إنه لأمر يصعب على التصديق أن نرى
الشعب متى تم خضوعه، يسقط فجأة في هاوية من النسيان العميق لحريته، الى
حد يسلبه القدرة على الإستيقاظ لإستردادها، ويجعله يسرع الى الخدمة
صراحة وطواعية، حتى ليُهيّأُ لِمَنْ يراه أنه لم يخسر حريته، بل كسب
عبوديته
إيتين دي لابواسييه، فيلسوف فرنسي
/ 1530 – 1562
• اذا كان القسط والإنصاف والمساواة والعدالة الاجتماعية والسياسية
مفقودة في مجتمع ما.
• واذا كانت الدكتاتورية والاستبداد السياسي باسطا ذراعيه، بل باسطا
أذرعه الأخطبوطية والعنكبوتية – الروتيلية السامة في المجتمع.
• واذا كانت الأموال والثروات الوطنية حكرا لدى سلاطين الاستبداد
وحكام الجور وأسرهم وحواشيهم.
• واذا كان الحكام وأسرهم ومَنْ سبّح بحمدهم ودار في فلكهم هم أثرى
الأثرياء، وهم أصحاب القصور والملايين والبلايين.
• واذا كان الفقر والعَوَزُ والفاقة منتشرة بغالبية في مجتمع ما.
• واذا كان التعبير وحريته من الممنوعات والمحاذير لدى سلاطين الجور
والنهب والاستبداد.
• واذا كانت كرامة المواطن عند حكام الاستبداد والطغيان السياسي
لاتساوي فلسا أحرا ولا دانقا محروقا.
• واذا كان الرهاب والارهاب والخوف من السلطة الحاكمة، ومن أجهزته
الأمنية، بل اللأمنية المخابراتية والبوليسية والآسايشية والباراستنية
والزانيارية ناشرة غيومها السوداء على أجواء المجتمع.
• واذا كان النقد والإعتراض والخلاف مصيره الاغتيال والقتل والخطف
والتغييب المفاجئ والموت المفاجئ، أو الاعتقال والتعذيب في غياهب
المعتقلات والسجون.
• واذا كان تداول الحكم والمناصب والمسؤوليات والثروات الوطنية
ممنوعا منعا باتا على المواطنين، حيث هم أصحابها الحقيقيين.
وغيرها الكثير والكثير، فإنه في هذه الأحوال العصيبة والبئيسة
والكئيبة والكارثية تصبح المعارضة والاحتجاجات والتظاهرات السلمية
والمدنية الحضارية، وذلك من أجل الاصلاح والتغيير والتجديد لاضرورة
وحسب، بل تعتبر من أوجب الواجبات، وتعتبر كذلك واجبا مقدسا ومباركا
ومصيريا وحيويا لابد منها!.
ذلك ان المجتمع الواعي والناهض لايقبل أبدا، وانه لايرضى على
الاطلاق الرضوخ هذا النمط المتفسخ من السلطة التسلطية الاستبدادية
والاستعبادية والنهبية، لكن الطليعة الجماهيرية في هذه العملية
التغييرية والاصلاحية والتجديدية الحيوية الكبرى هم المثقفون، لأن
عليهم تقع الأمانة والمسؤولية العظمى، ولأنهم قلب المجتمع
والجماهير!!!.
* كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية
|