شبكة النبأ: تشهد البرازيل نموا قويا
على أكثر من صعيد في الآونة الأخيرة، إذ أنها تعيش أفضل مرحلة ذهبية
لتقود التعافي الاقتصادي على المستوى العالمي، فالتنوع الاقتصادي
والنمو السريع للطبقة الوسطى عجّلت بدوران عجلة التطور الاقتصادي من
دون الاعتماد على اقتصاديات أجنبية، وبدوره ساعد في إجراء إصلاحات
بنيوية واجتماعية ضرورية لضمان نمو دائم كما هو الحال في هذه الدولة،
حيث أنها ستستضيف كأس العالم لكرة القدم في عام 2014 والألعاب
الأولمبية في عام 2016، وهذا بدورها ينشط مجالات التنمية كافة، حيث
ستعتمد البرازيل في الفترة المقابلة على تطوير الاقتصاد والسياحة
الرياضية بشكل خاص، لما له من منافع اقتصاد كبيرة. لكن في الوقت ذاته
تشهد فيه تطورا اقتصاديا، تشهد أيضا صراع وحربا اجتماعية وكلامية مع
الهنود السكان الأصليون، إذ أنهم يدافعون عن أرضهم قبالة مدرج مخصص
لكأس العالم في كرة القدم، وذلك لان سلطات ريو دي جانيرو تريد تحويل
هذا المكان الرمزي إلى مركز تجاري أو إلى مبنى ملحق بأمانة الرياضة،
فيما يطالب الهنود بترميمه ليصبح مقرا لكلية الشعوب الأصلية الأولى في
ريو دي جانيرو، حيث تدرس معارف الأسلاف وتاريخ الهنود وثقافتهم، وعلى
عكس هذا الصراع يعيش السجناء في البرازيل نشوة أكثر إشراقا من قبل،
وذلك لأنهم يبنون ملاعب المونديال، وهذا الواقع ربما يغير الكثير من
أوضاعهم في المستقبل في مختلف المجالات. وعلى رغم من الانتعاش الاقتصاد
بالبرازيل إلا أنها تعني من الفساد الرياضي وغسيل الأموال بشكل خطير،
في حين تم معالجة بعض قضايا الفساد خاصةً، بعد استقالة ريكاردو تيكسيرا
من رئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ونهاية حقبة "السلطة المطلقة"
وبداية مرحلة أمل بالمزيد من الشفافية في مسألة الإعمال المتعلقة
بتنظيم مونديال البرازيل 2014.
هنود في البرازيل يدافعون عن أرضهم
فعلى بعد أمتار من مدرج ماراكانا الذي يستضيف نهائيات كأس العالم في
كرة القدم للعام 2014، يشغل عشرات الهنود مبنى متداعيا تريد سلطات ريو
دي جانيرو تحويله إلى مركز تجاري، ويكافحون طردهم المحتمل، ويعيش هنود
من إثنيات مختلفة منذ العام 2006 في أكواخ من الطين حول المبنى
المتداعي الذي كان مقرا لمتحف "الهندي" السابق الواقع على بعد مئة متر
من مدرج ماراكانا الذي يخضع حاليا لعملية ترميم كاملة استعدادا
لنهائيات كأس العالم في كرة القدم، وتريد مدينة ريو تحويل هذا المكان
الرمزي إلى مركز تجاري أو إلى مبنى ملحق بأمانة الرياضة فيما يطالب
الهنود بترميمه ليصبح مقرا لكلية الشعوب الاصلية الأولى في ريو دي
جانيرو حيث تدرس معارف الأسلاف وتاريخ الهنود وثقافتهم، وفي هذا المكان
الملقب ب"قرية ماراكانا"، يزرع الهنود الخضار والفاكهة في بستان صغير
ويطهون الطعام على فرن حطب. وتستقبل هذه "القرية" بطريقة دائمة أو
موقتة هنودا يأتون إلى ريو من كافة أنحاء البرازيل من أجل العمل أو
الدراسة أو تلقي الرعاية الطبية، ويقول كارلوس المنتمي إلى قبيلة
توكانو الأمازونية "لطالما كنا مهمشين ولا أحد يتذكرنا إلا في سياق
الماضي أي عند التكلم عن وصول البرتغاليين أو الاستعمار. ولكننا اليوم
هنا أحياء وسوف نقاوم، ويضيف دافا من قبيلة بوري (وسط البرازيل) "نخشى
أن يتم إقصاء شعبنا عن هذا الحدث الكبير، في إشارة إلى كاس العالم في
كرة القدم. ويتابع "نخشى أن يتم طردنا ونعرف أن هذا الاحتمال وارد، وفي
"قرية ماراكانا"، ينظم الهنود أحداثا مختلفة كجلسات عامة للقراءة
والرسم على الجسد والرقص وتحضير الأطباق التقليدية. كذلك أنشأ الهنود
موقعا إلكترونيا لنشر مشاريعهم، وهم يعتزمون إطلاق محطة تلفزيونية على
الانترنت سنة 2012. بحسب فرانس برس.
ويقول أفونسو من قبيلة أبورينا "نريد أن نبين للبرازيليين أن الهنود
ليسوا كلهم متشابهين وأنه هناك تنوع ثقافي وإثني كبير ينبغي تقديره
وحمايته، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 800 ألف هندي (0,4% من
مجموع السكان) يعيشون في البرازيل، وسنة 1865، قدم مالك الأرض الأول
وهو دوق ساكسونيا العقار لبناء مركز للأبحاث المتعلقة بالهنود فيه. وضم
المبنى سنة 1953 "متحف الهندي" الأول لكنه أصبح مهجورا بعد نقل المتحف
إلى حي بوتافوغو سنة 1977 وانتهى به المطاف بين أيدي وزارة الزراعة،
وسنة 2010، أبلغت حكومة ريو أفونسو بأنها تعتزم هدم المبنى وبناء متاجر
للرياضة مكانه وأنها قد تخص في أفضل الأحوال الهنود ببعض المتاجر لبيع
الأشغال اليدوية، إلى ذلك، تم طرح مشروع آخر يقضي بشراء المبنى من قبل
أمانة الرياضة الرسمية. وبحسب المنظمات غير الحكومية، تم إخلاء أكثر من
ألفي شخص في البرازيل بسبب أعمال مرتبطة بكأس العالم في كرة القدم
للعام 2014 وبالألعاب الأولمبية للعام 2016، ويقول أراساري من قبيلة
باتاكسو "لقد جئنا إلى هنا لنقاوم. نحن نعيش حربا كلامية وجسدية
ومعنوية (...) لكن المحارب لا يخاف.
سجناء
فيما يعد ثياغو الياس فيريرا واحد من السجناء الذي يعملون على ترميم
ملعب بيلو اوريزونتي لكرة القدم (جنوب شرق) استعدادا لمونديال العام
2014 وهو يقول بفخر "لقد عادت حياتي الى مجراها، ثياغو الذي حرقت اشعة
الشمس وجهه هو تاجر مخدرات سابق يبلغ من العمر 26 عاما وقد قرر
الانخراط في برنامج اعادة تأهيل السجناء. انه مسؤول عن المعدات في
الورشة وينظر الى عمله هذا على انه "فرصة فريدة"، فهذا الرجل الشاب هو
واحد من 16 سجينا في سجن بيلو اوريزونتي عاصمة ولاية ميناس جيريس،
يعملون في هذه الورشة الى جانب 1500 عامل آخر لانجاز اعادة بناء ملعب
مينيراو بحلول نهاية العام 2012 الذي سيستقبل مباريات ضمن كأس القارات
العام 2013 وكأس العالم لكرة القدم العام 2014، وفي مقابل كل ثلاثة
ايام عمل يحصل كل سجين على تخفيض محكوميته بيوم واحد، ويقول ثياغو "بالنسبة
إلينا نحن الذين نستفيد من نظام سجن شبه مفتوح، يشكل هذا الامر فرصة
كبيرة علينا ان تستغلها ونعتمدها مدى الحياة. لانه اذا ما استمرينا على
طريق الجريمة، تنتظرنا نتيجتان: اما الكرسي النقال واما الموت، بعدما
امضى هذا الشاب سنتين وخمسة اشهر في الجسن يتشوق الان لاستعادة حريته
في شباط/فبراير المقبل والاستمرار في العمل في ملعب مينيراو حيث يتلقى
600 ريال شهريا (250 يورو) اي اكثر بقليل من الحد الادنى للاجور، وهو
اجر يؤمن من خلاله لقمة العيش لوالدته وزوجته وطفله البالغ من العمر
شهرا واحدا، ويؤكد ثياغو "اريد ان اطلع ابني على مل كل مررت به حتى لا
يكرر الحماقات ذاتها وان اقدم له كل ما لم يتوافر لي في حياتي"، عارضا
بفخر صور طفله على هاتفه النقال. ويضيف "بمشيئة الله سأنجح في حياتي،
عند الساعة الحادية عشرة يبتعد العمال عن الوحول والانقاض في ملعب
مينيراو ويضعون معداتهم في المخزن الذي يديره ثياغو والذي يتحول عندها
الى مقصف. بحسب فرانس برس.
وهنا ينتظرهم يوميا فرانسيسكو داس تشاغاس كويروز الملقب "تشيكينو"
وهو عامل مخضرم مكلف تنظيم الخدمات والاعمال. فرانسيسيكو البالغ 52
عاما امضى حتى الان 17 عاما في السجن بعد سطوه على مصرف وقد اختير احد
"عمال الشهر" بسبب فعاليته وتفانيه في العمل، ويقول بصوت هادئ ان
اعتراف المسؤولين عنه بعمله الدؤوب "يشكل مصدر فخر كبيرا لي". ويشرح "من
الواضح انني اتيت إلى هنا لتحقيق فرق. وبمشيئة الله نجحت ويتم تقدير
عملي. لقد حصلت على ترقية في غضون 12 يوما للمساعدة على تنسيق الاعمال،
ويضيف "العمل على بناء الملعب امر يشرفني. والحصول على التقدير في شركة
كبيرة امر مطمئن"، املا الاستمرار في العمل فيها عند خروجه من السجن في
كانون الثاني/يناير، وهو غير نادم على جرائمه ويقول "انا ما انا عليه
بسبب الصعوبات التي عرفتها في حياتي". ويوميات هذا التاجر السابق مضنية
اذ يبدأ نهاره عند الساعة الخامسة صباحا في المعلب، ويتواصل عند الساعة
18,00 في مدرسة التمريض لينتهي عند قرابة الساعة 23,00 عندما يعود الى
زنزانته، ويروي مستذكرا ماضيه انه بدأ يسرق في الثمانينات عندما كان
يناضل ضد الحكم العكسري (1964-1985). ويؤكد انه عرف في 1977-1978
المناضلة السابقة والرئيسة الحالية للبرازيل ديلما روسيف. ويؤكد "كانت
رهيبة في المعنى الايجابي للكلمة. كانت تخاطر بحياتها من اجل الاخرين.
مونديال 2014
فقد يتوقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ان تصل الارباح في
مونديال 2014 في البرازيل الى 1200مليون دولار، وقال الامين العام
للفيفا، الفرنسي جيروم فالك، اليوم الخميس في ريو دي جانيرو "من
المتوقع ان يصل مردود كأس العالم الى 3500 مليون دولار، فيما سترتفع
النفقات حتى نهايته الى 3300 مليون دولار. سيحصل الفيفا هكذا على نتيجة
ايجابية بقيمة 200 مليون دولار، واضاف فالك ان الرقم المتوقع هو اقل
مما جناه الفيفا في مونديال 2010 في جنوب افريقيا حيث وصلت الحصيلة
الاجمالية حسب صحيفة "فوليا دي ساو باولو" البرازيلية الى 4100 مليون
دولار (مقابل 3500 متوقعة في البرازيل). بحسب فرانس برس.
ويقوم فالك على رأس وفد من الفيفا بزيارة تفقدية للمننشآت الخاصة
بكأس العالم في البرازيل هي الاولى من اصل 6 زيارات مقررة، واستبعد في
هذا الصدد تقليص عدد المدن التي ستقام على ملاعبها المباريات، مؤكدا
ثقته بان تكون المواقع ال12 جاهزة في الموعد المحدد رغم التأخير في
الاعمال، ورد على اسئلة الصحافيين حول احتمال تغيير الدولة المضيفة
بكلمة "لا"، وقال "يجب ان يكونوا جاهزين ولا يوجد امامهم اي خيار آخر.
قضايا فساد
كما أفادت تقارير محلية من البرازيل بأن رئيس اتحاد كرة القدم
ريكاردو تيشسيرا على وشك الاستقالة من منصبه بعد تزايد اتهامات موجهة
له بالفساد، وكشفت صحيفة محلية ارتباط ريكاردو تيشسيرا، المسؤول حاليا
عن ملف الإعداد لنهائيات كأس العالم 2014، بشركة اتهمت بمضاعفة السعر
لمنظمي إحدى مباريات كرة القدم التي جمعت بين منتخبي البرازيل و
البرتغال عام 2008، من جانبه أنكر تيشسيرا الذي يترأس اتحاد بلاده منذ
22 عاما هذه الاتهامات، وذكرت صحيفة محلية برازيلية أشارت إليه في
فضيحة فساد أخرى، وقالت صحيفة أو غلوبو أن تيشسيرا قد يضطر لتقديم
استقالته الخميس، وجاءت هذه الأنباء بعد أن نشرت صحيفة "فولها دي ساو
باولو" تقريرا عن العلاقة التي تربط بين رئيس اتحاد كرة القدم وشركة
فرضت رسوما مبالغ فيها على منظمي مباراة ودية جرت بين منتخبي البرازيل
والبرتغال في العاصمة برازيليا في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2008،
وكان كريستيانو رونالدو، وكاكا، وروبينهو من بين أبرز اللاعبين الذي
شاركوا في هذه المباراة والتي انتهت بفوز الفريق البرازيلي بستة أهداف
مقابل هدف واحد للبرتغال، وقالت الصحيفة إن شركة "إيلانتو" للتسويق
تقاضت ضعف الرسوم المتفق عليها مقابل حجز غرف الإقامة للفريق البرازيلي
ومسؤوليه وبلغ عددهم 40 فردا، وقد أنفقت السلطات المحلية في العاصمة
برازيليا نحو 5.23 مليون دولار على هذه المباراة وفقا للصحيفة. بحسب
البي بي سي.
وقالت الصحيفة إن شركة إيلانتو هي مالكة لشركة أخرى تدعى "في إس في
أغروبيكيوريا إمبرينديمينتوس" وعنوانها في ريو دي جانيرو هو نفس عنوان
شركة يملكها رئيس اتحاد الكرة، ولم تشر الصحيفة في تقريرها إلى كيفية
احتمال استفادة تيشسيرا من زيادة الرسوم لفترة إقامة الفريق، وتأتي هذه
الادعاءات ضمن سلسلة أخرى من الاتهامات ضد تيشسيرا البالغ من العمر 64،
وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا،
ففي عام 2001، اتهمت تحقيقات أجرتها لجنة برلمانية تيشسيرا بارتكاب 13
جريمة بدء بالتهرب الضريبي إلى غسيل أموال وتضليل المشرعين ولكن لم تتم
إدانته في أي من هذه القضايا، واتهم تيشسيرا مؤخرا بالحصول على رشوة
تقدر بأكثر من مليون دولار من شركة التسويق "آي إس إل" التي عملت مع
الاتحاد الدولي الفيفا في فترة التسعينات، وقد أدت هذه الاتهامات إلى
توتر العلاقة بين تيشسيرا وبين رئيسة البرازيل ديلما روسيف وبخاصة مع
تكليف تيشسيرا مسؤولية الإعداد لبطولة كأس العالم 2014 وإشرافه على
الميزانية المخصصة لها.
ركلها بقفاها
من جهة أخرى طلبت الحكومة البرازيلية من الاتحاد الدولي لكرة القدم
رسمياً تعيين ممثل جديد لها للإشراف على جهودها الخاصة بتنظيم كأس
العالم 2014، وذلك بعد الخلاف الواسع بينها وبين الأمين العام للاتحاد
الدولي لكرة القدم، جيرومي فالكي، الذي قال إن البرازيل بحاجة "لركلة
في المؤخرة" من أجل الإسراع بالعمل، وقال ألدو ريبيلو، وزير شؤون
الرياضة البرازيلي، إن حكومة بلاده "لا يمكنني قبول التحاور مع الأمين
العام للاتحاد بعد اليوم، وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة ساوباولو، وصف
ريبيلو تصريحات فالكي بأنها "مهينة وغير مقبولة،" كما اعتبر أن المسؤول
في الاتحاد الدولي "يناقض نفسه" بانتقاد البرازيل بعد أن كان قد أشاد
بمستوى العمل خلال زيارته الأخيرة إلى البلاد، وكان فالكي قد اتهم
البرازيل بأنها "مهتمة بالفوز بكأس العالم أكثر من اهتمامها بتنظيمه،"
وذلك بعد تقارير حول وجود تأخير كبير في تجهيز البنية التحتية، مثل
المطارات والملاعب، وتزامن الخلاف بين الجانبين مع تأخير جديد على
مستوى سن قانون تنظيم المونديال في البرازيل. بحسب السي ان ان.
بعد أن قامت لجنة برلمانية برازيلية بتقديم طلب جديد لتأجيل عرض
الملف على البرلمان، رغم تأكيد "فيفا" على أهمية الخطوة، كما يعترض
البرلمان البرازيلي على تعديل قوانين أخرى يطالب بها الاتحاد الدولي،
مثل السماح ببيع البيرة خلال المباريات، علماً أن البرازيل تحظر ذلك
حالياً، ولم يتضح على الفور رد فعل "فيفا" على الطلب البرازيلي، علماً
أنه من المقرر قيام وفد من الاتحاد الدولي - برئاسة فالكي نفسه -
بزيارة البرازيل.
نهاية حقبة "السلطة المطلقة"
الى ذلك شكلت استقالة ريكاردو تيكسيرا من رئاسة الاتحاد البرازيلي
لكرة القدم نهاية حقبة "السلطة المطلقة" وبداية مرحلة امل بالمزيد من
الشفافية في مسألة الاعمال المتعلقة بتنظيم مونديال البرازيل 2014،
بحسب ما يرى المحللون، "انها نهاية السلطة المطلقة"، هذا ما قاله
المحلل الرياضي جوكا كفوري الذي يتابع منذ اعوام عدة عمل تيكسيرا بحكم
وظيفته في شبكة "اي اس بي ان تي في"، وكان تيكسيرا تقدم باستقالته من
منصبه بسبب تهم الفساد الموجهة اليه، كما استقال ايضا من منصبه كرئيس
للجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014، واعلن عن استقالة تيكيسرا الذي
ترأس الاتحاد البرازيلي منذ 1989، الرئيس بالوكالة خوسيه ماريا مارين
وذلك لان الاول في عطلة مرضية منذ الخميس الماضي، وقرأ مارين رسالة
كتبها تيكسيرا وجاء فيها: "اليوم، اترك رئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة
القد بشكل نهائي"، مشيرا فيها الى ان مارين (79 عاما) سيكون خلفه في
الاتحاد واللجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014.
وتأتي استقالة تيكسيرا (64 عاما) الذي كان "رجل" رئيس الاتحاد
الدولي السابق جواو هافيلانج وصهره قبل ان يطلق ابنته لوسيا عام 1997،
على خلفية التحقيق الذي فتحته السلطات البرازيلية في تشرين
الاول/اكتوبر الماضي من اجل التأكد من التقارير التي اشارت الى انه كان
يبيض الاموال من خلال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، علما بان شبكة "بي
بي سي" البريطانية كانت بثت عام 2010 تقريرا يكشف بان تيكسيرا حصل من
الشريك التسويقي السابق لفيفا شركة "أي أس أل" التي افلست عام 2001،
على مبلغ 5ر9 مليون دولار كرشوى من اجل عقد حقوق النقل التفلزيوني
لمباريات كأس العالم، وانتظر تيكسيرا حتى تموز/يوليو الماضي لكي يرد
على هذه الاتهامات متهجما على الاتحاد الانكليزي لكرة القدم بقوله
"ساجعل حياتهم جحيما" طالما بقي في منصبه ضمن اللجنة التنفيذية للاتحاد
الدولي "فيفا"، كان تيكسيرا "ديكتاتور" الاتحاد البرازيلي بكل ما
للكلمة من معنى و"سرطان استؤصل" بحسب نجم المنتخب السابق روماريو الذي
انتخب نائبا في البرلمان عن الحزب الاشتراكي، وبدوره رأى ماركوس
غوترمان، صاحب كتاب "كرة القدم تفسر البرازيل: تاريخ اللغة الاكثر
الشعبية في البلاد"، في حديث لوكالة "فرانس برس" ان "الاتحاد البرازيلي
لكرة القدم علبة سوداء، مملكة لا يمكن دخولها. لم تكن هناك اي مراقبة،
اي حسابات مفتوحة او تدقيق مالي خارجي. كل شيء كان يدور حول تيكسيرا،
واضاف "مع رحيل شخص مرتبط الى هذا الحجم بالفضائح، بالاعمال
المشبوهة...اصبح هناك امكانية امام الاندية للعمل بشكل اكثر انفتاحا،
وتنظيم كأس العالم سيكون اكثر شفافية، لكن مارين الذي سيتولي شؤون
الاتحاد البرازيلي حتى 2015، اي موعد انتهاء ولاية تيكسيرا لو لم يستقل
من منصبه، اكد في اول تصريح له بعد استلامه مهامه الجديدة انه لن يكون
هناك اي تعديلات في السلطة الكروية العليا في بلاد منتخب السامبا،
مضيفا "انها استمرارية ادارة محترمة من قبل الجميع حول العالم، لكن
ايلينا لانداو، محامية واقتصادية خبيرة في كرة القدم، ترى بان الاتحاد
البرازيلي لم يعد بعد رحيل تيكسيرا حصنا منيعا لا يتمكن احد من الوصول
اليه، مضيفة "الاتحاد البرازيلي وصل الى هذا الوضع لانه يستغل العنصر
الثقافي الاكثر اهمية على الارجح لدى الشعب البرازيلي: عشق كرة القدم،
اما النائب المعارض الفارو دياز، الذي ترأس عام 2001 لجنة للتحقيق بوضع
الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، فيرى بدوره ان على الحكومة استغلال
الموقف الحالي من اجل ان تكسب لها مكانا في تنظيم مونديال 2014، معتبرا
انها لم تتول مسؤولياتها حتى الان في تنظيم العرس الكروي العالمي وذلك
في وقت تشير فيه وسائل الاعلام المحلية ان رئيسة البلاد حاليا ديلما
روسيف حافظت، وخلافا للرئيس السابق لولا دا سيلفا، على مسافة معينة من
تيكسيرا ولم تستقبله. بحسب فرانس برس.
وفي الجهة المقابلة، اشار بعض المحللين الى بعض الايجابيات التي
تحققت خلال حقبة تيكسيرا، منها ان المنتخب الوطني اصبح محترفا وتوج
بطلا للعالم عامي 1994 و2002، كما تحول حلم استضافة الحدث العالمي الى
حقيقة عام 2014. كما للاتحاد البرازيلي حاليا 11 راعيا رسميا ما يدر
عليه 126 مليون دولار سنويا لكن يؤخذ عليه في هذه المسألة اضطرار
المنتخب البرازيلي للعب معظم مبارياته الودية خارج البلاد رضوخا عند
طلب الرعاة، في جميع الاحوال، لحق تيكسيرا بحماه السابق هافيلانج الذي
كان تقدم بدوره في اواخر العام الماضي باستقالته من اللجنة الاولمبية
الدولية قبل ايام من جلسة التحقيق المقررة معه في قضية رشاوى كشفت
النقاب عنها شبكة "بي بي سي" ايضا في برنامج الفضائح بانوراما، وكانت
لجنة الاخلاق في اللجنة الاولمبية الدولية فتحت في حزيران/يونيو الماضي
تحقيقا مع هافيلانج، عضو اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1963، بشأن
رشوى تلقاها عام 1997، وكتبت الصحف البريطانية انذاك ان هافيلانج،
الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم، دخل قفص الاتهام بعد تلقيه
رشوة قيمتها مليون دولار اميركي عام 1997 وكان رئيس الاتحاد الدولي
السويسري جوزيف بلاتر على علم بذلك لكنه لم يقم باي ردة فعل، وذلك من
خلال ما بثه برنامج "بانوراما" الفضائحي على بي بي سي، وترتكز المزاعم
على تلقي هافيلانج، رئيس الاتحاد الدولي بين 1974 و1998 وأقدم اعضاء
اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1963، رشوة من الشريك التسويقي
السابق لفيفا شركة "أي أس أل" التي افلست عام 2001، بيد ان الاتحاد
الدولي لكرة القدم رفض فتح تحقيق في هذا الموضوع بحسب ما أضافت
الصحيفة، وذكرت الصحيفة ان الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد
الافريقي لكرة القدم، وهو عضو ايضا في اللجنة الدولية، يواجه التحقيق
اثر اتهامه بالرشوة ايضا في البرنامج عينه لتلقيه مبلغ 100 الف فرنك
سويسري عام 1995 من "أي أس أل"، لكن الكاميروني نفى الاتهامات الموجهة
اليه. |