
شبكة النبأ: غادر رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واشنطن بعدما حصل على تأكيدات من الولايات
المتحدة بانها مستعدة لاستخدام القوة لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي
عندما تدعو الحاجة الى ذلك. وكان نتانياهو الذي التقى الرئيس الاميركي
باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وابلغ بان صبره بدأ ينفد
وانه سيشن ضربات احادية الجانب على ايران اذا احتاج الامر. وقال امام
نحو 13 الف مندوب في مؤتمر لجنة شؤون العلاقات الخارجية الاميركية
الاسرائيلية (ايباك) اكبر مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات
المتحدة "بصفتي رئيس وزراء اسرائيل لن ادع ابدا شعبي يعيش تحت التهديد
بالزوال". واضاف نتانياهو "للأسف واصل البرنامج النووي الايراني تقدمه.
اسرائيل انتظرت ان تؤدي الدبلوماسية الى نتيجة وان تؤدي العقوبات الى
نتيجة لكن لا يستطيع احد منا الانتظار لوقت اطول". وفي تصريح مقتضب في
البيت الابيض قبل ان يبدأ محادثاته مع اوباما، اكد نتانياهو ان اسرائيل
ستبقى "سيدة القرار في مصيرها"، مدافعا بشكل واضح عن شن ضربة احادية
الجانب.
الا ان اوباما الذي اكد لنتانياهو دعمه لإسرائيل، شدد على انه يرى "نافذة"
للجهود الدبلوماسية مع ايران على الرغم من التكهنات المتزايدة بان
اسرائيل قد تقوم بعمل ضد ايران بمفردها. ومع ان لا احد يعرف بدقة ما
حدث خلال اللقاء المغلق في البيت الابيض، بدت وجهات نظر اوباما
ونتانياهو غير متطابقة بشان الى اي حد الخطر الايراني وشيك. وقال
اوباما في مؤتمر صحافي ان "فكرة ان علينا اتخاذ قرار في الاسبوع المقبل
او خلال الاسبوعين المقبلين او شهر او شهرين لا تستند الى الوقائع".
لكن اوباما اقر بحق اسرائيل في القيام بتحرك بمفردها وقال ان بلاده
مستعدة لاستخدام القوة للقضاء على اي تهديد نووي ايراني في حال الضرورة.
واقر الرئيس الاميركي "حق اسرائيل السيادي في اتخاذ القرارات المتعلقة
بها لتلبية احتياجاتها الامنية". واضاف "اتبع سياسة لمنع ايران من
امتلاك سلاح نووي". وتابع اوباما "كما قلت بشكل واضح وخلال ولايتي
الرئاسية لن اتردد في استخدام القوة عندما يكون الامر ضروريا للدفاع عن
الولايات المتحدة ومصالحها". بحسب فرنس برس.
ووافقت القوى العظمى على استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي
الايراني المثير للجدل، وقال اوباما ان العرض الايراني باستئناف
المفاوضات سيكشف "سريعا" مدى جدية الجمهورية الاسلامية في سعيها لتفادي
اندلاع حرب. وتابع اوباما ان ايران بدات تشعر "بتأثير" تشديد العقوبات
الا انه حذر في الوقت نفسه من انه لا يتوقع تحقيق اي اختراق في الجولة
الاولى من المفاوضات. كما انتقد اوباما تصريحات مرشحي الحزب الجمهوري
التي طالبوا فيها بتنفيذ عملية عسكرية على ايران بعد ان قال المرشح
الاوفر حظا ميت رومني في وقت سابق ان "الطغاة والمجرمين" فقط يفهمون
استعداد الولايات المتحدة لاستخدم القوة. وقال اوباما "الامر ليس لعبة
ولن يتم بسهولة".
وبعد لقائه كلينتون، اجرى نتانياهو محادثات مع مسؤولين في الكونغرس
قبل ان يعود الى اسرائيل. وصرح نتانياهو "قمنا بزيارة جيدة في واشنطن
اولا في المحادثات مع الرئيس في المكتب البيضاوي والان مع التضامن
المميز الذي نلقاه في الكونغرس الاميركي". واضاف "اعود الى اسرائيل
وانا اشعر بان لدينا اصدقاء حقيقيون في واشنطن".
من جهته قال رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ياكوف اميدرور الذي
حضر الاجتماع بين نتانياهو واوباما ان اللقاء "جرى في اجواء جيدة جدا".
واضاف "هناك علاقات عمل جيدة جدا (بين القادة الاسرائيليين
والاميركيين) لكن هناك موضوعيا اختلافا في الوضع". وتابع "في اسرائيل،
نحن قريبون من الخطر الايراني وهم (الولايات المتحدة) بعيدون. انهم قوة
عظمى ونحن بلد قوي بالتأكيد لكننا لسنا قوة عظمى. لذلك نفكر بشكل مختلف
في مفهومي الفرص (الحوار) والبرنامج الزمني". وتابع ان "رئيس اكبر بلد
في العالم اكد لنا التزامه بامن اسرائيل. هذا مهم جدا وانا اصدقه".
وعبر اميدرور عن ارتياحه لاستئناف المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها
النووي لكنه قال في الوقت نفسه انه "علينا الاستعداد لفشلها". وحذر من
انه "اذا لم يكن هناك بديل عسكري، فانهم (الايرانيون) لن يتخلوا عن
برنامجهم النووي".
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر ان "خطر التهديد النووي
المحدق لا يمكن تجاهله. حان الوقت لنقف متحدين ونحن هنا اليوم لنقول
لرئيس الوزراء ان الكونغرس سيقوم بذلك". وفي بروكسل، اقترحت وزيرة
الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون على ايران، باسم بريطانيا والصين
وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة استئناف المفاوضات حول
برنامجها النووي، لكنها لم تحدد زمان هذه المفاوضات او مكانها.
ولا تعتقد الادارة الاميركية ان ايران اتخذت القرار بتطوير سلاح
نووي وان الوقت مناسب لشن هجوم عسكري مفضلة الانتظار حتى يعطي تشديد
العقوبات مفعوله في ايران. الا ان اسرائيل التي ترى في السلاح النووي
المحتمل تهديدا لوجودها تقول ان ايران قد تكون على مشارف تحقيق
"اختراق" يسرع امكاناتها في صنع سلاح نووي. وفي خطابه امام ايباك حاول
نتانياهو التخفيف من شأن الخلافات بينه وبين اوباما. وقال نتانياهو ان
اوباما "صرح بشكل واضح ان كل الامكانات مطروحة وان السياسة الاميركية
لا ليست الاحتواء"، مضيفا ان "اسرائيل تعتمد السياسة نفسها". كما وجه
نتانياهو تحية في خطابه امام ايباك للكونغرس الاميركي بسبب دعمه القوي
لاسرائيل. وقال نتانياهو "اود ان اطلب من مؤيدي دولة اسرائيل ال13 الفا
(الحاضرين) ان يقفوا ويوجهوا تحية لممثلي الولايات المتحدة"، ما دفع
بالحاضرين الى الوقوف والتصفيق بحرارة. واضاف "ديموقراطيون وجمهوريون
على حد سواء، اشيد بدعمكم الثابت للشعب اليهودي".
ويواجه اوباما صعوبة كبيرة في التعامل مع الملف النووي الايراني
وخصوصا انه مرشح لولاية رئاسية ثانية في مواجهة خصومه الجمهوريين الذين
يواظبون على انتقاد ضعف سياسته الخارجية. وقال السناتور الجمهوري ميتش
ماكونيل لايباك انه في حال قيام ايران بتخصيب اليورانيوم بكميات لصنع
الاسلحة او تقرر تطوير اسلحة نووية فيجب على الولايات المتحدة ان
تستخدم "قوى هائلة"لانهاء برنامجها النووي. واضاف "اما ان نفعل ما
بوسعنا للحفاظ على ميزان القوى في الشرق الاوسط الكبير او نخاطر بوجود
سباق تسلح نووي في المنطقة". وقال منافسه الجمهوري ريك سانتوروم امام
ايباك ينبغي تحديد مهلة لايران لكي تقوم بتدمير منشآتها النووية و"ان
لم تفعل ذلك بنفسها، سنفعل نحن".
ويرى بعض المراقبين ان وجهات نظر الحليفين مازالت متباعدة بشأن
الخطوط النووية الحمراء التي يجب الا تتجاوزها طهران كما أن عليهما أن
يتفقا على اطار زمني بشأن متى يصبح القيام بعمل عسكري ضرورة لابد منها.
ويريد أوباما من اسرائيل الا تهاجم اي مواقع نووية مؤكدا أنه لايزال
هناك متسع من الوقت أمام سياسة العقوبات والدبلوماسية. لكنه تعهد ايضا
بأنه سيكون مستعدا للتحرك العسكري بكل "عناصر القوة الامريكية" لمنع
الجمهورية الاسلامية من تصنيع قنبلة نووية. وأوضح زعماء اسرائيل الذين
يرون في تقدم ايران النووي تهديدا لوجودها ويحتفظون بحق الرد دفاعا عن
النفس أن جدولهم الزمني اضيق كثيرا واكثر الحاحا. ولعل شاغلهم الاهم
الان هو منع ايران من امتلاك القدرة على التسلح النووي وليس تطوير أداة
نووية وحسب وهم يشعرون بالقلق من نفاد الوقت أمام شن هجوم اسرائيلي
فعال بينما تعكف طهران على دفن منشاتها النووية على عمق اكبر تحت
الارض.
ويقول مسؤولون اسرائيليون انه متى تمضي ايران قدما فانها يمكن أن
تصبح قادرة على تخصيب اليورانيوم للدرجة المستخدمة في انتاج الاسلحة
وأن تمتلك سلاحا نوويا بدائيا في غضون اشهر غير أن انتاج رأس نووي قابل
للانتشار سيستغرق وقتا أطول ربما حتى منتصف العقد. ولا يعتقد المسؤولون
الامريكيون أن الوضع اقترب من حافة الهاوية الى هذا الحد. ويقولون انه
في حين أن ايران ربما تناور لتترك الخيارات امامها مفتوحة فانه لا توجد
معلومات مخابرات واضحة تفيد بأن البلاد اتخذت قرارا نهائيا بالسعي
لامتلاك سلاح نووي.
ويتفق الجانبان على أنه من المستحيل معرفة حجم النوايا الايرانية
بالكامل. وتخشى اجهزة المخابرات الامريكية من الوصول الى استنتاجات
قاطعة بعد اخفاق مخابراتي محرج أدى الى اتهامات خاطئة بممارسة العراق
انشطة للتسلح النووي استغلتها ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لتبرير
الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بالرئيس العراقي
السابق صدام حسين.
وأكد أوباما في مقابلة نشرتها مجلة اتلانتيكفي وقت سابق أن ايران
"ليست في وضع يؤهلها بعد للحصول على سلاح نووي دون أن يكون أمامنا وقت
طويل نعلم خلاله أنها تقوم بتلك المحاولة."
كما حذر أوباما في واشنطن من "الكلام الفضفاض" عن الحرب مع ايران
قائلا ان "التهديد" سيأتي بنتائج عكسية لانه أدى الى رفع اسعار النفط
العالمية وزيادة الطلب على صادرات النفط الايرانية. وربما كانت هذه
رسالة الى نتنياهو وغيره من الزعماء الاسرائيليين الذين انخرطوا في
تبادل اتهامات لاذعة مع المسؤولين الايرانيين في الاشهر القليلة
الماضية. وقال دانييل ليفي المحلل في مؤسسة نيو امريكا للابحاث ان
أوباما "قدم ايضاحات والتزامات بشأن المخاوف الاسرائيلية السائدة دون
الاستسلام لخطاب نتنياهو الذي يرفض الدبلوماسية الى حد بعيد."
وخلال حديثه في اوتاوا تجاهل الزعيم الاسرائيلي اليميني مناشدة
اوباما بأن يترك العقوبات تأخذ مجراها وركز على تأكيد الرئيس على ترك
الخيار العسكري مفتوحا ودعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولم يتضح
بعد ما اذا كانت زيادة أوباما من حدة تصريحاته بشأن ايران ودعوته
اسرائيل لضبط النفس كافيين لارجاء خطط اسرائيل العسكرية ضد طهران التي
كانت قد دعت الى تدمير دولة اسرائيل.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قد حذر من اقتراب ايران من
"منطقة حصانة" حين تتمكن من حماية منشاتها النووية من الغارات الجوية
الاسرائيلية. غير أن من المرجح أن تظل لدى الولايات المتحدة في هذه
الحالة القدرة على شن هجوم جوي لتدمير المواقع. واتخذ أوباما خطوة مهمة
الى الامام في عيون اسرائيل حين استبعد في مقابلته مع مجلة اتلانتيك
قبول ايران مسلحة نوويا ثم التحرك "لاحتوائها". وفي حين يؤكد المسؤولون
الامريكيون أن أوباما لن يضع علنا اي خطوط حمراء جديدة لايران ولا
يستبعدون أن يحاول الرئيس تهدئة بعض المخاوف الاسرائيلية.
الدعم الاميركي اسرائيل مقدس
من جانب اخر اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان دعم بلاده لامن
لاسرائيل "مقدس" متحدثا عن ضرورة مساعدة هذا البلد في الحفاظ على "تفوقه
العسكري"، واشار اوباما في نيويورك امام اجتماع مخصص لجمع اموال من اجل
حملته للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر
المقبل، الى التغييرات الجيوسياسية التي حملتها الثورات الشعبية في
العالم العربي الاسلامي منذ مطلع العام 2011. وقال "احد اهدافنا على
المدى البعيد في هذه المنطقة هو ان نعمل بشكل لا يترجم فيه الالتزام
المقدس من قبلنا تجاه امن اسرائيل فقط بتقديم القدرات العسكرية التي هي
بحاجة لها واو بتامين التفوق العسكري الضروري لها في منطقة خطيرة
للغاية".
واضاف انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تتعاون مع اسرائيل "في
محاولة لاطلاق سلام دائم في المنطقة. وهذا امر صعب". وكانت كل محاولات
الادارة الاميركية لاستئناف عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية فشلت
بالرغم من الاولوية التي اعطاها اوباما لهذا الملف منذ بداية عهده في
كانون الثاني/يناير 2009. ومع ذلك، فقط تراجع هذا الملف الى الدرجة
الثانية خلال الاشهر الماضية بينما تكررت التصريحات الاسرائيلية بشن
هجوم وقائي على ايران حول برنامجها النووي اذ تعتبر انه يشكل تهديدا
لها بالرغم من نفي طهران المتكرر لذلك. وحذر نتانياهو من ان "ايران
تواصل التقدم في برنامجها النووي بشكل سريع ودون اي احترام لقرارات
الاسرة الدولية"، مكررا ان بلاده "تحتفظ بكل الخيارات" ازاء هذا
التهديد. بحسب فرنس برس.
وبينما تقول واشنطن ان "كل الخيارات مطروحة" حول ايران الا انها
تعتبر ان النظام الايراني لم تبدا بصنع سلاح نووي. وكان المتحدث باسم
البيت الابيض جاي كارني صرح "لدينا الوقت والمجال لمواصلة السياسة التي
طبقناها منذ تولي الرئيس مهامه"، في اشارة الى العقوبات المفروضة على
طهران. كما حذر من ان اي عمل عسكري ضد ايران "يهدد بمزيد من عدم
الاستقرار في المنطقة"، مضيفا ان "لايران حدودا على السواء مع
افغانستان والعراق. ولدينا طاقم مدني في العراق ولدينا جنود ومدنيون في
افغانستان".
واوضح "يمكن توقع كل انواع النتائج في حال تصعيد الأعمال العسكرية
في المنطقة وخصوصا في ايران". وخلال اجتماع اخر لجمع اموال لحملة
الانتخابية الرئاسية في نيويورك هتفت امراة من الحضور متوجهة الى
اوباما "مارسوا نفوذكم! لا للحرب على ايران". وسارع اوباما الى الرد
"لم يعلن احد الحرب على ايران، لا داعي للتسرع".
ويذكر ان أوباما قد حذر في وقت سابق اسرائيل وايران من ان عليهما ان
تاخذا على محمل الجد احتمال قيام الولايات المتحدة بعمل ضد منشات ايران
النووية في حال فشل العقوبات في كبح تطلعات طهران النووية. وقال اوباما
في المقابلة التي نشرتها مجلة "ذي اتلانتيك منثلي" "اعتقد ان الحكومة
الاسرائيلية تدرك انني كرئيس للولايات المتحدة، فانني جاد فيما اقول".
وتابع "واضافة الى ذلك فانا، والتزاما بمبادىء السياسة الحسنة المتبعة،
لا اعلن عن نوايانا المحددة. ولكن اعتقد ان الحكومتين الايرانية
والاسرائيلية تدركان انه عندما تقول الولايات المتحدة انه من غير
المقبول ان تمتلك ايران سلاحا نوويا، فاننا نعني ما نقول".
الا ان اوباما اصدر تحذيرا واضحا من شن اي هجوم سابق لاوانه وقال
انه يمكن ان يساعد النظام الايراني. وقال اوباما انه "بينما لا تتمتع
ايران بتعاطف كبير الان، وحليفتها الوحيدة (سوريا) في حالة غليان، هل
نريد تحركا يسمح لايران بان تبدو ضحية؟". واكد اوباما ان الاستراتيجية
الاميركية لكبح تطلعات ايران النووية تشتمل على العديد من العناصر ومن
بينها عزل طهران سياسيا وفرض عقوبات عليها واتباع السبل الدبلوماسية.
واضاف ان هذه الاستراتيجية "تشمل كذلك العنصر العسكري، واعتقد ان الناس
يفهمون ذلك"، مضيفا انه يعتقد ان الاميركيين لا يعتقدون في انني "ساتردد
في اتخاذ قرارا بوصفي قائدا للقوات المسلحة عند الضرورة". واضاف انه
حتى لو لم تكن اسرائيل هدفا محددا للغضب الايراني "الا ان منع ايران من
الحصول على سلاح نووي يشكل مصلحة قوية للامن القومي الاميركي".
وتحدث اوباما كذلك عن مخاطر "كبيرة" من وقوع سلاح نووي ايراني في
ايد ارهابية، محذرا من "احتمال حدوث سباق تسلح في المنطقة الاكثر
اضطرابا في العالم، والمليئة بالحكومات غير المستقرة والتوترات
المذهبية". وقال ان ذلك "سيزود ايران بقدرات اضافية لرعاية وحماية
الجماعات الحليفة لها في تنفيذها هجمات ارهابية لانهم اقل خوفا من اي
عمل انتقامي ضدهم".
ويرى محللون في اسرائيل ان محادثات نتانياهو مع اوباما ستمثل فرصة
للدولتين الحليفتين لتبادل الاراء حول مواقفهما التي تختلف احيانا بشان
برنامج طهران النووي.
الى جانب ذلك قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان
اسرائيل لا تزال تبقي على خيار القيام بعمل عسكري ضد ايران اذا لم
يتمكن المجتمع الدولي من وقف برنامجها النووي الذي يشتبه بانه يخفي
تطلعاتها لانتاج الاسلحة النووية. وقال ليبرمان في رد على سؤال حول
امكانية شن ضربة ضد ايران "نحن لا نزال ننتظر. نريد ان نؤمن بان
المجتمع الدولي سيتمكن من معالجة هذا التهديد.. ولكننا نبقي على جميع
الخيارات مطروحة". واضاف "نتوقع من المجتمع الدولي ان يتخذ جميع
الخطوات اللازمة لوقف السياسة الخارجية الايرانية العدائية".
وقال ليبرمان ان "العقوبات خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن ورغم
العقوبات لا نرى اي استعداد لدى النظام الايراني للتخلي عن تطلعاته
النووية".
كوريا الشمالية وايران
من جهته رأى نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون ان تعهد
كوريا الشمالية بوقف الاختبارات النووية مقابل المساعدات الاميركية يجب
الا ينظر اليه كنموذج للتعامل مع طموحات ايران النووية. وقال ايالون
للاذاعة العامة "القضيتان مختلفتان تماما" وتابع ايالون "يجب ان نهنىء
السياسة الخارجية الاميركية...ولكن يجب ان نتذكر ان ما حدث في كوريا
الشمالية كان متاخرا قليلا" مشيرا الى "انهم تمكنوا من تخطي عتبة
القدرة النووية بالفعل وهذا بالضبط ما لا نريد رؤيته يحدث في ايران".
وذكرت صحيفة هآرتس ان اتفاق البيت الابيض مع بيونغ يانغ سيقوي من حجة
واشنطن لثني اسرائيل عن ضرب ايران المحتمل. وكتبت الصحيفة "التقارير
حول اتفاق كوريا الشمالية ساهمت بطريقة محكمة في تقوية حجة ادارة
اوباما ضد احتمال عملية عسكرية اسرائيلية تستهدف ايران". بحسب فرنس برس.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني حذر من ان "اي عمل
عسكري في المنطقة يهدد بالمزيد من عدم الاستقرار في منطقة" الشرق
الاوسط. وقال ايضا "نواصل زيادة الضغط على طهران. واعتقد انه من المهم
ملاحظة اننا قادرون على معرفة ما يحصل لبرنامجها" النووي من خلال
عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الا ان
ايالون اوضح ان واشنطن "بالتاكيد لا" تضغط على اسرائيل للتخلي عن خيار
عسكري محتمل.
من جهتة اعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين في القدس ان اسرائيل
وحدها هي التي يجب ان تحدد ردها على "التهديدات" الايرانية دون ترك
الضغوط الدولية تؤثر عليها. وقال ماكين في مؤتمر صحافي "اسرائيل هي على
الارجح الاكثر قدرة على تحديد ماهية التهديدات المحدقة بامنها القومي".
واضاف ماكين ان اسرائيل "امة ذات سيادة ولو كنت مواطنا اسرائيليا لكنت
اقدر تحليلها (للوضع) اكثر من تحليل اي حكومة اخرى".
روسيا تحذر اسرائيل
من جانب اخر حذرت روسيا اسرائيل من مهاجمة ايران بسبب برنامجها
النووي وقالت ان العمل العسكري ستكون له عواقب كارثية وهونت من شأن فشل
مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران وقالت ان الفرصة ما زالت
قائمة لاجراء محادثات جديدة بشأن برنامج ايران النووي. وقال جينادي
جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي "بالطبع أي سيناريو
عسكري محتمل ضد ايران سيكون كارثيا بالنسبة للمنطقة ولنظام العلاقات
الدولية ككل."
وهذا أحد أشد التحذيرات الروسية من اللجوء الى القوة وهو الخيار
الذي لم تستبعده اسرائيل والولايات المتحدة اذا خلصا الى أن
الدبلوماسية وتشديد العقوبات لن يمنعا ايران من تطوير سلاح نووي. وأضاف
جاتيلوف "بالتالي أتمنى أن تفهم اسرائيل كل تلك التداعيات... وعليهم
أيضا أن يفكروا في عواقب تلك الخطوة عليهم. "امل ان يسود نهج واقعي الى
جانب تقييم رشيد."
وينتاب القلق روسيا والصين وكثير من حلفاء الولايات المتحدة ايضا من
احتمال ان يجر أي عمل عسكري ضد ايران منطقة الشرق الاوسط الى حرب أوسع
مما قد يدفع اسعار النفط للارتفاع بشدة في وقت يشهد اضطرابات اقتصادية
عالمية. بحسب رويترز.
ولمح جاتيلوف الى أن ايران ينبغي أن تكون اكثر تعاونا لكنه قال ان
المجال لا يزال متاحا أمام الدبوماسية. وقال "ينبغي لايران والوكالة
الدولية تعزيز الحوار بينهما من أجل استبعا... احتمال وجود أبعاد
عسكرية للبرنامج النووي الايراني. نأمل أن يستمر هذا الحوار." واضاف
"أعتقد أنه ما زالت أمامنا فرصة لمواصلة الجهود الدبلوماسية لاستئناف
المحادثات السدادسية." |