جماعة الإخوان والمربع رقم صفر

محمد خطاب

(جماعة الإخوان المسلمين) التنظيم الأكثر قوة وصلابة على مدى سنوات من تاريخ مصر، تتعرض لهزة عنيفة بعد تخلي الجميع عنها بعد تخليها –هي- عن تعهدتها السابقة أمام الشعب؛ أنها لن تسعي للاستحواذ على السلطة من مبدأ المشاركة لا المغالبة ثم أقصت كل القوي السياسية، وهمشت دورهم وقررت أن تحول الدولة لعزبة للمرشد ومن والاه، وانطلقوا في حصد كل ما تطوله أيديهم من مقاعد في كل مكان واستبدلنا مقاعد الحزب الوطني بمقاعد الإخوان، هل اكتفوا بما حققوه؟

 لا بل بالغوا وسيطروا على اللجنة التأسيسية ونفر منهم الجميع قوي سياسية وشعبية وانسحب الكل وظلوا  هم على غيهم بل ووصفوا كل من اعترضوا بأنهم أقلية! وأن الشعب كله معهم.

يا سبحان الله! نفس مصطلحات الحزب الوطني بالضبط ونفس الوصف لكل من عارضهم وعلى رأسهم الإخوان، كيف لم ينتبهوا إلي أنهم منذ قدموا إلي البرلمان لم يقدموا سوي عروض هزيلة وغير مقنعة، كيف لم يدركوا أنهم انعزلوا داخل حصانتهم البرلمانية عن نبض الشارع وعن أي فاعلية سياسية وأنهم مجرد كومبارس يتم التلاعب بهم من قبل المجلس العسكري.

 ولكن إصرار الإخوان على الإطاحة بمجلس الوزراء الذي جاء على جثث الشهداء في شارع محمد محمود وأمام مجلس الشعب وبذلك أخذوا حصانة الدم من أي مسائلة قانونية وبرلمانية هذا الإصرار كان مجرد مشاكسة ولي ذراع للمجلس العسكري حتى يضمنوا غض البصر عن فضيحة اللجنة التأسيسية للدستور والتي اصطبغت بلون واحد وتجاهلت كافة القوي السياسية، ومن يقرأ حديث الجنزوري الأخير.

الذي قال فيه رئيس الوزراء: إنه لن يقدم استقالته، ولا يوجد أي سند قانوني أو دستوري للمضي قدما في إجراءات سحب الثقة من الحكومة من قبل مجلس الشعب، مؤكدا أنه لن يترك مسئوليته ويهرب بعيدا، ولن يترك مصر في هذه الظروف الصعبة. وهو تصريح أعقب تجاهله لاستجواب البرلمان مؤكد أن هذا لم يحدث صدفة وان الجنزوري أخذ ضوء اخضر من المجلس العسكري ليفعل ذلك باعتباره السلطة الأعلى من البرلمان. ماذا تبقى للإخوان سوي التصعيد والمبالغة في رد الفعل ضد المجلس العسكري مما يتطلب فعل من جانبه يرد به على تجرأ الإخوان على السلطة الداعمة له.

انه صراع غريمين على أشلاء أمة بارقة النور الوحيدة فيه هو بدأ التفاف الجميع حول فكرة الثورة الثانية لتصحيح فساد الثورة الأولي.. لأنه ثبت أن عامل الوقت ليس في صالح البلاد وإن الاستقرار في ظل أحزاب أيدلوجية نظرتها للأمور ضيقة سيؤدي لمزيد من الخراب، ويكفي توتر العلاقة بين الإخوان والإمارات ودول الخليج بل واتهام الإخوان بمحاولة السيطرة على دول الخليج وخلع لأمرائها وملوكها وهوما يزيد من فرص عزلة مصر إذا ما حكم الإخوان مصر.

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/نيسان/2012 - 13/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م