
شبكة النبأ: عاود رجال الطوارق نشاطهم
المسلح من جديد ضد بعض المدن في شمال مالي والتي ادت الى سقوط العديد
من الضحايا هذا بالإضافة الى تشريد الاف العوائل تلك النشاطات العسكرية
استؤنفت من جديد بعد انهيار نظام الحكم في ليبيا حيث كانوا يقاتلون الى
جانب قوات معمر القذافي في تلك الفترة، وتهدف هذه الحركة بحسب قولها
الى اعتاق شعبها من الاحتلال غير الشرعي من قبل السلطات في مالي.
ويتوزع الطوارق الذين يشكلون مجموعة من الرحل يناهز عددهم 1,5 مليون
نسمة، من قبائل متنوعة، بين النيجر ومالي والجزائر وليبيا وبوركينا
فاسو. ويشهد شمال مالي ايضا عمليات لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي،
الذي ينشط انطلاقا من قواعده في هذه المنطقة في بلدان اخرى بمنطقة
الساحل والصحراء حيث ينفذ اعتداءات ويقوم بمختلف انواع التهريب وخطف
الرعايا الاجانب. ومع تصاعد تلك الاعمال تواصلت الدعوات الى وقف اطلاق
النار بين المتمردين الطوارق وجيش مالي المتناحرين منذ منتصف كانون
الثاني/يناير في شمال البلاد، ما ادى الى نزوح الالاف الى البلدان
المجاورة، لكنها لم تلق صدى. وشنت مروحيات الجيش المالي غارات على شمال
شرق البلاد بين كيدال وابييبارا بهدف منع المتمردين من الزحف على كيدال،
اكبر مدن المنطقة، على ما افادت مصادر عسكرية وشهود. وقد شنت الحركة
الوطنية لتحرير ازواد وحركات تمرد اخرى بعناصرها المدججين بالسلاح
العائدين من ليبيا حيث قاتلوا في صفوف نظام معمر القذافي، هجوما واسعا
في 17 كانون الثاني/يناير لم يتوقف من حينها. وهاجمت تلك الحركات ما لا
يقل عن خمس مدن في شمال شرق البلاد قرب الحدود الجزائرية والنيجيرية (ميناكا
وتيساليت واغيلهوك وانديرامبوكان وتينزاواتن) واثنتين في الشمال الغربي
عند الحدود الموريتانية (ليري ونيافونكي). واسفرت المعارك عن سقوط
العديد من القتلى من الجانبين من دون التمكن من تحديد حصيلة دقيقة لدى
مصادر مستقلة وخصوصا ان كل طرف يزعم الانتصار. واكد رسميون ومسؤولون
عسكريون في مالي ان الجيش، لاسباب "استراتيجية"، ترك المتمردين يسيطرون
على معسكرات في بلدات صغيرة للتركيز على كبرى المدن في الشمال مثل
تومبكتو وغاو وكيدال.واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها زارت
الاسبوع الفائت 13 عسكريا ماليا يحتجزهم المتمردون.
لكن نزوح السكان بكثرة (ما لا يقل عن خمسين الف شخص) الى البلدان
المجاورة والى مخيمات في مالي، يدل على ضراوة المواجهات. وقال الصليب
الاحمر ان "30 الف شخص على الاقل نزحوا من مالي ويقيمون في ظروف
بائسة". واكدت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة ان النيجر
استضافت نحو عشرة الاف لاجئ وموريتانيا تسعة الاف وبوركينا ثلاثة الاف
(ثمانية الاف بحسب الحكومة) في حين تستعد الجزائر التي لم تستقبل حتى
الان سوى عدد محدود، لمواجهة نزوح "كثيف" من المهاجرين الطوارق بحسب
الهلال الاحمر الجزائري. وكثرت الدعوات الى وقف اطلاق النار في مالي
وخارجها. وخرجت تظاهرت في مدن بما فيها العاصمة باماكو لزوجات جنود
وماليون اخرون في تجمعات كانت عنيفة احيانا، احتجاجا على طريقة الرئيس
حمادو توماني توري في ادارة الازمة. ورغم دعوة الرئيس توري الى الهدوء
والتسامح تحولت التظاهرات الى حملات كره للأجانب واستهدفت الطوارق
وممتلكاتهم واشخاصا اخرين من ذوي البشرة غير السوداء المقيمين في مالي
كالعرب.
واعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي ميون عن "قلقه الشديد" من
الانعكاسات الانسانية لتلك المعارك ودعا "مجموعات المتمردين الى الكف
فورا عن هجماتهم وفتح حوار مع حكومة مالي لتسوية الخلافات". كذلك دعت
فرنسا السلطات في باماكو الى "وقف اطلاق النار فورا" واعتبرت انه "مهما
كانت الدواعي" "لا يجوز" لجوء المتمردين الى القوة. وفي باماكو دعا نحو
ثلاثين حزبا سياسيا تنتمي الى التيار الرئاسي ايضا الى وقف اطلاق النار
وفتح حوار. واجرى وزير الخارجية المالي سوميلو بوبيي مايغا مطلع
شباط/فبراير مباحثات في العاصمة الجزائرية مع مندوبين من تحالف 23
ايار/مايو من بينهم مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير ازواد، ودعا
الطرفان "بالحاح" الى وقف الاعمال الحربية.
لكن قيادة الحركة الوطنية لتحرير ازواد اعلنت انها "ليست معنية
البتة" بتلك المباحثات. ويزيد من المخاوف ان شمال مالي يعتبر ايضا
مسرحا لعمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يحتجز 13
رهينة غربية بينهم ستة فرنسيين. كما تشكل الازمة خطرا على الانتخابات
الرئاسية المقررة دورتها الاولى في 29 نيسان/ابريل المقبل. واعتبر
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان شمال مالي "بات منطقة يسرح
فيها الارهاب ويمرح".
واستؤنفت في مالي حركة تمرد الطوارق التي كانت هامدة منذ 2009، مع
عودة المقاتلين المدججين بالسلاح من ليبيا بعد ان كانوا في صفوف قوات
معمر القذافي قبل الاطاحة به. واستهدفت حركة تمرد ثلاث مدن في شمال شرق
مالي هي تيساليت واغيلهوك وميناكا كونها اهداف اولوية، ولانها معسكرات
للجيش واكدت الحركة انها ستهجم على مدن اخرى في شمال البلاد. ولم يشكل
ذلك مفاجأة بعد التحذيرات العديدة التي صدرت حتى من الامم المتحدة حول
الخطر الذي تشكله عودة مئات الرجال المدججين بالسلاح من ليبيا حيث
دعموا القذافي. ومما زاد من خطورة الامر، اتساع المنطقة شبه الصحراوية
التي طالما اتخذت منها وحدات مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب
الاسلامي، معقلا في تحركاتها في بلدان اخرى من هذه المنطقة الساحلية
الصحراوية مثل موريتانيا والنيجر والجزائر.
وافاد مصدر امني مالي ان "الاسلحة الثقيلة بما فيها صواريخ
الكاتيوشا التي قصفوا بها معسكرات الجيش في المدن الثلاث مصدرها
مستودعات اسلحة الجيش الليبي". واتهمت الحكومة المالية المتمردين
الطوارق العائدين من ليبيا وعناصر من حركة ازواد السياسية المسلحة التي
تاسست نهاية 2011 اثر اندماج مجموعتي تمرد من الطوارق خلال التسعينيات
وسنوات الالفين، بانها شنت تلك الهجمات. وقال دبلوماسي افريقي في
باماكو "يبدو انهم منظمون ومنضبطون جدا". واضاف "انهم عسكريون يعرفون
الاستراتيجية، لكن عيبهم هو انهم لا يستطيعون المثابرة على الدوام".
واكد ازاز اغ لودا نائب منطقة غاو (شمال شرق) الذي التقى بعناصر من
حركة تمرد ازواد قبل ان تخوض العمل المسلح ان "الجناح المدني ليس له
سلطة على الجناح العسكري". واوضح ان "الجناح المدني كان يريد توقيع
وثيقة يلتزم فيها بالحوار" مع الرئيس المالي امادو توماني توري "لكن
نجم محمد وهو احد العقول المدبرة في القيادة العسكرية للحركة، رفض"
ذلك. ويشكل العقيد نجم محمد وضباط اخرون كانوا ضمن الجيش الليبي في
نظام القذافي بعد عودتهم الى مالي، نخبة الجناح العسكري في جبهة
الازواد. وبين هؤلاء المقاتلين من انصار القذافي هناك ايضا ضباط من
الطوارق انشقوا عن الجيش المالي بمن فيهم العقيدان اسانات وبا موسى
ومقاتلين من اناصر الزعيم الطرقي الراحل ابراهيم اغ باهانغا الذي لقي
حتفه السنة الماضية في اب/اغسطس، في حادث سير كما قيل رسميا. وتتكون
القيادة المدنية في حركة ازواد والتي يبدو انها لا تتمتع بنفوذ على
الجناح العسكري، جزئيا من بلال اغ شريف الناطق باللغة العربية من قبيلة
ايفورا (شمال شرق مالي) وهو متخرج من ليبيا ومحمود اغ ارالي المكلف
"التوعية" وابو كريم المثقف الناطق بالفرنسية. بحسب فرنس برس.
ويرى محللون ان على حركة تمرد الطوارق اذا ارادت المقاومة فترة
طويلة، ان تجد قاعدة خلفية في احد بلدان الساحل مثلما كان الحال خلال
التسعينيات في ليبيا لكنه ليس الحال حاليا. ولن تتمكن حركة الازواد
التي تنشط في منطقة حدودية مع الجزائر والتي تطالب "بتحرير واستقلال
ازواد وتاسيس دولة" من الحصول على دعم هذا البلد الذي كان دائما يرفض
فكرة تقسيم مالي.
وتمتد منطقة ازواد مهد الطوارق من تمبكتو الى كيدال (شمال، شمال شرق).
نتائج المعارك في مالي
من جهة اخرى اعلنت بعض مصادر ان الجيش المالي استعاد السيطرة على
ثلاث مدن في شمال شرق مالي كان المتمردون الطوارق قد هاجموهافي وقت
سابق. وقال مصدر عسكري في المنطقة ان "الجيش المالي استعاد السيطرة على
مدن ميناكا وتيساليت وانغيلهوك ووصلت تعزيزات الى المكان". واضاف ان هذ
الامر "لا شك فيه" موضحا ان "الجيش المالي يسيطر حاليا على هذه البلدات
التي وضع فيها تعزيزات". وقال موظف في بلدية ميناكا تم الاتصال به
هاتفيا من باماكو ان تعزيزات ارسلت الى المدينة التي "يسيطر" عليها
الجيش. واضاف ان المتمردين الطوارق قد شوهدوا يتوجهون الى شمال غرب
مالي. وذكر مصدر طبي، ان الجيش سيطر على اغيلهوك، بعد "اشتباك قصير" مع
متمردين على "مدخل المدينة".
وافاد شهود ان الهدوء عاد الى تيساليت وان جنودا ماليين يسيطرون على
المدينة. وفي هاتين المدينتين، اسفرت المعارك عن سقوط 47 قتيلا هم 45
متمردا وجنديان، كما ذكرت وزارة الدفاع المالية موضحة ان 35 متمردا
قتلوا في اغيلهوك و10 في تيساليت. وقتل جنديان في هاتين المدينتين كما
قالت الوزارة التي تحدثت ايضا عن "عدد كبير من الاصابات" لدى المتمردين
وعن اصابة 10 جنود (سبعة في اغيلهوك وثلاثة في تيسالبيت). وكانت
الحكومة قد ذكرت ان "عددا كبيرا" من المتمردين الطوارق وجنديا قتلوا في
ميناكا. بحسب فرنس برس.
وقد هاجم المتمردون الطوارق مدن اغيلهوك وتيساليت قرب الحدود
الجزائرية بعد هجوم على ميناكا، المدينة الشمالية الشرقية. واكدوا انهم
ارادوا الاستيلاء على مدن اخرى.
وفي خطاب الى الامة بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس الجيش،
لم يتطرق الرئيس المالي امادو توماني توري مباشرة الى تلك الهجمات ولا
الى الوضع الميداني. وقال ان "الحفاظ على وحدة اراضي مالي هو احدى
مهمات جيشنا". واشاد ب"تدريب القوات واعدادها واعادة تأهيل العتاد
ومشاركة القوات المسلحة والقوى الامنية التي ما زالت مميزة في كبرى ورش
التنمية". واكد الرئيس المالي ان "الاحداث" التي وقعت في 2006 في "مدينة
كيدال" (شمال شرق) حيث استعاد متمردون طوارق السلاح "كانت مؤشرا جيدا
الى فعالية ادارة ازمة تمزج بين التفاوض السياسي والمبادرة العسكرية
الميدانية". ولم يوضح ما اذا كانت هذه هي الاستراتيجية التي سيعتمدها
في الهجمات الاخيرة على المتمردين الطوارق. وهي الاولى منذ اتفاق انهى
التمرد الذي استؤنف في 2006 و2009 ومنذ عاد من ليبيا مئات المسلحين،
خصوصا من الطوارق الذين حاربوا الى جانب قوات الزعيم الليبي معمر
القذافي الذي اطيح وقتل العام الماضي.
وتقول الحكومة ان المتمردين هم مقاتلون عادوا في الاونة الاخيرة من
ليبيا واعضاء في حركة ازواد للتحرير الوطني. وتأسست حركة ازواد نهاية
2011 على اثر اندماج مجموعتي تمرد من الطوارق خلال التسعينات وسنوات
الالفين، ومنها حركة طوارق شمال مالي بزعامة ابراهيم اغ باهانغا الضي
اعلنت وفاته رسميا في حادث سير العام الماضي.
في سياق متصل افادت مصادر محلية مالية ان حوالى الف شخص غادروا
مدينة ليري (شمال غرب مالي) للجوء الى موريتانيا المجاورة، هربا من
معارك محتملة بين الجيش المالي ومتمردي الطوارق الذين سيطروا الجمعة
على معسكر في المدينة. وقال محمد تيونلي العضو في بلدية ليري "ثلاثمئة
عائلة، اي حوالى الف شخص، غالبيتهم من الماليين، غادروا ليري واجتازوا
الحدود الى فاسالا" المدينة الموريتانية الواقعة على بعد حوالى 50 كلم
غرب ليري.
وأكد رجل يعمل مدرسا في المنطقة هذه المعلومات قائلا ان "1150 شخصا
على الاقل غادروا ليري باتجاه فاسالا". واضاف "الخوف هو الذي يدفعهم
الى الرحيل، خصوصا ان ليري تغرق في العتمة اثناء الليل. فقد قام
المتمردون بافراغ كل الوقود اللازم لتشغيل المجموعة التي تؤمن التغذية
بالكهرباء ومياه الشفة للمدينة". وأكد شاهدان اخران هذه المعلومات،
مشيرين الى ان متمردي الطوارق قاموا قبل الانسحاب مسافة حوالى 30 كلم
عن المدينة بانتزاع وسرقة اللالواح الشمسية التي تزود المركز الصحي في
ليري بالكهرباء قبل "تدمير" محال تجارية تبيع موادا غذائية لاستخدامها.
بحسب فرنس برس.
وقال احد هذين الشاهدين "لقد دمروا ايضا منزل نائب رئيس بلدية ليري.
لقد دمروا المقار لكن لم يتم تسجيل سقوطك ضحايا، الا ان المدنيين
خائفون". واوضح مصدر عسكري ان تعزيزات عسكرية مالية كانت في طريقها الى
ليري حيث قام المتمردون بالسيطرة على مركز عسكري فارغ.
الطوارق في سطور
الطوارق أو أمازيغ الصحراء ويطلق عليهم أحيانا "رجال الصحراء الزرق"
وهم شعب من الرحّل والمستقرين الأمازيغ يعيش في الصحراء الكبرى خاصة في
صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو. والطوارق مسلمون
سنيون مالكيون مع خلط من العقائد الأفريقية، ولهم نفس هوية سكان شمال
أفريقيا ويتحدثون اللغة الأمازيغية بلهجتها الطوارقية.
ويرجح بعض المؤرخين أن شعب الطوارق هم أحفاذ القارامانت الذين عاشوا
في سهول فزان بليبيا وهناك من يقول بالعكس بدليل أن القارامانت حسب
المؤرخين القدماء كهيرودوت هم من ذوي البشرة السوداء أما الطوارق فهم
بيض ثم أن الشعوب التي شاركت مباشرة في تكوين الطوارق لم يسكنوا فزان
وهم قبائل هوارة، اللمطة، إزناكن، إماسوفن العلاقة الوحيدة بين الطوارق
والقارامنت هو تسمية الثانية لفزان وهي تارقة والتي صارت فيما بعد
تسمية فرقة صنهاجة الملثمون. الطوارق ينفردون باسمهم المعروف لدى
الأوربيين والعرب، والتفسير الأكثر منطقية هو أن اسمهم مشتق من الكلمة
الأمازيغية Targa وتعني "الساقية" أو "منبع الماء". لكن الطوارق
الأمازيغ يطلقون على أنفسهم "ئموهاغ" Imuhagh أو ئموشاغ Imuchagh وهما
تنويعان للكلمة الأمازيغية Imuzagh. ولغتهم معروفة بـ"تاماهيق" Tamaciq
وهي فرع من الأمازيغية Tamazight. ويفضل الطوراق تسميتهم ب"إيماجيغن"
أو "إيموهاغ" ومعناها بالعربية "الرجال الشرفاء الأحرار". و معضم
الطوارق يرفضون تسميتهم بالبربر لانها تسمية مختلفة عنهم قليلا لذلك
يفضلون تسميتهم ب اكيل تمشاق أو ايموهاغ
و يعيش الطوارق في تونس وشمال مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب مصر في
وادى حلفا وجنوب الجزائر قرب تمنراست وجانت وإليزي. وهم شعب قديم يحكم
حياتهم نظام عتيق من التقاليد والعادات ورثوها عن أجدادهم. الطوارق أو
كل تماشق لديهم ارث قديم من الادب والعلوم الطبية وعلم الفلك فهم
يتجولون في كامل الصحراء الكبرى باستعمال النجوم ويستعملون في علاج
الامراض الاعشاب والحرقب بالنار والجراحة ان اقتضت الحاجة. وللمرأة
مكانة عظيمة لدى الطوارق. وتتمتع المرأة الطوارقية باستقلالية كبيرة
ولو كانت متزوجة. رغم أن معظم شعوب العالم تحولت إلى شعوب أبوية ذكورية
ومن بينها أمازيغ الشمال في المغرب والجزائر وليبيا. وأشهر شخصية في
تاريخ الطوارق هي امرأة اسمها تينهنان وهي زعيمة أسست مملكة هقار.
ويعيش الطوارق في خيام ولكن جزءا كبيرا منهم يستقر في بيوت طينية.
توفر الخيام التي تصنع من أثواب خشنة تغزل من شعر الماعز وتشد إلى
ركائز (أوتاد) يتم تثبيتها بحبال تزرع في باطن الأرض في معاقف، مأوى
آمن ضد حر الصحراء الصهيب والمناخ القاسي. ويبدو في وسط الخيمة دائما
طاولة صغيرة لشرب الشاي، وطاولة أطول تخصص عموما للضيوف وعابري السبيل،
وهذه من عاداتهم وعندما تهرع المرأة الطارقية إلى الخارج وهي تحمل آنية
مملوءة بحليب الناقة فهذه علامة على الترحيب بالقادمين سواء أكان فردا
من العائلة قد جاء بعد سفر أو ضيفا عابر سبيل، والمرأة عند الطوارق لا
تحجب عن وجهها ولقرون تشبث الطوارق بتقاليدهم خصوصا في اللباس، إذ
يتلثم الرجال غطاءً للوجه دائما عند تجولهم في الخارج، قد يكون هذا
التقليد ناتجاً عن الظروف القاسية للبيئة الصحراوية التي يعيشون فيها،
ولكن له دلالات ثقافية أكبر. ويسمى اللثام بـ "تاكلموست" حيث أنه من
العيب على الرجل ان يظهر فمه للاخرين.
وعند نشوء تنازع أو تظالم بين شخصين فإن المسألة يتم حلها بسرعة في
المجتمع المحلي بعد السماح لكل طرف بالإدلاء بآرائه والدفاع عنها أمام
مجلس الشيوخ والمحكمة العامة، وتسند مهمة النطق بالحكم إلى مايسمي
بالشخص الأمين أو الزعيم المسمى أمنوكال Amnukal وهو مماثل لشخصية
أمغار Amghar لدى أمازيغ الشمال. بحسب الموسوعة الحرة.
والطوارق شعب فخور ويحب الاستقلالية، فبحكم عيشهم في محيط قاس طوروا
مقاومتهم للطبيعة الصعبة وأعادوا صياغة الأمور التي يصعب التنبؤ بها،
ويجعل الإحساس بشرف الأسرة منهم أكثر ضيافة ويعنيهم الإنسان ككل.
وتتكون ملامح الثقافة الطارقية من الشعر الذي يولقونه وهم
يسامونه(تيسيواي) والفن القصاصي(تينفوسين) الذي يتميزون به والفن
الغنائى(اساهاغ) وقد عزف الطوارق على آلة التيندي وحديثا علي آلة
القيطارة ومن أشهر فرقهم فرقة تيناروين وفرقة تاراكفة.
ومن اشهرشخصيات من الطوارق موسى آغ مستان أمينوكال (سلطان)الطوارق
في باريس 1910،غومة إبراهيم بن غومه المولود بايليزي 1926 الجزائر هو
رئيس بلدية ايليزي وعضو بالمجلس الشعبي الوطني وعضو المجلس الانتقالي
سابقا وعضو مجلس الامة حاليا وعضو ورئيس اللجنة الوطني الاعيان والعقال
باكاديمية المجتمع المدني وامين العقال والاعيان لمنطقة طاسيلي ناجّر
بولاية إليزي الجزائر. وقدمت له السلطة الجزائرية إقامة دائمة في دالي
إبراهيم بالجزائر العاصمة حيث يقيم أغلب السنة ولا يزور مسقط رأسه إلا
قليلا. فيهرون: وهو ملك دولة اموشاغ التي أقيمت في منطقة اضاغ سنة 1800
وقد عرف فيهرون بكره المستعمر الفرنسي ومحاربته إلا أن مقابلة البنادق
بالسيف يعتبر انتحارا. فألقي القبض على فيهرون في عام 1829 وتم اعدامه
وقد اندثرت مملكته تحت وطأة القذف بالمدافع الفرنسية. |