التدخين يقتل الفقراء!؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: حتى المدخنين يعلمون علم اليقين ان عادة التدخين داء قاتل، وان التبغ يقضي على من يعتاد عليه، الا انهم يشتركون في رأي واحد يؤكدون فيه صعوبة الاقلاع عن ممارسة هذه العادة على الرغم من وجود الكثير من الوسائل الحديثة التي تساعد على ترك التدخين والتي لا تنفع كثيراً مع المدمنين.

من جهتها فان العديد من البلدان قامت بخطوات عملية في طريق مكافحة التدخين والحد من اضراره القاتلة من خلال سن القوانين التي تمنع التدخين في الاماكن العامة وفرض ضرائب كبيرة على الشركات المصنعة للسكائر واجبارهم على وضع عبارات والوان وصور تدلل على مخاطر التدخين. 

التبغ يقتل نصف من يتعاطونه

حيث قالت منظمة الصحة العالمية، إن "التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريبا،" في نشرة أصدرتها قبل اجتماع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لمناقشة مكافحة الأمراض غير السارية، وقالت نشرة المنظمة "يودي التبغ، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين المعرّضين لدخانه"، ولفتت المنظمة على موقعها الإلكتروني إلى أنه "من الممكن، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030"، ويعيش نحو 80 في المائة من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، كما أن إجمالي استهلاك التبغ آخذ في الزيادة على الصعيد العالمي، وفقا للمنظمة. بحسب سي ان ان.

ونشرت المنظمة الدولية عدة حقائق عن التبغ، وقالت إنه "تسبب في 100 مليون وفاة في القرن العشرين، وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين"، ولمناسبة اجتماع الأمم المتحدة، قالت المنظمة "تودي الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة، وهي الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وأمراض الرئة المزمنة والسكري، بحياة ثلاثة أخماس الناس في جميع أنحاء العالم، وتخلّف أضراراً اجتماعية واقتصادية كبيرة داخل البلدان، لاسيما البلدان النامية"، وأضافت "مثّل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم اجتماع رفيع المستوى بشأن الأمراض غير السارية يومي 19 و20 سبتمبر/أيلول 2011 فرصة فريدة من نوعها تُتاح أمام المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات تمكّن من التصدي للوباء وإنقاذ ملايين الأرواح وتعزيز المبادرات الإنمائية".

عدد وفيات المدخنين

في سياق متصل اشار بحث جديد الى ان اربعين مليون مدخن يمكن ان يتوفوا نتيجة الاصابة بالدرن الرئوي بحلول عام 2050، وعدد المدخنين المعرضين للاصابة بذلك المرض الرئوي ضعف عدد غير المدخنين، وحسب التوقعات المنشورة في دورية "بريتش ميديكال جورنال" فان اغلب الاصابات بالدرن ستكون في افريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق اسي، وقالت احدى الجمعيات الخيرية تعني بامراض الرئة ان الجهود العالمية لمكافحة الدرن الرئوي تتضرر من حملات شركات التبغ "للترويج بكثافة" للتدخين في بعض المناطق، وقال د. جون مور-غيلون وهو مستشار شرف طبي لمؤسسة الرئة البريطانية وخبير في الدرن الرئوي انه مر 20 عاما منذ اعلنت منظمة الصحة العالمية الدرن الرئوي "طارئ عالمي"، واضاف "ومنذ ذلك الوقت ارتفعت معدلات الاصابة بدلا من انخفاضها ويزيد التدخين من خطر الاصابة بالدرن الرئوي والوفاة بسببه، وهناك جهود عالمية الان لوقف انتشار الدرن الا ان هذه الدراسة توضح ان تلك الجهود قد تضيع سدى امام حملات الترويج من قبل صناعة التبغ للتدخين في انحاء عدة من العالم"، وخمس سكان العالم تقريبا مدخنون، واغلبهم في دول بها معدل عال للاصابة بالدرن الرئوي حيث توسعت شركات التبغ العالمية فيه، ومعروف ان التدخين من العوامل المساعدة على الاصابة بالدرن الرئوي اذ يقلل من قدرة الرئة على مقاومة المرض.

وقام د. سانجاي باسو ورفاقه من جامعة كاليفورنيا بالبحث لتوقع تاثير التدخين على معدلات الاصابة بالدرن الرئوي، وحسب النموذج الحسابي الذي ابتكروه فان التدخين يمكن ان يؤدي الى وفاة 40 مليون شخص من الدرن الرئوي فيما بين 2010 و2050، واذا استمر التوجه الحالي فان اعداد المصابين بالدرن ستزداد بمقدار 18 مليون، ويقول الباحثون ان التدخين وحده يمكن ان يضر بهدف خفض الوفيات من الاصابة بالدرن الى النصف ما بين 1990 و2015، وتخلص الدراسة الى ان "تدخين التبغ يزيد من عدد حالات الاصابة بالدرن الرئوي والوفاة بسببه في العالم في السنوات المقبلة، ويهدد تحقيق هدف خفض عدد الوفيات بسبب الدرن، ومن شأن تقليل تدخين التبغ ان يحول دون وفاة الملايين بسبب الدرن"، والدرن الرئوي مرض معدي يصيب الرئة اساسا لكن يمكن ان ينتشر في اجزاء اخرى من جسم الانسان، واذا لم يعالج فيمكن ان يضر بالرئة الى الحد الذي يجعل المصاب لا يستطيع التنفس بشكل جيد، وفي بعض الاحيان لا تظهر اعراض على المصاب لعدة اشهر وربما سنوات بعد الاصابة بالعدوى، وتتم معالجة الدرن الرئوي بالمضادات الحيوية، لكنه يمكن ان يؤدي الى الوفاة.

انخفاض المدخنين في امريكا

فيما أكدت دراسة نشرتها مؤخراً مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة ان عدد الأميركيين المدخنين يسجل انخفاضا مستمرا وان المدخنين أصبحوا يدخنون أقل من قبل، وأشارت الدراسة التي استندت الى أرقام من العام 2005 الى العام 2010، الى أن 19،3% من الأميركيين الذين تتعدى أعمارهم الثامنة عشر يدخنون، أي 45،3 مليون شخص، مقابل 20،9% سنة 2005، وقد انخفض عدد المدخنين المنتظمين (30 سيجارة أو أكثر في اليوم) من 12،7% إلى 8،3% فيما ارتفع عدد الأشخاص الذين يدخنون تسع سجائر أو أقل من 16،4% الى 21،8%.وتعليقا على هذه الدراسة، أكد مدير "سي دي سي" توم فريدن ان "عدد المدخنين في الولايات المتحدة اليوم أقل بثلاثة ملايين منه قبل خمس سنوات"، مضيفا ان "الذين ما زالوا يدخنون أصبحوا يدخنون أقل، يمكننا تحقيق نتائج أفضل بتوسيع برامج المساعدة على الاقلاع عن التدخين". بحسب فرانس برس.

وعلى الرغم من التقدم الملحوظ، يبقى انخفاض عدد المدخنين بين العامين 2005 و2010 أدنى منه في السنوات الخمس الماضية، وبحسب "سي دي سي"، يعتبر التدخين والتدخين السلبي السببين الرئيسيين للأمراض والوفيات التي يمكن تفاديها في الولايات المتحدة حيث تسجل 443 ألف حالة وفاة سنوي، وأشار مدير قسم التبغ والصحة في "سي دي سي" تيم ماكافي الى أن "الدراسة تنذر بالخير من نواحي عدة، فعدد المدخنين ينخفض بوتيرة أبطأ ولكننا على الطريق الصحيح"، واعتبر فريدن وماكافي ان انخفاض عدد المدخنين يعزى الى حملات مكافحة التبغ وزيادة الضرائب على علب السجائر ومنع التدخين في الأماكن العامة، ويسجل التدخين لدى الرجال (21،5%) ومن يعيشون دون خط الفقر (28،9%) نسبة أعلى منها لدى النساء (17،3%)، ومؤخراً، رفع أربعة مصنعي تبغ أميركيين شكوى ضد الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير، معتبرين ان إرغامهم على التحذير من مضار التدخين على علب السجائر أمر "غير دستوري".

من جهتها أعلنت بلدية نيويورك أن عدد المدخنين بلغ مستواه الادنى في العام 2010 مع 14% فقط من سكان المدينة الكبرى، ما يعني انخفاضا بنسبة الثلث خلال عقد من الزمن تقريب، وأوضحت البلدية في بيان أن "نسبة المدخنين البالغين في نيويورك بلغ مستواه الأدنى تاريخيا مع 14 نيويوركيا مدخنا من أصل كل مئة شخص من سكان المدينة"، وبحسب الأرقام المنشورة، نحو نصف مليون من سكان نيويورك أقلعوا عن التدخين منذ العام 2002، من بينهم 100 ألف بين 2009 و2010، ونقل البيان عن رئيس البلدية مايكل بلومبرغ أن "استهلاك التبغ هو السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن تفاديها والمبكرة في نيويورك وفي بقية أرجاء الولايات المتحدة، ونحن فخورون لأن عددا قياسيا من سكان نيويورك قرروا المحافظة على حياتهم من خلال الإقلاع" عن التدخين، وعند وصوله إلى رئاسة البلدية في العام 2002، أطلق بلومبرغ وهو مدخن سابق حملة غير مسبوقة لمكافحة التدخين، وعمدت بلدية نيويرورك إلى رفع دائم للضرائب على المنتجات التبغية ويعتبر اليوم ثمن علبة السجائر في المدينة من الأغلى في الولايات المتحدة، إلى ذلك يحظر التدخين في الحانات والمطاعم، كما صدر اخيرا مرسوم بلدي يمنع التدخين على الشواطئ وفي منتزهات المدينة.

فقراء يسرفون في التدخين

الى ذلك أظهر استطلاع إندونيسي جديد أن فقراء جاكرتا ينفقون على السجائر أموالاً أكثر مما ينفقون على حاجياتهم الأساسية، ونقلت وسائل إعلام إندونيسية عن الناطق باسم مجلس العاصمة، فريال سفيان، قوله في إشارة إلى الاستطلاع الذي أجرته وكالة الإحصاءات المركزية، إن "أكثر من 30% من نفقات الفقراء في جاكرتا تتعلق بوسائل النقل والثياب والمسكن، لكن هناك عامل آخر يساهم في إنفاقهم، وهو السجائر"، وأضاف أن السجائر باتت ثاني أهم السلع التي ينفقها فقراء جاكرت، وتابع سفيان أن "الفقراء ينفقون أموالهم على السجائر بعد الأرز"، وذكر أن السجائر مضرة بحياة الفقراء لأنها تعني خفض مخصصاتهم لحاجيات أكثر أهمية، كما أنها تحدث تراجعاً صحياً لدى أفراد العائلة ما يؤدي الى مزيد من النفقات، ولفت إلى ضرورة تعزيز قوانين المدينة للتغلب على هذه المشكلة، وقال إنه وفقاً لبيانات "وكالة الإحصاءات المركزية"، فإن عدد سكان جاكرتا الذين يعانون من الفقر وصل إلى 363.420 شخصاً أي 3.75% من كامل عدد السكان. بحسب يونايتد برس.

كما اشار باحثون أميركيون إن الفقراء يعانون صعوبات في الإقلاع عن التدخين أكثر من الأغنياء، وذكر موقع «هيلث داي نيوز» أن الباحثين أجروا دراسة شملت 2700 مدخن أُعطوا رقعات نيكوتين، وخضعوا لعلاج سلوكي يقوم على أن للأشخاص قدرة على تغيير سلوكهم من خلال تغيير طريقة تفكيرهم، ثمّ قيّموا التقدم الذي حققه المشاركون في الإقلاع عن التدخين بعد فترة علاج استمرت بين ثلاثة وستة أسابيع، وظهر أن الأشخاص ذوي الوضع المالي والاجتماعي المرتفع كانوا 55٪ أكثر احتمالاً للإقلاع عن التدخين بعد ثلاثة أشهر، وأكثر بمرتين ونصف ترجيحاً للإقلاع عن التدخين بعد ستة أشهر مقارنة بالأشخاص ذوي الوضع المالي والاجتماعي الأدنى، كما أن الأشخاص الأفقر هم أقل احتمالاً للحصول على العلاج والدعم للإقلاع عن التدخين. ونشرت الدراسة في الدورية الأميركية للصحة العامة.

تأثير السيجارة في السينما

على صعيد مختلف، هل ينبغي منع من هم دون الثامنة عشر من مشاهدة أفلام يدخن فيها الممثل؟، اذ فتح هذا النقاش في بريطانيا بعد صدور دراسة تشير إلى أنه كلما رأى المراهقون ممثلين يدخنون على الشاشة يميلون أكثر إلى التدخين بأنفسهم، وطرح باحثون من جامعة بريستول أسئلة على أكثر من خمسة آلاف مراهق في الخامسة عشر من العمر تتمحور حول خمسين فيلما تقريبا من أصل 360 فيلما ناجحا عرض بين العامين 2001 و2005، منها "سبايدرمان" و"بريدجت جونز دايري" و"مييتركس"، وتبين أن المراهقين الذين شاهدوا أكثر من غيرهم أفلاما يظهر فيها الممثل وهو يدخن معرضون أكثر من أقرانهم هؤلاء بنسبة 73% لاختبار التدخين وبنسبة 50% لأن يصبحوا مدخنين، وبعد مراعاة الدراسة عوامل أخرى قد تدفع المراهقين إلى التدخين مثل الأهل أو الأصدقاء المدخنين، استنتجت أن المراهقين الذين يشاهدون أكثر من غيرهم أفلاما يدخن فيها الممثل معرضون بسنبة 32% أكثر من غيرهم لتجربة التدخين بدورهم، وتقول أندريا وايلن التي ترأست الدراسة أن "أكثر من نصف الأفلام المعروضة في بريطانيا والتي يظهر فيها الممثل وهو يدخن مسموحة لمن هم في الخامسة عشر أو ما دون، ما يعرض الأطفال والمراهقين لخطر التدخين"، وبالتالي، يدعو المركز البريطاني للدراسات حول مراقبة التدخين مجلس تصنيف الأفلام إلى إعادة النظر في تصنيفاته، واليوم، يصنف الفيلم ملائما "للجميع" إذا كان خاليا من أي مشاهد قد "تظهر تصرفات خطرة يمكن للأطفال تجربتها" مثل تعاطي المخدرات أو العنف، لكن التدخين لا يدخل من ضمنه، واعتبر مجلس تصنيف الأفلام البريطاني "بي بي أف سي" أن توصياته "متكافئة" وتراعي المخاطر المحتملة ورغبة الجمهور في الوقت نفسه، وأضاف أن "الجمهور لا يؤيد التصنيف الآلي الذي يحدد سن الثامنة عشر لكل فيلم يتضمن مشهد تدخين". بحسب فرانس برس.

اللصقات والمعاجين لا تجدي نفعا

من جهة اخرى أشارت دراسة أميركية جديدة أن اللصقات والمعاجين المشبعة بالنيكوتين لا تجدي نفعا في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين بصورة دائمة حتى عندما تكمل هذه العلاجات بجلسات للدعم النفسي، ويقول هيليل ألبيرت من كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد (ماساتشوستس شمال شرق الولايات المتحدة) القيم على هذه الدراسة التي نشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة "توباكو كونترول" إن "هذه الأبحاث تبين أن البدائل المشبعة بالنيكوتين لا سيما منها اللصقات والمعاجين لا تساعد المدخنين في الإقلاع عن التدخين على المدى البعيد وكأن المدخن كان يحاول بمفرده من دون اللجوء إلى أي بديل"، وقد شملت الدراسة 787 مدخنا بالغا في ماساتشوستس أقلعوا للتو عن التدخين وتتبعتهم خلال ثلاث فترات ألا وهي 2001-2002 و 2003-2004 و 2005-2006، وأظهرت الدراسة أن ثلث هؤلاء الأشخاص عاود التدخين، ولم يجد الباحثون اي اختلاف في أوساط هؤلاء الأشخاص بين من استخدم بدائل مشبعة بالنيكوتين طوال أكثر من ستة أسابيع ومن لم يلجأ إلى اي بديل، كما لم يلاحظ الباحثون فرقا بين اشخاص الذين يدخنون كثيرا او قليل، ويشير هيليل ألبيرت إلى عدم فعالية اللجوء الى الأموال العامة التي تحشد لهذه البدائل ومن الافضل استثمارها في حملات إعلامية تكافح التدخين أثبتت فعاليتها في ما مضى. بحسب فرانس برس.

فيما وجدت دراسة علمية جرت على نطاق ضيق أن اللصقات المستخدمة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن السجائر قد تساعد في إبطاء أعراض الضعف الإدراكي المعتدل، وتقول الدراسة المنشورة في دورية "علم الأعصاب"، إن "الضعف الإدراكي المعتدل، وهي حالة يرافقها مشاكل ملحوظة في الذاكرة، قد تفضي لإصابة بعض من يعانون منها بمرض الزهايمر، وتضمن لصقات النيكوتين عدم نكوص المدخنين بعد تخليهم عن التدخين، بإطلاق جرعات من النيكوتين، على فترات زمنية، تصل إلى مجرى الدم بعد امتصاص الجسم لها، ليتفاعل مع الموصلات بالخلايا العصبية، ما يؤدي تحديداً إلى تنشيط تلك المتصلة بدوائر المهارات المعرفية والذاكرة والفهم، ولحظ فريق الباحثين من جامعة "فيرمونت" بقيادة د. بول نيوهاوس، تحسناً في الذاكرة والانتباه والمعالجة النفسية بين المشاركين، وبلغ عددهم 74 شخصاً، من استخدموا لصقات النيكوتين طيلة ستة أشهر، وقال نيوهاوس إن النيكوتين قد يعد أحد الوسائل لمكافحة مرض الزهايمر، مضيفاً "نحن بحاجة لعدة إستراتيجيات للتصدي للمرض، وتلك التي بين أيدينا قد لا تكون الإجابة الوحيدة، لكنها واحدة منها"، وفي المقابل، حذر مختصون من أن الدراسة ليست وافية بالإشارة إلى أن التدخين يعتبر من عوامل الخطر المسببة للزهايمر، كما أن استخدام لصقات النيكوتين لفترات طويلة قد تسبب أعراضا جانبية منها مرض القلب والأوعية الدموية، رغم أن تلك الشكوك غير مثبتة علمي، ويشار إلى أن كافة المشاركين في الدراسة من غير المدخنين، وكانت من النتائج الملحوظة خلالها هي تراجع أوزان المشاركين، وهو أمر ليس بمستغرب إذ يعمل النيكوتين على كبح الشهية.

مقارنة بين السجائر والماريغوانا

بدورهم أظهر العلماء بما لا يدع مجالاً للشك أن مخاطر التدخين متعددة، إذ يدمر الرئتين ويسبب سرطان الرئة، ومشاكل التنفس مثل الانسداد الرئوي المزمن، ولكن ماذا عن تدخين الماريغوانا؟، لقد سعى الباحثون لتحديد ما إذا كان التعرض لدخان الماريغوانا، والذي يحتوي على العديد من نفس المكونات الموجودة في دخان السجائر، له آثار سلبية على وظائف الرئة، غير أن العلماء فوجئوا بأن الأشخاص الذين يدخنون أحياناً الماريغوانا، بنحو مرتين إلى ثلاث مرات في الشهر، لم يظهر لديهم تأثير على وظائف الرئة بنفس القدر الذي يسببه تدخين السجائر، ففي دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، حلل الباحثون بيانات أكثر من 5000 من الرجال والنساء، تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 سنة من أربع مدن أمريكية، وقال معد الدراسة، الدكتور مارك بليتشر، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو "هناك آثار معروفة للتبغ على وظائف الرئة، وكنا نظن أن نجد تأثيرات مشابهة في حال تدخين الماريغوانا"، ووجد الباحثون أن مدخني السجائر كان لديهم آثار السلبية أكثر في وظائف الرئة، من أولئك الذين يدخنون الماريغوانا، لكن بليتشر يلاحظ أن الأشخاص الذين يدخنون كميات محدودة من الماريغوانا كانوا قادرين على النجاح في مقياس التنفس، وقال "الناس الذين يدخنون الماريغوانا يستنشقون بعمق شديد، الأمر الذي قد يعزز العضلات المستخدمة للاستنشاق، ما يجعل منها أساساً جيداً في الاختبار". بحسب سي ان ان.

التدخين وخطر الصدفية

من جانب اخر اظهرت دراسة امريكية ان المدخنين معرضون بشكل أكبر لخطر الاصابة بمرض الصدفية المزمن الذي يصيب الجلد وان هذا ينطبق فيما يبدو على الاشخاص الذين يدخنون بالفعل وايضا اولئك الذين أقلعوا عن التدخين، وقال كبير الباحثين أبرر قريشي أن هذه النتائج -المستنبطة من دراسة شملت الاف الاشخاص ونشرت في الدورية الامريكية لعلم الاوبئة- لا تثبت ان التدخين سبب للاصابة بالصدفية، وأضاف قريشي الاستاذ بكلية هارفارد للطب وبرمنجهام ومستشفى النساء في بوسطن قائلا "اعتقد انه اذا كانت هناك رسالة واحدة فهي حتى الان ان التدخين يبدو انه عامل يزيد مخاطر الاصابة بالصدفية"، ويعتقد الخبراء ان هجوما نادر الحدوث من نظام المناعة على خلايا الجسم هو السبب في الاصابة بالصدفية ورجحت بعض الدراسات ان المدخنين أكثر عرضة للاصابة بالمرض ربما لان التدخين يمكن ان يؤثر على نشاط المناعة، لكن معظم الدراسات تناولت اشخاصا في مرحلة زمنية واحدة ما يجعل من الصعب التأكد من ان التدخين كان سابقا على الاصابة بالصدفية. بحسب رويترز.

وفي الدراسة الحالية استخدم الباحثون بيانات من ثلاث دراسات واسعة وطويلة الامد اجراها متخصصون امريكيون في الصحة تابعوا نحو 186 ألف رجل وامرأة على مدى 12 الى 20 عام، ومن بين هؤلاء اصيب 2410 أشخاص بالصدفية اثناء تلك الفترة، وكان الاشخاص الذين يدخنون بالفعل عندما بدأت الدراسة معرضين للاصابة بالصدفية بشكل مضاعف تقريبا مقارنة باولئك الذين لم يدخنوا طيلة حياتهم، واولئك الذين كانوا من المدخنين قبل اجراء الدراسة كانوا اكثر عرضة للاصابة بالمرض بنسبة 39 بالمئة مقارنة مع غير المدخنين، وقال قريشي ان دراسات سابقة توصلت الى صلات بين الصدفية وكل من البدانة والافراط في تناول الكحوليات لكن رغم اخذ هذين العاملين في الاعتبار فان الصلة بين التدخين والاصابة بالمرض ظلت قائمة، وتقول المؤسسة الوطنية للصدفية ان هناك نحو 7.5 مليون شخص مصابون بالمرض في الولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/آذار/2012 - 18/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م