
شبكة النبأ: فيما أوقفت الشرطة
الروسية مئات المعارضين على أثر تظاهرات ضد الرئيس بوتين، اجرى الرئيس
الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي المنتخب فلاديمير
بوتين فاتحا بذلك مرحلة جديدة في العلاقات مع موسكو، لكن الحملات التي
أقيمت من أجل رفض بوتين كرئيس للحكومة شكلت تداعيات كبيرة فقد رفضت
رابطة الناخبين التي شكلها مشاهير روس لتقييم نزاهة الانتخابات
الرئاسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين، الاعتراف بالاقتراع معتبرة انه
اهانة للمجتمع بسبب عمليات التزوير الكبيرة التي شهدها.
وخرجت مظاهرات في مدن عدة على أثر انتخاب بوتين وضمت المظاهرات. وفي
موسكو وطبرس اوقفت الشرطة المدون المعارض للفساد الكسي نافالني وزعيم
جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف والمناضلة من اجل حماية البيئة افغينيا
تشيريكوفا وقائد حركة تضامن اليا ياشين، اثر تظاهرة مرخصة في ساحة
بوشكين. وكان هؤلاء بين الفي شخص رفضوا مغادرة الساحة مع انتهاء التجمع
الذي ضم 20 الف شخص وفق المعارضة و14 الف وفق الشرطة.
ويقول المدون الكسي نافالني في تويتر ان الشرطة اوقفت في موسكو نحو
250 شخصا بينهم اليا ياشين والكسي نافالني وسيرغي امودالتسوف. لقد
اقتيدوا جميعهم الى مركز الشرطة. واعلن اودالتسوف في وقت سابق انه لن
يغادر الساحة طالما بقي بوتين في السلطة، داعيا المتظاهرين الى
الاعتصام معه.
من جانبها، تحدثت الشرطة عن اعتقال 14 ناشطا قوميا قاموا بضرب صحافي
من اذاعة اصداء موسكو المستقلة. وفي الوقت نفسه، اعتقل نحو 300 معارض
اخرين خلال تظاهرة غير مرخصة في سان بطرسبورغ ثاني مدن روسيا، وفق
الشرطة. بحسب فرانس برس.
وحاول نحو 1500 معارض يهتفون العار لبوتين التجمع في وسط سان
بطرسبورغ حيث سجل انتشار كثيف للشرطة لتفريق هذه التظاهرة غير المرخص
لها. وطالب الائتلاف المعارض المنبثق من الحركة الاحتجاجية غير
المسبوقة التي تشكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة، خلال تظاهرة في موسكو
بالغاء الانتخابات.
وقال احد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف وهو يتلو امام
المتظاهرين قرارا للجنة تنظيم التظاهرة نطالب بوضع حد للقمع السياسي
والتحقيق حول عمليات التزوير الكثيفة والاصلاح السياسي وانتخابات
تشريعية ورئاسية جديدة. واضاف ان هذه الانتخابات مهزلة. السلطة غير
شرعية، وقال سنواصل تحركنا السياسي طالما لم تنفذ مطالبنا.
في المقابل، جمعت تظاهرة مؤيدة لبوتين قرب الكرملين 15 الف شخص بحسب
الشرطة. وكانت اللجنة الانتخابية المركزية اعلنت في وقت سابق ان بوتين
حصل على 63,9% من الاصوات بعد فرز 98,47% من مراكز الاقتراع.
وحل المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني بحصوله على
17,18% من الاصوات بحسب النتائج نفسها فيما حصل الملياردير الليبرالي
ميخائيل بروخوروف على 7,7 % والمرشح الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي على
6,24% فيما حل الوسطي سيرغي ميرونوف في المرتبة الاخيرة مع 3,84%.
وبلغت نسبة المشاركة 64%.
وانتقدت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا سير
الانتخابات. وقالت المنظمة في بيان ان العملية تراجعت عند احتساب
الاصوات وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات اجرائية.
وتابعت جرت عمليات حشو صناديق اقتراع. ففي 27 مركزا لاحتساب الاصوات
تمت مراقبتها من اصل 98 لم تعرض بطاقات التصويت على كل الحاضرين ولم
تحتسب واحدة واحدة بشكل شفاف.
ولم ترد السلطات الروسية على ما اعلنته المنظمة. لكن العضو في
اللجنة الانتخابية تاتيانا فورونوفا نددت وفق انترفاكس بمقاربة مسيسة
وغير ملائمة للوضع في روسيا.
وكان بوتين اعلن امام اكثر من مئة الف من انصاره قرب الكرملين لقد
انتصرنا في معركة شفافة ونزيهة. وتحدث ممثلو بعض المرشحين ومعارضون
ومنظمات مراقبة الانتخابات مثل جمعية غولوس ورابطة الناخبين وكذلك
وسائل اعلام مستقلة عن حصول عمليات تزوير.
وتحدث موقع الكتروني انشىء خصيصا لاحصاء التجاوزات، عن نحو ستة الاف
حالة انتهاك لقانون الانتخاب، وخصوصا عبر نقل عدد كبير من الناخبين.
واكدت منظمة غولوس الروسية غير الحكومية ان بوتين حصل فقط في الدورة
الاولى على 50,26 في المئة من الاصوات وليس 64 في المئة.
وعنونت صحيفة المعارضة الروسية نوفايا غازيتا التي كانت احدى وسائل
الاعلام الداعمة لحركة الاحتجاج في الاشهر الماضية، لقد انتهت النزهة.
لكن الناطق باسم بوتين ديمتري بسكوف اكد ان بوتين براغماتي يتجه نحو
الحوار مع كل الذين يريدون عملا بناء.
وفي بادرة تهدئة اخرى، أمر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف المقرب من
بوتين، المدعي العام بالتحقق من صوابية الحكم في قضية الملياردير
السابق ميخائيل خودوركوفسكي العدو اللدود للكرملين.
وقد ادين خودوركوفسكي المسجون منذ 2003، في محاكمتين متتاليتين
بالسجن 13 عاما بتهمة التزوير الضريبي وتبييض اموال وسرقة نفط، في قضية
اعتبرها العديد من المراقبين بمثابة تسوية حسابات بين السلطة ورجل
الاعمال الذي وقف ضد الكرملين ومول المعارضة.
كما امر مدفيديف بمراجعة شرعية رفض تسجيل حزب بارناس، احد ابرز
تنظيمات المعارضة الليبرالية. وفي المواقف من انتخاب بوتين، دعت واشنطن
موسكو الى اجراء تحقيق مستقل حول المزاعم بحصول انتهاكات شابت
الانتخابات الرئاسية.
وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوتين وشجعه على مواصلة العمل
من اجل التحديث الديموقراطي والاقتصادي لروسيا. وصرح ناطق باسم رئيس
الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان نتائج الانتخابات الرئاسية في
روسيا حاسمة على الرغم من مشاكل تحدثت عنها منظمة الامن والتعاون في
اوروبا.
وقالت المفوضية الاوروبية انها تشجع روسيا على معالجة الثغرات في
العملية الانتخابية غداة فوز بوتين. واعلن الناطق باسم انغيلا ميركل ان
المستشارة الالمانية ستتصل ببوتين لتعبر له عن تمنياتها بالنجاح في
مهامه الجديدة. وتلقى بوتين تهنئة الرئيس الصيني هو جنتاو.
وهنأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين فلاديمير بوتين
بقوله اهنئه واهنىء الحكومة والامة الصديقة على اعادة انتخابه رئيسا
لروسيا الاتحادية. كما دعا احمدي نجاد الى تنمية العلاقات الجيدة بين
ايران وروسيا.
اهانة للروس
من جهتها رفضت رابطة الناخبين التي شكلها مشاهير روس لتقييم نزاهة
الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين، الاعتراف بالاقتراع
معتبرة انه اهانة للمجتمع بسبب عمليات التزوير الكبيرة التي شهدها.
وقالت الرابطة في بيان ان الرابع من آذار/مارس اهانة للمجتمع وفقدت
فيه مؤسسات الرئاسة والنظام الانتخابي والسلطة الروسية مصداقيتها.
ودانت غياب المساواة بين المرشحين خلال الحملة معتبرة ان فلاديمير
بوتين استفاد من الموارد الهائلة لجهاز الدولة، كما دانت عمليات
التزوير خلال احتساب الاصوات.
واضافت نظرا لعمليات التزوير الكبيرة ترى الرابطة انه من غير الممكن
الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012.
وقال الخبير السياسي ديمتري اوريشكين ان فلاديمير بوتين حصل في
الواقع على 53 بالمئة من الاصوات. وكانت المعارضة وبعثة المراقبة
التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا في موسكو انتقدتا الاثنين سير
الانتخابات.
من جهتها، ذكرت المنظمة غير الحكومية الروسية غولوس ان بوتين كان
سيحصل على 50,26 بالمئة بدون عمليات التزوير. ورفض ديمتري بيسكوف
الناطق باسم بوتين كل هذه الانتقادات معتبرا ان مسألة النتائج انتهت.
اما اللجنة الانتخابية المركزية فقالت ان حكم الرابطة لا قيمة له
اطلاقا لان اعضاءها دانوا عمليات التزوير حتى قبل الانتخابات. وقال
نائب رئيس اللجنة الانتخابية ليونيد ايفليف في تصريحات نقلتها انترفاكس
ان رابطة الناخبين حددت هدفا مسبقا لها وقبل نشر نتائج الانتخابات
وعبرت عدة مرات عن نواياها واكدتها اليوم. بحسب فرانس برس.
وتضم رابطة الناخبين شخصيات من عالم الثقافة والمدونات بينهم كتاب
مثل ليودمير اولتسكايا وبوريس اكونين، وكذلك نجم الروك الروسي يوري
شيفتشوك. وقد انشئت في كانون الثاني/يناير من اجل تعبئة الروس لمراقبة
سير الانتخابات الرئاسية بهدف ضمان نزاهتها.
وشارك اعضاؤها في تنظيم تظاهرات كبيرة للمعارضة تلت الانتخابات
التشريعية في كانون الاول/ديسمبر الماضي وفاز فيها حزب بوتين روسيا
الموحدة. وقال مراقبون والمعارضة انها شهدت عمليات تزوير. وبين كانون
الاول/ديسمبر وشباط/فبراير، جمع معارضو بوتين عدة مرات عشرات الآلاف من
المتظاهرين للدعوة الى انتخابات نزيهة. وقد نجحوا الاثنين غداة
انتخابات الرئاسة، في جمع بين 14 الفا وعشرين الفا من انصارهم. وتلى
هذه التظاهرة اعتقال مئات الاشخاص في موقف يتناقض مع التساهل الذي
ابدته السلطات حيال التظاهرات قبل الاقتراع.
ودعت المعارضة الروسية الى تظاهرات جديدة مكررة تصميمها على التظاهر
بعد انتخاب بوتين. وقال الكاتب بوريس اكونين ان حركة المجتمع المدني لا
تتراجع لكنها تدخل مرحلة جديدة. واضاف ان المرحلة الاولى الرومانسية
انتهت والناس فهموا انهم لا يستطيعون التصدي لشرطة مكافحة الشغب
ببالونات واشرطة بيضاء. وتابع ان المجتمع المدني سيتطور الآن على طريق
آخر عن طريق التنظيم الذاتي والنضال للفوز في الانتخابات المحلية.
ردود فعل حذرة
واتسمت ردود فعل الدول الغربية بالحذر مع الاشارة الى المخالفات
التي اعلنتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا والتي لا تشكك مع ذلك،
على حد قولها، في صحة النتيجة في حين هنا حلفاء موسكو الرئيس المنتخب.
وهنأت سوريا وايران، حليفتا روسيا، بوتين بحرارة. اما واشنطن فدعت
موسكو الى اجراء تحقيق مستقل حول المزاعم بحصول انتهاكات في الانتخابات
الرئاسية.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان واشنطن مستعدة للعمل مع
فلاديمير بوتين مؤكدة في الوقت نفسه ان الجمعية البرلمانية لمجلس
اوروبا اعتبرت ان الانتخابات اسفرت عن فائز واضح.
ولكن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني اعتبر
الانتخابات مهزلة.
وقال في بيان لقد شهد العالم في روسيا مهزلة للديموقراطية، وانتقد
ادارة اوباما التي قال انه كان عليها بدلا من تهنئة بوتين ان تدين
التلاعب الفاضح واعاقة عمل الاعلام خلال الانتخابات.
ووجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة تهنئة الى بوتين حثه فيها
على مواصلة العمل على التحديث الديموقراطي والاقتصادي مشددا على
العلاقات الوثيقة بين البلدين.
واتصل رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ببوتين ليبلغه انه يتطلع
للعمل معه بهدف تجاوز الصعوبات في العلاقات بين البلدين وبناء علاقات
سياسية وتجارية اقوى. وخلص المتحدث باسم كاميرون الى ان الاخير والرئيس
الروسي المنتخب تطرقا ايضا الى سوريا والحاجة الى تحرك دولي موحد لوضع
حد للعنف وتفادي تدهور الوضع في هذا البلد الى حرب اهلية.
وفي برلين اعلن الناطق باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها
ستتصل بفلاديمير بوتين لتتمنى له النجاح في ولايته المقبلة والنجاح قبل
كل شيء امام التحديات التي تواجهها روسيا. واضاف ان المانيا وروسيا
شريكتان استراتيجيتان وهذه الشراكة يجب ان يتم تطويرها، مؤكدا ان
الحكومة الالمانية ستبذل قصارى جهودها لتحقيق ذلك.
وقالت الناطقة باسم المفوضية الاوروبية مايا كوسيانسيتش ان الاتحاد
الاوروبي اخذ علما بالنتائج الاولية، مشددة على ان المفوضية تشاطر
المراقبين الدوليين قلقهم بعد تقرير لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا
تحدث عن مخالفات. واضافت بشكل عام نشاطرهم تقديراتهم ونشجع روسيا على
معالجة هذه الثغرات. واوضحت ان الاتحاد الاوروبي تابع باهتمام كبير
الاقتراع لان روسيا شريكة استراتيجية وجارة مهمة في آن واحد.
وبعد ان اشارت لندن في البداية الى انها تنتظر بأاهتمام تقرير
منظمة الامن والتعاون في اوروبا اعتبرت على الاثر ان الانتخابات كانت
حاسمة رغم وجود مشاكل رصدها المراقبون.
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فوز فلاديمير بوتين
من الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية الروسية ليس محل شك وانه محاور
فرنسا للسنوات المقبلة. وقال جوبيه في تصريح للصحافيين نرى انه اجمالا
ورغم الانتقادات فان اعادة انتخاب الرئيس بوتين ليست محل شك.
واضاف ان الرئيس بوتين انتخب مجددا بنسبة كبيرة. بعض المراقبين
وخصوصا منظمة الامن والتعاون في اوروبا وجهوا انتقادات للطريقة التي
جرت بها الانتخابات. وفي ما يتعلق بفرنسا فان هدفنا هو تنمية شراكتنا
مع روسيا، الشريك الاقتصادي المهم على كل المستويات.
واعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن الامل
في ان تقرر روسيا تعميق تعاونها مع الحلف وخاصة بشان قضية الدفاع
المضاد للصواريخ الشديدة الحساسية بعد فوز فلاديمير بوتين رغم انه من
البديهي اننا لسنا على اتفاق بشان كل الامور.
وذكر الرئيس الصربي بوريس تاديتش بالعلاقات التاريخية والروحية التي
تربط بلاده بحليفها التاريخي مكررا في الوقت نفسه الهدف الاستراتيجي
لصربيا في ان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي.
وكانت الصين اول بلد يعلق على انتخاب بوتين حيث بعث رئيسها هو
جينتاو برقية تهنئة الى الرئيس الجديد بانجاح الانتخابات.
ورغم الريبة التقليدية سجل مؤخرا تقارب كبير بين بكين وموسكو مع
معارضتهما الحازمة لاي ادانة للنظام السوري التي ادت الى فشل التصويت
على قرار في الامم المتحدة.
وقد حرص الرئيس السوري بشار الاسد على تهنئة فلاديمير بوتين بفوزه
معبرا باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن اخلص التهاني القلبية للرئيس
المنتخب بفوزه المميز. وتمنى الاسد لبوتين النجاح والتوفيق في
مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في
ظل قيادة الرئيس بوتين.
كما هنأت ايران، الدولة الاخرى التي ترغب في مساندة موسكو في مواجهة
المجتمع الدولي، بوتين بفوزه واعرب رئيسها محمود احمدي نجاد عن الامل
في تنمية العلاقات الجيدة" بين البلدين.
كذلك وجه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، العدو الكبير للولايات
المتحدة الذي حقق تقاربا مع موسكو في السنوات الاخيرة، تهانيه لبوتين
متمنيا له النجاح الكبير.
نهاية الغموض السياسي
على الصعيد الاقتصادي جاء رد فعل المستثمرين ايجابا على الفوز
الساحق الذي حققه فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في روسيا،
معتبرين انه يضع حدا للغموض السياسي الذي اثاره اعتراض المعارضة منذ
ثلاثة اشهر.
وفتحت بورصة موسكو جلسة التداول على ارتفاع، وبقيت على هذا المنوال
طيلة الفترة الصباحية الاثنين: فحوالى الساعة 12,05 (08,05 ت غ)، سجلت
البورصة زيادة 0,92% لتصل الى 1742,60 نقطة، ومؤشر ميسيكس 0,68% ليصل
الى 1618,99 نقطة.
اما سعر صرف الروبل فكان اكثر تقلبا لكنه تعزز حوالى الساعة 08,05 ت
غ بشكل طفيف: وتم التداول بسلة العملات المرجعية للبنك المركزي (المنقسمة
بين 45% يورو و55% دولار) مقابل 33,49 روبلا بزيادة 1,2 نقطة مقارنة
باقفال يوم الجمعة.
وكتب المحللون في الفا بنك في مذكرة هذا يجعل منه الفائز من دون
منازع في الانتخابات الرئاسية ويقضي على احتمال تنظيم دورة ثانية. وعلى
الرغم من ان نتيجة الانتخاب لم تشكل مفاجأة، الا ان المستثمرين يعتبرون
ان الغموض السياسي يتقلص في البلاد، بحسب بنك ايتون.
ذلك لان موجة الاعتراض غير المسبوقة التي وجد رئيس الوزراء الذي
وصل الى السلطة في 1999 نفسه امامها بعد الانتخابات التشريعية في كانون
الاول/ديسمبر، اثارت اضطراب المستثمرين. لكن العملية الانتخابية
التشريعية التي حقق فيها حزبه روسيا الموحدة الفوز، شابتها عمليات
تزوير كثيفة، ودفعت بالاف الروس للنزول الى الشوارع اعتراضا.
من جهتهم، كتب المحللون في الفا بنك لا تاكيد حتى الان حول
الاصلاحات التي ستطبق بعد الانتخابات، لكن المخاطر السياسية للاشهر
الاخيرة ستنخفض، الامر الذي سيدعم اسواق الاسهم الروسية.
وقال الفا بنك نعتقد ان الدعم القوي الذي يمحضه السكان لبوتين يعكس
ان المجتمع الروسي يفضل، وعلى الرغم من المطالب المتنامية باجراء حوار
سياسي، الوضع القائم في هذا المناخ الحالي من عدم الاستقرار على الصعيد
العالمي. وتوقع ايفان تشاكاروف من رينيسانس كابيتال ان الضغوط
الاقتصادية والسياسية الحالية "ستدفع بوتين الى ان يكون اكثر ميلا
للقيام باصلاحات. |