كتب وقراء... صداقة وشقاء

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: برغم كل التطورات والتقنيات التي شهدها العالم لاتزال اواصر المحبة والود قائمة بين القارئ والكتاب، تلك العلاقة القديمة المتجددة تشبتها بعض ارقام المبيعات وتؤكدها العديد من الدراسات التي تعتبر الكتاب مصدر اساسي من مصادر الثقافة والتعلم، لا يمكن الاستغناء عنه او اهماله بل على العكس من ذلك فهناك سعي حثيث ومستمر لإبراز أهمية ثقافة المطالعة واقتناء الكتب، ففي هذا الجانب لم يكتف الكنديون بوجود المكتبات العامة المتاحة والمتوفرة للجميع في كل الأحياء، رغم أنها توفر العديد من الخدمات وتزود القارئ والمثقف بكافة ما يطلب ويتمنى قراءته في مختلف المجالات والتخصصات. حيث أسس عدد من الكنديين في احد الأحياء بمدينة فانكوفر الواقعة في محافظة برتش كولمبيا مشروعا صغيرا ومميزا تحت مسمى «صندوق تبادل الكتب» ويهدف القائمون على هذا المشروع الى استقطاب سكان الحي من مختلف الاعمار وبالخصوص الأطفال للاستفادة من المزايا الخاصة التي يقدمها هذا الصندوق للمجتمع المحيط به.

مبتكر الفكرة هو الفنان التشكيلي الكندي ايلين موسكا، والذي سعى الى أن يخلق التواصل والتقارب بين أبناء الحي من كبار وصغار، حيث خطط لإنشاء صندوق لتبادل الكتب يوضع في وسط الحي، ويغذى هذا الصندوق من خلال المجتمع المتواجد من حوله، حيث يمكن لأي شخص أن يضع عددا من الكتب المتنوعة في الصندوق، وبعدها يمكن للمارين من سكان الحي الانتفاع من خلال قراءة الكتب المتعددة عن طريق الاستعارة من الصندوق، وإرجاعه مره أخرى بعد الانتهاء منه، ويعتبر هذا الصندوق الثقافي محلا لبيع الكتب المتنوعة لكن ثمن الإيجار ليس كالمعتاد فالقراءة والاستفادة هي رسوم الايجار وليست النقود.

ثلاثمائة وخمسون دولارا هو مبلغ تأسيس هذا الصندوق، بهذا القدر استطاع الحي كسب هذه الفكرة التي لقيت إقبالا واسعا من السكان وبالخصوص الاطفال، حيث يشير القائمون على هذا المشروع أن المجتمع المحيط اعجب بهذا المشروع منذ تأسيسه، وبدأت تداولات الكتب من أغلب العائلات القاطنة في الحي، حيث يتبادل الجيران الكتب المتنوعة كالكتب الخاصة بالأطفال وكذلك عدد من المؤلفات الثقافية وأخيرا وليس آخرا كتب الطبخ والتي كانت الأكثر تداولا من قبل الجيران، وذلك لتعدد أصول سكان الحي وثقافاتهم. ويشجع المواطن الكندي كرسيان جميع الاحياء الاخرى بالاستفادة من هذه الفكرة وتطويرها، ويضيف أن المكاسب من هذا الصندوق متعددة ومن اهمها تشجيع الآخرين على القراءة وتبادل الكتب المفيدة مجانا. ويشير كرستيان ان هذا المشروع يساهم في تطوير الطبقة ذات الدخل المنخفض لعدم مقدرتها على شراء الكتب بمختلف الأثمان. ولم يكتف القائمون بهذا الصندوق بجعله للكتب فقط، بل خلق لهم مجتمعا جديدا يسعى في ربط علاقات الجار مع جاره، مشيرين ان من اهداف هذا الصندوق هو تعريف الجيران ببعضهم البعض وتوسيع دائرة الحوار بينهم وتقوية علاقتهم. حيث يلتقي الأبناء والجيران عند هذا الصندوق لتبادل الحديث والتعرف على المجتمع عن قرب. وأبدى عدد من سكان الحي رغبتهم في إنشاء عدد من المشاريع التي تخدم في بناء المجتمع وربطه، موضحين ان هذه الفكرة البسيطة ساهمت في تسهيل التواصل بين الجيران على مستوى الحي، مشيرين انهم افتقدوا هذه الامور منذ قدومهم الى كندا سواء للتعليم او العمل او الهجرة.

اسواق الكتب

في سياق متصل تصدر كتاب سيرة حياة رئيس شركة آبل واحد مؤسسيها الراحل ستيف جوبز مبيعات الكتب هذه السنة لدى شركة توزيع الكتب "امازون" عبر شبكة الانترنت في الولايات المتحدة مع انه لم يصدر الا في نهاية تشرين الاول/اكتوبر. وشدد كريس شلوب مسؤول بيع الكتب لدى امازون في بيان "لقد صدر الكتاب في تشرين الاول/اكتوبر الا ان المبيعات كانت هائلة في الشكلين" الورقي والرقمي. وهذه النتائج لا تشمل الا مبيعات موقع "امازون. كوم" اي الموقع الاميركي لموزع الكتب. والكتاب الذي وضعه والتر ايزاكسون المسؤول السابق في مجلة "تايم" ومحطة "سي ان ان" التلفزيونية صدر في 24 تشرين الاول/اكتوبر بعد اقل من ثلاثة اسابيع على وفاة ستيف جوبز. وحل كتاب الفكاهية تينا فراي "بوسي بانتز" وكتاب جايسي دوغارد الفتاة التي خطفت في طفولتها وبقيت محتجزة لمدة اكثر من 18 عاما في المرتبتين الثانية والثالثة امام رواية نشرتها الكاتبة دارسي تشان على حسابها عبر المكتبة الالكترونية كيندل وهو بعنوان "ذا ميل ريفر ريكلوز". وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت ان هذا الكتاب الاخير وهو قصة ارملة غنية تقدم ثروتها الى جيرانها الذين كانوا بالكاد يعرفونها، بيعت اكثر من 400 الف نسخة منه مع انه رفض من حوالى عشرة دور نشر واكثر من مئة وكيل ادبي. وقد زادت تشان من فرص النجاح من خلال عرض كتابها للبيع ب99 سنتا من الدولار فقط عبر كيندل ومنصات رقمية اخرى ومن خلال استثمار الف دولار في اعلانات عبر الانترنت واكثر من 600 دولار لطلب مقالات نقد سريعة ومستقلة على ما اوضحت الصحيفة. وحل كتاب "ذي آبي" لكريس كولفر الذي نشره ايضا على حسابه في المرتبة التاسعة للمبيعات عبر موقع "امازون.كوم". ولم تعط شركة امازون اي ارقام محددة للمبيعات.

وسيصدر قريبا في بولندا كتاب يشرح سيرة دانوتا فاليسا زوجة الرئيس التاريخي لنقابة "سوليدارنوسك" (التضامن) والرئيس البولندي السابق ليش فاليسا، التي تتحدث من دون مجاملة عن مسيرة زوجها الفني الكهربائي في الاساس وعن حياتهما العائلية. وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "دانوتا فاليسا، أحلام وأسرار"، تروي زوجة ليش فاليسا المتحدرة مثله من عائلة مزارعين متواضعة، سيرتها منذ بلوغها غدانسك (الشمال) وهي في التاسعة عشرة من عمرها وصولا إلى دورها ك"سيدة أولى" مرورا بنضال "سوليدارنوسك" وبالقمع الشيوعي. وتأتي شهادات لأصدقاء وأفراد آخرين من العائلة لتكمل حكاية سيرة هذه المرأة التي ولدت في 25 شباط/فبراير 1949 وأنجبت ثمانية أولاد. في العام 1968، غادرت دانوتا مسقط رأسها في وسط بولندا قاصدة غدانسك. فتروي "كنت أعمل لدى بائع أزهار عندما دخل شاب ليطلب صرف النقود. ثم عاد في وقت لاحق... وتزوجنا في العام 1969". وتقول بحسرة "لم يعرض في يوم مساعدتي في الأعمال المنزلية. بعد ذلك، في الثمانينات، راح مع تلك السياسة الرهيبة يهتم أقل بالمنزل وبالأطفال وكذلك بي". عاشت دانوتا بحماسة ولادة نقابة "تضامن" في صيف العام 1980، وهي أول نقابة حرة في الاتحاد السوفياتي. وتسر قائلة "كانت تلك الأيام، أجمل ما حييت". وعندما اعتقل النظام الشيوعي زوجها بعد إرساء الحكم العسكري في كانون الأول/ديسمبر 1981، كان يسمح لدانوتا بزيارة زوجها من وقت إلى آخر لكن في ظل مراقبة مشددة. وعندما حاز ليش فاليسا جائزة نوبل للسلام في العام 1983، طلب من زوجته أن تستلم الجائزة في أوسلو بالنيابة عنه، بعدما خشي ألا يتمكن من العودة إلى البلاد إذا ما غادرها. وتخبر "يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1983 كان بالنسبة إلي مكافأة لقاء كل العذاب والإهانات والأذية التي عانيت منها في ظل الحكم العسكري (...) وقد بدا ملك النروج أولاف الخامس رجلا مستقيما وساحرا وهادئا". وتصف بالمثل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي استقبلت بعد عشر سنوات من ذلك، الثنائي الرئاسي البولندي في قصر ويندسور. بحسب فرنس برس.

منذ الخسارة التي سجلها ليش فاليسا في الانتخابات الرئاسية للعام 1995، راح يمضي وقته بين المنزل ومكتبه في غدانسك ويجول العالم عاقدا لقاءات. هو تحول إلى مدمن إنترنت. فتقول دانوتا "أعلم أن الإنترنت حل مكان الاجتماعات واللقاءات المباشرة مع الناس والتي كانت تشكل شغفا بالنسبة إليه منذ العام 1980 ولغاية توليه الرئاسة. لكنه يحق لي أن أبغض الكومبيوتر الذي أصبح أكثر أهمية من الإنسان". من بين أبنائهما الأربعة وبناتهم الأربع، لم يخض سوى ابنهما الأصغر ياروسلاف عالم السياسة وقد أصبح عضوا في البرلمان الأوروبي. أما بوغدان إبنهما البكر فهو ضابط في الشرطة في حين امتهنت إحدى البنات وتدعى ماغدا، الرقص. إلى ذلك، لليش ودانوتا اليوم نحو عشرة أحفاد. وسيرة دانوتا فاليسا التي تأتي في كتاب من 500 صفحة، تصدر عن دار فيدافنيتشتفو ليتيراتسكيه في كراكوف.

من جانب اخر روت الكاتبة البريطانية ج.ك. رولينغ صاحبة سلسلة "هاري بوتر" الشهيرة انها اضطرت الى تغير مكان سكنها بعد نشر صور منزلها في الصحف. وقالت رولينغ خلال افادتها امام لجنة حول ممارسات وسائل الاعلام ان صورة منزلها مع اسم الشارع نشرت في الصحف فاصبح "من غير المحتمل" البقاء في المكان. واتهمت الصحافة ايضا بالتدخل في حياة ابنتها البالغة خمس سنوات موضحة "فتحت حقيبة المدرسة الخاصة بها في احد الايام فوجدت ظرفا موجها الي. كانت رسالة من صحافي" اراد الاتصال بالكاتبة موضحة انها "اضطربت جدا" عندما اكتشفت الامر. ومضت تقول "ثمة صحافيون يخاطرون بحياتهم من اجل تغطية الحروب والمجاعات او الثورات ومن جهة اخرى ثمة اشخاص يتصرفون بطريقة غير قانونية. واتساءل احيانا لم يسمون بالاسم ذاته (صحافيون)". واتت افادة الكاتبة في اليوم الرابع من جلسات استماع للجنة حول ممارسات وسائل الاعلام شكلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اثر فضيحة التنصت الهاتفي التي مارستها صحيفة "نيوز اوف ذا وورلد".

وفي وقت سابق اتهمت الممثلة سيينا ميلر هذه الصحيفة بانها تنصتت على ثلاثة من هواتفها النقالة وصندوق بريدها الالكتروني. واكدت انها اتهمت افراد عائلتها والاصدقاء بتوفير المعلومات الى الصحافيين قبل ان تعرف الحقيقة. وقد حصلت ميللر على 116 الف جنيه استرليني (156 الف دولار) كعطل وضرر في اطار هذه القضية التي انتهكت خصوصياتها.

جون سميث يعود الى الحياة

من جانب اخر فان أول قصة كتبها المؤلف الكبير سير آرثر كونان دويل، مبتكر شخصية المحقق شيرلوك هولمز، ولم تنشر من قبل أصبحت الآن موجودة على أرفف المكتبات. القصة تحمل عنوان حكاية جون سميث وقد انتهى دويل من كتابتها عام 1884، وهي من أدب الغموض والرعب وتروي قصة رجل يعيش حبيسا في غرفته بسبب داء النقرس. كان دويل قد أرسل القصة إلى ناشر ولكنها فقدت في البريد. واضطر إلى إعادة كتابتها كاملة من الذاكرة. ولكن المكتبة البريطانية أعادت نشر القصة ومعها عرض سمعي لها بصورة روبرت ليندسي. وتقول راشيل فوس التي قامت بتنقيح النسخة المكتوبة للقصة إن نشر ذلك العمل والمعرض الخاص به يعكس حقيقة أن هناك الكثير مما ينتظر الإكتشاف بشأن ذلك الكاتب الفذ. وقد ظلت النسخة المكتوبة من القصة في حوزة المكتبة منذ عام 2007، وقد نشرت بعد موافقة الجهات المشرفة على التراث الأدبي الذي تركه كونان دويل. وقد كتب دويل النسخة الأولى من القصة وهو في العشرينات من عمره وعقب انتقاله للعيش في منطقة ساوث سي القريبة من بورتسموث.

ولوحظ أن دويل في كتابته الثانية للقصة قد بدل بعض الفصول والأحداث، ولكنه لم يقدم النسخة النهائي لأي ناشر. وكان من تعليقاته الساخرة عن القصة قوله إن خوفي من ضياعها مرة ثانية لا يقارن بخوفي عندما أقرأها. ولكن النقاد يرون أن دويل كان محظوظا عندما غابت قصته الأولى عن النشر لإنها لم تكن بالقدر الكافي من الحبكة عندما كتبها، ولكنها مع ذلك تظل نافذة يمكن منها الإطلال على عقل وفكر وآراء مبتكر شخصية شيرلوك هولمز.

في السياق ذاته اعلنت دار النشر الاسكتلندية انها ستصدر كتاب سيرة عن مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج رغم معارضة هذا الاخير مع انه من انصار الشفافية المطلقة، واوضحت دار "كانون غيت" للنشر الصغيرة التي وقع الاسترالي اسانج عقدا معها في وقت سابق ان كتاب جوليان اسانج السيرة غير المسموح بها هي صيغة للكتاب تعود الى قبل ان يقرر مؤسس موقع ويكيليكس الغاء العقد معها. وقالت دار النشر ان الكتاب يعكس 50 ساعة من المقابلات اجريت مع جوليان اسانج (40 عاما) في منزله في شرق انكلترا حيث يخضع للاقامة الجبرية بانتظار البت بطلب تسليمه الى السويد. وتتهمه سويديتان بإرغامهما على اقامة علاقات جنسية معه من دون اي حماية في آب/اغسطس 2010 الامر الذي ينفيه اسانج. وتابعت دار النشر تقول "في السابع من حزيران/يونيو 2011 وفي حين كانت 38 دور نشر في العالم تريد اصدار هذا الكتاب، قال لنا جوليان انه يرغب في الغاء العقد". واضافت "كانون غيت"، "الا انه (اسانج) كان قد استخدم الدفعة المسبقة من الاموال لتسديد كلفة الاجراءات القانونية. لذا قررنا ان نستمر بالعقد وان ننشر الكتاب" متعهدة "بتسديد حقوق المؤلف كاملة" الى جوليان اسانج. بحسب فرنس برس.

واوضحت دور النشر "اصيب جوليان بالتوتر كثيرا لفكرة نشر كتاب سيرته. وبعد قرأ الصيغة الاولى للكتاب نهاية اذار/مارس وقال جوليان حينها ان كتابة المذكرات هو بمثابة ممارسة الدعارة". واضافت "كانون غيت"، "نحن لا نوافق جوليان رأيه حول الكتاب. نحن نعتبر انه يلقي ضوءا على الرجل وعمله في آن ويشدد على التزامه الحقيقة". وذكرت صحيفة "ذا انديبندنت" التي ستنشر مقتطفات من الكتاب ان ثمة فصلا كاملا في الكتاب ممكرس لرواية اسانج حول الاتهامات الموجهة اليه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.

كتب ممنوعة

من جهتا منعت سلطات الجمارك الأردنية دخول كتاب 'العميل الثلاثي الذي اخترق السي أي إيه'، لمؤلفه جوبي ورك محرر شؤون الأمن القومي في الـ'واشنطن بوست'، الذي يتحدث عن عملية الإنتحاري الأردني همام البلوي في أفغانستان ضد قاعدة السي أي إيه. وقالت صحيفة 'السبيل' الأردنية إنه تمت مصادرة الكتاب من دون شرح الأسباب، ونقلت عن عمار شقيق البلوي 'ان الكتاب يتحدث عن تفاصيل دقيقة عن عملية خوست، كما يتحدث عن كيفية رصد 'السي أي إيه' مشاركات شقيقي همام في المنتديات الجهادية في عام 2008، حيث أنها تستخدم أجهزة كومبيوتر متطورة جدا تقدر بنصف مليار دولار قادرة على تتبع أي مشارك في هذه المنتديات من أي مكان في العالم'. وأضاف 'تحدث الكتاب ايضاً عن ايعاز 'السي اي ايه' إلى المخابرات الأردنية بتتبع ومراقبة شقيقي همام لمدة 6 أشهر قبل اعتقاله، وكيف أنه خلال عملية الرصد والمراقبة ثبت أن شقيقي الدكتور همام ليس على صلة مع أية تنظيمات ومنظمات او أي شيئ مشابه عندها أوعزت 'السي أي إيه' بضرورة اعتقاله'. وهمام البلوي هو طبيب أردني، انضم الى حركة طالبان تحت إسم ابو دجانة الخراساني، وقام في 30 ديسمبر/كانون الأول من عام 2009 بتفجير نفسه في قاعدة امريكية في خوست، ما ادى الى مقتل 8 ضباط امريكيين وضابط مخابرات اردني. وكشفت هذه العملية طبيعة الوجود العسكري الأردني في أفغانستان الذي اعلنت عمان انه يتقصر على الدور الإنساني وتقديم الرعاية الطبية للأفغان من خلال المستشفى الميداني العسكري الأردني. وقال عمار البلوي إن الكتاب تطرق لتفاصيل 'عمل أجهزة المخابرات الأميركية والأردنية وعن مدى متانة العلاقة بين الجهازين حتى على مستوى الأفراد'. بحسب يونايتد برس.

وتساءل عن 'سبب منع دخول الكتاب للأردن مع العلم أن نفس الكاتب (جوبي ورك) كان أجرى مقابلة مع الملك عبدلله الثاني في يونيو/حزيران الماضي، وتم نشر المقابلة على الموقع الرسمي للملك.. فلماذا يتم منع كتبه من دخول الاردن'. وقال ان 'الكاتب استقى معلوماته من خلال مقابلة كبار ضباط 'السي أي إيه' وضباط المخابرات الأردنية وأهالي القتلى وعائلاتهم'. وطالب البلوي السلطات بتوضيح سبب منع دخول الكتاب، الا انه لم يتلق أي رد أو من قبلهم. بحسب قوله.

وفي فيتنام لم يكن يحمل رسم الجنديين اللذين يلعبان بقنبلة يدوية كما لو كانت كرة قدم، إلا طابعا فكاهيا بحتا.. لكن الرقابة لم توفر من شرها الكتاب الجديد حول لغة الشباب الاصطلاحية المتداولة في فيتنام. ويقول كلام الصورة الذي يرافق رسم الجنديين "عندما تكون جنديا، عليك دائما أن تجذب الانتباه"، وذلك في محاولة للحط من صورة الجيش الفيتنامي البطل. ويشرح نغوين تانت بونغ مؤلف هذا الكتاب وعنوانه "القاتل ذو الرأس المملوء بالقيح"، أن هذا الرسم "كان بنظري غريبا فكاهيا ليس إلا". وهذا الكتاب الذي يجمع المصطلحات العامية المستخدمة في اوساط الشباب الفيتناميين، واحد من المؤلفات التي طالتها رقابة النظام الشيوعي الذي كان في البداية يركز حصرا على الكتب السياسية لكنه بات منذ فترة وجيزة يقف بالمرصاد لثقافة شعبية تزدهر في بلد حيث 28 مليون نسمة هم دون ال18 من العمر.

بالنسبة إلى دور النشر يأتي وضع كتبها على القائمة السوداء بمثابة كابوس، لكن هذا الإجراء يروج أيضا وبطريقة مجانية للكتب التي تزدهر مبيعاتها سرا. ويشرح بونغ البالغ من العمر 26 عاما والذي بيعت 5000 نسخة من كتابه في غضون أسبوعين قبل نفاده من الأسواق، أن "كل كتاب ممنوع في فيتنام يتحول إلى واحد من الكتب الأكثر مبيعا". فحظره "يثير فضول الناس".

ويوضح إدموند ماليسكي الخبير في شؤون فيتنام لدى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن "الجدل القائم أثار اهتمام عدد كبير من القراء الذين ما كانوا ليطلعوا عليها في المكتبات". ويتابع قائلا إن هذا الكتاب يتناول "جميع العبارات المعاصرة الرائجة المستخدمة في أوساط ما يعرف بجيل +9 إكس+ أي الشباب الذين ولدوا في التسعينات" والذين يثيرون الدهشة ب"روحهم الحرة".

ويؤكد الخبير كارل ثاير ومقره أستراليا، أن هذه المؤلفات تزداد يوما بعد يوم، غير أن "الثقافة الشعبية تتعارض من دون أدنى شك مع الأفكار الرسمية التي نجدها الثقافة الفيتنامية". ويتابع "بما أن النظام استبدادي في فيتنام، يتعذر على مسؤوليه الرأي العام... وهؤلاء يخشون الفكاهة السياسية والمنشورات التي تعنى بشؤون السياسة، إذ من شأنها أن تشكك في سلطتهم وشرعيتهم". بحسب فرنس برس.

وتشير منظمة "مراسلون بلا حدود" التي وضعت فيتنام في المرتبة 165 في تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في العام 2010 من بين 178 بلدا، إلى أن النظام الشيوعي يفرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام جميعها. وتعذر على المسؤولين الفيتناميين أن يفيدوا بأعداد الكتب التي يمنع نشرها في كل عام، كما لم يقدموا أي توضيح للأسباب التي أدت إلى حظر كتاب "القاتل". واكتفى دانغ تي بيش نغان المدير المساعد في دار نشر الفنون الجميلة التابعة لوزارة الثقافة بالقول إن الكتاب منع بسبب تعديلات أجريت على المشروع الذي كانت قد تمت الموافقة عليه مسبقا. ومن الكتب المحظورة الأخرى، نجد مجموعة قصصية للصحافي نغوين فين نغوين. وقد فرض على الدار التي نشرته دفع غرامة بتهمة "نشر أفكار مفسدة وإباحية لا تتماشى مع العادات والتقاليد الفيتنامية". ويؤكد نغوين أن "القراء يرغبون حقا في هذا النوع من المؤلفات التي تصدر من بيئة نشر حرة بدلا من تلك التي خضعت لمعالجة وتعقيم مسبقيين".

ولم يكن من الصعب العثور على نسخة غير قانونية من كتاب "القاتل" في شوارع هانوي. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب متوفر بنسخ إلكترونية عدة على الانترنت. ويشير فونغ إلى أن "معارضي المؤلف يتقبلون نشر محتوياته على الانترنت، ولكن ليس بنسخة ورقية. أعتقد بأن الكتب تكتسي في نظرهم طابعا مقدسا". وافقت السلطات الرقابية على نشر نسخة منقحة من الكتاب. لكن مؤلفه يأمل ألا ينظر إلى هذه النسخة المنقحة كنسخة معقمة، حتى ولو تم استبدال بعض الرسومات فيه.

من جهة اخرى اظهرت الاحصائيات الاخيرة ان روايات الجريمة هي اكثر الكتب التي تستعار في المكتبات البريطانية العامة. وتشير تلك الارقام الى ان روايات الجريمة المشوقة لكتاب مثل جيمس باترسون، ولي تشايلد، ما زالت في مقدمة اهم عشرة كتب تستعار في المكتبات البريطانية. وما زالت الرواية الاكثر استعارة حتى الآن هي "الرمز المفقود" للكتاب دان براون. وما زالت روايات باترسون، الكاتب الامريكي غزير الانتاج، تسيطر على قائمة الكتب الاكثر استعارة للسنة الخامسة على التوالي. ويقول الكاتب لي تشايلدز ان الاقبال على قراءة روايات الجريمة تبرهن على رغبة الناس في الحصول على الحماية والامن وسيادة القانون. ويضيف تشايلدز ان "العقد اللاحق لاحداث سبتمبر صارت راويات الجريمة اكثر اهمية في حياة الناس، وهو ما يرمز الى رغبتهم في الامن والامان وسيادة القانون، لانه في نهاية كل رواية لا بد من استعادة النظام والقانون".

عودة كتاب

من جهة اخرى أعادت امرأة في ولاية فيرجينيا الأمريكية كتاباً كانت استعارته قبل 25 سنة من المكتبة للتخلص من «حياة الجريمة» التي كانت تعيشها. وذكرت صحيفة «فيرجينيا بايلوت» ان دانا كوربوس كانت استعارت كتاب «الفراشات حرة» من مكتبة مدينة نورفلوك العامة سنة 1986 غير أنها انتقلت من منزلها ووضعت الكتاب في صندوق كتب عليه «صور». وقالت كوربوس في رسالة الى المكتبة «أنا محرجة لاعادة الكتاب بعد هذه الفترة الطويلة». وأعادت المرأة الكتاب خلال فترة استرحام تُمكّن فيها المكتبة الأشخاص الذين استعاروا كتباً منذ فترة طويلة القيام بتبرعات من الطعام بدل دفع غرامات مالية. وأضافت «شكراً لتوفير فترة استرحام، فهي تمنح الأشخاص الذين يشعرون بالذنب مثلي الفرصة لاراحة أنفسهم»، وقالت «بعد 25 سنة، ليست الفراشات وحدها الحرة بل أنا أيضاً».

معهد الحفاظ على الكتاب

على صعيد متصل يسخر معهد أمراض الكتاب في روما خبرته منذ أكثر من 70 عاما في مداواة الكتب والمؤلفات الثمينة التي أتلفتها الحوادث على أنواعها بالإضافة إلى تخمين تحفة فنية. وقد تأسس هذا المعهد "المتعدد الاختصاصات" في العام 1938 وهو "أول معهد من نوعه في العالم"، بحسب ما تشرح مارينا بيتشيري المسؤولة عن قسم الكيمياء في المعهد الذي تم اللجوء إلى خدماته في إطار عرض اللوحة التي رسمها ليوناردو دا فينشي عن نفسه. وبات هذا المعهد مرجعا في إيطاليا متخصصا بجميع المشاكل المتعلقة بصيانة الكتب والمحفوظات وترميمها، حتى أن الفاتيكان يلجأ إلى خدماته عندما يكون بحاجة إلى مساعدة متخصصة دقيقة.

وتشرح فلافيا بينزاري المسؤولة عن قسم علوم الأحياء قائلة "أبرز المشاكل التي نواجهها ناجمة عن المياه والحر والغبار والحشرات. حتى أن بعض الجراثيم تنجح في التكاثر والانتشار في المكتبات". وفي المتحف التابع للمعهد شرح مفصل عن أنواع الأضرار التي قد تطال المؤلفات مع كتب تشوبها ثقوب كبيرة أحدثتها دود الخشب وأخرى "أكلتها" الجرذان أو ثقبها الرصاص. وتخبر فلافيا بينزاري أنه "بعد الفيضانات الأخيرة في توسكانا استدعتنا السلطات المحلية لنساعدها في ترميم المحفوظات التي جرفتها الفيضانات". فنصح المعهد السلطات "بوضع الكتب في الثلاجة لمنع المياه من تذويب الحبر وتفادي ازدهار الكائنات المجهرية قبل تحويل المياه الصلبة إلى غاز لتجنب إلحاق الضرر بالكتاب".

وفي هذا المعهد، يتعاون اختصاصيون في علوم الاحياء والكيمياء والأدب وحرفيون يتقنون جمع الكتب بالطريقة القديمة. وهم يعتمدون على مجاهر إلكترونية تستخدم الأشعة السينية بالإضافة إلى أدوات خاصة ب"تعتيق" الورق اصطناعيا. وتقول فلافيا بينزاري "نلجأ إلى وصفات قديمة يعود بعضها إلى القرون الوسطى لاستحداث بعض أنواع الحبر والألوان. وقد اكتشفنا نوعا من الحبر مصنع من الدماء". وقد قامت فلافيا بينزاري وإحدى معاوناتها من قسم الكيمياء بالتبرع بدمهما لاستحداث هذا الحبر ودراسة خصوصياته. إلى ذلك، يعول المعهد على شبكة من الشركات المتخصصة في إيطاليا والخارج لصناعة أنواع مختلفة من ورق الرق فضلا عن شركات في اليابان تقوم بتصنيع ورق خاص لترميم الصفحات المتضررة.

وتعمل إحدى الموظفات على ترميم رسالة كتبها الزعيم الإيطالي السابق ألدو مورو وهي تدخل قطعة صغيرة من الورق الياباني في جزء مثقوب من المستند وتلصقه بواسطة شريط رفيع جدا تم تصنيعه في المعهد. وتشرح فلافيا بينزاري أن هذه الرسائل التي كتبها زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي قبيل اغتياله "ستصور وتوضع في غلافات رقيقة مصنوعة من مادة بلاستيكية خاصة تمكنها من التنفس وتسمح بالاطلاع عليها". وتقول مارينا بيتشيري وهي تتكلم عن الكتب كما لو كانت أولادها، أن "الكتاب لا يحب التنقل والسفر. وهو يتأقلم مع محيطه حتى عندما لا يكون هذا الأخير مثاليا. تغير الحرارة والرطوبة يضر به إلى حد كبير". وقد افتتح المعهد منذ سنتين مدرسة تقدم دورات نظرية وعملية للمرممين تمتد على خمس سنوات وتسمح لهم في نهاية المطاف بالعمل على حسابهم في هذا المجال.

الى جانب ذلك تعرض نسخة عن "ماغنا كارتا" وهي ميثاق انكليزي يعود الى القرون الوسطى ويشكل اساس القوانين الدستورية الحديثة مجددا في متحف المحفوظات الوطنية في واشنطن بعد عملية ترميم استمرت سنة على ما اعلنت هذه المحفوظات. المخطوطة العائدة الى العام 1297 وهي النسخة الوحيدة من هذا الميثاق الموجودة بشكل دائم على الاراضي الاميركية، نظفت من عمليات الترميم السابقة وخضعت لوسائل حفظ جديدة وهي باتت موضوعة وراء واجهة جديدة متطورة تؤمن حفظها بشكل جيد. الوثيقة البالغ طولها 70 سنتمترا وعرضها 36 ستعرض مجددا امام الجمهور. ووقع "الميثاق الاعظم" للمرة الاولى العام 1215 من قبل ملك انلكترا جون "بلاارض" لاكلاند، الا ان البارونات الانكليز انتزوعه منه. وهذه الشرعة كانت تضمن الحقوق الاقطاعية وتضع اجراءات لحماية الحريات الفردية. والنسخة الموجودة في واشنطن هي من بين النسخ الاربع التي تحمل خاتم الملك ادوارد الاول احد الملوك الذين اتوا بعد الملك جون. وثمة نسختان من الوثيقة نفسها في بريطانيا والرابعة في استراليا. وفي العالم 17 نسخة تحمل تواريخ مختلفة. وكانت الوثيقة قد أعيرت الى محفوظات واشنطن الا ان صاحبها قرر طرحها للبيع في العام 2007 فاشتراها الملياردير ديفيد روبنشتاين بسعر 21,3 مليون دولار واعارها مجددا الى المحفوظات. بحسب فرنس برس.

وقد تبرع روبنشتاين وهو احد مؤسسي صندوق الاستثمارات "كارلايل غروب"، ايضا بمبلغ 13,5 مليون دولار لصنع الواجهة الجديدة المتعددة الوسائط الموجهة للجمهور والتي تفسر اهمية الوثيقة، ولبناء قاعة جديدة للمحفوظات تعرض "ماغنا كارتا" اعتبارا من العام 2013. وكان الاباء المؤسسون للاستقلال الاميركي نهاية القرن الثامن عشر استوحوا من هذه الشرعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/شباط/2012 - 19/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م