دولة الإخوان المسلمين تحكم مصر

د. إيهاب العزازى

ماذا تريد جماعة الإخوان المسلمين وإلى أى مدى تريد من السلطة في مصر وما هي أقصى طموحاتها بعد النجاح الكبير الذى حققته بعد ثورة يناير المباركة التي إستطاعت تغيير وجه الحياة السياسية في مصر وأن تعود الدولة المصرية لسابق عهدها من المدنية والتطور والحضارة، ولكن ما حدث من ترشح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة مصر أحدث صدمة كبرى في الشارع السياسي المصري وجعلنا نتساءل جميعآ هل دولة الإخوان تحكم مصر أم هي مرحلة من مراحل حلم الخلافة الإسلامية.

إن ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر بعد وعودها بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية يجعلنا نسائلها لماذا تم نقض كافة التصريحات السابقة بعدم دفع مرشح رئاسي من الجماعة ولماذا الأن تحديدآ بعد أن تعالت الأصوات في الشارع المصري خوفآ من سيطرة الإخوان على كافة المناصب بداية من النقابات ثم مجلسي الشعب والشورى وقريبآ الحكومة المصرية ثم الرئاسة فماذا ستترك جماعة الإخوان المسلمين لكافة التيارات السياسية في الشارع المصري.

ماذا بعد هل تريد جماعة الإخوان المسلمين الصدام مع المجلس العسكري أم القوى السياسية أم ماذا بعد إصرارها الإستحواذ على كافة السلطات التشريعية والتنفيذية في مصر ألا تخشى الجماعة أن تصرفاتها تؤكد رؤية وقلق الشارع السياسي المصري لها أنها أصبحت بديلآ للحزب الوطني الديمقراطي الذى جمع كافة السلطات في يده وهل تصمت الكيانات السياسية الليبرالية واليسارية والعلمانية وكافة القوى الشبابية الثورية أم تدخل في صدام مع جماعة الإخوان المسلمون وأعتقد إن حدث ذلك ستدخل مصر في موجة جديدة من الثورة التي تسعى للحرية والعدالة الإجتماعية.

ماحدث من الإخوان عقب إعلانها دعم الشاطر للرئاسة يجعل المواطن المصري يتساءل ماذا تريد جماعة الإخوان المسلمين ولماذا تريد السيطرة على كل شيء ولماذا ترفض التوافق المجتمعي وتوزيع السلطات على كافة التيارات السياسية من أجل إنقاذ مصر من الدخول في مأزق كبير يجر البلاد لفتنة كبرى من الممكن أن تحرق مصر كلها فالجميع يري أن إنفراد فصيل واحد بالسلطة مؤشر خطير لأنة سيخلق فرعون جديد وسيجعلنا نتساءل هل الإخوان هم الوجه الأخر للحزب الوطني أم ماذا.

هل ترشيح المهندس خيرت الشاطر يعود بنا إلى تزاوج المال بالسلطة فهو أحد كبار رجال الأعمال في مصر ويعتبر وزير مالية جماعة الإخوان المسلمين وهل سنعود للتساؤل ما سر الصفقة بين المجلس العسكري والإعفاء عن الشاطر في كافة القضايا المتهم فيها أم أنه فصل جديد من فصول تأسيس دولة الإخوان المسلمين.

ماذا سيحدث في مصر وهل يوافق الشعب بمختلف طوائفه على أن يكون كل شيء في يد الإخوان وتحت سيطرتهم فمعروف للجميع أنهم في طريقهم للسيطرة على الحكومة ثم تشكيل المحافظين ثم انتخابات المحليات فهل تركوا شيء للمصريين وهل أصوات المصريين التي ذهبت للإخوان من أجل تأسيس دولة الإخوان أم من أجل إعطائهم الفرصة لتقديم برنامجهم من أجل إنقاذ مصر وهو ما وضح عكسه من تديين السياسة بداية من إستفتاء مارس ثم كارثة الإنتخابات الطائفية والآن أزمة هيمنتهم على تأسيسية الدستور فماذا بعد هل تختفي مصر وتعلن دولة الإخوان كبداية لمشروع الإخوان الكبير في تأسيس الخلافة الإسلامية وعودة الدولة الكبرى تحت رعاية المرشد العام والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

من الواضح أن الأيام القادمة ستشهد صراعآ كبيرآ في المشهد السياسي المصري بعد نزول خيرت الشاطر ممثلآ لجماعة الإخوان المسلمين الإنتخابات للرئاسة ولكننا نتمنى من الإخوان التعلم من دروس التاريخ وأن الشعب الذى صعدهم قادر على إسقاطهم ونقول لهم الأيام القادمة ستثبت من الأقوى الجماعة وتنظيماتها السرية أم الشعب المصري.

* باحث ومحلل سياسي

dreemstars@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/نيسان/2012 - 12/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م