سوريا تستعيد زمام المبادرة وتطيح بأجندات التدخل العسكري

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: جرت رياح الازمة السورية بما لا تشتهي ربابنة الدويلات الخليجية والدول الغربية الرامية الى الاطاحة بنظام الاسد طوعا أم كرها على حد قول وزير خارجية السعودية سعود الفيصل.

فبعد التصعيد الاعلامي والسياسي لقطر والسعودية ضد النظام السوري، مدعوما بتمويل ضخم للمجاميع المسلحة المنشقة عن الجيش السوري والتنظيمات السلفية المتطرفة، وجد قادة تلك الدول ان جهودهم بائت بفشل ذريع، خصوصا بعد ان نأي اغلب حلفائهم من العرب والغرب عن التدخل المباشر في الازمة لما لها من عواقب غير محمودة عليها وعلى المنطقة والشرق الاوسط عموما.

فيما كان لرفض شرائح اجتماعية واسعة داخل سوريا لسيناريو التغيير العسكري ضربة قاصمة للمخططات الخليجية ضد سلطة الاسد، وهو ما دفع الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوربي الى التريث عن التصعيد شيئا فشيئا.

وعلى الرغم من استمرار عمليات العنف في سوريا الا ان معظم المراقبين يرجحون عودة الهدوء الى سوريا وانقراض المجاميع المسلحة والمنشقة مع استعادة القوات الامنية النظامية سيطرتها على القرى والقصبات التي كانت مرتعا لتلك المجاميع.

15 ألف "ارهابي" أجنبي

فقد قال دبلوماسي روسي ان الرئيس السوري بشار الاسد يقاتل "ارهابيين" يدعمهم تنظيم القاعدة بينهم 15 ألف أجنبي على الاقل سوف يستولون على بلدات في أنحاء سوريا في حالة انسحاب القوات الحكومية منها.

وروسيا مدافع قوي عن سوريا على الرغم من الادانة الدولية لحملة قوات الاسد ووجود أدلة على انتهاكات لحقوق الانسان في حق مدنيين عزل. وقال ميخائيل ليبيديف نائب المندوب الروسي بالامم المتحدة في منتدى انساني حول سوريا ليوم واحد في مقر المنظمة الدولية بجنيف ان "المتمردين" نفذوا في الاونة الاخيرة هجمات على نطاق واسع ضد البنية التحتية السورية بما في ذلك مدارس ومستشفيات. وأضاف ليبيديف أمام المنتدى "هجمات الجماعات الارهابية تشمل عمليات قتل وتعذيب وترويع للسكان المدنيين. تدفق كل أنواع الارهابيين من بعض دول الجوار يتنامى باطراد."

وقال حول تصوره لعدد المقاتلين الاجانب في سوريا "كم عدد الذين دخلوا (البلاد) بطرق غير مشروعة. الحدود هناك غير مرسمة.. غير محددة.. لذلك لا يعرف أحد. لكنهم 15 ألفا على الاقل."

وقال ليبيديف لمنتدى الامم المتحدة ان انتقاد الاسد مبالغ فيه. وأضاف "نحث شركاءنا على عدم الخضوع لاغواء تضخيم الاشياء ولكن على الاسراع بصياغة منهج متوازن واحترافي لمساعدة كل شرائح الشعب السوري دون استثناء. "معظم المسلحين يتبعون تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو على صلة وثيقة بها."

وقال ليبيديف ان المعلومات بشأن صلات القاعدة في سوريا "حقيقة لا لبس فيها" لكنه رفض ان يقول ما اذا كانت روسيا ستقدم أدلة للامم المتحدة لتعزيز ادعائها بأن المتمردين السوريين يرتكبون اعمال تعذيب. وأضاف "كل ما أعرفه هو انه طول الوقت في (الحروب التي خاضتها روسيا في منطقة) الشيشان لم يصدقنا أحد حين قلنا ان الجماعات الاسلامية التي تعمل سرا بما فيها منظمات ارهابية تطور عملياتها على أرضنا.

وقال ليبيديف ان محاولات ارغام الاسد على كبح جماح قواته من جانب واحد ستأتي بنتائج عكسية. وأضاف "اذا طالبنا بأن تسحب القوات السورية قواتها من المدن دون ان نوجه نفس النداء للمعارضة يتعين ان نستعد لنرى البلدات المعنية تحتل على الفور من جانب الجماعات المسلحة العنيفة."

الخيارات الجيدة قليلة

بالمقابل دعا السناتور الجمهوري والمرشح السابق للرئاسة الامريكية جون مكين الى توجيه ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة لتقويض حكم الرئيس بشار الاسد. وتقمع القوات الحكومية بلا هوادة المظاهرات السلمية في أغلبها منذ العام الماضي وقصفت في الشهر الماضي مدينة حمص في بعض أسوأ أعمال العنف حتى الان بسبب "الربيع العربي".

وفي ظل الاعتقاد بأن الاسد يتلقى السلاح والدعم من ايران وروسيا هناك بالفعل مؤشرات على أن الصراع ربما بدأ يكتسب الصبغة الدولية. ويحصل الجيش السوري الحر أيضا على اسلحة صغيرة مهربة عبر الحدود التي يصعب السيطرة عليها مع لبنان وربما تركيا في الوقت الذي ينظر فيه الى أن السعودية وقطر مهتمتان بامداده بالمزيد.

وقالت علياء براهيمي الباحثة في شؤون الشرق الاوسط بكلية لندن للاقتصاد "كلما طال أمد حملة الاسد المروعة زاد احتمال تحول حرب النظام ضد المدنيين الى حرب أهلية." واضافت "هناك مخاطر من انتشار هذا الصراع الدموي ليزعزع استقرار المنطقة لجيل كامل. هذا لان سياسات القوى العظمى ستتواءم مع الخصومات في المنطقة والتي ترتكز على الخصومات الطائفية... بمعنى أن نظام الاسد يهدد المنطقة بأسرها."

ودافع وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ورئيس الاركان الامريكية المشتركة مارتن ديمبسي عن نهجهما الحذر لكنهما قالا انه بناء على تعليمات من البيت الابيض يتم اجراء بعض التخطيط الاساسي الاولي بشأن الخيارات العسكرية.

وقالت تركيا وتونس انهما تعارضان التدخل الخارجي. أما الدول الغربية فقدرتها محدودة على التصرف بمفردها حتى اذا توفرت الارادة لذلك في ظل الاعباء المالية والعسكرية الهائلة التي ينوء بها كاهلها.

وفي حالة تدخل بقيادة الجامعة العربية أو تركيا ربما باقامة منطقة أمنية حدودية للاجئين يمكن أن يتاح خيار أمام البلدان الغربية للقيام بضربات جوية بل وتقديم دعم بري في بعض الاحيان.

وقال الليفتنانت جنرال البريطاني جرايم لام المدير السابق للقوات الخاصة الذي عمل عن قرب مع القادة العسكريين الامريكيين في العراق وافغانستان انه عقب سقوط حمص فان الفرصة الرئيسية هي القيام تدريجيا ببناء قدرات قوات المعارضة والاهم من ذلك تعزيز شرعيتها وسمعتها وقيادتها.

وبعد ظهور قيادة أكثر جدارة بالثقة هناك متطلبات متوقعة تشمل أسلحة مضادة للدبابات وتعليمات بشأن بناء معوقات بسيطة مثل تلك التي منعت دبابات القذافي من دخول مراكز بلدات مثل مصراتة.

لكن بعد ما حدث من عمليات قتل في حمص ربما يتردد المتمردون في المخاطرة بمحاولة السيطرة على أراض ويعودون الى أساليب أخرى للتمرد. وستود القوى الغربية في تكرار نجاح استراتيجية العقوبات في ليبيا من خلال حرمان دمشق من الاسلحة وعوائد النفط والمنتجات النفطية المكررة التي تدير بها عرباتها العسكرية. غير أن مثل هذا النجاح سيكون شبه مستحيل دون دعم روسيا التي تواصل تزويد الحكومة السورية بالسلاح والوقود.

وتقول بعض منظمات حقوق الانسان انها تريد أن يتم فعل اي شيء يقلص أعمال القتل ويخفف الضغط عن المدنيين حتى ولو عودة بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية وهي المهمة التي واجهت انتقادات شديدة. وبينما شكت المعارضة من أنها لم تفعل شيئا يذكر لوقف هجمات القناصة على المدنيين تقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ان أعمال القتل تراجعت اثناء وجود المراقبين في سوريا.

وتحدثت تركيا العام الماضي عن اقامة "مناطق امنة لاغراض انسانية" لكن هذا الحديث توارى الى حد بعيد الان ربما بفعل ادراك أن مثل هذا العمل سيتطلب على الارجح نشر أعداد كبيرة من القوات التركية. ويتساءل البعض عن امكانية عودة طرح هذا الخيار على الطاولة اذا بدأ تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من سوريا على الاقل لتوفير سبيل لابقاء اللاجئين خارج حدود تركيا. غير أنه حتى هذا لن يفعل شيئا يذكر لحقن الدماء داخل سوريا.

وقال ديف هارتويل محلل شؤون الشرق الاوسط لدى اي.اتش.اس جينز "أحد اسباب اعادة طرح الحديث بشأن الضربات الجوية على الطاولة هو أنه لا أحد يرى في الحقيقة أي خيارات أخرى في الوقت الحالي. "لكن هذا لا يعني أنها جميعا محتملة."

واضاف أنه في ظل عمل قوات الاسد داخل مناطق مدنية من المحتمل أن تصيب أي ضربات جوية أهدافا رمزية الى حد كبير مثل مراكز القيادة والتحكم والقصور وهو ما لن يغير شيئا على الارض على الارجح.

وقال جوليان بارنيس داسي محلل شؤون الشرق الاوسط لدى المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية "الحقيقة هي أن الخيارات بشأن السياسية محدودة للغاية لكن ينبغي الا يكون هذا عذرا لتبرير اتخاذ خيارات سيئة.

"هناك خطر من أن تقفز حكومات الى قرارات تتسبب في تفاقم الوضع لمجرد أن ينظر اليها على أنها تفعل شيئا. أرى أنه يجب ان يكون هناك حل سياسي.. حل يتطلب بعض الحوار مع مسؤولين من داخل النظام.. لكن هذا لن يكون ممكنا الا بعد التوصل الى توافق دولي."

انان يدعو المعارضة السورية الى التعاون

من جانبه دعا موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان المعارضة السورية الى التعاون معه من اجل حل سياسي للازمة فيما تبنت مصر موقفا متمايزا عن السعودية محذرة من "اضرار هائلة" على المنطقة باسرها في حال نشوب حرب اهلية في سوريا.

وقبل 48 ساعة من اول زيارة له الى دمشق منذ تعيينه موفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الشهر الماضي، دعا انان "المعارضة السورية الى ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري".

وفي تصريح مقتضب للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اضاف انان "سنبذل قصارى جهدنا من اجل التعجيل بوقف الاعمال العدائية ووقف القتل والعنف" الذي اسفر عن سقوط قرابة 8500 قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 الماضي بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتابع "لكن بالطبع الحل النهائي (للازمة) يكمن في التسوية السياسية".

واعتبر انان في تصريحات ادلى بعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "مزيدا من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا". واضاف "ينبغي علينا ان نحذر من ان نستخدم دواء اسوأ من الداء" ذاته.

وقال "امل الا يكون احد يفكر بجدية كبيرة في استخدام القوة في هذا الوضع". كما حذر من ان "حسابات خاطئة" بشأن الوضع في سوريا قد يكون لها اثار على المنطقة باسرها. وقال "لا يجب ان ننسي الاثار المحتملة لسوريا على المنطقة في حالة اي حسابات خاطئة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي ان الوزير المصري عرض خلال اجتماعه مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان "رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية (..) وحذر من أن طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة".

واضاف ان الوزير المصري الذي اعلن معارضه القاهرة لتسليح المعارضة السورية، حذر كذلك من أن "انفجار الموقف فى سوريا لن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها".

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اكد مجددا تأييد بلاده تسليح المعارضين السوريين. وقال ان "الجهود الدولية فشلت للاسف الشديد، ولم نلمس نتائج منشودة لوقف نزيف الدم والمجازر في سوريا"، مشيرا في معرض حديثه عن ضرورة تسليح المعارضة السورية "لم اقل شيئا لا يريده السوريون فهم لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء عبئا على الشعب (...) رغبة السوريين في التسلح دفاعا عن انفسهم حق لهم. استخدمت اسلحة في دك المنازل تستخدم في حرب مع الاعداء".

يذكر ان الفيصل كان اعتبر خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هامش المؤتمر الدولي حول سوريا في تونس في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، ان تسليح المعارضة "فكرة ممتازة لانهم بحاجة الى توفير الحماية لانفسهم".

من جهتهم انتقد نشطاء سوريون بشدة تصريحات عنان قائلين ان الدعوات للحوار لا تؤدي الا الى اتاحة المزيد من الوقت للاسد لقمعهم وان القمع الحكومي دمر احتمالات التوصل الى تسوية من خلال التفاوض، حسب قولهم.

وقال هادي عبد الله الناشط من مدينة حمص "نرفض اي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا ويعزل النظام كثيرا من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء."

وقال نشط من أدلب في شمال غرب البلاد عرف نفسه باسم محمد "تبدو هذه مثل غمزة بالعين لبشار" واضاف "يفترض أن يقفوا في صف الشعب لكن ذلك سيشجع الاسد على أن يسحق الثورة."

وفي اشارة أخرى على تصاعد الضغوط على سوريا تراجع سعر العملة المحلية الى مستوى مئة ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وقال تجار في دمشق ان الليرة هبطت بنحو 13 بالمئة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية وسط مخاوف من تدخل عسكري أمريكي.

لبنان يرفض دعوة أمريكية

في سياق متصل رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة وجهتها السفيرة الامريكية لدى لبنان لحكومة بيروت كي تحمي كل السوريين الذين فروا عبر الحدود الى الاراضي اللبنانية. ويوضح الخلاف السياسي الصعوبات التي يواجهها لبنان في التعامل مع الازمة في سوريا التي كانت تسيطر عليه فيما مضى ومازال لها حلفاء أقوياء في حكومته.

وذكر موقع السفارة الامريكية في بيروت على الانترنت ان السفيرة مورا كونيللي زارت وزير الداخلية مروان شربل وحثت السلطات على حماية "كل السوريين العزل بمن فيهم أعضاء الجيش السوري الحر المعارض" مشيرة في ذات الوقت الى حق لبنان ومسؤوليته في تأمين حدوده.

وأكدت السفيرة أيضا "قلق الولايات المتحدة بشأن اختفاء وخطف مواطنين سوريين في لبنان." ورد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور المقرب من حركة أمل الموالية لسوريا على السفيرة بحدة. وقال ان "لبنان لا يطلب منه وهو يتصرف انطلاقا من مصلحته ووضعه الامني وامكاناته"

وعزز رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ذلك التوبيخ قائلا في موقعه على الانترنت يوم الاربعاء ان مجلس الوزراء يذكر "الهيئات الدبلوماسية العاملة في لبنان بضرورة احترام معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها."

وتحدد اتفاقية فيينا الموقعة عام 1961 اطار العلاقات الدبلوماسية وتلزم الدبلوماسيين باحترام قوانين ولوائح الدول المضيفة. وقالت متحدثة باسم السفارة الامريكية ان كونيللي لم ترد على أحداث بعينها لكن تصريحاتها متسقة مع الموقف الامريكي فيما يتعلق بالقانون الانساني.

وهناك حالة انقسام في لبنان بشأن كيفية الرد على الانتفاضة التي تفجرت قبل عام في سوريا على حكم الرئيس بشار الاسد.

وعمل كثير من الدبلوماسيين على احتواء التوترات لكن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري صعد الامور حين اتهم الاسد بشن حملة لقتل شعبه. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان أكثر من سبعة الاف لاجيء سوري فروا الى شمال لبنان.

وتدخلت القوات السورية في الحرب الاهلية بلبنان عام 1976 واستمر وجودها به حتى عام 2005 حين أجبرتها احتجاجات بخصوص اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري على الانسحاب.

واتهم بعض السياسيين اللبنانيين في ذاك الوقت سوريا بالوقوف وراء اغتيال الحريري. وادانت محكمة خاصة دعمتها الامم المتحدة أربعة أعضاء ينتمون لجماعة حزب الله المدعومة من سوريا وايران. وتنفي سوريا وحزب الله أي دور لهما في اغتيال الحريري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آذار/2012 - 19/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م