شبكة النبأ: تزداد الخشية من حدوث
مواجهة جديدة بين اسرائيل واطراف المقاومة الاسلامية في قطاع غزة الذي
يعتبر المقر رئيسي لحركة حماس وباقي تلك الفصائل، ويرى بعض المراقبين
ان تصاعد حدة الخلاف الاخير بين الجانبين يعيد الى الأذهان تلك الاحداث
المأساوية التي شهدها القطاع في عام 2008 و2009، والتي تسببت بسقوط
العديد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين العزل بالإضافة الى ما خلفته من
دمار شامل، تلك التكهنات اتت على خلفية استهداف الغارات الإسرائيلية
لبعض الرموز والقيادات في صفوف المقاومة والذي تعتبره حق مشروع للرد
على هجمات تلك الفصائل التي طالت اسرائيل في الآونة الاخيرة، الامر
الذي سيزيد من احتمالات قيام المقاومة بشن هجمات جديدة داخل العمق
الاسرائيلي كرد مماثل لأخذ الثأر، وفيما يخص هذا الجانب فقد اكد رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه امر الجيش "بضرب جميع من
يخططون لشن هجمات علينا"، وذلك اثر تصاعد وتيرة العنف بين اسرائيل
والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال نتانياهو خلال زيارة لجنوب اسرائيل الذي طالته عشرات الصواريخ
الفلسطينية "امرت بضرب جميع من يخططون لشن هجمات علينا. سبق ان وجه
الجيش الاسرائيلي ضربات قاسية للمنظمات الارهابية" بحسب تعبيره. ونقلت
الاذاعة العامة عن نتانياهو تأكيده اثر لقائه ثلاثين رئيس بلدية في
جنوب اسرائيل ان "العمليات في غزة ستتواصل ما دام ذلك ضروريا". واضاف
رئيس الوزراء بحسب الاذاعة "لا يمكن ايجاد حل لاطلاق الصواريخ الا اذا
تم القضاء على التهديد الايراني".
وكان وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان القريب من نتانياهو قد صرح
بان عملية عسكرية في غزة ستشكل خطأ كبيرا في وقت تعطي الدولة العبرية
اولوية لمنع ايران من حيازة سلاح نووي. وقال اردان "تكمن مصلحة اسرائيل
في ان يركز العالم على العقوبات ضد ايران، وليس على حملة عسكرية
اسرائيلية" في غزة. وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية الاسرائيلية
على قطاع غزة الى وقوع العديد من الضحايا بين قتيل وجريح من
الفلسطينيين بينما اطلق اكثر من مئة صاروخ على الدولة العبرية. وشددت
حركة حماس على وجوب ان توقف اسرائيل العنف اولا قبل التفاوض على تهدئة
في قطاع غزة بوساطة مصرية. بحسب فرنس برس.
وكرر نتانياهو انه سيتم نشر بطارية جديدة مضادة للصواريخ ضمن نظام
"القبة الحديدية" في جنوب اسرائيل. ولفتت بعض المصادر إلى أن التصعيد
الحالي على جانبي الحدود بين غزة وإسرائيل شهد دخول عامل جديد على
الخط، تمثل في منظومة "القبة الحديدية" التي طورتها إسرائيل من أجل
التصدي للصواريخ. وتمتلك هذه المنظومة القدرة على إسقاط صواريخ متوسطة
المدى، بنسبة نجاح تصل إلى 90 في المائة، وقد أكد مصدر عسكري إسرائيلي
في وزارة الدفاع أن المنظومة تمكنت من إسقاط العديد من الصواريخ 37.
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى دور "القبة
الحديدية" خلال اجتماع الحكومة قائلاً: "لقد أثبتت المنظومة فعاليتها
بشكل كبير للغاية، وسنرى بالتأكيد توسعها في الأشهر والسنوات المقبلة،
وسنقوم بكل ما بوسعنا من أجل تعزيز نشرها." وكانت المنظومة قد وضعت في
الخدمة للمرة الأولى بأبريل/نيسان 2011، وتقوم أنظمتها برصد الصواريخ
وتحديد مدى خطرها على المدن، ومن ثم إطلاق صواريخ مضادة لاعتراضها في
الهواء، وتزود كل بطارية بمنصة لإطلاق الصواريخ وبرادار. بحسب CNN.
وتقول إسرائيل إن "القبة الحديدية" تمتاز بقدرتها الكبيرة على
الحركة والانتشار خلال ساعات، ما يضمن لها القدرة على العمل في أكثر من
جبهة، ولكن المنظومة عالية التكلفة، ويبلغ سعر البطارية الواحدة عشرات
الملايين من الدولارات، أما صواريخ الاعتراض فتبلغ كلفتها 62 ألف دولار
للصاروخ الواحد. ورغم أن النظام من إنتاج إسرائيلي، إلا أنه قد يجد
طريقه للأسواق الدولية، وتقوم الولايات المتحدة بتقديم الرعاية الكاملة
له، كما جرى التعاقد على بيع بطاريات منه لحماية مقر البرلمان الأمريكي
بقيمة 205 ملايين دولار. ويعتقد خبراء أن إسرائيل بحاجة لـ13 بطارية
على أقل تقدير لتوفير الحماية لكامل أراضيها.
اسرائيل تكثف غاراتها
في سياق متصل صعدت اسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة ردا على
اطلاق صواريخ على جنوبها من القطاع حيث قتل الاثنين ثلاثة فلسطينيين
واصيب ثمانية اخرون لترتفع بذلك حصيلة ضحايا هذه الغارات الى 21 قتيلا
واكثر من 73 جريحا. واعلن ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف
والطورائ الفلسطينية "ان الفتى نايف قرموط (15 عاما) استشهد واصيب ستة
فتية اخرين جميعهم من طلاب المدراس استهدفتهم طائرة استطلاع اسرائيلية
عندما كانوا متوجهين الى المدرسة" في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
واوضح ان "رافت ابو عيد وحمادة ابو مطلق وهما في الرابعة والعشرين من
العمر قتلا قرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، فيما اصيب اثنان اخران
بجروح في غارة جديدة شنها الطيران الاسرائيلي". واضاف ابو سلمية "سقط
21 شهيدا واكثر من 73 جريحا في اكثر من 36 غارة جوية على المدنيين".
واعلنت سريا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ان
القتليين هما من ناشطيها. واشارت الى عزمها على مواصلة اطلاق الصواريخ
على جنوب اسرائيل مؤكدة في بيان "انه لا تهدئة مع العدو". وكثفت
اسرائيل هجومها على القطاع مع شن ثماني غارات اوقعت 35 جريحا، حسب مصدر
فلسطيني، وذلك ردا على اطلاق قذائف من غزة على جنوب اسرائيل.
واعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان حوالي 180 صاروخا سقطوا من
قطاع غزة على اسرائيل. واكدت متحدثة اسرائيلية من جانبها ست غارات،
موضحة انها استهدفت "مستودعا للاسلحة واربعة مواقع لاطلاق الصواريخ في
شمال قطاع غرة وموقعا اخر في الجنوب".
واعلن الجنرال يواف موردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي لاذاعة
الجيش "ضربنا حتى الان عشرين فلسطينيا في عمليات محددة الاهداف. جميعهم
من الارهابيين باستثناء طفل اقترب من موقع اطلاق صواريخ للجهاد
الاسلامي". وارجع موردخاي سبب ارتفاع عدد الجرحى الى ان الجهاد
الاسلامي "خبأت في الطبقة الارضية من المبنى (المستهدف) كميات اكبر مما
كنا نظن من الاسلحة، مصدرها ايران خصوصا، ما ادى الى اصابة منزل مجاور".
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الصواريخ الفلسطينية اسفرت عن اصابة
اربعة اشخاص احدهم اصابته خطرة، واوضحت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان
ثلاثة من المصابين هم عمال تايلنديون يعملون في مزرعة بالقرب من الحدود
مع القطاع. وقال سكان البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع في مقابلات
مع الاذاعة والتلفزيون الاسرائيليين انه تم ابلاغهم بالبقاء على مقربة
من الملاجئ كما تم حظر اقامة التجمعات الكبيرة العامة. ويذكر ايضا ان
المسؤولين السياسيين (الاسرائيليين) اجروا اتصالات مع مصر" للدفع في
اتجاه وقف العنف. واعلنت اسرائيل انها على استعداد لأطلاق عملية برية"
في غزة في حالة استمرار تلك الهجمات. ويقول المسؤولون في اسرائيل ان
حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "لا تطلق النار لكنها تغض الطرف" عن
انشطة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية التي "الحقنا بها ضربات
بالغة الشدة". وقال موردخاي "نعتبر حماس مسؤولة عما يجري في غزة،
يمكنها ان ارادت ان تفرض ارادتها على المنظمات الاخرى".
وقتل في هذا التصعيد الجديد الامين العام للجان المقاومة الشعبية
الشيخ زهير القيسي ومحمود الحنني القيادي في اللجان اضافة الى عشرة من
عناصر الجهاد الاسلامي. وبررت اسرائيل استهداف امين عام لجان المقاومة
بانه "كان احد القيادات التي خططت وقامت بتمويل وتوجيه" الهجمات
الدامية التي شنت من سيناء المصرية على حدود جنوب اسرائيل في اب/اغسطس
الماضي، وفقا لبيان اصدره الجيش الاسرائيلي.
حماس تشترط
من جانب اخر اعتبر متحدث باسم حركة حماس ان على اسرائيل ان توقف
العنف اولا قبل التفاوض على تهدئة في قطاع غزة بوساطة مصرية. وقال طاهر
النونو "كل المجموعات الفلسطينية (المسلحة) تتبنى موقفا ايجابيا، لكنها
تؤكد كلها ان على العدوان الاسرائيلي هو الذي بدأ التصعيد وعليه ان
يتوقف قبل ان تفاوض في شأن تهدئة". واضاف النونو ان "المصريين على
اتصال دائم معنا، اننا نقدر دورهم ونأمل بان ينجحوا في انهاء العدوان".
وتابع ان الجانب المصري "يوافقنا الراي ان على الطرف الاسرائيلي ان
يوقف العدوان اولا، وقد ابلغناهم بوضوح بان ردنا سيكون ايجابيا اذا تم
الامر على هذا النحو". وسبق ان تولى المسؤولون المصريون وساطات لارساء
اتفاقات تهدئة غير مباشرة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية. بحسب فرانس
برس.
وكان داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي التي تبنت اطلاق
تسعين صاروخا على اسرائيل قال في وقت سابق "لا جديد. التصعيد
الاسرائيلي مستمر والاستهداف مستمر وبالتالي نتعامل مع التصعيد. لا
اتصالات طالما العدوان الاسرائيلي متصاعد ويوقع ضحايا ولا مجال للحديث
عن تهدئة في ظل العدوان". وفي رام الله، ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية
ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الى عودة الهدوء وكثف اتصالاته
الهاتفية في هذا الصدد وخصوصا مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل
والامين العام للجهاد الاسلامي رمضان شلح والامين العام للجامعة
العربية نبيل العربي. من جهته، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي
الجنرال بيني غانتز في بيان "لا نسعى الى تصعيد (العنف) ونحمل حماس
مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة". لكنه نبه الى ان "الجيش الاسرائيلي رد
بقوة وعزم على الصواريخ التي استهدفت اسرائيل وسيواصل القيام بذلك".
و قالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ان مسؤولي حركتي حماس
والجهاد الاسلامي ابلغا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرصهما على عدم
التصعيد في قطاع غزة والالتزام بالتهدئة.
واضافت الوكالة على صفحتها الرسمية ان عباس أجرى اتصالات هاتفية مع
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد
الاسلامي رمضان شلح اللذان "أبديا حرصهما على عدم التصعيد والالتزام
بالتهدئة لتفويت الفرصة على الاحتلال لمواصلة عملياته العسكرية ضد
أبناء شعبنا في قطاع غزة."
ونقلت الوكالة ان عباس "أعطى تعليماته للاتصال مع الجانب الاسرائيلي
مطالبا بوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة". لكنها لم تشر الى من
سيجري هذه الاتصالات. وقال عباس في بيان صادر عن مكتبه "ان الحكومة
الاسرائيلية تتحمل مسؤولية هذا التدهور الخطير بسبب أعمالها العدوانية
ضد أبناء شعبنا من اغتيالات واقتحامات وتدمير للبنية التحتية." |