الآن أصبح من حقنا تناول السيرة الذاتية والمعالم الفكرية التي
يعتنقها (رئيسنا المحتمل) محمد خيرت سعد الشاطر قائد الميليشيا التي
تحلم منذ نشأتها أن تصبح هي الأمة وأن تختزل وجود الأمة ليصبح جزءا من
وجود الجماعة الميليشا ويصبح زعيم العصابة إماما للأمة من أطاعه فقد
أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله ورسوله وضل ضلالا بعيدا!!.
لا يقع اللوم على المنضوين تحت لواء الميليشيا التنظيم وحدهم الذين
خدعوا فانخدعوا وقاموا بتسليم كامل إرادتهم للزعيم الذي لا يملك من
مقومات الزعامة إلا بضع كلمات أو آيات يرددها دون أن يفقه منها شيئا
وقطيع يوجه بعصاه أينما شاء!!.
لقد قامت زعامة الزعيم الملهم على قدرته على الفتك بمنافسيه
المحتملين قبل حتى أن يفكروا في منافسته هو أو غيره!!.
عندما كان النزاع داخل الإخوان فلا بأس أن يتنازع هؤلاء على وهم
زائف لا قيمة له فالجماعة لم تكن يوما هي الإسلام والإسلام لم يكن يوما
هو الجماعة ولكن المصيبة الكبرى والكارثة العظمى تتمثل في أن يدير
هؤلاء شأن أمة بمنطق المتنازعين على النفوذ داخل العصابات!!.
الآن يتبارى مرتزقة القطيع في ترديد عبارات المدح للملهم الزعيم فهو
حسب وصف (البرنس) أردوغان العرب ومنقذ الاقتصاد ورجل دولة من الطراز
الأول وفى عهده أن شاء الله سيرى شعبنا الحبيب الخير والعدالة وتتحقق
باقى أهداف الثورة.
من ناحيتنا فنحن لا نرى في وصف هتلر الشاطر بأردوجان العرب مدحا من
أي نوع فهذا الأردوجان ما هو إلا تاجر شنطة يحمل في حقيبته بضاعة
أمريكية فاسدة وسامة يبيعها للأعراب الأشد كفرا ونفاقا والنتيجة الآن
ماثلة في هزيمته المدوية في سوريا.
أردوجان العثمانيين يمارس الخطف والنصب والاحتيال ويكفيه عارا
اضطراره للإفراج عن المهندسين الإيرانيين المخطوفين في سوريا كشرط مسبق
للالتقاء بقائد الثورة الإيرانية حيث ذكر موقع شام برس (أكدت مصادر
دبلوماسية عربية في طهران أن القيادة الإيرانية اشترطت على أردوغان
الإفراج عن المهندسين الخمسة المختطفين قبل لقاء المرشد الأعلى
للجمهورية الإسلامية وأن إيران أسمعته كلاماً قاسياً تجاه سياسته مع
سورية. وقالت المصادر إنه بعد أن وصل أردوغان إلى طهران على رأس وفد
حكومي كبير جداً ووفد من رجال الأعمال تلقى رسالة واضحة من أن لقاءه
بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وبالرئيس محمود أحمدي نجاد مرتبط
بالإفراج عن المهندسين الخمسة.
وأشارت المصادر أن القيادة الإيرانية قالت لأردوغان إنها تعلم جيداً
مكان اختطاف المهندسين الخمسة (يرجح أنهم نقلوا من حمص إلى شمال لبنان)
ومن اختطفهم وأن لدى أنقرة النفوذ والقدرة للإفراج عنهم.
وحسب المصادر فإن أردوغان أجرى بضعة اتصالات وخلال ساعات قليلة أفرج
عن المهندسين وتم نقلهم إلى تركيا على أن يتم تسليمهم إلى طهران).
إنهم تجار شنطة يقومون بعمليات خطف ونصب واحتيال لا تختلف شيئا عن
الملحن المخطوف والراقصة والسياسي البلكيمي!!.
أما هتلر الشاطر فهو أيضا تاجر شنطة بنى ثراءه على جمع وبيع السلع
الراكدة المضروبة من (الإخوة) وتجار السوق كما ذكر هيثم أبو خليل في
دراسته الرائعة (خيرت لشاطر ... والمفتري علينا) وكما رأينا نحن بأم
أعيننا: (أن سيطرة الإخوان علي النقابات في أواخر الثمانينات كانت
بداية الإنطلاق الحقيقي للشاطر في دنيا المال والأعمال.. فدخل بوابة
السلع المعمرة للنقابات من أوسع أبوابها وحصل علي حق تنظيمها من
الاسكندرية حتي أسوان ويرجع الفضل في هذا الامر لصديقه القديم الحاج
حسن مالك الذي كان يملك خبرة التجارة وسمعة قوية ومعروفة في السوق وهي
أهم مستلزمات العمل في مجال تنظيم معارض السلع المعمرة ..حيث مكنت
سيطرة الشاطر علي هذه المعارض في عمل شبكة علاقات واسعة مع كبار التجار
في مصر الذين كانوا يتوددون إليه لتنزيل بعض الأصناف الراكدة في هذه
المعارض ..
وحقق الشاطر أرباحا طائلة نتيجة نسبة شركة سلسبيل من المبيعات والتي
تراوحت من 5% – 6% في إجمالي مبيعات بلغت حوالي 650 مليون جنيه بأسعار
بداية التسعينات ..!
بخلاف إن الشاطر لم يتعامل مع هذه المعارض كمنظم فقط .. بل حقق
أرباحا طائلة أخري عن طريق أنه أحضر غالبية أفراد عائلته وأقاربه
ومعارفه وجيرانه وأصدقائه وأسند إليهم من الباطن أعمال التوريد لهذه
المعارض رغم أنهم ليسوا تجاراً فعليين وإنما هو ثاني أو ثالث يد في
السوق.. مما جعل أسعار هذه المعارض مبالغ فيها للغاية إلا أنها كانت
بدعة جيدة ورائجة أقبل عليها الناس بنهم شديد دون النظر للأسعار..).
كيف يمكن أن يمثل صعود هذا الشاطر الاحتكاري الانتهازي إنقاذا
لاقتصاد مصر من الوحل الذي يتقلب فيه بسبب نفس السياسات التي أدمنها
رجال الحزب الوطني القديم؟!.
أما عن نازيته وعنصريته المستمدة من النظرية القطبية التكفيرية فهذه
أم البلايا التي تنتظر مصرنا العزيزة التي لا يعرف شعبها شيئا عن هؤلاء
المنقرضين فكريا المتعملقين سياسيا.
حسب هيثم أبو خليل الذي اصطحبناه لنؤكد على ما عرفناه مباشرة من
الشاطر وحوارييه الجهلة فقد (بدأ الشاطر عمله مع الإخوان طبقاً لما
تعلمه من أساتذته صبري عرفة ومحمد العدوي وغلب علي طريقة الشاطر في
البداية تأثره الشديد بفكرة التنظيم والنواة الصلبة التي تحافظ علي
الفكرة).
النواة الصلبة رؤية تكفيرية بلورها سيد قطب في كتابه الشهير (معالم
في الطريق) ويقصد بها الجماعة أو الفئة الوحيدة التي أعادت اعتناق
الإسلام من جديد مضافا إليه ركن الحاكمية.
يقول سيد قطب: (ومن أجل أن) لاحظ الركاكة (الجاهلية لا تتمثل في
نظرية مجردة ولكن تتمثل في تجمع حركي فإن محاولة إلغاء هذه الجاهلية
ورد الناس إلى الله مرة أخرى لا بد لهذه المحاولة أن تتمثل في تجمع
عضوي حركي أقوى في قواعده النظرية و التنظيمية وفي روابطه وعلاقاته
ووشائجه من ذلك المجتمع الجاهلي القائم).
ص-54 فصل (نشأة المجتمع المسلم و خصائصه).
(والقاعدة النظرية التي يقوم عليها الإسلام على مدار التاريخ البشري
هي قاعدة شهادة أن لا إله إلا الله أي إفراد الله سبحانه وتعالى
بالألوهية والربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية إفراده بها اعتقادا
في الضمير وعبادة في الشرائع وشريعة في واقع الحياة فشهادة أن لا إله
إلا الله لا توجد فعلا و لا تعتبر موجودة شرعا إلا في هذه الصورة
المتكاملة التي تعطيها وجودا حقيقيا يقوم عليه اعتبار قائلها مسلما أو
غير مسلم) ص-55 الفصل نفسه.
لاحظ تلك البدعة التكفيرية التي تفرق بين التواجد النظري لعقيدة
التوحيد في عالم الضمير والتواجد الفعلي!!.
يخرج علينا سيد قطب بنظرية ثالثة وهي ضرورة التفريق بين (المسلمين
نظريا) و(المسلمين عمليا) ولا شك أن هذه الأطروحة كانت من أحدث ما
أنتجته معامل التكفير المعاصر فماذا قال الرجل.
(ولكن الإسلام كما قلنا لم يكن يملك أن يتمثل في نظرية مجردة
يعتنقها من يعتنقها اعتقادا و يزاولها عبادة ثم يبقى معتنقوها على هذا
النحو أفرادا ضمن الكيان العضوي للتجمع الحركي الجاهلي القائم فعلا فإن
وجودهم على هذا النحو مهما كثر عددهم لا يمكن أن يؤدي إلى (وجود فعلي)
للإسلام لأن الأفراد (المسلمين نظريا)- والقوسين من عنده- الداخلين في
التركيب العضوي للمجتمع الجاهلي سيظلون خلايا حية في كيانه تمده بعناصر
البقاء و الامتداد وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها و
يقوى بدلا من أن تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي
لإقامة المجتمع الإسلامي ومن ثم لم يكن بد أن تتمثل القاعدة النظرية
للإسلام في تجمع عضوي حركي منذ اللحظة الأولى وأن يكون محور التجمع
الجديد هو القيادة الجديدة المتمثلة في رسول الله ص ومن بعده في كل
قيادة إسلامية تستهدف رد الناس إلى ألوهية الله وحده وأن يخلع كل من
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولاءه من التجمع الحركي
الجاهلي الذي جاء منه ومن قيادة ذلك التجمع في أي صورة كانت و أن يحصر
ولاءه في التجمع العضوي الإسلامي الجديد وفي قيادته المسلمة) ص 55-57.
من وجهة نظر هتلر الشاطر وأستاذه سيد قطب وتلامذته الذين تكون على
أيديهم خيرت زعيم الميلشيا ورئيس مصر المرتقب فإن (المسلمين نظريا
الداخلين في التركيب العضوي للمجتمع الجاهلي سيظلون خلايا حية في كيانه
تمده بعناصر البقاء والامتداد وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم
ليحيا بها و يقوى) ومن الضروري أن تتجه حركتهم (نحو تقويض هذا المجتمع
الجاهلي) الذي يرغب السيد هتلر في ترؤسه وصولا (لإقامة المجتمع
الإسلامي) ولا بد أن (تتمثل القاعدة النظرية للإسلام في تجمع عضوي حركي
منذ اللحظة الأولى وأن يكون محور التجمع الجديد هو القيادة الجديدة
المتمثلة في رسول الله ص ومن بعده في كل قيادة إسلامية تستهدف رد الناس
إلى ألوهية الله وحده وأن يخلع كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله ولاءه من التجمع الحركي الجاهلي الذي جاء منه ومن
قيادة ذلك التجمع في أي صورة كانت و أن يحصر ولاءه في التجمع العضوي
الإسلامي الجديد وفي قيادته المسلمة).
الواجب على هتلر وجماعته يحتم (الانطلاق بالمذهب الإلهي الذي تقوم
في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة) وعلى
خيرت وبديع والبرنس وسعد عمارة تحطيمها بالقوة كي يخلو له وجه الأفراد
من الناس يخاطب ضمائرهم وأفكارهم بعد أن يحررها من الأغلال المادية
ويترك لهم بعد ذلك حرية الاختيار) ص 85.
إنها هتلرية نازية في زمن لم يعد فيه مجال للهتلرة بل للهرتلة
والهلوسة!!.
إنها نازية على الطريقة (الإسلامية) لن توجه سهامها نحو أعداء الأمة
في الخارج بل نحو أعداء (الجماعة العصابة) التي تزعم أنها وحدها أمة لا
إله إلا الله في ثوبها الجديد.
لهذا السبب فهي أردوجانية مصرية في زمن تتوالى فيه الهزائم والخيبات
والنكبات على الأردوجانية التركية الت تسعى الآن لاستعادة ما خسرته
بسبب هزائمها المتواصلة في مواجهة قوى الممانعة رغم تحالفها مع أمريكا
وإسرائيل.
ترى هل تفلح الأروجانية الهتلرية الشاطرية في استعادة موطئ قدم لها
وسط عالم يزداد إيمانه كل يوم بالحرية والديموقراطية.
هل يفلح المنافقون والطبالون والزمارون في إعادة دهان صورة تاجر
الشنطة وتقديمه كرجل دولة يعمل لخدمة كل المصريين وليس لزيادة أرصدة آل
الشاطر (عفوا آل هتلر) في بنوك العالم؟!.
www.elnafis.net |