سوريا وآخر اوراق التآمر... افتعال حرب اهلية

عبد الامير رويح

 

شبكة النبأ: لاتزال الاوضاع في سوريا محط اهتمام وترقب من قبل الكثير من دول العالم فقد ازدادت الخشية مؤخرا من دخول البلاد في ازمة الحرب الاهلية وهذا ما حذرت منه الكثير من الدول والمنظمات الانسانية، خصوصا بعد نجاح بعض الدول العربية في تدويل تلك القضية وسعيها المباشر بتقديم مساعدات مهمة لبعض الاطراف والجماعات الاسلامية المتشددة بدوافع طائفية ومنها تنظيمات القاعدة التي وجدت لها موطئ قدم مريح في تلك الدولة بسبب المشاكل والاوضاع الاخيرة. واعلنت تلك الدول وبصراحة تامه انها ستساعد في ايصال الاسلحة والمعدات الازمة الى ايدي تلك الجماعات والتي استخدمت بشكل فاعل في اراقة الدم السوري وتسببت بسقوط الكثير من الضحايا الابرياء، وفي هذا الشأن أعلنت جماعة اسلامية سنية متشددة مسؤوليتها عن تفجير منشآت امنية في دمشق قائلة انه جاء ردا على قصف القوات السورية لحمص ومدن أخرى. وفي بيان نشر على منتدى على الانترنت يستخدمه الاسلاميون توعدت جماعة "جنود جبهة النصرة" بشن المزيد من الهجمات على قوات الرئيس بشار الاسد. وقالت "قام جنود جبهة النصرة أعزها الله بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الامن الجوي وادارة الامن الجنائي في دمشق." وأضاف البيان "نود أن نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وكذلك اغتصابه للنساء سيكون لاحقا باذن الله." وكرم الزيتون وأحياء مدينة حمص. ومضى البيان يقول "نقول له أوقف مجازرك ضد أهل السنة والا فانما عليك اثم النصيريين ( العلويين ). والقادم أدهى وأمر باذن الله تعالى." و قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون إن الازمة السورية بالغة الخطورة ولها "تداعيات هائلة" على العالم. وقال بان في كلمة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا "لا نعرف كيف ستتطور الاحداث لكن ما نعرفه هو اننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الازمة العميقة البالغة الخطورة."

الى جانب ذلك خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك ضد القوات الحكومية في دمشق في أعنف اشتباكات تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الاسد.

وجاءت الاشتباكات في دمشق بعد يومين فقط من انفجار سيارتين ملغومتين مما أسفر عن مقتل 27 شخصا على الاقل في قلب دمشق في مؤشر على أن العاصمة التي كانت في يوم ما محصنة فيما يبدو ضد اراقة الدماء قد بدأت في الانزلاق في الفوضى. والقتال الذي اندلع قرب مركز قاعدة سلطة الاسد هو محاولة فيما يبدو من جانب المعارضين لاظهار انهم لا يزالون يشكلون تحديا خطيرا بعدما أجبروا على الخروج من معاقلهم. وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات اندلعت عندما اطلق ستة من قوات المعارضة قذيفة صاروخية على منزل للواء بالجيش النظامي السوري. واظهرت لقطات مصورة اشتعال النيران في الدورين العلويين من بناية سكنية ووجود فتحات في جدرانهما ناجمة عن الرصاص والشظايا. وفي وقت لاحق قال المرصد انه وقعت اشتباكات بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة في القابون بشمال شرق دمشق وقال انه سمعت ثلاثة انفجارات. وفي ضاحية برزة الشمالية سمع دوي اطلاق نيران بينما كانت الشرطة تقوم بمداهمات.

في سياق متصل اكدت مصادر مسيحية في حمص بأن المدينة أصبحت شاغرة بنسبة 90 بالمئة تقريبا من المسيحيين ، ومن المتوقع أن يجري "تطهيرها" بالكامل من أبناء الطائفة المسيحية في غضون أيام أو أسابيع قليلة على أبعد تحديد على أيدي مسلحي "كتيبة الفاروق" الوهابيين. وقال مصدر في المطرانية الأرثوذوكسية إن مسلحي "كتيبة الفاروق" داروا على بيوت المسيحيين بيتا بيتا في حيي"الحميدية" و" بستان الديوان"، وأبلغوهم بأن عليهم مغادرة بيوتهم ومدينة حمص فورا.

وكشف المصدر أنه يتم اجبار المواطنين على الخروج من منازلهم بقوة السلاح. وشملت عمليات التهجير الدكتور طالب مشهور غريبة ، وهو أستاذ رياضيات في جامعة" البعث" بحمص ، وشقيقه الموسيقي مروان مشهور غريبة ( موسيقي في فرقة الفنان صباح فخري) ، القاطنين في حي "الحميدية" ، وشقيقتهما ماري مشهور غريبة التي تقيم في حي " بستان الديوان"، وكذلك والدهم وزوجته المدرسة مها حبو ، اللذين يقيمان في مساكن حي "الوعر" الجديد وشملت دفعة التهجير أيضا سكان بناية في حي "الحميدية" مؤلفة من ستة طوابق تقيم فيها 18 عائلة جميعها تقريبا من قرية "عيون الوادي". بحسب تلفزيون الحقيقة. بحسب رويترز.

وقال المصدر الكنسي إن المسلحين أبلغوا أصحاب المنازل قبل مغادرتهم بأنهم وفي حال عدم المغادرة فورا سيطلقون عليهم النار ويصورون جثثهم ويرسلونها إلى "الجزيرة" على اعتبار أن "السلطة هي التي قتلتهم"! وأكد المصدر أن جميع من جرى تهجيرهم "لم يسمح لهم بأخذ أي شيء من ممتلكاتهم ، حتى ملابسهم الاحتياطية ، وفور خروجهم من المنازل جرى احتلالها من قبل المسلحين باعتبارها غنائم حرب من النصارى"! يشار إلى أن عصابات " كتيبة الفاروق" التي يسيطر عليها مسلحو "القاعدة" والوهابيون بمختلف ولاءاتهم التنظيمية ، ومرتزقة ليبيين وعراقيين وأفغانا ، أقدمت على استهداف كنيستين بالقذائف الصاروخية ، ما أدى إلى احتراق إحداهما وتضرر الأخرى.

المعارضة تعذب وتعدم سجناء

في السياق ذاته قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان جماعات معارضة مسلحة في سوريا خطفت وعذبت وأعدمت أفرادا من قوات الامن السورية ومؤيدين للرئيس بشار الاسد. وأدانت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ممارسات مقاتلي المعارضة الذين يتهمون منذ فترة طويلة القوات الحكومية والموالين للاسد بارتكاب انتهاكات مماثلة.

وقالت سارة ليا واطسون مديرة الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش في رسالة مفتوحة لجماعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري "التكتيكات التي تنتهجها الحكومة السورية لا تبرر انتهاكات جماعات المعارضة المسلحة." وأضافت "يتعين على زعماء المعارضة ان يوضحوا لاتباعهم انه يجب الا يلجأوا الى التعذيب او الخطف او الاعدام تحت اي ظروف."

وقالت واشنطن انها "ستشجب قطعا" انتهاكات حقوق الانسان على يد قوات المعارضة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "في سياق ما يحدث في سوريا لا نستطيع ان نغفل عن حقيقة ان أغلب العنف ضد المدنيين والابرياء ترتكبه قوات تحت سيطرة نظام الاسد." والمعارضة المسلحة السورية متشرذمة بدرجة كبيرة ولا يبدو ان العديد من الميليشيات ينتمون الى اي تسلسل قيادي منظم او ينصاعون لاوامر المجلس الوطني السوري.

واودت اعمال العنف في سوريا والتي بدأت منذ عام وفقا لتقديرات الامم المتحدة الى مقتل 8000 شخص وتقع اشتباكات يومية بين المسلحين وقوات الامن في شتى انحاء البلاد. وتحدثت هيومن رايتس ووتش عن عشرات من تسجيلات الفيديو التي تبث عن طريق موقع يوتيوب ويظهر فيها أفراد من قوات الامن او أنصارهم المزعومين وهم يعترفون بارتكاب جرائم تحت التهديد فيما يبدو. وقالت انه في 18 فيديو على الاقل ظهر محتجزون وقد بدت على وجوههم سحجات او خضبت بالدماء او ظهرت عليهم علامات على تعرضهم لانتهاكات جسدية أخرى. وفي أحد هذه التسجيلات ظهر رجل وقد علق من رقبته في شجرة أمام عدد من المقاتلين المسلحين وقد كتب على الفيديو ما يعني انه فرد من الشبيحة وهي ميليشيا غير نظامية موالية للاسد. وذكرت هيومن رايتس ووتش ان بعض الهجمات استهدفت فيما يبدو شيعة او أفرادا من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد. ويحذر محللون من تحول الانتفاضة الى حرب أهلية بين العلويين والسنة. ويشكل السنة 75 في المئة من بين سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليونا.

ميدانيا قتل 30 شخصا بينهم ثمانية منشقين واربعة عناصر من القوات النظامية السورية في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا ، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد ان خمسة اشخاص قتلوا "في محافظة حمص (وسط)، بينهم طفل في اطلاق رصاص في احياء البياضة والخالدية والقصور في مدينة حمص، وطفلة استشهدت اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن". في ريف دمشق، قتل شاب في مدينة دوما في اطلاق نار من قوات سورية. في محافظة حماة (وسط)، قتل خمسة مواطنين في اطلاق نار وفي محافظة ادلب " قتل سبعة مواطنين بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان في بلدة سراقب وقرية كفرعميم المجاورة لها والتي نزح اليها اهال من مدينة سراقب خوفا من العمليات العسكرية حسب المرصد.

واشار المرصد الى "اشتباكات بين مجموعة مسلحة منشقة وقوات نظامية حاولت اقتحام مدينة اريحا في ادلب". واعلن المرصد في هذا الاطار مقتل ثمانية عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة بينهم ستة في مدينة نوى ومنطقة اللجاة بمحافظة درعا، واثنين في مدينة اعزاز بمحافظة حلب. كما اوضح ان اربعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا، ثلاثة في مدينة نوى بمحافظة درعا وجندي في مدينة حمص. بحسب فرنس برس.

من جانب اخر، اكد مصدر امني اردني اعتقال عشرة سوريين ، ادعوا انهم عسكريون منشقون عن النظام على اثر هروبهم من المكان المخصص لاقامتهم في مدينة المفرق شمالي المملكة.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة" استهدفت خطا لنقل مادة الغاز من حقول الجبسة (شمال شرق) الى حمص (وسط) عبر تفجيره بعبوة ناسفة عند منطقة بئر الجوف (شرق).

مطالبه بتوحيد صفوف المعارضة

من جانب اخر قالت مصادر بالمعارضة السورية ان قطر وتركيا تضغطان على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل اجتماع لوزراء خارجية دول غربية وعربية في اسطنبول ودعت قطر وتركيا معارضي الاسد المنقسمين الى التجمع في اسطنبول قبل اجتماع "اصدقاء سوريا" المقرر عقده في نفس المدينة في الاول من ابريل نيسان.. وقالت الدعوة القطرية التركية ان الهدف هو مناقشة الرؤى من اجل سوريا حرة وديمقراطية والاتفاق على مجموعة من المبادئ المشتركة لانتقال سياسي سلمي وتوحيد الصفوف حول المجلس الوطني السوري.

وانسحب بعض الليبراليين والاسلاميين المستقلين المعارضين للنفوذ المتنامي للاخوان المسلمين من المجلس الوطني السوري الذي تأسس العام الماضي مما اثار الشكوك بشأن مدى قدرة المعارضة على تشكيل جبهة مشتركة ضد الاسد. وقال فاروق طيفور المسؤول بالاخوان المسلمين في مؤتمر صحفي باسطنبول انه يتوقع الاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي الوحيد لسوريا. وأعلن طيفور ايضا تأييده لتمديد رئاسة برهان غليون للمجلس الوطني السوري. ويواجه غليون وهو استاذ علوم سياسية علماني مقيم في باريس انتقادات حادة منذ تعيينه. وجورج صبرا هو المنافس الرئيسي لتولي المنصب خلفا لغليون عندما تنتهي فترة رئاسته للمجلس التي تستمر ثلاثة اشهر. وصبرا حليف لرياض الترك المعارض السوري البارز. ويعمل الترك سرا داخل سوريا وله ببعض النفوذ المعنوي على المعارضة.

وقال معارض كبير طلب عدم نشر اسمه انه يقبل بالدعوة القطرية التركية رغم تحفظاته على قيادة المجلس الوطني السوري والاخوان المسلمين. وقال "انني أحاول تقبل الامر لاننا جميعا نريد نجاح اجتماع (اصدقاء سوريا)." وأضاف "تريد القوى العالمية ضمانا جادا بأن المعارضة لن تسمح بانزلاق سوريا الى الفوضى. المجلس الوطني السوري يتعرض للضغط كي يطرح على الاقل وجهة نظر متماسكة لفترة ما بعد الاسد." وكانت كاترين التلي محامية حقوق الانسان التي سجنت خلال الانتفاضة واحدة من خمسة اعضاء بارزين بالمجلس الوطني السوري الذين استقالوا من المجلس لتشكيل جبهة وطنية سورية منافسة. وقالت التلي انها ستشارك ايضا في اجتماع اسطنبول وان واحدا أو اثنين من زملائها سيشاركان ايضا.

وقالت لجنة التنسيق الوطني وهي مجموعة تضم سياسيين من تيار الوسط وشهدت ايضا انشقاقات انها لن تشارك. وتخشى القوى الخارجية ان تنزلق سوريا التي تضم اغلبية سنية وعدة اقليات دينية وعرقية الى حرب اهلية ما لم تعمل فصائل المعارضة سويا. وطالبت الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة بتعهد المعارضة بحماية الاقليات والحفاظ على السلم الاهلي في اي مرحلة بعد الاسد. وتزايدت اعمال القتل الطائفي بين السنة والطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد. ويعمل عدد متزايد من المسلحين السوريين خارج نطاق اي قيادة مركزية.

من اسطنبول اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الاحد وثيقة "عهد وميثاق" حددت فيها الاطر العريضة لمفهومها لسوريا ما بعد الاسد داعية الى بناء "دولة مدنية حديثة ديموقراطية تعددية تداولية". وتلا المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة الوثيقة التي حملت عنوان "عهد وميثاق من جماعة الاخوان المسلمين في سوريا" تتضمن "رؤية وطنية وقواسم مشتركة تتبناها جماعة الاخوان المسلمين في سوريا وتتقدم بها اساسا لعقد اجتماعي جديد يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري". بحسب فرنس برس.

في السياق ذاته اعلن عسكريون سوريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة. وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه "تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة"، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس. ودعا الحمود "الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر". وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه "تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون". واضاف "ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر". وردا على سؤال حول قبول تطوع المدنيين في المجموعات التي يشرف عليها المجلس قال الخطيب "الافضلية هي بطبيعة الحال للعسكريين، ولكن في حال توفر السلاح بشكل كاف، فإن قبول تطوع المدنيين قد يكون مطروحا تحت قيادة المجلس العسكري". وكان الخطيب اوضح قبل ايام ان العناصر المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على "سبع كتائب، اكبرها كتيبة الفرقان في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة ابو عبيدة بن الجراح في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة سباع الجرد في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها)". وقال الخطيب ردا على سؤال "هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام لا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود"، مضيفا "المنشقون يعتمدون حرب العصابات وهم يتنقلون بسهولة لان اعداد المجموعات تكون صغيرة والاسلحة بحوزتهم خفيفة".

الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية"

 من جانب اخر حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف من ان خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية" في هذا البلد مقدما "دعما كاملا" لمهمته، في الوقت الذي تواصلت فيه اعمال العنف في مناطق عدة من سوريا موقعة ثلاثين قتيلا. ومن سيول اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تأييدهما لارسال مساعدة "غير عسكرية" للمعارضة السورية من بينها اجهزة اتصال ومعدات طبية، حسب ما نقل المستشار المساعد للامن القومي الاميركي بن رودس.

وكرر اوباما واردوغان دعوتهما ايضا الى "عملية" انتقالية نحو "حكومة شرعية" في سوريا. ويزور انان روسيا كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا لمعرفة مدى استعداد روسيا للضغط على دمشق. والتقى في هذا الاطار الرئيس الروسي ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وقال مدفيديف لانان خلال لقائهما في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة تعقد في سيول، كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسوريا لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد. نأمل بشدة بان يتوج عملكم بنتيجة ايجابية". واضاف "سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى".

من جهته، قال انان انه بحاجة لدعم قوي من روسيا للنجاح في مهمته من اجل وقف العنف في سوريا. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا "دورا ناشطا" في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي.

ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة باطاحته. وقبل لقائه مدفيديف، اجتمع انان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتفق معه، بحسب مسؤولين روس، على الحاجة لبذل "جهود اضافية" من قبل قوى دولية واقليمية من اجل حل الازمة. ونقلت وكالة انترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان "الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء".واصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا شددت فيه على اهمية "عدم التدخل" في الشؤون الداخلية السورية. وجاء في البيان "اوضح الوزير لافروف ان على المجتمع الدولي في هذه المرحلة تعزيز تعاونه مع مهمة انان وهذا يفترض عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا واعتبار انه من غير المقبول تقديم دعم لاحد طرفي النزاع". بحسب فرنس برس.

وقد استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد مشروعي قرار ينددان بالقمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المعارضة والذي اوقع اكثر من تسعة الاف قتيل منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل عام بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت روسيا شددت مجددا على القسم من المسؤولية الذي تتحمله المعارضة السورية والاطراف التي تدعمها. واعتبر سيرغي بريكودكو المستشار الدبلوماسي الرئيسي للكرملين انه من المتعذر وقف النزاع "بدون وقف الامدادات بالاسلحة للمعارضة من الخارج".

وتدعو خطة انان الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وارساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف. واشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالبيان. وقالت كلينتون ان الخطوة التي اتخذها مجلس الامن المنقسم حيال الازمة في سوريا "ايجابية". من جهتها، اشادت الصين بالبيان ووصفته بانه خطوة ايجابية باتجاه التوصل الى تسوية سياسية للازمة في سوريا ودعت دمشق الى "وقف العنف فورا". ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الامم المتحدة قوله ان الصين حثت سوريا على "دعم مهمة (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي) انان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وابداء الارادة السياسية واطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/آذار/2012 - 9/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م