التغييرات المناخية... موت تدريجي لكوكب الأرض

شبكة النبأ: يشكل التغير المناخي تهديدا كبيرا للأمن والسلام في جميع أنحاء العالم، فهو السبب الرئيسي في اغلب الكوارث الطبيعية التي تحدث على كوكب الأرض منها: المجاعة، الفيضانات ،الأعاصير والجفاف خاصةً في العقد الأخير، حيث اعتبر العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2011 "أكثر العقود حرارة في التاريخ وعلى مستوى القارات جميعها"، بحسب ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كما سيرتفع مستوى البحر مترا كاملا بحلول القرن المقبل.

في حين قام الملايين حول العالم لإطفاء الأنوار لمدة ساعة في كل أرجاء المعمورة الليلة كمؤشر على التزامهم مكافحة التغير المناخي في عملية سيقوم بتصويرها أحد الرواد من الفضاء.

لكن انبعاث الكربون تخلف خللا كبير بالتغيير البيئي وتأثرها بالتغير المناخي، ناهيك عن أن أكثر ما يحدث في المحيطات يغير الحياة على الأرض، بينما سيقدم القمر الصناعي الجديد فكرة شاملة عن التغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا. وعلى الرغم من كل المعالجات التي تقوم بها الجهات المعنية على المستوى العالم، باتت هذه الظاهرة خطرا مستداما على حياة كوكب الأرض. فيتضح من خلال دراسات كثيرة وتقارير وقرارات صدرت في الأيام الأخيرة حول سبل احتواء ظاهرة التغيير المناخي أن أداء الأسرة الدولية في هذا المجال ضعيف وأنه قد يكون كذلك في المستقبل القريب.

تغير المناخ

في سياق متصل أوضحت ليزا شيبر، كبيرة العلماء في معهد ستوكهولم للبيئة والمؤلفة الرئيسية لأحد فصول التقرير أن التأقلم يمثل "إحدى طرق الاستجابة لتأثير مناخي قصير المدى (موسم واحد، على سبيل المثال)، أما التكيف فيمثل عملية التعامل مع تغيير (واقع أو متوقع) على المدى الطويل (عقد من الزمان أو أكثر، على سبيل المثال)، وأضافت أن "الفرق العملي بين التأقلم والتكيف يتمثل في احتمال تقويض استراتيجيات التأقلم الحالية للفرص المتاحة للتكيف في المستقبل من خلال العشوائية والاستخدام غير الاستراتيجي للموارد، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي. ولهذا السبب، فإننا لا نريد أن نبني التكيف المستقبلي على أساس معظم استراتيجيات التأقلم المتبعة حالياً، وأكدت شيبر أن هذا التمييز أساسي، بمعنى أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "يسلط الضوء على الفرق بين القدرة التي يتمتع بها معظم الأشخاص في مختلف أنحاء العالم على التعامل مع الظواهر الطبيعية الشديدة، والقدرة التي يحتاجون إليها لتجنب عكس اتجاه التنمية (أي خسائر في الأرواح وسبل العيش والبنية التحتية والأصول)". بحسب شبكة الانباء الانسانية ايرين.

ومن جانبه، أشار توم ميتشيل، رئيس قسم تغير المناخ في معهد التنمية الخارجية (ODI) بالمملكة المتحدة، إلى أن استراتيجيات التكيف "استباقية أكثر"، بمعنى أنها تُنفذ لتفادي تحول الأخطار الطبيعية إلى كوارث. فعلى سبيل المثال، إذا كان معروفاً أن إحدى المناطق معرضة للزلازل أو الفيضانات، فيجب أن تنطوي استراتيجيات التكيف على نقل السكان من تلك المناطق، أو بناء السدود لمنع الفيضانات، أو ضمان قدرة المنازل في تلك المنطقة على تحمل الصدمات الزلزالية، وأشارت شيبر إلى أن هذا يتطلب تحولاً في المواقف حيال التنمية "من أجل أن نبتعد عن نوع الاستجابة للكوارث المهيمن الآن (التركيز على إعادة توطين الناس بعد وقوع كارثة من دون أخذ الوقت الكافي للتفكير في سبب تعرضهم لها وتأثرهم بحالة الخطر) ونتوجه نحو نهج أكثر استدامة واستراتيجية، وأضافت شيبر أن مفتاح القدرة على القيام بذلك يتمثل في فهم ظروف الناس، وهذا يعني إحداث تغيير في المواقف على مستوى المجتمع المحلي، ولكن هذا قد يمثل تحدياً، قد لا يمكن "تعديله بسرعة، مثل التقاليد الاجتماعية والثقافية التي تعرض الناس لخطر أكبر، كالذين يعيشون في بعض المواقع الأكثر خطورة لأن اختيار سبل العيش يملي عليهم الإقامة هناك. إن الوعي بهذه العوامل سيساعدنا على تجنب سوء التكيف، وهو موطن زيادة الضعف عن غير قصد، نتيجة للاستجابة أو السياسة أو الخطة التي كانت مصممة في الأصل لمساعدة الناس على التكيف".، ولكن هذا لا يعني أن التأقلم يقل أهمية عن التكيف. فتوفير الإسعافات الأولية الأساسية والمواد الغذائية والمياه لمساعدة الناس على التأقلم بعد كارثة طبيعية مفاجئة مثل الزلازل أو الفيضانات أمر مهم وضروري، حسب ميتشيل، المؤلف الرئيسي ومنسق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

العالم اكثر حرارة عبر التاريخ

الى ذلك اعتبر العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2011 "أكثر العقود حرارة في التاريخ وعلى مستوى القارات جميعها"، بحسب ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وقد سجل متوسط درجات الحرارة خلال هذا العقد 14,46 درجة مئوية، مقابل 14,25 درجة في العقد الممتد من العام 1991 إلى العام 2000 و 14,12 درجة في العقد الممتد من العام 1981 إلى العام 1990، وقد سجل متوسط درجات الحرارة هذا، على سطح الأرض، على اليابسة وفي البحر، وشرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن "وتيرة التغير المناخي قد تسارعت خلال هذا العقد" مضيفة أن "وتيرة الاحترار باتت +ملحوظة+ منذ العام 1971". أضافت، صحيح أن بعض الظواهر الجوية من قبيل لا نينيا قد "خفضت من حرارة المناخ بصورة مؤقتة خلال بعض السنوات"، غير أنها لم تتمكن من وضع حد "الاحترار السائد عموما"، وتعتبر المنظمة أن "التراجع الهائل والمستمر للجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية (أركتيك)" يشكل واحدة من أبرز خصائص تغير المناخ خلال السنوات العشر الأخيرة.

وقد وردت هذه البيانات في تقرير نشرت منه مقتطفات أولية الجمعة، على أن تصدر النسخة الكاملة منه خلال العام 2012، وفي ما يخص الفترة الممتدة من العام 2001 إلى العام 2010، تعتبر سنة 2010 أكثر السنوات حرارة التي شهدها العالم منذ العام 1850 بداية جمع البيانات. وقد بلغ متوسط درجات الحرارة خلال هذه السنة 14,53 درجة مئوية يليه عن كثب المتوسط الذي سجل في العام 2005 وبلغ 14,51 درجة مئوية، شهد هذا العقد أيضا ظواهر مناخية قصوى من قبيل الفيضانات وموجات الجفاف والأعاصير وموجات البرد والحر، وقد ضربت موجة حر لم يشهد لها مثيل أوروبا في العام 2003، في حين ضربت أخرى روسيا في العام 2010. وكانت لهما "تداعيات كارثية" إذ "قضى آلاف الأشخاص، كما اجتاحت الحرائق الغابات في المناطق المعنية. بحسب فرانس برس.

إلى ذلك، ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الفياضانات اجتاحت أوروبا الشرقية في العامين 2001 و 2005 وإفريقيا في العام 2008 وباكستان وأستراليا في العام 2010، وقد كشف 48 بلدا من أصل 102 بلد مشمول في الدراسة التي أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة، أما في ما يتعلق بالأعاصير، فقد سجلت أيضا رقما قياسيا في منطقة شمال الأطلسي. وقد أتت حصيلة ضحايا إعصار كاترينا قياسية في الولايات المتحدة في العام 2005، بعدما لقي 1800 شخص مصرعهم، وفي العام 2008، أودى إعصار نارجيس الاستوائي بحياة أكثر من 70 ألف شخص في ما اعتبر "أسوأ كارثة طبيعية تشهدها بورما والإعصار الإستوائي الأكثر فتكا خلال العقد برمته".

كلفة التغير المناخي

فقد تصل كلفة الاضرار التي يلحقها التغير المناخي بالمحيطات إلى ألفي مليار دولار سنويا بحلول العام 2100، في حال لم تتخذ أي تدابير لخفض الاحترار المناخي، على ما جاء في دراسة نشرها معهد ستكوهولم للبيئة، والدراسة التي أتت بعنوان "فاليوينغ ذي أوشن" (تثمين قيمة المحيطات) والتي أجراها فريق من الخبراء متعددي الاختصاصات تحت إشراف المعهد السويدي، قامت بتقدير الكلفة التي تسجل في ستة مجالات بحلول العامين 2015 و 2100. والمجالات هي: صيد الاسماك والسياحة والعواصف وارتفاع مستوى البحر وقدرة المحيطات على تخزين الكربون، واستند الخبراء في تقييماتهم هذه إلى فريضيتين اثنتين. وتقضي الفرضية الأولى باستمرار ازدياد نسبة انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بصورة كبيرة والذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الحرارة بما يعادل أربع درجات مئوية بحلول العام 2100. وفي هذه الحالة، تم تقييم كلفة تدهور المحيطات ب 1,980 مليار دولار في السنة، أي ما يساوي 0,37% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وقد تتخطى الخسائر التي يكبدها قطاع السياحة 639 مليار دولار، في حين قد تفوق خسائر قطاع صيد الأسماك 343 مليار دولار أميركي، أما الفرضية الثانية فهي تتمحور على تخفيض الانبعاثات تخفيضا سريعا خلال السنوات التسعين المقبلة لحصر معدل ارتفاع الحرارة على الساحة العالمية بدرجتين مئويتين (2,2). وفي هذه الحالة، لن تتخطى الأضرار اللاحقة بالمحيطات 612 مليار دولار وستنخفض خسائر قطاع السياحة إلى 301 مليار دولار في السنة، فضلا عن تراجع خسائر قطاع صيد الاسماك إلى 262 مليار دولار أميركي، وفي هذا السياق، أوضح فرانك أكيرمان مدير فريق الأبحاث عن اقتصاد المناخ التابع لمعهد "ستوكهولم إنفايرمنت إنستيتوت" أن "هذه المعطيات ليست إلا الجزء الظاهر من المشكلة غير أنها تدل على كلفة الأضرار البيئية التي ستطال المحيطات في المستقبل والتي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي. بحسب فرانس برس.

وفي إطار هذه الدراسة، أخذت في الحسبان العوامل الآتية لتفسير تدهور المحيطات:

- تحمض المحيطات بوتيرة متسارعة الذي يعتبره العلماء نتيجة مباشرة لازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي من شأنه أن يخفض قدرة البحار على امتصاص هذا الغاز.

- احترار المحيطات الذي من شأنه أن يزيد من وتيرة الإعاصير المدمرة التي تؤدي بدورها إلى ازدياد هجرة أنواع متعددة من الأسماك الصالحة للصيد إلى مياه أكثر عذوبة.

- ازدياد نسبة المناطق الميتة بسبب كثرة الأسمدة المشبعة بالنيتروجين، على وجه الخصوص.

- ارتفاع مستوى البحار إثر ذوبان الثلوج الذي يهدد الدول-الجزر الصغيرة والمدن الساحلية الكبيرة.

- تلوث البحار الذي يهدد التنوع الحيوي فضلا عن الإفراط في استغلال الموارد البحرية.

وختاما، يشدد القيمون على هذه الدراسة على أن هذه التقديرات ليست شاملة غير أنهم يؤكدون أن التقاعس قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.

ساعة الأرض

في حين سيعمد ملايين من سكان الارض السبت الى اطفاء الانوار لمدة ساعة في كل ارجاء العالم كمؤشر لالتزامهم مكافحة التغير المناخي في عملية سيقوم بتصويرها احد الرواد من الفضاء، من ميدان التحرير في القاهرة الى ناطحة السحاب امباير ستايت بيلدينغ في نيويورك ستطفئ الاف المدن في حوالى 150 دولة ومنطقة، الانوار في نصبها الرئيسية على مدى 60 دقيقة اعتبارا من الساعة 20,30 بالتوقيت المحلي، النسخة السادسة من هذه العملية التي اطلقت في الاساس في سيدني تضم هذه السنة مشاركين جددا مثل ليبيا والعراق ومحطة الفضاء الدولية التي ستتابع موجة اطفاء الانوار خلال مسارها حول الارض، واعتبر رائد الفضاء اندريه كويبرز (هولندا) الموجود في محطة الفضاء الدولية ان "ما من طريقة افضل لكي يدرك الناس مصير اجمل كوكب في الكون" وسيلتقط صورا لعملية "ايرث اور" (ساعة الارض) ويتشاطرها مع الجميع عبر الانترنت مرفقة بتعليقات، ومنذ النسخة الاولى للعملية في 2007 اصبح الحدث بحسب منظمه، الصندوق العالمي للطبيعة (دبليو دبلوي اف) اكبر دليل للدعم العالمي لمكافحة التلوث الذي تخلفه غازات الدفيئة، وفي العام الماضي شاركت 5251 مدينة و1,8 مليار نسمة في 135 بلدا في العملية على ما يفيد الصندوق. بحسب فرانس برس.

وشدد المسؤول في فرع استراليا من الصندوق ديرموت اوغورمان "+ايرث آور+ هو احتفاء بسلطة الشعوب. مئات الملايين من الاشخاص في دول مختلفة عبر العالم يتحركون لاكثر من 60 دقيقة من اجل الارض، في سيدني غرقت دار الاوبرا وجسر هاربور بريدج في الظلمة مساء السبت بالتوقيت المحلي وكذلك فعلت غالبية ناطحات السحاب في المدينة تحت انظار السكان الذين اتوا للتنزه في منطقة المرفأ يظللهم نور القمر، وقالت مسؤولة محلية في الصندوق "المنظر من دار الابرا كان رائعا. كنا نرى الظل الكامل للمدينة السوداء، جزر ساموا في المحيط الهادئ كانت على جري العادة اول من اطفأ الانوار تلتها نيوزيلندا، بعد استراليا يأتي دور آسيا لتغرق في الظلام مع برج طوكيو الكبير وبرج تايبه 101 في تايوان وسور الصين العظيم، وفي بكين سيستغني نصبان في المتنزه الاولمبي هما "عش العصفور" و "مربع المياه" عن الانارة لمدة ساعة. وفي سنغافورة سيكون 32 مركزا تجاريا واكثر من 370 شركة بما فيها فروع للوي فويتون وارماني في الظلمة خلال العملية، ويشارك في العملية ايضا مقر الرئاسة التايوانية واكثر من 1700 مركز للشرطة ومراكز تدريب في الفيليبين مع اطفاء الانوار غير الاساسية "من دون ان تشمل العملية الزنزانات لتجنب ان يفر السجناء" على ما اوضح ناطق باسم الشرطة اغريميرو كروز ،وفي نيودلهي ستغرق ثلاثة نصب شهيرة مثل انديا غايت في الظلام الا ان الامر لن يغير كثيرا في حياة السكان اليومية. وتقول سانجيتا دايال من العاصمة الهندية "تنقطع الكهرباء كثيرا لدينا لذا نحن معتادون على ذلك". الا ان اطفالها طلبوا المشاركة في "ساعة الارض" بعدما ابلغتهم المدرسة ضرورة الاقتصاد في استهلاك الطاقة.

وبعد آسيا ستنتطفئ الانوار في دبي وباريس مع برج ايفل والاليزيه ومتحف اللوفر خصوصا وروما مع قبة كاتدرائية القديس بطرس ولندن مع قصر باكينغهام ،وذكر تود سامبسون احد مؤسسي "ايرث آور" الذي يدير شركة اعلانات في سيدني ان الفكرة قامت اولا على اقناع سكان احياء مرفأ سيدني باطفاء الانوار، وقال السبت للصحافيين قرب جسر هاربور بريدج "لم نكن نتوقع ان تأخذ هذا البعد العالمي. وباتت هذه الحركة اكبر في الخارج منه في استراليا".

الهجرة المناخية

على صعيد أخر حذر بنك التنمية الآسيوي أمس من أن التغير المناخي سيصبح سبباً رئيساً للهجرة هذا القرن في آسيا، حيث تسببت الكوارث البيئية في العام 2010 - 2011 في تشرد 42 مليون شخص، وقال بارت إديس مدير إدارة التنمية المستدامة بالبنك “منذ يناير العام الماضي تشرد أكثر من 40 مليون شخص بسبب التطورات البيئية الشديدة التأثير، وهذا يعطينا لمحة عمّا سيحدث في المستقبل”. وقد تشرد نحو 30 مليون شخص عام 2010 بعضهم بصورة دائمة، ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى الفيضانات المدمرة في باكستان والصين. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأعلن البنك تقرير “مواجهة التغير المناخي والهجرة في آسيا والباسيفيكي”، الذي يقيم للمرة الأولى التأثير المحتمل للتغير المناخي على الهجرة في آسيا التي تمثل 30% بالفعل من مهاجري العالم البالغ عددهم 200 مليون مهاجر. ويضم التقرير توصيات للحكومات بشأن كيفية الحد من تداعيات التغير المناخي على تدفق الهجرة عبر إجراءات التكيف واستراتيجيات تنمية الوعي بالمناخ.

مرض النوم بسبب المناخ

كما توقع علماء أميركيون أن يهدد مرض النوم الذي تنقله بعوضة "تسي تسي" ما يصل إلى 77 مليون أفريقي بحلول عام 2090 وذلك بسبب التغير المناخي. وبرر العلماء ذلك في دراستهم التي تنشر اليوم الأربعاء في مجلة "انترفيس" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا بأن منطقة انتشار هذه الذبابة تتسع مع تزايد درجة حرارة المناخ وذلك حسبما أثبت نموذج حاسوبي طوره الباحثون تحت إشراف سيان مور من مركز "سي دي سي" الأميركي لمكافحة الأوبئة في مدينة فورت كولينس في ولاية كوليرادو، ويظهر هذا المرض في 36 دولة أفريقية جنوب الصحراء الغربية حسب معهد "روبرت كوغ" الألماني للصحة. ورغم نجاح مكافحة هذا المرض في العقود القليلة الماضية إلا أنه عاود الانتشار في السنوات الأخيرة بسبب الحروب الأهلية وموجات الهجرة وتراجع الإجراءات المضادة له. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

مساعدة أوروبا

من جهتها أطلقت الوكالة الاوروبية للبيئة موقعا إلكترونيا يهدف إلى مساعدة الأنظمة الاقتصادية الاوروبية على تخفيض التكاليف المالية الناجمة عن التغير المناخي، وصرحت المفوضة الأوروبية لشؤون المناخ كوني هيديغارد أن موقع "كلايمت-أدابت" يختزن "كل المعارف التي نملكها على الأصعدة البلدية والإقليمية والوطنية"، بالإضافة إلى الحلول التي يقترحها كل من الباحثين والمؤسسات، وقالت وزيرة البيئة الدنماركية إيدا أوكن التي حضرت إطلاق هذه المنصة التي من شأنها أن تجمع كل الحلول التي اختبرت في اوروبا بغية تعزيز فعالية السياسات العامة "يكثر الحديث عن الأزمة الاقتصادية والمالية. بحسب فرانس برس.

لكنني بصراحة أظن أننا نمر بأزمة أكثر خطورة هي الأزمة المناخية، وذكرت المفوضية الاوروبية في بيان لها الجمعة أنه "لو كانت التوقعات المناخية التي وضعت للعام 2080 تحدث اليوم، لتراوحت الأضرار السنوية التي تلحق باقتصاد الاتحاد االأوروبي بين 20 و65 مليار يورو، وأكدت وزيرة البيئة الدنماركية إيدا أوكن "لقد بدأنا منذ اليوم بدفع ثمن" التغير المناخي، مشيرة إلى أن الفيضانات التي عمت كوبنهاغن الصيف الماضي قد كلفت شركات التأمين والسلطات المحلية 940 مليون يورو.

يهدد المياه العذبة

من جانب أخر يهدد النمو السكاني العالمي والاحترار المناخي الذي يفاقم من الفياضانات والجفاف، موارد المياه العذبة في حال لم تتخذ اي اجراءات لتحسين ادارتها على ما حذر التقرير العالمي الرابع للامم المتحدة حول المسألة، وشدد التقرير الذي شاركت في اعداده اليونسكو ونشر في افتتاح المنتدى العالمي السادس للمياه في مرسيليا ان استخراج المياه من الطبقات الجوفية "تضاعف ثلاث مرات على الاقل في السنوات الخمسين الاخيرة"، واضاف البيان "مهما كانت ضخامة كميات المياه التي تحويها هذه الخزانات، الا انها ستنضب في النهاية في حال لم تتم ادارة استخدامها بشكل صحيح لانها غير قابلة للتجدد". بحسب فرانس برس.

مع تجاوز عدد سكان العالم السبعة مليارات نسمة يتوقع ان ترتفع الحاجات الغذائية بنسبة 70 % بحلول العام 2050 مع طلب متزايد على المنتجات الحيوانية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، واشار التقرير الى ان "هذا الارتفاع في الطلب الغذائي سينكعس ارتفاعا بنسبة 19 % في المياه المستخدمة في القطاع الزراعي الذي يمثل راهنا 70 % من الاستهلاك العام للمياه". وقد تكون هذه الارقام اعلى بكثير في غياب اصلاحات عميقة لانماط الانتاج والمحاصيل الزراعية على ما افاد معدو التقرير، واعرب التقرير عن قلقه من الارتفاع الكبير في شراء الاراضي الزراعية في دول اخرى الذي انتقل من 20 مليون هكتار في العام 2009 الى اكثر من 70 مليونا اليوم. واشار الى ان الاتفاقات الموقعة بين الدول لا تلحظ المياه صراحة ،على صعيد الطلب على المياه للاستهلاك البشري فان الزيادة الكبيرة ستأتي من المدن خصوصا. فعدد سكان المدن سيتضاعف ليصل الى 6,3 مليارات نسمة بحلول العام 2050 مقارنة بالعام 2009، ويقول معدو التقرير "لا تلبى من الان حاجات عدد من سكان المدن على صعيد الحصول على المياه والمرافق الصحية المناسبة" مشيرين الى ان اكثر من 80 % من المياه المبتذلة في العالم لا تجمع او تعالج، والنوعية السيئة للمياه تؤذي الصحة وتفرض كلفة عالية على المجتمع. ويدعو التقرير الى مقاربة وقائية واشراك الاطراف الملوثة (صناعيون ومزارعون ومستهلكون) واصحاب القرار المحليين والمسؤولين عن توزيع المياه، في خطة لادارة سلامة المياه الصحية.

وينبغي كذلك بذل المزيد من اجل مواجهة التسارع المتوقع في الكوارث الطبيعية الناجمة عن الاحترار المناخي. فالمخاطر المرتبطة بالمياه باتت تشكل 90 % من المخاطر الطبيعية ولا سيما في جنوب آسيا وافريقيا الجنوبية مع انعاكسات مضرة جدا على الزراعة. وبحلول العام 2070 قد يطال ذلك اوروبا الوسطى والجنوبية، وهذه الضغوط قد تفاقم التباين الاقتصادي بين الدول على حساب الفقراء. ويشدد ريتشارد كونر المعد الرئيسي للتقرير ان "المياه هي الاساس الذي يستند اليه التطور الاجتماعي والاقتصادي، وبحسب توقعات معدي التقرير فان زيادة الحرارة بدرجتين في معدل وسطي عالمي قد يكلف 70 الى مئة مليار دولار سنويا في اطار عملية التكيف بين 2020 و2050 من بينها حوالى 20 مليارا لقطاع المياه

موجات حر وجفاف وطوفان تهدد الأرض

على صعيد ذو صلة فموجات حر أكثر حدة في أوروبا وجفاف مطرد في إفريقيا وانغمارات أكثر اكتساحا وتدميرا في الجزر... من المتوقع أن تتزايد الحوادث "القصوى" نتيجة الاحترار المناخي مع تباينات مناطقية شديدة، بحسب التقرير، والوثيقة التي أعدتها مجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ (جييك) والتي تناقش هذا الأسبوع في أوغاندا، تعتبر الدراسة الأكثر شمولية ودقة حتى يومنا هذا في ما يتعلق بمحاولة قياس التأثير المحتمل للاحترار على حدة ووتيرة الأحداث المناخية القصوى، ووفقا لأسوء السيناريوهات التي وضعتها هذه الهيئة المرجعية حول المناخ، قد تصبح بعض المناطق "غير قابلة لاستقبال السكان"، وتوضح "إذا ما وقعت كوارث بوتيرة متكررة مع حدة أكبر أو فقط كوارث أكثر حدة، سوف تصبح بعض المناطق أكثر فأكثر غير قابلة للعيش أو البقاء على قيد الحياة، تضيف الوثيقة أنه "في بعض الحالات، سوف تتحول الهجرة إلى دائمة وقد تؤدي إلى ضغوطات جديدة على مناطق استقبال (النازحين) كالجزر مثلا، وذلك قبل عشرة أيام على افتتاح قمة الأمم المتحدة السنوية حول المناخ المتوقعة من 28 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 9 كانون الأول/ديسمبر في دوربان (جنوب إفريقيا)، وفي ما يتعلق بهذا الموضوع الحساس الذي يقاربه علماء المناخ دائما بحذر، فإن المراجعة الشاملة لآلاف الدراسات الحديثة، تخلص إلى أن التغير المناخي سوف يزيد من وتيرة وحدة موجات الحر والطوفانات والأعاصير والجفاف. لكن ذلك لن يطال كافة المناطق بالحدة نفسها ولا بالطريقة ذاتها، بحسب ما يلفت العلماء، إلى ذلك، تشدد الوثيقة على أن حساسية المناطق المأهولة مرتبطة بالدرجة نفسها (إذا لم يكن أكثر) بدرجة التهيؤ وكذلك بالقدرة على الإتيان بردود فعل، كما بالأحداث الطبيعية القصوى نفسها، وتبدو أوروبا الشرقية مهددة بشكل خاص بموجات الحر، لا سيما المناطق الواقعة بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط. بحسب فرانس برس.

وقد يكون صيف العام 2003، عندما أدى ارتفاع درجات الحرارة الكبير إلى 70 ألف حالة وفاة إضافية على مستوى القارة، ليس سوى موسم صيف "معتدل" يسجل ابتداء من منتصف القرن الواحد والعشرين، بحسب ما تقدر مجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ في وثيقتها، وقد ارتفعت الحرارة الوسطى لكوكب الأرض حوالى درجة مئوية واحدة خلال القرن الماضي. ويتوقع العلماء ارتفاعا إضافيا يقدر ما بين درجة واحدة وخمس درجات بحلول العام 2100، وذلك وفقا لمستوى انبعاثات غازات الدفيئة، وتشير الوثيقة إلى أنه يتوجب على الولايات المتحدة والكاريبي مواجهة أعاصير قد تكون أكثر اكتساحا وتدميرا نتيجة الرياح والأمطار التي سوف تشتد أكثر، وفي الجزر الصغيرة، يأتي ارتفاع مستوى مياه البحار كتهديد رئيسي.. فهو الذي يتسبب بتعرية السواحل وتلوث المياه الجوفية وخسارة الأراضي الزراعية، وفي حال هبوب العواصف يتسبب بارتفاع خطر الانغمار، وهذه التأثيرات القابلة للقياس منذ الآن، "من المحتمل جدا" أن تسوء أكثر فأكثر على مر الزمان، ويرى الملخص غير النهائي للوثيقة أنه "في بعض الحالات، قد يكون من الضروري التفكير مليا بعملية إخلاء مستمرة"، في غرب إفريقيا تنبئ النماذج المناخية أكثر بالجفاف، في المناطق حيث سبقق وتفشى سوء التغذية، في جنوب إفريقيا وفي جنوب شرق إفريقيا، يتوقع العلماء مضاعفة في وتيرة العواصف العنيفة. وفي شرق القارة، سوف تصبح موجات الحر الاستثنائية أكثر حدة، من المتوقع أن يساهم هذا التقرير في ما سوف يتضمنه التقرير الشامل الخامس لمجموعة الخبراء من منظمات حكومية دولية حول تغيير المناخ في العام 2014.

تغيرات بالمحيطات

فيما حذرت عالمة الأحياء البحرية كاتيا فيليبارت من الفيضانات العارمة والعواصف الشديدة وبطالة الصيادين, وذلك لأن معظم الأشياء في المحيطات مخيفة, وأوضحت أن أكثر ما يحدث في المحيطات يغير في الحياة على الأرض، وفيليبارت ضمن فريق من العلماء يقوم بتجميع نتائج أكثر من مئة مشروع بحث ممول من الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من السنوات القليلة الماضية بشأن مشروع الأبحاث البحرية (كلامر). كما حذر مدير المعهد الهولندي الملكي للأبحاث البحرية كارلو هييب من الأخطار التي تواجه المدن الساحلية، ومن بينها الكوليرا، وجاءت هذه التحذيرات وتطورات أخرى في تقرير مكون من 200 صفحة عن التغيير المناخي, الذي يبحث على وجه الخصوص في العواقب بالنسبة للمحيطات، ويوضح التقرير أن المحيطات تتغير بسرعة لم يسبق لها مثيل, ومع ذوبان جبال الجليد أصبح مستوى البحر ودرجة الحرارة ترتفعان بشكل أسرع من ذي قبل، وعلى مستوى العالم، من المتوقع زيادة متوسط درجة الحرارة درجتين مئويتين على سطح الماء بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، وسوف يشهد بحر الشمال ارتفاعا بمقدار1.7 درجة, بينما سيشهد بحر البلطيق ارتفاع الحرارة من 2 إلى 4 درجات.

ويقول الباحثون "لم نعد نستطيع وقف التغير المناخي, وقد أخذنا هذا السبيل منذ زمن طويل". وعواقب التغير المناخي قابلة للمراجعة فقط على المدى البعيد، ربما لعشرات السنين أو حتى لقرون، وفي ربع القرن الماضي فقط زاد متوسط درجة حرارة المحيطات أسرع 10 مرات مما كانت في القرن الماضي، وتشعر بعض من أكثر أنواع البكتريا خطورة بالراحة في المياه الدافئة, فقد توصل الباحثون إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يساعد على انتشار نوع معين من البكتريا من السلالات التي تتسبب أيضا في مرض الكوليرا، وقال هييب إن هذا يعني تهديدا محتملا للسواحل, وقد ترتفع التكاليف الصحية إذا تناول الإنسان مأكولات بحرية ملوثة وفقا للتقرير، هجرة الأسماك لن تفسد النظام البيئي فحسب, بل إن المصايد في جنوب أوروبا سيكون عليها التعامل مع كميات قليلة من الأسماك, في حين أن الشمال يجب أن يجهز نفسه للكثير، وعلى الصيادين التكيف مع الظروف الجديدة، كما أن ارتفاع درجة حرارة البحار سيكون له أيضا عواقب أخرى، فالكثير من أنواع الأسماك سينتقل صوب الشمال حيث تكون المياه أكثر برودة، وتقول فيليبارت إن الجنوب يفقد بعضا من الثروة السمكية تجاريا مثل سمك القد, إذ يواجه سمك القد خطر الانقراض حتى في بحر البلطيق.كما أن هجرة الأسماك لن تفسد النظام البيئي فحسب, بل إن المصايد في جنوب أوروبا سيكون عليها التعامل مع كميات قليلة من الأسماك, في حين أن الشمال مثل جرينلاند وإيسلاند والنرويج يجب أن تجهز نفسها للكثير، وعلى الصيادين التكيف مع الظروف الجديدة، وتخلق عملية ذوبان كتل وجبال الثلوج نوعا من الشكوك, ففي حين أن مستوى البحر ارتفع ما متوسطه 1.8 ملليمتر كل عام على مدى القرن الماضي, فإنه ارتفع بشكل أكثر خطورة منذ 1993 بزيادة سنوية تبلغ حوالي3.3 ملليمتر، ووفقا للتقرير فإن "أي زيادة من 80 إلى 200 سنتيمترا قد تكتسح دولا بأكملها"، فمدن مثل هامبورج في ألمانيا رغم أنها ليست على المحيط مباشرة, فإنها يمكن أن تتضرر من الفيضانات العارمة عبر نهر إلبي أو سقوط أمطار غزيرة, وهي أمور ستصبح أكثر احتمالا بالنسبة لشمال ألمانيا وفرنسا والدنمارك وجنوب إنجلترا وشرق أوروبا، وتقول فيليبارت إن هذه ليست مجرد سيناريوهات للمستقبل القريب, كل هذا يحدث منذ أمد طويل، ويقول هييب "ليس كل شيء سيئا فالأشياء تتغير، لكننا نحتاج لأن ندرك هذه التغييرات ونستعد لها", وأضاف "نحتاج إلى مواصلة مراقبة المحيطات".

قمر صناعي للمناخ 

بينما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن استعدادها لإطلاق أول قمر مراقبة للتغير المناخي وقياس متغيرات الأحوال الجوية الرئيسية، ويشكل قمر "أن.بي.بي" أول مهمة صممت لجمع بيانات أساسية حول تحسين توقعات الأحوال الجوية على المدى القصير، وفهم أفضل للتغير المناخي على المدى الطويل، ويحمل القمر خمسة أجهزة علمية ستتمكن من تحليل طبقة الأوزون وقياس درجات الحرارة في الغلاف الجوي ومساحة الجليد القطبي والكتل الجليدية الأخرى، وهي كلها أساسية في علم التغير المناخي، وقال جيم غليسن المسؤول العلمي عن القمر الصناعي ومقره مركز غودارد للرحلات الفضائية في غرينبيلت (ميريلاند شرق) إن "عمليات الرصد التي سيقوم بها القمر ستقدم فكرة شاملة عن التغيرات التي يشهدها كوكبنا"ن وأضاف "سيساعدنا ذلك على تحسين برامجنا المعلوماتية التي تضع التوقعات حول تطور بيئتنا في المستقبل. بحسب السي ان ان.

وأكد غليسن أن توقعات أفضل تسمح باتخاذ قرارات أفضل تتعلق بأمور بسيطة مثل الخروج مع مظلة في الصباح، أو أخرى أكثر تعقيدا مثل مواجهة التغير المناخي، وسيدرج خبراء الأحوال الجوية في وكالة المحيطات والأجواء الأميركية هذه المعطيات في برامجهم للتوصل إلى توقعات أفضل للأحوال الجوية واصدار تحذيرات ستساعد أجهزة الطوارئ في عملية المراقبة والتحرك في وجه التهديد الناجم عن أنواع مختلفة من الكوارث الطبيعية، وسيطلق صاروخ من نوع "دلتا2" من صنع "يونايتد دلتا لونش آلاينس" -وهي شركة مشتركة بين بوينغ ولوكهيد مارتن- القمر الصناعي من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورني، ويبلغ وزن القمر 2.13 طن وسيوضع في المدار على ارتفاع 824 كلم، وسيدور حول الأرض 14 مرة تقريبا في اليوم.

انبعاثات الكربون

في الوقت ذاته سنت أستراليا قوانين لفرض سعر على انبعاثات الكربون في واحد من أكبر الاصلاحات الاقتصادية على مدى عشر سنوات الأمر الذي سيعطي قوة دفع جديدة لمحادثات المناخ العالمية ، وأصبحت أستراليا بعد تصويت في مجلس الشيوخ ثاني اقتصاد رئيسي بعد الاتحاد الاوروبي يسن تشريعا للحد من انبعاثات الكربون. ويوجد قانون مماثل في نيوزيلندا، وسيظهر أثر ذلك في مختلف قطاعات الاقتصاد من شركات التعدين الى منتجي الغاز الطبيعي المسال وشركات الطيران ومصنعي الصلب ويهدف القانون الى تحسين كفاءة الشركات في استهلاك الطاقة وتوجيه توليد الكهرباء صوب استخدام الغاز والمصادر المتجددة، وتعد نتيجة الاقتراع انتصارا كبيرا لرئيسة الوزراء جوليا جيلارد التي راهنت بمستقبلها السياسي على قانون لتسعير انبعاثات الغاز سيكون الاشمل خارج أوروبا رغم المعارضة العميقة من جانب الناخبين والمعارضة السياسية، وقالت جيلارد للصحفيين في كانبيرا "اليوم تملك أستراليا سعرا للكربون بموجب قانون وطني. يأتي هذا بعد ربع قرن من التحذيرات العلمية و37 تحقيقا برلمانيا وسنوات من السجال والانقسام المريرين، وأنفقت أستراليا أكثر من عشر سنوات في النقاش بشأن القضية والتي كانت محورية في سقوط رئيس الوزراء المحافظ السابق جون هوارد عام 2007 وخلفه من حزب العمل كيفن رود عام 2010، وتعهد زعيم المعارضة توني أبوت بالغاء القوانين اذا فاز بالسلطة في عام 2013، ولا تسهم أستراليا بأكثر من 1.5 بالمئة من الانبعاثات العالمية لكن انبعاثاتها هي الاعلى في العالم المتقدم من حيث نصيب الفرد نظرا لاعتمادها على الفحم في توليد الكهرباء، ويرقب التشريع الاسترالي عن كثب اخرون يدرسون خططا مماثلة للحد من انبعاثات الكربون التي يلقى عليها باللوم في تغير المناخ. بحسب رويترز.

وفي الولايات المتحدة تبدأ كاليفورنيا برنامجا خاصا بها في 2013 في حين تعمل الصين وكوريا الجنوبية أيضا على اعداد برامج لتجارة الكربون. وتوجد ضريبة فحم في الهند بينما تعتزم جنوب افريقيا تقييد انبعاثات الكربون لاكبر الملوثين، وقال جيف روسل رئيس وستباك للسلع الاولية والكربون والطاقة "انها الية السياسة الاهم لدى أستراليا ومن ثم فستعمل على زيادة التيقن بالنسبة للاطراف المشاركة، والخطة مكون رئيسي في معركة الحكومة مع تغير المناخ وتستهدف وقف زيادة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري جراء طفرة في استغلال الموارد واعتماد قديم على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وتحدد الخطة ضريبة ثابتة على انبعاثات الكربون قدرها 23 دولارا أستراليا (23.78 دولار أمريكي) للطن على أكبر 500 ملوث اعتبارا من يوليو تموز 2012 ثم تنتقل الى برنامج لمبادلة الانبعاثات من يوليو 2015.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/نيسان/2012 - 16/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م