مَّن لثورة البحرين بعد التآمر العالمي عليها؟!

د. رفعت سيد أحمد

يعاني شعب البحرين الثائر، من الظلم والتآمر عليه، والذي تجاوز في حده البعد الداخلي أو العربي إلى البعد الدولي وأضحت ثورته من الثورات المغدورة، التي تم تشويهها منهجياً وعبر المال النفطي (السعودي تحديداً) حتى يصدق الناس الأكاذيب التي تقول أن ما يجري هناك مجرد فتنة مذهبية بين السنة (وهم الأقلية) والشيعة (وهم الأغلبية)، في حين أن من بين قادة وكوادر الثورة البحرينية رموز من أهل السنة، من أمثال إبراهيم شريف زعيم حزب (وعد) وغيره ممن يقبعون في سجون الملك، ويتعذبون مثل غيرهم.

 فالأمر إذن أمر ثورة ومطالب شعبية لكل فئات المجتمع وليس لفئة أو لطبقة أو لحزب بعينه، إن التضليل الإعلامي والسياسي الذي مورس على ثورة البحرين وحاول اغتيالها معنوياً في موازاة محاولات الإجهاض الأمني والعسكري عليها، يستحق من كل صاحب قلم حر شريف أن يفضحه ويعريه، وأن يظل صادحاً بالحق في مواجهة إعلام الدجل السياسي ورجال دين الفتنة، أولئك الذين لم يروا الاحتلال الأمريكي في قاعدة العديد بقطر وفي 9 مواقع وقواعد عسكرية في الخليج، ولم يروا الاحتلال العلني للجيش السعودي لدولة البحرين وقمعه للنساء وللرجال الشرفاء، في الوقت الذي رأت أعينهم وتحدثت أفواههم المملوءة نفطاً عن فتنة (سنية – شيعية) مخترعة وغير حقيقية في البحرين المعذبة، والمغدورة، ثورتها ؛ دعونا نسجل ما يلي أمام الرأي العام المصري والعربي حتى ينتبه إلى حقيقة ما يجري في البحرين وألا يجرفه تيار الإعلام الخليجي والأمريكي المُضلل:

أولاً: ما يجري في البحرين يعد ثورة وحركة إصلاح شعبي عابرة للمذاهب والأيديولوجيات ضد سيطرة العائلة الحاكمة على 95% من اقتصاد البحرين بما في ذلك " الشواطئ "، ومطالب الشعب تنحصر حتى الآن في حكم دستوري دون الإطاحة بالملك وعائلته، إذ أن جل مطالب المعارضة كما جاء في (وثيقة المنامة) التاريخية والتي وقعت عليها ستة من الجمعيات والهيئات المعارضة الرئيسية ؛ هو المطالبة (بالملكية الدستورية)، إلا أن الملك وأعوانه يرفضون، ويقمعون بلا رحمة، ويزيفون أمام الرأي العام العالمي الحقائق ؛ مستعينين بالجيش السعودي المحتل ؛ وبالإعلام الخليجي المدجن وبرجال الدين المشهورين بفتاوى الفتن الرخيصة التي تحرف المطالب بعيداً عن حقيقتها حتى لو وصل الأمر إلى حرق البحرين وسجن كل شعبها كما يجري الآن!!.

ثانياً: البحرين الآن شبه محتلة من خلال الجيش السعودي، ولا ينبغي أن ننخدع بحكاية أن هذا الجيش (الذي لم يضبط وهو يطلق رصاصة واحدة ناحية العدو الصهيوني أو ناحية أي قضية عادلة) جاء وفق معاهدة (درع الجزيرة)، فهذا تضليل وكذب بواح، لأن (درع الجزيرة) وفق بنودها الرئيسة ؛ الاستعانة بجيوش أعضاء المعاهدة في رد (عدوان خارجي) والبحرين كما نعلم جميعاً لم يقع عليها عدوان خارجي، إلا إذا كان الملك وأعوانه وآل سعود وجيشهم يعتبرون أن 80% من شعبه هم من (الأعداء الخارجين) فربما يبرر لهم هذا، ما يقترفون من إثم عظيم تجاه ثورة هذا الشعب العربي الصادق في ثورته والعريق في عروبته وإسلامه ربما أكثر مائة مرة من آل سعود وآل حمد!!.

ثالثاً: نحسب أن الواجب الأخلاقي ؛ والإنساني، قبل الواجب القومي والإسلامي، لدى كل ثائر أو مثقف حر أن ينحاز وبقوة إلى هذه الثورة المنسية التي غدر بها الجميع، من آل حمد في البحرين، إلى آل سعود في الحجاز، إلى قادة ثورات الربيع العربي، إلى الأمم المتحدة، إن الصمت عما يجري من قمع يومي ممنهج ضد الشعب البحريني، والاعتقال المستمر للرجال والنساء (أحدثهم السيدة زينب الخواجا) في الوقت الذي لا يكفون فيه عن الحديث عن ثورات أخرى - بعضها اخترعته الـ C.I.A وحلف الناتو - إن ذلك لهو إهانة لمروءة العربي والمسلم، وهو طعن في ثورية الثائر الذي لا يعلن بأعلى الصوت أنه مع شعب البحرين، في ثورته التي لاتزال متقدة منذ (فبراير 2011) وحتى اليوم (مارس 2012)، خاصة وهي ثورة كان شعارها ولايزال: إما النصر أو الشهادة!! ونحسب أنهم منتصرون بإذن الله.

www.elnafis.ne

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/آذار/2012 - 28/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م