الاغتصاب... جريمة لا تنسى بفعل التقادم

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: كثيرا ما تتكشف عددا من الحقائق بعد الاضطرابات السياسية او الاجتماعية الكبرى التي نكر فيها المجتمعات البشرية، وكثيرا ما تتكشف قضايا تشغل الراي العام في اي بلد لا تخلو منه مثل هذه القضايا حتى المستقرة منها اجتماعيا وسياسيا، واقصد بها جرائم الاغتصاب.

احدث قضية في هذا المجال، ما نشر حول ادعاءات باغتصاب امراة سورية تناوب على هذا الفعل عدد من الجنود النظاميين السوريين.. وقبلها بشهور فجرت احدى النساء الليبيات (إيمان العبيدي) قضية اغتصاب اخرى حين ادعت بان عددا من جنود القذافي قد قاموا باغتصابها ايام انتفاضة الليبيين على قائد ثورتهم.

وقد ذكرت احدى الناشطات من منظمة (فينيكس) (نحن كنساء ليبيات كنا نأمل منذ فترة طويلة أن يتحدث أحد نيابة عن أولئك الذين لا يمكنهم أن يتحدثوا بأنفسهم).

وبينما توجد مزاعم عن حوادث اغتصاب استخدمت كسلاح أثناء الانتفاضة، ما زال من غير الواضح كيف انتشر العنف ضد النساء. وقالت تلك الناشطة إن (الناشطين الذين كانوا يحاولون جمع معلومات عن هذا الموضوع يقدرون عدد الحالات بنحو 8000 حالة)، مضيفة أن العدد يمكن أن يرتفع بسبب عدد الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها، كما توجد تقارير أيضا عن رجال "تعرضوا للاغتصاب أيضا).

في فرنسا، والتعاطي مع مثل هذه القضايا يخنلف على الصعيد الاجتماعي والقانوني، قررت عاملة متقاعدة، جزائرية الأصل مقيمة في فرنسا، ملاحقة رجل تدعي أنه اغتصبها وضربها وسبب لها أضرارا صحية معقدة قبل 37 سنة.

وقال جان سانييه، إنه تقدم بشكوى قضائية باسمها أمام محكمة الجزاء في مدينة ليون، جنوب فرنسا. وتابع أن إجراءات التقاضي لا تنظر دعوى مضت عليها كل هذه السنين، لكنه ينوي التركيز على أن المدعية فقدت ذاكرتها بفعل الاعتداء.

تثير قضية زاهية حمر العين (56 سنة)، الآن، اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، ولا سيما أنها لا تقرأ ولا تكتب، بل اعتمدت على نفسها في متابعة قضيتها، طارقة أبواب المؤسسات الصحية والشرطة،

وراجعت ملفات الحوادث والجرائم، واستخدمت مخبرا خاصا حتى أمسكت بأول خيط في حكايتها وحددت مكان الجاني وتعرفت عليه. بدأت القصة عندما كانت زاهية، وهي من أسرة محدودة الدخل في ليون، في السابعة عشرة من العمر.

وهي تروي أن رجلا اسمه سمرة، كانت تعمل لديه، لاحقها لكنها رفضت الزواج منه. وعام 1973 خطفها ونقلها إلى شاحنة العمل الخاصة به، حيث اغتصبها وضربها بآلة حادة على رأسها ورماها في الطريق تصارع الموت.

وبعدها نقلت زاهية إلى المستشفى وعولجت من إصاباتها، ومنها ارتجاج في الدماغ، لكنها منذ الحادث وحتى قبل سنتين، عانت من فقدان الذاكرة وكانت تداوم على العلاج وهي تظن أنها مصابة بمرض التصلب الانتشاري.

وقد تقدمت والدتها يومذاك ببلاغ إلى الشرطة ضد مجهول بتهمة ضرب ابنتها، لكن القضية حفظت. وفي عام 2010، دخلت زاهية المستشفى لإجراء عملية جراحية. وهنا استعادت ذاكرتها فور استفاقتها من المخدر، وأخذت تروي ما تتذكره.

ومن ثم راجعت المستشفيات ومراكز الشرطة بحثا عن حقيقة ما أصابها، وبفضل مسؤول عن سجلات الحوادث أمسكت برأس الخيط وأدركت أنها ما كانت تتوهم، إذ أخرج لها المسؤول قصاصة لخبر نشر في صفحة الأحداث المتفرقة في جريدة محلية في ليون، قبل أكثر من 3 عقود، يشير إلى شابة تحمل اسمها أدخلت المستشفى بعد العثور عليها مدماة على قارعة الطريق، ثم بفضل مخبر خاص عرفت عنوان المعتدي، واكتشفت أنه ما يزال حيا ويقيم في العنوان نفسه بليون. وهكذا اكتملت عناصر القضية وجاء دور المحامي لإثارتها.

والإغتصاب هو علاقة جنسية تحت تأثير العنف أو التهديد به. و تختلف أهداف المغتصب من موقف إلى آخر. فليس دائما الهدف هو المتعة الجنسية، قد يكون الهدف هو الإنتقام من الشخص المغتصب أو إلى الفئة التى ينتمى إليها. قد يكون السبب أيضا تعبيرا عن الغضب أو الظلم.

واغتصب في اللغة العربية يعني أخذ الشيء قهرًا وظلمًا وامثال هذا اخذ أي شيء دون اذن أو دون حق الرقه اغتصاب حتى عدم احترامك للحقوق الشخصيه وحريه الاخر يعتبر اغتصاب لحريه الاخر وجريمه في حقه، وقد طغى استعمال الكلمة لتشير إلى الاعتداء الجنسي وعليه فالاغتصاب هو ممارسة الجنس مع شخص دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب، ويعتبر الاغتصاب أكثر الجرائم الجنسية شيوعاً.

وهناك العديد من الحقائق التى تغيب عن أكثر الناس فى موضوع الإغتصاب. الإغتصاب قد يحدث فى أى مكان لأى انسان مهما كان السن و قد يتعرض له أى نوع سواء ذكر أو أنثى.

وتعتبر العلاقة الجنسية إغتصابا فى الأحوال الآتية:

عندما تكون هذه العلاقة ضد إرادة المغتصبة، أو بدون موافقتها، أو بموافقتها، فى حالة الحصول على الموافقة تحت التهديد سواء لها شخصيا أو تهديد بعنف أو قتل لشخص يخص المغتصبة.

بموافقتها، تحت خداع أن المغتصب شخص مرتبط بها شرعيا على غير الحقيقة (أى تعتقد أنه زوجها مثلا).

بموافقتها، تحت تأثير غير طبيعى على الوعى، مثل وقوعها تحت تأثير مخدر أو مخدرات أو كحوليات.

بموافقتها أو بدون موافقتها إذا كانت تحت سن معينة (فى الأغلب تحت السادسة عشر من العمر).

كل امرأة عرضة للاغتصاب، لكن الخطر يتزايد إذا كانت المرأة:

- ذات إعاقة جسدية - أي مصابة بالعمى أو الصمم أو مقعدة أو بطيئة التفكير.

- لاجئة أو مهاجرة أو مهجّرة أو تعيش ضمن ضروف حرب.

- تعيش في الشارع أو مشردة.

- تمتهن الجنس عملا ً.

- معتقلة أو مسجونة.

- تتعرض باستمرار لاعتداء زوجها أو شخص آخر عليها.

- تعيش فى أسرة مفككة.

وتتعدد نتائج الاغتصاب بالنسبة للضحية، فهو يؤثر عليها جسديا و نفسيا. التأثير المباشر بعد حدوث الإغتصاب مباشرة قد يتراوح بين شعور بالتنميل فى الجسد، أو عدم تصديق لكل الحدث، أو القلق والغضب الشديد.

عندما تترك مكان الحدث و توجد فى بيئة آمنة، تبدأ فى الشعور بألم شديد فى جسمها، وإكتئاب، وخوف شديد، و شعور بالإهانة و القهر. قد تشعر بالذنب و تلوم نفسها على أشياء قد تكون عادية جدا، لكن تحت هذه الظروف النفسية تعتقد أنها السبب فى الحدث. قد تشعر بأنها مذنبة ونجسة وغير طاهرة ولا تستحق زوجها إن كانت متزوجة، أو تشعر بأنها جلبت العار والخزى لأسرتها.

وتتنوع الاعتداءات الجنسية إلى حد كبير، لكن يعتبر معظم الناس القليل منها اغتصابا ً مثلا ً: تدفع ظروف الحياة أحيانا ً المرأة إلى المجامعة دون رغبة حقيقية منها. ويمكن أن يحدث ذلك حتى في العلاقة الزوجية. تشعر بعض النساء المتزوجات أن المجامعة واجب عليها سواء أرغبت أم لم ترغب. ومع أن المجتمع لا يعاقب المجامعة بالإكراه في الزواج لكن هذه المجامعة تبقى غير مقبولة في الحقيقة.

و (الجنس) طريقة لكسب العيش عند بعض النساء: إما لإعالة أطفالهن، أو لتوفير سكن أو مال، أو للمحافظة على وظيفة. ومهما كان السبب, يجب ألا تكره المرأة على المجامعة إن لم ترغب في ذلك.

يحق للمرأة, قبول التودد الجنسي أو رفضه. فإذا رفضت اختار الرجل عندئذ: إما احترام المرأة وتقبل قرارها، أو محاولة تغيير رأيها أو إرغامها على التودد. ويعتبر الأمر اغتصابا ً عندما تكون مجبرة على أن تقول له "نعم"، أي في حال حرمانها من خيار أن تقول "كلا".

ويسبب الجنس بالإكراه عدة مشاكل صحية وعاطفية ترغم على المجامعة سواء صاحبها عنف آخر أم لا. تعرف معظم النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الرجل المغتصب. وتستصعب المرأة جدا ً تجاوز الاغتصاب واخبار الآخرين عنه إذا اضطرت إلى الإلتقاء بالشخص المغتصب فيما بعد (وخاصة إذا كان الاعتداء من "المحارم" أي من قبل شخص محرم على الفتاة مثل زوج الأم أو الأب أو الخال أو الأخ أو زوج الأم...).

اعتداء الزوج أو المطلّق : قد يظن الرجل أن له حق مجامعة زوجته كلما رغب حتى لو لم ترغب هي في ذلك، بخاصة عندما لا يساعد القانون المحلي أو التقاليد المحلية المرأة أو يعاملها وكأنها ملك لزوجها.

اعتداء الصديق أو الخطيب : قد يظن صديق المرأة أن له حق مجامعتها لأنها تهيج مشاعره أو لمجرد أنه عرض عليها الزواج. لكن يبقى الأمر اغتصابا ً إذا حصل بالإكراه. وقد يصعب على المرأة التصريح عن هذا النوع من الإغتصاب خوف من لوم الآخرين لها.

التحرش الجنسي : قد تجبر المرأة على تقبل التحرش الجنسي بها، وقد تُكره المرأة على مجامعة زميلها أو مديرها في العمل للمحافضة على وظيفتها، وقد يهددها بفقدان مركزها أو معاقبة آخر إذا صرحت بالأمر لأحد.

الاعتداء الجنسي على الأطفال : قد يغتصب البنت أو الصبي رجل من العائلة أو أي بالغ آخر. ويعد الأمر إغتصابا ً إذا مارس البالغ الجنس مع طفل أو لمسه بطريقة جنسية حتى لو كان أبوه أو زوج أمه أو عمه أو أخوه أو ابن عمه، أو أي فرد من العائلة. يجب أن ندرك أن الاعتداء يصيب الأطفال بالحيرة والتشوش، وقد لا يفهمون ما يحدث بخاصة إذا كانوا يثقون بالمعتدي عليهم. وربّما لا يعرف سائر أفراد العائلة بهذا الاعتداء أو ينفونه، أو يرون أن المسؤولية تقع على الطفل. في كل الأحوال، ينبغي ألا نلوم أبدا ً الشخص المعتدى عليه بخاصة إذا كان طفلا ً. يجب أن نساعد الأطفال وأن نمنع تعرضهم لأي اعتداء جنسي.

بلغت عدد قضايا التحرش الجنسي والاغتصاب في مصر‏ على سبيل المثال 52 ألف قضية في سنة ‏2006‏ وحدها حسب تقارير أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أي بمعدل ‏140‏ قضية اغتصاب وتحرش كل يوم‏.

يعتقد بعض علماء النفس أن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية والباقون يرتكبون جريمتهم معاداة للمجتمع الذي يعيشون فيه. ويرى بعض علماء النفس أن الكثير من المغتصبين لديهم إحساس بالكره أو الخوف من النساء مما يقودهم إلى الرغبة في إثبات قوتهم وسيطرتهم من أجل إذلال وإيذاء هؤلاء النسوة المغتصَبات.

وقبل مدة قليلة أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها قررت تعديل المدلول القانوني لجرم الاغتصاب، بعد عقود من الجمود، بحيث يشمل اعتداءات متعددة الأشكال على النساء، وكذلك توسيع دائرة المستفيدين منه بحيث يطال الرجال الذين يتعرضون لانتهاكات جنسية.

وبحسب التعديل الجديد، فقد بات التعريف الجديد للاغتصاب يشمل كل عملية إيلاج لا تتم بموافقة الطرفين، بصرف النظر عن الهوية الجنسية للمهاجم أو للضحية.

وبموجب النص المعدل، فإن أي إدخال يتم بالإكراه لجسم من أي نوع كان في الضحية، سواء من الفرج أو الدبر، يعتبر اغتصاباً، كما يندرج ضمن الجريمة نفسها عملية إدخال العضو الجنسي لشخص ما في فم شخص آخر عبر الإكراه.

وكان التعريف القديم للاغتصاب يقتصر على تجريم عملية إدخال القضيب الذكري في فرج امرأة دون موافقتها، ويعود إلى عام 1927، ولكن لجنة من خبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي أوصت مؤخراً بتوسيع المفهوم القانوني للجريمة لتشمل ممارسات أخرى بينها اغتصاب الرجال والإيلاج عبر الإكراه من الدبر والفم أو إدخال أشياء إلى الأعضاء الحميمة واغتصاب النساء للنساء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/آذار/2012 - 12/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م