صناعة الطائرات... من عصر جني الأرباح الى أزمات الإفلاس

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: من حق شركة (اي ايه دي اس) ان تفتخر بنجاحات  طائرات ايرباص الاوربية رغم ما يعانيه الاتحاد الاوربي ومنطقة اليورو من ظروف اقتصادية سيئة بعد 12 عشر عاماً من ولادته تقريب، وقد حققت ارقاماً قياسية جديدة مكنتها التفوق على خصمها اللدود (بوينغ) وفتحت امامها الباب واسعاً نحو التطلع لأعوام قادمة من الرخاء.

يذكر ان قطاع الطيران الدولي يعاني في الوقت الحالي من ازمة اقتصادية عالمية بدئت في اوروبا واتسع نطاقها ليشمل اغلب دول العالم، في حين اعلنت بعض شركات الطيران (امثال شركة اي ام ار الامريكية) افلاسها نتيجة لذلك.

من جهة اخرى تحاول الشركات المصنعة للطائرات البحث عن تصاميم جديدة تحمل طابع الابداع والاقتصاد في صرف الوقود الخاص بالطائرات وذلك بالاعتماد على تقنيات علمية جيدة قد تكون الخلايا الشمسية احد اهم مصادرها.

ايرباص تسجل ارقاما قياسية

فقد اعلنت شركة ايرباص مؤخراً عن طلبيات توازي رقما غير مسبوق في تاريخ صناعة الطيران ما يجيز للشركة الام، اي المجموعة الاوروبية "اي ايه دي اس" ان تتوقع نموا وربحية في السنوات المقبلة، وغنمت ايرباص 64% من السوق في العام الفائت مع تلقيها طلبيات لبيع 1419 طائرة (بعد حسم الطلبيات الملغاة) مقابل 805 طلبيات تلقتها منافستها الاميركية بوينغ، وعلى الرغم من توقع تراجع الطلبيات في 2012 حيث توقع رئيس مجلس ادارة ايرباص توم اندرز 600 الى 650، الا ان الانتاج سيرتفع لتلبية لائحة طلبيات بلغت في اواخر كانون الاول/ديسمبر 4437 وحدة وهو رقم قياسي مطلق جديد في الصناعة يمثل سبعة الى ثمانية اعوام من الانتاج، وسلمت ايرباص 534 طائرة في العام الفائت متقدمة على بوينغ للعام التاسع على التوالي وتتوقع تسليم 570 طائرة العام 2012، على ما اعلن اندرز في ختام مؤتمر صحافي في مصنع الانتاج في هامبورغ، وبعد هذه النتائج الجيدة، اعلن رئيس عملاق صناعة الطيران الاوروبي "اي ايه دي اس" لوي غالوا ان 2012 ستكون عام تضاعف الربحية، وقال "اثبتت اي ايه دي اس انها الة تولد الارباح والنمو". بحسب فرانس برس.

واضاف غالوا المنهية ولايته "سنشهد تحسنا كبيرا للنتيجة التشغيلية في 2012"، وتتوقع المجموعة التي ستنشر نتائجها للعام 2011 في اذار/مارس نتيجة تشغيلية بقيمة 1،3 مليار يورو للعام، ويتوقع المحللون 1،4 مليارات، وارتفع سعر سهم "اي ايه دي اس" اكثر من 38% في بورصة باريس في العام الفائت ويتواصل الارتفاع منذ مطلع العام بحسب غالوا الذي اضاف ان الشركة "تنطلق بكامل قوتها في سوق تنمو" مع دفتر طلبيات مليء واحتياطي بلغ في 2011 ما قيمته 11 مليار يورو وربحية مضاعفة، كما ان تراجع سعر اليورو امام الدولار سيحسن الحسابات بحسب غالو، ووقعت ايرباص بوليصات تامين لدى المصارف من مخاطر تقلب اسعار الصرف، لتثبت على سعر 1،35/1،36 يورو للدولار، وتشير حسابات ايرباص الى ان "تراجع اليورو 10 سنتات يولد مليار يورو سنويا"، بحسب كريستوف مينار المحلل لدى كيبلر كابيتال ماركتس، وقال المدير التجاري في ايرباص جون ليهي ان طلبيات الطائرات ستواصل الارتفاع لان حركة نقل المسافرين تتضاعف بمعدل مرتين كل 15 عاما منذ ظهور الطائرات ذات المحركات.

واضاف "بالتالي ارتفعت حركة نقل المسافرين 6% في العام 2011 على الرغم من صعوبته على الاقتصاد العالمي"، ولضمان تسريع وتيرة الانتاج لجميع الطرازات، ستوظف "اي ايه دي اس" 9000 شخص من بينهم 4000 بدوام جزئي العام 2012 بحسب غالو، وتستخدم المجموعة اكثر من 128 الف شخص حول العالم، وتاسست "اي ايه دي اس" في العام 2000 عبر اندماج المجموعة الفرنسية ايروسباسيال-ماترا والالمانية ديملر كرايسلر ايروسبيس والاسبانية كاس، ومذاك تضاعف رقم اعمالها مرتين تقريبا فارتفع من 24،2 مليار يورو العام 2000 الى 45،8 مليارات العام 2010.

كما اعلنت ايرباص تفوقها على بوينغ من حيث المبيعات بنسبة اثنين الى واحد في 2011 بعد أن راهنت على طائرة معدلة توفر في استهلاك الوقود وسلمت عددا أكبر من الطائرات من منافستها للعام التاسع على التوالي ولكنها اعترفت بأنها قد تجد صعوبة في الحفاظ على تفوقها العام الجاري، وأكدت الارقام التي أصدرتها الشركة الاوروبية رواج الطائرات نحيفة البدن الموفرة في استهلاك الوقود والتي تعتمد على محرك جديد سيتوافر في منتصف العقد، وقالت ايرباص انها تلقت طلبيات شراء لعدد 1608 طائرات وبعد الغاء طلبيات ينخفض الرقم الى 1419 طائرة لتستحوذ على حصة قياسية في السوق تبلغ 64 بالمئة من حيث الحجم وبين 54 و56 بالمئة من حيث القيمة، ويضم الاجمالي اكثر من 1220 طائرة من طراز ايه320 نيو وهي طائرة تضم 150 مقعدا دشنت قبل ما يزيد على عام فقط مما دفع بوينج لتحديث أفضل طائراتها مبيعا الطراز 737 ماكس، وقررت الشركتان احياء الطرازين ايه320 و737 الاكثر مبيعا على اساس وجود طلب لطائرات موفرة للوقود في ظل استمرار اسعار النفط المرتفعة بشكل استثنائي رغم التباطؤ الاقتصادي.

وسجلت الشركتان اللتان تهيمنان على صناعة الطائرات رقما قياسيا في تاريخ الصناعة بتسليم أكثر من ألف طائرة بينما تجاوزت طلبيات الشراء 2500 طائرة في عام واحد مع استمرار تنامي الثروة في اسيا ليفوق تأثيرها قتامة الوضع الاقتصادي الاوروبي، وقال جون ليهي مدير المبيعات التنفيذي في ايرباص "انه عام صعب للاقتصاد العالمي ولكن الحركة تتصاعد كما يرتفع حجم الطبقة المتوسط أي من يتوافر لهم دخل يمكن انفاقه على رحلات الطيران الى ثلاثة أمثاله خلال السنوات العشرين المقبلة"، وأعلنت بوينغ انها باعت 921 طائرة في عام 2011 ويبلغ العدد النهائي بعد الغاء أوامر شراء 805 طائرات وأعلنت تسليم 477 طائرة في العام الماضي، وتوقع ليهي أن ينخفض الطلب على طائرات ايرباص الى 600 أو 650 في عام 2012 وتقبل احتمال أن تفوز بوينج في سباق الطلبيات للمرة الاولى منذ عام 2006، وقال ليهي للصحفيين في مناسبة صحفية سنوية لمؤسسة اي.ايه.دي.اس الشركة الام لايرباص "أتوقع أن تنخفض حصتنا لنحو 50 بالمئة أو أقل على الارجح"، وأرجأت ايرباص تطوير أكبر ثلاثة نماذج للطراز ايه320 لمدة عامين في الصيف الماضي لعلاج انتقادات بشأن حجم المحرك رولزرويس ولكنها تخاطر بذلك بفقد أنشطة حين تظهر فجوات في خطط اسطوله، وقالت ايرباص ان طيران الاتحاد الاماراتية الغت شراء ست طائرات من 25 طائرة طراز ايه 350-1000 قيمة الواحدة 300 مليون دولار بحسب قائمة الاسعار وأصر ليهي على أن الاتحاد مازالت ملتزمة تجاه المشروع.

عيوب في التصميم والتصنيع

في سياق متصل أرجعت شركة ايرباص الاوروبية لصناعة الطائرات ظهور تشققات في اجنحة طائرتها ايه 380 العملاقة الى عيوب في التصميم والتصنيع لكنها قالت انها توصلت الى حل بسيط للمشكلة يهدئ من مخاوف المحللين الذين يخشون من أن تطارد المشكلة صانع الطائرات الاوروبي، وفي تعليقات صريحة غير معتادة قال مسؤول تنفيذي كبير في ايرباص ان الشركة حددت كيفية اصلاح التشققات الموجودة في عدد محدود من الاجزاء في أجنحة الطائرة ايه 380 وهي مشكلة كانت قد دفعت سلطات السلامة الجوية الأوروبية الى اصدار أمر باجراء فحوص، وأكدت ايرباص وشركة الخطوط الجوية السنغافورية تقريرا لرويترز يفيد برصد أمثلة اكثر من التشققات أثناء عمليات فحص اجبارية، وسارعت شركة ايرباص الى دعم الثقة فيها مع الرصد المتتالي لحدوث تشققات في مكونات تستخدم في التحام الجزء الخارجي من الجناح بهيكله الرئيسي. بحسب رويترز.

وقال توم وليامز نائب الرئيس التنفيذي للبرامج في ايرباص "الطائرة ايه 380 تطير بامان"، وتوجه وليامز الى دبلن ليدلي بخطاب غير مقرر في مؤتمر لصناعة الطيران لتهدئة المخاوف بشأن السلامة، وقال وليامز ان المهندسين استبعدوا حدوث اجهاد للمعادن في جسد الطائرة الجديدة التي دخلت الخدمة لاول مرة في عام 2007، وبلغت تكلفة تطوير الطائرات 12 مليار يورو في بريطانيا وفرنسا والمانيا واسباني، وباعت ايرباص 253 طائرة بعيدة المدى بقيمة 390 مليون دولار للطائرة. وهناك 68 طائرة الان في الخدمة، وأرجعت الشركة حدوث التشققات الى ثلاثة عيوب هي اختيار المصممين لمعدن الالومنيوم لحوالي 4 الاف دعامة داخل الاجنحة واستخدام نوع من المسامير يحدث ضررا بالمعدن وحدوث فجوات صغيرة جدا تضيف قدرا اكبر من الاجهاد على بعض الاجزاء، وكان المهندسون في البداية غير متأكدين من السبب الذي احدث التشققات في الاجنحة لكن التشققات الاولية بالغة الصغر قادت الى اكتشاف نوع اكثر خطورة بعضها يصل طوله الى بوصتين في الجزء الاوسط من الجناح.

عام 2011 الاكثر آماناً

فيما اعتبر عام 2011 من أكثر الأعوام آماناً لحركة النقل الجوي، بـ18 حادثة تحطم لطائرات تجارية قتل فيها 373 شخصاً، من بين أكثر من 10 ملايين رحلة جوية في الولايات المتحدة وحدها العام الماضي، وبحسب بيانات "شبكة سلامة الطيران"، فقد وقعت 106 حوادث طيران خلال العام بأكمله حول العالم، وتتضمن حوادث طائرات عسكرية وأخرى للشحن علاوة على طائرات خاصة أو طائرات قيد التجربة، قتل فيها 50 شخص، بجانب 18 حادثة لطائرات تجارية وقعت في دول نامية، لم تشهد الولايات المتحدة أي منها طيلة العام الماضي سوى حوادث تحطم بعض الطائرات الخاصة، بجانب حادث  طائرة "ساوثويست"، ولم يصب فيها أي من ركاب بعد تصدع في جسم الطائرة أثناء التحليق، وشهدت روسيا ثلاث حوادث تحطم طائرات نجم عنها مقتل 56 شخصاً، بجانب  حوادث عابرة أثناء الهبوط لم تتسبب في مقتل أي راكب، بالإضافة إلى تحطم طائرة مستأجرة قضى فيها طاقم كامل من لاعبي الهوكي، ووقعت حادثتا تحطم في إندونيسيا بجانب أخرى في الكونغو بطائرات تابعة لشركات طيران مدرجة ضمن لائحة حظر الاتحاد الأوروبي للطائرات غير المأمونة باعتبارها خطرة في مجال سلامة الطيران، كما تحطمت طائرة ركاب إيرانية أثناء رحلة داخلية، وأخرى في نيبال، وبالنظر إلى هذه المعطيات يتأكد أمراً واحداً بأن النقل الجوي يظل وسيلة مواصلات آمنة، فمع تزايد عدد الطائرات التجارية التي تحلق في الأجواء سنوياً، يتواصل تناقص احتمالات بالا تسير الأمور على النحو المرسوم. بحسب سي ان ان.

أمريكان إيرلاينز تعلن إفلاسها

من جهتها أعلنت شركة AMR، الشركة المالكة لطيران "أمريكان إيرلاينز" أنها بدأت تقديم طلب إشهار الإفلاس تحت البند 11 الذي يحمي المفلسين من مطالبات الدائنين، في خطوة توقعها عدد ممن المحللين والمراقبين نظرا لتراجع الأرباح وارتفاع التكاليف، ويقول مراقبون أن شركة "أمريكان إيرلاينز" تعتبر من أضعف شركات الطيران على مستوى الولايات المتحدة حيث أنها أحرزت إرباحا في الربع الأول من العام 2007، ومنذ ذلك الوقت لم تحصد أي أرباح مذكورة، بل تعرضت لخسائر في الأعوام اللاحقة قدرت بـ4.8 مليار دولار، وأشار المراقبون إلى أن الشركة قامت بتقديم طلبات لشراء نحو 460 طائرة من شركات "ايرباص" و "بوينغ" في شهر يوليو/تموز من العام الماضي، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول حقيقة الإفلاس، وطمأنت الشركة المسافرين الذين حجزوا مقاعد للسفر في أوقات سابقة أنها ستواصل تسيير رحلاتها في مواعيدها المحددة خلال فترة الإفلاس من خلال السيولة المتوفرة لديها والمقدرة بنحو 4.1 مليار دولار، ويذكر أن شركة  "أمريكان إيرلاينز" كانت من أكبر شركات الطيران في العام 2006، إلا أن الاندماجات بين الشركات والمنافسة الشديدة مع شركات الطيران الأخرى أضرت كثيراً بعملها. بحسب سي ان ان.

طائرة شمسية

الى ذلك وبجناحين عملاقين، ومحرك صغير أشبه بدراجة نارية، تنفرد طائرة "سولار إمبولس،" بالعديد من المزايا، أبرزها أنها لا تحتاج للوقود، وأنها الأولى من نوعها في العالم، وبفضل ما يقرب من 12 ألف خلية شمسية وأربع مراوح كهربائية تعمل بالطاقة، فإن "سولار إمبولس،" هي أول طائرة في العالم تستطيع أن تطير من دون أي وقود، ليلا أو نهار، ويبلغ عرض الطائرة الشمسية هذه 63 مترا، ووزنها 1600 كيلوغرام، وقد تمكنت بالفعل من تحطيم الرقم القياسي، والبقاء في الجو لمدة 26 ساعة متواصلة في عام 2010، لكن الأمر أكثر من مجرد الطيران فقط، حسبما يرى الطيار اندريه بورشبيرغ، إذ يقول إنه "يريد أن يوضح للجميع ما يمكن عمله بهذه التقنيات"، وأضاف "يمكننا الحفاظ على نوعية حياتنا وخفض استهلاك الطاقة لدينا، وخفض اعتمادنا على النفط والطاقة النووية"، وجاء إنتاج طائرة "سولار إمبولس، "من بنات أفكار بيكارد برتراند، أول رجل يسافر من دون توقف حول العالم في منطاد"، وقال بيكارد عن رحلته الملحمية التي جرت في عام 1999، "لقد كدنا نفشل بسبب نقص الوقود، وفي تلك اللحظة، قطعت عهدا أن أطير في المرة القادمة دون أي وقود على الإطلاق، وهكذا ولدت فكرة الطائرة الشمسية"، وبعد نحو سبع سنوات التقى بيكارد بشريكه بورشبيرغ، وبدأ بالوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه، بميزانية قدرها 134 مليون دولار، وبمشروع لتحقيق هدفهما المتمثل في الطيران حول العالم بدون وقود في عام 2014، للمرة الأولى في تاريخ الطيران. بحسب سي ان ان.

غضب امريكي من قانون اوروبي

على صعيد مختلف ردت الولايات المتحدة بغضب على قرار المحكمة العليا في الاتحاد الاوروبي الذي قضى بفرض ضريبة إنبعاث الغازات الضارة بالبيئة على الطائرات التي تدخل الاجواء الاوروبية اعتبارا من مطلع العام الحالي، وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان لديها اعتراضات قانونية قوية على قرار المحكمة الاوروبية، وتقول شركات الطيران الامريكية انها ستحترم قرار المحكمة ولكنها ستحتج عليه، وكان الاتحاد الاوروبي قد اصدر قانونا يجبر شركات الطيران التي تسير الرحلات من والى القارة الاوروبية بشراء "تراخيص انبعاث" لقاء الانباعاثات الغازية التي تسببها طائراتها وذلك اعتبارا من الاول من يناير /كانون الثاني، ومن المتوقع ان يكون ثمن هذه التراخيص منخفضا في المراحل الاولى، ولكنه سيرتفع بمرور الزمن بحيث يتوقع ان يبلغ 9 مليارات يورو بحلول نهاية عام 2020، وسيسمح لشركات الطيران مبدئيا بتحمل 15 في المئة فقط من قيمة التراخيص، وحكمت محكمة العدل الاوروبية -اعلى هيئة قضائية في الاتحاد- بقانونية النظام الجديد قائلة إنه لا ينتهك سيادة اي دولة ويتماشى مع المواثيق والاعراف الدولية، وكانت الولايات المتحدة قد هددت باتخاذ "اجراءات مناسبة" ردا على القانون الجديد، وقالت إن قرار المحكمة خيب امله، وقالت إنها تريد من منظمة الطيران المدني الدولية ان تدلو بدلوها في الخلاف.

ارتفاع أسعار التذاكر

من جانبهما حذرت شركتا طيران الامارات والاتحاد اللتان تحققان نمو سريعا من ارتفاع أسعار التذاكر في حين تدرسان تحميل الركاب تكلفة برامج تجارة الكربون الخاصة بالاتحاد الاوروبي، وصرح تيم كلارك رئيس شركة طيران الامارات أكبر شركة طيران للرحلات الطويلة في العالم لصحيفة جلف نيوز ان الشركة ستنفق أكثر من 40 مليون يورو (51.93 مليون دولار) في عام 2012 لشراء أرصدة انبعاثات اضافية، وقال "من المؤسف أنه في الوقت الذي نعمل فيه على طرح أسعار تذاكر تنافسية قدر المستطاع فان في حكم المؤكد أن يتحمل الركاب التكلفة الاضافية لبرنامج تنظيم تجارة الانبعاثات في الاتحاد الاوروبي، ولكن لم يتحدد بعد كيف سيتحقق ذلك"، وبموجب برامج معالجة التغيرات المناخية الني بدأ سريانها بداية من أول يناير كانون الثاني تتحمل شركات الطيران التي تهبط طائراتها أو تقلع من دول الاتحاد الاوروبي وعددها 27 دولة وثلاث دول مجاورة أخرى مسؤولية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن أنشطتها في اطار التوسع في اكبر سوق للكربون في العالم، وأبدت الاتحاد للطيران وجهات نظر مماثلة، وقال ليندن كوبل رئيس الشؤون البيئية في الشركة للصحفية ان الاتحاد ستتحمل تكلفة اضافية قدرها 310 ملايين يورو في السنوات التسع المقبلة، وقال كوبل "من الحتمي أن تؤثر مثل هذه التكلفة على أسعار التذاكر ولذلك نريد أن نضمن نظاما عالميا عادلا"، وتأتي التصريحات في أعقاب تحذير شركة لوفتهانزا الالمانية من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران يوم الاثنين، ويقول الاتحاد الاوروبي ان النظام الجديد المطبق بالفعل على صناعات أخرى هو السبيل الاكثر عدلا لتحمل صناعة الطيران مسؤوليتها عن ارتفاع درجة حرارة الارض، غير أن البرنامج اثار جدلا تجاريا مع الصين والولايان المتحدة والهند ودول أخرى ترى فيه انتهاكا لسيادتها. بحسب رويترز.

أمريكي يسافر واقفاً

من جهة اخرى في العادة، قد يواجه المسافرون بالجو مشقة في التدابير الأمنية الصارمة المتبعة في مطارات العالم، بجانب احتمالات تأخير أو إلغاء رحلاتهم، إلا أن ما تكبده الأمريكي آرثر بيركويتز في رحلة من ألاسكا إلى فيلادلفيا قد يكون استثنائياً إذ أمضى رحلته، التي استغرقت سبع ساعات، واقفاً على قدميه، وقال  بيركويتز، 57 عاماً، إن راكباً بديناً احتل معظم مقعده أثناء الرحلة على متن طائرة تابعة لـ"يو اس أيرويز" في يوليو/تموز الماضي، وأضاف: "لم أسافر طيراناً من ألاسكا حتى فيلادلفيا بل وقوفاً"، وشرح بأن المقعد المجاور له في الرحلة رقم 901 كان خالياً، وحتى أقبل راكب متأخر عن موعده ليحتل مساحة تتجاوز ما دفعه مقابل تذكرته: "حجمه تطلب رفع الفواصل بين المقعدين ليغطي جسمه نصف مقعدي، إلا أنه كان مهذباً وبادر بالاعتذار"، وأبلغ بيركويتز طاقم الضيافة بعجزه عن ربط حزام مقعده نظراً لجلوس الراكب "البدين" فوقه، وطلب نقله إلى درجة رجال الأعمال، ونظراً لأن كافة مقاعد الرحلة كانت مشغولة، ورفض السماح له بالجلوس في المقاعد ا لمخصصة للطاقم، فقد قضى معظم وقته متجولا بأنحاء الطائرة طيلة الرحلة ومدتها سبع ساعات. بحسب سي ان ان.

ونجح في "حشر" نفسه بمقعده أثناء الهبوط والإقلاع دون ربط الحزام، في انتهاك لقوانين الطيران، وقالت الناطقة باسم إدارة الطيران الفيدرالي، كاثلين بيرغن، إن الوقوف طيلة الرحلة تجاوز للقوانين المنظمة للطيران التي تشجع على بقاء الركاب في مقاعدهم، ومن جانبها أصدرت شركة الطيران بيان، نتفهم حساسية ما يتعلق بأحجام المسافرين، لكننا لا نتهاون مطلقاً في قوانين السلامة، ونحتاج مساعدة كل مسافر لضمان تشغيل كل رحلة بأمان وذلك بالالتزام بتعليمات أعضاء الطاقم"، ويشار إلى أن "يو اس أيرويز" عرضت على بيركويتز قسيمة بقيمة 200 دولار، إلا أنه رفضها قائلاً: "أثرت الأمر لأجل أن تنظر شركة  الطيران في إجراءاتها للسلامة"، ويختلف تعامل شركات الطيران الأمريكية مع الركاب ضخمي الجثة، فشركة "ساوث ويست" تطلب من مسافريها، من يتجاوز حجمهم مقاعد طائرتها، ويبلغ عرضها 17 قدما، شراء تذكرة إضافية، يعاد ثمنها للركاب حال لم تكن الرحلة ممتلئة، فيما تعرض "كونتينتال" و"يونايتد" تمديداً إضافياً واحدا فقط لحزام المقعد، وهو إجراء ترفضه شركات أخرى منها "دلتا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/شباط/2012 - 21/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م