عيد الحب... مجنون منبوذ ممنوع!

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تباينت طرق إحياء عيد الحب هذا العام بين شعب وآخر، متخذا أكثر من تعبير في سبيل الإعلان عن نفسه بين صفوف العشاق، فتارة كان عفويا بسيطا، وتارة أخرى كان محبوكا مركب، ليسترسل في صداه من قبلة مجردة الى تقنية الكترونية معقدة، فيما لم يغب ما هو غريب وعجيب عن حضوره القوي.

فيما كانت لتداعياته إسقاطات حكومية تباينت بدورها بين الرفض والمنع الى قبول ومشاركة، تنوعت شروطها بين فتاوى التحريم المتشددة وثقافة اجتماعية مرحبة، ليسود القطع والوصل يوم إحياءه.

ماليزيا

فقد حثت جماعة من الشباب المسلم اليوم الحكومة الماليزية على قيادة حملة ضد احتفالات "عيد الحب"، التي قالت إنها تشجع على مظاهر وممارسات غير أخلاقية. وطالب نائب زعيم جناح الشباب في حزب "بارتي إسلام سيماليزيا" المعارض نك عبده نك عزيز، ببث إعلانات مناهضة لعيد الحب، لثني المسلمين عن الاحتفال بهذه المناسبة السنوية التي تحل في 14 فبراير من كل عام.

وأفتى مسؤولون إسلاميون في عام 2005 بأن احتفالات عيد الحب لا تتفق مع تعاليم الإسلام لأنها قائمة على مبادئ مسيحية وبسبب بعض السلوكيات المرتبطة بهذا التقليد.

وقال نك عبده: "في كل عام، نوحد صفوفنا مع مختلف المنظمات غير الحكومية المسلمة لخلق وعي بأن الاحتفال بعيد الحب منافي لتعاليم الإسلام". وألقت السلطات الدينية الماليزية العام الماضي القبض على أكثر من مئة مسلم بسبب احتفالهم بعيد الحب.

إيران

فيما حاولت الحكومة الإيرانية جاهدة طمس عيد العشاق باعتباره احتفالا غربيا "منحلا"، إلا أن هذه المناسبة تسجل نجاحا متناميا في أوساط الشباب الميسورين الذين يحاولون الاستفادة منها للاحتفال بالحب.

وأوضح تجار طهران أن الطلب يكثر على باقات الورد والبطاقات التي تحمل كلمة "حب" والشوكولاته والعطور، في حين ينوي عدد كبير من الثنائيات الخروج للاحتفال بحسب ما يفيد مالك مطعم إيطالي حجز بالكامل.

ولعل أحد أسباب هذا النجاح المتنامي يعود إلى الديموغرافيا، إذ إن 60% من مجموع الإيرانيين البالغ عددهم 75 مليون نسمة هم دون الثلاثين من عمرهم وإيراني واحد من بين ثلاثة إيرانيين يتراوح عمره بين 15 و30 عاما.

لكن هذه الطقوس كافية لإثارة سخط السلطات القلقة على انخفاض نسبة الزيجات خلال السنوات الأخيرة، وهو أمر تعيده إلى السطحية المستوردة من الغرب.

وكان مسؤولون إيرانيون قد منعوا في العام الماضي تصنيع وبيع السلع التي ترتبط بعيد العشاق، معتبرين أن لا الاعلانات السفيهة ليست من صلب الثقافة المسلمة.

الورود سرية في السعودية

في حين حذرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الشباب ومحلات بيع الورود وتغليف الهدايا من استغلال حلول يوم الحب، المعروف بيوم "الفالنتاين"  لترويج هذه البدعة التي تخالف المبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد العربية المتعارف عليها.

ويأتي هذا التحذير على خلفية عدة فتاوى تحرم الاحتفال بيوم الحب أصدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء، والتي شددت غير مرة على حرمة الاحتفاء بهذا اليوم، ووصفته بأنه من الأعياد الوثنية، إذ لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو يقره أو يهنىء به، واعتبر أن تركه واجب واجتنابه استجابه لله ورسوله وبعد عن أسباب سخط الله وعقوبته.

وأصدرت الهيئة خطابات وقامت بزيارات لمحلات الهدايا والورود والفنادق والمطاعم لمنع بيع الورود الحمراء التي يمكن ان تستغل في مناسبة "الفالنتاين" الذي يصادف 14 فبراير/ شباط من كل عام.

بعض المشايخ ألقى على وسائل الإعلام من برامج ومسلسلات وأفلام، مسؤولية انتشار هذه الظاهرة في السعودية، وكذلك غياب الرقابة الأسرية واعتماد أولياء الأمور على الخدم في تربية أبنائهم.

 لكن أصحاب المتاجر والهدايا والورود عادة ما يتحايلون ويوفرون كميات كبيرة من الهدايا المرغوبة بهذه المناسبة قبل يوم 14 فبراير/ شباط، في المجمعات السكنية الخاصة والفنادق وبعض القصور والمنازل، حيث يتم تجهيزها في سيارات خاصة مبردة بعيداً عن المحال، ويتم توصيل الطلبات من الهدايا والورود حسب التنسيق على الهاتف سواء للمنزل او الاستراحات.

كما يلاحظ أن السعر المعتاد للوردة الواحد عادة لا يتجاوز 15 الى 20 ريال بينما يصل في يوم الحب الى 60 و70 ريال للوردة والواحدة، والبوكيه قد يصل الى 600 و1000 ريال في بعض المحال.

وفي جولة على أصحاب المحال في العاصمة السعودية الرياض، قال عمران محمد إنه يستمتع بمظاهر الفرح في يوم الحب منذ خمس سنوات، وإنه يحضر الهدايا قبل الموعد بيومين، خشية الدخول في حرج مع رجال "الهيئة."

من جانبه، قال مدير مجموعة مطاعم "خمسة نجوم،" تركي بن محمد، "إن المنع والرقابة عادة ما يكون على الأماكن العامة والمطاعم الصغيرة، بينما فنادق الخمسة نجوم سيكون فيها الورد الأحمر هذا العام، إضافة إلى تواجدها في المجمعات السكنية التي تعد العدة للاحتفال بهذا اليوم منذ قرابة اسبوع، حيث يتم داخلها عمل احتفالات مختلطة وعلى مستوى ضخم يشارك فيها سعوديين من الجنسين، باعتبار أن هذه المجمعات يمنع منعاً باتا دخول رجال الهيئة لها، وتحظى بحراسة مشددة جدا من قبل الأمن والجيش حولها."

وكان السلفي المتشدد محمد بن عثيمين قد أصدر قبل موته فتوى وصفت بأنها تحذيرية، مقارنة بفتوى اللجنة التي أدت الى محاربة كل ما يتصل من ممارسات بيوم الحب، حتى ولو كانت مجرد شبهات لتشمل كل شيء لونه أحمر.

أطول قبلة بتايلاند

الى ذلك حاول عاشقون تايلانديون في عيد الحب الفوز بماراثون أطول قبلة وهو تحد يرى البعض انه أبعد ما يكون عن الرومانسية اذ يجب الا تفترق الشفاه حتى اثناء قضاء الحاجة أو تناول الطعام.

وشارك في المسابقة 14 عاشقا وعاشقة وتجري في منتجع باتايا الساحلي على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة بانكوك على أمل كسر الرقم القياسي السابق لاطول قبلة متصلة والتي دامت نحو يومين.

ويشغل عضوا كل فريق متسابق مترا مربعا يحاولان فيه اظهار كل ما عندهما من مشاعر على ان يتناولا الطعام والشراب من خلال انبوبة للمص اما غسل الاسنان فقد يؤدي الى انفصال الشفاه وهو ما يسفر عن خروج المتسابقين من السباق.

وتحظر لوائح المسابقة الذهاب للمرحاض في أول ثلاث ساعات من السباق وبعد ذلك فيجب ألا تنفصل شفاههما حتى اثناء الذهاب للمرحاض وفي حضور أحد محكمي السباق.

التبرع بكلية

من جهته اختار أميركي تقديم هدية مميزة لحبيبته لمناسبة عيد الحب ستحملها معها طوال حياتها، بعد أن قرر الخضوع لعملية جراحية لوهبها كليته في اليوم المميز الذي يحتفل به العشاق حول العالم.

ونقلت صحيفة "تينيسانيان" عن "تيري لي"، من شيكاغو، قوله إن الأطباء شخصوا إصابة حبيبته "تريشا بيكويث"، بمرض كلوي يستدعي خضوعها لعملية زرع بعد 4 أشهر من بدء علاقتهما العاطفية. وأضاف لي أن القرار "كان سهلاً" حين عرفا أن فئة دميهما متطابقتين.

وتابع "أهتم لأمرها.. أحبها وأريدها أن تعيش حياة طبيعية"، وقال إن رؤيته للحب هي أنه "في حال أخرجت الشخص من المعادلة ولم يعجبك كيف تبدو حياتك من دونه، إذاً أنت واقع في الحب على الأرجح".

رسائل الحب تواجه الانقراض

على صعيد متصل كشف استطلاع جديد للرأي، نشرته صحيفة «ديلي إكسبريس»، أن رسائل الحب، التي تُعد تقليداً يعود تاريخه إلى آلاف السنين، تواجه خطر الانقراض. ووجد الاستطلاع أن الرجال البريطانيين تخلوا ـ على ما يبدو ـ عن التعبير عن شعورهم العميق على الورق، واعترف أربعة من كل 10 منهم، أي ما يعادل 38٪، بأنهم لم يرسلوا رسالة غرامية واحدة. وقال إن 12٪ من الرجال البريطانيين أقروا بأنهم يتجنبون التعبير عن مشاعرهم العاطفية لشريكات حياتهم، لكي يتجنبوا قيامهن باستغلالها. وأضاف الاستطلاع أن 25٪ من الرجال البريطانيين اعترفوا بأنهم يستخدمون رسائل الغرام في المناسبات الخاصة فقط، وحين يشعرون بأن عليهم أن يكونوا رومانسيين.

الاستراليات

كما لا تزال الأستراليات يفضلن التعبير عن الحب شفهيا بدلا من أن تكون الرسائل الغرامية نصية ومختصرة على الهواتف الخلوية وهن يعتبرن ان الرجال الذين لا يكفون عن الاطلاع على هواتفهم الخلوية يفقدون كل جاذبية في نظرهن، على ما اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين عشية عيد العشاق.

وجاء في الاستطلاع الذي أجرته دار نشر قصص الحب "ميلز اند بون" أن 91 % من الأستراليات يفضلن أن يقترح عليهن موعد رومنسي في خلال اتصال هاتفي وليس في رسالة نصية و85 % منهن يفضلن أن يبحن بحبهن مشافهة وليس عبر الرسائل النصية.

والاسوأ في نظرهن هو إعلان بداية علاقة حب أو نهايتها من خلال تغيير الوضع على "فيسبوك".

وكشف الاستطلاع أن من أبرز أنماط السلوك التكنولوجية التي تقضي على العلاقة إدمان الشريك الهواتف المتعددة الوظائف من قبيل "بلاكبيري" و"آي فون" وإبقاء صور للحبيبة السابقة (أو حتى الحبيبات السابقات) على "فيسبوك".

ومع أن النساء يعتبرن أنهن في العام 2012 أكثر استقلالية من أي وقت مضى إلا أن الرومنسية لا تزال تكتسي أهمية كبيرة في نظرهن، على ما قالت ميشال لافوريست المسؤولة عن مجموعة قصص "هرلوكان" في دار النشر.

فالنساء يعولن على التكنولوجيا الرقمية في جزء من حياتهن لكنهن "لا يعتقدن أنهن سيجدن فارس الأحلام من خلال هذه الوسائل ويفضلن بكثير الغراميات الحقيقية على أرض الواقع"، على ما اوضحت ميشال لافوريست. وقد شمل هذا الاستطلاع 1200 امرأة عزباء تراوح أعمارهن بين 18 و55 عاما.

اوباما يتمنى عبر تويتر

من جانبه لجأ الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تويتر ليتمنى عيد عشاق سعيدا لزوجته ميشال جاعلا من متتبعيه ال12,5 مليونا شهودا على سعادته الزوجية. وكتب باراك اوباما على موقعه الرسمي عبر خدمة تويتر "ميشال اوباما اتمنى لك عيد عشاق سعيدا". ويبدو ان الرئيس كتب بنفسه هذه التمنيات اذ ان الرسالة موقعة باحرف اسمه الاولى.

وقد زود فريق حملة الرئيس الانتخابية "السيدة الاولى" ميشال اوباما بحساب على خدمة تويتر استقطب منذ 12 كانون الثاني/يناير 560 الف متتبع. ويحتفل باراك وميشال اوباما بعيد زواجهما العشرين في ايلول/سبتمبر المقبل.

وفي وقت سابق من اليوم استغل اوباما كلمة له حول جدول اعمال الكونغرس ليتطرق الى عيد العشاق داعيا الرجال "الى عدم نسيان" عيد الحب.

وقال مازحا "تجربتي الخاصة تفيد ان من المهم تذكر هذا العيد. وانصحكم بالا تترددوا في الاعراب باسهاب عن مشاعركم".

الحب عبر الانترنت

وذكر استطلاع آخر ان نصف البالغين الامريكيين يتعرفون على شخص يحبونه على الانترنت وفي حين يلعب الانترنت دورا اكثر اهمية من ذي قبل في بدء علاقات فانه يعد ايضا منتدى للخداع والاكاذيب التي تنهي الحب.

ووجد الاستطلاع الذي نشر عشية عيد الحب والذي شمل ألف شخص ان شخصا من بين كل خمسة اشخاص قال انه كانت لديه بداية عاطفية او علاقة جنسية على الانترنت. وتعرف 49 بالمئة على شخص ما بدأت معه العلاقة بهذه الطريقة.

وعلى النقيض قال ثلث من اجري عليهم الاستطلاع في وقت سابق من الشهر انهم تعرفوا على شخص ما انتهت العلاقة معه بسبب تصرفات على الانترنت ويعتقد بقوة ثلاثة ارباع من اجري عليهم الاستطلاع ان الاتصالات الجنسية التي تكون عبر الانترنت خارج علاقة تمثل خداعا.

ونشأت العلاقة الرومانسية على الانترنت منذ الايام الاوائل للغزل في غرف الدردشة او "الجنس عبر الانترنت" بين غرباء ليست لديهم النية في اللقاء بصورة شخصيا.

الهاتف المحمول

كما أثرت أجواء عيد الحب التي يترقبها العديد من الناس حول العالم، على إيجاد تطبيقات جديدة للهواتف المتنقلة تتماشى مع هذا الفترة، في محاولة لنشر شيء من الحب، في وقت تتكاثر فيه الصراعات والأزمات حول العالم.

التطبيق الأبرز الذي يعرف باسم "وت" WOT، الذي يلاقي طلباً متزايداً في الولايات المتحدة الأمريكية، قائم على تزكية الأصدقاء إلى أشخاص آخرين يستخدموا التطبيق ذاته، بأمل حدوث انسجام بينهم، وبالتالي تمضية يوم 14 فبراير/ شباط وأجواء الحب تدور بينهم، أو على الأقل المساعدة بنشوء صداقة.

ويمكن التطبيق الذي يلقى رواجاً بين مختلف الفئات العمرية، مستخدميه من تحديد الصفات كالطول والوزن ولون الشعر ومطابقتها مع ملفات المستخدمين الآخرين، الذين حددوا بحثهم، بدورهم، على صفات معينة.

ويتيح التطبيق الفرصة أمام مستخدميه إمكانية إرسال رسائل حب إلى الأشخاص المرغوبين، من خلال تحديدهم بفترة زمنية سابقة، عن طريق إرسال رسائل نصية على الهاتف أو البريد الإلكتروني الخاص بهم.

وجاء في تقرير للاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة أن قيمة النفقات خلال عيد الحب قد تبلغ 17.8 مليار دولار، أي ما معدله أكثر من 126 دولاراً للشخص الواحد، بزيادة نسبتها 10 في المائة عن العام 2011، وهي الأعلى منذ 10 سنوات، حيث من المتوقع أن ينفق المستهلكون 74 دولاراً كحد أوسط على الشريك، وبمعدل أكثر بـ 25 دولاراً على الأطفال أو الأهل أو أفراد العائلة.

ويشير التقرير إلى أن أكبر جزء من التسوّق سيقوم به الرجال هذا العام، حيث يتوقع أن ينفق الذكر الواحد 168.74 دولاراً لمشترياته من الثياب والمجوهرات وبطاقات المعايدة، وأشياء أخرى في عيد الحب، أي أكثر بمرتين من النساء.

طلاق مباشر على الهواء

فيما خططت إذاعة نيوزيلندية لبث برنامج خاص بمناسبة عيد الحبّ، يقدم من خلاله رجل مفاجأة غير سارّة لزوجته، إذ يطلب منها الطلاق مباشرة على الهواء، مقابل أن تغطي المحطة كلفة الانفصال.

وذكرت صحيفة «نيوزيلندا هيرالد» أن محطة «ذا روك» ستبث برنامج مسابقة «اربح طلاقاً» على الهواء في 14 فبراير الجاري يوم عيد الحب، وسيشارك فيه رجل عرف باسم سام، ليطلب الطلاق على الهواء من زوجته مقابل أن تغطي المحطة تكاليف الطلاق كافة. وقالت المحطة على موقعها إن المسابقة مخصصة للرجال الذين اكتشفوا أن زوجاتهم «شيطان بفستان». وأضافت «نريد مساعدة المواطنين المقموعين وتحريرهم من قيود زواج فاشل حتى يعيشوا بحرية لمشاهدة المباريات الرياضية، والتحديق في نساء جذابات على (الإنترنت)، من دون الاضطرار إلى محو تاريخ البحث على الشبكة». وانتقد خبراء عديدون البرنامج وحذروا من أن الزوجة قد تتعرض لصدمة، إن طلب منها زوجها الطلاق على الهواء يوم عيد الحب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/شباط/2012 - 27/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م