شبكة النبأ: تشهد سوق اللوحات الفنية
ازدهارا ورواجا أكبر في الفترة الحالية، وذلك نتيجة تزايد أعداد
الأثرياء في العالم، حيث أصبحت فئات المشترين في سوق الفن متباينة
ومتنوعة، وتضم اناسا من بلدان مختلفة. ولكن اغلبهم بالطبع من ذوي
الثروات الطائلة، الذين لا يتأثرون كثيرا بتقلبات الاقتصاد العالمي،
وفي الوقت الذي تواصل الأزمة الاقتصادية العالمية ضغوطها على قطاعات
كبيرة من الاقتصاد على امتداد العالم، فإن سوق اللوحات الفنية
الكلاسيكية لكبار المشاهير لم تسلم من تأثيرات الأزمة، لكن تبعاتها هذه
المرة لم تمتد الى المشترين وعشاق الفنون، بل أثر ذلك على أصحاب
اللوحات الفنية، الذين يحجمون عن المشاركة بلوحاتهم.
وهذه اول سمة تضمن لسوق الفن قدرا من الاستقرار يختلف عما هو في
الاقتصاد العالمي من تقلبات. فاعداد اصحاب المليارات والاثرياء في
العالم المعاصر يشهدون ازديادا في العدد، وانتشارا في أرجاء العالم
كافة، وبذلك اصبحت المؤسسات التي تنظم مزادات بيع اللوحات والاعمال
الفنية تقام في مناطق جديدة من العالم، بخلاف أوربا والولايات المتحدة،
إذ كانت نتائج مزادات اللوحات خلال الآونة الأخيرة هزيلة جدا، على نحو
استثنائي في أكبر مزادين في الولايات المتحدة، وهما "كريستيز" و"سوثبي".
وهذا بدوره يشجع المتاحف والمعارض الفنية على بذل جهود ترمي لتطوير
مبانيها وخدماتها على اكثر من صعيد، بهدف استقطاب اكبر عدد من الزوار،
كما هو الحال في متحف اللوفر متحف معهد العالم العربي في باريس.
مبيعات كريستيز تسجل رقما قياسيا
فقد تجاوزت دار كريستيز للمزادات أزمة منطقة اليورو وتباطؤ النمو
الاقتصادي في 2011 مسجلة عائدات قياسية بعد ان باعت أعمالا فنية بلغت
قيمتها 3.6 مليار جنيه استرليني أو زيادة نسبتها 9 بالمئة عن العام
السابق، والقيمة الاجمالية بالدولار البالغة 5.7 مليار دولار ليست رقما
قياسيا لكنها تزيد بنسبة 14 بالمئة عن 2010 مع اقبال كبار الاثرياء من
هواة جمع المقتنيات على شراء أعمال فنية نادرة للاحتفاظ بها كاستثمارات
بديلة، ونشرت النتائج قبل اسبوع من سلسلة مزادات كبرى في لندن ستختبر
من جديد شهية الزبائن المتزايدين دوليا خلال أوقات اقتصادية عصيبة،
وقال ستيفن ميرفي الرئيس التنفيذي لكريستيز "نحن بصدد مزادات خلال
الاسبوعين القادمين في لندن. نحن متفائلون بشان السوق في 2012، وتضررت
دور المزادات بشدة جراء الازمة الاقتصادية في أعقاب انهيار بنك ليمان
براذرز في 2008، وشهدت كريستيز -أكبر دار للمزادات في العالم- تراجعا
في قيمة مبيعات الاعمال الفنية عالميا لتصل الى 2.1 مليار استرليني في
2009 مقارنة مع 3.1 مليار في 2007، لكن الاسعار تعافت بخطى أسرع مما
توقع الكثيرون مدفوعة بشكل خاص باقبال على الشراء من الصين وقفزت
مبيعات كريستيز بنسبة تفوق 50 بالمئة لتصل الى 3 .3 مليار استرليني في
2010. بحسب رويترز.
وفي نتائجها لعام 2011 قالت كريستيز -التي يوجد مقرها في لندن- ان
المبيعات الخاصة التي تتم بعيدا عن الصخب والتركيز الاعلامي في صالات
البيع قفزت بنسبة 44 بالمئة في العام الماضي لتصل الى 502 مليون
استرليني، واستمرت انشطتها للمزادات على الانترنت في النمو لتشكل عروض
الشراء المقدمة عبر (كريستيز لايف) 29 بالمئة من اجمالي عروض الشراء
بينما شكل العملاء الجدد -الذين ينظر اليهم على انهم مفتاح للنمو في
المستقبل- 12 بالمئة من قيمة المبيعات عالميا.
لوحة لفان غوخ مع اليزابيث تايلور
فيما بيعت للوحة للفنان الهولندي فنسنت فان غوخ كانت ملكا للممثلة
الراحلة اليزابيث تايلور في مزاد بسعر 10,1 ملايين جنيه استرليني (12
مليون يورو) على ما اعلنت دار كريستيز للمزادات، وبيعت لوحة "منظر لمصح
وكنيسة سان ريمي" بسعر فاق بكثير ثمنها المقدر بسبعة ملايين جنيه (8,3
ملايين يورو). في المقابل فان لوحة "الكتاب" وهو عمل انتقالي للفنان
التكعيبي الاسباني خوان غريس بيعت بسعر 10,3 ملايين جنيه (12,3 مليون
يورو) اي اقل بكثير من سعرها الذي كان مقدرا ب18 مليون جنيه (21,5
مليون يورو)، لوحة فان غوخ التي رسمها الفنان الانطباعي العام 1890 اي
قبل عام على وفاته اشتراها والد الممثلة العام 1963. وكانت تايلور التي
توفيت في اذار/مارس 2011 عن 79 عاما تملك مجموعات رائعة من المجوهرات
والملابس الراقية والاعمال الفنية. بحسب فرانس برس.
وكانت مزادات سابقة شملت مقتنيات للممثلة الاسطورية في نيويورك حققت
156,8 مليون دولار من العائدات، وينتهي المزاد الذي تنظمه دار كريستيز
حول اعمال فنية اقتنتها اليزابيث تايلور في لندن.
لوحة كلود مونيه
في سياق متصل بيعت لوحة منظر طبيعي مكسو بالثلج لكلود مونيه لم يسبق
ان عرضت امام الجمهور بسعر 9,8 ملايين يورو في لندن خلال مزاد لتحف
فنية انطباعية وحديثة على ما اعلن ناطق باسم دار سوذبيز للمزادات،
وتتميز لوحة "مدخل جيفرني في الشتاء" التي رسمت العام 1885 بانها لم
تعرض امام الجمهور قبل طرحها في مزاد سوذبيز. وبقيت اللوحة منذ العام
1924 ضمن مجموعة الصيدلاني والصناعي الباريسي هنري كانون، واشترى شخص
كان داخل القاعة ولم يكشف عن هويته اللوحة بسعر 8,2 ملايين جنيه
استرلين (9,8 ملايين يورو) بنتيجة معركة محتدمة مع ثلاثة مزايدين اخرين.
بحسب فرانس برس.
وكان سعر اللوحة مقدرا ب7,8 ملايين يورو كحد اقصى، وحققت اللوحة
السعر الاعلى خلال المزاد الذي حقق ما مجموعه 78,9 مليون جنيه (94,4
مليون يورو)، فالى جانب لوحة مونيه عرضت اعمال لخوان ميرو وغوستاف
كليمت وادوار فويار وفرنان ليجيه وجورج براك وجورجيو دي تشيريكو.
مزاد سوذبي لاعمال الفن المعاصر
كما بيعت جميع اللوحات الست للفنان الالماني جيرهارد ريختر التي
عرضت في مزاد للفن المعاصر اقيم في دار سوذبي بلندن لتساعد في تخطي
اجمالي المبيعات لسقف التوقعات التي سبقت المزاد، وبيعت لوحة "الفن
التجريدي (رقم 768-4") Abstraktes Bild (numbered 768-4) التي رسمها
ريختر في 1992 مقابل 4.9 مليون جنيه استرليني (7.6 مليون دولار) وهو
اكثر من السعر الذي قدر لها قبل المزاد والذي تراوح من 3 الي 4 ملايين
استرليني وكانت القطعة الاعلى سعرا في تلك الليلة، وحققت أعمال الفنان
نفسه ثاني أعلى سعر لقطعة في المزاد وهي لوحة (الثلج) Eis التي بيعت
مقابل 4.3 مليون استرليني وكذلك ثالث أعلى سعر الذي كان من نصيب لوحة "الفن
التجريدي (احمر") Abstraktes Bild (Rot) التي بيعت مقابل 4.1 مليون
جنيه استرليني، وبلغ اجمالي قيمة المبيعات في مزاد سوذبي 50.7 مليون
استرليني فيما كانت التوقعات السابقة تتراوح بين 35.8 و49.7 مليون،
وحقق مزاد مماثل في دار كريستيز مبيعات بلغت 80.6 مليون استرليني. بحسب
رويترز.
لوحة الصرخة
الى ذلك يطرح نموذج للوحة "الصرخة" تحفة الرسام النروجي ادفارد مونك
للبيع في مزاد في ايار/مايو المقبل في نيويورك حيث قد تحقق سعرا يزيد
عن 80 مليون دولار على ما ذكرت دار سوذبيز للمزادات، بين عامي 1893
و1910 انجز الرسام اربعة نماذج من هذه اللوحة التي ترمز الى اليأس
الاممي وتظهر رجلا يصرخ وقد وضع يديه على اذنيه على خلفية سماء يلطخها
الدم في اوسلو، والنموذج الذي تعرضه دار سوذبيز للبيع في مزادات الفن
الانطباعي والحديث في الثاني من ايا/مايو هي الوحيدة التي لا يزال
يملكها احد الافراد. فهذه اللوحة التي انجزت العام 1895 تعود ملكيتها
منذ 70 عاما الى عائلة رجل الاعمال النروجي بيتر اولسن الذي كان والده
احد جيران مونك من ثم نصيره، اما النماذج الاخرى للوحة "الصرخة" فهي
ملك لمتحف مونك في اوسلو والغاليري الوطني في اوسلو، وشددت دار سوذبيز
من خلال اعلانها عرض اللوحة للبيع في مزاد على ان "الصرخة" هي من اكثر
الاعمال "التي يتم التعرف عليها فورا في تاريخ الفن والثقافة الشعبيين
وربما تكون الثانية بعد موناليزا، وشدد سايمون شو المسؤول عن قسم الفن
الانطباعي والحديث في دار سوذبيز في نيويورك ان اللوحة التي كانت موضع
عدد لا يحصى من الكتب والافلام والدراسات "هي من الصور القليلة التي
تتجاوز الفن والتاريخ للوصول الى الضمير العالمي، واوضاف "من النادر ان
تصل ايقونات كهذه الى السوق ومن الصعب تاليا توقع سعر +الصرخة+. الا ان
النجاحات الاخيرة في بيع تحف فنية لدى دار سوذبيز تدفع الى الاعتقاد ان
السعر قد يزيد عن 80 مليون" دولار، وحدها ثمانية اعمال فنية تجاوزت سعر
80 مليون دولار خلال مزادات لدى دار سوذبيز. والسعر القياسي العالمي
سجلته لوحة لبيكاسو "العارية والنحات" التي بيعت بسعر 106,4 ملايين
دولار في ايار/مايو 2010 لدى دار كريستيز في نيويورك، تليها منحوتة
برونزية لجاكوميتي "الرجل السائر" (104,3 ملايين دولار لدى سوذبيز في
لندن في اط/فبراير 2010). اما العمل الثالث الذي تجاوز المئة مليون
دولار فهو لوحة اخرى لبيكاسو "الصبي والغليون" (104,1 ملايين دولار في
ايار/مايو 2004)، في يومياته كتب مونك في 22 كانون الثاني/يناير 1892
مفسرا كيف استوحى لوحة "الصرخة" فقال "كنت اتنزه على درب مع اثنين من
اصدقائي. بحسب فرانس برس.
وكانت الشمس تغيب. فجأة اصبحت السماء بلون الاحمر القاني. توقفت
منهكا واستندت الى سياج كان هناك دم والسنة من نار فوق الفيورد
الازر-الاسود وفوق المدينة. تابع صديقاي سيرهما وانا بقيت هنا ارتعد
خوفا وشعرت بصرخة لا متناهية تخترق الكون، واوضحت سوذبيز ان النموذج
الذي سيطرح قريبا للبيع لم يسبق ان عرض في بريطانيا او الولايات
المتحدة الا لفترة قصيرة في ناشونال غاليري في واشنطن قبل فترة طويلة،
وستعرض دار المزادات اللوحة في لندن في 13 نيسان/ابريل وفي نيويورك
اعتبارا من 27 نيسان/ابريل، وقال بيتر اولسن مالك اللوحة "لقد عشت مع
هذا العمل طوال حياتي وقد استمرت قوته وطاقته بالازدياد مع الوقت،
واضاف "حان الوقت لنقدم الى بقية العالم فرصة امتلاك عمل مميز" موضحا
ان ريع عملية البيع سيذهب لبناء متحف جديد مكرس للفنان، ولد مونك في
كانون الاول/ديسمبر 1863 وكان النازيون يعتبرون عمله "منحطا" وقد سحبوا
كل لوحاته من المتاحف الالمانية، وتوفي في 23 كانون الثاني/يناير 1944.
متحف اللوفر أكثر ذكاء
على صعيد أخر تضع شركة "آي بي أم" العملاقة في مجال المعلوماتية
قوتها في خدمة متحف اللوفر بهدف مساعدته على تعزيز حماية تحفه الفنية
والاقتصاد في استخدام الطاقة وإبقاء ابوابه مفتوحة طوال السنة امام
ملايين الزوار، وتسعى الشركة إلى جعل المتحف الأكثر استقطابا للزوار في
العالم "أكثر ذكاء" بفضل أجهزة تحسس وأدوات للتحليل الفوري ومعدات أخرى
متصلة بشبكة الانترنت، ويقول ديفيد بارتلت وهو أحد نواب رئيس "آي بي أم"
ومعروف بشغفه في تحسين إدارة المباني "هذا ليس عملا بل مهمة، ويشرح "إن
ألقينا نظرة شاملة إلى أي مبنى سنرى أنه يحتمل الكثير من التعديلات.
وأنا أرى أن في اللوفر شبكة مركبة تتداخل فيها الأنظمة، ويجري متحف
اللوفر الذي أبرم مع "آي بي أم" عقدا لسنوات عدة لم يحدد مبلغه ما
معدله 65 ألف ورشة تصليح أو صيانة سنويا في مساحات العرض الدائمة
التابعة له والممتدة على أكثر من 60 ألف متر مربع، ما يستوجب أحيانا
إقفال بعض القاعات وصالات العرض، ويقول ميتين بولي المسؤول عن قسم
الصيانة المعلوماتية في المتحف أن "وجود آلاف التحف الفنية النادرة
التي ينبغي الحفاظ عليها بينما يستقبل المتحف ملايين الزوار سنويا يجعل
المهمة أكثر صعوبة، وفي إطار مبادرة "سمارتر بيلدينغز" (مبان أكثر ذكاء)
التي أطلقتها "آي بي أم"، زودت الشركة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها
المتحف ببرنامج "ماكسيمو" بغية تنسيق عمليات التنظيف والصيانة والتدفئة
والإنارة وحتى إقفال الأبواب التي يضمها المتحف والتي يتخطى عددها 2500
باب، ويقول بارتلت الذي يشير إلى ضرورة تنبه اللوفر الى مشكلة الرطوبة
"إن صممنا منزلا هو الأفضل في مجال الاقتصاد في استخدام الطاقة وترك
مراهق المنزل الباب مفتوحا فسيفسد ذلك كل شيء. بحسب فرانس برس.
وقبل النظام الجديد من "آي بي أم"، كان طاقم المتحف يلجأ إلى
الوثائق والأوراق لإدارة أعمال الصيانة، لكن "إدارة أعمال التصليح
والتنظيف والصيانة التي تسمح بالحفاظ على المكان والتحف الفنية مع
إبقاء صالات العرض مفتوحة أمام الزوار هي مهمة صعبة"، على حد قول ميتين
بولي، ويضيف "بفضل برنامج +آي بي أم+، نستطيع رؤية كل البنى التحتية
واتخاذ قرارات أفضل بشأن طريقة حل مشكلة ما أو الوقت الملائم لحلها
واتخاذ تدابير وقائية لتفادي مشكلة معينة ما كنا لنتوقعها لولا هذا
البرنامج، وتسمح أجهزة التحسس مثلا بتحديد مصاف تحتاج إلى تغيير أو
محركات بالية. ويقوم البرنامج أيضا بتحديث لائحة خبراء مختصين في
الأعمال المطلوبة، ومع أن هذه الشراكة لا تزال في بداياتها، تؤكد "آي
بي أم" أنها أتاحت لمتحف اللوفر اقتصاد الطاقة بنسبة 40% في مبانيه
القديمة، ويقول بولي "بات بإمكان اللوفر فتح صالات العرض يوميا أمام
الزوار والحد من التكاليف في الوقت نفسه، ويعتبر البرنامج الذي تنفذه "آي
بي أم" في اللوفر من البرامج الأكثر طموحا في إطار مبادرة "سمارتر
بيلدينغز" التي تشمل أيضا جامعة تولين في نيو أورلينز (جنوب الولايات
المتحدة) وفندق وكازينو "ذي فينيشيان" الضخم في لاس فيغاس (غرب
الولايات المتحدة).
متحف معهد العالم العربي
من جهة أخر وبمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس معهد العالم العربي في
باريس، أعاد هذا الأخير تصميم متحفه الذي سيفتتح في 20 شباط/فبراير
مسلطا الضوء على تنوع العالم العربي، وتقول ماري فواسي التي تتولى
إدارة مشروع إعادة تصميم المتحف منذ كانون الثاني/يناير 2009 "في
السابق، كان المتحف يركز على الفن الاسلامي في القرن السابع ويغطي
مساحة جغرافية شاسعة تمتد إلى الهند، وتضيف "لكن متحف اللوفر سيفتتح
هذه السنة قسما كبيرا مخصصا للفنون الاسلامية. من ثم، لم يكن من
الضروري أن نقوم بالمثل"، وتتابع "لذا قررنا أن نركز على المنطقة التي
تضم الدول الاثنتين والعشرين التي أسست معهد العالم العربي في باريس
بالشراكة مع فرنسا والتي تشكل مجتمعة الجامعة العربية"، وتوضح فواسي
قائلة "في هذه المنطقة الجغرافية تنوع اثني لغوي (البربرية والكردية
والآرامية) وطائفي (المسيحية واليهودية والإسلام وتقاليد قديمة) يغذي
الشعور بالانتماء إلى ثقافة تتميز في الدرجة الأولى بلغة مشتركة هي
العربية وبإرث ثقافي مشترك"، وتشير إلى أن "العالم العربي تشكل قبل
الاسلام وربطته علاقات بكل الحضارات الكبيرة المحيطة به مثل الحضارات
الإغريقية والرومانية والفارسية والمصرية... فهو بات مصهرا كبيرا"،
وبغية إعادة تصميم المتحف، لجأت ماري فواسي إلى عدد من الخبراء مثل
علماء الآثار والمؤرخين واختصاصيين في اللغة وعلم الانسان. وتقول في
هذا السياق "كنت أتمتع بحرية كاملة في إدارة هذا المشروع"، ويعود قرار
إطلاق هذا المشروع إلى دومينيك بودي الذي كان رئيس معهد العالم العربي
في ما مضى واتخذ هذا القرار سنة 2008 لأنه شعر بأن "المتحف مهمل بعض
الشيء على حساب المعارض المؤقتة"، على حد قول فواسي، وتشير هذه الأخيرة
إلى أن "الزمن قد مر على المتحف وبدأت نسبة زائريه تنخفض فتراوحت بين
40 و50 ألف زائر في السنة"، وبلغت ميزانية مشروع إعادة التصميم 5
ملايين يورو وهي ممولة بشكل رئيسي من مؤسسة جان-لوك لاغاردير الفرنسية
والكويت والمملكة العربية السعودية، ويضم المتحف أربعة طوابق وتبلغ
مساحة العرض فيه 2400 متر مربع. بحسب فرانس برس.
وقد أوكلت مهمة التصميم إلى الايطالي روبرتو إوستينيلي الذي أنجز
عمله من دون المساس بالهيكلية التي صممها للمعهد المهندس جان نوفيل،
ويعرض المتحف 380 قطعة تقريبا مأخوذة من مجموعات المعهد ومن ودائع
قدمتها متاحف عربية ومؤسسات فرنسية (متحف اللوفر ومتحف كي برانلي
والمكتبة الوطنية) وكنائس وأديرة في الشرق الأدنى بالإضافة إلى جامعي
تحف، ويرتكز تصميم المتحف الجديد على مواضيع محددة بدلا من اعتماد
التسلسل الزمني، وقد منحت وزارة الثقافة الفرنسية متحف معهد العالم
العربي في باريس لقب "متحف فرنسا" في العام 2011، ويشار إلى أن معهد
العالم العربي هو مؤسسة ثقافية قائمة على القانون الفرنسي تضم فرنسا
ودول الجامعة العربية الاثنتين والعشرين. ويترأس رينو موزولييه مجلس
المعهد الأعلى منذ أيلول/سبتمبر.
اول نسخة معروفة للوحة موناليزا
في حين اعلن متحف برادو في مدريد انه تعرف على نسخة من لوحة
موناليزا لليوناردو دا فنتشي وقدمها على انها "الاولى المعروفة" نفذت
في الفترة ذاتها من اللوحة الاصلية وفي مشغل الرسام من قبل احد تلاميذه،
وهذا العمل الذي يحمل اسم "موناليزا متحف برادو" كان معروفا من المتحف
الا ان خلفية سوداء كانت تحجب المنظر الخلفي الشبيه جدا باللوحة
الاصلية، وقد اكتشف الخبراء ذلك من خلال ترميمهم للوحة فضلا عن تفاصيل
اخرى سمحت لهم بتأريخ دقيق اكثر للعمل، وفي هذه النسخة تبدو
الموناليزيا اكثر شبابا لكن مع البسمة الغامضة ذاتها التي ترتسم على فم
لاجوكوندا المعروضة في متحف اللوفر في باريس، واكد امين الفن الايطالي
في المتحف ميغيل فالومير خلال مؤتمر صحافي "انها على الارجح النسخة
الاولى المعروفة للوحة لاجوكوندا، واوضح ان التحاليل التي اجريت تشير
الى ان اللوحة "انجزت في مشغل الرسام. وهي تتطابق كليا مع طريقة عمل
ليوناردو دا فنتشي. لكن ليوناردو لم يتدخل بتاتا في هذا العمل، واضاف
غابرييله فينالدي المدير المساعد لمتحف برادو المكلف الابحاث "اللوحة
كانت معروفة جدا وعرضت لسنوات طويلة في احدى القاعات. ولم نكن نعرف ما
كان موجودا تحت الطلاء الاسود، واوضح "اللوحة في حالة ممتازة من الحفظ
ولا نعرف لماذا قرر احدهم في القرن الثامن عشر تغطية المشهد الخلفي
للوحة. ربما كان ذلك عائدا الى الاذواق الفنية السائدة في تلك المرحلة،
واكد "انها قريبة جدا جدا من طرق الرسم التي كانت قائمة في 1505" عندما
انهى ليوناردو دا فنتشي رائعته هذه. بحسب فرانس برس.
ومع ترميم اللوحة كذلك كشف عن عناصر اخرى تلقي الضوء على طريقة
انجاز لوحتي البورتريه الاصلية والنسخ، واضاف فينالدي "زملاؤنا في
اللوفر بات لديهم معلومات اكثر يمكنهم استخدامها في ابحاثهم، واوضح ان
موناليزا متحف برادو تبدو اكثر شبابا لان اللوحة الاصلية "وسخة جدا.
وعندما تكون اللوحات وسخة تبدو الشخصيات فيها اكبر في السن، وقال ان
اللوحة ستعلق في اللوفر اعتبارا من 26 اذار/مارس الى جانب اللوحة
الاصلية في اطار معرض موقت، والموناليزا لوحة زيتية انجزت على لوح من
خشب الحور بين عامي 1503 و1506 وهي بورتريه للايطالية موناليزا دي
جوكوندو من فلورنسا على الارجح. والموناليزا هي من اللوحات القليلة
المنسوبة بشكل مؤكد الى ليوناردو دا فنتشي.
الرسامة السوريالية دوروثيا تانينغ
على صعيد مختلف توفيت الرسامة السوريالية والكاتبة الاميركية
دوروثيا تانينغ التي كانت زوجة الرسام الالماني ماكس ارنست في نيويورك
عن 101 سنة على ما اعلنت مديرة المؤسسة التي تحمل اسمها، وقالت باميلا
جونسون في بيان "بحزن عميق اعلن وفاة دوروثيا تانينغ. لقد ماتت بهدوء
في منزلها، وكانت تانينغ المولودة في ايللينوي (شمال) انضمت الى الحركة
السوريالية لدى وصولها الى نيويورك في ثلاثينات القرن الماضي. والتقت
هناك الرسام السوريالي الالماني ماكس ارنست الذي عاشت معه في الولايات
المتحدة وفرنسا، بعد وفاة ارنست في العام 1976، عادت للاقامة في
نيويورك حيث احيت مسيرتها الفنية واوضحت جونسون "في سن السبعين اصبحت
اكثر انتاجا من اي وقت مضى في مشغلها وفي العقد التالي انطلقت بنجاح في
مسيرة مهنية جديدة ككاتبة وشاعرة" مضيفة "لقد عملت حتى النهاية وقد
نشرت ديوانها الشعري الثاني +كامينغ تو ذات+ في خريف العام 2011. بحسب
فرانس برس. |