شبكة النبأ: من باب التندر على ما
يفعله التيار السلفي الصاعد في مصر اطلق بعض المصريين فكاهة حول عزم
الجماعات السلفية استبدال رسم النسر الجمهوري في العلم المصري برسمة
رمح على غرار العلم مملكة السعودية التي تتخذ من سيف رمزا في علمها.
ولا تخفي تلك السخرية التي يطلقها الكثير من المصريين خشيتهم من
اطباق تلك الجماعات هيمنتهم على مفاصل الدولة، معربين عن المخاوف
المتصاعدة إزاء وصول مكن السلفيين من الحصول على مكاسب مهمة، خصوصا على
صعيد مركز التشريع في البلاد المتمثل بالبرلمان.
وتأتي تلك المخاوف بسبب بعض المعتقدات والطروحات الفكرية المتعصبة
التي تنادي بها تلك التيارات والتي قد تؤثر بشكل سلبي على مستقبل
البلاد السياسي والاقتصادي وتحدد من حرياتهم، ويرى بعض المراقبين ان
هنالك مساعي جاده لإضفاء صبغة دينية فيما يخص السياسة المصرية وهذا ما
يزعج العديد من العديد من الاطراف الاخرى، وفي هذا السياق ذكر موقع
صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية أن الأزهر الشريف في مصر يستعد لممارسة
نفوذ واسع على الدور السياسي للدين. وقالت الصحيفة في تقرير لها من
القاهرة إنه بعد مرور ما يزيد على العام من'' الثورة والاطاحة بالرئيس
السابق حسني مبارك فأن كل شيء في مصر تشعر إنه مباح. وأضافت أن الجدل
حول روح الأزهر يحمل سمة خاصة في مصر وأنحاء العالم الاسلامي. وأوضحت
الصحيفة إنه في الوقت الذي كان فيه الشرق الأوسط يغلي بشأن الدور
المناسب للدين في الحياة العامة، فأن الأزهر يستعد لاستخدام نفوذه
الواسع على كيفية تطبيق الاسلام السياسي في أنحاء المنطقة. ونقلت
الصحيفة عن مصلين في الجامع الأزهر قولهم إن الأزهر الذي كانت الحكومات
المصرية الاستبدادية على مدى عقود تختار شيخه يستعيد الآن مكانه الصحيح
باعتباره الصوت الأعلى في العالم للإسلام السني وإنه بدأ ينفض التراب
المتراكم عليه. وقالت إن هناك الآن قوى من كافة أطياف القوى السياسية
والدينية في مصر من بينها جماعة تتبع النهج السعودي في الاسلام تناور
من أجل التأثير على الأزهر. وأضافت الصحيفة أن الأزهر منذ تأسيسه فى
القرن العاشر الميلادى يحمل لمسة لا تضارع من الفكر الاسلامي ويقود
المؤمنين في فهمهم للعقيدة ويقوم بتعليم الملايين عبر جامعته الفريدة
ونظامه التعليمي.
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الأزهر في العقود الأخيرة تعرض
لإستغلال بارتباطه بسلسلة من الزعماء المصريين الذين استغلوا اسم
المؤسسة لإعطاء سياساتهم نوعا من المباركة الدينية. وأوضحت أنه منذ عام
1961 فإن رئيس الدولة هو الذي يعين شيخ ألأزهر مباشرة وأن الكثير من
المصريين ينظرون إلى الأزهر على أنه أصبح''أداة تخضع لسيطرة الدولة.
وقالت ان هناك اجماعا واسعا عقب ثورة 25 كانون الثاني (يناير) بين
السياسيين في مصر على أن الأزهر يحتاج إلى مزيد من الاستقلالية. وأشارت
الصحيفة إلى أن شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب درس بجامعة السوربون
الفرنسية ويؤمن بالحوار بين الأديان وله فتاوى تقدمية، ولكنه كان عضوا
في المكتب السياسي في الحزب الوطني المنحل الذي كان يرأسه مبارك وهو
الذي عينه في منصبه. وأوضحت أن الجماعتين الدينيتين الرئيسيتين في مصر
(الإخوان المسلمين و السلفيين) اللتين 'يستحوذ الحزبان الممثلان لهما
على أغلبية المقاعد في مجلس الشعب المصري يعملان بالفعل على اصدار
تشريع يجرد شيخ الأزهر من تولي المنصب طيلة حياته وهذا قد يمنحهما كلمة
في اختيار خلف للطيب. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.
وأشارت الـ'واشنطن بوست' إلى موافقة المجلس العسكري الحاكم في مصر
على قانون بتفويض لجنة من العلماء يناط بها اختيار شيخ الأزهر ولكنه
فوض الطيب بإختيار أعضاء هذه اللجنة.
إلا أن السياسيين من حزب النور والأخوان اللذين لا يعترضان على
قرارات المجلس العسكري في قضايا عديدة وفقا لقول الصحيفة يقولون إنهم
سيقفون ضد هذا لأنهم يعتبرون الطيب من فلول نظام مبارك. ونقلت الصحيفة
عن محمد نور المتحدث باسم حزب النور السلفي قوله 'تحرير مؤسسات الدولة
مثل الأزهر أكثر أهمية لنا من انتخابات الرئاسة أو وضع الدستور'.
سلفيوا البرلمان
على صعيد متصل قام النائب السلفي ممدوح اسماعيل بإقامة صلاة العصر
خلال جلسة البرلمان المصري ما دفع رئيس المجلس الى توبيخه بحدة "لمخالفته"
نظام الجلسة. ووقف هذا النائب الملتحي، المنتمي الى حزب النور السفلي،
من دون مقدمات ليرفع الاذان بين النواب اثناء انعقاد الجلسة. وفور
انتهائه انتقده سعد الكتاتني رئيس المجلس بشدة قائلا ان "السيد النائب
ممدوح اسماعيل خالف نظام الجلسة واذن دون ان يأخد راي رئيس المجلس".
وصفق النواب لموقف الكتاتني في القاعة التي كثرت فيها التعليقات اذ
قال احد النواب للنائب السلفي "اطلع برا يا عم". واضاف الكتاتني بلهجة
حادة" هناك مسجد تؤذن فيه، اذهب للصلاة في المسجد، هذا المجلس للحديث
ولست اكثر منا اسلاما ولست اكثر منا حرصا على الصلاة".
وتابع "هل انت فقيه اكثر من هؤلاء، لا تزايد على اخوانك في المجلس".
واضاف الكتاتني "لن اسمح لك مرة اخرى، عايز تصلي اتفضل" مشيرا باصبعه
الى خارج القاعة. وحذر الكتاتني النائب اسماعيل من "تعطيل اعمال الجلسة
والا ساطبق عليك اللائحة".
وفاز الاخوان المسلمون والسلفيون بأكثر من ثلثي مقاعد اول مجلس شعب
منتخب في مصر بعد اطاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك، اذ حصدوا 356
مقعدا من اجمالي 498 هو عدد النواب المنتخبين.
الى جانب ذلك طالبت النيابة العامة المصرية بالاطلاع على الملف
الطبي لنائب سلفي اكد انه اصيب في انفه خلال تعرضه لهجوم مسلح، في حين
قال اطباء اشرفوا عليه انه اجرى عملية تجميل للانف، كما ذكر مصدر قضائي.
وكان انور البلكيمي اكد انه تعرض لهجوم اثناء قيادته سيارته عائدا الى
منزله حيث قام مسلحون بضربه وسرقة مائة الف جنيه (16 الف و500 دولار)
منه. وقد حظيت هذه القضية باهتمام اعلامي واسع. الا ان اطباء في مستشفى
الشيخ زايد بضواحي القاهرة اكدوا ان هذا النائب عن حزب النور السلفي
خضع لجراحة تجميل للانف. واوضح المصدر القضائي ان نيابة الجيزة طلبت من
المستشفى ملفه الطبي كما طلبت من مجلس الشعب السماح لها باستجوابه.
وطالبت النيابة ايضا باخضاع النائب لكشف الطب الشرعي وفتح تحقيق لمعرفة
حقيقة القصة وفقا للمصدر نفسه.
الشحات ينفي
من جهته قال عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية
بالإسكندرية إن الهجوم عليه وتدشين حملات ضده من عدد من النشطاء بسبب
تصريحاته حول ضحايا أحداث العنف بورسعيد، تأتي في إطار حملات الهجوم
الدائم بوسائل الإعلام ضد التيار السلفي، وتحديدا عليه شخصيا، مشيرا
إلى أنه لم يعد يكترث لها كونها أصبحت من المسلمات.
واعتبر الشحات، أن الذين لقوا مصرعهم في أعقاب مباراة الأهلي
والمصري ببورسعيد "قتلوا ظلماً"، وقال إن فتواه تعرضت لـ"سوء فهم وتم
تحريفها"، وطالب المصريين بسماع الخطبة كاملة، وليس مقاطع منها. وأشار
الشحات إلى أنه لم يتعرض لهم عبر وصفهم بالشهداء سواء بالسلب أو
الإيجاب "احتراما لقدسية هذا الوصف، والذي هو محدد ومعروف شرعاً."
وأضاف انه لم يحرم كرة القدم كلعبة، ولكنه انتقد تحولها إلى نوع من
المقامرة، حيث يتم الإنفاق عليها من المال العام ويتحدث الشباب عن
الانتماء والتضحية والفداء من أجلها حتى وصل الأمر بالناس إلى قلتهم
بعضهم من أجلها.
وكان الشحات قد قال في احدى خطب الجمعة إن الذين لقوا مصرعهم من
جماهير كرة القدم في استاد بورسعيد، "ماتوا في سبيل لهو لا قيمة له، في
بلد ارتبطت بضمير الأمة بالدماء الزكية"، في إشارة إلى مدينة بورسعيد
التي قتل عدد كبير من سكانها في حرب 1956 خلال تصديهم لما يعرف
بـ"العدوان الثلاثي" على مصر. وأضاف الشحات بمقطع فيديو يتم تداوله عبر
المواقع والشبكات الاجتماعية، أن لعبة كرة القدم "دخيلة على المسلمين
ومستقاة من الغرب"، وأن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي
"الرماية والسباحة وركوب الخيل"، منتقداً علماء الدين الذين يخجلون من
الإفتاء بأن إقامة المباريات بجوائز مالية حرام شرعاً. وقال إن من
ذهبوا إلى مباراة كرة القدم من الجماهير الذين لقوا مصرعهم لم يكونوا
ذاهبين في سبيل الله، إنما في سبيل لهو لا قيمه له، ينهى عن عبادة
الله. بحسب CNN.
ولفت إلى تطبيق نظام الاحتراف بالكرة مثل الغرب، وأن بها نوع من
المقامرة حيث بات لاعبو كرة القدم يتقاضون أجوراً أكبر من العلماء
الذين لا يجد الكثير منهم قوت يومه، مطالباً بأن يتم تخصيص الأموال
والميزانيات التي تصرف على لعبة كرة القدم على مسابقات تحفيظ القرآن.
وعرف الشحات بالفتاوى المثيرة للجدل، حيث سبق وان أثار جدلا كبيرا مع
التيارات الليبرالية واليسارية والعلمانية وكبار المثقفين، بعد أن أفتى
بتحريم أدب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الآداب ووصفه
بـ"الإلحادي." كما دعا لتغطية الآثار الفرعونية القديمة وشبهها
بالأصنام، ويرى عدد من المراقبين أن هذه الفتاوى كانت سبباً رئيسياً في
فشل الشحات بدخول مجلس الشغب خلال الانتخابات الماضية.
الجيش يحتاج لوقت
من جانب اخر قال رئيس حزب النور السلفي بمصر انه يعتقد أن الجيش
يحتاج الى وقت لتسليم السلطة للمدنيين و أضاف أن الجيش لا يمكن أن ينال
وضعا مميزا "فوق الدستور". وقال عماد عبد الغفور إن الرئيس القادم لمصر
يحتاج الى تأييد واسع لتسيير شؤون مصر في الفترة المضطربة التي تشهدها
منذ سقوط الرئيس حسني مبارك في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25
يناير كانون الثاني العام الماضي. وأشاد بمجموعة لنشر الديمقراطية
مقرها الولايات المتحدة وأحالتها السلطات المصرية للمحاكمة الجنائية عن
دورها في مصر قائلا انها أعطت ثراء للحياة السياسية. وتعد تصريحات عبد
الغفور عن المنظمات غير الحكومية التي تلاحقها السلطات المصرية ايجابية
بالنظر الى أنه يمثل حركة قدمت نفسها باعتبارها معارضة لكل ما هو غربي.
ووعد المجلس العسكري الذي تولى ادارة شؤون البلاد بعد اسقاط مبارك
بنقل السلطة للمدنيين بنهاية نصف العام الحالي. وقال عبد الغفور "ما
أقوله هو أنهم لا بد أن يسلموا (السلطة وفق الجدول الزمني). لنكن
واقعيين لان العملية السياسية تأخذ وقتا." وأضاف "هذا في الحقيقة هو
الفرق بين رؤيتنا وبين الشباب. الحقيقة أن هناك كثير من الشباب يريد (تسليم
السلطة) الان الان الان." بحسب رويترز.
ويقول منتقدو السلفيين انهم ممولون من دول الخليج العربية وهو اتهام
نفاه عبد الغفور. وقال عبد الغفور ان الجمعية التأسيسية التي ستكتب
الدستور الجديد لمصر ستصر على أن الجيش مؤسسة هامة وعظيمة وعريقة
ولكنها لا بد أن تكون خاضعة لسيادة الشعب وخاضعة للقانون وللدستور."
وأضاف أن "وضع مكانة لها خاصة فوق الدستور وفوق المساءلة هذا الشيء غير
مقبول بأي صورة من الصور."
وأثار الاسلاميون غضب الاصلاحيين الاخرين بظهورهم في موقف المؤيد
للمجلس العسكري على الرغم من أن العام المنقضي شهد عددا من المحاكمات
العسكرية للمدنيين يفوق معدلها ما كان في عصر مبارك. وقال عبد الغفور
ان حزب النور انتقد المجلس العسكري في العديد من الامور. لكنه امتدح
المجلس لاشرافه على أكثر الانتخابات ديمقراطية خلال 60 عاما.
وقال عبد الغفور ان حزب النور حضر تدريبا قدمه المعهد الديمقراطي
الوطني الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له وهو أحد المنظمات
الممولة أمريكيا لنشر الديمقراطية في مصر والتي تتهمها مصر بتلقي تمويل
أجنبي دون الحصول على ترخيص بممارسة النشاط. وقال عبد الغفور "في
الحقيقة كنا نلتقي معهم وكانوا ينظمون بعض اللقاءات السياسية وكنا نحضر
بعض هذه اللقاءات." وأضاف "لا شك في أنه كان هناك نوع من الاثراء
للحياة السياسية... في الحقيقة ليس عندنا معلومات عن خلفيات (القضية)
أو ما يجري خلف الكواليس. هل هذه الجمعيات تدعم نشاطات غير قانونية أو
تناهض نظام البلاد أو لا."
وقال "أنا في مخيلتي ان هذا الامر القضاء يحكم فيه ويرى هل فعلا
هناك اختلاق أو تعد علي السيادة أو أن هذا فقط ادعاء ومحض تغطية للعنف
(التشدد) الذي يمارس ضد هذه الجماعات." وتسببت احالة تلك المنظمات
للمحاكمة الجنائية في تصدع العلاقات المصرية الامريكية وهددت المعونة
العسكرية التي تحصل عليها مصر من واشنطن والتي تبلغ 1.3 مليار دولار.
وقرر حزب النور ألا يتقدم بمرشح للرئاسة وهو ما فعلته جماعة الاخوان
المسلمين. وقال عبد الغفور ان السبب في ذلك هو تهدئة مخاوف المصريين
الاخرين الذين أقلقتهم المكاسب الانتخابية للاسلاميين. وقال عبد الغفور
انه يجب أن يكون هناك "نوع من التوافق لكافة القوي في المرحلة
القادمة... توافق بين الكتل السياسية."
وأضاف من سيؤيده الحزب للرئاسة يجب أن "يكون عنده الامكانيات
والمؤهلات لقيادة مصر... وألا يكون عنده اعتراض علي أن يكون له مرجعية
الشريعة الاسلامية في الحياة السياسية." وينص الاعلان الدستوري المصري
على أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
"لو بقيت (المادة الثانية التي تنص على ذلك) على الوضع الحاضر مع
مزيد من الالتزام بروحه (الدستور) أفضل من أن أشعر بالالفاظ ولا التزم
بشق منها." وقال عبد الغفور ان الحزب لن يفرض تقاليد محافظة على
المصريين مثل فصل الجنسين في المدارس والجامعات والاماكن العامة
الاخرى. وأضاف "هذا أمر يجب تركه للناس."
ومن ناحية أخرى قال ان ما يشاع عن مطالبة الحزب بالفصل بين الجنسين
في الشواطيء العامة يهدف الى تشويه سمعة الحزب. وقال ان حكومة مبارك
فشلت في الدعاية للسياحة المصرية وقارن بين الخدمات التي تقدم عند برج
ايفل في باريس وعند الاهرام المصرية. وقال أن الفرق كبير. وأبدى اعجابه
بأمر فرنسي اخر قائلا "لا شك أن هناك زعماء غربيين يعتبرون بالنسبة
للكثير منا الشخصيات التاريخية الاكثر جذبا مثل شارل ديجول الذي هو
شخصية محورية أجمع عليها الفرنسيون." وقال "أعتبره رمزا فرنسيا هائلا
جدا. في مصر نحن محتاجون واحدا بمثل هذه الصورة."
جماعة الأمر بالمعروف
من جانب اخر تلقى عدد من الشبان نصيبا من الضرب والإهانة على يد
مجموعة من السيدات عدد وهؤلاء الشباب هم من أعضاء جماعة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من «أشباه الرجال» حسب قول السيدات وفقا لصحيفة
التحرير. تشير الصحيفة إلى أن شباب الجماعة الذين بدأوا ممارسة
نشاطاتهم علناً فيي محافظة القليوبية، وأثاروا حالة من الخوف بين الناس،
والذين قاموا باقتحام عدد من المحال التجارية ومحلات الملابس ومحلات
تصفيف الشعر الخاصة بالسيدات في مدينة بنها، وتعدوا على من فيها بعد
جدال معهم حول الحلال والحرام.
تتباع الصحيفة بالقول إن عدد من أصحاب المحال التجارية فوجئ” بدخول
عدد من الشباب إلى المحال، قاموا بتعريفهم بأنفسهم والتأكيد على أنهم
متواجدون لإقامة شرع الله في أرضه، وتحدثوا إليهم بلهجة تحذيرية،
مؤكدين أنهم يعرضون أنفسهم لعقاب عسير حال القيام بأي مخالفة للشريعة
الإسلامية، وأكدوا أنهم سوف يقومون بحملات متابعة مفاجأة لتلك المحال
للتفتيش على من فيها والإطمئنان على كيفية سير العمل بها، كما قاموا
بتحذير الشباب من أصحاب محلات ملابس السيدات والعاملين بها من
الاستمرار بالعمل في المحلات، وأشاروا عليهم بتعيين فتيات «ملتزمات»
بدلا منهم، والإلتزام ببيع ملابس محتشمة!. الأكثر غرابة هو ما فعلوه
بالتعدي على أحد صالونات تصفيف الشعر الخاصة بالسيدات، حيث دخلوا إلى
المكان، وأمروا من فيه بإنهاء أعمالهم المخالفة للشرع والتي تغضب الله،
وتغيير نشاط العمل إلى مهنة شريفة والبحث عن الكسب الحلال، مؤكدين أن
الأموال التي تدرها تلك المهنة على أصحابها حرام، كما إنها من أوجه
الكفر. وأدى ذلك إلى قيام الفتيات الموجودات بالمحل إلى طردهم، لتنشب
معركة حادة بين الطرفين تنتهي بتلقين شباب الجماعة علقة ساخنة وطرهم من
المحل، وسط ذهول المارة. جاء ذلك بالتزامن مع قيام عدد آخر من أعضاء
الجماعة بتحطيم أشجار أعياد الميلاد الموجودة بالشوارع وأمام بعض
المحال والمولات التجارية، في إشارة منهم إلى أن الاحتفال بمثل هذه
المناسبة حرام شرعا. بحسب أريبيان بزنس.
وأثار الانتباه مؤخراً في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ظهور
صفحتين تحملان اسم (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر) على
غرار هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في السعودية أو ما تعرف
بالشرطة الدينية. ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بدت
الصفحتان متشابهتين إلى حد كبير حتى في شعارهما الذي يحمل شعار حزب
النور السلفي، وأعلنت الصفحة الأولى أنها على الرغم من تأييدها لحزب
النور إلا أنها لا تتبعه لكنها أشارت إلى أنهم سيقومون بتسليم إدارتها
إلي الحزب بمجرد اكتمال عملية التأسيس.
بينما أكدت الصفحة الثانية والتي تتحدث بلهجة أكثر ترهيباً علي
انتمائها لحزب النور، بل وأعلنت أنها ستنشر بعض الأدلة علي تبعيتهم
للحزب وعلى تلقيهم أموالاً من قادته. وهو الأمر الذي نفاه نادر بكار
المتحدث باسم حزب النور الذي أكد أنه لا علاقة لحزب النور بهذه الصفحة
ويرى بكار أنها من الدعاية المضادة للحزب قبل بدء المرحلة الثالثة
للانتخابات البرلمانية. ورفض مؤسسو هذه الصفحة التحدث إلى وسائل
الإعلام إلا بعد اكتمال هيكلها التأسيسي، إلا أنهم أعلنوا في بيانات
عده أنهم تلقوا مئات من طلبات الانضمام للهيئة، وأنه يجرى التنسيق
حالياً لتعيين مسؤولين في الشوارع والمحافظات.
كما أعلنوا عن بعض الوظائف التي اشترطوا فيها الالتزام الديني وقوة
البنيان والرغبة في نشر "شريعة الله" ولم يشترطوا الانضمام لأي حزب
سياسي.و تقول دكتورة نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق
المرأة إنها تلقت تهديداً من جانب أعضاء هذه الهيئة لأنها من المدافعات
عن حقوق المرأة الأمر الذي يعد من الأشياء المخالفة للشريعة في وجهة
نظرهم. وأشارت إلى احتمالية أن يكون إنشاء هذه الصفحة محاولة من جانب
التيارات الإسلامية لجس نبض الشارع المصري. وحاول أعضاء الهيئة طمأنة
المواطنين بأنهم لن يستخدموا أساليب التعنيف والإجبار، مؤكدين أنهم
سيستخدمون أسلوب الحوار والنصح والإرشاد في دعوتهم وهو ما اتفق معه
ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي الذي قال إن ذلك يأتي في
إطار التناصح، فمن يقبل يقبل ومن يرفض يرفض. بحسب بي بي سي.
واشتعل الخلاف على صفحات الفيسبوك بين مؤيدي مثل هذه الهيئة
والرافضين لها بوصفها سلوكاً غريباً على المجتمع المصري المعروف
بانفتاحه وتسامحه. وأسس الرافضون صفحة مضادة حملت عنواناً غاضباً هو "البحث
عن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لضربهم بالحذاء". ويقول
القائمون على الصفحة أنهم إنشأوها "رداً على قيام فئة اعتقدت أنها
ستربى المجتمع لكننا سنبادلها التربية".
ووصل عدد المشتركين في هذه الصفحة نحو ثلاثة آلاف عضو على الرغم من
أنه لم يمض سوى يومين فقط على إنشائها. وأصدر مؤسسو هذه الصفحة بياناً
أعلنوا فيه هم أيضاً أنهم لن يكشفوا عن هوياتهم إلا بعد اكتمال الهيكل
التأسيسي. وشددوا على أنهم لا يعترفون بأي مؤسسة دينية سوى الأزهر. كما
اتهموا "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بأنها بمثابة تشكيل شبه
عسكري بتمويل من بعض الأحزاب والدول التي تسعى لتفتت وتشويه مصر.
وأكدوا على احتفاظهم بحقهم القانوني في مقاضاة الهيئة، مهددين أنه في
حالة تقاعس الدولة عن التعامل معهم بجدية فأنه ستتم مواجهتهم بتشكيل
مماثل والرد عليهم بعنف، وذلك بحسب البيان الصادر عن الصفحة.
اعتقال ناشط اسلامي
الى جانب ذلك اعلن مصدر في اجهزة الامن المصرية ان السلطات اعتقلت
الاربعاء في مطار القاهرة ناشطا اسلاميا مصريا ملاحقا ظنت اجهزة
الاستخبارات انه القيادي الكبير في القاعدة سيف العدل. وكانت اجهزة
الامن اعلنت في وقت سابق اعتقال سيف العدل المصري الذي خلف لفترة وجيزة
اسامة بن لادن في قيادة تنظيم القاعدة في ايار/مايو 2011 بعد اغتيال
زعيم القاعدة على ايدي مجموعة خاصة اميركية في باكستان. واكد التلفزيون
المصري ووكالة انباء الشرق الاوسط نبأ الاعتقال. لكن صحافيين متواجدين
في المطار سمعوا هذا الرجل يتحدث عن التباس ناجم عن تشابه اسماء حيث
كان يعتقد ان الاسم الحقيقي لسيف العدل هو محمد مكاوي، وهو الاسم نفسه
الذي يحمله الرجل الموقوف.
واوضح مصدر من الامن الوطني المصري ان الموقوف الذي وصل من باكستان
عبر دبي على متن رحلة تابعة لطيران الامارات "ملاحق بسبب علاقاته
بالجهاد الاسلامي وهو ليس سيف العدل". ويدرج اسم محمد مكاوي باعتباره
احد الاسماء التي يستعملها سيف العدل على قائمة المطلوبين لدى الشرطة
الفدرالية الاميركية التي تتهمه بالضلوع في الهجوم على السفارتين
الاميركيتين في نيروبي ودار السلام العام 1998 وعرضت مكافأة قدرها خمسة
ملايين دولار لقاء توقيفه. لكن خبيرا كان على اتصال مع مكاوي اكد انه
دأب منذ فترة طويلة على نفي كونه المصري سيف العدل الذي يعرف كذلك باسم
محمد زيدان. ويقول عمر عاشور، المحاضر في جامعة اكستر في بريطانيا ان
الشرطة الفدرالية الاميركية تعرض على موقعها صورة زيدان لكنها تدرج
نبذة عن حياة محمد مكاوي. واضاف عمر عاشور انه اتصل بمكاوي لمساعدته
على جلاء الامور. واضاف "انه يتوجه الى الجميع ليقول لهم لست هذا الرجل.
حتى أنه توجه الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون". وعدا عن
انهما يحملان الجنسية المصرية، يحصل الخلط بين الرجلين لانهما خدما في
الجيش المصري في الوقت نفسه وهما من منطقة الدلتا. بحسب فرنس برس.
كما اجرى مكاوي في ايار/مايو 2011 حديثا مع صحيفة الشرق الاوسط
ليشرح الخطأ الحاصل. وقال حينها انه بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، "فوجئت
بادراج اسمي ونبذة عني تحت اسم سيف العادل في قائمة تحمل اسماء 22
ارهابيا مطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي، في حين ان لا صلة لي
بالقاعدة لا من قريب ولا من بعيد". ولكنه يقر بانه ملاحق في مصر لنشاطه
في تنظيم الجهاد الذي اعلن تراجعه عن العنف في نهاية التسعينات. وغادر
مكاوي مصر الى افغانستان لمقاتلة السوفيات في الثمانيات قبل ان يستقر
في باكستان. اما سيف العدل فهو عضو سابق في القوات الخاصة المصرية،
ويبلغ من العمر 50 عاما، واختير بعد اسبوع من مقتل بن لادن لخلافته
لفترة موقتة.
مجلس الشعب والسخرية
الى جانب ذلك يتداول المصريون في هذه الايام على موقع التواصل
الاجتماعي "فيسبوك" اغنية "هولز" من تأليف وغناء وتلحين وتوزيع حميد
الشاعري، التي تسخر من مجلس الشعب في اول اغنية من نوعها بعد ثورة 25
يناير. وتبدأ الاغنية "مجلسنا حافظ ولا فاهم ولا حاله مستفز/ نايب
رومانسي وغيره نايم ولا شايف نفسه فذ/ والشعب بيادن (يؤذن) بمالطة
وهيجيلوا سكر وجلطة قديم/ ومن زمان اوعاك تتعصب في يوم/ اوحتى تطلع من
الهدوم ونصيحة/ خدلك عن اللزوم بونبوني من ماركة هولز".
والمقصود بالنائب "الرومانسي" النائب عمرو حمزاوي الذي وضعت صورته
في شريط الفيديو المرافق للاغنية وهو ينظر الى النائبة القبطية ماريان
ملاك متحدثا معها وقد تم اخفاء وجهها بضوء ساطع وكأنه استجابة للموقف
السلفي في الوقت الذي يجلس خلفهما نائب سلفي نائم. كذلك تتضمن الاغنية
اشارة الى ان المجلس الشعب في مكان والشعب في مكان اخر. فالشعب يؤذن في
مالطة ولا احد من مجلس الشعب يستمع له بما يحمله ذلك من استفزاز كبير
للجمهور ومطالبه. وجاء في اخر الاغنية سخرية من رئيس مجلس الوزراء
السابق الفريق احمد شفيق الذي كان يشير الى توزيع "الملبس والبنبوني"
على المتظاهرين في ميدان التحرير والتي سخر منها المتظاهرون في حينه.
بحسب فرنس برس.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين والسلفيون تعرضوا لهجوم بعد الجلسات
الاولى للمجلس الشعب من قبل قطاعات واسعة من الشباب، ومن بينهم رئيس
مجلس الشعب سعيد الكتاتني الذي اعتبره بعض المتواصلين على مواقع
التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر مندوبا للمجلس العسكري في المجلس وليس
رئيسا منتخبا له. |