حي التضحية من المناطق السكنية الكبيرة في مدينة الناصرية، حيث أن
اغلب ساكنيها من الناس الفقراء الذين تقاسموا البيوت ليصبح المنزل
الواحد منزلين وهذا ما سبب زيادة غير طبيعية في عدد السكان بالنسبة إلى
مساحة المنطقة في حين قابل هذه الزيادة علاقة عكسية مع الخدمات،
فالسكان في زيادة والخدمات في نقص ملحوظ.
كانت هنالك محاولات فاشلة في مقابلة المسؤولين وتسليط جزء من
اهتمامهم على هذه المنطقة المعدومة التي تعاني بشكل موجز لا حصر من شحة
في المياه الصالحة للشرب وعدم وجود شوارع معبدة والأرصفة وانعدام
المجاري وقله المدارس بالنسبة إلى الطلبة وعدد السكان ونقص في جميع
الخدمات الأخرى.
هذا المنظر المؤلم الذي يحز في نفس ساكني هذه المنطقة وهم يرون
التطور والخدمات المقدمة في المناطق الأخرى وحتى القرى البعيدة في حين
تبقى هذه المنطقة تحارب محاربة مقصودة من قبل مسؤولي هذه المحافظة
واللامبالاة من المواطنين يجعل المشكلة تزداد بشكل خطير حتى يمكن أن
تصبح هذه المنطقة ملوثة وقد يصاب ساكنيها بإمراض خطيرة بسبب البعوض
والمستنقعات والمجاري.
في بداية عام 2011 استبشر أهالي المنطقة بشمولهم في الخطة لهذا
العام ولكن خيبة الأمل لم ترحل من سماء المنطقة حيث لم تقم الشركة طيلة
عام كامل في انجاز واضح على السطح وإنما هي بعض الحفريات التي أضيفت
إلى الحفر القديمة ولم تقم الشركة بواجبها على أحسن وجه..
وهذا ما جعل الحال على ما هو عليه !! بدون تغيير في أمل أن يزور احد
المسؤولين هذا المنطقة التي يتحاشها معظمهم زيارتها لأنهم في
الانتخابات السابقة حضروا إلى هذه المنطقة ووعدوا أهلها بتقديم الخدمات
اليهم على أن ينتخبوهم وسوف يكونون لهم الصوت المجلجل في البرلمان
والمجلس ولكن هذه الوعود أصبحت كوعودهم بتحسين حال العراق والوضع
الأمني المتأزم منذ ثماني سنوات وسوف تستمر هذه المنطقة المضحية كما
أحب أزلام النظام تسميتها في تقديم التضحيات منذ تأسيسها في عهد الصنم
إلى زوال أخر صنم في العراق....
|