ربيع البزنس

صلاح حسن الموسوي- العراق

أفادت مصادر من المجلس الوطني السوري المعارض أن الناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض (بسمة قضماني) قد زارت إسرائيل واستغلت وجودها هناك لمقابلة (ثيو كلاين) الصهيوني العنصري المعروف والذي يشغل منصب رئيس المنظمات اليهودية في إسرائيل، وكلاين هو عرّاب (قضماني) لدى منظمة فورد الامريكية لتكون مندوبتهم فيما يسمى بالربيع العربي حيث تتلقى خمسة ملايين دولار سنوياً من هذه المنظمة وبما تصفه بالـ (الحراك السلمي السوري).

لابد من التوقف عند النموذج الذي تمثله قضماني بالنسبة لحركة الربيع العربي الذي انقضى على انطلاقه اكثر من عام وتكلل بتغيير الأنظمة الحاكمة في كل من تونس ومصر وليبيا، فـ(قضماني) هي اول من اعلن ومن باريس عن تشكيل المجلس الوطني السوري في تشرين الاول 2011 وهذا بالطبع بالتنسيق الكامل مع حكومة (ساركوزي) التي مثلت الحاضن الرئيسي لـ(علمانيي المجلس الوطني) بمقابل تركيا حاضنة (الإسلاميين في هذا المجلس)، وزياراتها المتكررة لاسرائيل واستلام المبالغ الطائلة من المنظمات الامريكية المتحالفة معها، وقبول (الإخوان المسلمين) بهذا الواقع يؤكد ويعمم نموذج شاع في الثورات العربية محسوب على الغرب ويؤدي دور الواجهة اللبرالية التي ينتهي واجبها وتختفي عن المشهد بعد سقوط الأنظمة.

 وهذا ما حصل في الانتفاضة الليبية مع محمود جبريل مدير شركة (جي تراك) المعنية بتدريب معظم القادة السياسيين (الذين تدعمهم امريكا وإسرائيل) على ما يسمى بـ(لغة دافوس) وكيف يقدمون الصورة التي يرغب الغرب في رؤيتها، وقد أسس جبريل شركات تجارة بضمنها واحدة تتعامل مع الخشب الماليزي والاسترالي بالشراكة مع صديقه الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي الذي أعلن على الملأ بأنه صاحب المشورة على ساركوزي بالتدخل العسكري في ليبيا.

 وفي مصر برز الشاب (وائل غنيم) كنموذج لـ(البزنس العولمي الثوري) باعتباره المدير الاقليمي لشركة غوغل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

يسهب الدكتور عبد العزيز الخميس في مقالته (دور مشروع مستقبل التغيير القطري ـ الأمريكي في إشعال الثورات العربية) والتفصيل بكل حيثيات (الاتفاق القطري الامريكي) والرامي في النهاية الى صعود قيادات الاخوان المسلمين المحسوبين على قطر لحكم البلدان التي تفجرت فيها الانتفاضات، ولكن السؤال اذا كانت امريكا والغرب قد قبلت بحكم (الاحزاب الإسلامية) وفي اطار مشروع باراك اوباما الذي سماه (المصالحة مع العالم الإسلامي)، فهل اقتصرت مهمة الوجوه العلمانية البارزة في مشهد الانتفاضات العربية على استلام تعويضات مالية ضخمة بديلاً عن جهودهم سواء من امارة الغاز القطرية او من المؤسسات الغربية الداعمة لناشطي المجتمع المدني في المنطقة العربية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/شباط/2012 - 23/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م