
شبكة النبأ: تتكشف حقائق الخلافات بين
قطر والسعودية بشكل غير مسبوق، ولاشك ان هذه الخلافات أثرت على طبيعة
العلاقات بين البلدين، فقد أشار لوجود مخطط قطري صهيوني لتقسيم المملكة
السعودية وضرب سورية خدمة لـ إسرائيل، كلام الأمير سرب من لقاء جمعه في
منزله بالقاهرة مع ثلاثة من الشخصيات العربية.
وافادت معلومات ان حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر قال
أن النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر، وإن قطر ستدخل يوماً إلى
القطيف والشرقية وتقسم السعودية، فالنظام هرم، والملك عبد الله مسكين
ومجرد واجهة، ولا أمل في الجيش السعودي لإحداث تغيير.
واكد حمد، إن أميركا وبريطانيا طلبتا منه تقريراً عن الوضع في
السعودية، وأعربتا عن نيتهما بالخلاص من النظام والإطاحة به، لكنهما
يخشيان من حكم إسلاميين غير مرغوب فيهم، ولذلك فإن قطر تستأثر الآن
بالتميز، وهي استطاعت أن تسحب الامتياز من السعودية، ونقل القواعد
الأميركية إليها، كما استطاعت أن تكسر احتكار وهيمنة السعودية تدريجياً،
وأن تفرض نفسها على المنطقة العربية. وكان حمد قال في محادثته مع
العقيد معمر القذافي: إن قطر تشتغل على ضرب السعودية اقتصادياً وسياسياً،
وإن هناك ثورة شعبية وشيكة.
وتقول المعلومات، إن هذه المحادثات التي استمع إليها مسؤولون ليبيون
بدقة قبل منحها للسعودية، هي التي كانت العامل الأول لاشتباكات
الميليشيات الليبية فيما بينها، وإعلان بعض المسؤولين عداءهم الواضح
لقطر، الأمر الذي تسبب بتظاهرات مناوئة لمشيخة الحمديْن في ليبيا.
اما بشأن سوريا، حيث الركيزة الأهم والأخطر، فقد دأبت قطر على الدفع
بأزمتها باتجاهات مدمرة، لأنها تدرك أن نهاية الأزمة ستؤدي إلى افتضاح
الدور الكامل لمسؤوليها وإعلامها في اللعبة التي سُخّرت لها كل
الإمكانات المالية، وخبراء يمتلكون عقولاً سوداء في تدبير الجريمة،
ووضع سيناريوهات يتقبلها العامة، سيما أنها تُحاك بحرَفية بالغة.
ويرى محللون سياسيون أن الحديث السري لرئيس الوزراء القطري حمد بن
جاسم آل ثاني سيكون له تداعيات كبيرة بين قطر والسعودية، مشيرا إلى
وجود خلافات جوهرية في السياسات الاقليمية بين البلدين.
رئيس الوزراء القطري أجرى هذا الحديث مع الرئيس الليبي السابق معمر
القذافي، معتبرا أن تقييم حمد بن جاسم آل ثاني للنظام الحاكم في
السعودية الذي وصفه بأنه وصل إلى مرحلة الشيخوخة كان قريبا جدا للواقع.
ويرى مراقبون أن الدور القطري في المنطقة وتدخلها في معظم قضايا
المنطقة جاء بسبب هذه الشيخوخة التي تعاني منها السعودية.
واعتبر مراقبون أن رئيس الوزراء القطري لم يأت بجديد في هذا الحديث
إلا بالمخطط القطري الذي يشير إلى أن هذه الدولة الصغيرة تفكر بطموحات
كبيرة كتقسيم السعودية، وأن بن جاسم حينما يتحدث عن تقسيم السعودية
لايعني ذلك أن قطر وحدها تستطيع ذلك، وإنما سيكون هناك دعم أميركي كبير
لهذه الحركة.
ولاشك ان هناك الكثير من الشواهد والمواقف التي تدعم الخلافات بين
قطر والسعودية. فان امير قطر اكد لدى افتتاحه مؤخرا مسجدا بأسم محمد بن
عبد الوهاب ان العقيدة الوهابية ستصبح عقيدة الامارة القطرية، بمعنى
انه يريد سحب الاساس العقائدي من السعودية ليكون المدخل الرئيس لاحلال
قطر محل السعودية في قيادة مجلس التعاون.
واضاف ان سيرة العلاقات بين السعودية وقطر مليئة بالمطبات والازمات
ما يجعل حديث رئيس الوزراء القطري الذي سرب بصوته حديثا غير مستغرب كما
ان الصعود الملحوظ للدور القطري في مشهد الثورات العربية يعطي مصداقية
لحديث حمد بن جاسم ال ثاني، فالمنظمات والفرق والتشكيلات الاعلامية
والثقافية او فرق المارينز العرب كما يطلق عليها البعض اصبحت تابعة
الان للامير القطري، وهناك مناسفة قطرية شديدة مع ال سعود في استخدام
مثل هذه المجموعات للالتفاف على الدور السعودي وتحويله الى الدوحة.
ويرى مراقبون ان دعوة الملك السعودي في قمة مجلس التعاون الاخيرة
الى الاتحاد بدلا من التعاون تعبر عن قلق وخوف من المستقبل وهذا دليل
اخر على صحة التسجيل الذي سرب لحمد بن جاسم، والا ما الذي يدعو
السعودية ان تدعو الى مايسمى بالاتحاد بعد ثلاثين سنة من تشكيل مجلس
التعاون دون ان تكون قد وجدت من ينافسها على أمر قيادة وتوجيه هذا
المجلس؟
ويعتقد محللون ان الاسرة الحاكمة في قطر ربما نجحت في اقناع واشنطن
بانها ستذهب اكثر من ال سعود في خدمة المصالح الاميركية، وان الاسرة
الحاكمة في قطر قامت باكبر عملية تمويل عرفتها المنطقة حيث قدمت نحو
مائة مليون دولار لجماعة الاخوان المسلمين في مصر بحسب تصريحات رجل
الاعمال المصري نجيب سويرس التي استقاها من رئيس دولة عربية وابلغها
الى اجهزة الامن المصرية لكنها لم تحقق في ذلك كما ان الجماعة لم تؤيد
او تنفي هذه المعلومة، كما ان جمعية الشيخة موزة دفعت ما يربو على 196
مليون دولار لاكبر جماعة وهابية في مصر وهي جمعية انصار السنة التي
تمثل الغطاء الاوسع لابواق السلفية في مصر، وبالتالي هناك مزايدة قطرية
كبيرة على الدور السعودي وعلى المجموعات الوهابية السعودية في مصر
وتونس وسوريا.
وهناك قرائن عديدة تشير الى وجود خلافات كبيرة بين قطر والسعودية
عندما امر الامير سلمان أمر محرري جريدته الشرق الاوسط مهاجمة وزير
خارجية قطر شخصيا واخرها دعوة السعودية بأن الأول سافر بطائرة الى
بيروت من تل ابيب بحراسة طائرتين اسرائيليتين لم يفهم كثيرون السر في
تجاوز جريدة ال سعود للخطوط الحمر في شأن علاقتها بمسئولين كبار في دول
مجلس التعاون الخليجي وظن كثيرون ان سبب الهجوم على الوزير القطري
يتعلق بما كشف عنه من ان السعودية اعطت الضؤ الاخضر لضرب المقاومة
اللبنانية.
لكن قيام محطة الجزيرة ببث خبر عن الامير طلال ثم قيام الصحف
القطرية بنشر الخبر هو وفقا للمراقبين "القشة التي قسمت ظهر البعير"
بين البلدين لناحية ان هذا يشكل اكبر خطر تتعرض له السعودية منذ ان
اعلن الملك عبد العزيز عن تأسيسها خاصة وان الامير طلال الرشيد هو نجل
الامير محمد الرشيد اخر حكام حائل.
أما النقطة الأخرى الحساسة, التي بدأت قطر تنافس فيها السعودية,
فكانت التنافس حول استضافة الوجود العسكري الأمريكي في الخليج, خصوصا
مع تصاعد الرفض الشعبي الخليجي, في السعودية لوجود القوات الأمريكية في
جزيرة العرب, وظهور مواقف سعودية غير رسمية, تتحدث عن رغبة المملكة في
رحيل القوات الأمريكية عن أراضيها.
ويرى خبراء في الشؤون الخليجية أن السبب الظاهر للخلاف بين البلدين
هو ما تبثه قناة الجزيرة عن المملكة السعودية, وتعمد نقلها لآراء بعض
الساسة والصحافيين الأمريكان بشأن ما سمي الفساد والصراع على السلطة
في المملكة العتيدة, مع ما تحمله هذه البرامج من آراء تبدو أشبه
بالإهانات لأعضاء في الأسرة السعودية الحاكمة، لكن السبب الحقيقي
للخلاف, في ما يرى الخبراء, هو الوجود الأجنبي في الخليج.
ويذهب خبراء إلى أن قطر, بسبب محدودية حجمها وقوتها, تحتاج إلى
حماية القوات الأمريكية. وسبق للدوحة أن أعلنت ذلك بوضوح على لسان وزير
خارجيتها. كما أن هذا الارتباط الوثيق بأقوى دولة في العالم يوفر لقطر
فرصة لتقوية موقعها المستقبلي, ونفوذها في المنطقة, خصوصا أنها الأقل
حجما وسكانا بين دول الخليج. |