التسول... عولمة الاحتراف وأكاديمية الارتزاق!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعد ظاهرة التسوّل من الظواهر المتنامية التي يتضايق منها اغلب بلدان العالم وخاصةً البلدان النامية، لاسيما وأنها تنتشر بكثرة خلال المناسبات وتستخدم لاستغلال الأطفال ونساء بإجبارهم على التسول، كما هو الحال في السنغال والهند ومعظم البلدان العربية مثل العراق والأردن والإمارات ومصر والمغرب، من جهتهم يشدد المختصون في هذا المجال على ضرورة تأهيل المتسولين ومساعدتهم على إيجاد فرص العمل، إذ أن الحلول الناجحة لظاهرة التسول لا تكمن في المطاردة والعقوبات فقط، بل في محاربة أسباب التسول وفي مقدمتها الفقر الشديد والأمية والاحتيال والظواهر الاجتماعية كافة.

حيث أن أسباب ظاهرة التسول كثيرة لكنها تعود بشكل أساسي للفقر والبطالة وقلة الحال،إذ أن نظرة المجتمع للتسول تختلف من بلد لبلد، ومن شخص إلى آخر، ويرى الكثير أن اعتماد الكثير على التسول كمهنة يومية تدر دخل معقول سببه تعاطف الناس مع الاستجداء الكاذب للكثير من المتسولين.

كما تختلف أوضاع وطرق التسول من في العالم، ففي الهند مثلا هناك مدينة للمتسولين، لها قوانينها وشريعتها وطريقة العيش فيها. في البلاد الشرقية والمسلمة منها يختار المتسولون أماكن العبادة والجوامع والأضرحة مكان لممارسة عملهم، وفي الدول الغربية تجد المتسولين في أنفاق المترو وقرب الساحات العامة والمتاحف يمارسون عملهم بطريقة أخرى من خلال العزف أو ربما الرسم. وليس بالضرورة أن يكون المتسول معدوما، فبعضهم قد أمتهن التسول ويجمع منه أكثر بكثير من قوت يومه، بل يصل به الآمر إمكانية لتوظيف من يعمل لديه فيستأجر الأطفال والرضع والإكسسوار اللازم للتسول وحتى عمل عاهات صناعية أو دائمية لزوم العمل لمن يوظفه، إذ ان أغلب دول عالم تمنع التسول وتكافحه بطرق مختلفة قد تفلح وقد تفشل، فأن التسول قد يدفع إلى الجريمة وبكل أشكالها فهو بداية الطريق للانحراف لما له من اضرار على المجتمع ورقيه. ويبقى السؤال قائما هل ظاهرة التسول حاجة أم مهنة؟  

إجبار الأطفال في السنغال

فقد يدق اطفال حفاة في ملابس رثة يجوبون شوارع العاصمة السنغالية دكار التي تتناثر فيها القمامة نوافذ السيارات ويلاحقون مرتادي الاسواق املا في الحصول على بضع عملات معدنية او كوب من الارز، وليس منظر الصغار وهم يشحذون بغريب على دولة تكافح فقرا متأصلا لكن في السنغال الواقعة بغرب افريقيا هناك فرق، ويشير تقرير نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش الى أن هؤلاء الاطفال تلاميذ في نظام مدارس تحفيظ القران يجبرهم المدرسون على طلب الاحسان بالضرب المبرح، وقال مات ويلز كاتب التقرير "هناك 50 الف طفل على الاقل في مدارس تحفيظ القران الداخلية في الحضر يعيشون في ظروف أقرب الى العبودية، وتابع قائلا عن التلاميذ "نتحدث عن مشكلة خطيرة هنا في السنغال والاعداد تزيد كل يوم، ويبعث ما وصل اليه التقرير على القلق في دولة يغلب على سكانها المسلمون ويبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتوجد بها مدارس تحفيظ القران منذ قرون مما يضع السنغال على قائمة للدول التي تعاني من مشكلة اجبار الاطفال على التسول مثل باكستان والهند وألبانيا، وكانت حكومة السنغال قد أقرت قوانين في الاعوام الاخيرة استهدفت المشكلة لكن التقرير نقل عن مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه قوله ان الحكومة تباطأت في تطبيقها وسط مخاوف من رد فعل عنيف يقوده الزعماء الدينيون الذين يتمتعون بنفوذ سياسي ويستفيدون من التسول، وقال ويلز من منظمة هيومان رايتس ووتش "كان هناك شعور بأن التطرق لهذه المسألة شديد الحساسية لكن هذا التقرير يسعى لتخطي هذا، وصرح وزير الشؤون الدينية السنغالي محمد بامبا نديايي بأن الدولة تبحث عن حلول لمشكلة اجبار الاطفال على التسول، وأضاف قائلا "لا نؤيد فكرة القاء الاطفال في الشوارع هكذا، ولا يستطيع سليمان أن يتذكر عمره لكنه يعلم أنه أجبر على التسول لثماني سنوات كطالب في مدرسة لتحفيظ القران في دكار وكان مدرسه يضربه بشكل متكرر قبل أن يلجأ لدار للايواء، وقال "كان يضربني بسلك كهربائي. كان جمع المال صعبا جدا، ويعهد أولياء الامور بابنائهم لمدارس تحفيظ القران منذ قرون وينتظرون أن يحصل الابناء على الطعام والمأوى ويحفظوا القران مقابل عملهم في مزارع خلال موسم الحصاد.

لكن التسول القسري بدأ يظهر في نظام مدارس تحفيظ القران بالسنغال في السبعينات حين دفع تراجع الزراعة المدارس الى الانتقال للمدن وكان يطلب من التلاميذ التسول لتغطية تكاليف المدرسة الداخلية، ويقول ويلز انه منذ ذلك الحين تبنت مدارس تحفيظ القران الحضرية في السنغال التسول القسري حيث يجني الزعماء الدينيون 100 الف دولار في العام في الوقت الذي خفضوا فيه ساعات الدراسة، وقال ويلز "في دولة يعيش فيها الناس في العموم على دولارين في اليوم هذا مبلغ هائل، وقالت المنظمة ان الكثير من تلاميذ هذه المدارس بالبلاد ويقدرون بمئات الالاف يجبرون على الخروج للشوارع للتسول لثماني ساعات في اليوم ويحصلون على حصص بسيطة من الاموال والسكر والارز التي تجمع، واذا عادوا بخفي حنين يضربون، وقال ويلز "يؤخذ الطفل الى غرفة ويخلع له المدرس او طالب كبير قميصه ويضرب عادة بوحشية، وأضاف "خلق هذا تركة من أطفال الشوارع في السنغال. بحسب رويترز.

بسبب الانتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها على أيدي المدرسين يهربون بأعداد ضخمة، ويقول عثمان سونكو الذي يدير مأوى امبراطورية الاطفال في دكار ان أولياء الامور احيانا يرفضون استعادة ابنائهم لانهم لا يصدقون أن رجال الدين يمارسون انتهاكات، ويقول ويلز انه في حين ان تسول الاطفال القسري يوجد في أجزاء أخرى من المنطقة فان المشكلة اكثر وضوحا في السنغال لشيوع التصدق لاسباب دينية وثقافية. لهذا السبب يتم تهريب الكثير من الاطفال من غينيا بيساو وغينيا وجامبيا للعمل بالتسول لحساب مدارس تحفيظ القران في دكار، وأضاف ويلز "هناك أشخاص في السنغال تمثل الزكاة بالنسبة لهم وفقا لتعاليم الدين الاسلامي أهمية كبيرة وبالتالي أصبح من السهل على هؤلاء الزعماء الدينيين عديمي الضمير تحقيق مكاسب هائلة من وراء الاطفال، وناشدت هيومان رايتس ووتش حكومة السنغال اتخاذ اجراءات صارمة لمكافحة التسول القسري.

مدرسة هندية تعلم الفقراء فن التسول

في سياق متصل تفتح مدرسة في قرية هندية أبوابها لتعليم الأطفال الفقراء فن التسول. وتوجد بالقرية 200 عائلة يرسلون أطفالهم إلى المدرسة المفتوحة لتعلم المهنة ويتلقون دورسا خاصة في "علم أصول التسول".  ويقول "المدرس" بارادش مبررا وجود مثل هذه المدرسة:، "ليس بيدنا حيلة؛ فلا طعام ولا مال ولاعمل لأهل القرية وبالتالي علينا أن نتسول، ويخضع الصغار لتدريبات يومية في الصباح، وتتفق ريكا غولغوليا وهي أم لأحد التلاميذ في تلك المدرسة مع بارادش بتساؤلها: "ماذا تريدنا أن نعمل؟ لا أحد يكترث لمعاناتنا، ولا أحد يريد مساعدتنا. المسؤولون يأتون؛ يستمعون إلينا ولايفعلون شيئا. وتضيف قائلة: "لا أعتقد أن المشكلة سوف تحل في حياتي. الوضع سيء للغاية وأوضاعنا كذلك، ويخضع الصغار لتدريبات يومية في الصباح قبل التوجه إلى أماكنهم المحددة لممارسة المهنة، ومن ثم يتجمعون في المساء مع ذويهم على العشاء ويعطونهم ما حصلوا عليه من المال، ويقول راجو عن تجربته في التسول: "أذهب إلى القرى المجاورة وأتسول، ومن ثم أشتري ما نحتاجه من الطعام والمؤن وأعود للبيت في المساء، أما الطفلة لاكشمي، فتتمنى لو أن الظروف تساعدها في الذهاب إلى مدرسة حقيقة تنهل فيها من العلم والمعرفة وتحقق لها أحلامها، حيث قالت لـ"العربية" أريد الذهاب إلى مدرسة لأتعلم وأصبح ضابطة لتحسين حياة أهلي وحياتي، ويوجد في هذه القرية الفقيرة قرابة 200 عائلة تدرب أطفالها على التسول لضعف الدخل وعدم استجابة السلطات المحلية لمطالبهم وإعانتهم على كسب لقمة العيش. وتحدث الناشط الاجتماعي انيل كومار باندي عن مدى معاناة هؤلاء القرويين، موضحا أن "أبناء هذه القرية يمارسون مهنة التسول لأربعة أجيال متتالية وهم يدربون أطفالهم عليها جيلا بعد جيل" والحكومة تعدهم بتحسين أوضاعهم ولكن لا أحد يهتم بهم.

الشرطة البريطانية حاميها حراميها

على صعيد ذو صلة أوقفت الشرطة البريطانية أربعة من رجالها عن الخدمة بسبب مزاعم قيامهم بسرقة المال من متسولين في شوارع مدينة بيرمنجهام، وقالت صحيفة "ديلي ميرور" اليوم الاثنين إن الشرطيين الأربعة أُرسلوا إلى منازلهم في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن أعرب زملاء لهم عن قلقهم بشأن سلوكهم اثناء حملة ضد التجار المارقين والمتسولين العدوانيين، واضافت أن قادة شرطة مقاطعة مدلاندز الغربية استدعوا وحدة المعايير المهنية للتحقيق في مزاعم قيام الشرطيين الأربعة بسرقة المال من المتسولين الأجانب وجميعهم من أوروبا الشرقية، واستجواب هؤلاء في اطار التحقيق، ونسبت "بي بي سي" إلى متحدث باسم شرطة المقاطعة قوله "إن المزاعم تنطوي على اساءة التعامل مع ممتلكات مصادرة من افراد الجمهور يمكن أن تصل إلى السرقة، وتم فتح تحقيق بشأن هذه الممارسات، وكانت الشرطة قد شنت حملة على المتسولين العدوانيين في مدينة بيرمنجهام خلال فصل الصيف الماضي واعتقلت بموجبها 17 شخصاً بتهم تتصل بالتسول. بحسب يونايتد برس.

شوارع إيطاليا

في حين أكدت دراسة للمنظمة الأوروبية للحقوق الأساسية أن عدد الأولاد المجبرين على التسول في إيطاليا ارتفع إلى ما يقارب الـ 50 ألف طفل، وأشارت الدراسة إلى أن غالبية الأطفال المتسولين هم من الغجر وتتراوح أعمارهم بين العامين والـ 21عاماً، وذكرت جريدة "الرياض" أن عدد الغجر في إيطاليا 210ألفاً، 50 % منهم تحت سن الـ21 ، ويأتي معظم هؤلاء الأطفال من المغرب وألبانيا ورومانيا ويوغوسلافيا السابقة، وتقوم السلطات الإيطالية بوضع الأطفال المهاجرين بدور رعاية بعد العثور عليهم في الشوارع، لكن الحقيقة أن معظم هؤلاء الأطفال يختفون خلال 84ساعة من وصولهم إلى الملجأ. بحسب يونايتد برس.

موقع للمشتريات الجماعية يهدف مساعدة المتسولين

كما أصبح بمتناول البرازيليين الشغوفين بمواقع المشتريات الجماعية مبادرة جديدة تندرج في إطار "التضامن الجماعي" وترمي إلى مساعدة المتوسلين، ويهدف هذا الموقع إلى "تسليط الضوء" على حياة المشردين، بحسب ما قال الطالب جاو بورزلاف (19 عاما) الذي شارك مع صديقه في إطلاق الفكرة. وأضاف أنه أراد مع صديقه الاستفادة من انتشار مواقع المشتريات الجماعية لإرساء نوع جديد من "التضامن الجماعي، وتسمح البوابة لمتصفحيها بابتياع "قسائم" وهمية لمتسولي "نوفو هانمبورغو" حيث يعيش الطالبان وهي مدينة تقع على بعد 40 كيلومترا من مدينة "بورتو أليغري"، مهد المنتدى الاجتماعي العالمي، وتساوي القسيمة 155 دولارا ويمكن أن يتشارك في تسديدها عدة أشخاص لشراء "رزمة للمتسولين تحتوي على سلة غذائية وملابس وقسيمة لقصة شعر، وتسلم "رزمة المتسول" إلى المستفيد منها خلال حفل يبث على الانترنت "بهدف إضفاء شفافية على العملية"، على حد قول جاو بورزلاف. بحسب فرانس برس.

صينية تقيد حفيداتها لتتمكن من التسول

الى ذلك لم تجد الجدة الصينية "زانج" التي تبلغ من العمر 51 عاما، طريقة للتخلص من حفيداتها التوائم الثلاث البالغات 27 شهرا، إلا بتقييدهن في أحد الجسور في العاصمة الصينية بكين كي تتمكن من التسول، ودفعت الظروف الاقتصادية الصعبة هذه الجدة للتسول كي تتمكن من إعالة حفيداتها بعد أن تركهن الأب، بينما تعيش أمهن في مقاطعة أخرى، ونقلت صحيفة "بكين الجديدة" عن الجدة قولها أنها اضطرت لترك عملها كمشرفة في إحدى المستشفيات منذ عام عند توليها مسؤولية تربية الحفيدات الثلاث بعد اختفاء الأب، وأوضحت أن ابنتها، أم التوائم، تعمل في شركة أحذية بمقاطعة تيانجين، ولكن عملها يدر عليها دخلا زهيدا لا يساعدها على إعالة الأسرة، خاصة وأن الإدارة المدنية في بكين تؤكد أن الأسرة لا يمكنها الحصول على نظام تأمين نظرا لأنها ليست من مواليد المقاطعة، وتطبق الصين منذ 1950 نظاما لتسجيل الإقامة الدائمة يطلق عليه (هوكو)، وصنف هذا النظام منذ ذلك الحين المواطنين إلى فئتين: سكان المناطق الريفية والمدنية، بهدف منع تدفق سكان الريف إلى المدن، وكان أحد الأشخاص قد عرض الاثنين على الجدة تبني إحدى التوائم ولكنها رفضت لأن ثلاثتهن لا يتناولن الطعام أو الشراب إلا معا، وإذا غابت إحداهن يبدأن في البحث عنها. بحسب يونايتد برس.

العراق حملة للحد من التسول لا تستثني النساء والاطفال

فقد اعلنت وزارة العمل العراقية انها شرعت بحملة تستهدف المتسولين في مدينة بغداد وقالت الوزارة ان الحملة لا تستثني النساء والأطفال، وكانت الوزارة تعقب على بيان صادر عنها عبرت فيه عن نفيها لما يتم تناقله عن حملة ضد المتسولين تستهدف الرجال فقط وقال البيان "ان حملة الحد من التسول تشمل الرجال والنساء والاطفال ولا تستثني اية فئة، واضاف البيان "ان اللجنة المركزية المسؤولة عن تنفيذ الحملة لجمع المتسولين من الرجال من اجل اعطاء الفرصة للنساء اللواتي يمتهن التسول للامتناع والكف عن هذه الممارسة غير الحضارية، وكانت ظاهرة انتشار المتسولين من الذكور والاناث ومن جميع الاعمار في بغداد قد اصبحت ظاهرة مالوفة منذ فترة ليست بالقصيرة. وساعد على انتشار هذه الظاهرة عدم توفر فرص عمل كافية اضافة الى ظاهرة ارتفاع الاسعار في جميع محافظات العراق اضافة الى مانتج من عمليات اقصاء سياسي وتسريح لعشرات آلاف من الموظفين بعد الغزو الامريكي على العراق في العام 2003، وقال البيان نقلا عن الناطق الاعلامي للوزارة عبد الله اللامي "ان الهدف من هذه الحملة هو انساني يصب في توفير الحياة الكريمة لهؤلاء المتسولين بالاضافة الى انه هدف حضاري يسعى الى التخلص من هذه الظاهرة المرفوضة، وقال اللامي ان "الاشخاص الذين يتم القبض عليهم سيرسلون اذا كانوا ايتاما الى دور رعاية الايتام او الى سجن الاحداث التابع لوزراة الداخلية او الى دور رعاية العجزة اذا كانوا من كبار السن...بعد ان يتم اخذ تعهد منهم، واضاف ان الاشخاص الذين سيتم ارسالهم الى المحكمة لمحاكمتهم بتهمة " ممارسة عمل غير قانوني وغير شرعي، وقال البيان ان السلطات التنفيذية والقضائية العراقية شكلتا لجنة مركزية للحد من ظاهرة التسول والتشرد في البلاد.. وللحد من اتساع هذه الظاهرة وايجاد المعالجات لها. بحسب رويترز.

البصرة تحضر التسول

من جهته قال مسؤول أمني ان مدينة البصرة في جنوب العراق ستحظر التسول في الشوارع وغيرها من الاماكن العامة ، وتحسن الوضع الامني بشكل كبير في البصرة شأنها في ذلك شأن معظم أنحاء العراق، وقال علي غانم المالكي رئيس اللجنة الامنية في المجلس المحلي ان القرار سينفذ في غضون أيام ويشمل جميع الشوارع والاماكن العامة ويقضي باعتقال جميع المتسولين على أن يطلق سراحهم بعد دفع غرامة، وأضاف أن القرار يستند الى مخاوف ومعلومات حقيقية من مخبرين أمنيين باحتمال أن يستخدم المتشددون بعض المتسولين أو من يتنكرون كمتسولين من أجل شن هجمات تستهدف مسؤولين أو مرشحين في الانتخابات، ويسعى العراق للحفاظ على المكاسب الامنية التي تحققت على مدى العامين الماضيين ولتعزيز انتاج النفط وملء خزائن الحكومة وتعزيز التنمية بعد أعوام من الحرب سبقتها أعوام من العقوبات وغياب الاستثمارات، وعلى الرغم من أن البصرة تقع فوق أكبر مخزون نفطي في العراق فهي مدينة متداعية يحتشد فيها المتسولون في تقاطعات الطرق سعيا للمال من سائقي السيارات. بحسب رويترز.

ذوي الإعاقة في اليمن

كما أدى تردي الأحوال المعيشية في اليمن إلى لجوء نحو 1.5 مليون شخص إلى التسوّل، تتعدد مظاهر التسول في اليمن وتتنوع أساليب المتسولين أو من يقف خلفهم، فتارة يستخدمون الأطفال خاصة ذوي الإعاقة، وتارة يعمدون إلى إغراء الفتيات الشابات بالتسول، روت أم صالح قصة طفل يبلغ السادسة من العمر كان جالسا بجوارها يتسول. وقالت إن هذا الطفل، ويدعى محمد، معاق كلياً، وإن أسرته تأتي به كل صباح وتتركه بجوار أحد البنوك، وأضافت "شكل الطفل وحالته البائسة تستجدي القلوب الرحيمة، وبكت أم صالح وهي تصف إهمال أسرة محمد له، وقالت "إنهم يحضرونه في الصباح، ثم يأتي أحدهم بعد العصر لجمع محصول الفترة الصباحية، ويتركونه على الرصيف بلا طعام أو شراب، وأم صالح أيضاً تتسول، لكن قصتها مختلفة، فهي في العشرينات من العمر وأم لطفلين، وتقول "إن التسول هو الذي يسد حاجة أسرتي، فزوجي عامل نظافة، وراتبه لا يكفي لإعاشتنا طوال الشهر، أما أفراح (اسم مستعار) وهي في العشرينات من عمرها أيضا، فتتخذ من التقاطعات الرئيسية مكاناً لممارسة التسول. وقالت أفراح إن زوجها أجبرها على التسول وهو دائم الغياب مع زوجته الأخرى، وأضافت "لا أجيد أي حرفة ولم أتعلم وهذا ما أجبرني على التسول، هذا وقد أشارت الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل إلى أن عدد المتسولين في اليمن يقدر بنحو 1.5 مليون متسول. وأكد الباحثون أن ارتفاع معدلات التسول بصورة مطردة كان نتيجة لاستمرار تدهور المستوى المعيشي لدى غالبية السكان، ولانتشار مشكلات الفقر والبطالة والأمية، وقد صنفت الدراسة المتسولين إلى فئتين: تتمثل الفئة الأولى في المتسولين بسبب الفقر الدائم وعدم القدرة على العمل وغياب مصادر الدخل الكافية. وتتمثل الفئة الثانية في المتسولين الموسميين، وهم من أفراد الطبقة المتوسطة الذين تدهورت أوضاعهم المالية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لانخفاض معدلات الدخل وانخفاض قيمة العملة المحلية، إضافة إلى تأثير البطالة وارتفاع نسبة الإعالة الاقتصادية.

النساء تتفوق على الرجال بالمغرب

من جهة أخرى قالت إحصاءات رسمية إن عدد المتسولين بالمغرب يبلغ نحو 195 ألفا و950 متسولا ويشكل عدد الرجال منهم 48.9 في المائة بينما عدد النساء 51.1 في المائة، ونقلت وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء عن مسئول قوله إن أسباب التسول تشير إلى أن 51.8 في المائة يمارسون التسول بسبب الفقر و12.7 في المائة بسبب الإعاقة و10.8 في المائة بسبب المرض و24.7 في المائة لأسباب أخرى .

أم مصرية تفقأ عيني طفلتها

على صعيد مختلف تخلت أم مصرية عن كل معاني الرحمة والشفقة والإنسانية ، وتجردت من كل معانى حب الأم لأبنائها ، حيث قامت بفقء عينى ابنتها الاثنتين ، بغرض التسول بها فى شوارع القاهرة ، وقررت حرمان الطفلة من نور عينيها، ليسود الظلام الدامس حياتها، وحكمت عليها بالعجز الأبدى بحثا عن بعض الجنيهات تتسولها من أيدى المارة فى الطريق بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية، و بدأت الواقعة ببلاغ تلقاه قسم شرطة ، من مستشفى قصر العينى يفيد باستقباله الطفلة من العمر خمس سنوات "مصابة بانفجار بالعينين، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن إلى المستشفى وبسؤال الطبيب المعالج أكد أن المصابة أبلغته بقيام والدتها بائعة متجولة "متسولة"، بإحداث إصابتهان وباستدعاء الأم المتسولة أنكرت الاتهام الموجه إليها ، واتهمت شخص آخر وهو "بائع متسول " ، بإحداث إصابة ابنتها مبررة ذلك بوجود خلافات بينهما حول أماكن التسول، وبضبط المتهم أنكر ذلك وأكد بقيام المتهمة بإحداث إصابة ابنتها للتسول بها. بحسب الاقتصادية.

أردنية تفضّل التسول على راتب شهري

من جانبها رفضت متســـــولة أردنية الحصــول على راتب شهري مدى الحياة، مفضلة مواصلة التسول، وذكر أن أحد المحسنين عرض على متسولة كانت تقف عند باب مسجد بمنطقة حي رمزي بالزرقاء (شرق عمان) الحصول على راتب شهري مدى الحياة مقداره 180 دينارا (250 دولارا) مقابل توقفها عن التسول فاختارت التسول، ونقل عن مصلين أن جدلا بين إمام المسجد ومتسولة، استوقف أحد المحسنين الذي توقف لأداء صلاة الظهر، وكانت المتسولة تحمل بيدها رضــــيعا وبالأخـــرى كومة من التقارير الطبية وهي تبكي بحرقة لرفـــــض إمـــام المسجد السماح لها بالدخول إلى حرم الجامع للتسول، وأضافوا أن المحسن شعر بالأسى عندما أخبرته المتسولة أنها أرملة لا تجد قوت يوم لأبنائها ولم تتمكن من توفير ثمن علبة دواء لرضيعها، وأنها جهدت للحصول على أي وظيفة فلم تجد، ما اضطرها إلى اختيار مهنة التسول، زاعمة أنها بالكاد توفر احتياجات أسرتها، وعرض المحسن مساعدتها وتقـــــديم راتب شهري مقابل توقفها عن التسول، وطلب منها بوجود إمام المسجد عنوان سكنها ورقم هاتفها ليتمكن من تقديم مساعدة عاجل، ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود قوله إن ادعاء المتسولة أنها تقطن في إحدى المناطق الشعبية المكتظة في الزرقاء أثار شكوك إمام المسجد، إذ تصادف أنه يعمل مع إحدى لجان مساعدة الأسر الفقيرة في تلك المنطقة، فطلب رقم هاتفها وطلب من المحسن التريث لحين التأكد من مدى حاجة المتسولة للمساعدة، وأضاف الشاهد أن المحسن تلقى اتصالا بعد ثلاث ساعات من إمام المسجد أخبره فيه أن عنوان المنزل الذي قدمته المتسولة صحيح إلا أنها لا تسكن فيه بل تستأجره لغايات التسول، وأنها تمتلك منزلا في منطقة حي الضباط بمدينة الزرقاء، مبينا أن المحسن اتصل برقم هاتف المتسولة إلا أنه لم يكن في الخدمة. بحسب يونايتد برس.

بصمة العين لملاحقة المتسولين

من جهتها بدأت مديرية مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن منذ مطلع الشهر الجاري، بتطبيق نظام اعتماد بصمة العين في تحديد هويات المتسولين المضبوطين للتعرف عليهم لاحقاً، واعلن مدير الدفاع الإجتماعي في الوزارة محمد الخرابشة ان نظام مسح بصمة العين المستحدث وتطبيقه منذ بداية كانون الأول' ديسمبر الجاري ، يهدف الى القضاء على ظاهرة التسول في العاصمة عمان ومديرياتها، ليصار الى تأسيس قاعدة بيانات إلكترونية، توثق سجلات المتسول وكافة المعلومات حول قضايا التسول السابقة، إضافة إلى بيان الاحكام القضائية والقرارات الصادرة بحق المتسولين وتواريخها، واشار إلى ان مديرية مكافحة التسول ضبطت خلال العام الحالي 500 متسول من كلا الجنسين في العاصمة عمان ، حول 144 منهم من الذكور الى مركز رعاية وتأهيل المستولين الاحداث في حين حولت 111 فتاة متسولة الى دار الرعاية لإعادة التأهيل وفقا لقرارات المحاكم. بحسب يونايتد برس.

استئجارهم بهدف التسول 

في حين عقد في بيروت اجتماع رسمي لبحث تفاقم قضية أطفال الشوارع شارك فيه وزراء الداخلية مروان شربل والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور والعدل شكيب قرطباوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وأوضح أبو فاعور أن الاجتماع يهدف إلى بحث موضوع انتشار ظاهرة المتسولين الأطفال في الشوارع وإيجاد مقاربة مشتركة لمعالجة هذا الأمر، واعتبر انه لا يجب تحميل الأطفال مسؤولية ما لا يتحملون لان هذه الظاهرة مسئول عنها مجموعة من العصابات والمستفيدين والمافيات التي تستغل هؤلاء الأطفال، ولفت إلى أن المقلق في الظاهرة هو أنها في تزايد وأن الأمر يتعدى حدود الإزعاج الذي يشعر به أي مواطن لبناني ، مشددا على أهمية حماية الأطفال وحماية حقوقهم وكرامتهم، وعزا أبو فاعور سبب تزايد ظاهرة أطفال الشوارع إلى عدة اعتبارات منها أوضاع الحدود ووجود أعداد كبيرة من الوافدين غير اللبنانيين من داخل لبنان ومن خارجه، مشددا على أن المعالجة لا يجب أن تكون أمنية جافة وإنما أن تأخذ في الاعتبار مسألة حقوق الأطفال عبر مؤسسات الرعاية. بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

يبتر يده لزيادة دخله

على صعيد أخر أقدم متسول تونسي بمحافظة صفاقس على بتر يده اليسرى من أجل إثارة عطف وشفقة المحسنين وزيادة دخله من مهنة التسول، وذكر أن المتسول البالغ من العمر "45 عاما" والذي كان مصابا بالخمول والكسل والتواكل على الآخر، رغم قوة بنيته الجسدية وقدرته على القيام بأشق الأعمال امتهن التسول عدة سنوات ولم يفكر قط في البحث عن عمل شريف يحفظ به ماء وجهه، وأن المتسول الذي لم يعد راضيا بفتات المحسنين في ظل الغلاء المتواصل للمعيشة فكر في تحسين دخله المادي من التسول، فهداه تفكيره إلى بتر يده اليسرى حتى يبدو للناس صاحب "عاهة مستديمة" يستحق الصدقة فيجزلوا له العطاء، وأشارت الصحيفة إلى أن المتسول شرع في تعذيب نفسه بضرب يده على الجدران وكيها بالنار وتقطيع شرايينها إلى أن تعفنت فأدخل المستشفى حيث اضطر الاطباء إلى بترها لإنقاذه من الموت.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/آذار/2012 - 16/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م