
شبكة النبأ: كما يبدو أن الصمت قد خيم
إزاء عملية السلام المتعثرة منذ فترة طويلة على الاجتماعات التي عقدت
بين المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين والأول مرة منذ سنوات. ودفع
الجدل بين إسرائيل وواشنطن بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران محادثات
السلام الإسرائيلية الفلسطينية الى قاع جدول أعمال الولايات المتحدة
الأمريكية وإسرائيل.
في الوقت الذي تزيد حالة الارتباك التي تجتاح الشرق الأوسط من
الضغوط لاستئناف عملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين
ومعالجة مشكلة كبرى في المنطقة ترى القوى الكبرى أن بوسعها حلها أذا
توفرت الثقة الكافية لدى الطرفين.
في حين بقي سر اللقاء الإسرائيلي الفلسطيني الدولي الذي عقد في
العاصمة الأردنية عمان مؤخرا، مدار بحث وتمحيص من قبل الصحافة والكتاب
الإسرائيليين الذين تسابقوا في تفسير النجاح الأردني والإجابة على
السؤال كيف نجح الملك عبد الله الثاني في جمع إسرائيل وفلسطين على
طاولة المفاوضات بعد أن عجزت الولايات المتحدة والرباعية الدولية
والاتحاد الأوروبي وبعض الإطراف العربية؟.
كما يرى المسئولون الفلسطينيون أن الاجتماع الثالث الذي عقد في عمان
لم يحمل اي جديد والهوة بيننا لا زالت عميقة جدا في كل المواقف، وحمل
المسئول نفسه إسرائيل مسؤولية ذلك لأنها لم تقدم اي جديد ولا زالت
مواقفها تعيق أي تقدم من اجل استئناف المفاوضات، حيث تعثرت المفاوضات
بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب انتهاء امر مؤقت بتجميد البناء في
المستوطنات في الضفة الغربية رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتانياهو تمديده، ويصر الفلسطينيون على عدم العودة الى المحادثات حتى
تقوم إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في كل الأراضي المحتلة بما فيها
القدس الشرقية وتوافق على إطار واضح للمفاوضات على حدود عام 1967.
ويبقى السؤال قائما هل يمكن أن تحرز محادثات السلام في وسط عاصفة
الشرق الأوسط مزيدا من التقدم؟ وما هو مستقبل القضية الفلسطينية؟
الحرب الكلامية
في سياق متصل وبعد أشهر من الرياح والامطار مقعد خشبي تذكاري أقيم
في رام الله ليصبح رمزا لمحاولة الفلسطينيين الحصول على مقعد في الامم
المتحدة. وأزالت الجرافات بسرعة بقاياه المحطمة أثناء الليل، وقد يكون
انهيار المقعد وازالة حطامه في هدوء رمزا لتحطم امال الفلسطينيين في
اقامة دولة، قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "الحكومة
الاسرائيلية لديها استراتيجية.. الابقاء على الوضع القائم... ونقول
اننا لن نقبل قواعد هذه اللعبة، ولكن لا توجد لعبة أخرى مما يصيب كثيرا
من الفلسطينيين العاديين بالاحباط. ويكافح الفلسطينيون الذين تمزقهم
خلافات داخلية لاسماع صوتهم. وتحول الاهتمام العالمي الى انتخابات
الرئاسة الامريكية والعنف المتصاعد في سوريا والبرنامج النووي الايراني،
وعلى مدى أسابيع يقول مسؤولون فلسطينيون انهم بصدد توجيه انذار أخير
رسميا لنتنياهو يتضمن القضايا القائمة منذ فترة طويلة ويكرر المطالب
بوقف بناء جميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة كشرط
مسبق لاستئناف المحادثات التي توقفت في عام 2010، ومن المؤكد أن
الاسرائيليين سيرفضون المطالب اذا وصلتهم ولن يواجهوا أي ضغوط دولية
للتراجع حيث الاهتمام العالمي مركز بشدة على النزاع النووي مع ايران،
وفي مواجهة هذا الاحتمال اقترح الفلسطينيون احياء حملة في عام 2011
لتجاوز المفاوضات المباشرة والسعي لدى الامم المتحدة مجددا للاعتراف
بدولتهم، وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود
عباس ان الفلسطينيين سيتوجهون الى الجمعية العامة (للامم المتحدة) في
الوقت الذي تختاره القيادة مشيرا الى ان هذا هو أحد البدائل، وانتقد
عدد متزايد من المعلقين الفلسطينيين هذه الاستراتيجية على أساس أنها
بلا هدف. فالدولة الكاملة لا يمكن أن تتحقق الا من خلال مجلس الامن
التابع للامم المتحدة وأوضحت الولايات المتحدة في مناسبات عديدة أنها
ستستخدم حق الفيتو ضد أي خطوة من هذا القبيل، وكتب حسن عصفور الوزير
السابق في الحكومة الفلسطينية في صحيفة اماد الالكترونية مشيرا الى
التأجيل المتكرر لما قال ساخرا انه "أم الرسائل" ان الزعماء
الفلسطينيين غير مستعدين للضغط من أجل الموضوع خشية الاخلال بالعلاقات
الامنية والاقتصادية القائمة منذ وقت طويل مع اسرائيل، ومما يزيد
الاعباء على الجهود الفلسطينية المبذولة للحصول على اعتراف دولي تركيز
عباس بقوة على محادثات المصالحة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهي
فصيل فلسطيني منافس سيطر على قطاع غزة في عام 2007 ويرفض الاعتراف
باسرائيل، ولم تحقق جهود عباس الكثير بعد عام تقريبا من المفاوضات
بوساطة مصرية وقطرية وتعرض لانتقادات متزايدة من قبل الجمهور الفلسطيني
الذي يراه زعيما معزولا وغير قادر على الحسم، قال رامي خوري ويعمل
باحثا في الجامعة الامريكية في بيروت عرقلت القدرة الدبلوماسية
المحدودة لابو مازن (عباس) والمحيطين به الإستراتيجية الفلسطينية. ومضى
يقول هذه المشكلات الداخلية في غيبة قيادة أكثر فاعلية جعلت
الفلسطينيين عرضة للتهميش، وتواجه حماس هي الاخرى انقسامات داخلية لم
يسبق لها مثيل بخصوص الاندفاع نحو المصالحة التي أصابت الساحة السياسية
الفلسطينية كلها بالملل، وقال هاني المصري وهو محلل سياسي فلسطيني نسمع
الان عن عملية للمصالحة... هناك عملية أكثر من كونها تقدم فعلي نحو
إنهاء الانقسامات. بحسب رويترز.
انها أصبحت مثل (عملية السلام)، وقد تضعف الاعباء المالية من رغبة
المسؤولين في الضفة الغربية في تقويض الوضع القائم بينما يؤدي تاكل دعم
المانحين الدوليين الى ركود الاقتصاد واذكاء الاحباط الشعبي، وقامت
الولايات المتحدة العام الماضي بتجميد معونة قدرها 150 مليون دولار ردا
على المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة بينما كان الدعم من الدول
العربية الغنية هو الاخر أقل من التوقعات الى حد كبير، ودفعت
الانتكاسات التي تزامنت مع تراجع عالمي معدلات النمو الى الهبوط من
تسعة في المئة في عام 2010 الى أقل من ستة في المئة العام الماضي وفقا
لتقديرات غير رسمية، وفي مسعى لتقليص العجز المتزايد في الميزانية حاول
رئيس الوزراء سلام فياض فرض زيادات ضريبية في أوائل عام 2012 ولكنه
اضطر للتراجع في مواجهة غضب عام، وأظهر الساسة الإسرائيليون قلقا
محدودا ولكن ضباط الجيش الذين يقومون بدوريات في الضفة الغربية يخشون
من أن يملا العنف هذا الفراغ، وقال ضابط غير مخول بالحديث لوسائل
الاعلام عن المخاوف الامنية "في غياب عملية للسلام تتوافر لها مقومات
البقاء هناك احتمال أن تزداد هشاشة الوضع هنا، ووقعت اشتباكات مرارا
هذا العام بين شبان فلسطينيين من راشقي الحجارة وقوات الامن
الاسرائيلية على مشارف القدس وفي بلدات في الضفة الغربية وأسفرت هذه
الاشتباكات عن مقتل فلسطيني الشهر الماضي، ويبدو ان الحكومة في رام
الله التي تفتقر الى تفويض ديمقراطي منذ عام 2006 قد هوت الى واد عميق
لكنها غير مستعدة فيما يبدو للتسبب في أي أزمة عميقة مع الاسرائيليين
مثل حل الحكومة الفلسطينية خشية أن يؤدي ذلك الى رد فعل عنيف، وقال
المصري هناك غياب للشرعية لكن يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق ان
أرادوا... انهم لا يريدون دفع الثمن من وضعهم وصلاحياتهم وسلطتهم.
هوة عميقة
فيما صرح مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات مع اسرائيل ان "الهوة
عميقة جدا" في كل المواقف بين الجانبين خلال اللقاء الاخير الذي عقد في
عمان، وقال المسؤول الفلسطيني الذي طلب عدم كشف هويته ان الاجتماع
الثالث الذي عقد في عمان (...) لم يحمل اي جديد والهوة بيننا لا زالت
عميقة جدا في كل المواقف، وحمل المسؤول نفسه اسرائيل مسؤولية ذلك لانها
لم تقدم اي جديد ولا زالت مواقفها تعيق اي تقدم من اجل استئناف
المفاوضات، واكد ان الجانب الفلسطيني ابلغ الاطراف المعنية باجتماعات
عمان انه يتمسك بموعد فترة الاستكشاف في المواقف بين الجانبين
الفلسطيني والاسرائيلي، واوضح المسؤول نفسه ان "الوفد الفلسطيني اصر
على ضرورة وقف الاستيطان والافراج عن معتقلين وان يقدم الجانب
الاسرائيلي تصوره حول قضيتي الامن والحدود وهو ما زال يماطل فيه حتى
الان، وكان اجتماع استكشافي ثالث عقد بين الفلسطينيين والاسرائيليين في
عمان من اجل مناقشة استئناف مفاوضات السلام، وعقد اللقاء بين كبير
المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمبعوث الاسرائيلي اسحق مولخو
بحضور وزير الخارجية الاردني ناصر جودة. بحسب فرانس برس.
وعقد لقاءان في عمان بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ بداية الشهر
يناير الماضي لم ينجحا في تحريك عملية السلام المجمدة منذ ايلول/سبتمبر
2010، ولم تقدم اللجنة الرباعية للشرق الاوسط مقترحات مفصلة لتسوية
سلمية بشكل ناجح لكلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وتضم اللجنة
الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وتعثرت
المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب انتهاء امر مؤقت بتجميد
البناء في المستوطنات في الضفة الغربية رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتانياهو تمديده، ويصر الفلسطينيون على عدم العودة الى
المحادثات حتى تقوم اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في كل الاراضي
المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتوافق على اطار واضح للمفاوضات على
حدود عام 1967.
موقف الشبان
من جهتهم وقف شبان فلسطينيون على الرغم من المطر والبرد القارس عند
الاشارة الضوئية على الطريق الرئيسي الملاصق لمقر الرئاسة الفلسطينية
في راسم الله ورفعوا لافتة كتب عليها بالازرق "اذا كنت ضد المفاوضات
زمر، أو اطلق بوق سيارتك، وعلا صوت ابواق المركبات لدى قراءة السائقين
للافتة، وتفاوتت نسبة التفاعل، لكن من شاركوا اثنوا على طرافة الفكرة،
وامتنع احد السائقين في البدء عن اطلاق بوق مركبته، وفتح نافذة سيارته
وقال "يا عمي عالفاضي، هم رايحين رايحين، الا انه عاد و"زمر" مع
ابتسامة عريضة، وضغط سائق آخر على بوق مركبته لفترة طويلة، تأكيدا منه
على تأييده الشديد للشبان في رفضهم للمفاوضات، وقال الشاب عصمت قزمار
هذه الفكرة جاءت لاشراك اكبر عدد من المواطنين معنا في هذه التظاهرة ضد
محاولات انطلاق المفاوضات مع اسرائيل، وضد الاجتماعات التي تجري في
الاردن، واضاف "قررنا كشباب فلسطيني ان نوصل صوتنا والاقتراب الى اقرب
نقطة من مقر الرئاسة حيث يتم صناعة القرار الفلسطيني، ونقول لهم لا
للعودة الى المفاوضات ومع الالتزام بقرار المجلس المركزي الذي اعلن عدم
العودة للمفاوضات الا بوقف الاستيطان، وعلى الرغم من الاجواء الماطرة
ودرجة حرارة متدنية وصلت الى 3 درجات فوق الصفر تجمع عشرات الشبان امام
مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله، وحملوا لافتات استوحوا بعضها من
ثورات الربيع العربي، مثل " لقد هرمنا من المفاوضات" و "قرفتونا
مفاوضات"، و"والله الشعب مش اهبل". وكتب على لافتة بالانكليزية "كفى
لمحاولات خلق الحلول، وقالت الشابة اغصان البرغوثي هذا الاعتصام يأتي
بتنظيم من مجموعات شبابية فلسطينية ضد اللقاءات التي تجري في الاردن في
محاولة لاعادة اطلاق المفاوضات، واضافت "طالما اسرائيل لا تلتزم بوقف
الاستيطان ولا اطلاق سراح الاسرى، فنحن نطالب بوقف هذه المفاوضات،
ونطالب القيادة الفلسطينية بوضع استراتيجية واضحة لمواجهة المخططات
الاسرائيلية يشارك بها الجميعن وتنشط مجوعات شبابية فلسطينية، تحت اسم
مجموعات الحراك الشبابي عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك، بهدف
تشجيع انخراط الشباب في التعبير عن رايهم على غرار ما يحصل في بلدان
الجوار، في مصر وتونس خصوصا، ونظمت تظاهرة السبت امام مقر الرئاسة حملت
اسم "الكرامة الفلسطينية" وشاركت فيها غالبية مجموعات الحراك الشبابي
الفلسطيني، وقال الشاب باسل الاعرج "بعد عشرين سنة من المفاوضات دون
نتيجة، اعتقد انه صار لزاما على القيادة الفلسطينية العودة للشعب، من
اجل تجديد شرعية القيادة لاتخاذ اي قرار، وجرت محاولات شبابية فلسطينية
العام الماضي، عبر فيسبوك للضغط على القيادات الفلسطينية لانهاء حالة
الانقسام، الا انها لم تنجح. بحسب فرانس برس.
وقال المحلل السياسي خليل شاهين والذي شارك في التظاهرة "يبدو ان
هناك محاولات شبابية لاحياء الحراك الشبابي في المجتمع الفلسطيني بعد
التعثر الذي واجهوه في حزيران/يونيو الماضي، واضاف "هذه المحاولات يتم
التعبير عنها اما من خلال الحملة الشبابية التي تمارس ضد التطبيع مع
اسرائيل، او من خلال الضغط باتجاه عدم عودة المفاوضات دون اسس، مثل وقف
الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، واشار شاهين
الى ان قوة هذا الحراك تأتي من سهولة الاتصال بين الشبان الفلسطينيين
عبر الانترنت في كافة اماكن تواجدهم داخل وخارج فلسطين.
عاصفة الشرق
في حين سيتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جولة تشمل لندن
وبرلين وموسكو وهي محطات رئيسية لاجراء محادثات مع أعضاء المجموعة
الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط الذين سيحثونه بدورهم على
استئناف المفاوضات مع اسرائيل، وعلق عباس المحادثات منذ 15 شهرا بسبب
توسع اسرائيل في النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة، وقال متحدث
باسم عباس ان الرئيس (76 عاما) يسعى لحشد الدعم للموقف الفلسطيني
واطلاع قادة هذه الدول على تطورات الاحداث، وتريد المجموعة الرباعية من
الجانبين اعلان مواقفهما بشأن الحدود والترتيبات الامنية من أجل "حل
الدولتين"، ويقابل تحديد موعد نهائي اخر متصل بعملية السلام في الشرق
الاوسط بسخرية معتادة. لكن هذه الوعود المنتظرة لا تأتي في عام عادي،
وتمر سوريا بأزمة عميقة اما مصر فتعاني حالة من الاضطراب حيث تهز
الانتفاضات الشعبية العالم العربي مما يغير ملامح المشهد بسرعة، وقال
اليستير بيرت وزير شؤون الشرق الاوسط البريطاني في تصريحات أدلى بها في
المنطقة هذا الاسبوع "سيكون من الرائع ضخ قدر من اليقين، وبعد عام من
الجمود في 2011 ظهرت بارقة أمل في بداية جديدة محتملة لمحادثات السلام،
وقال عباس في عمان عقب محادثات مع العاهل الأردني "في حال الخروج بشيء
من اللقاءات الثنائية سنجلس مع الملك عبد الله الثاني وسنطرح كل هذه
المعطيات وسنتفق على كل هذه الخطوات، نحن لا يجب أن نكون متفائلين أو
متشائمين أي فرصة من هذا النوع وفرتها لنا الاردن نحن سعداء جدا بها
وعلينا أن نستغل هذه الفرصة وعلينا أن نستغل هذه الفرص مهما كانت
الامال فيها ضعيفة، ونأمل أن نتمكن من العودة للاسس القانونية التي
تسمح لنا بالعودة للمفاوضات، ويبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتنياهو لا يقع تحت ضغط داخلي ليتحدث عما يجري بعمان اذ تقول مصادر ان
الجانبين اتفقا على أن يدلي الاردن وحده بالتصريحات، لكن عباس يخضع
لتدقيق من جانب مؤيديه ومنتقديه على حد سواء.
ويقول محللون فلسطينيون انه مهما قد يتلاعب عباس بالالفاظ ليظهر أنه
لم يتنازل عن مطلبه بتجميد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي أولا فان
الاجتماعات "الاستكشافية" في الاردن تصل الى درجة استئناف المحادثات.
وتقول حنان عشراوي المفاوضة الفلسطينية السابقة والمسؤولة الكبيرة
باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان 26 يناير سيظل يوما
حاسما. وأضافت ان الامريكيين مشغولون بانتخابات الرئاسة القادمة وتركوا
قضية السلام للمجموعة الرباعية لتديرها لا ان تحلها، وصرحت بأن
المجموعة لم تقدم اي نهج جديد او أفكارا مبتكرة، ومضت تقول ان
الاسرائيليين لم يردوا بأي شكل من الاشكال على طلب المجموعة بتقديم
مواقفهم بشأن الحدود والامن معا ولا يريدون سوى التعامل مع قضية الامن،
وتتكون المجموعة الرباعية من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد
الاوروبي والامم المتحدة، وقال الوزير البريطاني بيرت "نعلم أن
التوقعات بشأن المحادثات ليست رائعة، نحث الاطراف على البحث عن أرضية
مشتركة والمضي قدما... نستطيع أن نرى اصرارا من الجانبين على تحقيق شيء،
وتزخر دبلوماسية الشرق الاوسط التي بدأت منذ 20 عاما بعبارات متكررة.
منها "لا يمكن استمرار الوضع القائم. بحسب رويترز.
وفي عام 2012 ربما تضخم هذا التحذير بسبب القوى التي ظهرت مع
انتفاضات "الربيع العربي" والتي لا يعلم أحد نتائجها النهائية، وتشعر
حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة بأن الامور تسير في
صالحها بسبب النجاحات التي حققتها الاحزاب الاسلامية في تونس ومصر
ويقول بعض أعضائها ان محاولات عباس لتحقيق السلام محكوم عليها بالفشل،
وتخشى اسرائيل من أن تهب الرياح من مصر بعد الثورة التي يهيمن عليها
الاخوان المسلمون مما قد يؤثر على معاهدة السلام التي وقعتها مع مصر
عام 1979، كما يقع الاردن وهو شريك السلام العربي الاخر لاسرائيل تحت
ضغط من الشارع لاجراء اصلاحات، ولا يوجد ما يضمن أن يتمكن الشعور
الجديد بالحاح المشكلة من تضييق هوة انعدام الثقة بين الاسرائيليين
والفلسطينيين، وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية "هناك شبه اجماع بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بان
حكومة نتنياهو تريد كسب الوقت.. تريد اعادتنا من جديد الى دوامة سلسلة
لا تنتهي من المناورات السياسية للتهرب من استحقاقات عملية سياسية جادة
تبدأ بوقف الاستيطان وتنتهي باتفاق على الحدود والامن، وبالمصادفة
أعادت صحيفة القدس الفلسطينية اليومية نشر مقال يرجع تاريخه الى 20
عاما مضت عنوانه.. مصادر عربية اسرائيلية في واشنطن تقول ان "المحادثات
تبدأ غدا وسط تأكيدات باحراز تقدم في حل الخلافات الجوهرية.
الشتات
من جهة أخرى قال جهاز الاحصاء الفلسطيني ان عدد الفلسطينيين تجاوز
11 مليون نسمة مع نهاية عام 2011 موزعين على الاراضي الفلسطينية
واسرائيل وفي الشتات، واوضح بيان صادر عن جهاز الاحصاء بلغ عدد
الفلسطينيين المقدر في العالم حوالي 11.22 مليون فلسطيني 4.23 مليون في
الأراضي الفلسطينية وحوالي 1.37 مليون فلسطيني في إسرائيل وما يقارب
4.99 مليون في الدول العربية ونحو 636 ألف في الدول الأجنبية، وأضاف
البيان أن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية بلغ حوالي 2.6 مليون نسمة
و1.6 مليون في قطاع غزة وبلغت نسبة السكان اللاجئين 44.1 بالمئة من
مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية، وتوقع جهاز
الاحصاء ان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية (الاراضي الفلسطينية
واسرائيل) سيتخطى عدد اليهود عبر الزمن، وقال عدد الفلسطينيين في
فلسطين التاريخية حوالي 5.6 مليون نهاية عام 2011 في حين بلغ عدد
اليهود 5.8 مليون بناء على تقديرات دائرة الإحصاءات الإسرائيلية لعام
2010، واضاف سيتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود مع نهاية عام 2015
حيث سيبلغ ما يقارب 6.3 مليون وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة
حاليا وستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 48.7 بالمئة من السكان وذلك
بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.8 مليون يهودي مقابل
7.2 مليون فلسطيني. بحسب رويترز. |