
شبكة النبأ: يسعى الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين الى تعزيز هيبة روسيا في المحافل الدولية باعتبارها قطب
مهم ومؤثر في اتخاذ القرارات المصيرية لبعض القضايا المهمة، ويرى
العديد من المراقبين ان حرب المصالح وبسط النفوذ هي من تؤثر في قرارات
الكثير الدول، ويرون ان القرارات الروسية بدأت اكثر حزماً في الآونة
الاخيرة فيما يخص بعض الصراعات الاقليمية وستسهم بشكل فعال ابراز قوتها
تجاه باقي القوى العالمية الاخرى المتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية
وحلفائها الغرب، ويؤكد البعض على ان الصراع الداخلي في سوريا قد تحول
الى صراع بالوكالة بين تكتلات دولية متنافسة بين السنة والشيعة في
الشرق الاوسط وعالميا على خطوط الحرب الباردة بين زعماء الديمقراطيات
والدول السلطوية. والسؤال المطروح على الكثيرين وربما منهم عنان الامين
العام السابق للامم المتحدة هو ما اذا كان الرئيس المنتخب فلاديمير
بوتين سيكون مستعدا لقطع الدعم السياسي عن الاسد في مقابل صفقة تعزز
بشكل ما نفوذ موسكو المستقر منذ فترة طويلة في أقرب حليف عربي لها.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات التي انتقدت الاستجابة
الدولية ووصفتها بانها تحولت من عدم الفعالية الى التحريض ان أفضل ما
يمكن أن يأمل عنان في تحقيقه هو الحصول على تأييد روسي لانتقال منظم
للسلطة عن طريق التفاوض يحافظ على سلامة مؤسسات الدولة السورية. وافادت
مذكرة اصدرتها المجموعة يوم الخامس من مارس بأن "عنان يواجه خلافات
قائمة منذ فترة طويلة جدا" مشيرة الى أن التباين بين أعداء الاسد
الخارجيين الكثيرين جعل الحكومة تعيش في "حالة انكار" لعمق الازمة.
لكنها لمحت الى أنه يمكن اقناع روسيا بتغيير موقفها لتقنع دمشق بأن
ميزان القوة يميل في غير صالحها وان خطوات مرحلة الانتقال يجب أن يبدأ
الان.
وكتبت المجموعة في المذكرة تقول "موسكو عامل رئيسي بالنسبة للنظام
وخسارتها تعني خسارة عامل اساسي يسهم في تحقيق التماسك الداخلي. ويعتقد
ان المجتمع الدولي مازال في حقيقة الامر مختلفا بشأن افاق تحقيق تغيير
سياسي حقيقي." وتابعت المجموعة انه اذا تمكن عنان من اقناع روسيا بدعم
خطة للانتقال "سيكون أمام النظام أن يختار بين الموافقة على التفاوض
بنية خالصة أو مواجهة عزلة شبه كاملة من خلال فقده لحليف رئيسي." وهناك
شكوك عميقة بشأن ما اذا كان بوتين سيفكر ولو من بعيد في تغيير سياسته
التي قد تزعزع تحالفا يرجع تاريخه الى الحرب العالمية الباردة ويوفر
لروسيا المنشأة العسكرية الوحيدة لها خارج حدود الاتحاد السوفيتي
السابق. بحسب رويترز.
ويقول المحللون ان بوتين بعد أن تعلم الدرس من ازمتي ليبيا وساحل
العاج اللتين أجاز مجلس الامن التابع للامم المتحدة التدخل العسكري
فيهما عام 2011 اصبحت اولويته الاولى هي أن يظهر تحديه للجهود الغربية
لفرض تحول سياسي على دول ذات سيادة في مناطق تشهد تنافسا كبيرا على
النفوذ فيها. ويشير البعض الى ان الحكومة الروسية لديها عقود بمليارات
الدولارات لتوريد السلاح الروسي ويشيرون كذلك الى استخدام موسكو حق
النقض (الفيتو) لعرقلة مشروع قرار ضد دمشق في مجلس الامن الدولي الشهر
الماضي. ولكن روسيا تقول منذ أن استخدمت الفيتو انها مستعدة لبذل
المزيد من الجهود ولاستخدام نفوذها في مجلس الامن لوقف العنف كما كثفت
جهودها للتعامل مع الدول العربية مشيرة الى انها تريد التعامل
بدبلوماسية قوية في سوريا.
وانضمت روسيا والصين لقوى أخرى في مجلس الامن في الاول من مارس في
اصدار توبيخ نادر من نوعه لدمشق لعدم سماحها لمسؤولة الشؤون الانسانية
بالامم المتحدة بالدخول الى مناطق الصراع.
ولا تساور المراقبين للمؤسسة السياسية للاقلية العلوية في سوريا
شكوك تذكر في أن روسيا مازالت هي صاحبة النفوذ في دفع حليفتها بعض
الشيء باتجاه التوصل الى حل عن طريق التفاوض وفي ان الكرملين يدرك
تماما أن الامر يتعلق بمكانته الدولية المتعلقة بوجوده الدبلوماسي. ومن
المتوقع ان يتمكن بوتين الفائز في الانتخابات من التركيز على أولويات
السياسة الخارجية مثل سوريا. وفي واشنطن قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة
باسم وزارة الخارجية للصحفيين "ما زال يتعين أن ننتظر لنرى كيف سيتصرف
الروس... نأمل أن يشجعهم حسهم الانساني وتعاطفهم على الانضمام الينا في
الضغط على نظام الاسد لاسكات بنادقه." واضافت "نأمل في ان يولوا المزيد
من الاهتمام للمأساة في سوريا الان بعد ان انتهت الانتخابات."
وذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات أن أولويات موسكو تتركز
بدرجة أقل فيما يبدو على الابقاء على القيادة السورية منها على ضمان
استمرار المؤسسات والحفاظ على جهاز الدولة.
وقال بوتين في حديث مع عدد من الصحف الاجنبية نشر يوم الثاني من
مارس ان روسيا لا تربطها علاقات خاصة مع الاسد وان السوريين يجب ان
يقرروا بأنفسهم من يحكم بلادهم. وأضاف "عندما تولى بشار الاسد السلطة
زار لندن وعواصم أوروبية اولا... لا تربطنا علاقات خاصة بسوريا. لدينا
فقط مصالح في انهاء الصراع."
وقال ديمتري ترينين مدير مركز كارنيجي في موسكو ان بوتين لا يعتبر
الاسد حليفا وانه ليس مرتبطا به بأي شكل وسيكون مستعدا للحديث مع عنان
بشأن سبل ايجاد حل للازمة. ولكن ترينين قال ان بوتين الذي "لن يذرف
الدمع" اذا تم التخلي عن الاسد في اطار عملية يتفق عليها السوريون
أنفسهم لن يسمح من حيث المبدأ بمشاركة روسيا في أي جهود للاطاحة برئيس
دولة أجنبية.
وكتب بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت في مقال يوم
29 فبراير شباط الماضي يقول ان موسكو يجب ان تتجاوز مرحلة انقاذ "نظام
محكوم عليه بالسقوط" الى انقاذ سوريا من حرب أهلية. واضاف أنه يمكنها
القيام بذلك من خلال وضع تصور لانتقال سياسي ايجابي ومستقر. وتابع
"الخطة الروسية يمكن أن تتضمن عناصر من عمليات الانتقال في العالم
العربي في الفترة الاخيرة. فكما فعل الغرب في تونس ومصر يمكن لروسيا أن
تستغل نفوذها في سوريا لتشجيع عملية انتقال دون انهيار مؤسسات الدولة
والنظام الوطني. وكما فعلت السعودية وغيرها في اليمن يمكنها تشجيع هذا
الانتقال مع تقديم استراتيجية خروج للاسرة الحاكمة."
وأكد جيمس شير وهو عضو بارز في برنامج روسيا وأوراسيا في مركز
تشاتام للدراسات على ضرورة توخي الحذر لدى تقييم موقف الكرملين من
سوريا. وقال "حتى اذا كان لروسيا نفوذ حقيقي على الاسد وبامكانها دفعه
الى تغيير حقيقي فانها لن تفعل ذلك. فهي لن تدعم عملية تطيح بنظامه من
السلطة وتأتي بقوى مجهولة." لكن شير يرى أن موسكو "ربما يسهل اقناعها"
بأن يترك الاسد السلطة اذا ارتأت ان من سيحل محله سيكون قادرا على
الابقاء على النظام الحاكم. وتابع "هناك مصلحة روسية واحدة ثابتة هنا
وهي ان ينظر اليها باعتبارها شريكا لا غنى عنه في أي حل."
ورفض بوتين فكرة ان موسكو تنحاز لاي طرف في هذا الوضع الذي اعتبره
"نزاع مدني مسلح"، واتهم الغرب بتأجيج الازمة عبر المساعدة على تسليح
المتمردين وممارسة ضغوط على الاسد. وقال "اذا كنتم ستزيدون كمية
الاسلحة (للمتمردين) وتعززون الضغوط على الاسد، فان المعارضة لن تجلس
ابدا الى طاولة المفاوضات". وردا على سؤال لصحافيين رأوا ان العلاقات
بين روسيا وسوريا اقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي
"لا اعرف حجم مبيعاتنا من الاسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا
لكنها على الارجح ليست بحجم مصالح بريطانيا او اي بلد آخر في اوروبا".
وقال "اضافة الى ذلك، عندما اصبح الاسد رئيسا، زار اولا فرنسا
وبريطانيا ودولا اخرى. وعلى حد علمي لم يأت الى موسكو الا بعد ثلاث
سنوات على انتخابه". بحسب فرانس برس.
من جهة اخرى، كشف بوتين ان روسيا حاولت اجلاء الفرنسية ايديت بوفييه
الجريحة في سوريا لكن العملية "فشلت" لان الصحافية كانت "بين ايدي
متمردين" في مدينة حمص. وقال بوتين ان "آلية ومروحية ارسلتا الى مكان
ما في الحي (بابا عمرو) حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضة"، كما ورد
في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية. واضاف ان "هذه
المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الاحمر كانت مستعدة لنقل
الصحافية الى لبنان او فرنسا"، موضحا ان العملية لم تؤد الى نتيجة لان
الصحافية "كانت بين ايدي متمردين" يسيطرون على هذا الحي. وتابع بوتين
ان روسيا كانت مستعدة حتى لارسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة
الروسية لاجلاء الصحافية الفرنسية. وتمكنت بوفييه والصحافي الفرنسي
وليام دانييلز من مغادرة سوريا بعدما بقيا محاصرين في مدينة حمص .
وعلى الرغم من رفض الغرب الحديث عن قيام حلف الاطلسي بدور لدعم
معارضي الاسد على النمط الليبي حثت دول الخليج العربية على اتخاذ موقف
اقوى. وقالت السعودية انها ستؤيد فكرة تسليح المعارضة وهو اقتراح من
المرجح ان يثير قلق موسكو. وقال بوتين "اتعشم جدا ألا تحاول الولايات
المتحدة والدول الاخرى... ان تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة
من مجلس الامن التابع للامم المتحدة."
وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من مخاطر اي تدخل
خارجي. وقالت في حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "اعتقد
ان هناك احتمال لنشوب حرب اهلية. التدخل الخارجي لن يمنع ذلك. سيعجل
بها على الارجح." وأضافت "لدينا مجموعة خطيرة جدا من العوامل في
المنطقة.. القاعدة وحماس واولئك الذين على قائمتنا للارهاب الذين يدعون
انهم يدعمون المعارضة. الكثير من السوريين يشعرون بالقلق بشأن ما قد
يحدث لاحقا... "اذا جلبت اسلحة الية والتي ربما تستطيع تهريبها عبر
الحدود فما الذي ستفعله تلك الاسلحة امام الدبابات والاسلحة الثقيلة..
هناك مجموعة من العوامل الاكثر تعقيدا."
وشكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري منظمة منشقة ليكشفوا
بذلك اخطر شقاق في صفوف المعارضين للاسد واعلن 20 شخصا على الاقل من
الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي
انشيء في اسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري
بوتين وموقف الغرب
في سياق متصل انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقال نشر
في وقت سابق بعنف موقف الغرب من سوريا، معتبرا انه "وقح" وحذر من شن
هجوم على ايران. وفي مقال نشرته صحيفة موسكوفسكيي نوفوستي، دافع الرئيس
الروسي بقوة عن قرارا روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض (الفيتو)
لمنع تبني قرارين لمجلس الامن الدولي ضد قمع السلطات السورية للحركة
الاحتجاجية. وقال الرئيس الروسي "لا استطيع باي شكل كان استيعاب مصدر
هذا التشدد". وتساءل "لماذا لا يكفي التحلي بالصبر لايجاد مدخل جماعي
ودقيق ومتوازن خصوصا انه في حالة المشروع (مشروع القرار حول سوريا) بقي
فقط طلب الشيء ذاته من المعارضة المسلحة كما من السلطة وبالتحديد اخراج
الوحدات العسكرية والفصائل المسلحة من المدن". ورأى ان "رفض القيام
بذلك يعتبر وقاحة". وتابع بوتين "اذا اردنا توفير سلامة المواطنين وهذه
اولوية بالنسبة الى روسيا، فمن المهم عقلنة كل اطراف المواجهة العسكرية".
وكان بوتين عارض بشدة الحملة التي شنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا.
ورأت موسكو ان دعم الغرب لثورات "الربيع العربي" قد تكون اسبابه مصالح
تجارية.
وقال بوتين في مقاله "اتضح ان في الدول التي شهدت الربيع العربي -
وكما حصل في العراق - تفقد الشركات الروسية مواقعها التي تشكلت لعقود
في الاسواق المحلية". واضاف ان الشركات الروسية "تفقد عقودا كبيرة جدا
ويحتل مكانها وكلاء اقتصاد تلك الدول التي ساهمت في تغيير النظم في تلك
الدول"، مشيرا الى ان ذلك يدفع الى الاعتقاد بان "اكثر الاحداث مأساوية
حفزها ليس الاهتمام بحقوق الانسان بل مصلحة جهة ما في تقسيم الاسواق".
واكد بوتين انه "لا يمكن السماح لمن يحاول تنفيذ السيناريو الليبي في
سوريا" بتحقيق ذلك، مؤكدا ان "جهود المجتمع الدولي يجب أن توجه في
المقام الاول الى تحقيق المصالحة الداخلية في سوريا". واضاف "من المهم
تحقيق نهاية سريعة للعنف من اي جهة كانت، وبدء حوار وطني من دون شروط
مسبقة ومن دون تدخل اجنبي واحترام سيادة البلاد وهذا سيؤدي إلى خلق
الظروف المناسبة لتنفيذ الاصلاحات الديموقراطية التي اعلنتها القيادة
السورية بشكل فعلي". وتابع "يحدوني امل كبير في ان تأخذ الولايات
المتحدة والدول الأخرى بعين الاعتبار التجربة المريرة (في ليبيا) والا
يحاولوا اللجوء إلى سيناريوهات استخدام القوة ضد سوريا من دون قرار من
مجلس الامن الدولي".
وحذر بوتين الغرب من توجيه اي ضربة لايران. وكتب في مقاله ان "روسيا
تشعر بقلق تجاه التهديد المتزايد بشن هجوم عسكري على هذا البلد".،
مؤكدا انه "اذا حدث ذلك فان العواقب ستكون كارثية حقا ولا يمكن تصور
حجمها الحقيقي". وشدد على "ضرورة ايجاد حل سلمي لهذه القضية". واقترح "الاعتراف
بحق إيران في تطوير برنامجها النووي المدني بما في ذلك الحق في تخصيب
اليورانيوم لكن في المقابل تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة
جميع انشطة إيران النووية بشكل آمن وشامل". بحسب فرنس برس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قاطعت بلاده مؤتمر "اصدقاء
سوريا" في تونس ، قد قال ان هذا "الاجتماع كان له بوضوح طابع احادي ولم
يساعد في خلق شروط تحفز جميع الاطراف على البحث عن حل سياسي" للنزاع.
وردت الصين ايضا على تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون
التي دعت الاسرة الدولية الى دفع الصين وروسيا الى "تغيير موقفهما" من
سوريا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "لا يمكننا ان
نقبل بذلك وعلى العالم الخارجي الامتناع عن فرض" خطته لحل الازمة على
الشعب السوري.
روسيا تتهم ليبيا
من جه اخرى اتهم سفير روسيا في الامم المتحدة الحكومة الليبية
بتدريب متمردين سوريين لشن هجمات على اهداف تابعة للحكومة السورية ما
اثار غضبا في مجلس الامن خلال جلسة حضرها رئيس الحكومة الانتقالية
الليبية عبد الرحيم الكيب. وقال فيتالي تشوركين "تلقينا معلومات تفيد
بان هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركزا خاصا لتدريب متمردين
سوريين وهؤلاء يتم ارسالهم الى سوريا لمهاجمة الحكومة الشرعية". واضاف
المندوب الروسي الذي كان يتحدث خلال جلسة مخصصة لليبيا ان "هذا الامر
غير مقبول على الاطلاق بموجب كل المعايير القانونية وهذه النشاطات تقوض
الاستقرار في الشرق الاوسط". وتابع تشوركين "نعتقد ان تنظيم القاعدة
موجود في سوريا والسؤال المطروح الآن هو هل ان تصدير الثورة تحول الى
تصدير الارهاب؟".
وطلب تشوركين من جديد ان يقدم حلف شمال الاطلسي اعتذارات عن
المدنيين الذين قتلوا خلال النزاع في ليبيا العام الماضي وان يدفع
تعويضات. وعززت الصين الطلب بدعوة الى اجراء مزيد من التحقيقات في سقوط
هؤلاء القتلى. واثارت هذه التعليقات في الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة
تمديد مهمة الامم المتحدة في ليبيا، غضب السفيرة الاميركية سوزان رايس
ورئيس الوزراء الروسي. وقالت رايس للصحافيين بعد الاجتماع انه "من
المستغرب ان روسيا وهي احد مصدرين لمد سوريا بالسلاح، تتهم ليبيا او اي
دولة اخرى بارتكاب خطأ تقديم اسلحة اذا كان ذلك صحيحا على ارض الواقع
الى المعارضة". واضافت ان روسيا تحتاج الى ان "تبدأ بنفسها وتدرس كل
مسؤوليتها" في النزاع الدولي بشأن سوريا. بحسب فرنس برس.
من جهته، اكد رئيس الوزراء الليبي ان الحكومة حققت في كل القتلى
المدنيين بالتعاون مع الحلف الاطلسي. وقال الكيب في مجلس الامن ان "هذه
المسألة التي تتعلق بدماء ليبيين يجب ان لا تصبح موضوع دعاية سياسية
يستخدمها بلد ضد اخر". واضاف المسؤول الليبي "آمل ان لا يكون سبب اثارة
هذه المسألة هو منع الاسرة الدولية من التدخل في شؤون دول اخرى عندما
يتعرض الشعب للقتل"، في اشارة ضمنية الى سوريا. الا ان رئيس الحكومة
الليبي لم يرد على الاتهامات الروسية بشأن معسكرات تدريب معارضين
سوريين.
وكان المجلس الوطني الليبي سباقا في اعلان اعترافه بالمجلس الوطني
السوري ممثلا وحيدا شرعيا للشعب السوري في تشرين الاول/اكتوبر 2011،
وقد عمد اثر هذا الاعلان الى طرد دبلوماسيي النظام السوري من طرابلس.
وكانت ليبيا اعلنت نهاية شباط/فبراير عن مساعدة انسانية بقيمة مئة
مليون دولار للسوريين لدعمهم في معركتهم من اجل الحرية ضد "النظام
الديكتاتوري" الذي يقوده بشار الاسد. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية
محمد الحريزي ان المجلس الوطني السوري المعارض فتح حسابا مصرفيا لهذا
المبلغ الذي سيستخدم "لتقديم دعم مالي للشؤون الانسانية بقيمة مئة
مليون دولار". واضاف ان ليبيا تدعم السوريين في هدفي "الحصول على
الحرية والتخلص من النظام الديكتاتوري".
الصين ترد
من جانبها قالت الصين ان شجب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون لموقف بكين من سوريا "غير مقبول تماما" بينما وصفت صحيفة الشعب
الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم الانتقادات الأمريكية بأنها "غطرسة
فائقة" وجادلت بأنه ليس من حق الولايات المتحدة بعد حرب العراق التحدث
باسم الشعوب العربية. وجاءت تعليقات الصين الغاضبة ردا على التصريحات
التي أدلت بها كلينتون عندما وصفت الفيتو الصيني والروسي ضد مشروع قرار
بشأن سوريا في الأمم المتحدة بأنه "جدير بالازدراء". وقالت كلينتون
معلقة على موقفي روسيا والصين اللتين رفضتا نداءات غربية وعربية للضغط
على الرئيس السوري بشار الاسد حتى يتنحى عن السلطة "انهما لا يضعان
نفسيهما في مواجهة الشعب السوري فحسب بل في مواجهة الصحوة العربية
بأكملها." وكان رد الصين ودفاعها عن سياستها عنيف بنفس القدر. وقال
هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في افادة صحفية "هذا غير مقبول
تماما بالنسبة لنا." واستطرد "تحدد الصين دوما موقفها من القضية
السورية انطلاقا من سلام واستقرار سوريا والشرق الاوسط وانطلاقا من
الحفاظ على المصالح الاساسية للشعب السوري والشعوب العربية على المدى
الطويل." بحسب رويترز.
وجاء في تعليق لصحيفة الشعب في اشارة الى الغزو الامريكي للعراق
"دافع الولايات المتحدة في طرح نفسها كحامية للشعوب العربية امر لا
يصعب تصوره. المشكلة تكمن فيما هي الاسس الاخلاقية التي تملكها من اجل
هذه الغطرسة الفائقة والثقة بالذات التي تتسم بالتفضل والتعالي... "حتى
الان أعمال العنف مستمرة دون توقف في العراق ولا يشعر الناس العاديون
بالامن. هذا وحده يكفي بالنسبة لنا كي نضع علامة استفهام كبيرة بشأن
صدق وكفاءة السياسة الامريكية." وعارضت بكين وموسكو دوما التدخل الدولي
في الاضطرابات الداخلية للدول وترتبط الحكومة الروسية بروابط وثيقة مع
حكومة دمشق. الى جانب ذلك اتهمت وكالة انباء الصين الجديدة ، كلا من
اوروبا والولايات المتحدة بأن لديها "طموحات مخفية من اجل بسط
هيمنتها"، وقالت الوكالة ان "اكثرية البلدان العربية بدأت تدرك ان
الولايات المتحدة واوروبا تخفيان خنجرا وراء ابتسامة. بكلمات اخرى
وفيما يبدو انها تتحرك لدوافع انسانية، يتبين ان لديها في الواقع
طموحات مخفية من اجل بسط هيمنتها". |