 ميغابايت من البيانات شهريا، لكن من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.6 غيغابايت قبل عام 2016، وفقا للتقرير، وقال سوراج شيتي، نائب رئيس قسم المنتجات والحلول بشركة سيسكو: "قبل عام 2016، سينضم 60 في المئة من مستخدمي الهاتف المحمول – أي نحو 3 مليار شخص على مستوى العالم- إلى نادي الغيغا بايت، وكل واحد من هؤلاء سينتج أكثر من غيغا بايت من حركة البيانات عبر الهاتف شهريا".

وأكد التقرير أن هناك العديد من العوامل التي تدفع نحو استهلاك أكبر للبيانات حيث أصبح الناس يستخدمون أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي يمكن عن طريقها استخدام الإنترنت بصورة أسهل وأسرع من الهواتف الذكية، وتقول شركة سيسكو إن استخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحية زاد بشدة عام 2011، وتضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 34 مليون جهاز، ينتج كل منها ثلاثة أضعاف حركة تداول المعلومات عبر الإنترنت من خلال الهواتف الذكية، وتوقعت الشركة أنه قبل حلول العام 2016 ستسهم أجهزة الكمبيوتر اللوحي بأكثر من 10 في المئة من الحجم العالمي لحركة استخدام الإنترنت عبر الهواتف، وقال التقرير إن من بين العوامل الأخرى، ظهور شبكات المحمول الأسرع من الشبكات السابقة، وحيث أصبحت سعة 4 غيغا متاحة الآن فقط لنحو 0.2 في المئة من شبكات الهواتف، وهي مسؤولة عن انتاج نحو 6 في المئة من البيانات المنقولة عبر الهواتف، ووجد أيضا أن استخدام البيانات من قبل الهواتف التي تعمل من خلال شبكات سعتها 4 غيغا بايت تولد نحو 28 في المئة أكثر من الشبكات التي لا تستخدم هذه السعة، ومن المعروف أن جهاز آي فون الذي تنتجه شركة أبل يستخدم سعة شبكية أكثر من الأجهزة الأخرى، ولكن التقرير أشار إلى أن الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد الأن تستهلك السعة نفسها، إن لم يكن أكثر، وذلك مقارنة بأجهزة الآي فون في أمريكا وأوروبا الغربية.

ويقول سيب لاهتينين من موقع أخبار الشبكات "ثينك برودباند" إنه غير مندهش من نتائج هذا التقرير، وأوضح أنه يتم استخدام الهواتف الذكية في القطارات "ولكننا لا نزال نعاني عدم الحصول على إشارة جيدة للشبكات"، وأضاف:" ومع زيادة كل من السرعات والجودة، سيبدأ المزيد من المستخدمين في مشاهدة مقاطع الفيديو المباشر على الهواتف الذي من المتوقع أن يؤدي إلى انفجار في حجم حركة البيانات عبر الهواتف".

البالغين وامتلاك الهاتف الذكي

فيما باتت الهواتف المحمولة متعددة الوظائف اكثر انتشارا من الهواتف النقالة العادية لدى الاميركيين البالغين على ما اظهرت دراسة جديدة اجراها مركز بيو ريسيرتش سنتر الجامعي، واظهر الاستطلاع ان نحو نصف الاميركيين فوق سنة الثامنة عشرة (46%) كانوا يملكون هاتفا متعدد الوظائف في شباط/فبراير في مقابل 41% يحملون هاتفا نقالا عاديا في حين ان 12% لا يملكون اي جهاز محمول، وكانت دراسة اجريت في ايار/مايو الماضي كشفت ان 35% فقط من الاميركيين يمتلكون "هاتفا ذكيا" في مقابل 48% يستخدمون هاتفا محمولا عادي، والاجهزة العاملة بنظام اندرويد من تصميم غوغل هي الاكثر انتشارا اذ يستخدمها 20% من مالكي هذا النوع من الهواتف في مقابل 15% في ايار/مايو 2011، وحل هاتف "آي فون" من آبل في المرتبة الثانية مع 19% من المستخدمين (10% في ايار/مايو) متقدمة بكثير على بلاكبيري من "ريسيرتش إن موشن" التي تشهد تراجعا (6% في شباط/فبراير في مقابل 10% في ايار/مايو)، 2% فقط من اصحاب الهواتف الذكية يستخدمون نظام "وويندوز" من مايكروسوفت وهي نسبة لم تتغير منذ ايار/مايو، واظهرت الدراسة ان كل الفئات السكانية من رجال ونساء وشباب واقل شبابا وسكان المدن والارياف الاثرياء والاقل ثراء ساهموا في انتشار اكبر للهواتف الذكية، الا ان المسنين هم الاقل امتلاكا لهذه الهواتف اذ ان 13% فقط ممن هم فوق سن الخامس والستين مجهزون بهاتف ذكي، واجريت الدراسة بين20 كانون الثاني/يناير و19 شباط/فبراير وشملت 2253 بالغا ويبلغ هامش الخطأ فيها 2،7 نقطة. بحسب فرانس برس.

أكثر الشعوب استخداماً للهاتف

الى ذلك سجل السعوديون أعلى نسبة بين شعوب العالم على الإطلاق في استخدامهم للهاتف المحمول، بل تجاوزت نسبتهم بمسافة بعيدة كافة شعوب الدول الصناعية المتقدمة، لكنهم في المقابل سجلوا أرقاماً متواضعة في نسبة استخدام الإنترنت حيث جاء السعوديون في المرتبة الخامسة بين دول مجلس التعاون الخليجي في إبحارهم بالشبكة العنكبوتية، ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، أظهرت دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (يونكتاد) أن في السعودية 188 اشتراكاً في الهاتف المحمول لكل مئة سعودي، وهي نسبة لم تتجاوزها سوى مقاطعة مكاو الصينية حيث بلغ الاشتراك بالهاتف المحمول 206 لكل مئة نسمة، وارتفع عدد السعوديين الذين يستخدمون الهاتف المحمول بنسبة تجاوزت 3 مرات بين الأعوام 2005 و2010، ففي منتصف العقد الأول مِن الألفية الثالثة وقفت نسبة الاشتراك في الهاتف المحمول بالسعودية عند الرقم 59 لكل مئة نسمة، لتصل النسبة إلى 188 في نهاية العقد الأول، وللمقارنة، فإن نسبة الاشتراك بالهاتف المحمول بلغت 165 اشتراكاً لكل مئة نسمة في عمان، و160 في الكويت، و145 في الإمارات، و132 في قطر، و124 في البحرين، و106 في كل من الأردن وتونس، و92 في الجزائر، و87 في مصر، وبالمقارنة مع الدول المتقدمة، بلغت نسبة الاشتراك بالهاتف المحمول في فنلندا، التي وضعتها الدراسة في المركز الأول بين دول العالم باستخدام تقنية المعلومات بمختلف أشكالها، 156 لكل مئة نسمة، وفي لوكسمبورج 143 وبريطانيا 130، وسويسرا 124، والسويد 113، وفرنسا 100 (بمعدل اشتراك واحد لكل فرنسي).

وعلى خلاف الإنترنت، فإن نسبة الاشتراك بالهاتف المحمول ترتفع في الدول النامية عنها في الدول الغنية، إذا ما أخذ بنظر الاعتبار مستوى دخل الفرد، فعلى سبيل المثال تبلغ النسبة 175 اشتراكاً بالهاتف المحمول لكل مئة نسمة في فيتنام، و125 في هندوراس، و124 في السلفادور، مقارنة مع 95 في اليابان، و90 في الولايات المتحدة، و71 في كند، وتنخفض النسبة إلى أدنى مستوياتها في الدول الأقل نمواً لتصل إلى 4 اشتراكات لكل مئة نسمة في أريتيريا، و7 في الصومال، و8 في أثيوبيا، و13 في بورندي، وقالت صحيفة "الوطن" اليومية إنه على صعيد آخر، يظهر مِن الدراسة، المكوَّنة مِن 146 صفحة، أنَّ السعوديين لا يُحبون الإنترنت كالهاتف المحمول، فعلى الرغم مِن أنَّ نسبة الاشتراك في الإنترنت بالسعودية ارتفعت مِن 13 اشتراكا لكل مئة نسمة عام 2005 إلى 41 عام 2010، إلا أنَّ هذه النسبة بقيت متواضعة مقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي حيث بلغت 78 اشتراكا في الإمارات، و69 في قطر، و62 في عُمان، و55 في البحرين، و38 في الكويت.

وتصل نسبة الاشتراك في الإنترنت في فنلندا وإيسلندا إلى 95 لكل مئة نسمة، و93 في النرويج، و91 في كل مِن هولندا ولوكسمبورج، و89 في الدنمارك، ولم تقل النسبة عن 85 اشتراكاً لكل مئة نسمة في كافة دول أوروبا الغربية، وتقدمت فنلندا على دول العالم كافة في حصة اعتماد اقتصادها على إنتاج البضائع والخدمات المرتبطة بتقنية الاتصالات والمعلومات وفي استخدام هذه التقنيات، كما أظهرت دراسة (يونكتاد) أنَّ فنلندا تستخدم عُشر سُكانها (مِن غير العاملين في القطاعين الزراعي والتجاري) في تقنية المعلومات والاتصالات، وتصل النسبة إلى 1 بالمائة في كرواتيا، وكازاخستان، وأذربيجان.

مقارنة بين الهاتف وشريكة الحياة

في سياق متصل كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة (ديلي ميل)، عن أن البريطانيين يقضون أوقاتاً بالتحدث عبر الهواتف المحمولة، أكثر من التحدث مع شريكات حياتهم، ووجدت الدراسة أن واحداً من كل 8 بريطانيين من الجنسيين، إعترف بأن نصفه الآخر ينفق من الوقت على استخدام الهاتف المحمول أكثر من الوقت الذين يقضيه معه أو معه، وقالت إن الرجال البريطانيين أكثر تعلقاً بالهاتف المحمول من البريطانيات، ويحتفظون بأجهزتهم في متناول الذراع لمدة 17 ساعة كل يوم، فيما يحرص 18% على النوم إلى جانب هواتفهم المحمولة في السرير، وأضافت الدراسة أن البريطانيات أفضل قليلاً من رجال بلدهن، ويبقين هواتفهن المحمولة إلى جانبهن لمدة 15 ساعة في اليوم، فيما تحرص 16% منهن على النوم إلى جانب هواتفهن الذكية في السرير، وأشارت إلى أن البريطانيين ينفقون في الليلة النموذجية 48 دقيقة على هواتفهم المحمولة، ويرسلون خلالها 3 رسائل إلكترونية و12 رسالة نصية، فضلاً عن نشر 3 رسائل وتحديثين على موقع (تويتر)، وقالت الدراسة إن 34% من البريطانيين إعترفوا بأنهم يرسلون رسالة إلكترونية أو نصية خلال المحادثات التي يجرونها وجهاً لوجه مع الآخرين، فيما اعترف 27% منهم بأنهم يراقبون هواتفهم المحمولة لمعرفة ما إذا كانت أضواؤها تومض خلال أنشطة مثل العشاء أو مشاهدة فيلم، وأضافت أن 90% من البريطانيين إعترفوا بأنهم يردون على هواتفهم المحمولة خلال حضورهم مناسبة إجتماعية من دون حرج. بحسب يونايتد برس.

الهواتف بين الأنانية والتوتر

بدورها كشفت دراسة تناولت تأثير استخدام الهواتف النقالة على السلوك البشري أن التحدث عبر تلك الأجهزة يحد من الطابع الاجتماعي للناس بشكل كبير ويفاقم لديهم الطباع الأنانية، ما يجعلهم يمتنعون في الكثير من الأحيان عن مساعدة الآخرين في لحظات الشدة، وقالت الدراسة إنه بقدر ما ساهمت تلك الأجهزة في جعل الناس يشعرون بأنهم أقرب إلى بعضهم البعض اجتماعياً، إلا أنها فعلياً بدلت سلوكهم وحولتهم إلى كائنات أنانية، ولفتت الدراسة التي عمل عليها فريق من جامعة ميريلاند الأمريكية، أن الإنسان تنتابه في الدقائق التي تلي التحدث عبر الهاتف النقال مشاعر طاغية من الأنانية، تحد كثيراً من رغبته بمد يد المساعدة للآخرين، واستندت الدراسة على اختبار أجراه الفريق عبر السماح لمجموعة من المشتركين بالتحدث عبر هواتفهم، مقابل حرمان مجموعة أخرى من ذلك، واتضح أن أفراد المجموعة الأولى كانوا أقل استعدادا للتجاوب مع طلبات التطوع أو الإجابة على أسئلة تتعلق بطرق حل مشاكل العالم أو التبرع لأعمال الخير، والغريب أن مستويات الأنانية ارتفعت لدى أفراد المجموعة الأولى، حتى بمجرد الطلب منهم رسم صور لهواتفهم النقالة على أوراق أمامهم وتخيل التحدث عبره، ورجح العلماء أن تكون هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لشعور الإنسان بالاكتفاء العاطفي بعد التحدث عبر الهاتف، مشيرين إلى أن البشر يشعرون بميل طبيعي للتواصل الاجتماعي، ثم يتراجع اهتمامهم بالتواصل بعد إشباع تلك الحاجة، وشرح آدم وايتز، المشرف على الدراسة، هذا الاستنتاج بالقول: "التواصل الاجتماعي يشبه تناول الطعام، فكلما جاع المرء أكثر ازدادت لهفته لتناول الطعام، ثم تتراجع تلك الرغبة لتصل إلى حد التوقف عن الأكل بعد الانتهاء من الوجبة، وكذلك هي الحال عندما نتواصل مع بعض الناس، فينتابنا شعور بالامتلاء، فتتراجع رغبتنا للتواصل مع البعض الآخر"، ويشار إلى أن الدراسة رصدت ارتفاع مستويات الأنانية لدى البشر أيضاً بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل موقع "فيسبوك،" ولكن بنسب أقل مقارنة بالتحدث عبر الهواتف النقالة، وأعادت الأمر إلى أن انتشار الهواتف على نطاق أوسع وسهولة استخدامها. بحسب سي ان ان.

من جهة اخرى يدفع الإدمان على الهواتف الذكية المستخدمين إلى تخيل ارتجاج الهاتف ووصول رسائل نصّية خيالية حسبما أفاد باحثون بريطانيون، ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن الباحثين إن المستخدمين يصبحون مهووسين باستخدام أجهزة الهواتف الذكية، مثل "بلاكبيري" و"آي فون"، للولوج إلى البريد الإليكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي ما قد يزيد من درجة التوتر، وشملت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة "وورشستير" نحو مئة متطوع أجابوا على مجموعة أسئلة وخضعوا لفحص نفسي بشأن التوتر، وظهر أن التوتر والإجهاد النفسي يرتبط بعدد المرات التي تحقق خلالها المستخدمون من هواتفهم كمعدل عام، فالذين يعانون من أعلى معدل من الإجهاد النفسي تقلقهم ارتجاجات خيالية اذ يعتقدون أن رسالة نصية قد وصلتهم رغم أن ذلك لم يحصل.

هواتف منفصمه الشخصية

من جهتهم بات من الصعب على مستخدمي الهواتف الذكية الفصل بين ما هو شخصي متاح وما هو سري يخص العمل، إذ يميل الناس غالباً إلى استخدام هواتف العمل لأهداف شخصية، مثل الدردشة أو ممارسة الألعاب الإلكترونية وتحميل التطبيقات الشخصية، الأمر الذي يهدد أمن أجهزتهم، وقد أضحت الهواتف الذكية تشكل صداعا في رؤوس الإدارات التي تحاول الحفاظ على سرية البيانات التي يحتفظ بها الموظفون في هواتفهم، ولكنها تعجز في الوقت عينه عن منعهم من استخدامها لأغراض شخصية، ويشخص الخبراء هذه المشكلة بأن الأجهزة التي ترسل وتستقبل ملفات العمل السرية لا يجب أن تكون متاحة  لأطراف أخرى، ولذلك فإن بعض الشركات شجعت موظفيها كي يفصلوا بين ما هو شخصي من ملفات وما هو يخص بالعمل، وتبدي إدارات التكنولوجيا مخاوفها من إمكانية تسلل بعض الفيروسات إلى الرسائل والملفات وقوائم الاتصال أثناء تحميل وإضافة بعض الألعاب أو التطبيقات، ويرى البعض أن الحل قد يأتي على شكل هواتف تستطيع الفصل بين ما هو شخصي متاح وما هو سري يخص العمل. بحسب سي ان ان.

وقد بدأت شركتا AT&T وLG برصد ميزانيات ضخمة لتقديم هذا المنتج وفق هذه الرؤية، وتحاول كل شركة أن تبيع لعملائها هذه السلعة على أمل أن تقوم بتحميلها على هواتف موظفيه، ولقد صممت هذه الحماية في البداية للأجهزة ذاتها التي تقوم بتشغيل برنامج "أندرويد" الذي تصنعه شركة "غوغل،" الذي يعتبر النظام الأضعف بين أنظمة تشغيل الهواتف الذكية المتاحة، لأن "غوغل" لا يقوم بمراقبة التطبيقات قبل طرحها على الموقع الخاص بها، كما تفعل "أبل" و"مايكروسوفت"، وقد أطلق على تلك الخدمة " AT&T توغل" وهي الخدمة التي تجعل الهواتف العاملة بنظام "أندروميد" تفصل بين الشخصي المتاح، والسري الذي يخص العمل، ويستطيع المستخدم الاختيار بين الاثنين، وتعتمد "توغل" في عملها على إنتربرويد ، وهي شركة أخذت رأسمالها الاستثماري من أحد أذرع "غوغل" المالية ومن صانع شرائح الجوال، "كوال كوم"، وتقول "أنتربرويد" إنها تخطط  لإطلاق نسخة جديدة من هذه الخدمة تتيح إجراء فصل مماثل على هواتف "iPhone"، ورغم أن فكرة استخدام برامج فصل الهواتف الذكية لم تنتشر بشكل واسع بعد، لكن خبراء الحماية يرونها بديلا مناسبا عن الطلب من الموظفين حمل أجهزة "بلاك بيري" إضافة إلى هواتفهم الجوالة تجنباً للخلط بين الجانبين، المهني والشخصي.

فوبيا ضياع الهاتف

على صعيد مختلف، هل يمكن إدمان الهواتف المحمولة؟، هذا ما لفتت إليه دراسة حديثة وجدت بأن المزيد من الناس يشعرون بالقلق والتوتر عندما لا تكون هواتفهم المحمولة بجانبهم، ويزداد هذا "الهلع" بين الأجيال الأصغر سن، وكشف البحث الذي شارك فيه ألف شخص من المملكة المتحدة، إن ما يعرف بـ"رهاب عدم وجود الهاتف المحمول تصيب 66 في المائة من المشاركين في البحث، بزيادة قدرها 11 في المائة عن بحث مماثل نفذ قبل أربعة أعوام، وقال أخصائي أمراض النفس، مايكل كار غريس: "بعض الناس تصيبهم نوبات ذعر عندما لا تكون هواتفهم المحمولة بجانبهم"، وأضاف: "آخرون ينتابهم القلق الشديد ويبذلون أقصى ما بطاقتهم للعثور على هواتفهم المحمولة، لدي زبائن يتغيبون عن الدراسة أو العمل للبحث عن هواتفهم عندما يتعذر عليهم العثور عليها في الصباح."ووفقا للمسح، تزداد حالة "نوموفوبيا" بين الأجيال الشابة، عند معدلات بلغت 77 في المائة بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً، وتراجعت النسبة إلى 66 في المائة بين الفئة العمرية التالية 25 إلى 35 عاماً"، وتتأثر النساء أكثر بحالة "الرهاب" وبنسبة 70 في المائة بين المشاركين، مقارنة بـ61 في المائة بين الرجال، وهو ما رجحه أندي كيم شال، من "سيكيورانفوي،" وهي شركة مختصة بأمن الإنترنت، لاحتمال امتلاك الذكور لهاتفين محمولين في آن واحد، ووجد البحث أن الدوافع الرئيسية وراء هذه "الفوبيا" هو الملل والشعور بالوحدة، وانعدام الأمن، وأوضح كار-غريس أنه مع انتشار الهواتف الذكية حول العالم، توسع نطاق الإصابة بـ"نوموفوبيا". بحسب سي ان ان.

طرفة عن الهواتف

من جانب اخر أنقذت سلطات الطوارئ في ولاية جورجيا الأميركية، إمرأة سقطت في أنبوب القمامة في شقتها أثناء محاولتها استرجاع هاتفها الخلوي، ونقلت قناة "دبليو إس بي" الأميركية، عن شرطة "دانوودي"، أن عمال الإنقاذ استجابوا لنداء من شقق "غابلس متروبوليتان"، عندما سقطت إمرأة كانت تحاول استرجاع هاتفها الخلوي، في أنبوب القمامة، لتعلق بين الطبقتين الأولى والثانية من المبنى، وقال المنقذون، إنهم أزالوا القمامة المتراكمة التي احتجزت الإمرأة، لتنزلق وتكمل طريقها إلى نهاية المسار، حيث التقطها المنقذون قبل الوصول إلى الأرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/نيسان/2012 - 23/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م