مندوب المرجع الشيرازي في جولة تفقدية بالعراق

يؤكد على ضرورة تحمل المسؤولية واظهار صورة الاسلام الحق

 

شبكة النبأ: أكد الشيخ جلال معاش مندوب آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي على اهمية إظهار صورة الاسلام الحق المتمثل بأخلاق الرسول الاعظم (ص) واهل بيته، باعتبارهم المصداق الاساسي لتعالمي الاسلام التي يسعى البعض الى تشويهها ونقل تصور خاطئ لتلك التعاليم، كما تحدث ايضا عن اهم المنجزات والنجاحات التي تحققت لصالح الاسلام برغم من وجود الكثير من العراقيل والمعوقات التي لم تثني عزم القائمين على ارسائها وهي مستمرة بأذن الله تعالى، كما اكد على اهمية العمل الثقافي في العراق لرفع الاثار التي خلفها النظام البائد.

كما تحدث عن مسيرة التغير والانتفاضات الشعبية الرافضة للظلم والاستبداد مؤكدا على قابلية الشعوب وارادتها في صنع المستقبل ورفض الاستعباد والدكتاتورية منتقدا وسائل الإعلام التي تكيل بمكيالين بخصوص نقل الحقائق فيما يخص بعض البلدان التي شهدت ولا تزال تشهد تحركات شعبية هدفها التغير والتحرر.

جاء ذلك في جولة تفقدية واسعة بناء على توصيات المرجعية الدينية شملت عدة محافظات عراقية ومؤسسات علمية وثقافية حيث اجتمع مع مختلف الطبقات والقى كلمات في عدة مهرجانات واحتفالات.

في ضيافة مؤسسة النبأ

فقد استضافت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام في كربلاء الشيخ جلال معاش الذي نقل بدوره رؤى وافكار المرجعية الدينية في ما يخص اخر المستجدات على الساحة المحلية والعربية والعالمية.

وتطرق الشيخ معاش في هذا القاء الى تقديم ايجاز وافي عن مجموعة الرحلات التي قام بها الى مجموعة من الدول العالمية اضافة الى مناقشة الوضع في البحرين وسوريا وانتصار الثورات العربية هذا مع التركيز على بعض الامور الاساسية فيما يخص الوضع في العراق.

فعن تركيا واروبا بشكل عام تحدث سماحته عن بعض الامور المهمة المتعلقة بضرورة تغير بعض الصور الخاطئة عن منهجية الاسلام الحقيقي، وقال ان المرجعية تسعى دائما الى إظهار صورة الاسلام الحق المتمثل بأخلاق الرسول الاعظم (ص) واهل بيته، باعتبارهم المصداق الاساسي لتعالمي الاسلام التي يسعى البعض الى تشويهها ونقل تصور خاطئ لتلك التعاليم، كما تحدث ايضا عن اهم المنجزات والنجاحات التي تحققت لصالح الاسلام في تلك البلدان برغم من وجود الكثير من العراقيل والمعوقات التي لم تثني عزم القائمين على ارسائها وهي مستمرة باذن الله تعالى.

وتحدث ايضا عن مسيرة التغير والانتفاضات الشعبية الرافضة للظلم والاستبداد مؤكدا على قابلية الشعوب وارادتها في صنع المستقبل ورفض الاستعباد والدكتاتورية مشيرا بذلك الى ثورة مصر وتونس وباقي الثورات العربية والتي عرفت (بثورات الربيع العربي)، منتقدا في معرض حديثه بعض وسائل الإعلام التي تكيل بمكيالين بخصوص نقل الحقائق فيما يخص بعض البلدان التي شهدت ولا تزال تشهد تحركات شعبية هدفها التغير والتحرر.

ولفت الشيخ معاش الى إرشادات وتوجيهات المرجعية الدينية حول الامور التربوية والفكرية الهادفة الى بناء مجتمع اسلامي متكامل، مؤكدا، ان المرجعية تتابع وباستمرار قضايا العراق وابناء العراق وتقدم التوجيهات والارشادات بهذا الخصوص. مؤكدا على ان ابواب المرجعية مفتوحة دائما لكل المسلمين، منوها خلال حديثه الى بعض اللقاءات التي جمعت سماحة السيد المرجع صادق الشيرازي (دام ظله) ببعض الشخصيات السياسية والدينية، والتي تسعى دائما للاستفادة من توجيهاته الابوية لخدمة ابناء الوطن.

كما استمع الشيخ جلال معاش الى مجموعة من الافكار والرؤى الهادفة التي تطرق اليها الاخوة الحاضرين ومنها ضرورة واهمية التثقيف وبناء الذات التي دعت اليها المرجعية كما وتم مناقشة بعض السلبيات والامور المؤثرة بهذا المجال ووضع البدائل المناسبة لمعالجتها.

كلمة في جمعية المودة والازدهار

كما زار الشيخ جلال معاش مقر جمعية المودة والازدهار النسوية الكائن في حي الضباط واشترك في الاحتفال الذي أقامته الجمعية بمناسبة ولادة خاتم الأنبياء (ص) واعلان الفائزات عن مسابقة الغدير للكتابة حيث ألقى كلمة اكد فيها على إن الجهل الذي تركه النظام البائد في العراق والآثار المترتبة عليه جعلنا نصب جل اهتمامنا وتركيزنا على العمل الثقافي بكافة أقسامه وأنواعه. واطلع بعد الكلمة على أقسام الجمعية والنشاطات التي أقامتها في مقرها الجديد.

لقاء في حوزة العلامة ابن فهد الحلي

من جهتها استضافت حوزة كربلاء العلمية ـ مدرسة العلامة احمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ بتاريخ الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول 1433 للهجرة الشيخ جلال معاش حيث القى تحدث فيها حول مبدأ الإقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كونه قدوة ربانية ورسولا للإنسانية قاطبة فبين ان الآية المباركة أوضحت شروط الإقتداء أو الصفات الواجب التحلي بها من قبل المقتدي ليتم له ذلك.

وأضاف: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يرجوا من تبليغه الدعوة إلا وجه الله سبحانه، كان هدفه الله عز وجل لا لشيء من الحطام الدنيا، وانه تحمل أنواع المشاقّ والصعوبات الدنيوية في سبيل الرضا الإلهي ولم يطلب شيء للدنيا بل كان همه الآخرة، ورغم ان الله سبحانه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتم نعمته عليه إلا انه لم يفتر عن ذكر الله سبحانه طيلة حياته المباركة، ومن هنا ينبغي على من يسير على نهجه صلوات الله عليه ـ وحال الطلبة كذلك حيث العلم والتعلم والتعليم هو نهج الرسول وما الوحي الا ذلك ـ ان يقتفي اثر الرسول في تبليغه للدين والدعوة إلى المذهب الحق.

وكذا جرى الحديث حول التعتيم الإعلامي المتعمد والمدروس وسياسة إخفاء الحقائق عن الناس في الكثير بل الأكثر من بقاع العالم، ومن هنا تبرز أهمية تحمل المسؤولية في التبليغ الحق.

وتحدث بعدها عن الصعوبات التي تواجه المبلغين وطرق معالجتها وحاجة العالم المتحضر اليوم أكثر من أي وقت آخر إلى التبليغ والمبلغين. كما استعرض بعض تجاربه التبليغية في عدد من الدول كالسويد وتركيا مؤكداً تعطش شيعة أهل البيت هناك بل الناس عامة للفكر الشيعي والمبلغ للمذهب الحق.

جولة تفقدية في البصرة

وكان الشيخ جلال معاش مندوب المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله قد وصل في يوم الاثنين المصادف الثالث عشر من شهر ربيع الأول 1433 للهجرة، وصل فضيلة، إلى مدينة البصرة الفيحاء في جولةٍ تفقدية، وكان في استقباله أعضاء مكتب سماحة المرجع الشيرازي في البصرة. وكانت له برفقة مدير مكتب البصرة الشيخ نزار الحسن في اليوم الأول من زيارته (الثلاثاء) زياراتٌ، منها:

مدير المزارات في البصرة. والتقى أمينها العام جناب السيد نزار الموسوي، ودار الحديث حول الاستفادة من الأماكن المقدّسة للمزارات وجعلها أماكنَ للإشعاع الثقافي والفكري والتربوي، وكيفية تعريفها للمجتمع.

زيارة منظمة سيد الشهداء صلوات الله عليه للتنمية الاجتماعية فرع البصرة، وكان مديرها الأستاذ سليم الحسناوي باستقبال الوفد، واطلع وفد المرجعية على آخر النشاطات الثقافية والخيرية التي قامت بها المنظمة، وكانت هناك اقتراحات لتنمية الواقع العملي الثقافي والخيري.

زيارة مسجد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات عليه في البصرة والاطلاع عليه، حيث يعتبر من أهم المعالم الدينية في البصرة.

زيارة حوزة ومدرسة القائم عجّل الله فرجه الشريف في البصرة في مقرّها الكائن في خطوة ومقام الإمام الرضا صلوات الله عليه. وكانت هناك كلمة لجناب الشيخ جلال معاش لطلاب الحوزة، تطرّق فيها إلى أهمية طلب العلم (التعبئة العلمية) والتقوى الحقيقية ،ونُقِلتْ لهم تحيات ودعاء وسلام السيد المرجع الشيرازي دام ظله، وأعقب كلمته فقرة للسؤال والجواب.

وكانت استراحة فضيلة الشيخ في مكتب المرجعية في البصرة، ولقاءات مع الوافدين للمكتب من رجال الدين والشباب وغيرهم.

وفي اليوم الثاني من زيارته (يوم الأربعاء 15ربيع الأول) كانت هناك زيارة لجناب الشيخ الفاضل (علي المظفر) وكيل المرجعية في النجف الأشرف.

ثمّ زيارة لبيتٍ من بيوت العلم والخطابة في البصرة وهو بيت الدكسن، وكان في استقبال وفد المرجعية جناب الشيخ الخطيب يوسف الدكسن، والشيخ حسين الدكسن.

في عصر يوم الأربعاء كانت لوفد المرجعية زيارة تفقديّة لمؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ـ فرع البصرة، وكان شباب المؤسسة في استقبال الوفد. وجرى الحوار حول تطوّر العمل المؤسساتي والصعوبات التي يعانيها الإخوة من أجل الإنهاض بالواقع الثقافي المرجعي.

بعدها أقيمت صلاة العشائين جماعة في مكتب المرجعية في البصرة بإمامة الشيخ جلال معاش، تلاها كلمة لفضيلته ألقاها على جمع من رجال الدين والشباب، والأساتذة وطلاب الجامعات والمعاهد، تحدّث فيها حول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والإمام الصادق صلوات الله عليه وكيفية الاستفادة من حياتهما المليئة بالدروس والعبر. وقد أُعِدت وليمة طعامٍ في مكتب المرجعية في البصرة على بركة ذكرى مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والإمام الصادق صلوات الله عليه، ولقدوم مندوب المرجعية.

كما كانت له زيارة تفقدية لجناب الشيخ المحترم (محمد المطوري) رئيس الوقف الشيعي في البصرة ، ونُقِلَ له سلام المرجع الشيرازي، ودار حوار ودّي حول الأوضاع الشيعية في البصرة وفي العراق وفي العالم.

ولبّى وفد المرجعية دعوة فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد فلك المالكي في قضاء الزبير في مسجده الأعظم ، بمناسبة ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وكان جناب الشيخ محمد فلك باستقبال وفد المرجع الشيرازي والترحيب به من على منصة الاحتفال، الذي كانت من فقراته كلمة لمندوب المرجع الشيرازي، تطرّق فيها إلى دور العراقيين في إحياء الشعائر الحسينية، وتحدّث أيضاً عن سيرة الإمام الصادق صلوات الله عليه، وملازمة ذكر الإمام أمير المؤمنين مع الرسول الأعظم صلى الله عليهما وآلهما. ونقل للحاضرين من قصص سماحة المرجع الشيرازي حول تضحية العراقيين من أجل إحياء شعائر الإمام الحسين صلوات الله عليه، حتى دمعت عيون الحاضرين، وعلتْ هتافات (لبيك ياحسين).

هذا واستضيف وفد المرجعية من قبل أعرق بيت من بيوتات الزبير وهم بيت الحاج الوجيه (الحاج اطوينة) الذي يعود دور وانتشار التشيّع في الزبير إليه. وأما اليوم فإنّ أولاده يقومون بدور أبيهم.

زيارة المدائن واحياء ذكرى المولد النبوي

من جهة اخرى شارك الشيخ جلال معاش في الاحتفال الذي اُقيم بمناسبة ذكرى مولد أشرف الخلق وأفضل الأنبياء والمرسلين مولانا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بدعوة من الوقف الشيعي وبتعاون الوقف السنّي.

في هذا الاحتفال الذي اقيم تحت شعار: (الرسول الأكرم صلّي الله عليه وآله قدوة ربّانيّة ورسالة الإنسانيّة)، ألقى الشيخ معاش كلمة بالمناسبة، تحدّث فيها عن القدوة الحقيقيّة للرّسول صلّي الله عليه وآله، قائلاً: إنّ عليّاً صلوات الله عليه هو الّذي خاطبه القرآن الكريم في آية المباهلة بقوله عزّ من قائل: {أنفسنا وأنفسكم}. فعليّ صلوات الله عليه نفس النبي صلّي الله عليه وآله.

ثمّ أشار إلي البُعد الإنساني في سيرة رسول الله صلّي الله عليه وآله والإمام عليّ صلوات الله عليه، وخاطب الحضور، شيعة وغيرهم بقوله: أين نحن من سنّة رسول الله صلّي الله عليه وآله؟! فهل القتل وسفك الدماء باسم الإسلام هو من سنّة رسول الله صلّي الله عليه وآله؟!

وقال: إنّ الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو المصداق الحقيقي لسنّة رسول الله صلّي الله عليه وآله لا غيره، فمن أراد الحقّ والحقيقة والسنّة والقرآن فعليه اتّباع عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما.

ثمّ عرج الشيخ معاش إلي الحديث عن مراسيم زيارة الأربعين المقدّسة وإحياء أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم لهذه الشعيرة، وبيّن فيها أن الجموع المليونية التي زحفت نحو كربلاء المقدّسة جاءت للبيعة مع الإمام الحسين صلوات الله عليه، الّذي قال بحقّه رسول الله صلّي الله عليه وآله: {حسين منّي وأنا من حسين}.. فالإمام الحسين صلوات الله عليه هو مجدّد دين وسنّة جدّه رسول الله صلّي الله عليه وآله، لأنّ الأمويّين حرّفوا السنّة فأعادها الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليهما بنهضته المقدّسة.

وأشار إلى ذكرى مولد الإمام الصادق صلوات الله عليه التي تصادف ذكرى مولد مولانا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وقال: إنّ الإمام جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما الّذي تصادف ولادته في يوم مولد النبي صلّي الله عليه وآله، أحيا السنّة النبويّة الشريفة بجامعته العلميّة الّذي درس فيها قرابة 5250 طالب، كان منهم أئمّة المذاهب الإسلاميّة كأبي حنفيّة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل ومحمّد بن ادريس الشافعي.

وختم كلمته قائلاً: إذا أردنا القدوة الربّانيّة ورسول الإنسانيّة، فعلينا باتّباع من سار علي منهج النبي صلّي الله عليه وآله، وهو الإمام أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه، وحفيده الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه، وعلينا السير علي نهج الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليهما.

هذا، وبعد انتهاء الاحتفال قام الشيخ معاش والوفد المرافق له بزيارة المرقد الطاهر للصحابي الجليل سلمان الفارسي (المحمّدي) رضوان الله تعالى عليه، وخلال ذلك أكّد للمشرفين على المقام الطاهر، ضرورة نشر علوم أهل البيت صلوات الله عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/شباط/2012 - 29/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م