
شبكة النبأ: تشير المعطيات أن رائحة
الحرب على ايران باتت واضحة، ومن خلال تصريحات بعض المسؤولين
الإسرائيليين والأمريكيين يرى مراقبون أن الضربة العسكرية لإيران أمر
محتوم، فيما يرى مراقبون أن أي تدخل عسكري قد يدخل المنطة في حرب يطول
أمدها.
وتؤيد الكثير من الأنظمة قيام إسرائيل باستهداف المنشآت النووية
الإيرانية وترى هذه الأنظمة إن ذلك يساعدعلى كسب الوقت، رغم تأكيد
معلومات أن تلك الضربة لن تجدي نفعا على المدى الطويل.
وتفاديا للحرب يرى محللون إن العقوبات قد ترغم إيران على التخلي عن
برنامجها النووي إذا كانت بالفعل تتجه في هذا المسار، ولكن على منتقدي
النهج الإسرائيلي أن يفهموا أن وجهة النظر في إسرائيل تجاه برنامج
إيران تبدو مختلفة عنها في واشنطن، مشيرا إلى أن الضربة الإسرائيلية قد
لا تحقق شيئا على المدى البعيد، ولكنها ستفعل الكثير على المدى القصير.
وفي ظل تزايد الشكوك بالنوايا والطموحات النووية الإيرانية، فإن
العقوبات تزايدت ضد طهران في محاولة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي لوضع حد للقدرات النووية الإيرانية، وبالتالي محاولة ردعها
وإجبارها على إيقاف برنامجها النووي العسكري برمته.
يقول الكاتب الأميركي ريتشارد كوهين إن تغييرات كثيرة قد تطرأ في
الشرق الأوسط خلال عام، فالمنطقة تشهد حالة من الفوضى.
وردا على منتقدي الضربة الإسرائيلية لإيران، والذين يعتبرون أن
سياسة الاحتواء كانت ناجعة مع الاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية
وباكستان، يرى ريتشارد كوهين إن إيران تختلف عن كل ذلك لأنها هددت
إسرائيل صراحة.
وتعليقا على ما اتفق عليه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس
هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي بأن أي محاولة إسرائيلية
لتعطيل البرنامج النووي الإيراني ستكون مسألة قصيرة المدى، قال كوهين
إن إسرائيل لديها أيضا هدف على المدى القصير، وهو كسب الوقت.
الولايات المتحدة واسرائيل من جهتهما تواجهان صعوبة في تقييم
المعلومات الاستخبارية عن إيران، فأن الدوائر الاستخبارية الأميركية
اعتقدت أن طهران أوقفت جهودها عام 2003 بشأن الحصول على الأسلحة
النووية، ليتبين عكس ذلك في وقت لاحق.
وفي حين أشارت تقارير استخبارية أميركية سابقة إلى أن إيران لم تعد
عازمة على الوصول إلى مرحلة تصنيع الأسلحة النووية، فإن تقارير
استخبارية لاحقة سرعان ما كشفت عن معلومات خطيرة بشأن تقدم إيران في
الإنتاج النووي.
وأثارت استنتاجات استخبارية أميركية كشفتها عمليات اعتراض لمكالمات
أجراها مسؤولون إيرانيون وهم يناقشون البرنامج النووي الإيراني عن أن
قادة إيران قرروا إعادة إحياء الجهود من أجل تطوير أسلحة نووية.
ويرى خبراء إن تلك التقييمات الاستخبارية قد تتغير بين فترة وأخرى،
ولذلك فإن أوباما لم يطرح الخيار العسكري على الطاولة، في سبيل منع
إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وفي حين يعرب المسؤولون الأمنيون الأميركيون في السر والعلن عن
ثقتهم بدوائرهم الاستخبارية، فإن هناك بعض الفجوات فيما يتعلق بالتقييم
الاستخباري بشأن النوايا الإيرانية النووية، ومن هنا فإن بعض المسؤولين
الاستخباريين الأميركيين يقولون إن إيران لا تزال تشكل هدفا صعبا أمام
الاستخبارات الأميركية.
إسرائيل من جهتها تستخدم قاعدة دائمة في كردستان العراق للقيام
بمهمات استخبارية عبر الحدود مع إيران، في محاولة للبحث عن أدلة تفيد
بأن طهران تقوم ببناء رأس نووي. وقالت مصادر استخبارية غربية إن
الإسرائيليين الذين يقيمون علاقات وطيدة مع الأكراد، ينفذون مثل تلك
المهمات لسنوات عدة. بحسب صحيفة صنداي تايمز البريطانية
ولكن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في وتيرة تلك العمليات التي تستهدف
مجمع بارشين العسكري بالقرب من طهران التي منعت متفشي الوكالة الدولية
للطاقة الذرية من دخوله في زيارتهم الأخيرة.
أن العمليات التي تجري عبر الحدود تستهدف كذلك موقع فوردو بالقرب من
مدينة قم، حيث تقول إيران إنها تجري عملية تخصيب مكثفة لليورانيوم، وهي
عملية قد تؤدي إلى درجة من التنقية اللازمة للأغراض العسكرية، رغم أن
طهران تقول إن أهدافها سلمية.
وتستخدم إسرائيل في تلك المهمات السرية معدات حساسة لمراقبة النشاط
الإشعاعي وحجم التجارب على المتفجرات. وتقول مصادر غربية إن القوات
الخاصة الإسرائيلية تستخدم مروحيات من طراز بلاك هوك لنقل المغاوير
الذين يرتدون زي الجنود الإيرانيين، ويتنقلون بعربات عسكرية إيرانية.
وكان الإسرائيليون قالوا إنهم زودوا الوكالة الدولية قبل عشر سنوات
بمعلومات تشير إلى احتمال وجود تجارب نووية في بارشين، ولكنه لم يسمح
لمفتشي الوكالة بالتحقق من ذلك.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جانبه قدم للرئيس
الأميركي باراك أوباما أدلة جديدة بشأن برنامج إيران النووي، بعضها جاء
نتيجة المهمات السرية عبر الحدود.
ويلفت النظر إلى أن تلك المهمات عبر الحدود تنذر عادة بضربة عسكرية،
مدللة على ذلك باستهداف المنشأة النووية السورية عام 2007. وكانت الدول
الخمس الكبرى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا
وألمانيا دعت إيران إلى التعاون الكامل مع مفتشي الأمم المتحدة،
والسماح لهم بدخول موقع بارشين الذي خضع للتفتيش آخر مرة عام 2005. |