
شبكة النبأ: القبة الحديدية اونظام
الاعتراض الصاروخي المتطور اخر انظمة اسرائيل التقنية في مجال التسلح
التي اعلنت عنها في مسعى يصفه بعض المراقبين بانه خطوة لمطمئنة اليهود
المتخوفين من احتمال حدوث حرب مرتقبة مع ايران والتي تكتلك قوة عسكرية
ونفوذ مهم لا يمكن الاستهانة به ، اعلنت اسرائيل ان نظامها الفريد
لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى الذي يعرف باسم "القبة الحديدية" نجح في
اعتراض غالبية الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة باتجاه مدن جنوب
اسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته
لموقع ركزت فيه احدى البطاريات في جنوب اسرائيل "اثبتت القبة الحديدية
قدراتها، وسنواصل تطويرها في الاشهر والسنوات القادمة".
ونشرت حتى الان ثلاث بطاريات تجريبية منذ اذار/مارس 2011 حول مدن
عسقلان واشدود وبئر السبع التي يعيش فيها اكثر من نصف مليون شخص.
وتتألف كل بطارية من رادار للرصد والتعقب وبرنامج مراقبة متطور وثلاث
منصات اطلاق صواريخ يشتمل كل منها على عشرين صاروخا معترضا، حسب مصادر
عسكرية. وهذا النظام تنتجه شركة رافائيل للأنظمة الامنية المتطورة
الاسرائيلية المملوكة للدولة، بمساعدة مالية اميركية. وبحسب تقديرات
الخبراء فان اسرائيل بحاجة الى 13 بطارية في كل انحائها لضمان التغطية
والحماية الكاملة. الا ان المشكلة تتمثل في التكلفة العالية لهذا
النظام حيث تشير وسائل الاعلام الى ان كل طلقة تطلق من هذه البطاريات
تكلف 50 الف دولار. وبحسب ارقام صادرة عن الجيش الاسرائيلي قامت القبة
الحديدية باعتراض 31 صاروخا اطلقت باتجاه مراكز مدنية فسجلت 23 اصابة
اي نسبة نجاح مقدارها 75%. واكد البريغادر جنرال دورون جافيش للصحافيين
امام احدى البطاريات قرب اشدود البعيدة نحو 25 كيلومترا عن الحدود مع
غزة "يعمل النظام بشكل جيد جدا". بحسب فرنس برس.
وكتب عوفير شيلا في صحيفة معاريف مقالا حول فعالية نظام القبة
الحديدية التي غيرت المعادلة حسب رأيه و"نجحت في امتحان اعتراض صواريخ
اكثر كثافة من السابق". وتابع "الحماية المعززة التي قدمتها القبة
الحديدية اعطت الادارة السياسية الاسرائيلية الشعور بانها تستطيع ان
تسمح بشكل اسهل بشن عملية لان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل سيكون اقل".
وتم تأجيل نشر نظام القبة الحديدية لسنوات بعد ان رأى مسؤولون ان
الطواقم المشغلة لهذا النظام تحتاج الى مزيد من التدريب وتلميحات بان
كلفة النظام الباهظة قد تحول دون نشره. ومن المقرر ان ينشر الجيش
الاسرائيلي ايضا هذه البطاريات عند الحدود الشمالية لمحاولة القضاء على
التهديد الصاروخي لحزب الله اللبناني الذي اطلق نحو اربعة الاف صاروخ
خلال حرب صيف العام 2006. وتندرج "القبة الحديدية" ضمن نظام دفاعي يشمل
ايضا "ارو" الصاروخ المضاد للصواريخ البالستية. كما يتم حاليا تطوير
نظام ثالث مخصص لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى.
تدريبا على التصدي لايران
من جانب اخر ترى اسرائيل انها خرجت من القتال الذي دار في الايام
القليلة الماضية مع الفلسطينيين في قطاع غزة أكثر ثقة في ان درعها
الصاروخية المتقدمة والدفاعات المدنية يمكن ان يكون أداؤها جيدا في أي
حرب مع ايران. وقال مسؤول اسرائيلي بعد ان بدأ سريان هدنة بوساطة مصرية
للقتال الذي خلف 25 قتيلا في قطاع غزة وثلاثة جرحى في اسرائيل "الى حد
ما كان هذا (القتال) تدريبا مصغرا" لإيران.
وقال المسؤول في إشارة الى تهديد ايران بالرد على أي "ضربة استباقية"
ضد منشآتها النووية باطلاق صواريخ ذاتية الدفع على اسرائيل "توجد فروق
كبيرة بالطبع لكن المبادئ الاساسية متماثلة." وقامت اسرائيل مستخدمة
مبدأ مماثلا للضربة الاستباقية ضد الفلسطينيين بقتل اثنين من القياديين
بالفصائل الفلسطينية في هجمات جوية في غزة أتهمتهما بتخطيط هجوم كبير
على مواطنيها عبر الحدود المصرية.
وسرت بين مسؤولي الدفاع الاسرائيليين مشاعر حذرة للفرحة بنجاة جنوب
اسرائيل من عشرات الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقت من غزة فيما استدعت
صفارات الانذار نحو مليون شخص الى المخابئ وقدم درع القبة الحديدية
الجوي حماية إضافية. وقال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي اللفتنانت جنرال
بيني جانتس للصحفيين "الجبهة الداخلية الاسرائيلية أظهرت مرة أخرى انها
يمكنها التعامل مع التحديات." ورغم انه وصف التهديد الاجمالي من الجيوش
المحيطة والمقاتلين بأنه "خطير وكبير" قال جانتس "انني مقتنع بأن
أعداءنا يفهمون ما لدينا من توازن بين قدرة دفاعية مريحة وقدراتنا
الهجومية التي سنستخدمها حسبما يقتضي الامر." بحسب رويترز.
ومع نشر نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ من غزة فان رد اسرائيل
على الصواريخ الاكبر ذاتية الدفع من ايران وسوريا هو نظام ارو-2 وهو
صاروخ اعتراضي يعمل بطريقة مماثلة لكن على ارتفاعات أعلى بكثير. وقال
مسؤولون اسرائيليون ان نظام القبة الحديدية أسقط نحو ثلاثة من كل أربعة
صواريخ فلسطينية أطلقت في المواجه الاخيرة. ورغم ان نظام ارو-2 أثبت
قدراته حتى الان في التجارب فقط الا أن القائمين على تطوير هذا النظام
يتباهون بمعدل اسقاط للصواريخ نسبته 90 في المئة.
لكن عوزي روبن وهو من المخضرمين في برنامج ارو حذر من الاعتماد اكثر
مما ينبغي على مثل هذه الدفاعات لان الصواريخ الايرانية اذا لم يتم
اعتراضها فانها يمكنها ان تسبب اضرارا شديدة أكثر بكثير من صواريخ غزة
التي يصنع الكثير منها من مواسير الصرف الصحي. والتقييم المتفائل من
جانب مسؤولي الدفاع الاسرائيليين يختلف مع افصاح نائب معارض بأنه رغم
جهود إقامة الملاجئ الحصينة التي ترعاها الحكومة فان اسرائيليا بين كل
أربعة لا يجد مخبأ يلجأ اليه. ودون شك أسهمت مشاكل الميزانية في التأخر
في اقامة المخابئ الحصينة ويمثل الضرر الاقتصادي لأي صراع مع ايران
عاملا سلط عليه الضوء اولئك الذين ينصحون بعدم المبالغة في الثقة في
الانظمة الدفاعية. واشار روبن الى انه بينما الصراع مع الفلسطينيين
المسلحين في غزة بأسلحة خفيفة عطل الحياة والنشاط التجاري في جنوب
اسرائيل فقط فان الصواريخ الايرانية قادرة بسهولة على توجيه ضربة
للمحاور الصناعية الرئيسية والمجتمعات الحضرية في تل ابيب وميناء حيفا
في الشمال. وقال "سيكون هناك شلل اقتصادي كامل."
الجهاد قادرة على ضرب العمق الاسرائيلي
على صعيد متصل كشف مسؤول عسكري كبير في حركة الجهاد الاسلامي ان
حركته تمتلك آلاف الصواريخ وانها قادرة على استهداف مدن في العمق
الاسرائيلي في حال قامت اسرائيل بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة.
وقال ابو ابراهيم احد ابرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة
الجهاد في "اذا استهدف الاحتلال اي قيادي من اي فصيل فلسطيني او اي
مدني سترد السرايا بقوة وستوسع دائرة الرد الى ابعد من اسدود". واضاف
ان "العدو يدرك الى اي مدى تصل صواريخ السرايا".
واكد المسؤول العسكري نفسه ان قدرات حركته العسكرية "زادت تطورا كما
ونوعا" موضحا ان الحركة تمتلك "الاف الصواريخ". واشار الى ان هذه
الصواريخ تتمتع "بدقة كبيرة بفضل السلاح المتطور" الذي حصلت عليه
السرايا مستغلة "بعض التسهيلات بسبب الثورات وخصوصا سقوط النظام المصري".
وتفيد مصادر قريبة من الفصائل الفلسطينية في غزة ان هذه الفصائل "ومنها
سرايا القدس تمتلك عددا من الصواريخ من نوع فجر-3 وفجر-5 يصل مداها الى
ستين كلم وحتى 110 كلم". واشارت المصادر نفسها الى انه بعد "اطلاق
صاروخ سام-7 على مروحية في اب/اغسطس الماضي غابت المروحيات عن الجو في
المعركة الاخيرة". والمح المسؤول العسكري في سرايا القدس الى ان حركته
لديها ما يمكن ان يجبر الطائرات المروحية على الامتناع عن التحليق في
اجواء غزة، لكنه رفض تاكيد امتلاكها صواريخا مضادة للمروحيات الهجومية.
من جهة اخرى، قال المسؤول نفسه ان "غزة تحملت حربا شرسة (نهاية
(2008- بداية 2009) ولن تنكسر والمقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها
وشعبها"، مؤكدا ان حركته استفادت من "التجربة والخسائر و استطاعت دعم
وتطوير وحدتها الصاروخية بصواريخ بعيدة المدى". واضاف ابو ابراهيم الذي
كان يرد على سؤال عن الرد الاسرائيلي المحتمل في حال اطلاق صواريخ على
مدن اسرائيلية انه "في حال تطور العدوان ممكن ان تستخدم صواريخ تصل
المدن ما بعد بعد اسدود" التي تبعد نحو 35 كلم عن غزة و نحو 30 كلم عن
تل ابيب. وتابع "لكل معركة ظروفها. نستخدم صواريخ محلية او هاون او
عبوات موجهة حسب حجم العدوان".
واوضح ان سرايا القدس قامت "بتعديل احداثيات الصواريخ" للإفلات من
نظام الاعتراض الاسرائيلي المعروف بالقبة الحديدية الذي اسقط عشرات
الصواريخ. وتابع ان السرايا تستخدم "70 بالمئة من الصواريخ المصنعة
محليا في وحدة الهندسة الخاصة بسرايا القدس والان لدينا صواريخ موجهة
ودقيقة توازي صواريخ غراد تم استخدامها في الرد على العدوان الاخير
واعتقد الاحتلال انها غراد". وكانت اسرائيل شنت سلسلة غارات على قطاع
غزة اسفرت عن سقوط 25 قتيلا بينما اطلقت سرايا القدس اكثر من مئتي
صاروخ على اسرائيل، قبل التوصل الى تهدئة بوساطة مصر. بحسب فرانس برس.
وعبر المسؤول العسكري في سرايا القدس عن اعتزازه "بتوازن الرعب"
الذي حققته حركته مع اسرائيل في جولة العنف الاخيرة. وقال "لا نسعى
لايقاع قتلى اسرائيليين من صواريخنا. نحن نبحث عن توازن الرعب فقط.
رسالة الرعب اهم لدينا من القتل: ان يبقى مليون ونصف في الملاجئ ونسمع
استغاثاتهم انهم يتوجعون مثل شعبنا". واوضح ان سرايا القدس ردت في
التصعيد الاخير "اغتيال زهير القيسي" امين عام لجان المقاومة الشعبية
التي تعتبر حليفا لحركته. وقال "لم ننتصر على اقوى رابع جيش في العالم
لكن الهزيمة اقر بها العدو فهو لاول مرة يتعهد" للوسيط لمصري "بوقف
الاغتيالات بعدما كان في السابق تهدئة مقابل تهدئة". واضاف "لا نثق
بالاحتلال وندرك انه لا يلتزم لكننا سنفاجئ الاحتلال اذا ارتكب حماقة
بتوسيع دائرة الرد".
وحول عدد عناصر السرايا، قال انه "بالالاف ولدينا سرايا ومجموعات
عسكرية وعناصر مجهزة ومدربة بالتدريبات المتطورة جدا ولديها الاحتياطات
الامنية اللازمة لادراكنا بغدر العدو". واكد ان حزب الله اللبناني
"داعم اساسي" لحركته خصوصا "بتسهيل التدريبات للمجاهدين". كما اعترف
بالدعم الايراني "الكبير" لحركته. وقال ان "ايران هي الداعم الاوحد في
بعض المراحل خاصة لاسر الشهداء والجرحى وجمعيات خيرية تابعة للفصائل
بما فيها الجهاد"، مؤكدا ان "الاحداث في سوريا لم تؤثر على علاقتنا او
الدعم من ايران". لكنه نفى حصول حركته على اسلحة ايرانية، قائلا ان
"العدو يعرف الاسلحة التي نملكها ومنها صواريخ روسية". كما نفى وجود
"اي تنسيق مع جهات او مجموعات في الخارج سواء في سيناء (بمصر) او
غيرها". وحول تكهنات باحتمال شن هجوم عسكري على ايران، قال ان "ايران
ليست بحاجة لنا ولا لغيرنا. انها بلد قوي عسكريا ونستبعد ضربها عسكريا
بسبب الظروف الاقليمية". واضاف ان "معركتنا الاساسية في فلسطين لكن اذا
ضرب العدو الصهيوني ايران وغزة معا فسنرد بقوة".
في سياق متصل ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان محمود الزهار القيادي في
حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وخلال زيارته الى طهران اكد ان
المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد اسرائيل ستستمر. وقال الزهار وزير
الخارجية في حكومة حماس المقالة في قطاع غزة خلال لقاء مع امين المجلس
الاعلى للامن القومي سعيد جليلي ان "مبادىء واستراتيجية المقاومة
الاسلامية الفلسطينية لن تتغير". من جهته، اكد جليلي من جديد "دعم
الجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية" وتوقع "نجاحات" قادمة ضد
اسرائيل، بحسب مصدر رسمي ايراني. وحذر جليلي "المقاومة الفلسطينية من
المؤامرات" التي تهدف الى تقسيمها. كما التقى الزهار رئيس مجلس الشورى
الايراني علي لاريجاني.
والتقى الزهار وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي دان
"الهجمات الوحشية للنظام الصهيوني على الشعب الفلسطيني البريء"، معتبرا
انها تشكل "مؤشرات ضعف هذا النظام غير الشرعي". وتابع صالحي ان "دعم
الشعب الفلسطيني من مبادئنا ومعتقداتنا الدينية ونحن واثقون من ان
الشعب الفلسطيني سينتصر". من جهته شكر الزهار "الجمهورية الاسلامية في
ايران لدعمها غير المحدود ومن دون اي مقابل". وتدعم ايران الفصائل
الفلسطينية في مواجهة اسرائيل. وكان رئيس الحكومة المقالة في غزة
اسماعيل هنية ضيف الشرف في الاحتفالات في الذكرى الثالثة والثلاثين
لانتصار الثورة الاسلامية في ايران في 11 شباط/فبراير الماضي.
وظهرت انقسامات بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يقيم
خارج غزة وقادة الداخل في القطاع، لكن هنية ومشعل نفيا ذلك. ويتهم
مسؤولو حماس في غزة بمن فيهم الزهار، مشعل بتقديم تنازلات كبيرة من اجل
المصالحة مع حركة فتح التي يقودها محمود عباس. |