ايران و اسرائيل... صراع قد يتحول الى كارثة!

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: تزداد الخشية من اقدام اسرائيل على تنفيذ تهديداتها المستمرة بشن ضربة استباقية الى ايران فيما يخص برنامجها النووي مثار الجدل, ويرى بعض المراقبين ان نتائج مثل هكذا قرار خطير ستنعكس سلبا على الاوضاع في المنطقة بل ستسهم ايضا بزعزعه الاستقرار العالمي خصوصا مع تنامي قدرات ايران العسكرية والتي عمدت في الفترة الاخيرة الى ابرازها بشكل علني من خلال العديد من المناورات، الامر الذي اثار استياء اسرائيل التي اعتبرتها تصرفات استفزازية  تهدد الامن والاستقرار في المنطقة, واعلن رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بيني غانتز ان اسرائيل ستتخذ بمفردها في نهاية المطاف قرارها بشأن ضرب ايران. وتأتي تصريحات المسؤول الاسرائيلي بينما وصل الى مستشار اوباما للامن القومي توم دونيلون الى الدولة العبرية لاجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الاسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها ايران. وقال الجنرال غانتز في المقابلة مع القناة الاسرائيلية العامة الاولى ان "اسرائيل هي الضامن الرئيسي لامنها. هذا دورنا كجيش ويجب على دولة اسرائيل الدفاع عن نفسها". واضاف "علينا متابعة التطورات في ايران ومشروعها النووي لكن على نطاق واسع آخذين في الحسبان ما يفعله العالم وما قررته ايران وما سنفعله او لا نفعله". واجرى رئيس اركان الجيش الاسرائيلي سلسلة مقابلات مع كبرى القنوات التلفزيونية الاسرائيلية تناولت خصوصا الازمة مع ايران. وسبقت هذه المقابلات وصول مستشار اوباما للامن القومي الى اسرائيل لاجراء "مشاورات مع كبار المسؤولين الاسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها ايران وسوريا ومسائل اخرى تتعلق بالامن في المنطقة"، كما قال البيت الابيض. وذكرت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا يرى ان هناك "احتمالا كبيرا" لان تقوم اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية في الربيع. لكن بانيتا رفض التعليق على المقال، ردا على سؤال لصحافيين خلال زيارة الى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي. وقال غانتز ان ايران لا تمثل فقط "مشكلة اسرائيلية" بل "مشكلة اقليمية ودولية".

وفي الاسابيع الاخيرة، ومع انتشار توقعات بان اسرائيل تقترب من شن هجوم استباقي على برنامج ايران النووي، رغم نفي اسرائيل اتخاذها مثل هذا القرار. ووسط تصاعد التوتر بين ايران واسرائيل، عبرت سفن حربية قناة السويس الى البحر المتوسط في عرض "للقوة". واكدت اسرائيل انها تريد "ان تتابع من قرب" تحركات السفينتين الحربيتين الايرانيتين اللتين عبرتا قناة السويس.

وقال نتانياهو في كلمة القاها امام مؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية الاميركية في القدس ان هناك "اربعة مخاطر كبيرة" تلقي بثقلها على اسرائيل هي : "النووي وآلاف الصواريخ الموجهة الى مدننا والهجمات عبر الانترنت وعمليات التسلل عبر حدودنا ليس فقط من قبل الارهابيين بل ايضا من اجانب يهددون الطابع اليهودي لدولتنا الصغيرة". ولم يتوسع نتانياهو في كلامه عن الملف النووي الايراني. واضاف ان ذلك "جزء من التحرك المستمر الذي نقوم به في السنوات الاخيرة لاعداد اسرائيل للزمن الجديد .. وهو زمن التهديدات لجبهة اسرائيل الداخلية"، الا انه لم يكشف عن تفاصيل. بحسب فرنس برس.

وفي مقابلة مع شبكة سي ان ان حذر رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان اية ضربة عسكرية اسرائيلية ضد ايران ستتسبب في "زعزعة" الاستقرار، بحسب ما نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية. واضاف "ليس من الحكمة اتخاذ قرار لمهاجمة ايران في الوقت الحالي". وتابع ان "الحكومة الاميركية واثقة من ان الاسرائيليين يتفهمون مخاوفنا .. فتوجيه ضربة في هذا الوقت سيزعزع الاستقرار ولا يحقق اهداف اسرائيل على المدى الطويل"،

وقال مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال غوزي ديان ان اختيار ديمبسي للكلمات مهم. وصرح للإذاعة الاسرائيلية العامة "اود التركيز على عبارة ديمبسي في الوقت الحالي مشيرا الى عرض ايران الاخير لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اضافة الى المانيا.

وقال ان "الرسالة الاسرائيلية لواشنطن هي دعونا نهتم بالتهديد النووي الايراني الذي هو تهديد لسلام العالم، ودعونا نقوم بذلك معا. اذا توليتم انتم القيادة، ذلك جيد. واذا حشرنا في زاوية واصبح علينا ان نتولى القيادة .. فان ذلك سيكون واجبا علينا". وتعتقد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية واسرائيل ان ايران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد ان برنامجها هو لاغراض سلمية بحت.

وفي السياق ذاته واكد مدير وكالة الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر من جانبه ان المسؤولين الايرانيين يواصلون البرنامج النووي، لكنهم لم يتخذوا القرار بحيازة السلاح النووي ام لا. واضاف "نعتقد ان القرار سيتخذه المرشد الاعلى (للجمهورية علي خامنئي) شخصيا". واضاف "اعتقد انهم لا يريدون السلاح النووي بأي ثمن".

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، غداة اعلان طهران عن احراز تقدم كبير في برنامجها النووي، ان العقوبات الاقتصادية والمالية على ايران لم تعط نتائج. وقال نتانياهو في تصريحات صحافية ادلى بها خلال زيارة رسمية الى قبرص "آمل في ان تعطي العقوبات نتائج لكنها حتى الان لم تؤثر في شيء ونحن نواجه نظاما ينتهك كل القواعد، وليس لديهم على الاطلاق اي احترام للمعايير الدولية". ووصف نتانياهو ايران بأنها "أكبر قوة غير مسؤولة على وجه الارض"، معتبرا ان "على الولايات المتحدة واي بلد مسؤول الشعور بالقلق من مواصلة ايران برنامج التسلح النووي".

واعلنت طهران عن انجازات جديدة في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي افضل اداء وانتاج الوقود المخصب بنسبه 20%، مؤكدة في الوقت نفسه على استعدادها لاستئناف التفاوض مع الغرب. واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده شغلت ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي اضافي في منشأة نطنز.

في سياق متصل اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان ايران "تبالغ " في تصريحاتها غداة اعلان طهران عن انجازات جديدة في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي افضل اداء وانتاج الوقود المخصب بنسبه 20%. وقال باراك الموجود حاليا في طوكيو في مقابلة مع الاذاعة العامة الاسرائيلية "يواصل الايرانيون التقدم ولكن ما قدم البارحة كان عبارة عن استعراض وجزء منه لردع العالم عن ملاحقتهم". واضاف "تباهى الايرانيون بنجاح لم يحققوه فلا يزال امامهم الكثير لفعله للوصول الى الجيل الثاني او الثالث من الات الطرد المركزي". واشار باراك الى ان "الايرانيين يريدون اعطاء الانطباع بانهم متقدمون اكثر من الواقع لخلق شعور بانهم تجاوزوا نقطة اللاعودة وهذا امر غير صحيح". وتابع "ان انتشار المنشات النووية الايرانية وحقيقة ان جزءا منها موجود تحت الارض يجعل من الصعب مهاجمتها" من خلال عمليات انتقائية. وبث التلفزيون الايراني الرسمي مباشرة صور تركيب قضيب وقود نووي مخصب بنسبة 20% "محلي الصنع" في مفاعل الابحاث في طهران. وجرى الحفل بحضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وعائلات عدد من العلماء النوويين الايرانيين الذين تم اغتيالهم، بحسب طهران، بيد الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية.

سفن حربية ايرانية

الى جانب ذلك ارسلت ايران بوارج الى البحر المتوسط ل"اظهار قوة" الجمهورية الاسلامية في وقت بلغ التوتر مع اسرائيل ذروته على خلفية الازمة النووية الايرانية والاعتداءين الاخيرين على سفارتي اسرائيل في الهند وتايلاند. واعلنت الدولة العبرية انها تتابع "من كثب" هذه العملية، وهي الثانية من نوعها منذ الثورة الاسلامية العام 1979 بعد عملية اولى في شباط/فبراير 2011.

واعلن قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية ان سفنا حربية ايرانية دخلت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس. ولم يذكر سياري تفاصيل عن عدد وطبيعة السفن المشاركة في هذه العملية، مكتفيا بالقول انها تهدف الى "اظهار قوة جمهورية ايران الاسلامية". والسفن التي عبرت قناة السويس السبت قد تكون المدمرة شهيد قندي وسفينة التموين خارك. وخلال المهمة الاولى للبحرية الايرانية في المتوسط في شباط/فبراير 2011، توجهت بارجتان هما خارك والفرقاطة الوند الى سوريا، وتحديدا الى ميناء اللاذقية قبل ان تعودا الى البحر الاحمر ثم الى ايران. واثار هذا التحرك الايراني الاول منذ 1979 عبر قناة السويس ردا حادا من جانب اسرائيل التي اعتبرت انه "استفزازي" ووضعت بحريتها في حال استنفار.

من جانبها، وجهت الولايات المتحدة تحذيرا الى السفن الايرانية، داعية اياها الى "التزام القوانين الدولية وعدم القيام باي عمل من شانه تعريض الامن" للخطر. وصرحت مسؤولة في وزارة الخارجية الاسرائيلية "سنتابع عن كثب تنقل السفينتين للتحقق من انهما لن تقتربا من السواحل الاسرائيلية"، رافضة اعطاء مزيد من التفاصيل. وتكررت تصريحات لمسؤولين اسرائيليين تحدثوا عن احتمال توجيه ضربة للمنشات النووية الايرانية. وردت طهران بالتهديد بضرب الدولة العبرية وكذلك القوات الاميركية في المنطقة وباغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة الى حركة نقل النفط. ولدواع سياسية وعسكرية، عمدت ايران منذ عامين الى توسيع انتشار بحريتها في عرض البحر بعدما كانت تكتفي بالدفاع عن السواحل الايرانية شرق مضيق هرمز.

وفي هذا الاطار، كثفت البحرية الايرانية عملياتها في بحر عمان وخليج عدن، وخصوصا لحماية السفن الايرانية من القراصنة الصوماليين الناشطين في تلك المنطقة. وتنشر طهران في شكل دائم بارجتين على الاقل واكبتا حتى الان اكثر من 1300 سفينة تجارية وخاضتا اكثر من مئة مواجهة مع القراصنة. وفي الصيف الفائت، نشرت ايران للمرة الاولى احدى غواصاتها "كيلو" واعلن الاميرال سياري نيته ارسال بوارج الى الاطلسي في موعد وضمن مهمة لم يحددهما.

نشر بطارية مضادة للصواريخ

من جهة اخرى اعلن متحدث عسكري اسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي سينشر في تل ابيب بطارية صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ في اطار مشروع القبة الحديدية. وقال المتحدث العسكري في بيان موضحا ان نصب هذه البطارية سيتم "نحن في طريقنا لاعتماد القبة الحديدية في الجيش الاسرائيلي. وفي اطار هذه العملية فان هذا النظام سينشر في مواقع عدة في اسرائيل وسيكون في منطقة غوش دان (حول تل ابيب) ". واضاف ان هذا الانتشار "جزء من خطة التدريب السنوية على هذا النظام". وياتي قرار نشر هذه البطارية المضادة للصواريخ قرب تل ابيب متزامنا مع ازدياد الكلام عن امكانية قيام اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية. وكان الجيش الاسرائيلي بدأ منذ شهر آذار/مارس 2011 بنشر بطاريات تابعة لمشروع القبة الحديدية حول عسقلان في جنوب غرب البلاد وقرب قطاع غزة في الجنوب وفي منطقة بئر السبع وصحراء النقب. ويؤكد الاسرائيليون ان هذا النظام الاعتراضي للصواريخ سيتيح تدمير الصواريخ الموجهة لاسرائيل والتي يكون مداها ما بين اربعة و70 كلم. ويعتبر مشروع القبة الحديدية جزءا من مشروع كبير خاص بالاسلحة المضادة للقذائف والصواريخ. ويضم المشروع الكبير نظامين اخرين هما : آرو القادر على اعتراض صواريخ طويلة المدى و"ديفيدز سلينغ" للصواريخ المتوسطة المدى. بحسب فرنس برس.

الى جانب ذلك اكدت السفارة الاسرائيلية في سنغافورة ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك زار المدينة، لكنها نفت تقارير تحدثت عن مخطط لاغتياله. وقال المسؤول في السفارة الاسرائيلية ميخال ساريغ قدوري ان "الوزير باراك زار سنغافورة لحضور معرض الطيران وافتتاح الجناح الاسرائيلي". ومعرض الطيران في سنغافورة هو احد اكبر المعارض في اسيا وتشارك فيه اسرائيل لعرض صناعاتها التجارية والدفاعية،. لكن المسؤول الاسرائيلي نفى مضمون تقرير نشرته صحيفة الجريدة الكويتية تحدث عن مخطط لاغتيال باراك من جانب ثلاثة افراد ينتمون الى خلية لايران وحزب الله خلال زيارته. وتناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا التقرير في شكل واسع.

واضاف المسؤول ان "الزيارة الوزارية تمت وفق البرنامج المقرر ولم يقع اي حادث غير مألوف. هذا التقرير لا اساس له من الصحة". وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية نفى ما نشرته الصحافة الكويتية حول قيام الموساد باحباط مخطط ايراني لاغتيال باراك خلال زيارته لسنغافورة.

وياتي هذا الخبر في وقت تصاعد فيه التوتر بين الدولة العبرية وجمهورية ايران الاسلامية عقب سلسلة هجمات في تايلاند والهند وجورجيا استهدفت كلها موظفي السفارات الاسرائيلية. واتهمت اسرائيل ايران بالوقوف وراء هذه الهجمات، الامر الذي نفته الجمهورية الاسلامية.

اتهام صريح لقوة القدس

من جهته اتهم مسؤول اسرائيلي رفيع قوة القدس الايرانية بتدبير سلسلة من الهجمات على الدبلوماسيين الاسرائيليين في الخارج. ولم تؤد هجمات التي بدت منظمة لتفجير موظفين في سفارتي اسرائيل في نيودلهي وتفليس الى سقوط قتلى لكنها ادت الى اصابة زوجة الملحق العسكري الاسرائيلي في الهند. وابطلت الشرطة في جورجيا مفعول قنبلة تفليس بينما قالت تايلاند انها كشفت عن فريق ايراني من المخربين الذين دبروا لهجوم على مصالح اسرائيلية.

ونفت طهران اي علاقة لها بالامر لكن موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي قال ان البريجادير جنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس الجناح السري للحرس الثوري الايراني هو العقل المدبر لهذه الهجمات. وقال يعلون في مقابلة مع صحيفة "نرى ما يحدث في الهند وجورجيا وتايلاند. انه النمط نفسه. نفس القنبلة ونفس المعمل ونفس المصنع." وقال يعلون لصحيفة معاريف اليومية "سليماني مرؤوس للقادة الايرانيين ومسؤول عن القوة الخاصة وعن النشاط التخريبي ضد الجميع." واضاف يعلون ان الجنرال الايراني دبر عمليات بالتنسيق مع حزب الله اللبناني.

والقت الولايات المتحدة العام الماضي باللائمة على قوة القدس في مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. ورفضت ايران هذا الاتهام وقالت انه لا اساس له. وسبق ان اتهم مسؤولون امريكيون خلايا تعمل بالوكالة عن قوة القدس بتنفيذ هجمات في العراق وافغانستان بينما قال مصدر حكومي اوروبي في اكتوبر تشرين الاول ان بريطانيا تحقق في مؤامرات جديدة محتملة لقوة القدس. وسارعت حكومة نتنياهو الى اتهام ايران بارتكاب الهجمات لكن بعض المحللين ترددوا في السبب الذي يدعو ايران الى سلوك هذه المخاطرة من اجل اعمال بدت طائشة وغير مرتبة جيدا خاصة في الهند التي تشتري حصة كبيرة من نفطها. وقال يعلون ان ايران "تتعرض لضغط اقتصادي وسياسي" في اشارة الى العقوبات الدولية المتزايدة التي تستهدف الحد من انشطتها النووية المثيرة للجدل والتوتر الداخلي الذي اسفرت عنه هذه العقوبات. بحسب رويترز.

وعلى الرغم من نفي ايران تورطها في تفجيرات تعهدت اكثر من مرة بالانتقام من اغتيال اسرائيل المزعوم لعدد من علمائها النوويين في تفجيرات سيارات. ولم تؤكد اسرائيل او تنف قيامها بالاغتيالات لكن يعلون سلم بان اسرائيل ينظر اليها باعتبارها مسؤولة عنها. وقال في اشارة الى تفجيرات السفارات "هذا ردهم... يريدون ان يخلقوا ردعا او ينتقموا." واضاف ان اسرائيل تخشى وقوع مزيد من الهجمات التي ربما تكون كبيرة على مصالحها بالخارج.

الى جانب ذلك نفى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مسؤولية حزبه عن التفجيرات التي استهدفت دبلوماسيين اسرائيليين اخيرا. وقال نصرالله في احياء ذكرى اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية قبل اربعة اعوام في دمشق "في موضوع التفجيرات التي جرت في الهند وجورجيا وتايلند، استطيع ان اجزم لكم اننا في حزب الله ليس لنا اي علاقة". وأكد نصرالله في كلمة نقلت مباشرة عبر شاشة عملاقة امام حشد ضم الالاف من انصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت، ان الثأر لمقتل مغنية لن يكون "في مجندين او دبلوماسيين او اسرائيليين عاديين، مضيفا "سوف يأتي اليوم الذي نثأر فيه لعماد مغنية ثأرا مشرفا". بحسب فرنس برس.

وقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في العاصمة السورية في شباط/فبراير 2008، ويتهم حزب الله اسرائيل بالوقوف وراء اغتياله. واثر اغتيال مغنية اعلنت سوريا فتح تحقيق في الحادث، غير ان نتيجة التحقيقات لم تعلن بعد. وكان مغنية ملاحقا من اسرائيل والولايات المتحدة للاشتباه بتورطه بعمليات عدة بينها خطف طائرة كانت تقوم برحلة بين روما واثينا في 1985، وتفجير في مقر جمعية الصداقة الاسرائيلية الارجنتينية في بوينس ايريس تسبب بمقتل 85 شخصا في 1994، وخطف رهائن اجانب وعمليات تفجير في الثمانينات في لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5/آذار/2012 - 11/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م