عولمة النرجيلة... شعبية تنتشر من الشرق الى الغرب

 

شبكة النبأ: أصبحت للنرجيلة شعبية في كافة أنحاء العالم خاصةً في السنوات الأخيرة، لاعتقاد سائد على  نطاق واسع أنها أقل ضرراً وأكثر أمنًا من السجائر. لكن الدراسات التي أجريت لمكافحة التدخين من قبل ثبتت منظمة الصحة العالمية أن تدخين الشيشة أكثر خطرا من تدخين السجائر.  إذ قالت بأن ساعة واحدة مع النرجيلة تعادل 100 سيجارة من تدخين.

شكلّت النرجيلة عبر سنوات عديدة في العالم مصدرًا للهو والتسلية والمتعة لدى شريحة كبيرة من الشباب، وحين يجول المرء في عدد من المقاهي أول ما يلفت انتباهه منظر الزبائن الذين تحلقوا في دوائر وتوزعوا افرادًا وجماعات وهم يدخنون النرجيلة. فتحولت هذه الظاهرة إلى موضة ترافقها العديد من الابتكارات، إلى درجة دفعت الفنادق إلى اللجوء إليها من أجل استقطاب الزبائن والمحافظة عليهم، ولها ألوانها ونكهاتها الخاصة في حين يرها المدخنون بأنها وسيلة للبحث عن المتعة في مقاهي الشيشة مما لها من جمال في طقوسها بالتجمع والسهرات. ويرفض المدخنون اعتبار النرجيلة وليدة البطالة. فهي، وان كانت ترافق جلسات من هو عاطل عن العمل، فهي تعتبر وسيلة من وسائل تقطيع الوقت، وترافق الشباب العاملين في أوقات فراغهم. فالنسبة لهم ان الوقت المكرّس للنرجيلة هو وقت “مقدّس” يجب احترامه.لكن حقيقة هذا الظاهرة المجتمعية السيئة بكونها ثقافة دخلت الى عقول هذا الجيل بشكل خاص وسيطرت عليهم بشكل مفزع حتى اصبحت عادة يومية. وان هذه المشكلة العالمية يدمنها الذكور والإناث على حد سواء فربما تكون غالبية هؤلاء كن من النساء، وخاصة في البلدان العربية.

فتبوأت النرجيلة، أو الشيشة، مكانة خاصة في وجدان الشعوب العربية وانتقلت منهم الى العديد من أنحاء العالم، خاصة الغرب، بحيث صار منظرها مألوفا في شوارع مدن مثل لندن وباريس وغيرهما. في حين حذرت منظمة الصحة العالمية، إن عدد ضحايا مرض السرطان، سيصل نحو 84 مليون شخص بحلول عام 2015، إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إمكانية تلافي 40 في المائة من حالات السرطان بالامتناع عن التدخين أو تعاطي التبغ وممارسة النشاط البدني بانتظام.

بريطانيا

فقد تحولت مقاهي الشيشة الى الشوارع الخلفية بعيدا عن الرقابة، هناك تفكير في بريطانيا في ضرورة وجود تراخيص لعمل المقاهي التي تقدم الشيشة (أو النرجيلة) في محاولة للتصدى للأعداد المتزايدة منها في الشوارع الخلفية، ويخشى المسؤولون أن تنتقل المزيد من مقاهي الشيشة إلى داخل الأبنية المغلقة في محاولة للتهرب من قوانين حظر التدخين داخل المباني، وتقول المجالس المحلية (البلديات) إن التراخيص مطلوبة لوجود مخاطر حدوث حرائق، وكذلك مخاطر صحية، وتقول ان الطلبات المقدمة لجهاز "حرية المعلومات" إن هناك زيادة قدرها 210 في المئة في عدد هذه المقاهي منذ عام 2007، ووفقا للطلبات المقدمة للمجالس المحلية البريطانية، البالغ عددها 133 مجلسا، من قبل جمعية مكافحة امراض القلب البريطانية بخصوص حملة "يوم لا للتدخين"، فقد ارتفع عدد المقاهي على مستوى البلاد من 179 إلى 556 مقهى.

"تدخين الشيشة صار من الأمور التي يفتخر الناس بالقيام بها، خصوصا بين الشباب، حيث أصبح تدخينها مقدمة الشباب للدخول إلى عالم التبغ، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن جلسة تدخين للشيشة مدتها 40 دقيقة تعادل حجم الدخان المستنشق من 100 سيجارة على الأقل. بحسب البي بي سي.

ووفقا لأحد الاستطلاعات يعتقد 84 في المئة من المشاركين فيه أن جلسة تدخين الشيشة الواحدة تساوي أقل من 10 سجائر. ويعتقد نحو 44 في المئة من الشباب البالغ أنها أقل ضررا من السجائر، ويشير الاستطلاع أيضا إن أكثر من ربع المشاركين، والبالغة أعمارهم من 18 إلى 24 عاما، قاموا بتدخين الشيشة من قبل، ولم تكن هذه الأرقام مفاجئة بالنسبة للمجالس المحلية في جميع أنحاء البلاد، وهي تحاول الآن أن تفرض هذا القانون.حيث ينبغي على مقاهي الشيشة أن تلتزم بتشريعات حظر التدخين عن طريق توفير أماكن مفتوحة، ويقول جوفيند ماندورا مدير فريق الصحة والأمان بمجلس مدينة ليستر إنه يشعر بالقلق بشأن وجود اتجاه حديث تنتشر فيه مقاهي الشيشة التي تحاول التهرب من الشروط القانونية ،وتساور ماندورا مخاوف جدية بشأن المخاطر المتعلقة بالصحة والحرائق، ويقول أن ثقافة تدخين الشيشة "تنتشر في السر، ويقول: "نحن نجرى تحقيقات ونلاحق العديد من الأماكن في المدينة. فهي تقع في شوارع خلفية، وحتى في الوحدات الصناعية القديمة البعيدة عن الأنظار، ويضيف:" ويسمع الزبائن عن الشيشة من خلال موقع تويتر والفيسبوك، ويصلون إلى هذه الأماكن من خلال إجراء بعض الاتصالات التليفونية من أمامها. وغالبا ما تكون هذه الأماكن مغلقة، وتكون أبوابها مؤمنة، ويضيف أيضا: "إنها شباك للموت، ليس فقط بسبب مخاطر الحريق، ولكن أيضا لاحتمال حدوث تسمم بأول أكسيد الكربون الناتج من احتراق التبغ والفحم، ويتلقى موظفو الصحة في جميع أنحاء البلاد تقارير من أشخاص يعانون انهيارا بسبب استنشاق الدخان ومن خلال القيام بألعاب خطيرة متعلقة بالتدخين، ويقول إيان غراي ضابط شرطة من معهد شارترد للصحة البيئية: "الطلاب يملأون رئتهم بالدخان من خلال بعض الألعاب ثم يصابون بالإغماء من أول أكسيد الكربون."

ويقول غراي: "إن تدخين الشيشة صار من الأمور التي يفتخر الناس بالقيام بها، خصوصا بين الشباب، حيث أصبح تدخينها مقدمة الشباب للدخول إلى عالم التبغ، وقالت جانيت برادلي من مجلس مدينة برمنغهام: "هذه الأماكن مثل الحانات التي تعود لفترة الأربعينيات، وهي تحقق أرباحا هائلة، فهؤلاء الذين كانوا ينخرطون من قبل في المخدرات يتجهون الآن إلى عمل مقاهي الشيشة، فهي أقل خطورة بالطبع ،وأضافت: "أخبرني أحد العاملين في مقهى للشيشة أن أحد الزبائن سقط أمامه بعد تدخين الشيشة لمدة ساعتين. حتى هؤلاء العاملين في هذه المقاهي يتعرضون للخطر أيضا بسبب الوقت الذي يمضونه هناك، وقد وصفت أحدى الأقارب من مدينة ليستر والبالغة من العمر 14 عاما، كيف أن ابن أخيها وعدد من أصدقائه سقطوا في شباك الشيشة، وقالت: "لقد ذهبوا إلى المقهي لمشاهدة التلفزيون، لكن المقهي يشجع مرتاديه من ذوي الاعمار الصغيرة على التدخين، وقد أصابني الرعب عندما سمعت أن قريبي هذا أراد مغادرة المكان ولم يستطع ،وأضافت: "لقد أصيب ابن أخي بصدمة، وكان والداه يجهلان هذه المخاطر ،وتدرس مدينة ليستر الآن استخدام تراخيص لتنظيم ثقافة المقاهي بشكل أكثر صرامة.

ويقول ماندورا من مجلس المدينة: "هذه مشكلة على مستوى البلد بأكمله، وقد أصبحت أيضا اتجاها سائدا ولم تعد شيئا من هوايات الماضي، وقال مدير أحد المقاهي التي تقدم الشيشة في مدينة ليستر، والذي رفض ذكر اسمه، إنه يخسر قدرا كبيرا من تجارته لصالح هؤلاء الذين يعملون في أماكن خفية، وأضاف: "سألت زبائني لماذا لم أعد أراهم كثيرا، فقالوا إن الجو أكثر دفئا في المباني المغلقة بالشوارع الخلفية، وإن الجو بارد جدا في عندي في المقهي بسبب أنه مفتوح جزئيا، وأضاف أيضا: "لقد فقدت نحو 25 في المئة من تجارتي هذه لأكون ملتزما بالقانون، وقد استثمرنا 120 ألف جنيه استرليني في هذا العمل، لكنني ما زلت في نزاع مع مجلس المدينة بشأن مدى الامتثال للقانون."

الشباب الأميركي

في حين يلجأ الشباب الأميركي بشكل متزايد إلى تدخين النرجيلة ظناً منهم بأنها أكثر أماناً من السجائر، في حين تظهر دراسة أن للنرجيلة الخطر نفسه الذي تحدثه السجائر، ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة في مركز "وايك فورست بابتيست الطبي"، ارين ساتفين، أن "رواج تدخين النرجيلة بين الشباب ينذر بالخطر مع احتمال الآثار السلبية على الصحة"، وأضافت "للأسف فإن الكثير من الشباب لديهم معلومات خاطئة بشأن سلامة تدخين النرجيلة، ويعتقد بعضهم خطأ بأنه أكثر أماناً من تدخين السجائر، ووجد الباحثون في استطلاع اجروه بـ 8 جامعات في كارولينا الشمالية أن 40.3% من الشباب أي أكثر من ثلث الطلاب، دخنوا التبغ عبر النرجيلة، فيما 46.6% دخنوا السجائر، وتبين أن 25% من الطلاب يدخنون السجائر حالياً، مقابل 17.4% يستخدمون النرجيلة. بحسب يونايتد برس.

وظهر أن الذكور أكثر استخداماً للنرجيلة، وتبيّن أن هناك اعتقاداً سائد بين الشباب بأن النرجيلة أقل أذية من السجائر، وحذر الباحثون من أن انابيب النرجيلة وخاصة تلك الموجودة في المقاهي قد لا تكون منظفة جيداً، وبالتالي فهي قد تنقل الأمراض المعدية بين مستخدميها، وقال العلماء إنه في حين الأبحاث ما زالت جارية بشأن تدخين النرجيلة، إلا ان الأدلة تظهر أنه يشكل الخطر نفسه الذي تحدثه السجائر، فقد تحتوي النرجيلة على كميات عالية من المركبات السامة، بينها أول اوكسيد الكربون، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان.

المراهقون الالمان

على صعيد ذو صلة أظهرت دراسة حديثة أن 25 بالمائة من المراهقين الألمان والذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15عاما سبق لهم تدخين الشيشة لمرة واحدة على الأقل. الدراسة حذرت من سيطرة "الشيشة على عقول هذا الجيل" ومن مخاطرها الصحية التي تفوق السجائر.

يبدو أن النرجيلة/ الشيشة قد وجدت طريقها إلى فئة عريضة من الشباب الألماني وخاصة أولئك الذين في سن المراهقة. ففي دراسة حديثة شملت أكثر من 3000 مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و15عاما، وأجراها فريق توراكس للتدريب الطبي في مدينة هايدلبرج بألمانيا، أظهرت أن 25 بالمائة من المراهقين سبق لهم تدخين الشيشة لمرة واحدة على الأقل، وفي معرض تعليقه على نتائج هذه الدراسة أوضح رئيس فريق البحث فليكس هرث أن البعض من هؤلاء المراهقين اعترفوا بأنهم يدخنون الشيشة لأكثر من ثلاث مرات في الأسبوع. وحذر الطبيب الألماني في الوقت ذاته من مخاطر الشيشة والتي لا تقل خطورة عن السجائر من حيث اعتبارها سببا رئيسيا في الإصابة بالأمراض وكونها شكلا من أشكال الإدمان.

في وقت ذاته أشار خبير ألماني في شؤون الصحة إلى تزايد عدد مدخني النرجيلة بين الشباب الألمان على حساب تدخين السيجارة، وقال إن الذين يلجأون للشيشة بدلاً من السيجارة يستهينون بأضرار الشيشة، وأوضح بيتر لانج، رئيس قسم مكافحة الإدمان في المركز الألماني للتوعية الصحية، "إن الاعتقاد بأن تدخين الشيشة أقل خطراً من تدخين السيجارة مجرد أسطورة"، مؤكداً أن "العكس هو الصحيح تماماً، وحسب لانج، فإن استطلاعاً للرأي أكد أن واحداً من كل عشرة أشخاص في سن 12 إلى 19 عاماً يلجأ لتدخين الشيشة بشكل منتظم، وأضاف الخبير الألماني "يوجد هناك منذ نحو خمس سنوات توجه متزايد بين الشباب لتدخين الشيشة.. خاصةً بين شباب المدارس الثانوية في ألمانيا والذين تزايد نفورهم من السيجارة حيث تزايد عدد مدخني الشيشة بين هؤلاء عن عدد مدخني السجائر.. الخطير في الأمر هو أن نصف الشباب فقط يعلمون أن تدخين الشيشة ضار، وأشار لانج إلى أن "الشيشة لا تحرق التبغ كما يحدث مع السيجارة، وانه يستنشق بشكل مباشر خلافاً للسيجارة، حيث يتم تسخين التبغ المبلل و المزود بنكهة غالباً بفحم النرجيلة ثم يتم "سحب الدخان من وعاء مليء بالماء "مما يخفف من الشعور بحدة الدخان كما يحدث مع السيجارة.

ايران

كما يعتبر تدخين الارجيلة، التي تعرف في ايران باسم الغليون، من التقاليد المستقرة، كما هو الحال في كثير من دول الشرق الاوسط، ومن المخطط ان تقوم قوات الشرطة ومسؤولو وزارة الصحة بحملات في الاماكن العامة لضمان الالتزام بتطبيق الحظر المفروض على تدخين الارجيلة، وفي حالة ضبط اي فرد يدخن الارجيلة في مكان عام فانه سيتحتم عليه دفع غرامة، علاوة على مصادرة الادوات المستخدمة في التدخين، ويظل تدخين الارجيلة في المنازل او التجمعات الخاصة امرا مسموحا به، كما ان بيع او شراء ادوات التدخين ايضا يظل مباحا، ونظرا لان هذا القرار يعد تحولا كبيرا في الحياة العامة في ايران، فقد تكرر السماح بفترة انتقالية يسمح خلالها للرجال فقط بتدخين الارجيلة في حجرات خاصة. بحسب البي بي سي.

تايلاند تحظر الشيشة

كما أضافت تايلاند الشيشة العربية (النارجيلة) إلى قائمة المحظورات وذلك في أعقاب فرضها حظرا ليليا على ألعاب الانترنت التي تحظى بشعبية كبيرة هناك، ويقول المراسلون إن الشيشة إنتشرت بشكل كبير في النوادي الليلية في كل أنحاء العاصمة التايلاندية بعد أن كانت مقصورة من قبل على منطقة الحي العربي، وقال وزير الصحة التايلاندي سودورات كيورافان إن هذه عادة مضرة تحول الشباب إلى مدمنين لنوع جديد من التبغ، وأضاف أن الشيشة بها نسبة عالية من المواد السامة مثل القطران والنيكوتين، وكانت تايلاند قد تبنت في العام الماضي قانونا مشددا لحظر التدخين في المتاجر والمواصلات العامة. بحسب البي بي سي.

المرأة العربية

بينما عرف الشرق الأوسط الشيشة أو النرجيلة منذ بضع مئات من السنين لكنها توارت لفترة و اقتصر تدخينها في الأماكن العامة على الطبقات الشعبية، أما الآن فقد عادت لتفرض نفسها و بقوة في بلادنا العربية بين كل الفئات و الأعمار، البعض لا يستغنى عنها و البعض يضطر لتدخينها لمجاراة الرفاق والبعض الآخر لا يطيقها لكن الأكيد أن وجودها في المقاهي العربية أصبح القاعدة وليس الاستثناء، داخل أحد مقاهي الشيشة بلندن أشعر كأنني انتقلت إلى إحدى العواصم العربية... معظم رواد المقهى من العرب يتكئون على وسائد وثيرة و يتبادلون الحديث والضحكات بينما يستمعون للغناء العربي و يحتسون الشاي في أكواب زجاجية، اللافت للنظر أن غالبية هؤلاء كن من النساء. تتباين هيئاتهن كثيرا فمنهن من ترتدي الجينز ومنهن من ترتدي عباءات طويلة... بعضهن محجبات و البعض الآخر كاشفات شعورهن... لكن كلهن التففن حول الشيشة التي لا يتوقف دخانها عن التصاعد، أثار المشهد فضولي فسألت سامي صاحب المقهى عن مدى إقبال النساء على تدخين الشيشة. أجابنى بأن الحال تغير فبعدما كانت النساء تأتين مع أزواجهن أو عائلاتهن أصبحن يأتين بمفردهن أو في جماعات من النساء. وسامي سعيد بأن زبائنه من النساء يعرفن أنواع التبغ ويحكمن على جودة الشيشة و"تجدن راحتهن" في المقهى لديه حتى أنهن يستخدمن قاعة خاصة بمقهاه لتنظيم "حفلات شيشة للنساء فقط، ولا يختلف الحال في دولنا العربية، حيث أصبحت مقاهي الشيشة في كل شارع وصار تواجد النساء بها أمرا معتادا. فما السر في إقبال المرأة العربية على الشيشة.

أجرت الباحثة شاهيناز خليل دراسة ميدانية، أثناء إعداد دراسة الماجستير بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن انتشار تدخين النساء للشيشة في المقاهي ووصلت لنتيجة رئيسية مفادها أن المرأة المدخنة تشعر في كثير من الأحيان برفض المجتمع، لكنها "تريد أن تثبت للمجتمع أنه لا فرق بينها وبين الرجل وأنها قد تحررت وحطمت كل قيودها. وتضيف شاهيناز أن هذا لا يعني بالضرورة أن تلك طريقة إيجابية للتعبير عن الحرية لكنها موجودة على أية حال.  بحسب بي بي سي.

ويرى الدكتور هاني شعيب الطبيب النفسي المقيم بلندن أن تدخين النساء للشيشة يكون في أغلب الأحوال لإثبات أنهن قادرات على كسر التابوهات وقادرات على الدخول في المناطق المحظورة. ويضيف أنهن "يأخذنها على أنها نوع من التحدي، و تتفق معه فتاة عربية تقول إنها لا تدخن و لاتحب الشيشة لكنها تضطر للذهاب للمقهى مع صديقاتها اللاتي تدخن في الأماكن العامة فقط حتى يظهرن أنهن تمارسن نوعا من الحرية التي لم تكن متوفرة في الماضي وأنهن مستقلات و"In control" على حد تعبيرها، وعلى الرغم من السلاسة والعفوية في صوت أماني وهي توجه سؤالها، إلا أنه سؤال غير مقبول بالنسبة للبعض، وجهت نفس السؤال لأحد السواح العرب بلندن أثناء إحتسائه للشاي في أحد المقاهي بادجوار رود الذي يرتاده الكثير من العرب فأعترض على توجيه مثل هذا السؤال، و أضاف "لأ ما تشرب شيشة.. . إحنا نعرف إن الرجل رجل و المرأة مرأة، مو المرأة تقارن نفسها بالرجل وتشرب شيشة. هل الشيشة زادتها هذه، الكثيرات يرون أنها "زادتهن" أو أضافت لهن، فاطمة فتاة يمنية تقول إنها تحب الشيشة "لأني بحس نفسي في راحة لما بشيش .. بعمل مزاج". وإيفيلين من سوريا تقول إنها تحبها وأنها اعتادت عليها. و تضيف أن الشيشة تضفي نوعا من الجاذبية و القوة على الفتيات، مدخنة أخرى لا تتعدى العشرين من العمر استبدلت السجائر بالشيشة لأن طعم الشيشة أحلى كما أنها تجعلها صافية المزاج لكن أكثر ما يعجبها في الشيشة هو اختيار نكهات التبغ المختلفة، يعضد هذا رأي مصطفى الذي يقوم بإدارة أحد مقاهي الشيشة بلندن منذ أكثر من عشر سنوات. فمصطفى يرى أن شركات إنتاج التبغ تلجأ إلى إنتاج تبغ ذي نكهات أقل مرارة من السجائر لجذب النساء للتدخين، وعندما يجربنه، يعجبهن، ويتحول الأمر إلى عادة. عندما سألته عن أكثر النكهات رواجا بين النساء، قال إن التفاح والعنب تتصدران القائمة بلا منازع، سألت إحدى المدخنات إن كانت ترى أن تدخين الشيشة يضفي جاذبية على المرأة؟ فأجابتني بدون تردد أن الشيشة تضفي نوعا من الجاذبية والقوة على الفتيات وأن طريقة قبضة الفتاة على الشيشة قد تدل على شخصيتها، ربما تقبل بعض الفتيات على تدخين الشيشة رغبة في أن يصبحن أكثر جاذبية، فهل هذا ما يراه الشباب، عادل يحبذ الزواج بفتاة تدخن الشيشة فالتدخين يشعره أنها شخصية قوية تستطيع أن تجلس وسط الرجال بدون خوف، كما أن هذا يعني أنه سيستطيع تدخين الشيشة في البيت وسيخرجان سويا للتدخين فى مقاهي الشيشة، أما وليد فيرى أن الشيشة تفقد المرأة بعضا من أنوثتها لأنها تشعره كأنه يجلس مع أحد زملائه في العمل... "هو بيدخن وأنا بادخن". بينما يحيى الذي يدخن الشيشة أيضا فيرى أن التدخين عموما شيء سلبي لأنه يضر بالصحة. وأنه "ابتلاء" بالنسبة للنساء والرجال، الدكتور بابيكر مخير مؤسس المجلس الأهلي العربي ضد الإدمان يقوم حاليا بدراسة انتشار تدخين الشيشة في لندن ويرى أن تدخين الشيشة قديم حتى بين النساء لكنهن كن يدخن في داخل بيوتهن. أما الآن، كما يقول الدكتور بابيكر، فقد خرجت المرأة العربية من بيتها وأصبحت تطالب بحقوقها وتعمل مثل الرجل. لذلك فإن تدخينها في الأماكن العامة هو مجرد مظهر طبيعي من مظاهر مساواتها مع بالرجل.

الاردن

فلم تعد خدمة التوصيل المجاني أو'free delivery'، تقتصر على خدمات الطعام والشراب فحسب؛ بل امتدت لتشمل توصيل خدمات جديدة في قطاعات مختلفة لمواكبة متطلبات الرفاهية التي تفرضها طبيعة الحياة العصرية، مثل توصيل الأرجيلة إلى المنزل كخدمة جديدة من نوعها، يميل المتزوجون الاردنيون للتدخين بشكل اكبر من الفئات الاخرى، ففي الوقت الذي أظهرت أرقام رسمية صادرة عن دائرة الاحصاءات العامة الاردنية ان نسبة ما تنفقه الاسرة الاردنية على التدخين تفوق ما تنفقه على الخدمات والرعاية الصحية، ويعادل 2.8% فقط من مجموع الانفاق السنوى للاسرة، وقالت نشرة لدائرة الاحصاءات العامة إن متوسط ما تنفقه الاسرة الاردنية على التبغ والسجائر سنويا يبغ ما نسبته 3.5% من مجموع الانفاق للاسرة على كافة السلع والخدمات، ويميل المتزوجون الاردنيون للتدخين بشكل اكبر من الفئات الاخرى، حيث بينت النتائج ان حوالى 29% منهم من المدخنين بشكل منتظم مقابل حوالى 21% من العزاب ،وينتشر التدخين بين المطلقين والارامل والمنفصلين بدرجات مختلفة،حيث كان المطلقون هم الاكثر ميلا للتدخين وبلغت نسبة المدخنين منهم حوالى 18% مقابل حوالى 12% وحوالى 8% بين الارامل والمنفصلين على التوالي. بحسب البي بي سي.

وتنتشر في عمان المقاهي الشعبية التي تقدم الارجيلة (الشيشة ) لمختلف الفئات العمرية مخالفة بذلك قانون الصحة العامة الذي يحظر التدخين في الاماكن العامة حيث تتفاوت الاسعار مابين الدولار الى سبعة دولارات دون المشاريب الاخرى، وللنساء الراغبات في السهر بحرية بعيدا عن القيود الاجتماعية ونظرات الفضوليين، فتح مقهى 'صبايا'، وهو الاول من نوعه في عمان، ابوابه للجنس اللطيف حصرا، وعلى مدخله لافتة 'للسيدات فقط، ويقدم مقهى 'صبايا' في حي الصويفية المكتظ بالمقاهي والمحال التجارية، خدمة نسائية كاملة حيث تتولى سبع نادلات شابات تقديم النرجيلة والاطعمة والمشروبات الخفيفة لرائدات المقهى.

المصريون "يحرقون" 3 مليارات جنيه سنوياً في النرجيلة

على صعيد أخر كشف أحدث مسح ميداني أن حجم الإنفاق على التدخين بكافة أنواعه بلغ نحو 6 في المائة من دخل الأسرة المصرية، بمتوسط إنفاق شهري للمدخنين على السجائر فقط بنحو 110 جنيهات، كما أن التدخين يكلف الخزينة المصري أعباء تصل لحوالي 3 مليارات جنيه سنوياً، وكشفت نتائج المسح الميداني، الذي تم إجراؤه على عينة بلغت 24 ألف أسرة في جميع المحافظات، ونشره الموقع الإلكتروني لإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، أن 16 في المائة يدخنون السجائر فقط و3.5 في المائة يدخنون الشيشة، وأوضحت نتائج المسح أن 2.6 في المائة من السكان يستخدمون الدخان الممضوغ "أحد أنواع التبغ، وأكد المسح أن حوالي 56 في المائة من مدخني الشيشة يستخدمونها في المنزل و36 في المائة منهم يستخدمونها في المقاهي كما أظهر المسح أن 98 في المائة من الإناث يستخدمونها في المنازل، ووجد البحث الذي قامت به "جامعة فيرجينيا كومنويلث" أن مدخني النرجيلة (الشيشة) يستنشقون أكسيد الكربون والنيكوتين، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب وإدمان النيكوتين.

وبالعودة إلى المسح المصري، أشار الجندي إلى أن متوسط السن عند بداية التدخين حوالي 17 عاما لكل من الذكور والإناث،  كما بلغ متوسط الإنفاق الشهري للمدخنين على السجائر نحو 120 جنيها، وان أكثر من 41 في المائة من المدخنين حاولوا الإقلاع في وقت ما عن التدخين ولكن الذين نجحوا بلغوا 18 في المائة فقط .كما بلغ حجم الإنفاق على التدخين بكافة أنواعه نحو 6 في المائة من دخل الأسرة المصرية ،من ناحيته أكد نصر السيد مساعد وزير الصحة المصري عن قطاع الرعاية الصحية  أن التدخين يكلف الدولة أعباء تصل سنويا 3 مليارات جنيه، إضافة إلى الخسائر الفادحة الناتجة عن استخدام التبغ، وبدوره، لفت أحمد عبد اللطيف مدير المكتب الإقليمي  لمنظمة الصحة العالمية في مصر أن المسح الميداني الذي تم إجراؤه في مصر يأتي ضمن 14 دولة في العالم تم اختيارها لإجراء مثل هذا المسح بحيث يتم مقارنة النتائج بالدول الأخرى ووضع خريطة إحصائية لدى مخططي السياسة الاقتصادية لمعرفة النتائج السلبية للتدخين سواء على الجانب الاقتصادي أو الصحي.

يطلق زوجته لرفضها التوقف عن تدخين النارجيلة

على صعيد مختلف طلق زوج عربي مقيم في الإمارات زوجته لإصرارها على مواصلة تدخين "الشيشة"، بعد فشل محاولاته في نصحها بالتوقف عن هذه العادة الضارة، وذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية الاثنين أن الزوج تقدم بطلب إلى دائرة المحاكم في رأس الخيمة لتطليق زوجته للضرر الواقع عليه وعلى أبنائه بسبب إدمان الأم لتدخين "الشيشة" وإصرارها عليها، وهو ما أدى إلى وقوع الخلافات بين الزوجين وصلت إلى أروقة المحاكم، وقال جاسم محمد المكي، رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في دائرة محاكم رأس الخيمة، إن القسم حاول تقريب وجهات النظر ونصح الزوجة، مشيرا إلى أن الزوج أصر على إجراءات الطلاق، لاسيما أنه كان امتنع عن التدخين منذ خمس سنوات نزولا عند رغبة الزوجة، ويذكر أن بحثاً أمريكياً وجد أن مضار النرجيلة لا تقل عن تدخين السجائر من حيث التأثير على صحة المدخن. بحسب السي ان ان.

ووجد البحث الذي قامت به "جامعة فيرجينيا كومنويلث"، أن مدخني النرجيلة (الشيشة) يستنشقون أكسيد الكربون والنيكوتين، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب وإدمان النيكوتين.

خطورة النرجيلة وأمراض اللثة

الى ذلك قالت دراسة جديدة انه على الرغم من ان كثيرين ينظرون الى النرجيلة (الشيشة)على انها وسيلة تدخين "اكثر امانا" فإنها قد تكون مضرة للأسنان واللثة مثل السجائ،  وتستخدم النرجيلة لتدخين التبغ في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومناطق في آسيا.

 ونظرا لان الدخان يمر عبر الماء قبل ان يستنشقه المدخن فيعتقد البعض ان النرجيلة تنقي المواد الضارة في دخان التبغ. ولكن معدي الدراسة الجديدة يشيرون في تقريرهم الى ان دخان النرجيلة يحتوى على نفس المواد السامة التي يحتويها دخان السجائر، واشارت دراسات سابقة الى ان تدخين النرجيلة يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم ويعيق وظائف الرئة، ولمعرفة ما اذا كانت النرجيلة ضارة بالأسنان مثل ضرر السجائر قامت سوزان ناتو وزملاؤها في معهد كارولينسكا في ستوكهولم بدراسة 262 من الراشدين في السعودية حيث ينتشر تدخين الشيشة. وبوجه عام كان 31 في المئة لا يدخنون إلا الشيشة في حين كان 19 في المئة لا يدخنون إلا السجائر فقط، وكان 20 في المئة آخرون يستخدمون كلتا الوسيلتين وكان الباقون وهم 30 في المئة غير مدخنين. ووجد الباحثون ان نحو 20 في المئة من كل المشاركين في الدراسة ظهرت عليهم علامات الاصابة بأمراض اللثة التي تتميز بالتهاب واحمرار اللثة في المراحل المبكرة ثم تدمير العظام والانسجة اللينة التي تدعم الاسنان وربما سقوط الاسنان في مراحل لاحقة،  ولكن على الرغم من ان ثمانية في المئة فقط من غير المدخنين كانوا مصابين بمرض في اللثة تأثر 30 في المئة من مدخني النرجيلة و24 في المئة من مدخني السجائر بأمراض اللثة.

ساعة مع النرجيلة أسوأ من تدخين 100 سيجارة

من جهتها منظمة الصحة العالمية أن جلسة مع الشيشة لفترة ساعة واحدة تعادل في ضررها تدخين 100 سيجارة بأكملها، وشرحت المنظمة هذا الأمر بأن مدخّن السيجاير الذي يأخذ بين 8 و12 نفَسا من السيجارة، يستنشق بين 0.5 و0.6 ليتر من الدخان. لكن مدخن الشيشة لمدة ساعة يأخذ نحو 200 نفس فيستنشق بذلك قدرا من الدخان يتراوح بين 0.15 ليتر - لدي الذين يقولون إنهم لا «يبتلعونه» - إلى ليتر كامل عن كل نفَس، ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن البروفيسير روبرت ويست مدير وحدة أبحاث التدخين بجامعة يونيفيرستي كوليدج لندن قوله: «الأخطار المرتبطة بتدخين الشيشة مقلقة حقا لأن معظم الناس يعتقدون أنه أقل ضررا من السيجاير أو بدون هذا الخطر. لكن الدخان هو الدخان، وتزيد مخاطره الصحية بزيادة التعرض له، ويضيف البروفيسير قوله إن ثمة اعتقادا سائدا بأن دخان الشيشة نظيف لأنه يصفّى بالماء وكونها تحيله طيب والمذاق بالإضافة الى النكهة الطيبة (تفاح وفراولة الى آخره) التي يضفيها عليه دبس السكر. هذا خطأ لأن الدخان سواء جاء من سيجارة أو من شيشة يحوي نفس السميّات التي يُعرف أنها مسببة للسرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي ومختلف المشاكل الصحية المرتبطة بفترة الحمل.

ويشرح هذا أيضا بقوله إن دخان التبغ - بغض النظر عن مصدره - يحوي عددا لا يمكن إغفاله من المواد المُسرْطِنة carcinogens التي تدمر الحمض النووي DNA في الخلايا. ويكفي وجود خلية واحدة تالفة لأنها تنقسم على نفسها وتتكاثر بسرعة عظيمة لتشكل ورما خبيثا... هذا هو ما يسبب السرطان، ويرد البروفيسير على المدافعين بأن ماء الشيشة ينقّي الدخان من الكيماويات والشوائب الضارة بقوله إن الأبحاث العلمية «لم تثبت هذا الزعم. وإذا كان الناس يعتقدون أن دخان النرجيلة أقل خطرا من دخان السيجارة، فعليهم إعادة النظر في هذا الاعتقاد لأنه غير صحيح. وهذا بالإضافة الى أن أثر الماء ربما جاء على عكس المرجو. فهو يجعل الدخان ناعم المذاق، وهذا يعطي المدخّن إحساسا بالأمان الزائف فيستنشقه الى أعماق في رئتيه لا يصلها دخان السيجارة «الحامي» بالقياس، ويضيف قوله إن لتدخين النرجيلة مخاطر جمة أخرى منها أن الناس يتداولون فم النرجيلة نفسه. وهذا ينطوي على مغامرة صحية خطيرة لأنه وسيلة فضلى لانتقال أمراض مثل السل والتهاب الكبد وغيرهما من العلل الخطيرة المعدية التي يمكن ان تقود الى الوفاة. ويتخذ التحذير أهمية خاصة في بريطانيا مع دخول فصل الربيع ووقوف الصيف على الأبواب، ذلك أن المقاهي والمطاعم التي تنوي الالتقاف على قانون حظر التدخين في الأماكن العامة تتيح لعشاق الشيشة مقاعد ومناضد على الأرصفة الأمامية في طلق الهواء حتى يستمتع بها هؤلاء مع مأكولاتهم ومشروباتهم... بدون إدراك لحقيقة أن جلسة ساعة واحدة معها تعادل تدخين 100 سيجارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/نيسان/2012 - 16/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م