|
الكتاب: الشيعة والانتقال الديمقراطي
الكاتب: غانم جواد
الناشر: دار الحصاد/ سوريا- دمشق
عرض: حيدر الجراح
شبكة النبأ: دائما ما يبرز على السطح
الحديث عن مكونات المذهبية او الاثنية في المجتمعات العربية عند
المنعطفات الكبيرة التي تمر بها تلك المجتمعات نتيجة لواقع سياسي او
اجتماعي متغير، بغض النظر عن طريقة التغيرات تلك او مدى اتساعها او
تأثيرها مستقبلا.
اذا كانت الثورة الايرانية في العام 1979 قد شكلت منعطفا حادا في
مسالة التعاطي مع المذهبيات في المنطقة العربية بسبب التأثير الكبير
الذي احدثته على تفكير الحركات الاسلامية في مختلف البلدان، فان الحدث
العراقي شكل ولازال يشكل منعطفا اكثر حدة لما له من تداعيات على مجمل
الجغرافية السياسية لبلدان المشرق العربي، ذلك المنعطف الذي يتجدد
بروزه كل يوم مع التطورات التي تشهدها تلك البلدان (سوريا – البحرين –
السعودية – لبنان) ولا ننسى ايران كفاعل رئيسي في وصول السجالات الى
مستويات من التازم والانسداد مع الكثير من الدول التي تعتقد باحقيتها
في الدفاع عن السنة وحمايتهم.
الكتاب الذي بين ايدينا يدور حول الاحزاب والتيارات الشيعية التي
تقود بنسبة كبيرة السلطة السياسية القائمة في العراق، من خلال اثارة
اسئلة بهدف تعزيز وتقوية التحول الديمقراطي الذي تبنته قوى التيار
السياسي الاسلامي الشيعي، وبحث العوائق والممكنات التي واجهت ذلك
التبني، في محاولة اضفاء الممارسة الديمقراطية على الحكم وتحسين
معاييره واساليبه، وللاجابة عن اسئلة ومبهمات في اذهان الحريصين على
نجاح تجربة الوضع العراقي.
من هذه الاسئلة: هل كان في تصور قادة التيار السياسي الشيعي فكرة
الاصلاح واشاعة الديمقراطية في الحياة السياسية قبل التغيير؟ هل يملكون
خطة وطنية لبناء دولة لما بعد الديكتاتورية على النهج الديمقراطي؟ وان
لم توجد، هل شرعوا بعد مباشرتهم الحكم في الاستنباط من تراثهم الديني
المذهبي مفاهيم الاصلاح والديمقراطية يستطيعون بها الموائمة؟
هل خمن القادمون انهم سيواجهون ردة فعل ومعارضة مسلحة وارهاب ضدهم؟
وماهو الموقف المناسب اتخاذه لمواجهة الفعل العتفي؟ وهل يتحملون و
يعترفون بخطأ عدم امتلاكهم للرؤية الوطنية اذا لم يوفقوا في رؤيتهم؟
وفي ظل تلك الاسئلة تنبثق اخرى منها، عند تفاعل وتطور القوى المضادة
للتغيير، هل تستطيع قوى التيار الاسلامي السياسي الشيعي السعي لانجاز
مشروع التعاقد الاجتماعي، باعتباره واحد من اهم شروط الانتقال
الديمقراطي وهي مازالت في مرحلة تحولها الثقافي السياسي نحو
الديمقراطية بعد ان شهدنا بدايات تغير الفعل السياسي من المفهوم
الايديولوجي – الديني الى البحث عن مصالح وتوازن للقوى داخل المجتمع،
فالديمقراطية اصبحت تتغير الى صيغ متعددة تتلاءم والبيئة السياسية التي
حلت فيها.
الكتاب ايضا، محاولة لاكتشاف قدرة وتوجهات التفاعل والعمل السياسي
بعد دراسة خطاب قوى التيار الحركي الشيعي قبل وصوله للسلطة واثناء
ممارسته للحكم، ومحاولة اكتشاف مدى توفر ممكنات مسالة الاصلاح
والانتقال عند قوى التيار، من خلال مبادئه التاسيسية السياسية
ومرجعياته الفقهية، وعما اذا كان يمتلك تراثا وتجربة في ممارسة
الديمقراطية، في محاولة للعثور في النصوص المؤسسة لتلك التنظيمات، على
مطالب الاصلاح السياسي، عندها ومن خلالها يمكن عقد مقارنات بين
الديمقراطية والنظام السياسي الاسلامي من وجهة النظر الشيعية.
يتضمن الكتاب في الوقت نفسه قراءة لموقف التيار الشيعي من قضايا
الديمقراطية استنادا لمدوناته بهدف تعزيز التغيير الاجتماعي والسياسي
والثقافي في المجتمع العراقي بعد العام 2003، عبر تطوير المكتسبات
الحيوية التي احدثها، وللمساهمة في التقليل من مستويات العنف الدامي
باشكاله المختلفة من خلال الدعوة لاعادة توجيه التحول الى مساره
السياسي في البلاد وتوسيع المشاركة الشعبية الواسعة.
احتوى الكتاب على خمسة مباحث وكل مبحث تضمن مجموعة من المطالب:
المبحث الاول: تحليل مفاهيمي.. مضامين الديمقراطية والاصلاح
المبحث الثاني: السياسة الدينية الشيعية
المطلب الاول: مميزات الخطاب السياسي الشيعي
المطلب الثاني: ظهور توجهات جديدة للعمل السياسي الشيعي
المطلب الثالث: موجز تحليل السلطة بين مدرستي الخلافة والامامة
المبحث الثالث: الديمقراطية في التنظيمات السياسية الشيعية
المبحث الرابع: التنظيمات السياسية الشيعية
المطلب الاول: التشكيلات السياسية الشيعية
المطلب الثاني: خريطة قوى التشكيلات
المبحث الخامس: السياسة الشيعية والتحول الديمقراطي
المطلب الاول: التحول الدستوري
المطلب الثاني: الشيعية السياسية والتحول الديمقراطي
المطلب الثالث: الاحزاب السياسية الدينية
المطلب الرابع: معالم الفتنة الاهلية (الحرب الطائفية)
المطلب الخامس: شيعة المنطقة العربية والنظام العربي
المطلب السادس: مستويات المراجعة المقترحة |
