احتفظ بقلبك واعلم اسرار صحته!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تهدف الدراسات الطبية الحديثة التي تناولت الامراض القلبية، الى الكشف عن اسرار جديدة قد تمكنهم من انعاش المزيد من القلوب المريضة عن طريق ايجاد العلاج المناسب وتقديم افضل النصائح وسبل الوقاية.

وقد شكل معدل الاصابة بالأمراض القلبية على مستوى العالم تحدياً كبيراً لذوي الاختصاص من الاطباء والباحثين اضافة الى المنظمات ومعاهد الصحة العالمية، على الرغم من انخفاضه في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الامريكية.

اضافة الى ان محاربة العوامل المساعدة على حدوث الازمات القلبية وامراض الاوعية القلبية والتي تأتي في مقدمتها العادات الغذائية الغير صحية والبدانة والتدخين والكحول والتلوث البيئي، له بالغ الاثر في تقليل حجم الخسائر والاضرار وكذلك الحفاض على سلامة القلب.

أمراض القلب في الولايات المتحدة

حيث شهدت أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة انخفاضا بنسبة 10،4% بين العامين 2006 و2010 وشملت 6% من السكان في تلك الفترة مقارنة بـ6،7% قبل أربع سنوات، على ما أظهرت احصاءات تؤكد هذا الاتجاه الذي بدأ في الستينيات، ويعزى هذه الانخفاض إلى عوامل عدة منها اعتماد عادات غذائية صحية اكثر وانخفاض نسبة التدخين وسيطرة أفضل على الكولسترول السيئ، وجمعت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها هذه الاحصاءات بفضل استطلاع رأي شمل أميركيين في سن الثامنة عشرة وما فوق في الولايات الخمسين، وتبين أن نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية هي الأعلى لدى من هم فوق الخامسة والستين من العمر (19،8% من الاصابات) ثم من تترواح أعمارهم بين 45 و64 عاما (7،1%) وأخيرا من هم بين الثامنة عشرة والرابعة والاربعين من العمر (1،2%)، وبلغت نسبة هذه الأمراض لدى الرجال 7،8% في مقابل 4،6% لدى النساء، وسجل الهنود الأميركيون والسكان الأصليون في ألاسكا بين العامين 2006 و2010 أعلى نسبة من هذه الأمراض (11،6%)، تبعهم السود (6،5%) والسكان من اصل أميركي لاتيني (6،1%) والبيض (5،8%) وأخيرا الآسيويون وسكان جزر المحيط الهادئ (3،9%)، وعلى صعيد الولايات، سجلت كنتاكي أعلى نسبة من هذه الأمراض (8،2%) فيما سجلت هاواي أدنى نسبة منها (3،8%)، وشهدت فيرجينيا الغربية أكبر انخفاض في نسبة الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية (-23،1%) فتراجعت الاصابات من 10،4% سنة 2006 إلى 8% سنة 2010، وسجل ارتفاع في نسبة هذه الأمراض في الفترة نفسها في خمس ولايات فقط ولكنه لا يحمل أهمية احصائية بحسب المراكز الأميركية. بحسب فرانس برس.

كما أظهرت دراسة جديدة أن حالات الاستشفاء نتيجة قصور القلب انخفضت بنسبة 30 % تقريبا بين العامين 1998 و2008 في الولايات المتحدة، وفي العام 2008، استقبلت المستشفيات 229 ألف مريض أقل مقارنة بالسنوات العشر الماضية، ما أتاح لضمان "ميديكير" الصحي الحكومي المخصص للمتقاعدين توفير 4،1 مليارات دولار، ويعتبر قصور القلب السبب الأول لدخول الشريحة الأكبر سنا من الأميركيين المستشفى، إلى ذلك، فإن علاجه هو الأكثر كلفة إذ إن تكاليفه المباشرة وغير المباشرة وصلت إلى 39،2 مليار دولار سنة 2010، بحسب تقديرات معدي الدراسة التي نشرت في مجلة "جورنال أوف ذي أميريكان ميديكال اسوسيايشن" في 19 تشرين الأول/أكتوبر، وأظهرت الدراسة التي أجراها الدكتور جيرسي تشن انخفاضا في حالات الاستشفاء لدى الرجال السود في الفترة نفسها، بالإضافة إلى انخفاض طفيف في معدل الوفيات السنوي لديهم، علما أنه لا يزال مرتفع، وأشارت الدراسة إلى انخفاض في معدل الوفيات لدى المرضى الذين دخلوا المستشفى من 31،7 % سنة 1999 إلى 29،6 % سنة 2008 مع تسجيل اختلافات كبيرة بين ولاية وأخرى، وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 55 مليون مستفيد من "ميديكير" دخلوا المستشفى في الولايات المتحدة بين 1998 و2008.

اجهزة مستعملة تنقذ حياة الفقراء

الى ذلك قالت دراسة أمريكية ان اجهزة تنظيم ضربات القلب التي تتبرع بها دور دفن الموتى قد تكون وسيلة امنة لانقاذ حياة مرضى في الدول النامية لا يستطيعون شراءه، وهناك ما بين مليون ومليوني شخص في انحاء العالم يموتون سنويا لعدم حصولهم على اجهزة تنظيم ضربات القلب التي تزرع تحت الجلد وتصدر نبضات كهربائية للقلب لتنظيم ضرباته، وأظهر مسح أجري على متعهدي دفن الموتى في ولايتي ميشيجان وايلينوي ان هناك مصدرا غير مستغل الى حد كبير لتلك الاجهزة المستعملة التي يمكن ان تفيد فقراء العالم هو 19 بالمئة من الاشخاص الذين يموتون في الولايات المتحدة ولاتزال اجهزة تنظيم ضربات القلب تعمل، وتدفن معظم هذه الاجهزة مع الموتى أو تلقى في المخلفات الطبية اذا جرى ازالته، وكتب بهارات كانثاريا الذي قاد الدراسة في دورية طب القلب "زرع اجهزة تنظيم ضربات القلب التي يتم التبرع بها لن تنقذ حياة المرضى الفقراء فحسب بل ايضا ستحسن ظروف حياتهم"، وجمع كانثاريا وفريقه 122 جهازا بها بطاريات قادرة على العمل لاكثر من ثلاث سنوات لاعادة استخدامه، وبعد تعقيمها ارسلت الى مستشفى في مومباي بالهند حيث تم تعقيمها مرة اخرى وزرعها لثلاثة وخمسين مريضا بالقلب، وتتكلف اجهزة تنظيم ضربات القلب الجديدة في الهند ما بين 2200 و6000 دولار خلاف اجر الطبيب ورسوم المستشفى والاسلاك الموصلة للاجهزة، ونجحت عمليات زراعة الاجهزة المستعملة لجميع المرضى وغادروا المستشفى على الفور دون ان تحدث حالات عدوى أو اعطال في الاجهزة خلال عامين هما متوسط فترة المتابعة. بحسب رويترز.

تنظيف الاسنان ومشاكل القلب

في سياق متصل قد توفر الزيارات المنتظمة لطبيب الاسنان من اجل تنظيفها اكثر من مجرد ابتسامة مشرقة، فقد ذكرت دراسة اعدها باحثون في تايوان ان الاشخاص الذين يعتادون على تنظيف اسنانهم بشكل منتظم لدى الطبيب تقل لديهم بنسبة 24 في المئة مخاطر الاصابة بأزمات قلبية وبنسبة 13 في المئة احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بغيرهم الذين لم يخضعوا من قبل لمثل هذا الاجراء، وأوضحت الدراسة ان العادات الصحية السيئة تجاه الفم ترتبط بزيادة مخاطر الاصابة بامراض القلب، ورجح الباحث الذي عرض الدراسة التي استغرقت عدة سنوات على اللقاء العلمي لجمعية القلب الامريكية في اورلاندو مؤخراً ان يكون لتنظيف الاسنان لدى الطبيب اسهام في تقليل النمو البكتيري المسبب للالتهاب والذي يمكن ان يؤدي لامراض القلب، وقال الدكتور زو ين تشين زميل طب القلب في جامعة فيتران جنرال في تايبه الذي قدم الدراسة "ان المناعة ضد امراض القلب والسكتات الدماغية كانت اكثر وضوحا بين المشاركين الذين خضعوا لعمليات تنظيف اسنان مرة واحدة على الاقل في العام"، واعتمدت الدراسة التي شملت اكثر من 100 الف شخص بدءا من عام 2007 على بيانات من قاعدة بيانات التأمين الصحي القومي في تايوان، ولم يكن لاي ممن شملتهم الدراسة اي تاريخ سابق مع الاصابة بازمات قلبية او سكتات دماغية ولكن الدراسة لم تتعرض لعوامل اخرى مثل التدخين والبدانة، وقال الباحثون انه كلما زاد التردد على الطبيب لتنظيف الاسنان كلما قل على نحو كبير احتمال الاصابة بازمة قلبية، وحدد الباحثون عدد مرات التردد المطلوبة لتنظيف الاسنان بزيارة واحدة على الاقل كل عام. بحسب رويترز.

ويعتبر الأطباء أن إزالة الجير المنتظمة المطلوبة هي التي تتم مرتين أو أكثر خلال سنتين.وشملت الدراسة أكثر من 51 ألف بالغ خضعوا على الأقل لعملية واحدة لإزالة الجير جزئية أو كاملة على أقل تقدير، وأوضحت الدكتورة إيميلي (زو يين) تشن من المعدين الرئيسيين للدراسة والاختصاصية في أمراض القلب في المستشفى العام للمقاتلين القدامى في تايبيه أن "الحماية من أمراض القلب والشرايين ومن الجلطات الدماغية أتت أوضح عند المشاركين الذين يقومون بإزالة الجير عن أسنانهم مرة واحدة سنويا على أقل تقدير"، وقبل إعداد هذه الدراسة، كان الطب قد سبق وربط نظافة أسنان سيئة بمخاطر متزايدة تتعلق بأمراض القلب والشرايين.

مضاد جديد للتخثر

فيما أظهرت تحاليل سريرية نشرت مؤخراً أن مضادا جديدا للتخثر اسمه "كزارلتو" وهو من إنتاج مختبرات "جونسون أند جونسن" و"باير" يخفض بشكل ملحوظ خطر الانتكاس أو الوفاة لدى المرضى الذين تلقوا علاجا ضد احتشاء عضلة القلب (السداد) أو ضد أوجاع في الصدر، في المقابل، يزيد "كزارلتو" (أو ريفاروكسابان بحسب اسم الجزيئة) الذي يستهلك عن طريق الفم إلى جانب مضاد معياري للتخثر خطر النزيف مقارنة بالعلاجات الأخرى الهادفة إلى زيادة سيلان الدم، على ما أوضح معدو الدراسة السريرية التي نشرت على الموقع الإلكتروني للمجلة الطبية الأميركية "نيو إينغلاند جورنال أوف ميديسين"، وعرضت نتائج الدراسة أيضا في المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأميركية الذي عقد في وقت سابق في أورلاندو في فلوريدا (جنوب شرق)، وتابع الباثون أكثر من 15 ألف مريض في بلدان عدة تلقوا علاجا بعد إصابتهم بنوبة قلبية أو بذبحة صدرية، وتمت معالجة بعض المرضى بواسطة "كزارلتو" ومضاد معياري للتخثر فيما تناول البعض الآخر عقارا وهميا بدلا من "كزارلتو"، وتابع الباحثون المرضى المشاركين في الدراسة لأكثر من سنة، وتبين أن خطر الوفاة جراء احتشاء عضلة القلب أو جلطة دماغية أدنى بـ16% لدى المرضى الذين تناولوا "كزارلتو" منه لدى المرضى الذين تناولوا عقارا وهمي، وتراجع خطر الوفاة لأي سبب من الاسباب المذكورة بنسبة أكثر من 30% بفضل "كزارلتو" الذي يعيق تخثر الدم، وساهم العقار أيضا في تخفيض خطر الجلطة الدموية بنسبة 31% في حال وجود نابض معدني داخل الشريان لإبقائه مفتوحا ولتنشيط الدورة الدموية. بحسب فرانس برس.

الحليب يحمي القلب

من جهتهم أوصى باحثون إيرانيون بشرب الحليب المدعم بفيتامين «د» بشكل دائم لما له من فوائد صحية، مثل تحسين معدلات الكوليسترول وحماية القلب من الأمراض، وأجرت سكينة شاب بيدار وزملاؤها، في معهد الأبحاث الوطني وكلية التغذية وكلية العلوم الطبية في طهران، دراسة اكتشفوا من خلالها ان نقص فيتامين «د» في الجسم يؤثر في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تصلب الشرايين والإصابة بأمراض القلب، وأجرى الباحثون تجربتين للتدقيق في تأثير فيتامين «د» في وضع السكر في الجسم ومعدلات الكوليسترول، وطلب من المرضى شرب الحليب العادي أو المدعم بفيتامين «د» مرتين في اليوم طوال 12 أسبوع، واتضح ان الذين شربوا الحليب المدعم بفيتامين «د» أظهروا تحسناً في معدلات الكوليسترول، وقال الباحثون ان السبب في ذلك قد يكون ناجماً عن تراجع مقاومة الإنسولين في الجسم، وذكر أحد الباحثين أن «أغلبية المرضى كانوا يشكون نقص فيتامين (د) عند بداية التجربة، لكن الحليب المدعم رفع هذه المستويات إلى المعدل الطبيعي». بحسب يونايتد برس.

حدة الأزمة القلبية

بدوره يلعب الوقت الذي تحصل فيه الأزمة القلبية دوراً في تحديد مدى حدتها وقوتها، وتعتبر ساعات الصباح الأولى هي الأسو، وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان دراسة جديدة شملت بيانات أكثر من ألف مريض أصيبوا بأزمة قلبية ان الضرر الأكبر في القلب ينجم عن الأزمة التي يعاني منها المرء بين الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والخامسة صباح، وأضاف ان ذروة الضرر خلال هذا الوقت هي أكبر بنسبة 82% من الأضرار التي تحدثها الأزمات القلبية في أوقات أخرى من النهار، واعتبر معدو الدراسة وهم باحثون من معهد مينيوبوليس للقلب في جامعة "أبوت" ان هذه النتائج قد تساعد في إيجاد سبل جديدة للحؤول دون الإصابة بأزمة قلبية، وقال المعد الرئيسي للدراسة الدكتور جاي ترافيرس "نحن نحاول التأكد إن كان وقت حصول الأزمة القلبية يؤثر على حجم الضرر الذي يتعرض له القلب، أو إن كان الأمر مجرد عوارض ظهرت عند القوارض"، وأضاف ترافيرس انه "من المهم فهم ان قدرة القلب على حماية نفسه من الأضرار تختلف خلال دورة النهار المؤلفة من 24 ساعة"، ويشار إلى ان نتائج الدراسة نشرت في مجلة "أبحاث الدورة الدموية" الإلكترونية. بحسب يونايتد برس.

مرضى الصدفية

من جهة اخرى أظهرت دراسة أمريكية أن مرضى الصدفية ربما يكونون أكثر عرضة للاصابة بانسداد الشرايين من أولئك الذين لا يعانون هذا المرض الجلدي، وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في الدورية الامريكية لامراض القلب انه كلما طالت مدة الاصابة بمرض الصدفية كلما زادت المخاطر، وقالت أبريل ارمسترونج من جامعة كاليفورنيا في ديفيز والتي شاركت في الدراسة "احد الامور التي توصلنا اليها أن الصدفية ليست مرضا يقتصر على الجلد"، واستخدمت ارمسترونج وزملاؤها سجلات مرضى أجريت لهم فحوص على الشرايين التاجية في القلب لمقارنة نتائج الفحوص بتلك التي تخص اشخاصا لا يعانون الصدفية، ويعاني مرضى الصدفية بقعا جلدية قشرية سميكة وحمراء يعتقد أنها بسبب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الجسم نفسه عن طريق الخط، وكان بين حوالي 9500 مريض شملهم التحليل ما يزيد قليلا عن 200 مريض بالصدفية، وبمقارنة نتائج الفحوص مع تلك التي تخص المرضى الاخرين الذين خضعوا لفحص القلب تبين أن مرضى الصدفية اكثر عرضة لارتفاع الكوليسترول في الدم ولزيادة الوزن. بحسب رويترز.

وبشكل عام كان 84 بالمئة من مرضى الصدفية يعانون ضيقا في الشرايين التي تمد القلب بالدم وهو ما يعرف بمرض الشرايين التاجية مقارنة بنسبة 75 بالمئة من المرضى الذين لا يعانون الصدفية، وخلص الباحثون أيضا الى أنه كلما طالت فترة اصابة المرضى بالصدفية كانت المخاطر أكبر، وقال جويل جيلفاند أستاذ الامراض الجلدية بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا "نصيحتنا للمرضى الذين يعانون الصدفية هي التأكد من خضوعهم لفحص عوامل الخطر القابلة للتعديل في أوعية القلب"، واضاف جيلفاند الذي لم يشارك في الدراسة أن عوامل الخطر القابلة للتعديل هذه تشمل التدخين وضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر ومؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للوزن بالنسبة الى الطول، وقالت ارمسترونج ان الدراسة لم تثبت أن الحالة تسبب الاصابة بأمراض القلب الا أن الطفح الجلدي قد يكون علامة على وجود التهاب داخل الجسم أيضا.

طول القامة مفيدا للقلب

على صعيد مختلف أظهرت نتائج دراسة ان الرجال من طوال القامة يرجح بدرجة اقل فيما يبدو ان يصابوا بقصور في وظائف القلب عن اخرين من قصار القامة، وقال الباحثون في بوسطن انه في حين لا يوجد دليل على ان سنتيمترات قليلة اضافية في طول القامة تحمي القلب فان من الممكن ان يختلف طوال القامة وقصارها في عوامل اخرى منها الحمية الغذائية او تفاقم امراض بعينها يمكنها ايضا ان تؤثر على القلب، وقال لوك ديوسي كبير الباحثين بمستشفى بريجهام للنساء ومركز هارفارد الطبي "هذه الدراسة لا تقول شيئا محددا بشأن ما اذا كان الطول في حد ذاته سيقود الى شيء"، لكن الباحثين الذين نشرت نتائج دراساتهم في الدورية الامريكية لامراض القلب قالوا ان من الممكن ايضا ان يؤدي أمر يتعلق ببيولوجيا الاشخاص الاطول مثل المسافة بين قلوبهم وفروع معينة لاوعيتهم الدموية الى تخفيف الضغط على القلب، وجاءت البيانات بعد فحص 22 الف رجل قام الاطباء بمتابعة حالاتهم وكان متوسط اعمارهم في الخمسينات، وبعد اجابتهم على استبيان بشأن الطول والوزن والظروف الصحية قام الرجال باستيفاء استبيانات للمتابعة يرصدون فيها الفحوص الطبية التي تجرى لهم سنوي، وشمل التقرير ايضا بيانات مما متوسطة 22 عاما من هذه المتابعة والتي اصيب خلالها 1444 رجلا او نحو سبعة بالمئة بقصور في وظائف القلب، ووجد الباحثون ان فرصة طوال القامة كانت اقل في الاصابة بتدهور في وظائف القلب، وكان الرجال الاطول في الدراسة ممن يتجاوز طول قامتهم 1.8 متر يتميزون بتراجع احتمال ابلاغهم عن اجراء تشخيص على قصور وظائف القلب خلال الدراسة بنسبة 24 في المئة عن الذين يبلغ طولهم 1.72 متر او اقصر، كما اخذت في الحسبان عوامل السن والوزن والاصابة بضغط الدم المرتفع والسكري. بحسب رويترز.

الزيوت الصـحية

من جانبهم توصل باحثون إسبان إلى أن القلي بزيوت صحية مثل زيت الزيتون أو زيت دوار الشمس لا يسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المبكر، وكانت الدراسات كافة قد ربطت بين تناول الأطعمة المقلية بالإصابة بأعراض مرتبطة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول والبدانة، وذكر موقع «هيلث داي نيوز» أن باحثين إسباناً أجروا دراسة شملت عادات الطبخ وصحة نحو 41 ألف راشد تراوح أعمارهم بين 29 و69 عاماً، لم يكونوا يعانون أمراض القلب عند بدء الدراسة التي استمرت 11 عاماً، وقُسّم المشاركون فيها إلى أربع مجموعات بحسب كمية الطعام المقلي الذي يستهلكونه، وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية «بي إم جي» أنه تم تسجيل 606 حالات أمراض قلب و1134 حالة وفاة خلال فترة الدراسة، وقالت الباحثة بيلار غوالار كاستيوون من جامعة مدريد إنه «في دولة متوسطية حيث زيت الزيتون وزيت دوار الشمس هما الدهون الأكثر استخداماً في القلي وحيث تستهلك كميات كبيرة من الطعام المقلي في المنزل وخارجه، لم يتم تحديد أي علاقة بين استهلاك الطعام المقلي وخطر الإصابة بأمراض الشرايين والقلب أو الموت»، وقال الباحث الألماني مايكل ليتمان إن دراسة تشكل تحدياً إلى الاعتقاد السائد أن «الطعام المقلي سيئ بشكل عام للقلب»، وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة التي أجريت في إسبانيا، حيث يسود استخدام زيت الزيتون وزيت دوار الشمس قد لا تظهر النتيجة عينها في دول غربية أخرى، حيث يقلى الطعام بزيوت صلبة أو زيوت أعيد استخدامها. بحسب يونايتد برس.

الخلايا الجذعية لعلاج الأزمات القلبية

من جانب اخر يشير باحثون أميركيون إلى أن التلف الناتج عن الأزمات القلبية يمكن علاجه باستخدام خلايا جذعية بقلب المريض نفسه، وجاء في دورية "لانست" الطبية أن كمية النسيج الندبي قلت بمقدار النصف خلال تجربة بسيطة، وأشار القائمون على البحث إلى نمو "غير مسبوق" في عضلة قلبية جديدة، وتقول مؤسسة القلب البريطانية إن البحث في بدايته، ومع ذلك فهذه "أخبار سارة للمرضى المصابين بأزمات قلبية"، وتحدث الأزمة القلبية عندما يقل الأكسجين داخل القلب، مثلما يحدث عندما تحول جلطة دون وصول الدم إلى القلب، وخلال علاج القلب تستبدل العضلة الميتة بنسيج ندبي، ولكن تقل القدرة على ضخ الدم في الجسم لأن النسيج لا ينبض مثل عضلة القلب، ويبحث الأطباء بمختلف أنحاء العالم عن وسائل يمكن من خلالها "تجديد" القلب لاستبدال عضلة النبض بنسيج ندبي، ويركزون خلال ذلك على الخلايا الجذعية، وقد أجريت هذه التجربة في معهد سيدارز- سيناي للقلب، لاستشكاف مستوى الأمان في استخدام خلايا جذعية بقلب المريض المصاب بأزمة قلبية.

وخلال شهر من حدوث أزمة قلبية، تم إدخال أنبوبة في أحد الأوردة برقبة المريض تجاه القلب لأخذ عينة من نسيج القلب، وعزلت الخلايا الجذعية وتركت تنمو بأحد المعامل، ثم وضع نحو 25 مليون من هذه الخلايا الجذعية في الشرايين المحيطة بالقلب، وشارك نحو 25 مريضا في التجربة، وقبل العلاج، كان النسيج الندبي يمثل متوسط 24 في المئة داخل البطين الأيسر، وقلت النسبة إلى 16 في المئة بعد ستة أشهر وإلى 12 في المئة بعد عام، وتشير الدراسة إلى أن الخلايا "لها قدرة غير مسبوقة لتقليل الآثار مع تحفيز نمو الخلايا الصحية في القلب مجددا"، ويقول الدكتور إدواردو ماربان، أحد أعضاء فريق الباحثين، "مع أن هدف دراستنا الرئيسي يركز على التأكد من مستوى الأمان، فقد بحثنا عن دليل يوضح أن العلاج ربما يزيل الآثار أو يعيد نمو عضلة قلبية ضامرة"، ويضيف، "لم يتحقق ذلك من قبل على الرغم من التجارب العلاجية للمرضى المصابين بأزمات قلبية على مدار عقد من الزمان، ولكننا أنجزنا ذلك الآن"، ويوضح، "من المفاجئ أن الأثر أكبر مما تحقق في تجارب أجريت على الحيوانات".

ولكن لم تتحق زيادة في مقياس هام لقدرة القلب على الضخ الدم يعرف بـ"المنسوب القذفي للبطين الأيسر"، أي نسبة الدم التي يضخها البطين الأيسر، ويقول البروفيسور أنتوني ماثور، منسق تجربة تركز على الخلايا الجذعية وتضم 3000 مريضا مصابا بأزمات قلبية، إنه إذا سجلت الدراسة زيادة في الدم المتدفق سيثير الأمر نقاشات كثيرة، ويضيف أن الدراسة كانت تهدف إلى إثبات صحة الفكرة من خلال مجموعة صغيرة من المرضى، وأشار إلى أن النتائج مثيرة، ولكن من الواضح أنها تحتاج إلى المزيد من التدقيق والبراهين، ويقول الدكتور جيرمي بيرسون، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية، "هذه المرة الأولى التي يطبق فيها ذلك على البشر، وقد جاءت النتائج مشجعة جدا"، وأضاف "هذه مجرد البداية، ومن المؤكد أن البحث سيحتاج إلى المزيد من المتابعة، ولكن يمثل ذلك خبرا سارا بالنسبة للمرضى المصابين بأزمات قلبية ويعانون من تردي أعراض فشل القلب".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/آذار/2012 - 16/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م