
شبكة النبأ: لاتزال قضية التنصت على
الهواتف اهم احدى القضايا التي تشغل بال العديد من البريطانيين تلك
القضية المهمة التي اججت الراي العام الداخلي واسهمت بكشف العديد من
الفضائح وفي اخر تطور في فصول هذه القضية فقد اكدت الشرطة البريطانية
انها تحقق فيما توصف بـ"شبكة من المسؤولين الفاسدين" في إطار التحقيقات
الجارية في التنصت على الهواتف وفساد بعض رجال الشرطة المحتمل.
وكشفت سو أيكرز نائب مساعد مفوض الشرطة البريطانية أن الدلائل تشير
إلى وجود" ثقافة دفع الأموال بشكل غير قانوني" داخل صحيفة "صن"
المملوكة لمؤسسة نيوز كوربوريشن التي يرأسها قطب الإعلام الشهير روبرت
ميردوخ. وتحقق لجنة ليفسون، التي يرأسها أحد القضاء البريطانيين، في
أساليب عمل صحفيي مؤسسة مردوخ وعلاقة الصحافة بالسياسيين والشرطة.
وكان قطب الأعمال الشهير قد اضطر تحت الضغط السياسي والإعلامي
والقانوني إلى إغلاق صحيفة" نيوز أوف ذي وورلد" العام الماضي بعد 168
عاما من الصدور بسبب ما بت يعرف في بريطانيا بفضيحة التنصت على الهواتف.
ويخضع عدد من صحفيي الصحف التابعة لشركة نيوز انترناشيونال، ممثل
مؤسسة نيوزكورب في بريطانيا، لتحقيقات للاشتباه في ضلوعهم في ممارسات
تتعلق بالتنصت على الهواتف ورشوة رجال الشرطة وموظفين عامين.
وقالت أيكرز في شهادة مكتوبة إلى لجنة التحقيق، إن هناك شبهة في أن
دفع الأموال بغير سند قانوني من جانب صحيفة "صن" قد حصل بإذن من
مسؤولين على مستوى رفيع في الصحيفة.
ويذكر أن بريان باديك، أحد كبار مسؤولي الشرطة البريطانية السابقين،
ولورد بريسكون نائب رئيس الوزراء السابق أدليا بشهادتيهما أمام لجنة
ليفسون. وأشارت أيكرز في شهادتها إلى إن هناك" أموالا دفعت بشكل منتظم
ومتكرر وهي أحيانا مبالغ كبيرة لمسؤولين عموميين". وأضافت تم كشف
مدفوعات من جانب الصحفيين إلى مسؤولين عامين في" قطاعات الشرطة والجيش
والصحة والحكومة".
وكشفت مسؤولة الشرطة البارزة عن أن مسؤولا واحدا حصل، على مدار
سنوات، على 80 ألف جنيه استرليني بينما استلم صحفي 150 ألف جنيه
استرليني من صحيفة الصن كي يدفع منها لمصادره. وتؤكد الشهادة نفسها أن
هناك إقرار من جانب العاملين في صحيفة" صن" بأن هذا السلوك غير قانوني.
وتضيف أيكرز أن غالبية القصص التي يدفع للمصادر الأموال من أجل الحصول
عليها بدت وكأنها مجرد نميمة أكثر من كونها قصص تهم الناس. وقد أصدر
روبرت ميرودخ رئيس مؤسسة نيوز كوربوريشن ومديرها التنفيذي بيانا لاحقا
أصر فيه على أن هذه الممارسات" هى من الماضي ولم تعد موجودة في صن".
زوجة بلير ترفع دعوى قضائية
على صعيد متصل وفي حلقة جديدة من حلقات فضائح التنصت التي هزت وسائل
الاعلام البريطانية قال محامي زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني
بلير انها بدأت اتخاذ اجراءات قانونية بشأن اعتراض مزعوم لرسائل هاتفها
الخاص.
وأصدرت المحامية شيري بلير (57 عاما) بيانا من خلال مكتب محاماة في
لندن يفيد بأنها تابعت قضايا تنصت على هواتف ضد صحف بريطانية مملوكة
لامبراطور الاعلام روبرت مردوك نيابة عن العديد من كبار الموكلين. وقال
المحامي جراهام أتكينز من مكتب أتكينز تومسون للمحاماة في البيان "أستطيع
أن أؤكد أننا رفعنا دعوى نيابة عن شيري بلير فيما يتعلق باعتراض غير
قانوني لبريدها الصوتي."
وقامت نيوز انترناشيونال الذراع البريطانية لنيوزكورب المملوكة
لمردوك بتسوية سلسلة من الدعاوى القانونية بشأن التجسس على الهواتف.
ومن بين الذين قبلوا التعويضات الممثل جود لو والممثلة سيينا ميلر
ولاعب منتخب انجلترا السابق لكرة القدم بول جاسكوين. وجادلت الشركة
لسنوات بأن التنصت على البريد الصوتي لعمل قصص كان من عمل مراسل واحد "محتال"
سجن لارتكابه جريمة في عام 2007. بحسب رويترز.
لكنها قبلت في وقت لاحق ان المشكلة باتت منتشرة مما أثار فضيحة أدت
الى اغلاق صحيفة نيوز أوف ذا وورلد المملوكة لمردوك وهزت الصحافة
البريطانية والشرطة والمؤسسة السياسية.
وقالت متحدثة باسم نيوز انترناشيونال ان الشركة ليس لديها تعليق على
بيان شيري بلير. وقد فتح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تحقيقا قضائيا
للنظر في معايير الصحافة والتجسس على المكالمات الهاتفية والاموال التي
تدفعها وسائل الاعلام بطريقة غير مشروعة للشرطة والتي لا تزال مستمرة.
واثناء السنوات العشر التي قضاها زوجها في السلطة كانت شيري بلير
على علاقة غير مريحة في كثير من الاحيان مع وسائل الاعلام. وشكت في وقت
لاحق ان الكثير من التغطية الاعلامية لها في ذلك الوقت كانت مشوهة أو
غير دقيقة. وعندما غادرت شيري بلير وزوجها مكتب رئيس الوزراء في للمرة
الاخيرة في عام 2007 التفتت لمجموعة من وسائل الاعلام التي كانت منتظرة
وقالت "لن افتقدكم."
في سياق متصل استقال وزير الطاقة البريطاني كريس هيون بعد ان تم
ابلاغه انه يواجه تهما جنائية بتهربه من تحمل مخالفة قيادة سيارته
بسرعة، الا انه وعد باثبات براءته. واعلن مدير الادعاء العام كير
ستارمر ان هيون وزوجته السابقة فيكي برايس سيواجهان تهم تحريف مسار
العدالة بسبب الحادث المفترض الذي وقع عام 2003. وبعد اقل من نصف ساعة،
اعلن الوزير وهو من الحزب الليبرالي الديموقراطي ولعب دورا كبيرا في
محادثات التغير المناخي التي جرت في جنوب افريقيا، استقالته للتفرغ
لاثبات براءته.
وصرح الوزير للصحافيين من امام شقته في لندن ان "قرار جهاز الادعاء
العام مؤسف للغاية أنا بريء من هذه التهم واعتزم مواجهتها في المحاكم،
وانا واثق من ان المحلفين سيتفقون معي على براءتي". واضاف "ومن اجل
تجنب اي تشتيت لانشغالي بمسؤولياتي الرسمية أو دفاعي في المحكمة، فانني
استقيل" من منصبي. بحسب فرنس برس.
واعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اسفه لاستقالة هيون
من الائتلاف الحكومي الذي يشكل فيه الليبراليون الديموقراطيون الشريك
الاصغر، الا انه قال ان ذلك هو "القرار الصائب".
وكان ستارمر اعلن عن توجيه تلك التهم للوزير في بيان نادر على
التلفزيون العام، منهيا ثمانية اشهر من التكهنات بشان مستقبله. وقال ان
"اصل التهم هي انه ما بين اذار/مارس وايار/مايو 2003، ارتكب السيد هيون
مخالفة تجاوز السرعة، وابلغ سلطات التحقيق كذبا ان السيدة برايس كانت
تقود السيارة، وقبلت هي ذلك الادعاء زورا"، وذلك كي يتجنب منعه من
قيادة السيارات. وتقضي القوانين البريطانية ان من تسجل عليه 12 نقطة
خلال ثلاث سنوات يمنع من قيادة سيارته. وظهرت تلك التهم اول مرة في
العام 2010 بعد ان اعلن هيون انه يقيم علاقة غرامية وسيترك زوجته التي
انجب منها ثلاثة اولاد. وطلق الزوجان العام الماضي.
الذكرى الستين
من جانب اخر تحيي الملكة اليزابيث الثانية (85 عاما) ببساطة وبعيدا
عن لندن الذكرى الستين لاعتلائها العرش في مقدمة برنامج احتفالات يمتد
على خمسة اشهر. ولم تشأ الملكة تنظيم اي مراسم رسمية خاصة في ذكرى
اعتلائها العرش التي تتزامن مع وفاة والدها الملك جورج السادس. وستمضي
نهارها في نورفولك (شرق انكلترا) قرب مقر اقامتها في سندرينغهام ويتضمن
برنامجها زيارة بلدية مدينة كينغز لين العائدة الى القرون الوسطى وروضة
اطفال في درزينغهام.
وقد وجهت الملكة التي تتمتع بشعبية غير مسبوقة بهذه المناسبة رسالة
حارة الى البريطانيين ومواطني الكومونولث "مجددة التزامها في ان تكون
في خدمتهم". وقالت في رسالتها "اكتب اليكم لاشكركم على الدعم الرائع
والتشجيع الذي منحتموني اياه والامير فيليب طوال هذه السنوات واريد ان
اعرب لكم عن تأثرنا الكبير بتلقي هذا الكم من الرسائل اللطيفة بمناسبة
اليوبيل الماسي". واضافت "اتمنى ان تشكل سنة اليوبيل هذه فرصة للثناء
على التقدم الكبير المحرز منذ العام 1952 وللتفكير بالمستقبل بهناء".
وفي رسالة اشاد فيها بالملكة، جدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كامرون تأكيده لاهمية الملكية في بلد ينادي 20 % من سكانه بنظام
جمهوري. وقال رئيس الوزراء "نسمع احيانا اناسا يقولون ان العائلة
المالكة مجرد زينة في حياة امتنا. هذا القول ينم عن جهل لدستورنا وسوء
تقدير للملكة" مشيدا "بالعمل الرائع" لهذه الاخيرة.
وستبدأ الملكة سلسلة من الزيارات في كل ارجاء بريطانيا مع زوجها
الامير فيليب. اما افراد العائلة المالكة الاخرون فسيتولون الزيارات في
دول الكومونولث المختلفة. اما الاحتفالات الرئيسية لليوبيل فستكون في
عطلة نهاية اسبوع طويلة تمتد من الثاني من حزيران/يونيو الى الخامس منه
وسيجوب خلالها حوالى الف زورق ومركب مياه التيمز وراء المركب الملكي.
وحاول رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التخفيف من وطأة التكاليف بقوله
إنها "أقل بتسعة آلاف مرة من تكاليف الألعاب الأولمبية" التي تستضيفها
لندن في تموز/يوليو وآب/أغسطس المقبلين. أما كاميلا زوجة الأمير تشارلز
فهي شددت على "الذوق البسيط" الذي تتحلى به الملكة عندما اقترحت ابتكار
وصفة طعام لتخليد الحدث على غرار طبق "كورونيشن تشيكن" (دجاج التتويج)
الشهير الذي ابتكر في العام 1953.
وستشهد الفعاليات وتيرة متصاعدة وأشكال متنوعة من الاحتفالات إلى
المعارض مرورا بالاستعراضات التي ستجري على شرف ملكة بلغت ذروة
شعبيتها. وحتى ان انصار النظام الجمهوري الذين تبلغ نسبتهم 20 % يوفرون
شخص الملكة عند انتقادهم النظام الملكي "المكلف والمخالف
للديموقراطية". |