هل المرأة كائن من الدرجة الثانية؟

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: يحتفل العالم أجمع، نساء وذكور، في هذه الايام، بعيد المرأة العالمي، وهو يوم خصصته الامم المتحدة للمرأة، كي يحتفل بها الجميع ويتذكرون دورها وحضورها ونشاطها الأساسي في بناء المكوّن البشري، بل ويعترفون بهذا الدور ليس بالقول فقط بل يؤكدون قيمة المرأة عمليا ويمنحونها حقها الصحيح من التمجيد والاحترام.

ولكن هناك مؤشرات تدل لمن يتابعها ويتفحصها، على أن المرأة بنظر كثيرين (كائن من الدرجة الثانية) فهل هي كذلك فعلا؟ وهل يليق بها هذا التوصيف المؤلم، ومن هي الامم والمجتمعات التي تصف أو تَسِم المرأة بهذا الوصف أو السمة؟.

من بداهة القول أن هناك حملة تحطيم متواصلة، وربما متوارَثة تواجهها المرأة في عموم المجتمع البشري، بمعنى أوضح أن الكائن الانثوي يتعرض لحملة تحطيم من الغرب والشرق على حد سواء، ولكن بطرق وسبل ووسائل وأفكار وتحديدات متباينة.

نحن نريد فعلا أن نحتفل بالمرأة ككائن يستحق الاحتفال والاحترام والتقدير، وهذا ليس تفضّلا عليها، بل استحقاق ينبغي على الجميع أن يقدمه لها، وليس هناك مثاليات في القول أو الرأي، ولكن نظرا لحملة التحطيم التي سبق ذكرها، والتي تقودها عصابات ومافيات كثيرة ومتنوعة في الغرب والشرق، ننتهز هذه المناسبة لتعرية تلك الجهات ووسائلها وخطورتها ليس على المرأة وحدها بل على المجتمع البشري بأكمله.

من يستطيع، سواء الغربيين أو الشرقيين (ونعني منهم العصابات الدولية والجهات المستفيدة)، أن ينكر بأن المرأة تحوّلت الى سلعة لتحقيق الربح المادي عبر الجنس وتقديم أنواع اللذة والرقص وفنون الخلاعة وما شابه؟، ومن يمكنه إنكار حالة التنامي العالمي المخيف لشبكات الاتجار بالمرأة، وتهريبها عبر الحدود لاسيما من الدول الفقيرة الى الغنية؟ كذلك من يمكنه دحض الحقائق العالمية التي تشير الى تنامي الانتهاكات الفظيعة بحق المرأة، ولا نعني هنا السياسية منها، بل الحقوق الانسانية المتعارفة.

لذلك يمكن أن نلاحظ بسهولة حملات التشويه المنظمة التي تقوم بها جهات معروفة، لاسيما في الدوائر المعنية بترويض المرأة في الغرب، ومن يتبعهم أو يتعاون معهم او يشترك في حملاتهم من الشرقيين، في دول عدة ومنها دول تعلن الاسلام دينا رسميا لها، ودول عربية ايضا، حيث تنتشر عن قصد مسبق ظاهرة العري، كتعبير ساذج ومفتعل عن تحرر المرأة، ولابد أننا لاحظنا تعرّي بعض الممثلات المسلمات او العربيات ونشر صورهن في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، مع الاعلان أن التعري جاء كرد فعل على الكبت الجنسي او السياسي او الاجتماعي في هذه الدولة أو تلك، لكن الامر لا يعدو كونه حالة تقليد للغرب اولا، ثم طلبا للشهرة ثانيا، لهذا فإن المرأة التي تقوم بمثل هذه الافعال قد تقف وراءها جهات تعمل على تدجين المرأة والاساءة لها وتحويلها من كائن انساني روحاني متميز، الى مسخ يعرض الجمال الساذج عبر التعري لاثارة الآخرين أولا، ولتعريض كرامة المرأة الى الانتهاك والتدمير المنظّم.

وقد أكدت مصادر اعلامية وسواها، على ظاهرة تهريب النساء لاسيما الاعمار الصغيرة، كما نقرأ ذلك في الخبر التالي: اكدت نساء ناشطات في مجال المرأة والطفولة على وجود عصابات تعمل على تهريب النساء اليافعات وباعمار مختلفة الى دول الخليج وعن طريق سوريا، عضو المجلس المحلي لمدينة الكرادة ورئيسة منظمة الاسرة للتنمية المستقبلية مديحة الموسوي اكدت على وجود وثائق كثيرة تثبت تهريب النساء اليافعات وباعمار من عشرة الى 18 سنة، موضحة ان حجم المخاطر التي يولدها خطف النساء كبير وبازدياد، وقالت " شهريا تهرب الى دبي 25 طفلة" وهذه كارثة حسب وصفها، واكدت ان هذه الاطفال تباع الى مشايخ في دول الخليج ويأتون بهن عبر الحدود العراقية الى سوريا ومن ثم يخرجون بهن الى دبي ويتم الاتصال لتوزيعهن بسرعة فائقة حيث ان كل سائق يأتي ليأخذ عددا وحسب المواصفات شقراء سمراء.

إن هذا المثال القريب جدا منا يؤكد على خطورة امتهان كرامة المرأة، بشكل منظم ومخطط له، ولا يتوقف الامر على الغرب أو الشرق، لذا مطلوب من الجهات المعنية المحلية والاقليمية والدولية، أن تضع الضوابط الرادعة لتنامي هذه الظاهرة وهذا يتطلب جهدا محليا ودوليا، ناهيك عن ضرورة القيام بحملات توعية وتثقيف متواصلة للمجتمع عموما والنساء على وجه الخصوص، لكي يأتي اليوم الذي نحتفل فيه بالمرأة وهي كائن من الدرجة الاولى في عموم دول وأصقاع العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آذار/2012 - 13/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م