
شبكة النبأ: لايزال الملف النووي
الايراني محور النقاش الاساسي الذي يشغل بال الكثير من خصوم ايران
الساعين الى ايقاف نشاطاتها في هذا المجال, ويرى بعض المراقبين ان عدم
الثقة بين الجانبين قد يؤدي الى اتساع هوة الخلاف وقد يتسبب بصدام
عسكري خصوصا مع وجود رغبة مؤكده من قبل اسرائيل الند والعب الاساس في
هذا المحور والتي تسعى الى اضعاف نفوذ ايران في المنطقة، وحتى مع تجدد
دعوات لأجل الخروج بحل دبلوماسي لكن الخصوم لازالوا يشككون بمصداقية
ايران في ذلك ويعتبرون ان تلك الدعوات هي مجرد كلمات بعيدة عن الواقع
او هي خدعة لكسب الرأي العام العالمي او لغرض الاستفادة من الوقت لا جل
الوصول الى اهدافها ، ودعت إيران مؤخرا الى اجراء مزيد من المحادثات مع
الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ونددت بإنتاج
أسلحة ذرية باعتبارها "اثما عظيما". وتقول إيران ان برنامجها النووي
مخصص للأغراض السلمية البحتة لكن مفاوضاتها مع الوكالة الدولية تعثرت
وزاد قلق القوى الغربية من أبعاد عسكرية محتملة لا نشطة طهران الذرية.
وقال وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي في كلمة أمام مؤتمر لنزع
السلاح ترعاه الامم المتحدة في جنيف إن بلاده تتوقع استمرار المحادثات
وانه متفائل بأنها ستمضي في الاتجاه الصحيح. وقال صالحي "أود أن أؤكد
من جديد أننا لا نرى أي مجد أو فخر أو قوة في الاسلحة النووية وانما
العكس تماما استنادا الى فتوى من زعيمنا الاعلى تقول ان انتاج أو حيازة
أو استخدام أو التهديد باستخدام الاسلحة الذرية غير شرعي وعقيم وضار
وخطير ومحظور بوصفه اثما عظيما." وقد اكد مرشد الجمهورية الاسلامية علي
خامنئي مجددا ان ايران "لا تسعى الى امتلاك السلاح الذري" في الوقت
الذي انتهت فيه بالفشل زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
لطهران كانت تهدف لتوضيح النقاط الغامضة في برنامجها النووي. واضاف
خامنئي في كلمة امام علماء نوويين نشرت في بيان رسمي للحكومة "نريد كسر
التفوق القائم على السلاح الذري" الذي تملكه القوى العظمى و"باذن الله
سينجح الشعب الايراني في ذلك". وتابع ان "الطاقة النووية مرتبطة مباشرة
بالمصالح القومية الايرانية" مطالبا العلماء المجتمعين امامه "بمواصلة
عملهم الجوهري باكبر قدر من الجدية". وندد ايضا "بالاغتيالات (بحق
علماء نوويين ايرانيين) وضغوط (الدول الغربية) التي هي علامة ضعف من
جانب اعدائنا".
ولكن كثيرين في المعسكر الغربي ينظرون الى الامر بريبة بينما تقول
الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لا توجد محادثات أخرى مقررة في ضوء
ما قال دبلوماسيون غربيون انه عدم استعداد من جانب طهران للرد على
المزاعم بشأن الابحاث النووية العسكرية. وقال تقرير أصدرته الوكالة ان
ايران تكثف بدرجة كبيرة من أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وهو اكتشاف أدى
الى ارتفاع أسعار النفط في ضوء مخاوف من أن التوتر بين طهران والغرب قد
يتصاعد ليصير صراعا عسكريا.
وهددت اسرائيل بشن هجمات لمنع ايران من الحصول على القنبلة النووية
قائلة ان مواصلة طهران التقدم التقني يعني أنها قد تنتقل سريعا الى "نطاق
الحصانة".
وخلال محادثات رفيعة المستوى أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية
في ايران في يناير كانون الثاني وفبراير شباط رفض مسؤولون ايرانيون
مجددا الرد على تقارير مخابرات تفيد بأن طهران أجرت أبحاثا سرية ذات
صلة بتطوير أسلحة نووية. وقال صالحي للصحفيين بعد كلمته في جنيف ان
ايران تتوقع استمرار "الحوار الذي بدأ" مع الوكالة الدولية. وقال "هناك
بعض الخلافات حول صياغة اطار أولي يمهد السبيل لوضع خارطة طريق جديدة
تحدد طريق المضي قدما." ومضى يقول "نحن متفائلون من أن الاجتماعات
المقبلة بين الوفد الرفيع لوكالة الطاقة الذرية و/الجانب/ الايراني
ستمضي في الاتجاه الصحيح كما نأمل."
ورفضت لاورا كنيدي سفيرة الولايات المتحدة الى مؤتمر نزع السلاح
تصريحات صالحي بشأن التزام ايران بنزع السلاح النووي قائلة ان
التصريحات "تتعارض بشكل صارخ مع رفض ايران الامتثال لالتزاماتها
الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي. "في الحقيقة فان ايران سارت في
الاتجاه المعاكس بزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بما يقرب من 20
بالمئة ومواصلة المضي قدما في أنشطة التخصيب والانشطة المرتبطة بالماء
الثقيل المحظورة وكلها تنتهك قرارات مجلس الامن الدولي العديدة."
وأضافت كنيدي "ايران مستمرة في رفض منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية
والمجتمع الدولي الاوسع الشفافية والتعاون اللازمين للتحقق من الطابع
السلمي البحت لبرنامجها النووي." وقالت إن "المراوغة المستمرة" من جانب
ايران للتحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية في أي أبعاد عسكرية محتملة
لبرنامجها النووي أمر "يثير بالغ القلق". بحسب رويترز.
وقال دبلوماسي مقيم في فيينا حيث مقر الوكالة الدولية ان الافتقار
للتقدم في جعل طهران تبدأ في الرد على الشكوك مؤشر واضح على أنها "ليست
جادة على الاطلاق في خوض أي مفاوضات ذات مغزى" حول البرنامج النووي
المثير للخلاف. وقال مسؤول اخر مقيم في فيينا على اطلاع بالقضية ان
فريق وكالة الطاقة الذرية سأل عن الموقف الاولي لايران من قضايا
أثارتها الوكالة التابعة للامم المتحدة في تقرير مفصل صدر في نوفمبر
تشرين الثاني أشار الى وجود أهداف سرية محتملة لصنع أسلحة نووية في
ايران. وقال المسؤول انه كانت هناك 65 فقرة في تقرير الوكالة وان
الجانب الايراني كان رده "65 رفضا" مما يوضح أن ايران رفضت كل
المعلومات التي تشير الى محاولات غير مشروعة لتصميم قنبلة نووية.
تناقض بشأن كميات اليورانيوم
في سياق متصل ذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران لم
تفصح بعد عن التفاوت في كميات اليورانيوم في موقع ابحاث بطهران بعدما
لم تطابق قياسات اجراها المفتشون الدوليون العام الماضي الكمية التي
اعلن عنها مركز الابحاث. وتعبر الولايات المتحدة عن قلقها من احتمال
تحويل اليورانيوم لاستخدامه في نشاط بحثي متعلق بصنع الاسلحة. ويسعى
مفتشو الامم المتحدة للحصول على معلومات من ايران للمساعدة في توضيح
القضية بعدما اظهر جرد قاموا به في اغسطس اب الماضي لليورانيوم الطبيعي
والنفايات في منشأة الابحاث في طهران انه يقل بواقع 19.8 كيلوجرام عن
احصاء المنشأة.
ويقول الخبراء ان كمية صغيرة كهذه من اليورانيوم الطبيعي لا يمكن ان
تستخدم في انتاج قنبلة لكن يمكن استخدامها في اختبارات متعلقة بالاسلحة.
وجاء في احدث تقرير فصلي للوكالة التابعة للامم المتحدة والذي وزع على
الدول الاعضاء "ان التفاوت لم يوضح بعد." ويظهر التقرير الذي يقع في 11
صفحة ايضا ان ايران ضاعفت بدرجة كبيرة من جهودها لتخصيب اليورانيوم
وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لانتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية
فحسب لكن رفضها الحد من نشاطها تسبب في عقوبات تزداد شدة على صادراتها
النفطية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها طلبت خلال محادثاتها مع
ايران بشأن التناقض في مختبر ابحاث جابر بن حيان متعدد الاغراض الاطلاع
على السجلات والعاملين المشاركين في تجارب تحويل اليورانيوم بين عامي
1995 و 2002. وقال تقرير الوكالة "ايران اوضحت انها لم تعد تمتلك عملية
التوثيق اللازمة وان الافراد المشاركين لم يعودوا متاحين." وقالت وكالة
الطاقة الذرية ان ايران اشارت الى ان سبب هذا التناقض ربما يكون كمية
اكبر من اليورانيوم في النفايات مما قاسها مفتشو الامم المتحدة. وقالت
"تعرض ايران في ضوء هذا معالجة كل كم النفايات واستخلاص اليورانيوم
بداخلها." وكان مبعوث ايران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية قد رفض العام
الماضي هذا التفاوت ووصفه بأنه "لا يمثل اي قضية على الاطلاق." لكن
مسؤولا امريكيا كبيرا قال ان الامر يتطلب قرارا "فوريا" مستشهدا
بمعلومات توضح ان "كمية بالكيلوجرامات" من اليورانيوم الطبيعي باتت
متوفرة للبرنامج العسكري الايراني.
ويمكن استخدام اليورانيوم في محطات الطاقة وهو هدف ايران المعلن او
لتوفير مادة لصنع الاسلحة اذا جرى تخصيبه الى مستويات اعلى مثلما تشتبه
الدول الغربية بأن ذلك هو هدف ايران النهائي. وأحالت وكالة الطاقة
الذرية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي معلومات الى أجهزة المخابرات
اوضحت ان ايران قامت بأبحاث وتجارب بهدف تطوير قدرة انتاج اسلحة نووية
الامر الذي دفع الدول الغربية الى تغليظ العقوبات على طهران. وقدم
تقرير الوكالة ايضا تفاصيل عن نتائج مهمة بعثتها في طهران حيث فشلت
ايران في الرد على مزاعم عن قيامها بأبحاث ذات صلة بتطوير اسلحة نووية
فيما يمثل ضربة لاحتمال استئناف المحادثات الدبلوماسية التي قد تساعد
في تهدئة المخاوف بشأن اندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط.
ويرى الخبراء ان ايران مازالت تعتمد على تكنولوجيا قديمة تعود الى
عشرات السنين للتوسع في برنامجها النووي فيما قد يكون علامة على انها
تواجه مصاعب في تطوير أجهزة حديثة يمكنها الاسراع في انتاج مواد قد
تستحدم في صنع قنبلة نووية. وقال اولي هاينونين وهو كبير مفتشين نوويين
سابق بالوكالة التي يقع مقرها في فيينا "يبدو انهم مازالوا يعانون مع
أجهزة الطرد المركزي المتقدمة." وقال "اننا لا نعلم ان كانت اسباب
التأخير هي الافتقار للمواد الخام أم مشاكل تتعلق بالتصميم." وقال
الخبير النووي مارك فيتزباتريك ان ايران تعكف على انتاج "جيل ثان من
أجهزة (الطرد المركزي) منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الان مازالت لا
تستطيع وضعها في خط التشغيل على نطاق واسع."
وتقول ايران انها تقوم بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه كوقود لشبكة
مزمعة من محطات الطاقة النووية حتى يمكنها تصدير مزيد من انتاجها من
النفط والغاز. وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها ايران بأنها تقوم بجهود
سرية لامتلاك اسلحة نووية. وغالبا ما تعلن طهران عن التقدم الذي تحققه
في برنامجها النووي بما في ذلك تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة تفوق
سرعتها سرعة الصوت لزيادة تركيز المادة الانشطارية في اليورانيوم. وفي
منتصف فبراير شباط الماضي أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد ان ايران لديها
أجهزة طرد مركزي من "الجيل الرابع" التي يمكنها تخصيب اليورانيوم أسرع
ثلاث مرات من الاجهزة السابقة.
وقال فيتزباتريك الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "ايران
كشفت عن نموذج من الجيل الثالث منذ عامين ولم تذكر المزيد عنه." وأضاف
"والان تقول ان لديها نموذج من جيل رابع ربما كان شكلا مختلفا من اجهزة
الجيل الثاني التي شابتها مشاكل." والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي
تفتش بانتظام على المواقع النووية المعلنة في ايران لا يمكنها دخول
منشاة يتم فيها تجميع أجهزة طرد مركزي ومعرفة الوكالة بالتقدم المحتمل
في اجهزة الطرد المركزي قاصرة بصفة اساسية على ما يمكنها ان تلاحظه في
موقع نطنز. بحسب رويترز.
وعندما سئل ان كانت ايران تحتفظ بمزيد من اجهزة الطرد المركزي
الحديثة في موقع لا يعلم به مفتشو الامم المتحدة قال مسؤول مطلع على
القضية "هذا بالطبع سؤال شديد الاهمية." وقال انه اذا نجحت ايران في
نهاية المطاف في تقديم النماذج الاحدث للانتاج فانها يمكنها ان تقلل
بدرجة كبيرة الوقت الذي تحتاجه لتخزين يورانيوم مخصب يمكن ان يستخم في
توليد الكهرباء أو اذا تمت تنقيته لدرجة أعلى يمكن استخدامه في تفجيرات
نووية. وقال بيتر كريل الخبير في رابطة الحد من التسلح وهي مؤسسة ابحاث
مقرها واشنطن ان ايران تختبر منذ عدة سنوات نماذج من اجهزة الطرد
المركزي من الجيل الثاني لكن قدرتها على انتاج هذه الاجهزة بكمية كبيرة
مازالت غير واضحة. ويدعو مجلس الامن الدولي منذ فترة ايران الى تعليق
تخصيب اليورانيوم لكن تقاعس طهران عن الامتثال لمطالب المجلس ادى الى
أربع جولات من العقوبات والى اجراءات امريكية واوروبية أشد تستهدف أكبر
سلعة تصدرها وهي النفط. ويقول خبراء غربيون ان مخزون ايران من
اليورانيوم منخفض التخصيب قد يكون كافيا لصنع أربع قنابل نووية في حالة
تخصيبه الى درجة أعلى اذا قررت القيادة الايرانية القيام بذلك.
في السياق ذاته ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان محللي الاستخبارات
الاميركية يعتقدون الى الآن بانه لا وجود لادلة دامغة على ان ايران
قررت انتاج قنبلة نووية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم ان تقارير
اجهزة الاستخبارات الاميركية الاخيرة تتطابق مع نتيجة تم التوصل اليها
في 2007 وتفيد ان ايران تخلت عن برنامجها للتسلح النووي. واضافوا ان
هذه التقارير اكدت مجددا تقريرا للهيئة القومية لتقديرات الاستخبارات
في 2010 وتشير الى توافق وكالات الاستخبارات الاميركية ال16 في هذا
الشأن.
وقالت الصحيفة انه لا خلاف بين الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية
والاوروبية حول حقيقة ان ايران تقوم بتخصيب الوقود النووي وتطور البنية
التحتية الضرورية لصنع قنبلة نووية. لكن وكالة الاستخبارات المركزية
(سي آي ايه) والوكالات الاميركية الاخرى تعتقد ان ايران لم تبت بعد في
مسألة استئناف برنامجها العسكري الذي اوقفته في 2003 على ما يبدو، حسب
نيويورك تايمز.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات ومحللون آخرون من خارج الوكالة ان هناك
تفسيرا آخر لنشاط التخصيب الذي تقوم به ايران. وتابعت الصحيفة انهم
يقولون ان ايران قد تكون تسعى الى تعزيز موقعها في المنطقة عبر اتباع "استراتيجية
غموض". واضافت نيويورك تايمز انه بدلا من صنع قنبلة نووية، قد تكون
ايران تسعى الى تعزيز موقعها عبر اثارة شكوك لدى الدول الاخرى بشأن
طموحاتها النووية. وقالت ان البعض يشير الى الهند وباكستان اللتين
اتبعت كل منهما برنامجا سريا للتسلح النووي لعقود قبل ان تقرر صنع
قنبلة نووية واختبار اسلحتها في 1998.
الى جانب ذلك نفت طهران اي نشاط نووي في قاعدتها العسكرية في برشين
شرق طهران على الرغم من شبهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم
تتمكن من زيارة هذا الموقع كما كانت طلبت. ونقلت وكالة الانباء الرسمية
الايرانية عن فريدون عباسي دواني رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية
قوله "لا وجود لاي نشاط نووي في موقع برشين". واضاف ان "دراسة طلب
زيارة برشين تعود للمسؤولين العسكريين في البلاد"، وذلك ليفسر لماذا لم
يسمح لوفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زار طهران مرتين في
كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، التوجه الى هذا الموقع. وفي تقريرها
الاخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، اشارت الوكالة الدولية للطاقة
الذرية الى وجود مستوعب مشبوه في هذه القاعدة في ضاحية طهران، يمكن ان
يكون استخدم في اختبار نماذج تفجيرات يمكن تطبيقها على اسلحة ذرية.
واكد ممثل ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية مرارا ان
مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يزورون هذا الموقع، لكن
ذلك لا يمكن ان يتم الا "في اطار محدد" يورد الاماكن التي يرغبون
بزيارتها داخل برشين. وفي 2006، تمكن وفد من الوكالة الدولية للطاقة
الذرية من زيارة موقع برشين مرتين لتبديد شبهات حول استخدام مبنيين في
القاعدة. واعلن عباسي دواني ان "مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
يمكن ان يزوروا كل المواقع النووية في البلاد" مع "اشعار من ساعتين"
فقط. واضاف ان "الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتواصل ليس
لدينا اي مشكلة لاعطاء المزيد من التوضيحات للوكالة حول برنامجنا
النووي السلمي". لكن لا "يوجد اي سبب لكي تقبل ايران اي طلب من الوكالة
الدولية للطاقة الذرية لزيارة" مواقع لم تعلنها طهران مواقع نووية
للوكالة التابعة للامم المتحدة. وفي تقريرها لشهر تشرين الثاني/نوفمبر،
تطرقت الوكالة الذرية الى "احتمال وجود بعد عسكري" لبرنامج ايران
النووي، وطلبت تعاونا اكبر من طهران لتبديد شبهاتها.
وصرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في جنيف امام مؤتمر
الامم المتحدة حول نزع الاسلحة ان ايران تامل في نزع كامل للاسلحة
النووية في العالم. وقال الوزير الايراني "انه لامر ضروري ان تبدا
المفاوضات من اجل برنامج نزع تام للاسلحة النووية في فترة محددة عبر
وضع اتفاقية لذلك". ونددت ايران باعتماد سياسة الكيل بمكيالين التي تضر
بصدقية معاهدة حظر الانتشار النووي. وفي اشارة الى اسرائيل، اعتبرت
طهران ان هذه المعاهدة ينبغي ان لا تسمح للقوى النووية بالاحتفاظ
باسلحتها النووية.
واعلن الوزير الايراني ايضا ان ايران ومصر بين ابرز الداعين الى
منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط. واضاف ان "امتلاك السلاح
النووي من قبل الدولة الوحيدة غير العضو في معاهدة حظر الانتشار النووي
(اسرائيل)، يشكل العقبة الوحيدة امام قيام مثل هذه المنطقة"، منددا
ب"الرياء والتمييز اللذين تمارسهما بعض الدول الكبرى حيال المنطقة".
ايران تبالغ في تصريحاتها
من جهة اخرى اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان ايران
"تبالغ " في تصريحاتها غداة اعلان طهران احرازها انجازات جديدة في
برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي افضل اداء وانتاج الوقود
المخصب بنسبه 20%. وقال باراك الموجود حاليا في طوكيو في مقابلة مع
الاذاعة العامة الاسرائيلية "يواصل الايرانيون التقدم ولكن ما قدم كان
عبارة عن استعراض وجزء منه لردع العالم عن ملاحقتهم". واضاف "تباهى
الايرانيون بنجاح لم يحققوه فلا يزال امامهم الكثير لفعله للوصول الى
الجيل الثاني او الثالث من الات الطرد المركزي". واشار باراك الى ان
"الايرانيين يريدون اعطاء الانطباع بانهم متقدمون اكثر من الواقع لخلق
شعور بانهم تجاوزوا نقطة اللاعودة وهذا امر غير صحيح". وتابع "ان
انتشار المنشات النووية الايرانية وحقيقة ان جزءا منها موجود تحت الارض
يجعل من الصعب مهاجمتها" من خلال عمليات انتقائية. بحسب فرنس برس.
واعلنت طهران عن انجازات جديدة في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات
طرد مركزي افضل اداء وانتاج الوقود المخصب بنسبه 20%، مؤكدة في الوقت
نفسه على استعدادها لاستئناف التفاوض مع الغرب.وبث التلفزيون الايراني
الرسمي مباشرة صور تركيب قضيب وقود نووي مخصب بنسبة 20% "محلي الصنع"
في مفاعل الابحاث في طهران. وجرى الحفل بحضور الرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد وعائلات عدد من العلماء النوويين الايرانيين الذين تم
اغتيالهم، بحسب طهران، بيد الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية. واعلن
احمدي نجاد ان بلاده شغلت ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي اضافي في منشأة
نطنز . وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "كانت حوالى ستة الاف الة
طرد تعمل، واضيف اليها ثلاثة الاف. اليوم باتت تسعة الاف" الة طرد
مركزي.
لكن التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اشار الى امتلاك
ايران حاليا 8000 الة للطرد المركزي من الجيل الاول في منشأة نطنز، حيث
تنتج شهريا حوالى 150 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5%. واضاف
التقرير ان ايران انتجت في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت 4922 كلغ من
اليورانيوم بنسبة 3,5%. ونقلت ايران نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بنسبة
20% الى فوردو (150 كلم جنوب غرب طهران) الى موقع تحت الارض يصعب
تدميره بضربات جوية. ويستخدم اليورانيوم المخصب بنسب اقل من 20% لاغراض
مدنية فقط، لكن ان تم التخصيب الى اكثر من 90% فقد يستخدم لصنع سلاح
نووي. ويشكل تخصيب اليورانيوم احد محاور النزاع بين ايران والمجتمع
الدولي منذ سنوات حيث يخشى ان تكون لدى السلطات الايرانية اهداف مبيتة
لانتاج سلاح نووي عبر برنامجها بالرغم من نفي طهران المتكرر. |