المرأة في مراكز القرار والرجل يحكم!

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: الحدث الابرز هذه الايام هو القمة العربية، الذي سبقته الكثير من احداث الانتفاضات العربية في عدد من الدول التي بقيت قارة وساكنة في حكم طغاتها لعقود طويلة.. سوف لن يكون على مقاعد رؤساء الوفود الذين سيجلسون في قاعات اجتماعات القمة اي امرإة تراس وفد بلادها بصفتها رئيسة دولة او رئيسة وزراء او حتى نائبة للمنصبين.

وقد سبق اننا لم نشاهد طيلة شهور ما يسمى بالربيع العربي نساء قياديات لهذه الانتفاضات يتسيدن المشهد السياسي في بلدانهن، بل الاكثر ظهورا هو وجود المراة في عداد الضحايا للطرفين، كما في الحالة الليبية، او كبش فداء كما في الحالة السورية، او وسيلة ضغط لإبعاد المنافسين المحتملين للرئاسة كما في الحالة المصرية (ابنة البرادعي وصورها).

ما سوف نشاهده من عدم احتلال امرأة لمقعد رئاسي في القمة العربية هو تحصيل حاصل لهذه التفرقة بين الرجل والمرأة في السياسة وغيرها من مجالات الحياة.. ورغم الاستثناءات التي تقع بين فترة واخرى، في ترؤس امراة لموقع سياسي بارز ومرموق في بلدها الا انها تبقى استثناءات تثير الجدل حول مكانة المرأة وهل يمكنها ان تحكم مثل الرجل بدل ان تعزز من القناعات التي يمكن ان تغير تلك النظرة السائدة نحوها.

البروفسور ارنولد لودفيغ صاحب كتاب (ملك الجيل: طبيعة القيادة السياسية) يرى ان هذه العنصرية الشاملة للنساء تعود الى العصور القديمة، حتى عندما تصل الملكات الى العرش عبر الخلافة الوراثية كن تواجهن تحيزات مماثلة عن مؤهلاتهن للحكم.

وحتى فيما يتعلق بالنساء اللواتي وصلن الى مراكز الحكم فان وصولهن لا يبتعد كثيرا عن كونهن، ارملات فلان او بنات فلان من الرؤساء، وهو وضع اتاح لهن الوصول الى تلك المراكز عن طريق هذه الكاريزما السياسية التي تمتع بها الرجل في حياته السياسية.

هناك القيل من النساء اللواتي وصلن الى تلك المراكز نتيجة لمؤهلات خاصة ومن ضمن هؤلاء النساء اللاتي وصلن إلى السلطة بسبب سماتهن وكفاءتهن الشخصية هناك: الإسرائيلية غولدا مائير، والتركية تانسو تشيلر، والنرويجية غرو هارلم برونتلاند، والنيوزيلاندية جيني شيبلي، وجميعهن كن ديناميكيات ومتحدثات قديرات.

وهناك أيضاً البريطانية مارغريت ثاتشر، التي بالرغم من نزقها وقسوتها وسخريتها اللاذعة، إلا أنها كانت ناجحة جداً في المناظرات البرلمانية. وباستثناء وايزيرو زوديتو (1916-1928) ابنة الملك مينيلك الثاني التي اختيرت لتصبح إمبراطورة لإثيوبيا، لكنها سمحت لابن عمها هيلا سيلاسي أن يصبح وصياً ويحكم بدلاً منها؛ لأنه لم يكن مقبولاً في بلدها أن تحكم امرأة لوحدها..

تعتبر فيجديس فينبوجادوتير، رئيسة أيسلندا (1980-1996) وأول امرأة في العالم تشغل منصب الرئيس المنتخب ديمقراطيا.. وقد قامت بتأسيس مجلس القيادات النسائية في العالم هو عبارة عن شبكة من رئيسات الجمهورية ورئيسات الوزراء الحاليات والسابقات، وقد أنشئ هذا المجلس في 1996.

مهمة المجلس هي حشد أعلى مستوى من القيادات النسائية على مستوى العالم للعمل الجماعي حول القضايا ذات الأهمية الحاسمة للمرأة. من خلال القمم والشبكات والشراكات الخاصة به، و المجلس يقوم بتعزيز الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين، ويعزز التجربة الديمقراطية على الصعيد العالمي من خلال زيادة عدد وفعالية، وتسليط الضوء على النساء اللواتي يتولين قيادة بلدانهن.

وكجزء من هدفه لوضع المرأة في أعلى مستويات القيادة، زاد المجلس من أنشطته في عام 1998 ليشمل وزراء من النساء. ومارجوت ولستروم الكريمة، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي والصراع، هي رئيسة المبادرة الوزارية. المبادرة الوزارية تسعى إلى تعزيز التبادل على المستوى الوزاري بشأن القضايا العالمية، لتحديد ومعالجة التحديات الخاصة التي تواجه النساء في المناصب القيادية الوزارية، وزيادة وجودهن على الصعيدين الوطني والدولي. ومن أجل أن يكون لها أكبر الأثر، يتم تنظيم الوزيرات في إطار المبادرة الوزارية في وزارة مختلفة. وقد عقد المجلس عدة اجتماعات رفيعة المستوى لوزيرات الصحة والبيئة والمالية والتنمية، والعدل والثقافة وشؤون المرأة.

وقد خلقت هذه الاجتماعات مساحة فريدة للوزراء لتبادل أفضل الممارسات من البلدان النامية والمتقدمة والخبرات القطرية لتشكيل قوة قوية وموحدة من أجل تغيير السياسات، من منظور المرأة.

في احصائية لعدد النساء اللواتي وصلن الى مراكز قيادية في بلدانهن نجد ان دول امريكا اللاتينية تتفوق على بقية الدول من القارات الاخرى في هذا المجال.. مثل ميشيل باشيليه (شيلي)، سوزان كاميليا (جزيرة الانتيل)، فيولينا شامورو (نيكاراغوا)، بياتريس ميرينو (بيرو)، ايزابيلا بيرون (الارجنتين)، يوريشيا ميلر (جزيرة جامايكا)، جانيبت جاغان (غيانا)، يوجينا شارلز (جزيرة دومنيكا)، ماريا دي ايرياس(بنما)، ليديا غويلار (بوليفيا)، ارثا تروليه (جزيرة هايتي)، روزاليا ارتيغا (اكوادور)، كريستينا كيرشنر (الارجنتين)، لورا شنشيلا (كوستاريكا)، ديلما روسيف (البرازيل).

وفي احصائية اخرى نجد ان:

* 11 بلدا فقط من بين أكثر من (180) بلدا تترأسها حاليا نساء وهي على النحو التالي:

 ماديور بويي رئيسة وزراء السنغال.

هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا.

تاريا (تارجا) هالونين رئيسة فنلندا.

شاندريكا كوماراتونجا رئيسة سريلانكا.

غلوريا مكبجال أرويو رئيسة الفيلبين.

ماري ماكاليس رئيسة أيرلندا.

ميريا موسكوسو رئيسة بنما.

جينفر سميث رئيسة وزراء برمودا.

ميغاواتي سوكارنو بوتري رئيسة إندونيسيا.

فايرا فايكي فرايبرغا رئيسة لاتفيا.

خالدة ضياء رئيسة وزراء بنغلاديش.

* أما المناصب القيادية الأخرى في الحكومات للنساء فتتضمن أربع سيدات في منصب نائب الرئيس:

ميلاجروس أورتز بوش نائبة الرئيس في جمهورية الدومينيكان.

أنيتي لو نائبة الرئيس في تايوان.

إيساتو ناجيه سعيدي نائبة الرئيس في غامبيا.

أتسريد فيشل فوليو نائبة الرئيس في كوستاريكا.

* تشكل النساء ما نسبته فقط (7%) من وزراء العالم أجمع.

* هناك (9) نساء فقط سفيرات لدى الأمم المتحدة وهن من فنلندا، غينيا، جامايكا، كازاخستان، قيرغزستان، ليبيريا، ليشنشتاين، الصومال، وتركستان.

* أما في نظام عمل الأمم المتحدة فإن النساء لديهن فقط (9%) من المناصب الإدارية العليا وما نسبته (21%) من المراكز الإدارية العليا ولكن (48%) من مواقع الخدمة المدنية العملية الأدنى.

* المشاركة النسائية في المناصب الإدارية والتنفيذية تشكل ما نسبته (33%) في العالم الغربي وما نسبته (15%) في إفريقيا و(13%) في آسيا والباسيفيك، وما نسبته (9%) فقط في فرنسا و(20%)في هولندا من قوة العمل هن نساء في مراكز إدارية وتنفيذية عليا. ومن بين البلدان النامية فإن (33%) من قوة العمل في الإكوادور والباهاما تتألف من نساء في مناصب إدارية وتنفيذية عالية.

* هناك خمس نساء فقط في منصب رئيس هيئة تنفيذية في أغنى (500) شركة ومؤسسة في الولايات المتحدة وهي: كسيروكس، سفيرون، هويلت، باكارد، جولدن ويست فايننشال وآفون برودكتس.

مجلس القيادات النسائية في العالم هو عبارة عن شبكة من رئيسات الجمهورية ورئيسات الوزراء الحاليات والسابقات، وقد أنشئ هذا المجلس في 1996 على يد فيجديس فينبوجادوتير، رئيسة أيسلندا (1980-1996) وأول امرأة في العالم تشغل منصب الرئيس المنتخب ديمقراطيا، ولورا ليسوود، الأمينة العامة. مهمة المجلس هي حشد أعلى مستوى من القيادات النسائية على مستوى العالم للعمل الجماعي حول القضايا ذات الأهمية الحاسمة للمرأة. من خلال القمم والشبكات والشراكات الخاصة به، فإن المجلس يقوم بتعزيز الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين، ويعزز التجربة الديمقراطية على الصعيد العالمي من خلال زيادة عدد وفعالية، وتسليط الضوء على النساء اللواتي يتولين قيادة بلدانهن. تاريا هالونين، رئيسة فنلندا (2000 إلى الوقت الحاضر)، تشغل منصب رئيسة المجلس حاليا. المجلس هو عبارة عن برنامج سياسة عامة تابع لمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين.

كجزء من هدفه لوضع المرأة في أعلى مستويات القيادة، زاد المجلس من أنشطته في عام 1998 ليشمل وزراء من النساء. ومارجوت ولستروم الكريمة، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي والصراع، هي رئيسة المبادرة الوزارية. المبادرة الوزارية تسعى إلى تعزيز التبادل على المستوى الوزاري بشأن القضايا العالمية، لتحديد ومعالجة التحديات الخاصة التي تواجه النساء في المناصب القيادية الوزارية، وزيادة وجودهن على الصعيدين الوطني والدولي. ومن أجل أن يكون لها أكبر الأثر، يتم تنظيم الوزيرات في إطار المبادرة الوزارية في وزارة مختلفة.

وقد عقد المجلس عدة اجتماعات رفيعة المستوى لوزيرات الصحة والبيئة والمالية والتنمية، والعدل والثقافة وشؤون المرأة. وقد خلقت هذه الاجتماعات مساحة فريدة للوزراء لتبادل أفضل الممارسات من البلدان النامية والمتقدمة والخبرات القطرية لتشكيل قوة قوية وموحدة من أجل تغيير السياسات، من منظور المرأة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/آذار/2012 - 7/جمادى الأولى/1433

 

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م