الطفل العربي... بيئة تجهض الآمال

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تستمر معاناة الأطفال في العالم العربي على نحو مؤلم، إذ يعيش هؤلاء الأطفال اليوم أوضاعا مكللة باليأس والحرمان في اغلب الدول العربية وخاصةً العراق واليمن ومصر والسودان والصومال. ويعاني مئات الآلاف من فقر مدقع محرومين من حقوقهم الأساسية مثل الحصول على مياه نقية ورعاية صحية وخدمات الكهرباء والتعليم، كما أن انتشار الظواهر المجتمعية السلبية كالعمالة والتسول والتجنيد، تفاقم من الوضع المأساوي للطفل العربي.

ففي الوقت الذي لا يتجاوز تعداد سكان بعض دول العالم خمسة مليون نسمة، نلاحظ وجود خمسة ملايين طفل في مصر من دون هوية اجتماعية او دينية او ثقافية، حيث تهدر حقوقهم وإنسانيتهم في الشوارع، وهم ما يعرفون باسم أطفال الشوارع، وتعد هذه الظاهرة من اخطر الكوارث الإنسانية. اما أطفال فلسطين فيعانون من صدمة بسبب السجون الإسرائيلية، أذ أنهم يتعرضون للعنف البدني او اللفظي على يد جنود إسرائيليين، مما ترك جروحا نفسية لدى الغالبية العظمى منهم، وبحسب الإحصاءات والدراسات للمنظمات الحقوقية، يعد العراق اخطر مكان بالنسبة للأطفال، اما بالنسبة للبلدان العربية من قارة أفريقا، فتجتاحهم ظاهرة تنجيد الأطفال، ناهيك عن المجاعة والعمالة كما هو الحال في جنوب السودان والصومال، في حين يعمق الصراع السياسي في اليمن من معاناة الأطفال في هذا البلد، كما أصبحت البدانة ناقوس خطر يدق لتهديد مستقبل الأطفال في الإمارات... ويبقى السؤال قائما من المسؤول عن هذه المعاناة؟ هل هي الدولة أم المجتمع أم الوالدين؟

وبحسب رأي الخبراء فإن التضحية بالمال الذي يأتي به عمل الأطفال حاليا، مهما كان ذلك صعبا، وتشجيع الأطفال على التعلم وبناء شخصية متوازنة، هو أفضل الطرق لتنشئة جيل سليم قادر على تأدية واجباته بشكل جيد في المستقبل، لذا من الضروري أن يُترك الأطفال كي يعيشوا طفولتهم بعيدا عن القلق والمخاطر وباقي أعباء العمل التي لم يستعدوا بعد لتحملها، والتي يمكن أن تترك تأثيرات جسدية ونفسية تؤثر سلبا على مستقبلهم.

أطفال الشوارع

فقد طرحت ظاهرة أطفال الشوارع إعلاميا بعد مشاركة عدد من الفتيان في مظاهرات بميدان التحرير بوسط القاهرة في ديسمبر كانون الاول تقول باحثة مصرية ان هؤلاء ليسوا "فئة مجرمة" وتفسر عنفهم ضد الذات والمجتمع باعتباره رد فعل على عنف المجتمع ضدهم، وتقول رضوى فرغلي ان لاطفال الشوارع مجتمعا "صنعوه على أنقاض انسانيتهم.. مجتمعا متماسكا وان كان مشوها من الصعب اختراقه أو التمرد عليه. واخترعوا لانفسهم عالما معتما يتلقف العضو الجديد بطقس التعميد أي الاعتداء الجنسي.. ليصبح الجنس أولى خطوات الاندماج" في مجتمع أطفال الشوارع، وتسجل في كتابها "أطفال الشوارع.. الجنس والعدوانية.. دراسة نفسية" أن السلوك العدواني لاطفال الشوارع "حيلة لحماية الذات من الانهيار" وأنه رد فعل لما تعرضوا له من امتهان مقبول ظاهريا مرفوض لا شعوريا، وترى أن تعاطي المخدرات من أشكال العدوان على الذات لدى أطفال الشوارع. ولكنها تفسر هذا النوع من العدوان بأنه يجعلهم أكثر احتمالا للجوع والام المرض، وتقول ان لمجتمع أطفال الشوارع قانونا خاصا يشمل التقسيم الطبقي والزواج والطلاق وان من يخالف هذه التقاليد يتعرض للعقاب داخل المجتمع المهمش حيث يوجد لكل مجموعة "كبير أو زعيم" مسؤول عنهم بشكل ما، وتأمل المؤلفة أن تتغير أوضاع أطفال الشوارع "بعد ثورة 25 يناير ضمن تغيير شامل نتمناه للمجتمع" المصري الذي تمكن بعد 18 يوما من الاحتجاجاجات الشعبية من اسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير شباط 2011، وكان الكتاب في الاصل دراسة نالت بها الباحثة درجة الدكتوراه من كلية الاداب بجامعة القاهرة 2010 ويقع في 149 صفحة كبيرة القطع وصدر في القاهرة الشهر الجاري عن مكتبة الدار العربية للكتاب، وشكل أطفال الشوارع -الذين لا توجد احصائية لعددهم في مصر- قلقا اجتماعيا بعد أن وجدوا في ميدان التحرير مأوى في الاشهر الاخيرة وظهرت تجمعاتهم فيما عرف بأحداث مجلس الوزراء في ديسمبر الماضي والتي راح ضحيتها نحو 17 ناشطا واصابة المئات بأيدي قوات من الجيش، وعني الكتاب بأطفال تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وخمس عشرة سنة ممن يمتهنون مهنا دنيا في الشارع مثل جمع القمامة أو التسول أو بيع المناديل الورقية ويقيمون بالقرب من محطات القطار أو المترو والحدائق والميادين اقامة دائمة "بين سنة وسبع سنوات" وهم ينتمون الى أسر كبيرة العدد وكثير منهم لهم اباء وأمهات وأغلبهم أميون، ولكن رضوى فرغلي ترى أن مصطلح "طفل الشارع" قاس وغير انساني. بحسب رويترز.

وتقول انها حين بدأت دراستها الميدانية تلقت تحذيرات من زملائها أن هؤلاء الاطفال "مجرمون" ولكنها راهنت على المساحة المضيئة في ضمير أي انسان وأن هناك جزءا "نظيفا" يمكن اكتشافه بعيدا عن تعميم الاحكام، وتقدر المؤلفة عدد أطفال الشوارع في مصر - وفقا لبعض الدراسات - بنحو 93 ألفا يتركز نحو 60 بالمئة منهم في القاهرة ولكنها تسجل أيضا أن تقارير منظمات أهلية قدرت أعدادهم بنحو مليوني طفل، وتقول ان أطفال الشوارع ليسوا ظاهرة مصرية بل "كابوس مزعج" لبلدان العالم الثالث وبعض الدول المتقدمة أيضا حيث قدرت منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عام 1997 عدد أطفال الشوارع في العالم بأكثر من 100 مليون نصفهم تقريبا في أمريكا اللاتينية أما الولايات المتحدة ففيها أكثر من مليون من أطفال الشوارع مشردين بلا عائل، وتضيف أن للاقامة في الشارع مخاطر منها عدم الالتحاق بالتعليم أو التسرب منه والاساءة من قبل رجال الشرطة والحرمان من الخدمات الاساسية والترحيل الى مدن أخرى بحجة خطورتهم على الامن اضافة الى الاستغلال الجنسي الذي تراه أسوأ أنواع الاساءة لاطفال الشوارع، وتقول ان كثيرا منهم لا يبلغ عن تعرضه للاعتداء الجنسي لشعوره بالحرج كما يتورط البعض "في ممارسات جنسية بالتراضي مع بعضهم بعضا" وانه من كثرة ما يتعرضون له من انتهاك على أكثر من مستوى فانهم يفقدون الحساسية الى حد كبير تجاه التجارب المؤذية حتى أن الاساءة تصبح جزءا من تاريخهم الشخصي الذي لا يبوحون به بسهولة، وتربط بين طول فترة الاقامة في الشارع وارتفاع درجة الاستعداد للعدوان فلدى "قدامي المشردين" أو أطفال الشوارع الاكبر سنا ميول عدوانية أكبر تزيد على ميول الذين أمضوا فترة قصيرة في الشارع حيث يشكل العدوان "وسيلة دفاعية من أجل البقاء" وتتطور وسائل الدفاع التي تمكنهم من التعامل مع ما يظهر من مشكلات تهدد اقامتهم، وتضيف أن طفل الشارع لا يستمد الامن والحماية الا من خلال وجوده في الجماعة ولهذا يكون "الدفاع عن أفراد الجماعة والمجابهة الجماعية للمشكلات" من الاساليب المكتسبة لهم.

في جنوب السودان الطفل جندي

فيما دعت مسؤولة في الامم المتحدة حكومة جنوب السودان الى الوفاء بوعودها ووقف استخدامها جنودا اطفالا وخصوصا انه لا يزال يوجد نحو 2000 جندي طفل في صفوف جيشها النظامي، وكان الجيش النظامي الذي يتشكل من متمردين سابقين من الجيش الشعبي لتحرير السودان الذين تحولوا الى جنود عند استقلال البلاد في تموز/يوليو الماضي، قد جدد وعده هذا الاسبوع بتسريح الاطفال من الخدمة العسكرية، وكانت الامم المتحدة وضعت الجيش الشعبي لتحرير السودان على قائمتها السوداء في العام 2003 بسبب استخدامه الاطفال كمقاتلين ضد حكومة الخرطوم في الحرب الاهلية الدامية في السودان (1983-2005)، وصرحت الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة المعنية بالاطفال والصراعات المسلحة راديكا كوماراسوامي للصحافيين "من المهم للغاية تسريح هؤلاء الاطفال من الخدمة العسكرية بالسرعة الممكنة"، واضافت انه "في حال استمرار الانتهاكات، فهناك احتمال لفرض عقوبات، الا انها اضافت ان الدولة الناشئة حققت تقدما بما في ذلك تسريح نحو 3000 طفل منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل سبع سنوات، مؤكدة دعم وعود الجيش الشعبي لتحرير السودان لتسريح من تبقى منهم، واضافت "تقديراتنا تشير الى انه سيتم تسريح نحو 2000 طفل. بحسب فرانس برس.

 لافتة الى ان العديد من المتبقين هم من قوات الميليشيا المتمردة التي ادمجت في الجيش، ورغم عدم وجود احصاءات محددة لعدد الجنود في جنوب السودان منذ استقلالها، الا انه يعتقد ان الرقم يراوح ما بين 100 و150 الف جندي، وبالنسبة الى الامم المتحدة فان الجندي الطفل هو اي جندي يقل عمره عن 18 عاما، وقالت المسؤولة ان اعادة دمج الاطفال الجنود في المجتمع يعد تحديا كبيرا للبلد الناشىء الذي يعاني اكثر من 80 بالمئة من سكانه الامية، ويشكل فيه الجيش مصدر العمل الوحيد بالنسبة الى كثيرين.

الاطفال الفلسطينيون في السجون الاسرائيلي

كما قالت منظمة انقاذ الطفل (سيف ذا تشيلدرن) في تقرير ان الغالبية العظمى بين مئات الاطفال الفلسطينيين الذين يودعون سجون اسرائيل سنويا يعانون من الكوابيس والتبول اللاارادي والقلق بعد الافراج عنهم، وقالت المنظمة الخيرية في التقرير الذي ان الجيش الاسرائيلي اعتقل أكثر من 8000 طفل فلسطيني منذ عام 2000 في الضفة الغربية المحتلة وحاكم أطفالا لا تزيد أعمارهم عن اثنى عشر عاما أمام محاكم عسكرية أغلبهم للاشتباه في قذفهم الجنود أو السيارات الاسرائيلية بالحجارة، وقال اياد الاعرج مدير برنامج المنظمة في الاراضي الفلسطينية في مؤتمر صحفي بالضفة الغربية ان 98 في المئة من الاطفال الذين جرى اعتقالهم ذكروا أنهم تعرضوا للعنف البدني او اللفظي على يد جنود اسرائيليين مما ترك جروحا نفسية بالغالبية العظمى منهم، وقال الاعرج ان أكثر من 90 في المئة من الاطفال عانوا من اضطرابات ما بعد الصدمة، ويستند التقرير الخاص باعتقال اسرائيل لفلسطينيين دون الثامنة عشر من العمر الى استطلاع شمل 292 طفلا اعتقلتهم اسرائيل ثم افرجت عنهم، وتقول بيانات جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال وهي منظمة حقوقية فلسطينية الى أنه تم اعتقال 2301 طفل العام الماضي مقارنة مع 3470 طفلا في 2010. وقالت الحركة انه يوجد حاليا 170 قاصرا فلسطينيا في سجون اسرائيل، وقال التقرير ان الاعتقال له تأثير مدمر على الاطفال وعلى أسرهم ومجتمعاتهم، واضاف أن الاطفال يعانون من اثار بينها اعراض ما بعد الصدمة والخوف من الخروج من المنزل فضلا عن أعراض نفسية مثل نوبات قلق وكوابيس في حين تبالغ الاسر في الوقاية وترفض السماح للاطفال بالخروج من البيت، ويقول الجيش الاسرائيلي ان القاء الحجارة جريمة خطيرة يمكن ان تفضي الى الاصابة او الموت. وقال اري شاليتار المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "ينخرط صبيان فلسطينيون لا يتجاوز عمرهم احيانا 13 او 14 عاما في القاء الحجارة باليد او بالمقلاع على سيارات اسرائيلية أو عربات الجيش، "يتردد فحسب أن قوات الدفاع الاسرائيلية (الجيش) تعتقل الاطفال.. لكن الناس لا يدركون أن هؤلاء الاطفال يتسمون بالعنف الشديد. بدلا من ممارسة كرة القدم يعرضون حياة الاسرائيليين للخطر. بحسب رويترز.

وانتقدت سوداميني سيجريست مديرة برنامج حماية الطفل بصندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في تصريحات بالمؤتمر الصحفي استخدام اسرائيل المحاكم العسكرية لمحاكمة الفلسطينيين القصر، واضافت "لا يحاكم الاطفال بشكل منهجي في أي مكان اخر أمام محاكم عسكرية ومثل هذه المحاكم غير ملائمة لحماية حقوقهم، وقال أحمد دسوقي انه اعتقل من منزله في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله في مداهمة في ساعة متأخرة من الليل العام الماضي حيث كان يبلغ من العمر 16 عاما، واضاف ان مجموعة كبيرة من الجنود الاسرائيليين المسلحين اقتحموا المنزل وأيقظوه من النوم وسحبوه من سريره وكبلوا يديه وعصبوا عينيه ووضعوه في عربة جيب، وقال انه تعرض للضرب خلال عمليات استجواب مطولة وأجبر في نهاية المطاف على الاعتراف بأنه ألقى حجارة على جنود اسرائيليين، ومضى يقول ان المستجوبين كانوا يتركونه وحده لفترات طويلة في غرفة التحقيق وقيدوا يديه لفترات طويلة للضغط عليه كي يعترف، وحكم على دسوقي بالسجن 18 شهرا لكنه قضى نصفها وأفرج عنه في تبادل للسجناء، وقال ضابط كبير في الجيش ان الجيش على علم بشكاوى من سوء معاملة قصر فلسطينيين وانه يراجع كيفية التعامل مع الاحداث المعتقلين.

الصراع السياسي يعمق معاناة أطفال اليمن

في سياق متصل تحجرت عينا فاطمة الاقرع للحظة فيما جذبها صغيرها الهزيل أنس الذي لم يتجاوز عمره 14 شهرا من حجابها الاسود الممزق، قالت الام الشابة التي ألقت بضع حبيبات من السكر في عجينة بنية اللون من فتات الخبز والماء الساخن "انه يفعل هذا لانه يعلم أن الطعام في الطريق اليه، "ستكون هذه وجبته الوحيدة لهذا اليوم، ودفع الاضطراب السياسي اليمن وهو من أفقر الدول العربية الى شفا أزمة إنسانية تنافس تلك التي مرت بها منطقة القرن الافريقي العام الماضي، وقال صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 57 في المئة من اطفال اليمن البالغ عددهم 12 مليونا يعانون من سوء تغذية مزمن وهي أعلى نسبة لسوء التغذية المزمن على مستوى العالم بعد أفغانستان، وقال ممثل اليونيسيف في اليمن جيرت كابيلاري انه في عام 2012 سيواجه ما يقدر بنحو 750 الف طفل ما وصفه بسوء تغذية حاد وسيتعرض ثلثاهم لخطر الوفاة او المعاناة من خلل جسماني او ذهني مدى الحياة، والآن قرابة ربع سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة اي نحو سبعة ملايين بحاجة ماسة الى الطعام، وقال امين محمد (45 عاما) وهو اب لثمانية يعيشون في كوخ من حجرتين على مشارف العاصمة "لا نستطيع شراء السكر او الارز او الفول. اخر مرة تناول فيها اطفالي الدجاج كانت منذ اكثر من عام ونصف العام، وعلى غرار الكثير من الاسر تعيش عائلة محمد على الغلة والخضروات التي تزرعها في رقعة صغيرة من الارض وراء منزلها. والمؤن المتوفرة لهذه الاسرة الآن ضئيلة جدا. ويقول محمد انه يتناول وجبة وحيدة في اليوم وان كل أطفاله ناموا بلا عشاء، وقال وهو يضع طفله البالغ من العمر ستة اشهر على حجره "أهم شيء في حياتنا الآن هو الطحين (الدقيق). اذا فقدنا هذا سنتضور جوعا. بحسب رويترز.

 وتقول جورجيا وارنر المسؤولة الاعلامية لبرنامج الاغذية العالمي في اليمن ان أسرا كثيرة الآن تنفق نصف دخلها الشهري على الخبز وحده. وقال الميتمي ان شراء الماء النقي قد يستهلك الثلاثين او الاربعين في المئة المتبقية من دخل الاسرة ،ويصنف برنامج الاغذية العالمي اليمن في المركز الحادي عشر بين اكثر دول العالم التي تعاني من تزعزع الامن الغذائي، وتعهد اليمن بالتصدي للتهديد المتزايد للامن الغذائي لكن اقتصاديين محليين يقولون ان هذه الوعود لم تنفذ وان حكومة صالح وجهت الاموال لقتال المتمردين، وقال نائب وزير الصحة ماجد الجنيد ان الوزارة بالتعاون مع الامم المتحدة وضعت خطة طواريء للتغلب على سوء التغذية بين الاطفال من خلال التدخل الطبي والصحي.

ضحايا المجاعة في الصومال.. مأساة بلا نهاية قريبة

الى ذلك حذرت الأمم المتحدة من أن معدل وفيات الأطفال في معسكر "كوبي" للاجئين في أفريقيا قد بلغ معدلات "مفزعة"، وقالت الأمم المتحدة إن عشرة أطفال تقل أعمارهم عن الخامسة يموتون كل يوم في ذلك المعسكر الذي يأوي 25 ألفا من ضحايا الجفاف في منطقة القرن الافريقي، وأن الاوضاع فيه قد تفاقمت بسبب تفشي مرض الحصبة، مما تعين معه بدء حملة مكلفة لتحصين كل الأطفال في المعسكر، ويعد معسكر كوبي جزءا من مجمع "دولو آدو" الكبير لمعسكرات اللاجئين في جنوب شرق إثيوبيا، وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إن "معدلات الوفاة بلغت حدا مفزعا وخاصة بين القادمين الجدد إلى المعسكر، مع ملاحظة أن اختلاط مرض الحصبة مع سوء التغذية سبق وأن أدى إلى معدلات وفاة مرتفعة في المعسكر في أوقات المجاعات السابقة في المنطقة، وقالت المفوضية إنها انتهت من حملة شاملة لتحصين الأطفال من عمر ستة أشهر إلى 15 سنة في معسكر كوبي وشرعت في تحصين اطفال المناطق الاخرى في مجمع دولو آدو، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت خمس مناطق في الصومال مناطق منكوبة بالمجاعة، ويعيش في تلك المناطق نحو 3.5 مليون نسمة وهم بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة لإنقاذ حياتهم. بحسب البي بي سي.

في حين أبلغت مسؤولة في المفوضية العليا لاغاثة اللاجئين التابعة للامم المتحدة أن بعض الاسر الصومالية، التي وقعت ضحية للمجاعة، اضطرت الى الهجرة الى اثيوبيا، خوفا من ان تقوم حركة الشباب المجاهد الاسلامية بتجنيد اطفالها، وقالت اليسون اوسمان، المختصة بامور التغذية في المفوضية، إن بعض الامهات من سكنة مخيمات اللاجئين الصوماليين في اثيوبيا ابلغنها بأنهن اضطررن الى الهجرة من الصومال لانه لم يبق لديهن من مال أو ماشية ليعطينه لمسلحي حركة الشباب كي يغضوا الطرف عن تجنيد اطفالهن في صفوف الحركة، وتقول أوسمان، "إن اثنين من الامهات اخبرنها بخوفهن من أنه في حال نفاد المال والماشية والحبوب، التي يفتدين بها اطفالهن، قد تنفذ الحركة تهديدها بتجنيد الاطفال، واتهمت منظمة العفو الدولية، المعنية بحقوق الانسان، حركة الشباب، باتباعها سياسة ممنهجة لتجنيد الاطفال في صفوفها.

وقالت المنظمة ان الحركة تعتمد اساليب متعددة لتجنيد الاطفال تتراوح بين محاولات اغراء الاطفال عن طريق وعود بتزويدهم بهواتف نقالة والمال الى الاختطاف والهجمات على مدارسهم.

وتقول أوسمان إنها سمعت ايضا بحالات وقعت لبعض الاسر، حيث "تجبر" الاسرة على التخلي عن طفلها لتجنده حركة الشباب لقاء مبلغ زهيد من المال.

أطفال ليبيا

على صعيد أخر قال صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة إن حوالي 1.2مليون طفل ليبي من المقرر أن يعودوا إلى المدرسة لأول مرة منذ الثورة الشعبية ضد النظام السابق للعقيد معمر القذافي، وقالت منظمة اليونيسيف إنه من المقرر أن تستأنف المدارس فتح أبوابها حيث وزعت وزارة التعليم الليبية 10 ملايين من 27 مليون كتاب مدرسي تمت طباعتها للموسم الدراسي، وأضافت اليونيسيف أن المدارس الليبيبة لا يزال ينقصها الكتب والطاولات الدراسية وتسهيلات الإنتقال الخاصة بالأطفال حيث يستعدون للعودة إلى فصولهم، وقالت ماريا كاليفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"هذه عملية ضخمة وإنجاز هائل لشعب ليبيا". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

العراق أخطر مكان بالنسبة للأطفال

على صعيد ذو صلة ومن أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ينبغي أن يحصل أكثر من 400,000 طفل عراقي يعانون من سوء التغذية على الغذاء الكافي، كما ينبغي أن يتم تسجيل ما يقرب من 700,000 طفل في المدارس، ولقد حولت عقود من الحرب والعقوبات الدولية العراق إلى أحد أسوأ الأماكن بالنسبة للأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يعاني نحو 3.5 مليون طفل من الفقر و1.5 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية بينما يموت 100 رضيع يومياً في البلاد، وفقاً لتحذيرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وقال اسكندر خان، ممثل اليونيسف في العراق المنتهية ولايته أن الحكومة قادرة على فعل المزيد من أجل الأطفال ويتوجب عليها القيام بذلك، وأوضح اسكندر قائلاً: "تقع على عاتق الحكومة مسؤولية دعم الآباء من خلال الاستثمار في مجالي الصحة والتعليم وغيرهما من الاحتياجات الأساسية لجميع الأطفال... كما يمكن للحكومة المركزية أن تتخذ خطوة هامة عن طريق ضخ استثمارات إضافية لرعاية الأطفال الأكثر حرماناً، وأضاف أنه من غير المرجح أن يحقق العراق معظم الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية، والتي يتعلق ستة منها بالأطفال، حيث قال: "لسوء الحظ، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة، يبقى تحقيق معظم هذه الأهداف في العراق بحلول عام 2015 بعيد المنال، ومن أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة إلى ذلك، يتعين على البلاد خفض معدل وفيات الأطفال بمقدار 100,000 طفل، وتوفير مرافق صرف صحي لائقة لنحو ثلاثة ملايين غيرهم، وقال خان: "هذه ليست مجرد إحصاءات، فوراء كل احصائية هناك طفل يعاني في صمت،" مضيفاً أن "تحقيق هذه الأهداف ممكن إذا تمكن العراق من التركيز على أكثر من أربعة ملايين طفل هم الأكثر حرماناً.

ويتم استغلال الأطفال العراقيين لأغراض الحرب، حيث يتم تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة للقتال والتجسس والاستكشاف ونقل الإمدادات والمعدات العسكرية وتصوير الهجمات على شرائط فيديو لأغراض الدعاية وزرع المتفجرات، وفقاً لتقرير أعده الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما يتم استخدامهم في عمليات انتحارية لأنهم أقل إثارة للشك ويمكنهم التنقل بسهولة عبر نقاط التفتيش الأمنية. بحسب شبكة الانباء الانسانية أيرين.

كما أشار التقرير إلى أنه من الصعب التأكد بدقة من عدد للأطفال المشتركين في جميع هذه الأنشطة، وأضاف أن الأطفال يُستخدمون أيضاً لجذب قوات الأمن إلى الكمائن، وهناك أيضاً تقارير تفيد بأن حوالي 376 طفلاً قُتل وجُرح 1,594 آخرين، بينما شهد عام 2009 مقتل 362 طفلاً وإصابة 1,044 غيرهم. وفي عام 2010، قُتل ما لا يقل عن 194 طفلاً وأصيب 232 بجروح خلال الصراع، معظمهم في محافظات بغداد وديالى ونينوى، والتهديد الآخر للأطفال الذي حدده التقرير هو المتفجرات من مختلفات الحرب التي تحصد الأرواح وتتسبب في الإصابة بعد فترة طويلة من انتهاء العمليات القتالية.

لبنان والقنابل العنقودية

على صعيد مختلف تسببت القنابل العنقودية في قتل أو تشويه أكثر من مائة طفل في لبنان منذ عام 2006، وقال مسؤول بالجيش اللبناني حول الذخائر العنقودية أن القنابل العنقودية تسببت في قتل أو جرح 408 مدني لبناني من بينهم 115 طفلاً، ويتولى المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام مهمة تنسيق جميع عمليات إزالة الألغام فى البلاد، وقد تحدث الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في الاجتماع عن المعاناة الناجمة عن هذا السلاح "الدنيء" الذي صمم من أجل القتل المبرمج وإلحاق الإعاقات على مدار فترات طويلة. كما أكد التزام لبنان الكامل بالاتفاقية خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة للضحايا وتخليص أراضيها من القنابل العنقودية، وقد ضم الاجتماع ممثلين من أكثر من 115 حكومة ومن الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والناجين من القنابل العنقودية لمناقشة كيفية التقدم فى الالتزامات الرئيسية للاتفاقية، وفي السياق نفسه، ذكر ستيف غووز، رئيس تحالف حظر القنابل العنقودية ومدير قسم الأسلحة في منظمة هيومان رايتس ووتش، أنه "يجب على الحكومات الالتزام بوعودها وإثبات اتخاذها لإجراءات عاجلة وشاملة من أجل القضاء على القنابل العنقودية ومعالجة الآثار غير الإنسانية التي تلحقها بالمدنيين في جميع أنحاء العالم، وتعتبر لبنان وتونس الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين قامتا بالتصديق على الاتفاقية، في حين وقعها لبنان ولم يقم بالتصديق عليها بعد، وطبقا لتحالف حظر القنابل العنقودية، فان العراق ولبنان هما الدولتان الأكثر تضررا من آثار القنابل العنقودية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين تعتبر ليبيا أكثر الدول تلوثا بالذخائر العنقودية في الآونة الأخيرة، وذكرأن الاتفاقية ساهمت في تدمير نحو 50 بالمائة من القنابل العنقودية في العالم، كما أشار تحالف حظر القنابل العنقودية إلى أنه تم تطهير حوالي 66 بالمائة من الأراضي الملوثة في لبنان وتمت إعادتها للسكان، وأضاف غووز أنه بالرغم من النجاح الباهر الذي حققته الاتفاقية إلا أن نحو 80 دولة لم تقم بعد بالتوقيع عليها بعد بما فيها عدد من أكبر الدول المصنِّعة أو المستخدِمة أو المخزِّنة للقنابل العنقودية مثل إسرائيل وأمريكا والصين وروسيا وباكستان والهند. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية إيرين.

البدانة خطر يهدّد الأطــــفال في الإمارات

من جهة أخرى كشفت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، أخيرا، أن الامارات تعد من الدول التي ترتفع فيها نسبة البدانة لدى الأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أن النسبة تصل الى نحو 24.5٪. ومن أبرز الأسباب التي أدت الى انتشار البدانة عند الأطفال والمراهقين، أسلوب الحياة القائم على قلة الحركة، والخمول المترافق مع تناول وجبات الـ«فاست فود» أو الوجبات السريعة، والأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية المرتفعة، وقالت الاختصاصية في الصحة، الدكتورة كيلي ستوت، إن البدانة أصبحت مرتفعة جدا في البلدان المتطورة، والشرق الأوسط معني بالموضوع، بسبب المشكلات التي تواجه الحركة والأكل الصحي عند الأطفال، معتبرة ان نمط الحياة المتبع الذي ترافق مع ارتفاع المداخيل في فترة وجيزة في الامارات يعد من الأسباب التي أدت الى زيادة نسبة البدانة عند الاطفال والمراهقين، إذ ترافق مع الإقبال على السكريات، وكذلك الـ«فاست فود» الغني بالدهون، وأفادت سكوت  على هامش محاضرة ألقتها أخيرا حول سمنة الاطفال والمراهقين في دبي بأن الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أظهرت أن نسبة البدانة بالمجمل في الامارات تبلغ، 24.5٪ من الذكور والإناث، بينما تبلغ نسبة زيادة الوزن عند الذكور الذين هم فوق 15 سنة، 66.9٪، فيما لدى الإناث من العمر نفسه تزيد على 71.6٪. أما نسبة البدانة فبحسب الدراسة التي عرضتها ستوت، تبلغ، 21٪ عند الذكور، و33٪ عند الاناث.

عمالة الأطفال انتهاك لطفولتهم

في حين يتجاوز عدد الأطفال في العالم العربي مئة وثلاثين مليون طفل، ويشكلون حوالي خمسة وستين في المئة من السكان في بعض التقديرات، ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في ظروف معيشية صعبة، إذ يضطر قسم كبير منهم إلى العمل لمساعدة عائلاتهم في تجاوز صعوبات الحياة، ورغم أن عمالة الأطفال تعد خرقا للقانون الدولي فإن الكثيرين في المجتمعات العربية يعتقدون بأن عمل الأطفال هو أمر طبيعي بل وضروري لتنشئة الطفل تنشئة تمكنه من الاعتماد على نفسه في المستقبل، وأشارت دراسات أخرى إلى أن ستين في المئة من الأطفال العاملين يتعرضون لمخاطر جسدية أثناء تأديتهم لعملهم، وكذلك يجدون أنفسهم في تماس مع مواد كيمائية قاتلة مثل المبيدات والمواد السامة التي أودت بحياة الكثيرين منهم حسب الدراسات التي أجريت حول الصحة المهنية، وتقول الدكتور خولة مطر، منسقة برامج عمل الأطفال في منظمة العمل الدولية في دراسة قدمتها للمؤتمر الإقليمي حول الطفولة الذي عقد في بيروت مؤخرا، إن نسبة الأطفال العاملين في العالم العربي دون سن العاشرة تبلغ حوالي عشرين في المئة من الأطفال العاملين في المناطق الريفية وخمسة في المئة في المدن، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال العاملين في العالم العربي يبلغ اثني عشر مليون طفل، لكن الكثير من الناشطين في هذا المجال يعتقدون بأن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

وتضيف الدكتورة مطر أن التحولات الاقتصادية الصعبة التي حدثت في العالم العربي في عقد التسعينات، مثل العقوبات الاقتصادية والنزاعات المسلحة في العراق والجزائر والصومال، قد أجبرت العديد من العائلات العربية الفقيرة على القبول بعمل أطفالهم بل وبدفعهم للعمل لتعزيز دخل الأسرة القليل. بحسب البي بي سي.

وتتمثل مجالات عمل الأطفال في العالم العربي في معظم مجالات العمل المتاحة، فهم يعملون في زراعة التبغ في جنوب لبنان وقطف الياسمين في مصر والزراعة في الريف اليمني والمغربي وصيد الأسماك في اليمن ومصر وتونس والخدمة في المنازل في مصر وسوريا والمغرب وفي الصناعات الخطرة مثل الدباغة في مصر والسجاد في المغرب وتونس، وفي ورشات إصلاح السيارات أو بيع الحاجيات والقيام ببعض الخدمات البسيطة كغسل السيارات أو صبغ الأحذية في الشوارع في معظم الدول العربية، وقد يتعرض الأطفال العاملون في الأعمال الشاقة لتشوهات جسدية في العظام والفقرات وحالات نفسية صعبة لأن أجسامهم وعقولهم غير مهيأة بعد للعمل الشاق، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن اثنين وسبعين في المئة من الأطفال العاملين في خدمات المنازل، ومعظمهم من الإناث، يبدءون عملهم في الساعة السابعة صباحا وأن خمسة وتسعين في المئة منهم لا يتوجهون إلى النوم إلا بعد الساعة الحادية عشرة مساء. وبالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة وانخفاض الأجور فإن بعض هؤلاء الأطفال يتعرضون للإساءة البدنية والتحرش الجنسي من قبل أصحاب الأعمال أو القائمين عليها.

وعلى الرغم من أن العديد من الدول العربية مثل الجزائر ومصر والعراق والأردن وليبيا والمغرب وتونس والإمارات واليمن قد صادقت على الاتفاقية الدولية لاستخدام الأطفال لعام ثلاثة وسبعين والتي حددت الحد الأدنى لعمل الأطفال، فإن العديد من الدول العربية رفضت المصادقة عليها لأنها تلزمها بأمور أخرى مثل مجانية التعليم وإلزاميته، وتحدد الاتفاقية الدولية سن العمل الأدنى بثمانية عشر عاما للأعمال الخطرة وثلاثة عشر عاما للأعمال الخفيفة، وينخفض سن العمل حسب الاتفاقية في الأعمال الخفيفة إلى اثني عشر عاما في الظروف القاسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/نيسان/2012 - 12/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م