
شبكة النبأ: تواجه الحكومة الفرنسية
مجموعة من الانتقادات التي اتت على خلفية العمليات الاخيرة التي نفذها
الشاب الفرنسي المسلم محمد مراح البالغ من العمر23 عاذي قام ما بشن
ثلاثة هجمات دموية قبل أن يتم تحديد هويته وموقعه ثم قتله شهدتها،
وتصاعدت حدة الانتقادات من قبل بعض اطراف المعارضة الساعية الى اضعاف
اداء الدور الحكومي لكسب الراي العام الفرنسي هذا بالإضافة الى بعض
الانتقادات التي وتحدثت عن ضعف اداء قوات النخبة الخاصة الفرنسية التي
ادت الى مقتل المشتبه به قبل إمساكه حيا، وبهذا الخصوص اكد اموري دي
هوتكلوك قائد وحدة النخبة في الشرطة الوطنية الفرنسية ان وحدته تركت
المجال مفتوحا امام محمد مراح "حتى اخر فرصة"، لكن تصرفات الشاب
فاجأته. واكد دي هوتكلوك انه "اذا كان هناك هجوم فمراح هو من بدأه"
بينما كانت الخطة التي وافق عليها قائد وحدة النخبة "تقضي بالسيطرة على
الموقع بامان للتأكد من بقاء مراح على قيد الحياة". ومع ذلك، كانت
القوة على علم بما تواجهه.
وقال اموري دي هوتكلوك انه عندما قطع "القاتل صاحب الدراجة النارية"
المفاوضات كان قد "قال لي انا مجاهد واريد ان اقاوم حتى الموت.
ستقتلوني وانا فخور جدا بذلك. يشرفني ان اقاتل وحدة النخبة وساحاول ان
اقتل اكبر عدد منكم. واضاف ان مراح اكد له ان "خلال فترة المفاوضات
كلها لم يكن ينوي البتة الاستسلام بل استفاد من تلك اللحظات ليستريح
ويكون على استعداد لمواجهتنا". وروى انه عندما "وصلنا الى منزله اطلق
النار علينا عبر الباب". لكن رغم ذلك "اعطيته فرصة حتى النهاية وابقيت
على مفاوض امام بابه يحاول التحدث اليه طول الليل. وفي الوقت نفسه امرت
باطلاق الرصاص علي المنزل باستمرار لمنعه من النوم".
واضاف انه "وبعد سد كل المنافذ" وخلع الباب دخل شرطيو النخبة " الى
شقة تحولت الى ميدان قتال سدت فيه كل المنافذ بالاثاث لتعطيل تقدمنا
وتعقيده". واستذكر قائد وحدة النخبة ان "تقدمنا كان بطيئا جدا جدا لانه
في الواقع لم يكشف موقعه ولم نكن نعلم اذا كان المكان ملغما ام لا".
وكان المخطط ينص على "محاصرته في الحمام الصغير حيث كان معتصما وشل
حركته بالغازات المسيلة للدموع بعد فتح ثغرة والتأكد من انه سليم".
وكان رجال الشرطة جميعا "يرتدون اقنعة مضادة للغازات اضافة الى اسلحتهم
الفردية من بندقية ضغط وقاذفة رصاص دفاعية"، على حد قوله.
وتابع "عندما وصلنا الى الحمام لم يتحرك فبدأنا نفتح ثغرة لادخال
قنبلة مسيلة للدموع عندئذ اخذ يطلق النار عبر الجدار ويتصدى لنا. ورغم
ذلك امرت باطلاق قنابل هجومية عليه لكن بشكل يحدث صدمة لديع ويسمح لنا
بالقبض عليه حيا". لكنه "استمر في اطلاق النار وبما ان الجدران في شقته
لم تكن سميكة بدات شظايا الرصاص تصيب رجالي ورغم ذلك لم نرد عليه".
وبعدها "اندفع من الحمام اي انه اختار طريقة تحركه وهاجم رجال النخبة.
لم ار شيئا من هذا القبيل يوما".
وتابع "اخذ يطلق النار على كل الرجال يمينا وشمالا الى الامام
والوراء ويتقدم كالمجنون حتى وصل الى شرفة نافذة الوسط حيث اصاب احد
رجالي في عنقه وارغمه على التراجع الى الوراء والسقوط على العشب".
وحينها "استعاد الرجال الذين كانوا في مواقع حماية حول النوافذ مواقعا
وراء الشرفة فحاول مطاردتهم وقتلهم باخراج يده فوق الشرفة فأطلق عليه
القناصة النار". وتابع دي هوتكلوك انه "عندما سقط كان ميتا على الارجح
وكنت تحت الشرفة حين وقع الهجوم ورايته يسقط تقريبا امامي". وبالنهاية
يرى دي هوتكلوك ان العملية "لم تكن فاشلة ولا ناجحة، اظن اننا قمنا
بعملنا بافضل طريقة وبكل شجاعة مغامرين بحياتنا".
الى جانب ذلك قال مصدر قضائي فرنسي ان شقيق المسلح الذي كان يستلهم
افكاره من تنظيم القاعدة وقتل سبعة اشخاص في فرنسا يواجه اجراءات
قضائية الى جانب صديقته في الوقت الذي تباشر فيه الشرطة تحقيقاتها في
القضية ولكن يجب الافراج عن والدته بسرعة. واعتقلت الشرطة والدة محمد
مراح وشقيقه الاكبر عبد القادر وصديقة شقيقه في مدينة تولوز بجنوب
فرنسا مع سعي المفاوضين للحصول على مساعدتهم في محاولة لاقناع رماح
بتسليم نفسه.
وقال المصدر القضائي ان عبد القادر وصديقته التي لم يتم الافصاح عن
اسمها سينقلان الى مركز اعتقال في مقر وكالة المخابرات الداخلية في
باريس وسيمثلان امام قاض سيحدد مااذا كان هناك ما يدعو لبدء اجراءات
قضائية بشأن احتمال صلتهما بهجمات مراح . وقال فرانسوا مولان النائب
العام الذي يرأس القضية ان الشرطة عثرت على متفجرات في سيارة مملوكة
لعبد القادر كما انه معروف لدى اجهزة الامن لمساعدته لتهريب متشددين
جهاديين الى العراق عام 2007. بحسب فرنس برس.
وابلغ بيرنار سكوارسيني رئيس جهاز المخابرات الداخلية لصحيفة لوموند
انه لا يوجد دليل على انتماء رماح لاي شبكة راديكالية اسلامية. وحتى
الان ما زال المحققون يحاولون التأكد مما اذا كان قد تلقى اي دعم
لوجيستي او ايدولوجي او انه كان يعمل بمفرده. وكان معروفا ان شقيق مراح
واحدى شقيقاته درسا القران في مصر عام 2010 كما وجدت الشرطة الفرنسية
في الماضي علاقات بينهما وبين جماعة راديكالية اسلامية تتخذ من جنوب
فرنسا مقرا لها يقودها فرنسي مولود في سوريا كانت وسائل الاعلام
الفرنسية تطلق عليه لقب" الامير الابيض" بسبب لون شعره ولحيته.
انتقادات للمخابرات الفرنسية
في سياق متصل اضطر رئيس وزراء فرنسا للرد على اتهامات بأن أخطاء
المخابرات سمحت لشاب مسلم له سجل جنائي وتم رصده مرتين في افغانستان
بأن يصبح أول قاتل يستلهم نهج القاعدة ينفذ هجوما في فرنسا. وكثيرا ما
اعتبرت اجهزة الامن الفرنسية التي عززها صراعها مع متشددين اسلاميين من
مستعمرتها السابقة الجزائر من أشد أجهزة المخابرات كفاءة في اوروبا حيث
تمكنت من منع وقوع هجمات لمتشددين على الاراضي الفرنسية خلال الخمسة
عشر عاما الماضية. وأشار سياسيون معارضون بينهم مرشحة الرئاسة عن
اليمين المتطرف مارين لوبان الى أن اهمالا أو اخطاء سمحت لمحمد مراح
(23 عاما) بشن ثلاثة هجمات دموية في غضون عشرة ايام قبل أن يتم تحديد
هويته وموقعه ثم قتله. غير أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون قال
ان أجهزة الشرطة والمخابرات قامت بمهمة مثالية. وقال لاذاعة ار.تي.ال "أعتقد
أن حل قضية جنائية بهذه الاهمية في عشرة ايام أمر لم يسبق له مثيل
عمليا في تاريخ بلدنا." وبدا أن وزير الخارجية الان جوبيه اقر بأن هناك
مبررات للتساؤل بشأن اخطاء امنية محتملة بقوله "ينبغي أن نقدم بعض
الايضاحات بشأن هذا الامر."
وقتل مراح ثلاثة اطفال يهود واربعة بالغين رميا بالرصاص في ثلاثة
هجمات منفصلة رغم أن جهاز المخابرات الداخلية كان يراقبه واستجوبه في
نوفمبر تشرين الثاني. وقال فرانسوا ريبسامين المتحدث باسم الشؤون
الامنية في الحزب الاشتراكي "بما أن جهاز المخابرات الداخلية كان يتابع
محمد مراح لمدة عام فكيف يستغرق منهم الامر كل هذا الوقت لتحديد موقعه.
وتساءلت صحيفة ليبراسيون اليسارية في افتتاحية لها عما اذا كانت اجهزة
المخابرات لم تسقط في "فشل ذريع". "كيف يمكن أن يهونوا من شأن الخطر
المحتمل لشخص يعرفونه بالفعل؟"
وفي واشنطن قال مسؤولان أمريكيان ان مراح كان على قائمة الحكومة
الامريكية للاشخاص الممنوعين من السفر جوا الى الولايات المتحدة وظل
مدرجا عليها لبعض الوقت. وقال مسؤول انه وضع على القائمة لان المسؤولين
الامريكيين اعتبروه تهديدا محتملا للطيران. وقال ريبسامين انه عقب قتل
جنديين فرنسيين في مونتوبان قرب تولوز في 15 مارس اذار كان اسم مراح
على قائمة من 20 شخصا للمخابرات الداخلية يتعين مراقبتهم عن قرب في
منطقة بجنوب غرب فرنسا. لكن يبدو ان الجهاز فقد اثره.
وتمكن المحققون من تعقبه في اليوم التالي لقتله ثلاثة اطفال وحاخاما
بالرصاص عند مدرسة يهودية في تولوز. وقال وزير الداخلية كلود جيان انه
تم تحديد هوية مراح عندما حلقت طائرة هليكوبتر فوق منزله وخرج لينظر من
النافذة. وقال جيان في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو انه لا يمكن استجواب
أناس لاعتناقهم افكارا اجرامية. واضاف "لم تظهر عليه أو على اي ممن
تردد عليهم قط أي علامة على كونهم يشكلون خطورة." وقال ان كثيرا من
الاشخاص مدرجون على القوائم الامريكية بالممنوعين من ركوب الطائرات
لمجرد أنهم زاروا دولا مثل باكستان. وأضاف "أذكركم بأن هذا الرجل كان
فرنسيا وبالتالي كان من المستحيل منعه من التحرك في فرنسا."
وقتل مراح بالرصاص على يد قناص بعد معركة بالأسلحة مع الشرطة انهت
حصارا لشقته في تولوز دام 30 ساعة. وقال مصدر قضائي ان تشريح الجثة
اظهر انها أصيبت بعدد كبير من الرصاصات بينها اثنان قاتلتان في الرأس
والبطن. وابلغ مراح مفاوضيه من الشرطة عند حصار منزله أنه تدرب في
معسكر للقاعدة في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية. ورغم أنه لم يكن
من الممكن اعتقاله دون دليل على نيته الاجرامية يقول منتقدون انه كان
بوسع السلطات اتخاذ خطوات أخرى. بحسب رويترز.
وتسمح قوانين مكافحة الارهاب الفرنسية بالتنصت على هواتف المشتبه
بهم دون اذن قضائي بناء على تفويض من رئيس الوزراء ولجنة استشارية.
ولمحت لوبان الى أن جهاز المخابرات الداخلية ربما فقد أثر المسلح
لاسباب بينها أن انتباهه انصرف بتحريات ساركوزي عن الصحفيين ومعارضيه
السياسيين. ويواجه رئيس الجهاز برنار سكوارسيني تحقيقا لاصداره اوامر
بمراقبة هواتف مراسلي صحيفة لوموند بشكل غير قانوني.
انتقاد لأسلوب الشرطة الفرنسية
من جانب اخر وجه خبراء امنيون اسرائيليون انتقادات حادة الى الشرطة
الفرنسية لطريقة معالجتها حصار منفذ هجمات تولوز بعدما قتل سبعة اشخاص
بينهم اربعة يهود في المدينة. وكتب ليئور لوتان وهو ضابط سابق في
الوحدات الخاصة يراس حاليا مركزا لمكافحة الارهاب قرب تل ابيب في صحيفة
يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا مقالا بعنوان "فشل في التخطيط". وبحسب
لوتان فان "قوى الامن الفرنسية فشلت في مهتمها "لالقاء القبض" على محمد
مراح في شقة كان يتحصن بها في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا. وراى ايضا
ان وحدة النخبة الفرنسية فشلت في استخدام نظام "الخداع والاخفاء" وسمحت
لمراح باخذ زمام المبادرة والتي انتهت بقفزه من النافذة.
واشار اوري بارليف وهو قائد سابق لوحدة كوماندوس في مقال نشرته
صحيفة معاريف ان "هذه ليست طريقة تتصرف بها وحدة لمكافحة الارهاب".
واضاف "ولكنه ليس من العادل ان ننتقدهم فليس لديهم مقدار الكفاءة
المهنية ولا الخبرة التي جمعناها في محاربة الارهاب". من جهته، قال
داني ياتوم الرئيس السابق للموساد و نائب قائد فريق في وحدة النخبة
سابقا في حديث للاذاعة العامة الاسرائيلية انه "من الصعب اصدار احكام
من هنا لان كل عملية وحدات خاصة مختلفة عن غيرها ولكل واحدة صفاتها".
واكمل ياتوم "تم اعطاء هذه الوحدة مهمة بالغة التعقيد وهي القاء القبض
على محمد مراح حيا (...) ولو كان الامر يتعلق بالقاء القبض عليه حيا او
ميتا لانتهى الموضوع على الفور ولكانوا نفذوا عملية مع اطلاق العديد من
النيران ". الا ان لوتان راى ان العملية كان يجب ان تكون اوضح لانهم
كانوا يتعاملون مع مطلق نار واحد. واضاف "الهدف لم يكن معقدا: شقة
سكنية وهارب واحد لا متفجرات ولا رهائن في منطقة ليست منطقة عدو او
ساحة معركة ولكن منطقة تسمح لقوى الامن بالانتشار كما يريدون". ورأى
انه "اما كان هناك مشكلة في التخطيط للعملية او انهم اضطروا للتصرف قبل
انهاء كافة تحضيراتهم (...) ونتيجة للذلك تعرضت عملية كان يجب انهائها
في اسرع وقت ممكن للتعقيدات".
و اعتبر اليك رون وهو رئيس سابق لوحدة كوماندوز في الشرطة في حديث
للاذاعة العامة الاسرائيلية انه يمكن وصف العملية الفرنسية "بالارتباك
التام وافتقار المهنية" التي تفاقمت بسبب افتقادهم للمعلومات حول ما
يحدث داخل الشقة خلال المواجهة. واضاف "التكنولوجيا موجودة وهي هناك
وكان يمكن القيام بذلك بطريقة مختلفة تماما يبدو ذلك بالنسبة لي كعار
ولا افهم لماذا انتظروا ثلاثين ساعة ولا افهم لماذا لم تتوفر لهم
المعلومات الاستخباراتية المطلوبة". بحسب فرنس برس.
واوضح ياتوم ان الاخفاقات الاستخباراتية بدات بكثير من قبل ان يبدا
مراح بقتل الناس في 11 اذار/مارس الماضي. وقال ان "احد الدروس التي
سيتعلمها (الفرنسيون) بنظري هي نتيجة لواقع ان مراح كان على لائحة
المراقبة الفرنسية والاميركية ومنع من دخول الولايات المتحدة ولم
ينجحوا في منع الاعتداء الاول او الاعتداءات بعده". واضاف "سيتعين على
الفرنسيين القيام بجهود ضخمة والتغلغل استخباراتيا بشكل اعمق في هذه
الخلايا والمنظمات التي تعمل في الاراضي الفرنسية".
القاعدة تتبنى الهجمات
في السياق ذاته تبنت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة الهجمات التي
نفذها فرنسي جزائري الاصل في جنوب غرب فرنسا وذلك في بيان نشر على
الانترنت. وقال البيان الذي يحمل توقيع "سرية طارق بن زياد كتيبة جند
الخلافة" انه "في يوم الثلاثاء 19 مارس انطلق احد فرسان الاسلام اخونا
يوسف الفرنسي في عملية هزت اركان صليبة في العالم كله". واضاف البيان
الذي تم بثه على موقع "شموخ الاسلام" الذي يبث عادة بيانات تنظيم
القاعدة "اننا اذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة، فاننا نقول
بان ما تقوم به اسرائيل من جرائم بحق اهلنا على ارض فلسطين الطاهرة وفي
غزة على وجه التحديد لن يمر بدون عقاب". واضاف البيان "نحن نعلن
مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة".
من جهته، قال مدعي باريس فرانسوا مولان ان محمد مراح منفذ اعتداءات
تولوز جنوب غرب فرنسا صور الهجمات الثلاثة التي ارتكبها في 11 و15 و19
آذار/مارس وقتل فيها سبعة اشخاص ووضعها على الانترنت. وعثرت الشرطة في
حقيبته على الكاميرا التي استخدمها وشاهدت لقطات "واضحة تماما" بحسب
المدعي. واوضح المدعي ان الفرنسي الجزائري الاصل البالغ من العمر 23
عاما "قال فعلا انه وضع (اشرطة الفيديو عن هجماته) لكن لا نعلم اين ولا
كيف ولا متى". واشار المدعي الى ان مراح تحدث اثناء تطويق المبنى الذي
كان يتحصن فيه "واوضح مساره والتزامه وتدريبه داخل القاعدة في المنطقة
الباكستانية الافغانية في وزيرستان".
وصرح الرئيس الفرنسي بعد انتهاء المواجهة ان "مواطنينا المسلمين لا
علاقة لهم بالدوافع الجنونية لارهابي"، وتعهد اتخاذ اجراءات جنائية
لمكافحة محاولات "نشر العقائد" المتطرفة سواء على الانترنت او في رحلات
او حتى في السجون وقال ساركوزي في كلمة في قصر الاليزيه بثها التلفزيون
والاذاعة "من الآن فصاعدا اي شخص يطلع على مواقع على الانترنت تمجد
الارهاب او تدعو الى الكراهية والعنف سيعاقب جزائيا". واضاف ان "اي شخص
يسافر الى الخارج ليتابع نشاطات نشر عقائد تؤدي الى الارهاب سيعاقب
جزائيا". بحسب فرنس برس.
مخاوف تونسية
من جهته قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام انه يخشى من ان
تكون للهجمات "الارهابية" في فرنسا "انعكاسات" على العرب والمسلمين
المقيمين في هذا البلد وفي اوروبا. واضاف خلال مؤتمر صحافي ان "هذا
العمل الارهابي" الذي قام به الفرنسي من اصل جزائري محمد مراح "ستكون
له بالتاكيد انعكاسات على اوضاع الجاليات العربية والمسلمة بما فيها
الجالية التونسية" في اوروبا. وقال عبد السلام (من حزب النهضة
الاسلامي) ان تجارب الماضي اظهرت ان اعمال العنف تكون لها انعكاسات
خطيرة "تتجلى في الحد الادنى بظهور مشاعر كراهية الاجانب ازاء الاقليات
العربية والمسلمة". وتابع "ان الارهاب هو مشكلة حقيقية ولا يمكننا الا
ان ندينه باشد العبارات لانه لا يمكن تبريره لا انسانيا ولا اخلاقيا
ولا سياسيا". بحسب فرنس برس.
وجدد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي (اسلامي) ادانة تونس
للاعتداء و"رفضها لكل اشكال التطرف". وقال في رسالة وجهها الى السفير
الفرنسي في تونس "علمت ببالغ التاثر والحزن بالاعتداء الارهابي ونحن
نجدد بالمناسبة ادانتنا ورفضنا لكافة اشكال التطرف ايا كانت من اي جهة
كانت ومهما كانت دوافعها السياسية والدينية". وكان الرئيس التونسي
المنصف المرزوقي ندد بالاعتداءات الارهابية التي شهدتها فرنسا وذلك في
رسالة وجهها الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. واكد المرزوقي في
برقيته "التزام تونس بمحاربة التطرف والتعصب والعمل على فرض احترام
القيم الانسانية واجتثاث العنصرية بصرف النظر عن اي انتماء ديني او
عرقي".
اغلاق صفحة على فيسبوك
من جانب اخر اغلقت بناء على طلب وزارة الداخلية الفرنسية "صفحة
اعجاب" على شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي "تشيد" بمنفذ جريمة تولوز
محمد مراح. وانشئت الصفحة بعيد مقتل مراح. وطلبت الوزارة من فيسبوك
اوروبا اغلاقها. وقد دخل الى هذه الصفحة وهي بعنوان "تحية لمحمد مراح (تولوز)"
والتي تحمل صورة للشاب مستخرجة من شريط فيديو نشر على الانترنت وهو
يقود سيارته، اكثر من 500 شخص قبل وقفها. وتتضمن الصفحة العديد من
التعليقات المناهضة للشرطة والمؤيدة للاسلام المتشدد، وقد استخدم 435
شخصا على الاقل ممن دخلوا الى هذه الصفحة عبارة "لايك" (احب) هذه
النشرة. من جهة اخرى، ظهرت لعبة بعنوان "الانتقام في تولوز" على
الانترنت. وتتضمن اللعبة المعادية للسفاح الذي اعلن انتماءه الى
القاعدة، اطلاق النار على وجهه. |