
شبكة النبأ: تتصاعد حدة التوتر بين
الاطراف المتصارعة في ما يخص استكشافات حقول الغاز الطبيعي في البحر
المتوسط، ويرى بعض المراقبين ان تلك التصعيدات يمكن ان تودي الى نشوب
نزاع مسلح بسب بعض الاعمال الاستفزازية بين تلك الاطراف، فقد اتهمت
قبرص تركيا باستخدام "أسلوب الترهيب" موجهة بعضا من أشد انتقاداتها حتى
الآن لعدوتها القديمة التي تخوض معها مواجهة منذ عقود بشأن تقسيم
الجزيرة واكتشاف حقول للغاز الطبيعي في الاونة الاخيرة. ومن المنتظر
ارتفاع انتاج الغاز في شرق البحر المتوسط عقب اكتشاف احتياطيات بحرية
هائلة أعقبتها ادعاءات بحقوق بحرية من جانب كل من تركيا وقبرص ولبنان
واسرائيل. وأبلغت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس اذاعة
الجيش الاسرائيلي في مقابلة أن تركيا أجرت العديد من التدريبات
العسكرية "الاستفزازية" في شرق البحر المتوسط خلال الشهور القليلة
الماضية. وقالت ان استعراض القوة كان محاولة لتهديد قبرص واسرائيل
واثناء الشركات الاجنبية عن التعاون معهما في التنقيب عن الغاز
وانتاجه. واضافت كوزاكو ماركوليس "هذا أسلوب غير مقبول بالمرة من جانب
تركيا. انه اسلوب ترهيب." وأغضبت مساعي قبرص للاستفادة من ثروات النفط
والغاز البحرية تركيا التي تطعن في قانونية بحث نيقوسيا عن النفط
والغاز. بحسب رويترز.
وكانت شركة نوبل انرجي الامريكية التي تعمل مع قبرص واسرائيل قد
أعلنت عن اكتشاف احتياطيات محتملة تتراوح بين خمسة وثمانية تريليونات
قدم مكعبة من الغاز لقبرص وهي كميات يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي
للجزيرة من الغاز لعقود. ومن المنتظر نمو انتاج الغاز في اسرائيل أيضا
وقد تتحول الى مصدر رئيسي للسلعة بدعم من اكتشافات يمكن أن تكفي لمدة
أربعين عاما وفق ما أعلنه وزير الطاقة الاسرائيلي. وقالت كوزاكو
ماركوليس "أعتقد (أن تركيا لم) تنجح. تتعاون نوبل انرجي مع اسرائيل
وقبرص وستواصل بالطبع العمل معنا في المستقبل."
واتفقت قبرص واسرائيل على الحقوق البحرية في مياههما المتجاورة.
وتنازع تركيا التي تسيطر على شمال قبرص في حدودها البحرية مع كل من
قبرص ولبنان. وأذيعت المقابلة عشية زيارة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين
نتنياهو للجزيرة وهي الاولى من جانب رئيس لحكومة اسرائيل الى قبرص.
وتشكل زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤشرا على تحسن
في العلاقات بين الدولة العبرية والجزيرة المتوسطية، مرتبط باكتشاف
احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل البلدين الجارين اللذين
تشهد العلاقات بينهما فتورا. وباتت مصالح الدولة العبرية وقبرص مرتبطة
في اطار عمليات التنقيب عن النفط والغاز في وقت يزيل تدهور العلاقات
الاسرائيلية التركية عقبة.
وصرح السفير الاسرائيلي مايكل هراري لصحيفة "سايبرس مايل"، "نريد
تعاونا اضافيا. انها زيارة رمزية تعطي دفعا لمصالح مشتركة قائمة". وقال
انها زيارة "تاريخية" و"تدل على تحسن كبير في العلاقات الثنائية".
واضاف "الطاقة على جدول اعمال الزيارة: اكتشاف احتياطات كبيرة للغاز في
اسرائيل وقبرص يسمح بالتعاون بطريقة يستفيد منها الجانبان للتنقيب عن
حقول الغاز وانتاجه".
واكتشفت اسرائيل وقبرص احتياطات كبيرة من الغاز في عرض البحر قبالة
سواحلهما وتنويان التعاون لوضع البنى التحتية التي تسمح بامداد الاسواق
الاسيوية والاوروبية. واكتشفت شركة ديريك الاسرائيلية وشريكتها تيكسان
نوبل 450 مليار متر مكعب من الغاز في حقل ليفياتان القريب من المنطقة
القبرصية. كما تملك ايضا حصصا في كل ما يمكن لشركة نوبل اكتشافه في
المياه الاقليمية القبرصية. واعلنت نوبل العام الماضي انها اكتشفت
احتياطي يقدر ب224 مليار متر مكعب قبالة سواحل قبرص. وهذه الاحتياطات
والآفاق الاقتصادية المرتقبة فتحت المجال لتجدد العلاقات
الاسرائيلية-القبرصية خصوصا وان علاقات الدولة العبرية متوترة مع انقرة
منذ الهجوم الذي شنه كومندوس اسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان يحاول
كسر الحصار عن غزة واسفر عن مقتل تسعة اتراك في ايار/مايو 2010. بحسب
فرنس برس.
وتركيا التي تحتل منذ 1974 القسم الشمالي من قبرص، احتجت بشدة على
عمليات الاستكشاف التي تجري قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بحجة انه
لا يمكن للسلطات القبرصية-اليونانية التي تسيطر على جنوب الجزيرة ان
تستفيد وحدها من كل هذه الموارد الطبيعية. وتدعم اسرائيل الحكومة
القبرصية اليونانية، التي ترى في قبرص جسرا الى اوروبا. وكانت قبرص
واسرائيل وقعتا في كانون الاول/ديسمبر 2010 اتفاقا يحدد حدودهما
البحرية ويسمح للبلدين الجارين المضي قدما في عمليات البحث عن موارد
الطاقة في مياه البحر المتوسط. وتأتي زيارة نتانياهو بعد شهر على زيارة
وزير الدفاع القبرصي دميتريس اليادس لتل ابيب حيث وقع اتفاقا لتبادل
المعلومات الاستخباراتية. وبعد ذلك زارت وزيرة التجارة براكسولا
انطونيادو اسرائيل على رأس وفد من رجال الاعمال. وكان الرئيس
الاسرائيلي شمعون بيريز زار قبرص في تشرين ثاني/نوفمبر، في اول زيارة
لرئيس اسرائيلي بعد عازر ويزمان في 1998. وكانت قبرص من اشد منتقدي
اسرائيل حول القضية الفلسطينية ولم تقم علاقات دبلوماسية مع الدولة
العبرية الا في 1994.
وكان توقيف عميلين مفترضين لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد،
كانا "يتجسسان" على موقع عسكري في جنوب قبرص بعد ايام على زيارة ويزمان
ادى الى قطيعة بين البلدين. ومذ ذاك حملت التطورات الاقتصادية
والسياسية في الشرق الاوسط، قبرص على تغيير موقفها. وقبل ثلاث سنوات
منعت قبرص ابحار السفن المتوجهة الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي، من
موانئها.
مؤشرات لوجود غاز
من جه اخرى اعلنت شركة اسرائيلية ان لديها "مؤشرات مهمة" حول وجود
غاز طبيعي في حقل جديد قبالة سواحل المتوسط وذلك في بيان لبورصة تل
ابيب. وقدرت شركة "دليك انرجي" شريكة "نوبل انرجي" الاميركية لاعمال
التنقيب الاوف شور، في اب/اغسطس الماضي ان حقل "تانين 1" قد يحتوي على
34 مليار متر مكعب من الغاز. وبحسب دليك فان عمليات التنقيب
الاستكشافية في الموقع الواقع على بعد 120 كلم شمال غرب حيفا (شمال
اسرائيل) وصلت الى عمق 5500 متر. واضاف البيان ان "الشركاء استنتجوا
انه تم اثناء التنقيب اكتشاف مؤشرات مهمة تدل على وجود غاز طبيعي". وفي
2010 تم اكتشاف حقلي تمار وليفياتان للغاز على عمق اكثر من 1600 متر
على بعد 130 كلم قبالة حيفا. وقد يحتوي حقل ليفياتان على 450 مليار متر
مكعب من الغاز وتمار على 238 مليار متر مكعب. وهذه اهم ثروة محروقات
بحرية يعثر عليها في العالم منذ عقد وتقدر قيمتها بعشرات المليارات من
الدولارات. وفي حزيران/يونيو اعلنت شركة اسرائيلية اكتشاف حقلين اخرين
للغاز الطبيعي (ساره وميرا) على بعد 70 كلم قبالة الخضيرة الى الجنوب
على ساحل المتوسط. واستثمار الحقول الجديدة سيحد من اعتماد اسرائيل على
الغاز الطبيعي المصري. وتزود مصر اسرائيل ب43% من الغاز الطبيعي لكن خط
الانابيب الذي يمد الدولة العبرية والاردن بالغاز هدف سهل في مصر. بحسب
فرنس برس.
كما اعلن الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس ان حقلا للغاز الطبيعي
موجودا في الشواطئ الجنوبية لجزيرة قبرص المتوسطية يضم احتياطيا قد يصل
الى 224 مليار متر مكعب. وكانت شركة نوبل اينرجي التي تتولى اعمال
الحفر بدات في ايلول/سبتمبر الماضي اعمال التنقيب عن الغاز قبالة سواحل
الجزيرة المقسمة الى شطرين تركي (في الشمال) ويوناني (في الجنوب) منذ
العام 1974. وتعمل الشركة في المنطقة رقم 12 على بعد 180 كلم من
السواحل الجنوبية للجزيرة. واعلن الرئيس القبرصي الذي اضطرت حكومته
للاستقالة على اثر انفجار ضخم لمستودع ذخيرة في تموز/يوليو الماضي ادى
الى تدمير اكبر محطة لتوليد الطاقة في الجزيرة، في حديث تلفزيوني نتائج
اول اعمال تنقيب عن الغاز.
وقال "النتائج الاولى لاعمال التنقيب والتقديرات تشير الى وجود
مستودع للغاز الطبيعي يحوي على ما بين خمسة وثمانية الاف مليار قدم
مربع (ما بين 140 مليار و224 مليار متر مكعب)". واشارت التقديرات
الاولية لشركة نوبل اينرجي الى وجود احتياطي من الغاز تحت الماء يبلغ
حجمه ما بين 85 مليار و255 مليار متر مكعب، ما سيسمح للجزيرة بتغطية
حاجاتها من الغاز لعقود. وقبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت القوات
التركية الجزء الشمالي من الجزيرة واحتلته ردا على انقلاب دبرته اثينا
في نيقوسيا بهدف توحيد قبرص مع اليونان.
حقول الغاز مصدر قلق
في سياق متصل قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل عززت تدريجيا الدوريات
البحرية حول حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط خشية تعرضها
لهجمات ومع تصاعد المنافسة مع تركيا في البحر. وأضاف أن الزوارق
الصاروخية كثفت دورياتها حول منصتي تمار وليفياثان على مدى العام
الأخير فضلا عن التنسيق مع شركات الامن الخاصة التي تعاقد معها
كونسورتيوم التنقيب الامريكي الاسرائيلي. وقال المسؤول "طبقنا نفس
الترتيبات القائمة بالفعل عند يام تيثيس" في إشارة الى حقل غاز
اسرائيلي اخر يقع على بعد 40 كيلومترا قبالة ميناء عسقلان في جنوب
اسرائيل قرب مياه قطاع غزة. ويقع تمار وليفياثان اللذان ترى اسرائيل
فيهما وسيلة محتملة لتحقيق الاستقلال في قطاع الطاقة على بعد نحو 80
و120 كيلومترا من الساحل على الترتيب مما يشكل تحديا للبحرية
الاسرائيلية الصغيرة والأكثر اعتيادا على الدوريات القريبة من الساحل.
وقالت صحيفة باماهان التي يصدرها الجيش الاسرائيلي ان البحرية تخضع
لعملية توسيع تشمل تعيين قائد لادارة دخول غواصتين اضافيتين ألمانيتي
الصنع الخدمة والتصدي "للحاجة المستجدة لحماية منصات الحفر". ولم تدل
الصحيفة بتفاصيل لكن خبراء طالما عبروا عن مخاوف بخصوص احتمال أن
يستهدف مقاتلو حزب الله اللبناني حقلي تمار وليفياثان في ظل شكاوى
بيروت مما تعتبره التنقيب الاسرائيلي من جانب واحد دون اتفاق على ترسيم
الحدود البحرية.
وقال جيورا ايلاند المستشار السابق للامن القومي الاسرائيلي لصحيفة
جلوبز الاقتصادية في في تصريح سابق "أحد المخاطر هو هجوم يشنه ضفادع
بشرية أو زوارق أو ارهابيون بشكل ما. "هناك تحد آخر أكبر وهو كيفية
مواجهة تهديد الصواريخ لانه يمكن الان اطلاق صواريخ من على بعد عشرات
الكيلومترات." وتراقب اسرائيل وكذلك قبرص التي تقوم أيضا بعمليات حفر
في شرق البحر المتوسط بالتعاون مع شركة نوبل انرجي الامريكية عن كثب
أضرار البحرية التركية على الاحتفاظ بوجود في المنطقة. بحسب رويترز.
وتعهدت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي في وقت سابق بارسال مزيد من
الفرقاطات وزوارق الطوربيد الى المنطقة وتقول ان أي موارد طبيعية تكتشف
قبالة سواحل قبرص ينبغي تقاسمهما مع دولة القبارصة الاتراك في شمال
الجزيرة التي لا يعترف بها سوى أنقرة. ووصفت الحكومة التركية التعزيزات
البحرية بأنها إجراء وقائي لمنع اسرائيل من اعتراض نشطاء متعاطفين مع
الفلسطينيين يحاولون الابحار الى قطاع غزة المحاصر مثلما حدث في 2010
حين قتل تسعة أتراك. وأكد المسؤول الاسرائيلي أن التعزيزات الأمنية
الجديدة حول تمار وليفياثان تأتي استجابة للتهديد الملحوظ من جانب حزب
الله لكنها تضع في الحسبان بدرجة أكبر المواجهة مع تركيا الحليف السابق
لاسرائيل. وقال "نحن نتحوط لجميع تحديات العمل في شرق البحر المتوسط."
ومن المقرر أن يبدأ حقلا تمار وليفياثان اللذان تتوقع اسرائيل أن يحققا
ايرادات لا تقل عن 150 مليار دولار الانتاج في 2013 و2017 على التوالي.
ومنصة يام تيثيس هي المنصة الوحيدة العاملة حاليا في اسرائيل.
ويشهد النزع بين تركيا وجمهورية قبرص اليونانية تصاعدا قبالة سواحل
الجزيرة الواقعة في المتوسط باعلان انقرة ان سفينة الاستكشاف التابعة
لها تعمل "بمواكبة عسكرية" في منطقة "قريبة" من مواقع الاستكشاف
القبرصية اليونانية. واعلن مسؤول تركي في وزارة الطاقة ان "سفينتنا
موجودة في منطقة قريبة من موقع التنقيب القبرصي اليوناني وتواكبها سفن
حربية" تركية. ورفض المصدر الافصاح عن الفترة الزمنية التي ستقوم فيها
السفينة التركية بعمليات الاستكشاف عن الغاز في هذه المنطقة قبالة
السواحل الجنوبية (اليونانية) لقبرص.
واشار مصدر دبلوماسي تركي الى ان السفينة "بيري ريس" موجودة على بعد
"60-70 ميل بحري" (110-130 كلم) من منصة افروديت، جنوب الجزيرة، حيث
بدأت شركة اميركية قبل عشرة ايام اعمال التنقيب عن الغاز لحساب جمهورية
قبرص التي لا تعترف بها تركيا. والمجال البحري القبرصي مقسم شانه شان
الجزيرة المتوسطية بين "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي لا تعترف بها
سوى انقرة، وبين الجنوب اليوناني وهو مضع خلاف منذ اكتشاف اسرائيل
وتركيا وقبرص موارد غاز محتملة. عملا باتفاق مبرم عام 2010 تقاسمت
اسرائيل وجمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي حقوق استكشاف منطقة
بحرية متنازع عليها مع الاتراك. ودعت تركيا الجمهورية القبرصية،
المعترف به دوليا والتي تسيطر على الشطر الجنوبي اليوناني من الجزيرة
المقسمة، الى العودة عن مشاريعها قبل ان ترد باطلاق ابحاثها الخاصة
الرمزية نظرا الى ان السفينة التركية ليست مجهزة كما ينبغي. وطالبت
تركيا باتفاق شطري الجزيرة قبل البدء باعمال استكشاف مشتركة للمنطقة
البحرية. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان بلاده
مصممة على حماية مصالحها في المتوسط "حتى النهاية". وتابع "لن نتردد
على الاطلاق في هذا الموضوع" وذلك في اثناء مشاركته في تدشين فرقاطة في
اسطنبول.
وقللت وزيرة الخارجية القبرصية اليونانية ايرتو كوزاكو ماركوليس من
اهمية ارسال السفينة "بيري ريس" التي قالت ان "عمرها 40 عاما". واضافت
"نراقب تحركات الاسطول التركي ونراقب سفن البحث التي ارسلتها الحكومة
التركية. بالتأكيد لا تجري اي عمليات بحث". وكانت تركيا اعلنت البدء في
استكشاف الغاز شرق البحر المتوسط ردا على اعمال الاستكشاف والتنقيب
التي يقوم بها الجانب القبرصي اليوناني، حسبما افادت وكالة انباء
الاناضول. وهدد اردوغان بارسال سفن حربية لمواكبة السفينة. وقد تصاعدت
حدة التوتر في المنطقة على خلفية اعلان الحكومة القبرصية اليونانية
البدء في اعمال الاستكشاف والتنقيب في النطاق الاقتصادي الحصري لها
قبالة سواحل الجزيرة. وعلى الاثر وقعت تركيا اتفاقا مع "جمهورية شمال
قبرص التركية" للقيام بعمليات استكشاف شرقي المتوسط. بحسب فرنس برس.
من جهته اعلن وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل ان لبنان سيطلق في
غضون ثلاثة اشهر استدراج عروض للتنقيب عن الغاز، مخففا من خطر اندلاع
نزاع مع اسرائيل في حين لا تزال الحدود البحرية بين الدولتين موضع خلاف
منذ زمن طويل. وقال باسيل "ان هدفنا هو البدء في غضون ثلاثة اشهر"،
معربا عن امله في توقيع عقود مع مجموعات نفطية دولية قبل نهاية العام.
واضاف "بات لدينا كل ما هو ضروري لكي تحصل اي شركة نفطية على ما يكفي
من المعلومات لبدء نشاطاتها ونحن على الطريق الصحيح لبدء التنقيب في
البحر"، مؤكدا ان مجموعات اميركية واوروبية وروسية وصينية ابدت
اهتمامها. وتابع "نعمل لنجعل عمليات التنقيب المحتملة عامل استقرار
وليس عامل نزاع" في الوقت الذي ما زال لبنان واسرائيل في حالة حرب ولا
حدودا رسمية بينهما ويتنازعان على ترسيم الحدود البحرية.
واضاف "اعتقد انه ليس لدى اسرائيل مصلحة في تهديد ثرواتنا النفطية.
فهي لديها ثرواتها الخاصة بها. انه توازن قوى ولبنان بات يملك ما يكفي
من القوة لحماية ثرواته". وقد اصدرت الحكومة اللبنانية مرسوما ينص على
انشاء هيئة لادارة اعمال البحث والتنقيب عن النفط قبالة السواحل
اللبنانية في البحر المتوسط، وذلك بعد عام ونصف العام على موافقة
البرلمان اللبناني على التنقيب عن حقول النفط والغاز في المياه
اللبنانية.
وفي تموز/يوليو 2011، اثارت الحكومة الاسرائيلية غضب السلطات
اللبنانية عبر ارسالها الى الامم المتحدة ترسيما للحدود يخالف ذلك الذي
ارسله لبنان قبل عام والذي لم يكن يصب في مصلحة اسرائيل. وتؤكد السلطات
اللبنانية ان الترسيم الذي ارسلته مطابق لاتفاق الهدنة مع اسرائيل
العام 1949 والذي لم تعارضه الدولة العبرية. ووافق البرلمان اللبناني
في وقت لاحق على مشروع قانون حول ترسيم الحدود البحرية يحدد المنطقة
الاقتصادية الخالصة للبنان. ويبدو ان أيا من البلدين ليس مستعدا
للمساومة خصوصا بعد اكتشاف منطقة متنازع عليها تضم موارد للطاقة يمكن
ان تدر ارباحا بمليارات الدولارات. |