احترام النفس واحترام الناس

صَادق الصَافي

شتمَ رجل أحد الصالحين.. فالتفت الصالح الى الرجل وقال له.. هي صحيفتك فأملأها بما شئت.؟

عُرِفَتْ الحياة بأنها سفينة تحتاج الى قبطان ماهر.! ولأن التجارب هي زاد الحياة والأسس التي يبني عليها العقلاء حياتهم، فأن الخبرة المتأتية من هذه التجارب تشكل عدد الأخطاء في الحياة، ولأننا بشر خطاءين فلا نخجل من أخطاءنا الأولى، لكن يجب أن نخجل اذا تكررت الأخطاء.؟ لأن موقف خاطئ آخر قد يشوه أو يحرق صورتنا أمام الناس.

فالكرامة الإنسانية، كرامة النفس من أساسيات البناء الأخلاقي، وتعني تمسك الانسان مع ذاته، ووضع النفس في محل السمو والرفعة والتواضع، فمن السهل أن يحترمك الناس.. لكن من الصعب أن تحترم نفسك.؟

ومن ضرورات اصلاح النفس، ترك مالا يعنيك، الصبر على ما يحب ويكره، القناعة، كتمان السر، المحبة، والوفاء الجميل.

 ومن الضرورات الحياتية فن اللياقة أو الاطار الاجتماعي فاللياقة والأداء الاجتماعي لا غنى عنها لدى الكثيرين لنقل الصورة المثالية أمام الآخرين، ومحافظة هؤلاء على تلك الصورة على حساب وضعهم المادي أو النفسي، بما يتناسب مع المكان أو المركز الاجتماعي.

لكن أغلب هذه الحالات رغم أهميتها للمحافظة على شكل معقول لجماعة من الناس، يتمسك البعض الآخر منهم بالمظاهر الخادعة يتزاحمون فيما بينهم، يهتمون بالمظاهر الأكثر بذخاً، واسرافاَ وتكلفاَ فوق طاقتهم، يورطون أنفسهم كي يحافظوا على مستوى معين تعود أن يراه الناس بهم، وما أكثر الأمثلة في حياتنا اليومية.

أن هذه المظاهر التي نسميها الكاذبة مرض نفسي يسيطر على عقول ونفوس المصابين بها، لاتصلح أن تكون شهادة لتقييم الشخص على أساسها، وتكمن مشكله هؤلاء في التقليد الأعمى غير المدروس لبعض التطبيقات المجتمعية.

أرجع علماء النفس هذه المظاهر-الخادعة- وحب الظهور والبروز غير الواقعي الى حالة من المرض النفسي، نتيجة الإحساس بعقدة النقص الناتجة عن قلة الأيمان والوعي الثقافي واهتزاز الثقة بالنفس وعدم القناعة.

يعاني هؤلاء الناس من قلق وتوتر دائم، يحيط بهم الارتباك والشكوك وتوقع التآمر من الأخرين، مرضى الأسى والكآبة غالباً، قد يضطر بعضهم لارتكاب بعض الأمور المشينة كالسرقة أو الاختلاس من أجل مجاراة المظاهر الخادعة، يميلون للقيام بانحرافات خطيرة كالإسراف بالكحول أو التدخين أو المخدرات تؤدي لتدمير النفس والمجتمع.؟

ومن ضمانات احترام النفس.. الاهتمام الجدي بأمور الحياة الجوهرية. نحسن الظن بالآخرين.. ونتقبلهم كي نكسب ودَّهمْ واحترامهم.

فالمحبة أجمل شعور يمتلكه الأنسان...

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر – على صفحات الماء وهو رفيع

ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه – على طبقات الجو وهو وضيع

sadikalsafy@yahoo.com

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/شباط/2012 - 29/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م