شبكة النبأ: انتهى الجدل مؤخرا حول
مصير جثة محمد مراح الشاب الفرنسي المسلم والمتهم بتنفيذ هجمات ارهابية
تسببت في قتل سبعة اشخاص فقد دفنت جثة منفذ هجمات تولوز ومونتوبان في
القسم المسلم في مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز (جنوب غرب فرنسا) بعد
جدل اثير حول مكان دفنه. و طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "عدم
اثارة جدل" في مسألة دفن مراح قائلا ان الاخير "كان فرنسيا ويجب ان
يدفن، علينا الا نثير جدلا في هذا الشأن". وقد جاءت تصريحات الرئيس
الفرنسي اثر اعلان بلدية تولوز جنوب غرب فرنسا ان دفنه في المدينة "غير
مناسب". وقالت البلدية انه "بعد رفض الجزائر في اللحظة الاخيرة تسلم
جثة محمد مراح، رأى (رئيس البلدية) بيار كوهين ان دفنه في المدينة غير
مناسب". وكان مسؤول ديني اعلن ان الاسلامي المتطرف محمد مراح الذي اكد
انتماءه الى تنظيم القاعدة سيدفن في فرنسا وذلك بعد رفض السلطات
الجزائرية في اخر لحظة نقل جثمانه المحرج الى الجزائر "لاسباب امنية".
وقال عبد الله زكري ممثل عميد جامع باريس الكبير "كلفتني العائلة تنظيم
الجنازة خلال 24 ساعة في فرنسا بموافقة السلطات لان الجزائر رفضت
استقبال جثمان محمد مراح لاسباب امنية".
واضاف امام قنصلية الجزائر في تولوز حيث جرت المفاوضات حتى اخر لحظة
لنقل الجثمان "سيدفن في جناح المسلمين بمقبرة كورنباريو بتولوز".
واعلنت اجهزة بلدية تولوز في وقت سابق "انه كان مقيما في تولوز وتوفي
فيها وبالتالي فان من واجب المدينة ان تدفنه طبقا للقانون". واضافت "انه
ليس قرار البلدية بل واجب قانوني يستند الى قانون الدفن". وكورنباريو
هي اكبر مقبرة في منطقة تولوز وتمتد على 33 هكتارا وتشمل قسما كبيرا
للمسلمين. واكد زكري ان قبر مراح سيكون مجهولا بلا اسم تفاديا لتدنيسه.
وقد اعلنت عائلة محمد مراح من الجزائر قبل ذلك ان جثمانه سينقل على
متن طائرة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية من تولوز الى الجزائر
العاصمة. لكن بعد ان كان يبدو ان العائلة اتخذت كل التدابير، رفضت
الجزائر استقبال الجثمان. وكان الاب المقيم في الجزائر يريد دفن ابنه
في ارض اجداده بقرية بزاز ببلدية السواقي (80 كلم جنوب العاصمة) التي
يتحدر منها، بينما كانت الام المقيمة في فرنسا تخشى ان يدنس قبر ابنها
في فرنسا.
وقال والد محمد مراح "الله غالب (هذا قدر الله) لم يكتب له (محمد
مراح) ان يدفن في الجزائر". واضاف "لن اتمكن من حضور الجنازة. لا يوجد
وقت كاف وليس لدي طائرة خاصة للانتقال الى تولوز". وامتنع والد مراح عن
التعليق على رفض السلطات الجزائرية نقل ابنه ليدفن في الجزائر. وقال
"ليس لدي تعليق على قرار السلطات الجزائرية فانا لا اعرف القوانين".
وعبر آخرون عن تخوفهم من ان يتحول قبره الى مزار. واعتبر العديد من
المسلمين ان دفنه في الجزائر افضل رغم ان محمد مراح لم يعش هناك البتة
باستثناء بعض الزيارات النادرة.
وقال زكري ان "هذا الرجل ارتكب اعمالا ارهابية وقد يعتبر بعض
الارهابيين المجانين قبره مزارا بينما قد يدنسه اخرون". واضاف ان
"الجزائر لا تتملص من واجبها لكنه مواطن فرنسي ولد في فرنسا ونشا
فيها". واضاف ان "العائلة تريد تنظيم جنازة باكبر قدر ممكن من البساطة
والتكتم".
وقال المحققون ان التحقيق حول جرائم هذا الشاب الذي تحول الى احد
عناصر القاعدة، والمتواطئين المحتملين معه، ماض قدما. ورصد المحققون في
قرية تبعد بضعة عشرات من الكيلومترات عن تولوز سيارة عثر فيها على خوذة
اصحاب الدراجات النارية وقطع دراجة تشبه التي استعملها محمد مراح
لاغتيال ثلاثة اطفال وحاخام يهودي وثلاثة مظليين بدم بارد، على ما افاد
مصدر قريب من التحقيق.
ويبدو ان رجلا يقيم في المبنى نفسه الذي كان يسكن فيه محمد مراح هو
صاحب السيارة التي عثر عليها وهي من نوع رينو كليو مسجلة في "هوت-غارون"
(مقاطعة تولوز). وخلال حديثه مع الشرطيين عندما كان معتصما في منزله،
دلهم محمد مراح الى المكان الذي كانت فيه الدراجة التي سرقت بداية اذار/مارس.
وقد يؤدي اكتشاف السيارة الى توضيح سبب ظهور دراجة نارية بالوان مختلفة
في مواقع الجرائم الثلاث واذا عدل هيكلها. من جهة اخرى عثر على مفتاح
الكتروني (يو اس بي) ثان يحتوي على شريط فيديو جرائم تولوز ومونتوبان
في جيب سروال محمد مراح بعد مقتله، كما علم من محضر محكمة باريس.
عملية تصفية
في السياق ذاته اعلنت محامية عائلة محمد مراح منفذ هجمات تولوز
ومونتوبان (جنوب غرب فرنسا) ان بحوزتها شريطين مصورين يثبتان تعرض مراح
"لعملية تصفية" من قبل القوات الخاصة "حتى لا تظهر الحقيقة". واكدت
المحامية زهية مختاري في مؤتمر صحافي عقدته في براقي بالضاحية الجنوبية
للجزائر العاصمة "قدمت لنا جهات من قلب الحدث شريطين مصورين متشابهين
مدة كل واحد نحو 20 دقيقة يظهر فيهما محمد مراح وهو يقول لماذا
تقتلونني ... انا بريء". واضافت "تم تصوير الشريطين اثناء الحوار (بين
مراح والقوات الخاصة) ويبينان ان الشاب مراح تعرض لعملية تصفية حتى لا
تظهر الحقيقة".
ورفضت المحامية ان تكشف مصدر الشريطين لكنها اشارت الى ان مراح يمكن
ان يكون هو من صور نفسه عندما قالت "مراح كان يعرف ان مصيره سيكون
التصفية لذلك اراد ان يبين الحقيقة، بعدما تم رفض طلبه بالحديث الى
الصحافة". واوضحت المحامية انها ستتنقل الى فرنسا لترفع الدعوى بشكل
رسمي "وتضع بين يدي القضاء الفرنسي الادلة التي تحوز عليها".
واشارت الى انها ستعلن "المضمون الكامل للفيديو" بعد رفع الدعوى
القضائية. وقالت المحامية انها "ستطالب بالتحقيق مع ثلاثة اشخاص احدهم
مسؤول في المخابرات الفرنسية والآخران عميلان في نفس الجهاز، كانوا
يتعاملون مع محمد مراح وهم السبب المباشر في توريطه في هذه العمليات".
وتابعت "هذا لا يعني ان مراح هو من قام بهذه العمليات، ولكنه استخدم
وفي النهاية تعرض للتصفية حتى لا تظهر الحقيقة". وذكرت المحامية ان
الدعوى القضائية موجهة ضد القوات الخاصة الفرنسية، وان موكلها والد
محمد مراح عندما تحدث عن "مقاضاة فرنسا"، انما فعل ذلك "عن جهل
بالقانون باعتباره امي". وشككت مختاري في اعترافات محمد مراح اثناء
حصاره في بيته بارتكابه جرائم قتل ثلاثة اطفال ومدرس يهودي وثلاثة
عسكريين بين 11 و19 آذار/مارس في تولوز ومونتوبان. وتساءلت "هل سمعنا
محمد مراح يعترف بشكل رسمي؟ الجواب هو لا". واشارت المحامية الى وجود
اشخاص مستعدين لتقديم شهاداتهم امام القضاء "في الوقت المناسب" ومحامين
من فرنسا اقترحوا تقديم المساعدة. بحسب فرنس برس.
في السياق ذاته افاد مصدر قريب من التحقيق عن تمديد الحبس الاحترازي
ل17 شخصا اوقفوا خلال عملية مداهمة استهدفت الاوساط الاسلامية في
فرنسا، بينما اكد رئيس جهاز مكافحة التجسس انهم كانوا يعدون عملية خطف.
وكان قسم من المعارضة انتقد حملة الاعتقالات معتبرا انها "عملية
انتخابية" نفذها الرئيس نيكولا ساركوزي قبل الجولة الاولى من
الانتخابات الرئاسية. ومن بين الموقوفين زعيم مجموعة فرسان العزة
المتطرفة المنحلة محمد الشملان، وضبطت عدة اسلحة خلال اعتقاله في منطقة
نانت (غرب).
وقد حلت وزارة الداخلية تلك المجموعة في كانون الثاني/يناير بتهمة
محاولة تدريب عناصرها على الكفاح المسلح لكن محمد الشملان نفى لجوء
الجمعية الى العنف قطعا. ورجح مدير المديرية المركزية للاستخبارات
الداخلية برنار سكارتشيني ان يكون الاسلاميون المفترضون الاعضاء في
فرسان العزة "يعدون لعملية خطف".
وقال في حديث لصحيفة "لابروفانس" "اننا نتابعهم منذ تشرين
الاول/اكتوبر ان المجموعة حلت في 29 شباط/فبراير وجمدت اموال 26 من
عناصرها لكنهم يواصلون التدريب الجسدي في الحدائق والغابات ويبحثون عن
اسلحة". واضاف "انهم فرنسيون يتدربون على اراضي فرنسا، وكانوا ينظمون
دورات تدريب جماعية ويستعملون لهجة عنيفة جدا ويمارسون الدعوة الدينية"
مؤكدا ان "بعضهم يمارس الركض واخرون رياضة اخرى". وبعد مقتل مراح في 22
اذار/مارس طلب ساركوزي من الشرطة "تقييم" خطورة الاشخاص المعروفين
لديها بالتعاطف مع التيار الاسلامي المتطرف.
في السياق ذاته اكد ادلين هيشور الفيزيائي الفرنسي الجزائري الاصل
امام محكمة في باريس انه لم يخطط لتنفيذ اعتداءات ضد فرنسا رغم وجود
رسائل الكترونية واضحة في هذا الخصوص، منتقدا "عدم نزاهة" التحقيق الذي
ادى الى اعتقاله في 2009. وقال هيشور (35 عاما) "لا انفي انني مررت
بمرحلة مضطربة لكنها اصبحت من الماضي ولا يمكنني ان اقول اكثر من ذلك".
واضاف ان "حالته الصحية والنفسية في حينها دفعته الى توجيه هذه الرسائل
الالكترونية". وتابع "افهم ان تكون بعض الفقرات ازعجت او اثارت القلق.
لكنني لم اكن اخطط لابعد من ذلك". وبدا هيشور المسجون منذ توقيفه في
الثامن من تشرين الاول/اكتوبر 2009، متعبا ومتأثرا بسبب حبسه. وانتقد
بشدة امام المحكمة التحقيق الذي اجرته الشرطة قائلا "كان هناك غموض في
التحقيق والمعلومات التي وردت فيه لم تكن دقيقة". ولدى تفتيش منزله في
تشرين الاول/اكتوبر 2009 عثر المحققون على "كم هائل من الوثائق المؤيدة
للجهاد"، حسب ما ذكر المدعي غيوم بورتانسينيه. وكان هيشور اعتقل في
الثامن من تشرين الاول/اكتوبر 2009 في منزل والديه في فيينا (وسط شرق
فرنسا) ووجهت اليه تهمة "الانتماء الى عصابة اجرامية على علاقة بمجموعة
ارهابية". واستند الاتهام الى تبادل الباحث 35 رسالة الكترونية مع شخص
يدعى مصطفى دبشي المسؤول المفترض لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.
وفي اذار/مارس 2009 كتب للدبشي انه مستعد ليقترح عليه اهدافا "في
اوروبا وخصوصا في فرنسا" لضربها. وبعد 10 ايام ذهب الى ابعد من ذلك
واقترح ضرب "هدف عسكري" هو قاعدة كران-جيفرييه الجوية التي تقوم بتدريب
جنود ينتشرون في افغانستان.
الى جانب ذلك طالبت مرشحة اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة
الفرنسية مارين لوبن بحل اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا القريبة من
جماعة الاخوان المسلمين. وقالت لوبن ان "مسؤولي بلدنا يعتبرون فعلا ان
اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا قريب من الاسلاميين ان لم يكن من
الارهابيين". ويعد هذا الاتحاد من اكبر التنظيمات الاسلامية في فرنسا
التي تضم اكبر جالية اسلامية في اوروبا مع اكثر من اربعة ملايين مسلم.
من جهته، رد رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا احمد جاب الله
واعلن لدى "اف ب تي في" عن القيام باجراء قضائي لم يحدد طبيعته. وقال "هذه
الاتهامات لا قيمة لها لنا وسنلاحق مارين لوبن امام القضاء عليها لانها
تثير الشكوك والكراهية". واضاف جاب الله "حتى خلال الحملة الانتخابية
يجب ان تكون هناك حدود وان نظل متعقلين". وانتقد اتهامات الجبهة
الوطنية بانها "تستغل" قضية مراح وانها "لا اساس لها" لان اتحاد
المنظمات الاسلامية في فرنسا "عمل دائما بشفافية" منذ تاسيسه قبل 29
عاما وانه "على العكس ساعد مسلمين على ان يكونوا حاضرين ومندمجين في
مجتمعهم".
طرد ثلاثة ائمة
على صعيد متصل اعلن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان ان بلاده امرت
بطرد ثلاثة ائمة متشددين وناشطين اسلاميين اجنبيين من اراضيها، مؤكدا
بالتالي نيته في عدم التساهل مع الاسلاميين بعد هجمات تولوز التي نفذها
محمد مراح. واوضح بيان للداخلية ان اسلاميا جزائري الجنسية واماما مالي
الجنسية تم ترحيلهما بالفعل الى بلديهما، فيما صدر قرار بترحيل امام
سعودي. وتابع البيان ان اسلاميا تونسيا واماما تركيا "سيتم طردهما
قريبا". واضاف البيان ان الناشط الاسلامي الجزائري علي بلحداد الذي سبق
وحكم عليه بالسجن في فرنسا 18 شهرا بسبب تورطه في اعتداءات مراكش عام
1994، "استأنف خلال الاسابيع القليلة الماضية اتصالاته بالتيار
الاسلامي المتشدد" لذلك تم ترحيله الى بلاده.
اما الامام المالي عماني براجي الذي رحل الى بلاده، فقالت وزارة
الداخلية انه "يدعو الى معاداة السامية في خطبه والى ارتداء النقاب
ورفض الحضارة الغربية، كما يدعو الى ارسال المراهقين المشاكسين الى
مدارس قرآنية في الخارج". واوضح المصدر نفسه ان الامام السعودي سعد
ناصر الشاطري يدعو في خطبه الى "عزل النساء وعدم اندماج المسلمين في
الغرب، والعمل للحصول على الجنسية الفرنسية لتسهيل الدعوة الاسلامية".
واضافت الداخلية الفرنسية ان هذا الامام السعودي ليس على الاراضي
الفرنسية في الوقت الحاضر، الا انه سيطرد في حال حاول دخولها من جديد.
اما الاسلامي التونسي مالك درين والامام التركي يوسف يوكسل فسيطردان
قريبا. وتبرر السلطات الفرنسية هذه الاجراءات بالخوف من المساس ب"امن
الدولة" من قبل هؤلاء الاشخاص. واضاف بيان وزارة الداخلية ان قرارات
اخرى بالطرد ستتم في وقت لاحق.
مواقع "جهادية" ترثي مراح
من جهة اخرى أظهرت رسالة نشرت على مواقع متشددة، وجود علاقة بين
شخصيات في تنظيم القاعدة، ومحمد مراح والذي كان مشتبها به في عدة حوادث
اعتداءات في تولوز بفرنسا. والرسالة التي حملت تاريخ 31 مارس/آذار
الماضي، كتبها شخص يدعى أبو القعقاع الأندلسي والذي ينتمي إلى جماعة "جند
الخلافة،" ويعتقد على نطاق واسع أنه قيادي في الجماعة المتصلة بتنظيم
القاعدة. وحملت الرسالة عنوان "يوسف الفرنسي كما عرفته" في إشارة إلى
الاسم الحركي لمحمد مراح، الذي قال الكاتب إنه حملة تشويه إعلامية
صورته على أنه "شاب متهور ومضطرب يعاني من أزمات نفسية دفعته إلى حمل
السلاح والى القيام بما قام به." وأردف أبو القعقاع الأندلسي قائلا إن
"حجم الأكاذيب التي قيلت في حق المجاهد الشهيد يوسف رحمه الله تكشف مدى
الحقد الذي ملأ قلوب الكافرين عليه، وليس ذلك بالأمر الغريب، فيوسف
أصابهم في مقتل ومرغ كبريائهم الكاذب في التراب." بحسب CNN.
ووصفت مراح بأنه "شاب هادئ لا ينازع أحدا.. ويكره الجدال وان كان
محقا.. ولا يأكل الطعام إلا قليلا.. ويزهد في أطيبه.. ولا تستميله
الشهوات والرغبات." وأشار الأندلسي إلى أنه التقى مراح، وكان أحد
المشرفين عليه، وقال "حينما جاء لزيارتنا.. لاحظت بأنه لا يتقن لسان
العرب وكان يحاول متعثرا أن يوصل بعضا مما يجول في خاطره إلى بقية
الأخوة.. حينما سألته عن لغته الأم وأجاب بأنها الفرنسية فبادرته
بالكلام بلغته التي أتقنها." ومضى قائلا "تهللت أساريره واستبشر وانطلق
في الحديث طالبا مني أن أساعده في ترجمة معنى كلامه للآخرين...ومن
لهجته الجنوبية تكهنت بأنه من مرسيليا إلا انه اخبرني بأنه من تولوز..
منذ ذلك الحين توطدت العلاقة بيننا وأصبح الأخ يتردد علي للزيارة في كل
يوم مما مكنني من التعرف عليه بشكل جيد."
وأضاف أن "رحلة" مراح "الجهادية" طويلة، قائلا "من مصر إلى الشام
ومنها إلى فلسطين الأسيرة حيث زار بيت المقدس وصلى فيه، وبعدها إلى
كردستان العراق ثم إلى طاجكستان أين أمكنه الحصول على تأشيرة إلى
أفغانستان ليدخلها ويبقى فيها باحثا عمن يعينه كي يلتحق بالطالبان..
ولكنه لم يفلح حيث اشتبه في أمره واقتاده المرتدون الأفغان إلى إحدى
المعسكرات الأمريكية."
وتابع "عاد من أفغانستان إلى فرنسا حيث رتب تأشيرة إلى باكستان بحجة
التجارة وجاء إليها، ووفقه الله في هذه المرة ففي إسلام أباد تعرف على
أناس أوصلوه إلى الطالبان الذين بدورهم سهلوا له الوصول إلى منطقة
القبائل، حيث انتهى به المطاف إلى الانضمام إلى كتيبتنا." وكشف الكاتب
أن مراح "لم يكن يرغب في التدرب على المتفجرات رغم أن ذلك كان مهيأ له
وفي دائرة ضيقة جدا لا تزيد عن 3 أشخاص، كان يفضل المواجهة بالسلاح كما
اخبرني بذلك."
وحمل الأندلسي على فرنسا قائلا "خابت فرنسا وخابت سياستها العنصرية
المعادية للإسلام، مهددا بأنها "لن تهنأ بإذن الله.. ما دام على الأرض
مسلمون من أمثال محمد مراح." |