مزادات عالمية تدخل التاريخ من بوابة المشاهير

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تهتم المزادات العالمية –كجزء من عملها- بما تركه المشاهير وكبار الشخصيات المؤثرة على مستوى العالم من علماء وحكام وادباء وفنانين...الخ، حيث يصبح ما بقي من اثارهم الى ارث عالمي يهم الجميع، بينما تصبح السلع الاخرى الى امور لا تقدر بثمن.

وقد دأبت المزادات المنتشرة في عموم دول اوربا والولايات المتحدة وبعض الدول المتقدمة، في البحث والتحري عن هذه القطع النفيسة واغراء من يملكونها من ذرية واحفاد الماضين من المشاهير من اجل بيعها والحصول على اسعار خيالية بالمقابل.

من جهة اخرى استهوت العروض التي تقدمها هذه المزادات بعض الهواة والاثرياء المستعدين لدفع مبالغ عالية من اجل الحصول على بعض المقتنيات النفيسة والاثرية التي قد تزين قصورهم او فللهم وهم يرصفونها بجانب غيرها من القطع التي حصلوا عليها بنفس الطريقة. 

ألماسة الصفراء في مزاد جنيف

فقد قالت دار مزادات سوثبي إن ألماسة صفراء ضخمة معروفة باسم "ألماسة غروب الشمس" بيعت مقابل 11.28 مليون فرنك سويسري او ما يعادل 12.36 مليون دولار أمريكي لتسجل رقما قياسيا عالمي، والالماسة هي أكبر ألماسة صفراء زاهية على شكل كمثرى اذ يبلغ وزنها 110.03 قيراط وكانت من اهم القطع المعروضة في مزاد سوثبي نصف السنوي للمجوهرات في جنيف، وقالت دار المزادات إن الحجر عثر عليه في جنوب افريقيا العام الماضي وقامت شركة كورا انترناشونال ومقرها نيويورك بقطعه وصقله وطرحه للبيع في دليله، وكان تقدير ما قبل البيع بين 11 و15 مليون دولار، ويتضمن سعر البيع في المزاد العمولة المدفوعة من قبل المالك الذي قال عنه البائع ديفيد بينيت من سوثبي انه كان أحد الافراد الذين يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم، وقال بينيت للصحفيين بعد المزاد "حققت رقما قياسيا بالنسبة للماس الاصفر، تماشى ذلك مع توقعاتنا لهذا الحجر الرائع. بحسب رويترز.

لؤلؤة بيريغرينا

في سياق متصل باعت دار "كريستيز" للمزادات في نيويورك لؤلؤة "بيريغرينا" الفريدة العائدة إلى القرن السادس عشر والتي كانت ملكا لاليزابيث تايلور في مقابل 11،84 مليون دولار، وسجلت اللؤلؤة سعرا قياسيا عالميا بالنسبة إلى قطعة مجوهرات من اللؤلؤ تباع في المزاد وشهد المزاد أرقاما قياسية عدة، وفي منتصف المزاد، أعلنت الدار أن مجموعة الممثلة هي من الان أغلى مجموعة خاصة من المجوهرات تباع في المزاد حتى اليوم، وقدر ثمن "بيريغرينا" وهي لؤلؤة تشكل جزءا من عقد من الياقوت والماس واللآلئ من تصميم "كارتييه" بين 2 و3 ملايين دولار وجرت المزايدة عليها عشرين مرة تقريبا في أقل من خمس دقائق، وقد عثر عبد من بنما في القرن السادس عشر على اللؤلؤة التي ارتدتها تباعا ملكات عدة من اسبانيا والنمس، واشترى زوج الممثلة الهوليوودية ريتشارد بورتون اللؤلؤة سنة 1969 في مقابل 37 ألف دولار في مزاد فاز فيه على فرد من العائلة الاسبانية المالكة. بحسب فرانس برس.

وكانت اللؤلؤة واحدة من قطعتين رئيسيتين عرضتهما دار "كريستيز" مؤخراً ضمن مجموعة استثنائية ضمت ثمانين قطعة من أجمل مجموهرات الممثلة الأميركية التي توفيت في آذار/مارس الماضي عن عمر 79 عام، وتخطت المجوهرات أحيانا الثمن المقدر لها بمئة مرة وبيع عقد من الذهب والعاج في مقابل مبلغ تخطى التوقعات بأكثر من 160 مرة، إلى ذلك، سجل قرطان من اللؤلؤ والماس سعرا قياسيا عالميا بعدما بيعا في مقابل مبلغ ناهز المليوني دولار، وتخطى خاتم من الماس والزمرد أهداه ريتشارد بورتون إلى اليزابيث تايلور التي تزوجها مرتين الستة ملايين دولار فيما بيع عقد من الذهب والياقوت يحمل اسم "تاج محل" في مقابل 8 ملايين دولار تقريبا، مسجلا رقما قياسيا عالميا بالنسبة إلى قطعة مجوهرات هندية، وقد افتتح هذا المزاد الذي ضم مجوهرات لإليزابيث تايلور أربعة أيام من المزادات ستعرض فيها أثواب الممثلة وملابسها وأكسسواراتها وتذكارات أخرى لها.

يذكر ان سيناريو فيلم (ناشيونال فيلفيت National Velvet) الذي شاركت فيه الممثلة اليزابيث تيلور وجعل منها نجمة وعمرها 12 عاما تم بيعه باكثر مما كان متوقعا له بخمسين مرة مؤخراً في مزاد اقيم في نيويورك لمجوهرات وملابس واعمال فنية وتذكارات الممثلة مع اقتراب انتهائه، وقالت دار مزادات كريستي ان سيناريو فيلم (ناشيونال فيلفيت National Velvet) الذي عرض في 1944 الملفوف في جلد ارجواني بيع لمشتر امريكي خاص بمبلغ 170500 دولار، وكان تقديرات ما قبل البيع تتراوح ما بين 2000 الى 3000 دولار، وبيع رسم شفاه اهدي الى تيلور من الفنان اندي وارهول بمبلغ 242500 دولار وكان من بين الاشياء الاغلى التي ابتيعت في اليوم الرابع للمزاد، وتوفيت تيلور التي تعتبر واحدة من بين اخر اعظم اساطير هوليوود جراء اصابتها بقصور في القلب في مارس اذار عن 79 عاما.

ملابس الملوك

بدوره قام مزاد علني في الرابع من كانون الاول/ديسمبر في فونتينبلو قرب باريس يشكل فستان سهرة عائدة للامبراطورة جوزيفين وقميص للنوم ارتاده نابوليون خلال منفاه على جزيرة القديسة هيلينة، القطع الابرز فيه، والفستان مصنوع من الساتان الابيض السكري مع ذيل منسحب فيه ثنيات مع تقويرة مربعة وكمين قصيرين وقد طرز باللؤلؤ الفضي لدى دار اوغستون بيكور مطرز الامبراطور والامبراطورة الرسمي، وتقدر دار اوسينا للمزاد سعر الفستان بين 60 و80 الف يورو، وعرض للبيع ايضا قميص بسيط مصنوع من الكتان الابيض مقور جد، وحمل القميص حرف "ن" الذي يعلوه التاج الملكي وهو مطرز على كل ملابس الامبراطور، ويقدر سعر القميص بين 40 و50 الف يورو وقد نقل من الجزيرة التي نفي عليها نابوليون من قبل احد منفذي وصية الامبراطور المخلوع الذي توفي في المنفى العام 1821 في هذه الجزيرة البريطانية النائية في المحيط الاطلسي، وشمل المزاد ما مجموعه 400 قطعة تتمحور على الامبراطورية الاولى التي هي من اختصاص دار اوسينا التي تنظم هذا المزاد. بحسب فرانس برس.

مطبوعات ووثائق ثمينة

فيما بيعت نسخة من أول عدد من كتيب رسوم (اكشن كومكس)، الذي تعرف فيه العالم لاول مرة على شخصية سوبرمان في مزاد على الانترنت مقابل رقم قياسي بلغ 2.16 مليون دولار، وكان سعر النسخة 10 سنت حين بيعت عام 1938، وقدر موقع كومك كونكت دوت كوم المتخصص في المزادات على الانترنت سعر النسخة - التي يحمل غلافها صورة "الرجل الفولاذي" وهو يرفع سيارة الى اعلى بينما يفر الناس من حوله - باكثر من مليون دولار، ووصف الموقع - الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا - النسخة بانها "اهم كتيب رسوم في تاريخ كتب الرسوم" وقال ان حالته الجيدة على غير المألوف اعلت من قيمته، وسرقت نسخة العدد الاول من (اكشن كومكس) من أحد هواة جمع المقتنيات عام 2000 لكنها ظهرت على السطح مجددا بعد ان اشترى رجل أعمال محتويات وحدة تخزين بالقرب من لوس انجليس، وقالت عدة تقارير في الولايات المتحدة ان مالك النسخة وقت سرقتها كان الممثل نيكولاس كيدج الا انه ليس هناك اي تأكيد بشان هوية بائع او مشتري النسخة. بحسب رويترز.

كما تقيم دار مزادات سوثبي مزادا لبيع العقد الذي تأسست بموجبه شركة أبل في 1976 ووثيقة أخرى وقعت بعد 11 يوما لاستبعاد أحد الشركاء، وسيعرض في المزاد الذي سيقام في 13 ديسمبر كانون الاول للكتب والمخطوطات رسالة من الاديب التشيكي فرانز كافكا يشكو فيها من التضييق على الكتاب ومجموعة رسوم لهيو هيفنر مؤسس مجلة (بلاي بوي) وبرقية تعلن غرق السفينة تايتنك في 1912، ويضم المزاد ايضا رسالة من ألبرت اينشتاين تعود الى 1944 يتحدث فيها الى صديق عن سير الحرب العالمية الثانية ويكذب ما اشيع عن ان النازي دمر مسودة اعماله الخاصة بنظرية النسبية، ومن المتوقع ان يحقق عقد شركة أبل -الذي اصبح متاحا بعد وفاة ستيف جوبز أحد مؤسسي الشركة في أكتوبر تشرين الاول- أعلى عائد بالمزاد، وقال ريتشارد اوستن رئيس قسم الكتب والمخطوطات في سوثبي "لان الانباء ركزت كثيرا على جوبز وانجازاته، يبدو ان هذا هو الوقت المناسب"، واضاف قائلا "تذكر الناس مدى اهميته وتأثيره فهو شخص ساهم في تاريخ التكنولوجيا والحياة الاجتماعية وأحدث هذا الاثر العميق"، والعقد يؤسس شركة أبل لاجهزة الكمبيوتر وينص على ان يكون لكل من جوبز وستيف وزنياك 45 بالمئة من اسهم الشركة، وحصل رونالد واين الذي حرر العقد على نسبة 10 بالمئة، لكن خلال ايام قرر واين التخارج من الشركة وحصل على 800 دولار ثم 1500 دولار أخرى في وقت لاحق واستبعد من العقد، وحصة العشرة بالمئة التي كان يملكها تساوي اليوم ملياري دولار، وباع واين الوثائق الي احد هواة جمع المقتنيات في 1994، ولم يعرف على الفور ما اذا كانت أبل مهتمة بالمشاركة في المزاد.

مخطوطات نادرة

وفي سياق الموضوع ذاته تعرض "دار سوذبيز" للمزادات في العاصمة البريطانية مجموعة من مخطوطات للروائي المصري نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للاداب عام 1988 للبيع وتتوقع ان يصل ثمنها الى 70 الف جنيه استرليني في الوقت الذي تحتفي فيه مصر بمرور مئة عام على مولده في 12/12/1911، وتعود غالبية المخطوطات المعروضة في المزاد إلى الفترة الفاصلة بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي وهي موزعة على ثماني مجموعات، بحسب ما جاء في النشرة الخاصة بدار المزادات البريطانية، ومن المخطوطات التي تضمنتها النشرة في المجموعة الاولى مخطوطة بعنوان "قصة عن السودان" هي رواية غير مكتملة ولم يتم نشرها سابقا تضم قائمة باسماء شخصيات عدة مثل فاطمة وخديجة وزينب، وكان واضحا في المخطوطة تركيز المؤلف على شخصية فاطمة التي يحاول ان يقدم من خلالها التاريخ المصري، وتتكون المخطوطة من مئة صفحة كتب عليها بقلم رصاص وتعود الى الفترة الممتدة بين الاربعينيات ومطلع الخمسينيات، أما المجموعة الثانية فتضم مخطوطة بعنوان "تاريخ الفلسفة الاسلامية ونصوصها" يقارن محفوظ فيها التقاليد الغربية ويحلل اعمال فلاسفة محددين مثل ابن سينا وابرز اعمالهم، وتتوزع ملاحظات كثيرة له على الهوامش وتتكون المخطوطة من 85 صفحة تحتوي على ملاحظات مسجلة من احد اقربائه باللغة الانكليزية ومكتوبة بقلم رصاص، وتضم المجموعة الثالثة اربع قصص قصيرة هي قصة "الرجل القوي" المكونة من اربع صفحات و"الزفة الميري" المكونة من ثلاث صفحات و"العود والنرجيلة" المؤلفة من صفحتين و"حديقة الورود" المؤلفة من ثلاث صفحات. بحسب فرانس برس.

اما المجموعة الرابعة فتضم ثلاث قصص هي قصة "البحث عن زوج" المكونة من سبع صفحات والعائدة الى العام 1937 وقصة أخرى بدون عنوان تحكي طفولة ولد وتتألف من 36 صفحة وقصة قصيرة عن محام وسيدة مكونة من 16 صفحة، وتحمل المجموعة الخامسة عنوان "احلام فترة النقاهة" وهي مكونة من 30 قصة تروي كل منها حلما خاصا وهي اول عمل لمحفوظ بعد تعرضه لاعتداء على يد احد الاسلاميين المتشددين عام 1994، وتضم المجموعة السادسة "الاغاني" مقاطع من اغاني مصرية مشهورة ومتبها الروائي ايضا بعد العام 1994، أما المجموعة السابعة "الاساليب" فتضم مقالة عن فن كتابة المقالة وتمت كتابتها في العام 1929 وورقة عن "كيفية تقبل الناس للقانون الطبيعي" مكونة من صفحتين ومقالة بعنوان "حكمة الموت" هي صورة لقصة مطبوعة من ست صفحات ورسالة من احدى دور النشر الفرنسية تتضمن دفع حقوق التأليف الخاصة به وتعود للعام 1959، وتتضمن المجموعة الثامنة 117 صورة ملونة يظهر فيها محفوظ مع اصدقائه ومن ضمنهم الروائيان المصري جمال الغيطاني والسوداني الراحل الطيب صالح بالاضافة إلى بضع صور له في المستشفى بعد حادثة الاعتداء عليه وبضع صور تعود إلى التسعينيات وعشر صور مع عائلته وخمس صور مأخوذة من صحف مختلفة.

فيما جلبت مخطوطة في حجم راحة اليد للكاتبة البريطانية شارلوت برونتي 691 الف جنيه استرليني (1.1 مليون دولار) في مزاد اقامته دار مزادات سوثبي يوم الخميس وهذا المبلغ يزيد على مثلي اعلى تقدير للمخطوطة، والكتيب الصغير لمؤلفة الرواية الكلاسيكية "جين اير" التي تعود للقرن التاسع عشر يحتوي على أكثر من اربعة الاف كلمة بحروف مصغرة في 19 صفحة حجمها أقل من 1.5 في 2.5 بوصة، وكتبت برونتي المخطوطة عندما كان عمرها 14 عاما وتعيش مع عائلتها في هاوورث بيوركشاير وكانت المخطوطة واحدة من ست "مجلات للشباب" كتبتها بخط اليد في ذلك الوقت، وصممت المجلة في عالم خيالي "لمدينة زجاجية" من العوالم الخيالية الاولى التي ابدعتها الاخوات برونتي الاربعة ومن بينهن اميلي شقيقة شارلوت الصغرى التي كتبت بعد ذلك رواية "مرتفعات وذرنج"، وقالت دار مزادات سوثبي التي باعت المجلة في مزاد للادب الانجليزي في لندن انها "أهم مخطوطة لبرونتي تظهر في مزاد علني منذ أكثر من 30 عاما".

سفينة تايتانيك

من جهته وبعد مرور مئة عام على غرق سفينة "تيتانيك"، سوف ينظم مزاد في نيويورك بتاريخ 11 نيسان/أبريل تعرض فيه أكثر من 5500 قطعة عثر عليها في قعر المحيط الأطلسي، من بينها أدوات للمائدة ووثائق وملابس وقطع من حطام السفينة الأسطورية، وسوف تعرض هذه الأغراض في مزاد واحد بموجب قرار قضائي يمنع بعثرتها ويستوجب أيضا أن تبقى متاحة أمام العامة، وعند الإعلان عن تفاصيل المزاد الخميس، قال أرلين إتينغر رئيس دار "غيرنسيز" للمزادات إن الهدف هو "حفظ التاريخ" من أجل الأجيال المقبلة، واصفا المزاد بـ"التاريخي"، وسوف يضم المزاد آنية فضية ومجوهرات وأدوات للمائدة وملابس، وأيضا قطعة من هيكل السفينة تزن 17 طنا ومصابيح وملاكا كان يزين السلم الكبير ومكبرا للصوت قد يكون استخدم عند إخلاء السفينة، وقد عثر على هذه الأغراض كلها على بعد ست مئة كيلومتر جنوب جزيرة نيوفاوند لاند (كندا) بفضل سبع بعثات استكشافية قامت بها شركة "آر أم أس تيتانيك" منذ العام 1987. بحسب فرانس برس.

وكان ثمن المجموعة قد قدر بـ189 مليون دولار سنة 2007 ولم يتم الإعلان عن أي تقديرات أخرى، ويقول براين واينر المتحدث باسم شركة "بريمير إكزيبيشونز" التي كانت تتكفل عرض هذه القطع في كافة أنحاء العالم، "نأمل أن نعهد المجموعة إما إلى مؤسسة وإما إلى عامل خير"، ويضيف بول-هنري نارجوليه المسؤول عن الأبحاث في قعر المحيط في الشركة "الهدف هو حماية القطع كي تبقى متاحة أمام العامة"، وقد شارك نارجوليه في البعثة الأولى سنة 1987 التي غاصت على عمق 3800 متر في المحيط، ويقول "كنا ثلاثة في الغواصة وعجزنا عن الكلام لمدة عشر دقائق" بعد العثور على حطام الهيكل، ويوضح "إنه الجزء الأجمل من السفينة لأنه يضم السلاسل والمراسي والرافعات البراقة، من السهل جدا تصور أناس يعيشون على متن السفينة"، وبعد مرور 25 عاما، هو ما زال يتذكر كل تفاصيل الغوص على الرغم من البرد و"البيئة الخطرة جدا"، ويشار إلى أن كل القطع المنتشلة أخذت من "حقل الحطام" خارج الهيكل الذي كان منشطرا إلى قسمين تفصل بينهما مسافة 600 متر تقريبا.

ويقول نارجوليه "اخترنا القطع بحسب ما كنا نرصده، ثم شيئا فشيئا قررنا أن ننتشل قطعا من السفينة نفسها وأيضا من أدوات المائدة وحاجيات خاصة بركاب الدرجات الأولى والثانية والثالثة، وكان انتشال بعضها أسهل من البعض الآخر"، ويضيف أن هناك آلاف القطع المتبقية في قعر المحيط، بحسب ما يعتقد، وتروي هذه القطع كلها قصة سفينة "تيتانيك" الفاخرة التي كانت أكبر سفينة بنيت على الإطلاق، وغادرت "تيتانيك" مرفأ ساوثامبتون (انكلترا) في العاشر من نيسان/أبريل 1912 في رحلتها الافتتاحية التي كانت ستختتم في نيويورك، وحملت على متنها أكثر من 2200 شخص من 40 جنسية مختلفة كلهم "أحلام وآمال"، بحسب ما تقول ألكسندرا كلينجلهوفر المسؤولة عن المجموعة، لكن السفينة لم تبلغ وجهتها وغرقت ليل 15-14 نيسان/أبريل 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد ولقي 1500 راكب تقريبا مصرعهم في الحادث، وتقول كلينجنهوفر "ما كان في البداية حادثا مأساويا أصبح لاحقا من أهم الأحداث التي طبعت القرن العشرين".

رسالة كتبها اينشتاين

من جهة ارخى تطرح غاليري فيشر في لوسرن في حزيران/يونيو المقبل رسالة لعالم الفيزياء الشهير البرت اينشتاين عائدة الى العام 1917، يتغنى فيها بسويسر، وكان اينشتاين وجه هذه الرسالة الى الصناعي والسياسي الالماني اليهودي فالتير راثينو الذي اصبح وزيرا للخارجية الالمانية في العام 1922 واغتاله في السنة ذاتها متطرف يميني، وفي الرسالة اعرب اينشتاين الذي حصل على الجنسية السويسرية في العام 1901 عن تأييده للدول الصغيرة المساحة، واستشهد اينشتاين بسويسرا الا انه اعتبر ان الكانتونات فيها صغيرة جدا بحيث تحتاج الى اطار فدرالي ليتولى كل الوظائف الضرورية للدولة، اما مساحة مقاطعة براندنبورغ الالمانية فكانت مثالية برأيه، والرسالة كانت ضمن مجموعة خاصة تقدر قميتها بين 25 الف و35 الف فرنك سويسري (20800 يورو الى 29100 يورو)، وفي العام 2009، بيعت شهادتي دكتوراه نالهما البرت اينشتاين من جامعتي زيوريخ وجنيف في مزاد نظمته غاليري فيشر بمبلغ 251 الف يورو و85 الف يورو على التوالي، ولد البرت اينشتاين في 14 اذار/مارس 1879 في اولم (المانيا) وتوفي العام 1955 في برينستون (الولايات المتحدة) عن 76 عام، وكان واضع نظرية النسبية على التوالي المانيا ومن دون جنسية (1896) وسويسريا (1901) وسويسريا-اميركيا (1940)، وحاز جائزة نوبل للفيزياء في العام 1921. بحسب فرانس برس.

قفازا كلاي بـ750 ألف دولار

على صعيد مختلف بيع قفازان استخدمهما أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي، في مزاد علني أقيم في لاس فيغاس بـ750 ألف دولار، وأفادت صحيفة «لاس فيغاس صن» الأميركية بأن القفازين اللذين كانا في يدي كلاي يوم تواجه مع فلويد باترسون بيعا في مزاد علني، أقيم تكريماً له في عيده الـ70 بـ750 ألف دولار، وأشارت إلى أن ريع بيع القفازين يعود إلى مركز «لو روفو» لصحة الدماغ، في كليفلاند، وأقيم عشاء على شرف كلاي شارك فيه كبار النجوم، حتى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة مصورة بالمناسبة، وأشارت الصحيفة إلى أن كلاي كان موجوداً لكنه لم يلق كلمة، ولفتت إلى أن عائدات المزاد بالإجمال لم تحصَ بعد، لكن مزادات مماثلة في السنوات الماضية فاقت مبيعاتها الـ20 مليون دولار. بحسب يونايتد برس.

ساعة كونراد اديناور

الى ذلك بيعت ساعة "رولكس" الذهبية التي كانت ملكا للمستشار الألماني الأول كونراد اديناور في مزاد علني في جنيف، مقابل 170500 فرنك سويسري (142 ألف يورو) أي أكثر بثلاثة أضعاف تقريبا من قيمتها المتوقعة، على ما أعلنت دار "سوذبيز" للمزاد، وتنافس ثلاثة على الساعة التي بلغ سعرها الأولي 60 ألف فرنك سويسري، والساعة عبارة عن ساعة يد ذات حركة تلقائية مصنوعة من الذهب الأصفر من عيار 18 قيراطا وقد حفر على ظهرها اسم المستشار، وبعدما قدمت الساعة إلى المستشار الألماني سنة 1955، حافظ عليها ورثته ليعرضوها مؤخرا للبيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آذار/2012 - 24/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م